id
stringlengths 0
141
| title
stringlengths 1
119
| text
stringlengths 50
119k
| url
stringlengths 31
171
| hash
stringlengths 32
32
| metadata
dict |
|---|---|---|---|---|---|
فترة هييآن
|
فترة هييآن
|
فترة هييآن (ياليابانية: 平安時代) ما بين (794-1185 .): من فترات التاريخ الياباني. حملت فترة هييآن (平安時代) معها عهدا من الرخاء دام حوالي 350 سنة. مع بداية القرن التاسع، استطاع البلاط الإمبراطوري أن يبسط هيمنته على كامل الجزر الرئيسية للأرخبيل الياباني، الاستثناء الوحيد كان جزيرة هوكايدو (北海道)، شمال هونشو إلا أن هذا لم يمنع من قيام حملات عسكرية منظمة للحد من سيطرة الأهالي المحليين أو مايعرف باسم الآينو (蝦夷)، السكان الأصليين للجزيرة. ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع، أخذت السلطة الحقيقية في الإفلات من العائلة الحاكمة وأصبحت بين أيدي الفوجي-وارا (藤原). تمكن أفراد هذه العائلة من وضع سياسة سمحت لهم بالسيطرة على اثنين من المناصب الحساسة في الدولة، منصب الوصي أو السيشو (摂政) -كان يتولى أمر الإمبراطور قبل بلوغه سن الرشد- ومنصب الحاجب (كبير المستشارين) أو الكانباكو (関白) -كان يتولى شؤون الإمبراطور بعد سن الرشد-. عندما توفى الإمبراطور مونتوكو (文徳天皇) سنة 858 . تاركا العرش للإمبراطور سه-ئيوا (清和天皇) الذي كان عمره ثمان سنوات، أصبح المجال أمام جده فوجي-وارا نو يوشي-فوسا مفتوحا، ليستولى على مقاليد الحكم مع اتخاذه لقب الوصي، مرسخا بذلك لعادة استمرت حتى نهاية القرن العاشر. منذ ذلك العهد سيطرت العائلة على كل المقاليد الرسمية في البلاط ثم امتدت السيطرة حتى شملت الإدارة. دأبت هذه العائلة جيلا بعد جيل على تزويج إحدى بناتها من ابن الإمبراطور الحالي، فكانوا كلما ولد صبي جديد يقومون بعقد قرانه على بنت من بنات الفوجي-وارا. يقومون بعدها بإجبار الإمبراطور على التنازل لصالح ابنه والذي غالبا ما يكون حديث السن، فيتم وضعه تحت وصاية كبير عائلة فوجي وارا. تميزت فترة الفوجي-وارا بتطور ثقافة وطنية يابانية متحررة من التأثيرات الكورية والصينية. كان عهد فوجي-وارا نو ميتشيناغا (藤原道長) من أبرز الفترات التي عرفها اليابان أثناء حكم هذه العائلة. عاشت الثقافة الوطنية أزهى عصورها في بلاط فترة هيي-آن. في الميدان الأدبي برزت نساء أديبات مثل موراساكي شيكيبو (紫 式部)، صاحبة قصة قنجي (源氏物語)، أو سي شوناغون (清少納言) (966-1025/1017 .). عرفت الفترة أيضا ضعفا للإدارة المركزية، فأثر ذلك على الجانب الاقتصادي. كانت اثنتان من أهم الطوائف البوذية آنذاك: تينداي شنغون من أهم المستفيدين من هذا الضعف، فتمكنتا من الحصول على أراض شاسعة، ثم نحا رجال الطبقة الحاكمة هذا المنحى فاتخذوا لأنفسهم مناطق خاصة، قاموا بإدارتها بأنفسهم، وكانوا بالطبع معفيين من عبء الضرائب. ثم بلغ ضعف البلاط حدا جعل معه أحد رجال عشيرة التائيرا يعلن نفسه إمبراطورا على البلاد، وقعت هذه الأحداث سنة 940 . كان هذا منذرا لحوادث أخطر ستقع بعدها. أصبحت كل عشيرة تسيطر على منطقة، تقوم بتسيير الأمور بنفسها وباستقلالية عن الحكم المركزي. ثم تطورت الأمور فأصبحت بعض هذه العشائر تطمح إلى أن توسع من رقعة سيطرتها، فدخلت في حروب مع العشائر الأخرى. انتهت مرحلة سيطرة الفوجي-وارا سنة 1028 ، مع موت ميتشيناغا. ثم ومنذ منتصف القرن الحادي عشر، بدأت العائلة في فقدان سيطرتها على مقاليد الحكم. مع موت الإمبراطور غو رئي-زائي أو رئي-زائي الثاني (後冷泉天皇) سنة 1068 .، لم يكن بين أفراد هذه العائلة شخص في سن تسمح له بلعب دور قيادي. عاد اللقب بعدها إلى الإمبراطور غو سانجو أو سانجو الثاني (後三条天皇). قام هذا الأخير بحركة جديدة ليعلن من خلالها استقلاله. بدأ العهد الجديد مع تولي ابنه الإمبراطور شيراكاوا (白河天皇) الذي حكم منذ 1072 .، سمي العهد الجديد عهد الأباطرة المنعزلين. قام الأخير بالتنحي لصالح ابنه الإمبراطور هوريكاوا (堀川天皇) سنة 1086 . مع قيامه بدور الوصاية عليه. في نفس هذه الفترة بدأت طبقة جديدة من الرجال المحاربين في البروز. كان هذا في المقاطعات الأخرى من البلاد، والبعيدة عن الحكم المركزي، وحيث كانت أولويات حكام هذه المقاطعات مغايرة لما يراه رجال البلاط الإمبراطوري. أنشأ هؤلاء الحكام من حولهم طبقة خاصة من المحاربين عرفوا باسم بوشي (武士) (التسمية الشائعة هي ساموراي (侍)، إلا أن هذا خطأ تاريخي فالتسمية الثانية لم تعمم إلا في فترة إيدو اللاحقة). كانت هذه الطبقة الجديدة في خدمة أصحاب الأراضي وحكام المقاطعات الذين بقوا في العاصمة الإمبراطورية. كانت مهامهم تنحصر في حماية وإدارة ممتلكات كبار الملاك. ثم بدءوا في تنظيم أنفسهم وتشكيل تجمعات أو عشائر. إحدى أهم هذه العشائر عرفت باسم التائيرا (平)، كانت هذه الطائفة من المحاربين تتمتع بحماية الأباطرة المنعزلين. اكتسبت هذه الطائفة سمعة كبيرة في البلاد بعد إحكام سيطرتها على مناطق جنوب غرب البلاد حول البحر الداخلي. ثاني هذه الطوائف كانت الميناموتو (源) والذين تمتعوا بدورهم بحماية الفوجي-وارا ثم سيطروا بدورهم على مناطق السهول حول كانتو. في عام 1156 . حصل الانشقاق بين الأخوين فوجي-وارا: تاداميشي ويوريناغا. بدأ الصراع على السلطة بعد وفاة الإمبراطور توبا (鳥羽天皇). كان الإمبراطور السابق سوتوكو (1119-1164 .) من جهة وابن الإمبراطور توبا، والذي عرف باسم غو شيراكاوا (後白河天皇) من جهة أخرى، طرفي الصراع القائم على العرش. تحالف كل من سوتوكو مع يوريناغا من الالفوجي-وارا وتامه- يوشي من الميناموتو ضد حلف مشكل من غو شيراكاوا (ابن الإمبراطور)، تاداميشي من الفوجي-وارا، ثم انضاف إليهم كل من عشيرة التائيرا يقودها كييوموري وأخرى من عشيرة الميناموتو يقودها يوشي-تومو (源 義朝) -هو نفسه ابن تامه-يوشي من الميناموتو حليف سوتوكو-. انتهت الحروب الطاحنة بين الطائفتين أو ماعرف لاحقا باضطربات عهد هوجن بانسحاب سوتوكو من الساحة وتنصيب شيراكاوا (أو غو-شيراكاوا). إلا أن الأخير وفي غمرة النشوة بالنصر تناسى حلفاءه وبالأخص يوشي-تومو من الميناموتو. عواقب هذا الجفاء كانت سريعة. يقوم يوشي-تومو سنة 1159 . بتدبير انقلاب ويخلع الإمبراطور. عرفت هذه الفترة باسم اضطرابات عهد هه-ئيجي. إلا أنه سرعان ما عاد الوضع لينقلب من جديد مع تدخل كييوموري وتصفيته لقادة الانقلاب وبالأخص يوشي-تومو من الميناموتو وأفراد عائلته. الناجيان الوحيدان من المذبحة كانا ابنا السابق، ميناموتو نو يوريتومو (源頼朝) وميناموتو نو يوشي-تسونه. بسطت عشيرة التائيرا هيمنتها على البلاد. أخذ أحد رجال هذه العشيرة، هو تائيرا نو كييوموري يستحوذ على المناصب العليا في البلاط، ماشيا في ذلك على سيرة الفوجي-وارا، ثم بدأ بتوزيع المناصب على أفراد عائلته وزوج إحدى بناته من أحد الأمراء، والذي أصبح أحد أبنائه، أنتوكو إمبراطورا سنة 1180م. في نفس السنة كان ميناموتو نو يوريتومو (源頼朝) قد اتخذ من كاماكورا (鎌倉) في شرق البلاد مقرا رئيسا له، وبعدما استقرت به الأحوال أخذ هذا الأخير يبحث عن الذرائع للاستيلاء على العاصمة الإمبراطورية (كيوتو). فاستغل فرصة قيام أحد أقربائه يوشي-ناكا بثورة، ليبدأ حملة جديدة من المناوشات. إلا أن الحملة لم تأت بجديد. كان عليه الانتظار حتى سنة 1183 . حينما هاجم يوشي-ناكا العاصمة من جديد، فجمع يوريتومو العدة وجهز حملة بقيادة أخيه ميناموتو نو يوشي-تسونه. تمكن هذا الأخير من إنقاذ الإمبراطور غو شيراكاوا (後白河天皇). إلا أن المعارك لم تهدأ وبدأت حملات مطاردة ضد طائفة التائيرا إلى الغرب من البلاد. كان معركة دان نو أورا فاصلة، تم بعدها القضاء نهائيا على هذه الطائفة. يعتبر المؤرخون هذا الحدث نهاية الحقبة القديمة من التاريخ الياباني وبداية حقبة العصور الوسطى.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فترة هييآن
|
6228736d036b97bc57a179f1a2d97295
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.489486",
"source": "Wikipedia"
}
|
فوجيوارا (عشيرة)
|
فوجيوارا (عشيرة)
|
عشيرة فوجيوارا (، فوجيوارا شي) عائلة من النبلاء هيمنت على اليابان أثناء فترة فترة هييآن. تنحدر عشيرة فوجيوارا من عشيرة ناكاتومي وتولى أفرادها مناصب قيادية على غرار الحاجب (كبير المستشارين) والوصي. عرفت عهدها الذهبي أثناء حكم فوجي وارا نو ميتشيناغا (藤原道長). يعتبر البعض هيمنة العائلة على الحياة السياسية سببا في إضعاف دور العائلة الإمبراطورية، مما مهد لظهور النظام المعروف باسم الشوغونية. بدأ نفوذ عشيرة فوجيوارا أثناء فترة أسوكا.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فوجيوارا (عشيرة)
|
d33e347d4af4eb3f30a85aa2a102a42e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.489771",
"source": "Wikipedia"
}
|
فوجي وارا نو ميتشيناغا
|
فوجي-وارا نو ميتشيناغا
|
فوجي-وارا نو ميتشيناغا (藤原道長) .(966-1028 .) من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الياباني «فترة هييآن»، ارتبط اسمه بمرحلة الأوج السياسي لعائلة ال«فوجي-وارا» (藤原). كان «ميتشيناغا» خامس إخوته، أبوه «كانه-إي-إه» (929-990 ) تولى منصب ال«وصي» أو «سيشو» (摂政). بعد وفاة أخويه سنة 995 أصبح عميد عشيرة ال«فوجي-وارا»، خلع عليه لقب «نائيران»، وأصبح له بذلك حق الإطلاع على جميع الوثائق التي يتم تقديمها للإمبراطور. تمكن بفضل منصبه من أن يكون شبكة قوية من العلاقات. عمل «ميتشيناغا» على تكريس هذه العلاقات طوال بقية عمره. حتى يدعم موقع في الدولة ويكتسب شرعية أكبر، قام بتزويج ثلاث من بناته من أباطرة. ابنته الكبرى تزوجت من الإمبراطور «إشيجو» (986-1011 ) (ال66)، أنجت معه اثنين من الأبناء، أصبحا بدورهما إمبراطورين، «غو-إشيجو» (1016-1036 ) «غو-سوزاكو» (1036-1045 ). ابنته الثانية تزوجت من الإمبراطور «سانجو» (1011-1016 ). أما ابنته الثالثة فتزوجت من حفيده الإمبراطور «غو-إشيجو» (1016-1036 ). تولى «ميتشيناغا» سنة 1017 منصب وزير الشؤون العليا «داجو دائي-جن»، ثم بعدها بقليل تولى منصب الوصي «سيشو» (摂政) على حفيده الإمبراطور «غو-إشيجو». إلا أنه ولأسباب خاصة فضل أن يترك هذا المنصب لينعزل في المعبد الذي قام بتشييده في «كيوتو»، ال«هوجو-جي». كان «ميتشيناغا» يمسك وعن طريق أبناءه بمقاليد الحكم الفعلي. شغل العديد من أبناءه مناصب كبيرة في الدولة، كما تولى اثنين منهم منصبي الحاجب (كبير المستشارين) «كانباكو» (関白) ووزير الشؤون العليا «داجو دائي-جن». تولى أكبر أبنائه «فوجي-وارا نو يوريميشي» (992-1074 ) وعلى مدى 52 سنة منصب الوصي «سيشو» (摂政) على ثلاث أباطرة. كان «ميتشيناغا» من أتباع مذهب «آميدا» البوذي، وكرس أغلب وقته لخدمة معتقداته. توفي سنة 1027 ، في إقامته في معبد ال«هوجو-جي». يعتقد البعض أن شخصيته القوية هي التي أوحت بكتابة «قصة جنجي» (源氏物語)، وأن أحداث القصة أنما كان تتمحور حول حياته الشخصية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فوجي وارا نو ميتشيناغا
|
9c9320e81c6543029aa8a73f9272f01c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.490448",
"source": "Wikipedia"
}
|
موراساكي شيكيبو
|
موراساكي شيكيبو
|
موراساكي شيكيبو عاشت (973-1025 ) هي أديبة وشاعرة يابانية، كانت إحدى الوصيفات (من نساء البلاط) أثناء «فترة هيي-آن»، واشتهرت كصاحبة الرواية المشهورة في الأدب الياباني «قصة غنجي» (源氏物語). كتبت هذه القصة قبل أكثر من ألف عام ويعتبرها النقاد من بين أولى الروايات في تاريخ الأدب العالمي.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/موراساكي شيكيبو
|
a325ca7cc74e6607c80224bbd431e98a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.490678",
"source": "Wikipedia"
}
|
قصة غنجي
|
قصة غنجي
|
قصة غنجي تعد من الروايات الأولى والأشهر على الإطلاق في الأدب الياباني. صاحبة الرواية «موراساكي شيكيبو» (紫 式部) (973-1025 .) عاشت أثناء فترة هييآن التاريخية. تدور أحداث القصة حول شخصية «هيكارو نو غنجي» (光の源氏)، وحسب الرواية دائما هذا الشخص من النبلاء وينتمي إلى عائلة «ميناموتو». رغم أنه ابن أحد الأباطرة إلا أنه ولأسباب سياسية، تم إبعاده من البلاط ثم أسندت إليه مهام إدارية. تبدأ القصة في سرد الأحداث الرومانسية التي يتعرض لها البطل، كما تصور العادات والتقاليد السائدة آنذاك. تبدو الرواية وكأنها كتبت بأسلوب خاص لم يعهد من قبل، ولعل السبب في ذلك راجع لكون الرواية أوجدت لمهمة خاصة، وهي تسلية نساء البلاط، وقد تجلت لأول مرة كل عناصر الرواية الحقيقية في هذه القصة، الأحداث المتتالية في إطار زمني ثم الراوي الذي يشرح هذه الأحداث.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/قصة غنجي
|
2fe1bf705fe962a17900cf24cf8bfe9f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.491054",
"source": "Wikipedia"
}
|
ساموراي
|
ساموراي
|
ساموراي أو بوشي (武士) هو اللقب الذي يطلق على المحاربين القدماء في اليابان. تعني كلمة «ساموراي» في اللغة اليابانية «الذي يضع نفسه في الخدمة». رغم أن اللفظ الأصلي استعمل في «فترة إيدو» لتمييز الرجال الذين كانوا يسهرون على حفظ الأمن، فقد تم تعميم هذه الكلمة لاحقا على كل الرجال المحاربين في اليابان. يعود أول ظهور لكلمة «ساموراي» في كوكين واكاشو (905 - 914) أول مجموعة أشعار إمبراطورية. الساموراي طبقة وراثية للمحاربين باليابان خلال عهودها الإقطاعية. والمصطلح أصلا يشير فقط إلى الحرس الإمبراطوري، ولكنه بعد قدوم النظام الإقطاعي صار يشير لكل الطبقة العسكرية، بما في ذلك المحاربين الذين يطلق عليهم اسم الدايميوس والشوغن. وينتمي 5% من اليابانيين إلى هذه المجموعة. يربط بين المحارب من الساموراي هارا كيري وهو انتحار احتفالي. كان لديهم مكانة عالية وامتيازات خاصة مثل ارتداء سيفين. تبع الساموراي قوانين بوشيدو للفضائل العسكرية، واللامبالاة بالألم، والولاء الثابت. خلال حقبة إيدو الهادئة (1603 إلى 1868) أصبح الساموراي الحكام والقادة لممتلكات الداي-ميو، واكتسبوا الخبرة الإدارية والتعليم. في سبعينيات القرن التاسع عشر كانت عائلات الساموراي تشكل 5٪ من السكان. أنهت ثورة ميجي أدوارهم الإقطاعية، وانتقلوا إلى الأدوار المهنية والتجارية. يظل الساموراي ذكرى بارزة في الثقافة الشعبية اليابانية. استمرت سلالة الهاين اليابانية أربعة قرون تقريبا، فكانت في البداية حقبة مجد وازدهار، حيث ازدهر الفن والشعر والخط الجيد. وكانت العاصمة الجديدة هيان كيو (في المنطقة كيوتو حاليا)، ولكن مرور السنوات أدى إلى نمو قوة الأشراف في المقاطعات. فبدأ هؤلاء الأشراف بالاستعداد، مؤسسين جماعات من الرجال المقاتلين. قدمت بدورها خدمات إلى الأسياد. وهكذا تولد شكل من النظام الإقطاعي. وأصبح حملة السلاح المحاربون هؤلاء يسمون «الساموراي». كانت لهم قواعد شرف متزمتة، شابهت في كثير منها فرسان العصور الوسطى في أوروبا. وقد استطاعوا مع الوقت تحطيم سلالة هاين في عام 1160 . يتم الخلط بين كلمتي «بوشي» «ساموراي» بدون قصد أحيانا، ترجع الكلمتان في معناهما إلى حقبتين مختلفتين من تاريخ اليابان، كما أنهما تميزان وظيفتين مختلفتين أيضا. البوشي (المحاربون)، ظهر دورهم عام 1185 ، وكانوا الحكام الفعليين للبلاد أثناء عهد الفوضى. أهم ما ميز مظهرهم هو ارتداء الدروع، لم يعرفوا في حياتهم غير الحروب المتواصلة، كان قدرهم يتحدد في قلب المعارك التي كانوا يخوضونها. عملوا دائما على توسيع رقعة العشائر التي كانوا ينتمون إليها. الساموراي، ظهر دورهم سنة 1615 ، كانوا موظفين يحملون السلاح، على غرار قوات حفظ النظام (الشرطة) اليوم، يغلب عليهم ارتداء الملابس الخفيفة (كيمونو). يخضع كل واحد منهم لأحد السادة الكبار. كانوا يشكلون طبقة مستقلة، وضعوا أنفسهم في خدمة الشوغون (سيدهم الأول) ووطدوا له البلاد. كانت مهامهم الأساسية الأخرى تتمثل في إدارة الأراضي والسهر على مصالح أسيادهم في المقاطعات. عادة يتقلدون سيفين ويتميزون بغطاء خاص على رؤوسهم. يتدرج الساموراي في المراتب العسكرية المختلفة ولكل نصيبه المناسب من الأرز. فقد الساموراي نفوذهم بعد أن تخلت اليابان عن النظام الإقطاعي عام 1871م. وكان الساموراي أقوى محاربي العالم في تلك الفترة. أثناء فترة نارا (710-784 ) أطلق على المحاربين تسمية مونونوفو. ثم ظهر لفظ «بوشي» لأول مرة أثناء فترة هييآن (784-1185 )، كان اللفظ يستعمل لتمييز كل الرجال المحاربين النظاميين، الذين جندتهم الأسرة الإمبراطورية، أو العشائر الكبرى لإدارة المناطق والمقاطعات (شو-إن). أطلقت كلمة ساموراي في بداية الأمر على الحرس الإمبراطوري المقيم في العاصمة كيوتو، والذي كان يقوم بالسهر على أمن العائلة الإمبراطورية وكبار العائلات من النبلاء. مع نهاية «فترة هييآن»، أخذ دور البلاط يتراجع، دخلت البلاد مرحلة الفوضى وساد مبدأ الحرب في المقاطعات البعيدة، كان لل«بوشي» الدور الفعال في هذه الفترة. أخذت قوة بعض العشائر الكبيرة كال«تائيرا»، ال«ميناموتو» وال«هوجو» تتزايد، ما أدى في النهاية إلى اندلاع صراع عنيف بينها. شارك الساموراي في معركة دان نو أورا البحرية عام 1185 التي انتصرت فيها عشيرة «ميناموتو» وتلقب زعيمهم «يوريتومو» بالشوغون، ومعه بدأت الفترة المعروفة باسم «كاماكورا» (1185-1333 ). أصبح اللفظ «ساموراي» يشمل الرجال المحاربين في خدمة الشوغون وال«دائي-ميو» (الزعماء الكبار) أيضا. بعد انحسار دور عشيرة ال«هوجو» (فرضوا وصايتهم على الشوغونات)، وبداية شوغونية عشيرة «أشيكاغا» (1338-1573 )، بدأ النظام السياسي القديم يتهاوى، أخذ دور حكام المقاطعات يتزايد على حساب السلطة المركزية، ثم أصبح هؤلاء يحكمون في استقلال شبه تام عن حكومة «كيوتو». شيئا فشيئا تحول هؤلاء إلى أسياد حرب، بسطوا قوانينهم وسلطتهم على الأراضي المجاورة لهم، لم يعد هناك مكان للضعفاء، إذا ما أبدى أحدهم ضعفا سرعان ما يزيحه حاكم آخر أقوى منه. أصبح قانون الحرب هو السائد في اليابان الإقطاعي. عرفت البلاد في نهاية «فترة موروماتشي» حروبا طاحنة، كانت آخرها ما سمي بحروب المقاطعات، (سن غوكو جيدائي) ودامت (1477-1573 )، انتهت هذه الحروب بعد قيام ثلاثة من كبار الزعماء، بتوحيد البلاد تحت راية واحدة (راجع: فترة أزوشي موموياما). عرفت هذه الفترة انتهاء دور الرجال المحاربين (بوشي)، ليتركوا مكانهم لرجال الأمن (ساموراي). ترك هؤلاء الدروع وعدتهم الثقيلة ليرتدوا لباس ال«كيمونو». كانت قطعتي السلاح (دائي-شو) التي يحملونها هي كل ما تبقى لهم من حقبتهم السابقة. عاد الاستقرار السياسي إلى البلاد مع بداية شوغونية ال«توكوغاوا» وعرف عهدهم «فترة إيدو» (1603-1868 )، أراد النظام الجديد أن يقوم بتثبيت دور الطبقات الاجتماعية المستحدثة. مع القضاء على معظم المعاقل الإقطاعية القديمة، أصبح العديد من المحاربين بلا أسياد (رونين)، سمحت لهم الحكومة بحمل السلاح، وأن يكون لهم اسم عائلي (على عكس طبقة الفلاحين)، إلا أنه توجب عليهم مغادرة الأرياف، والإقامة عند أحد حكام المقاطعات في قصره، يصرف لهم في مقابل ولائهم مقدار معين من الأرز (ويسمى «كوكو» وكان أساس المقايضة في اليابان، لم تكن العملة النقدية معروفة)، كانوا في السابق يتلقون معقلا يشمل على مساحة معينة من الأراضي. تحول المحاربون إلى موظفين حكوميين يسهرون على استتباب الأمن في المقاطعات، مقابل أجرة شهرية. دفعت ظروف الأمن الجديدة وانعدام الفرص لهم لتجريب مهاراتهم الحربية بالعديد من الساموراي للعمل في الإدارة الحكومية، التجارة أو التعليم. بدافع من تاريخهم الحربي الزاخر طور هؤلاء المحاربون قيما روحية جديدة خاصة بطبقتهم، وكان من أهم أعمالهم في هذه الفترة إصدار قانون أخلاقي جديد عرف باسم «بوشيدو» أو «بوشي-دو» (طريق المحارب) أجمعوا على اتباعه، كما أصبحت زهرة الساكورا (شجرة الكرز) رمزهم الجديد. بدأت عملية الإصلاحات في «فترة مييجي» (استعراش مييجي)، وكان من أهم الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة هي حظر طبقة المحاربين عام 1871 وتجريدهم من كامل امتيازاتهم. توجب على كبار الزعماء («دائي-ميو») إعادة أراضيهم وممتلكاتهم إلى الإمبراطور، كما تم حظر حمل السلاح على الساموراي. منحت الحكومة رجال هذه الطبقة منحة خاصة، كانت تعادل ما كانوا يتقاضونه كمرتبات قبل الحظر، كانت هذه الإجراءات انتقالية إلى أن يندمج هؤلاء في المجتمع الجديد. بالرغم من انتهاء دورهم القديم، فقد استمر رجال طبقة الساموراي، في لعب الأدوار القيادية في اليابان، شكلوا ما عرف بالنخبة الحاكمة واستمروا في حكم البلاد حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. خرج من بينهم مؤسسو الشركات الصناعية الكبرى والمصارف التجارية في اليابان. كان لهم دور كبير في تحويل اليابان إلى قوة صناعية. بعد أن اصطبغت ببعض التعاليم الكونفشيوسية، انتشرت مبادئ ال«بوشيدو» في المجتمع الياباني. استرجعت الشركات اليابانية مفاهيم الجهد، الولاء، والمثابرة لصالحها، كما قامت المؤسسات التعليمية بنشرها بين أفراد الجيل الجديد. تساهم وسائل الإعلام الحديثة في نشر ثقافة الساموراي، من خلال الأفلام، التلفزيون، المسارح، المنغا وغيرها. ويحتل رجال الساموراي -من فترة إيدو- المكانة الأولى. فيما تكاد صورة ال«بوشي» -من القرون الوسطى- تنمحى. الموسوعة العربية العالمية
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ساموراي
|
db0354cb0e9a7a9065b65e0cd4ab0a0d
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.493434",
"source": "Wikipedia"
}
|
فترة كاماكورا
|
فترة كاماكورا
|
فترة كاماكورا امتدت ما بين (1185-1333 .) من فترات التاريخ الياباني. عرفت هذه الفترة ولأول مرة نظام حكم جديد، أصبح الشوغون الحاكم الأول في البلاد فيما انحسر دور الإمبراطور أكثر. تعتبر الهزيمة التي منيت بها عشيرة التائيرا في معركة دان نو أورا (1185 ) الحدث الفاصل بين فترة هييآن التي انقضت وفترة كاماكورا التي تلتها. انتهت مع الفترة السابقة الفترات التاريخية القديمة للبلاد، وبدأت مرحلة العصور الوسطى. تمثل فترة كاماكورا إرهاصة مرحلة الانتقال من الأنظمة الاقتصادية القائمة على زراعة الأرض إلى تركيز التقنيات العسكرية المتطورة في أيدي طبقة مقاتلة متخصصة. استلزم الأسياد الولاء التام في خدمات أتباعهم، الذين منحوا إقطاعات خاصة بهم كمكافأت. مارس هؤلاء الإقطاعيون حكما عسكريا محليا في إقطاعاتهم. بعد أن أرسى ميناموتو يوريتومو دعائم سلطته، أسس حكومة جديدة في موطن عائلته بكاماكورا. أطلق على حكومته تسمية باكوفو (أي، حكومة الخيمة)، ولكن بسبب منح الإمبراطور غو-توبا ليوريتومو لقبا عسكريا رفيعا وعريقا، سي- تايشوغون، فعادة ما يشار إلى هذه الحكومة في الأدبيات الغربية باسم حكومة شوغون. احتذى يوريتومو نمط عشيرة فوجيوارا في حكم العائلة وكان لديه هيئة إدارية ماندوكورو، وهيئة من الحاشية ساموراي-دوكورو، وهيئة تحقيق مونشوجو. على إثر
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فترة كاماكورا
|
8deb5c405df4d703977ac0a82ba487a0
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.496368",
"source": "Wikipedia"
}
|
ميناموتو نو يوريتومو
|
ميناموتو نو يوريتومو
|
ميناموتو نو يوريتومو عاش (1147-1199 ) هو قائد ياباني، انتقلت السلطة في عهده من الأباطرة إلى الحكام العسكريين. يعزوا المؤرخون إليه تأسيس ما عرف باسم نظام ال«شوغونات»، ساد هذا النظام الإقطاعي لقرون طويلة (حتى سنة 1868 وبداية إصلاحات عهد «مييجي»). كان «يوريتومو» من أبناء عائلة ال«ميناموتو» الشهيرة، إحدى أهم عشائر المحاربين في اليابان، ترجع في أصولها إلى العائلة الإمبراطورية. بعد أن قاد أفراد عشيرته حركة تمرد فاشلة ضد عشيرة ال«تائيرا» (والتي كانت تتحكم في مقاليد الحكم في البلاد)، قتل أبوه وكان مصير «يوريتومو» النفي. تزوج أثناء منفاه من إحدى بنات عشيرة ال«هوجو» (استولوا بعدها على مقاليد الحكم بعد وفاته)، كان أفراد هذه العشيرة يتولون مهمة حراسته (أثناء منفاه). انضم سنة 1180 إلى عشيرته ال«ميناموتو» أثناء إحدى حركات التمرد الجديدة. ثم أصبح قائدها الجديد. اتخذ أثناء هذه الفترة من «كاماكورا» مقر له. قام قريبه «يوشي-ناكا» بطرد عشيرة ال«تائيرا» من العاصمة الإمبراطورية «كيوتو» سنة 1183 . بعدما قامت قوات الأخير بأعمال تخريبية في المدينة، تدخل «يوريتومو» وشقيقه «ميناموتو نو يوشي-تسونه» وقاموا بالقضاء على قواته. شكل «يوريتومو» حكومة مستقلة في «كاماكورا» (بقي الإمبراطور يحكم صوريا في العاصمة «كيوتو»)، اعترف البلاط الإمبراطوري بسلطة هذه الحكومة. تشكلت أثناء هذه القترة طبقات اجتماعية جديدة لم يعهدها المجتمع الياباني من قبل، كان من أهمها المحاربين أو ال«ساموراي». سنة 1185 قامت قوات «ميناموتو نو يوريتومو» يقودها شقيقه «يوشي-تسونه» بالقضاء على شوكة عشيرة ال«تائيرا» نهائيا بعد دحر قواتها في معركة دان نو أورا البحرية. تسببت نجاحات «يوشي-تسونه» المتتالية في إشغال غيرة أخيه عليه، قرر الأخير وبمساعدة من الإمبراطور مطاردته، ضيق الخناق عليه وأصبحت قوات الجيش تطلبه أينما حل في البلاد، انتهى أمر «يوشي-تسونه» بأن قرر الانتحار طواعية عام 1189 . تمسك «يوريتومو» بمقره في «كاماكورا»، ورغم كونه السيد الأول على البلاد بلا منازع، لم يبلغ به الطمع يوما إلى أن يفكر في اعتلاء العرش الإمبراطوري، فضل أن يخلع على نفسه لقب «شوغون» (将軍) سنة 1192 . يعتبر هذا اللقب اختصارا للقب آخر هو «سيئي-تائي-شوغون» (征夷大将軍) ويمكن ترجمته «قائد الذين يحاربون البرابرة» نسبة إلى الحملات التي شنها البلاط قبل قرون في جزيرة «هوكايدو» ضد السكان المحليين أو «البرابرة». أصبحت له شرعية أكبر في البلاد، وصار بإمكانه قمع أي حركة تمرد مادام يحكم باسم الإمبراطور. بعد وفاته سنة 1199 ، استمرت عشيرة ال«ميناموتو» في حكم حكم البلاد حتى 1219 ، حل محلهم بعدها عشيرة ال«هوجو» (من أخوال ال«ميناموتو») والذين فرضوا بدورهم نظام الوصاية على ال«شوغونات» الذين تعاقبوا، استمر الحال على هذا حتى سنة 1333 . أصبح نظام حكم ال«شوغانات» الذي أرسى دعائمه «ميناموتو نو يوريتومو»، السائد في اليابان، وظل العمل به حتى «استعراش مييجي» سنة 1868 .
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ميناموتو نو يوريتومو
|
5c8dcb976b11a896e9d978a69c671d71
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.497332",
"source": "Wikipedia"
}
|
قصة الهائيكي
|
قصة الهائيكي
|
«قصة الهائيكي» ، من أهم المصنفات في الأدب الياباني، ملحمة تدور أحداثها في يابان العصور الوسطى. قام مؤلف مجهول بتجميع العديد من الروايات والقصص الشائعة في ذلك العهد والتي بقى تداولها يتم شفويا، استغرق العمل سنوات عدة ما بين 1190 و1221 . بعد انتهاء التجميع قام بتشكيلها حتى تكون وحدة كاملة مستمرة ثم صياغتها شعريا وانتهى من ذلك عام 1240 . تدور أحداث القصة حول الصراع الدائر بين عشريتي ال«ميناموتو» وال«تائيرا» للسيطرة على اليابان في القرن الثاني عشر للميلاد. ولفظ هائيكي هو القراءة الصينية للمقطع الصيني الذي يرمز لاسم عشيرة ال«تائيرا».
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/قصة الهائيكي
|
ecee8d0daede2da9450244d3eeb2d403
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.497651",
"source": "Wikipedia"
}
|
أشيكاغا تاكا-أوجي
|
أشيكاغا تاكا-أوجي
|
أشيكاغا تاكا-أوجي عاش (1305-1358 ): قائد ياباني، مؤسس سلالة الأشيكاغا، وأول الشوغونات فترة موروماتشي. ينحدر تاكا-أوجي من عائلة الأشيكاغا، فرع من عشيرة الميناموتو، شكلوا جماعة من الساموراي وضعت نفسها في خدمة الإمبراطور سه-ئيوا. سيطرت هذه الطائفة على أراضي شاسعة حول منطقة أشيكاغا (ومنها استمدت اسمها)، الواقعة بمقاطعة شيموتسوكي (下野) - اليوم توشيغي (栃木) -. ولد تاكا-أوجي في مقاطعة كازوتسا لأب كان حاكما عليها. كانت عائلته تحكم تلك المناطق من قبل عشيرة الهوجو (الأوصياء على الشوغونات من أسرة الميناموتو). دخل تاكا-أوجي في خدمة الوصي هوجو تاكاتوكي (1303-1333 ) وبفضل حنكته أصبح قائدا على جيوشه. سنة 1331 يقوم هوجو تاكاتوكي بنفي الإمبراطور غو دائي-غو، رفض الأخير أن يستسلم للأمر الواقع. بعد بداية محاولات المغول غزو للبلاد، أصبح نظام الشوغانات مشغولا بمواجهة الهجمات القوات المغولية. استغل الإمبراطور المنفي هذا الظرف وجمع من حول الأنصار استعدادا للمواجهة. سنة 1333 وجه الوصي (كان يحكم باسم الشوغون) جيشا على رأسه تاكا-أوجي، كانت وجهته العاصمة الإمبراطورية، ومهمته قمع التمرد وإخضاع الإمبراطور. استطاع الأخير إقناع القائد الشاب الانضمام إليه، ثم عززت الظروف موقف الإمبراطور عندما انتصر حليفه نيتا يوشيسادا (1301-1338 ) في كاماكورا. لم يستطع الوصيهوجو تاكاتوكي أن يتحمل الصدمة، ففضل الانتحار. كانت هذا الحدث نهاية فترة شوغونات كاماكورا، سميت الفترة التالية باسم استعراش كنمو دامت ثلاث سنوات فقط (1333-1336 ). قام الإمبراطور فور استعراشه (إعادة إلى العرش) بتنصيب ابنه شوغونا، الأمر الذي أغضب عليه تاكا-أوجي. أخذ الأخير بزمام الأمور وقام بغزو العاصمة الإمبراطورية كيوتو، فر غو دائي-غو إلى الشمال من نارا وأسس بلاطا جديدا. بعد انتصاره في كيوتو أمام قوات الإمبراطور، حقق تاكا-أوجي انتصارا ثانيا أمام قوات نيتا يوشيسادا. قام بتنصيب الإمبراطور الجديد كوميو (1336-1348 )، ثم نصب نفسه شوغونا سنة 1338 . أصبح بذلك أول الشوغونات من أسرة الأشيكاغا، حكمت الأسرة بلاد اليابان طوال فترة موروماتشي حتى سنة 1573 . تسببت حالة التنافس بين البلاطين الإمبراطوريين في قيام حرب أهلية، دامت هذه الحرب طيلة فترة التي عرفت باسم نان بوكوشو أو فترة البلاطين الجنوبي والشمالي (南北朝時代)، ودامت حتى 1392 . عرف عن تاكا-أوجي شغفه بالرسم والشعر والموسيقى، كما كان شديد التعلق بالمذهب البوذي، كما قام بتشييد العديد من المعابد الخاصة بطائفة زن البوذية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أشيكاغا تاكا-أوجي
|
09850109bdd5d89338fdf977e185e848
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.498477",
"source": "Wikipedia"
}
|
فترة موروماتشي
|
فترة موروماتشي
|
فترة موروماشي (室町時代) ما بين (1338-1573 .): من فترات التاريخ الياباني. بعد أن تم تنصيبه «شوغونا» على البلاد، بدأ «أشيكاغا تاكا-أوجي» (足利 尊氏) مؤسس سلالة ال«أشيكاغا» أولى المحاولات لتوطيد دعائم حكمه وتقوية قبضته على البلاد. إلا أن الأمور كانت معقدة أكثر، بدت الحروب الأهلية التي دخلت فيها البلاد لا تكاد تهدأ. ثم أخذت الأمور الأمور تتحسن مع تولي ابنه «أشيكاغا يوشي-آكيرا» (足利 義詮)، الذي حكم ما بين 1358 إلى 1367 . ثم حفيده «يوشي-ميتسو» (義満)، والذي حكم سنوات 1385-1394 . فسادت البلاد أجواء هادئة. قام هؤلاء بإقامة علاقات تجارية رسمية مع الصين، مما حفز نموا اقتصاديا للبلاد أثناء هذه الفترة، وتشكلت بموازاة ذلك طبقة برجوازية من بين سكان المدن. إلا أن الهدوء لم يعمر طويلا. مع بداية القرن الخامس عشر، بدأت الحكومة المركزية تفقد سلطتها لصالح بعض القادة الزعماء من كبار المحاربين بعدما استقروا في المقاطعات الداخلية، لقب هؤلاء باسم ال«دائي-ميو» (大名). بدأت البلاد تخرج شيئا فشيئا من سيطرة ال«شوغونات»، وعرفت الفترة أحداث دامية وحركات ثورية قادها الأهالي والفلاحين. مع كل العنف والاضطرابات التي ميزت البلاد، كان «شوغونات الأشيكاغا» اهتمام خاص بالحياة الثقافية والفكرية. عرف عهد «أشيكاغا يوشي-ميتسو»، ثالث «شوغونات» الأسرة، نشاطا مكثفا، أعلن الحاكم نفسه راعيا للآداب والفنون. كانت أكثر هذه الفنون مأخوذة من تلك التي كانت منتشرة في بلاط سلالة ال«تانغ» (唐朝) الصينية (618-907 .)، ثم ال«سونغ» (宋朝) من بعدها. قام الرهبان البوذيون من طائفة «الزن» (禅) وآخرون من المتأثرين بالفلسفة الكونفوشيوسية بإدخال هذه الفنون. أبرز هذه الفنون كان المسرح الذي قام بإدخاله «زآمي». عرف في بدايته باسم «نو». بالإضافة إلى بعض الطقوس الخاص التي تم استحداثها، على غرار «مراسيم تقديم الشاي» (茶の湯) أو «تشا نو يو»- ماء ساخن لتحضير الشاي-. بسبب انقسامات حادة وسط الأسرة الحاكمة دخلت البلاد دوامة من العنف والصراعات، عرفت هذه الحروب باسم حروب ال«أون-إن». راجع أيضا: حروب الأون-إن. راجع أيضا: فترة المقاطعات المتحاربة. عرفت البلاد فترة اضطرابات أثناء عهد «أون إن» (応仁) (1467-1477 .) أدخلت هذه الأخيرة اليابان المرحلة المعروفة باسم «فترة المقاطعات المتحاربة» أو «سن غوكو جيدائي» (戦国時代) (1477-1573 .). تعتبر هذه المرحلة الأخيرة من فترة «موروماتشي»، ميزها أفول حكم «شوغونات الأشيكاغا»، ثم بدايات محاولة توحيد البلاد ووضع الأسس لنظام حكم مركزي لأول مرة. حلت طبقة جديدة من الزعماء أطلق عليها تسمية ال"سن غوكو دائيم-يو" (زعماء الحرب) مكان الزعماء الحكام أو ال"شوغو دائيم-يو". كان همهم الأول السيطرة المطلقة على الأراضي. قام هؤلاء بوضع القوانين، وترسيم حدود الأراضي ثم حددوا مبادئ عامة لطبقتهم استوحوها من عادات المحاربين المحليين، كان هؤلاء المحاربين أكثر تأثرا بالمبادئ الأخلاقية لمدرسة المعلم كونفوشيوس، منهم بمبادئ مذهب "زن" البوذي السائد آنذاك. كانت هذه القوانين المسودة الأولى لما عرف لاحقا "ميثاق الشرف للمحاربين" أو ال"بوشيدو" (طريق المحارب). حاول سيد كل مقاطعة أو ال«دائي-ميو»، أن يبسط هيمنته على المقاطعات الأخرى. كانت النتيجة أن دخل كل واحد من هؤلاء في صراع تلقائي مع كل جيرانه. ثم امتدت الفوضى لتشمل كل البلاد، وكان بين هؤلاء بعض ممن كان طموحهم يصل إلى حد التفكير في ضم البلاد بأكملها إليه. حاول كل من «تاكيدا شين-غن» (武田 信玄) وغريمه «أوئي-سوغي كن-شين» (上杉謙信) الاستيلاء على العاصمة «كيوتو»، فيما قام وسع كل من «أودا نوبوناغا» (織田 信長) «توكوغاوا إيئه-ياسو» (徳川 家康) مناطق سلطتهما. سنة 1573 قام «أودا نوبوناغا» بغزل آخر الشوغونات «أشيكاغا يوشي-آكي»، كان قد أعانه قبل ذلك في استعادة عرشه. يعتبر المؤرخون هذا التاريخ نهاية حقبة العصور الوسطى من تاريخ اليابان، وبداية الحقبة المعاصرة. رغم الحروب المتواصلة، عرفت العديد من المقاطعات نشاطا اقتصاديا مزدهرا. ظهرت ونمت العديد من المدن الجديدة، وبالأخص من حول القصور والموانئ، بعضها الآخر أنشئ على مشارف الطرقات البحرية (البحيرات أو الأنهار)، على امتداد الطرقات البرية الرئيسية. أصبحت العديد من المدن الكبرى على غرار العاصمة «كيوتو» مستقلة بإدارتها. مع مجيء البرتغاليين، والذين دخلوا البلاد عن طريق ميناء «كاغيشيما» عام 1543 . جلب هؤلاء معهم تقنيات جديدة لم يكن يعرفها اليابانيين من قبل. كان أهمها «البارودة» (البندقية البدائية والتي كان يتم حشوها يدويا). قام الحرفيون المحليون بعمل نسخ لهذا السلاح، وكانت النتيجة أن تطورت الحروب وأصبحت أكثر دموية. شيء ثان جلبه البرتغاليون، وهو المسيحية. قاد حملت التنصير القديس «فرانسوا» من جماعة اليسوعيين. وبدأ الجماعات التبشيرية عملها رسميا منذ 1549م. ويبدوا أن «الشوغونات» تغاضوا، ولو مؤقتا عن هذه الديانة الجديدة، للفائدة التي كانوا يجنوها من وراء الداخلين الجدد. إلا أنهم وفور استنفاد هذه المنافع، جاءت ردة فعلهم سريعة وعنيفة، كما سنرى لاحقا.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فترة موروماتشي
|
9995a13f41dbf40668fdea937a6cbbe1
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.499972",
"source": "Wikipedia"
}
|
فترة سينغوكو
|
فترة سينغوكو
|
فترة المقاطعات المتحاربة أو «سن غوكو جيداي» (戦国時代): من فترات التاريخ الياباني تخللتها الحرب الأهلية شبه المستمرة والاضطرابات الاجتماعية من 1467 إلى 1615. بدأت فترة سينجوكو مع حرب أونين عام 1467 والتي أسقطت نظام الإقطاع الياباني تحت حكم شوغونية أشيكاغا. قاتل العديد من أمراء الحرب وعشائر الساموراي للسيطرة على اليابان وملء فراغ السلطة، في حين ظهر فريق إيكو-إيكي ليقاتل ضد حكم الساموراي. أدى وصول الأوروبيين في عام 1543 إلى إدخال أسلحة القربينة في الحرب اليابانية، وأنتهى وضع اليابان كدولة رافدة للصين في عام 1549. قام أودا نوبوناغا بإنهاء سلطة أشيكاغا عام 1573 وأطلق عدة حروب لتوحيد اليابان بالقوة، بما في ذلك حرب إيشيياما هونغانجي، حتى وفاته في حادثة هونوجي في عام 1582. أكمل خليفته تويوتومي هيده-يوشي حملته لتوحيد اليابان وعزز حكمه بالعديد من الإصلاحات المهمة. أطلق هيديوشي عدة غزوات على كوريا في عام 1592، لكنه فشل وضعفت مكانته قبل وفاته في عام 1598. خلفه ابنه الصغير تويوتومي هيديوري، ولكن أزاحه توكوغاوا إيه-ياسو في معركة سيكيغاهارا في عام 1600 وأعاد تأسيس النظام الإقطاعي تحت حكم شوغونية توكوغاوا. انتهت فترة سينجوكو بهزيمة الموالين لتويوتومي في حصار أوساكا عام 1615. تم تسمية فترة سينغوكو من قبل المؤرخين اليابانيين بعد حقبة الممالك المتحاربة وغير ذات الصلة في الصين. تعترف اليابان الحديثة بنوبوناغا وتويوتومي وتوكوغاوا على أنهم الثلاثة «الموحدون الكبار» للحكومة المركزية في البلاد.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فترة سينغوكو
|
45980198387c7f112291810c75be1976
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.500532",
"source": "Wikipedia"
}
|
الإمبراطور جينمو
|
الإمبراطور جينمو
|
جينمو-تنو أو الإمبراطور جنمو (神武天皇) هو أول أباطرة اليابان الإنسيين حسب الأساطير اليابانية. ينحدر من آلهة الشمس أماتيراسو نو أو مي كامي. خرج من صلبه الأباطرة الذين حكموا بلاد اليابان. جاء جينمو من تاكاشيكو إلى أرض هيوغا، واحتل كل الأراضي الواقعة شرق المنطقة ليتوج أخيرا في أرض ياماتو. ورد في كتاب الكوجيكي (وقائع الأحداث القديمة) والذي يعود إلى عام 712، قامت آلهة الشمس أماتيراسو أو مي كامي بإرسال حفيدها نينيجي ليحكم الأرض. انتقلت إليه مقاليد الحكم من يد أحد أحفاد أوكونينوتشي، والذي كان من سلالة أحد إخوة الآلهة أماتيراسو: سوسانووو نو ميكوتو. ثم أصبح أحد أحفاده وهو جينمو أول إمبراطور من الإنسيين -حسب الأسطورة دائما-. تعد الأساطير اليابانية القديمة تاريخ تتويجه هو تاريخ نشأة العالم، أو اليابان على الأقل، وأرخ الحدث في سنة 660 .. إلا أنه لا توجد دلائل علمية على هذا الزعم. يعد الإمبراطور جينمو من قبل الدارسين على أنه إمبراطور أسطوري بسبب عدم توافر وثائق تاريخية حوله. يقال أنه بعد فترة قصيرة من بداية عهد الإمبراطور جينمو تم تعيين رئيس الطقوس، وتم الحفاظ على هذا المنصب من قبل عشيرة ناكاتومي بعد القرن الثامن.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الإمبراطور جينمو
|
d43350ad65b5d40c1233f91238050ee5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.501001",
"source": "Wikipedia"
}
|
مناحم بيجن
|
مناحم بيجن
|
مناحيم بيجن (16 أغسطس 1913 - 9 مارس 1992) كان عضو مؤسس لمنظمة الإرغون، مؤسس حزب الحيروت، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق كعضو عن الليكود. ولد يمدينة بريست لتوفيسك - روسيا البيضاء ودرس فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية ومن ثمة سافر إلى بولندا في عام 1938 حيث جامعة «وارسو» لدراسة القانون. ويعرف بيغن على العمل الصهيوني من خلال منظمة «بيتار» اليهودية البولندية التي ترأسها في عام 1939. حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات. نتيجة فكر بيغن الصهيوني، عمل على تأسيس منظمة صهيونية عسكرية أطلق عليها اسم «أرجون». أسهمت الإرجون في ترحيل الفلسطينيين من ديارهم، ومن أشهر عمليات الإرجون مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها 360 فلسطيني كما ذكر مناحيم بيغن في كتابه «التمرد. قصة الأرجون». ولإيمان بيغن أن البريطانيين يعيقون تأسيس الدولة الإسرائيلية، فقد قامت الإرجون بنسف مقر قيادة القوات البريطانية في فندق الملك داود في عام 1948. كما أنها قامت باغتيال ممثل هيئة الأمم المتحدة، الكونت «برنادوت» عندما قدم الكونت اقتراحات لهيئة الأمم لحل الإشكالات بين اليهود والفلسطينيين، ولم ترق تلك الاقتراحات لليهود، فتعاونت الإرجون مع منظمة شتيرن والهاجاناه على الإجهاز على الكونت في 17 سبتمبر 1948. بعد الإعلان الرسمي لقيام دولة إسرائيل، قامت الحكومة الإسرائيلية المؤقتة بحل جميع التنظيمات العسكرية وكان تنظيم الإرجون من بينها، فتوجه مناحيم بيغن إلى العمل السياسي وتم انتخابه للكنيست الإسرائيلي في عام 1949. وزاول العمل السياسي حتى ترأس حزب الليكود في عام 1973. في عام 1977، تمكن مناحيم بيغن من أن يصبح سادس رئيس وزراء لإسرائيل. ومن أهم الأحداث التي حدثت في فترة رئاسته التي استمرت حتى عام 1983 : وفور وصوله إلى فلسطين كون بيغن منظمة عسكرية صهيونية أطلق عليها اسم «أرغون»، التي كرست عملها لتحقيق نفس مبادئ حركة بيتار، حيث عملت على تهجير الفلسطينيين من ديارهم. وبالموازاة مع ذلك نشطت في تنظيم هجرة اليهود من أوروبا وروسيا إلى الأراضي الفلسطينية. ومن أشهر ما خلفته هذه المنظمة العسكرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر/أيلول 1948 التي راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينيا، كما ذكر ذلك بيغن نفسه في كتابه «التمرد. قصة أرغون». كما اشتركت مع منظمتي «شتيرن» «الهاغاناه» في اغتيال عضو العائلة السويدية المالكة ألكونت فولك برنادوت، الذي كان رئيسا للصليب الأحمر السويدي واختارته الأمم المتحدة ليكون وسيطا للسلام بين العرب والإسرائيليين. وقد اغتالت هذه المنظمات برنادوت بسبب اقتراحاته لحل الصراع والتي اعتبرتها تضيقا للخناق على الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، ورأت أنه يريد أن يطلق يد العرب في القدس ويهمش اليهود. بعد موت زوجته «أليزا»، تدهورت حالة بيجن الصحية فقدم استقالته من رئاسة الوزراء في أغسطس 1983. واستمر في معاناته المرضية حتى فارق الحياة في 9 مارس 1992 عن عمر يناهز ال 78 عام.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مناحم بيجن
|
56ef1403ffdd9d24ab051690e030066f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.501953",
"source": "Wikipedia"
}
|
جائزة نوبل
|
جائزة نوبل
|
المساهمات البارزة في الفيزياء، الكيمياء، الأدب، السلام، الطب أو علم وظائف الأعضاء جائزة نوبل هي مجموعة من الجوائز الدولية السنوية الممنوحة في عدة فئات من قبل مؤسسات سويدية ونرويجية تقديرا للإنجازات الأكاديمية أو الثقافية أو العلمية. الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل، إذ قام السويدي نوبل بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثقها في (النادي السويدي - النرويجي) في 27 نوفمبر 1895. وقد منحت جوائز نوبل في الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب لأول مرة في عام 1901. وعلى نطاق واسع تعتبر جوائز نوبل من أكثر الجوائز المرموقة الممنوحة في مجالات تخصصها. في عام 1968، أنشأ البنك المركزي السويدي (Sveriges Riksbank)، جائزة في العلوم الاقتصادية لإحياء ذكرى ألفريد نوبل. تستند الجائزة إلى تبرع تلقته مؤسسة نوبل في عام 1968 من البنك المركزي السويدي بمناسبة الذكرى الثلاثمئة للبنك. منحت الجائزة الأولى في العلوم الاقتصادية إلى ركنر فرش ويان تينبرغن في عام 1969. تمنح جائزة العلوم الاقتصادية من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم وفقا لنفس الأسس المتبعة في منح جوائز نوبل منذ عام 1901. ومع ذلك، بما أنها ليست إحدى الجوائز التي ضمنها ألفريد نوبل في وصيته عام 1895، فهي ليست جائزة نوبل. تمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الكيمياء، وجائزة نوبل في الفيزياء، وجائزة سفيرغيز ريسكبانك في العلوم الاقتصادية، بينما تمنح جمعية نوبل في معهد كارولينسكا جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، وتمنح الأكاديمية السويدية جائزة نوبل في الأدب، في حين تمنح اللجنة النرويجية لجائزة نوبل جائزة نوبل للسلام. بين عامي 1901 و2019، منحت جوائز نوبل (وجوائز العلوم الاقتصادية من عام 1969 فصاعدا) 597 مرة إلى 950 شخصا ومنظمة. مع حصول البعض على جائزة نوبل أكثر من مرة، فإن هذا يجعل إجمالي الحاصلين على جائزة نوبل 27 منظمة و908 فردا. تقام احتفالات توزيع الجوائز سنويا في مدينة ستوكهولم، السويد (باستثناء حفل جائزة نوبل للسلام، الذي يقام في مدينة أوسلو، النرويج). يحصل كل مستلم (يعرف باسم «لوريت» (laureate) أي بمعنى «الحائز على الجائزة») على ميدالية ذهبية وشهادة ومبلغ من المال تحدده مؤسسة نوبل. (اعتبارا من عام 2020، تبلغ قيمة كل جائزة 9 ملايين كرونة سويدية، أو حوالي 935,366 دولارا أمريكيا أو 848,678 يورو أو 716,224 جنيها إسترلينيا). وكانت الميداليات التي قدمت قبل عام 1980 تصك بذهب عيار 23 قيراط، أما اليوم فتصنع الميداليات بالذهب الأخضر عيار 18 قيراط مطلي بذهب عيار 24 قيراط. لا تمنح الجائزة بعد الوفاة؛ ومع ذلك، إذا حصل شخص على جائزة وتوفي قبل استلامها، فقد تظل الجائزة مقدمة له. كما لا يتم تقاسم الجائزة بين أكثر من ثلاثة أفراد، على الرغم من أنه يمكن منح جائزة نوبل للسلام لمنظمات تضم أكثر من ثلاثة أشخاص. ولا يتم الإعلان عن المرشحين السابقين والذين لم يتم اختيارهم لنيل الجائزة إلا بعد مرور خمسين عاما من تاريخ ترشحهم. ولد ألفريد نوبل بتاريخ 21 أكتوبر 1833 في ستوكهولم بالسويد، لعائلة من المهندسين. كان كيميائيا ومهندسا ومخترعا. في عام 1894، اشترى نوبل مصنع بوفورز للحديد والصلب، والذي جعله مصنعا رئيسيا للأسلحة. كما اخترع نوبل الباليستيت (Ballistite). كان هذا الاختراع مقدمة للعديد من المتفجرات العسكرية غير المدخنة، وخاصة مسحوق الكوردايت غير المدخن البريطاني. نتيجة لادعاءات براءة الاختراع الخاصة به، تورط نوبل في نهاية المطاف في دعوى قضائية لانتهاك براءة اختراع الكوردايت. جمع نوبل ثروة خلال حياته، حيث أتت معظم ثروته من 355 اختراعا، أشهرها الديناميت. في عام 1888 توفي لودفيغ شقيق ألفرد نوبل أثناء زيارة لمدينة كان وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعي لألفرد نوبل بدلا من شقيقه عن طريق الخطأ. تضمن النعي تنديد به لاختراعه الديناميت، وتمت كتابة النعي بعنوان «تاجر الموت مات». شعر نوبل بخيبة أمل مما قرأه وارتابه القلق بشأن ذكراه بعد موته بنظر الناس، فألهمه هذا لتغيير وصيته. في 10 ديسمبر 1896، توفي ألفريد نوبل عن عمر 63 سنة في فيلته في سان ريمو، إيطاليا، بسبب نزيف دماغي. كتب نوبل عدة وصايا خلال حياته. آخر وصية له كان قد كتبها قبل وفاته بحوالي أكثر من سنة، ووقعها في النادي السويدي النرويجي في باريس في 27 نوفمبر 1895. حددت وصية نوبل الأخيرة أن ثروته ستستخدم لإنشاء سلسلة من الجوائز لمن يمنحون «أعظم فائدة للبشرية» في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب والسلام. ترك نوبل 94٪ من إجمالي أصوله، أي 31 مليون كرونة سويدية (حوالي 186 مليون دولار أمريكي، 150 مليون يورو في عام 2008)، لتأسيس جوائز نوبل الخمس. بسبب الشكوك المحيطة بالوصية، لم تتم الموافقة عليها من قبل البرلمان النرويجي حتى 26 أبريل 1897. شكل منفذا الوصية، راجنار سولمان ورودولف ليلجيكويست، مؤسسة نوبل لرعاية الثروة وتنظيم منح الجوائز. عينت تعليمات نوبل اللجنة النرويجية لجائزة نوبل لمنح جائزة السلام، تم تعيين أعضائها بعد وقت قصير من الموافقة على الوصية في أبريل 1897. بعد ذلك بوقت قصير، تم تعيين المنظمات الأخرى المانحة للجوائز. وهذه المنظمات هي معهد كارولينسكا في 7 يونيو، والأكاديمية السويدية في 9 يونيو، والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في 11 يونيو. توصلت مؤسسة نوبل إلى اتفاق حول المبادئ التوجيهية لكيفية منح الجوائز؛ وفي عام 1900م، أصدر الملك أوسكار الثاني النظام الأساسي الجديد لمؤسسة نوبل. في عام 1905م، تم حل الاتحاد بين السويد والنرويج. وفقا لوصيته التي تمت قراءتها في ستوكهولم في 30 ديسمبر 1896، فإن المؤسسة التي أنشأها ألفريد نوبل ستكافئ أولئك الذين يخدمون الإنسانية. تم تمويل جائزة نوبل من ثروة ألفريد نوبل الشخصية. وفقا لل
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جائزة نوبل
|
d42529fae38c4c9deab9d96a7f3d06c4
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.507170",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الأيوبية
|
الدولة الأيوبية
|
الدولة الأيوبية هي دولة إسلامية نشأت في مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء بلاد المغرب. يعد صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية، كان ذلك بعد أن عين وزيرا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبا عن السلطان نور الدين محمود في مصر، فعمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد مصر إلى تبعية الدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني. بعد وفاة نور الدين زنكي توجه صلاح الدين إلى بلاد الشام، فدخل دمشق، ثم ضم حمص ثم حلب، وبذلك أصبح صلاح الدين سلطانا على مصر والشام. كانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز، حيث قام صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين، والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب قلعة الكرك، والذي كان يدبر للهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وكان صلاح الدين قد اعتنى بميناء القلزم وميناء جدة، لأن أرناط كان قد عمر أسطولا في ميناء أيلة (العقبة)، وأرسل سفنا بلغت عيذاب، فاستولى صلاح الدين على أيلة. استرد صلاح الدين بيت المقدس في 27 رجب 583 الموافق 2 أكتوبر 1187م، بعد ثلاثة أشهر من انتصاره في معركة حطين، عقب ذلك سقطت في يده كل موانئ الشام، ما عدا مينائي إمارة طرابلس وأنطاكية، وانتهت الحرب الصليبية الثالثة بسقوط عكا بيد الصليبيين، وتوقيع صلح الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد. توفي صلاح الدين عام 589 بعد أن قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل، ولكنهم تناحروا فيما بينهم، وظل بعضهم يقاتل بعضا في ظروف كانت الدولة تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين. بعد وفاة العادل تفرقت المملكة بين أبنائه الثلاثة الكامل محمد على حكم مصر، والمعظم عيسى على دمشق وما حولها، والأشرف موسى على باقي الشام، لم يكد يتوفى العادل أبو بكر حتى انهال الصليبيون على الشام ومصر وخصوصا مصر في ثلاث حملات صليبية متتابعة أرغمت الكامل محمد على أن يتنازل طواعية عن بيت المقدس للملك فريدريك الثاني سنة 625 الموافق 1228م. اختلف الأشرف موسى مع المعظم عيسى على حدود النفوذ في الشام والجزيرة ووقعت بينهما الكثير من المشاكل والاضطرابات كرست الفتنة وعمقت أسباب الخلاف ومهدت لمزيد من التخبط وفتحت طريق سقوط الدولة. ولي بعد وفاة الكامل محمد ابنه الصالح أيوب وذلك سنة 637 ، والذي استرد بيت المقدس ودمشق وعسقلان بعد تحالفه مع القوات الخوارزمية الهاربة من الغزو المغولي. في آخر حياة الصالح أيوب هجمت الحملة الصليبية السابعة على مدينة دمياط يقودها لويس التاسع ملك فرنسا سنة 647 ، فرابط الصالح أيوب بالمنصورة، وهناك أصيب بمرض شديد تفاقم عليه حتى مات، فأخفت جاريته أم خليل الملقبة شجر الدر خبر موته وأرسلت لولده الأمير توران شاه وكان بالشام، فقاد الجيوش المصرية وحقق انتصارا كبيرا على الصليبيين، وأسر ملكهم لويس التاسع. لما حقق توران شاه انتصاره على الصليبيين استدار إلى زوجة أبيه وباقي قادة الجيش وكانوا جميعا من المماليك البحرية، وخطط للتخلص منهم وعزلهم، جعلت هذه الأمور شجرة الدر تتآمر مع المماليك على قتل توران شاه، فهاجموه في ليلة 28 محرم 648 الموافق 2 مايو 1250م وقتلوه، وبذلك انتهت الدولة الأيوبية. تحدث المؤرخون عن النسب الأيوبي واختلفوا حول هذا النسب، ولكنهم اتفقوا على أن جد الأيوبيين هو الملك الأفضل نجم الدين أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان. كتب كل من ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وابن خلكان وغيرهم عن نسب الأيوبيين، ولكنهم لم يجمعوا على رأي واحد، ولم يبتوا نهائيا في النسب الأيوبي حتى المعاصرين منهم، فمنهم من قال بأنهم كرد، ومن قال أنهم عرب أمويون، ومن قال أنهم عرب ينتسبون إلى علي بن أحمد المري، ولكن لم يثبت بأن أحدا من الأيوبيين نسب نفسه إلى الأكراد فمنهم من أيد الرأي الثاني وبعضهم أيد الرأي الثالث وقد نفوا جميعهم الرأي الأول. يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينية، وقد اختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد ابن الأثير في تاريخه أن أيوب بن شاذي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية، ويذكر أحمد بن خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قرية يقال لها "أجدانقان" وجميع أهلها أكراد روادية، وكان شاذي قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد»، بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم». الأيوبيون نفسهم اختلفوا في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى بني أمية، وأن نسبهم يرجع إلى أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وحين بلغ ذلك الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قال: «كذب إسماعيل ما نحن من بني أمية أصلا»، أما الأيوبيون ملوك دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان وقد أحضر هذا النسب على المعظم عيسى بن أحمد صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود. شرح الحسن بن داود الأيوبي في كتابه «الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية» ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: «ولم أر أحدا ممن أدركته من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب». كما أن الحسن بن داود قد رجح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي محمد بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هدبة بن الحصين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مرة بن عوف بن أسامة بن بيهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش. تتفق ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الأيوبية
|
940fe0668e2f76176684176ed4aa8dac
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.527031",
"source": "Wikipedia"
}
|
بنو عباد
|
بنو عباد
|
بنو عباد هم أسرة عربية من قبيلة لخم، اشتهرت بتأسيسها مملكة في إشبيلية جنوب الأندلس خلال القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي). وفدت الأسرة إلى الأندلس في نهاية عصر الدولة الأموية، وكان أول من برز منها القاضي أبو الوليد إسماعيل في نهاية القرن الرابع الهجري، وبعد ثورة في إشبيلية طرد على إثرها بنو حمود من الحكم، عين أهالي المدينة ابنه أبا القاسم محمد حاكما للمدينة، وهو يعد المؤسس الفعلي لسلالة بني عباد. توسعت المملكة بسرعة كبيرة في عهد عباد المعتضد لتمتد إلى جنوب وغرب الأندلس، وضمت مدنا عدة مثل قرمونة وولبة ولبلة وشلطيش والجزيرة الخضراء وقرطبة. عاشت المملكة أوج ازدهارها في عهد المعتمد بن عباد، الذي وسعها أكثر فضم مرسية وبلنسية ومدنا أخرى، وازدهر الشعر والأدب والعمران في إشبيلية ازدهارا كبيرا، وقويت دولة بني عباد حتى باتت أقوى دول ملوك الطوائف بالأندلس. انتهت دولة بني عباد على أيدي المرابطين عام 484 (1091م)، عندما دخلوا عاصمة بني عباد إشبيلية وأسروا المعتمد، ونفي إثر ذلك إلى مدينة أغمات في المغرب، حيث توفي بعد أربع سنوات، لتنتهي بوفاته السلالة. يعود أصل بني عباد لمدينة العريش الواقعة في شمال شبه جزيرة سيناء بإقليم الشام، ويقال أنهم من أبناء النعمان بن المنذر أحد أشهر ملوك المناذرة على الحيرة. يعود نسب بني عباد إلى عطاف بن نعيم اللخمي، وهو أول من دخل منهم بلاد الأندلس، إذ جاء على رأس كتيبة من جنود بلج بن بشر القشيري من العريش، فنزل بقرية يومين بإقليم طشانة في إشبيلية. وقبل أن يصل بنو عباد إلى الأندلس، لم يكونوا معروفين أو مشهورين بنسبهم، رغم أن الشعراء والأدباء أصبحوا يستغلونه لمديحهم بعد اشتهارهم وعلو شأنهم. كان أول من برز من بني عباد في المجتمع الأندلسي القاضي أبو الوليد إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف في دولة الخلافة الأموية بالأندلس، فتولى مناصب هامة للخليفة الحكم المستنصر بالله، وتولى رئاسة الشرطة وخطة الإمامة والخطبة بجامع قرطبة الكبير في عهد هشام المؤيد بالله، وتولى كذلك بعض المناصب الهامة للمنصور بن أبي عامر. انتقل أبو الوليد فيما بعد من مدينة قرطبة إلى إشبيلية، فتولى القضاء بها حتى وفاة المنصور ونهاية الدولة الأموية. عرف أبو الوليد إسماعيل بحسن سيرته، وقد مدحه المؤرخ ابن حيان القرطبي، ووصفه بالدهاء وكثرة العلم ووفرة العقل، إلا أنه توفي عام 414 ، بالتزامن مع انهيار حكم بني حمود في إشبيلية، وقد ولى قبل وفاته - في أيامه الأخيرة - ابنه محمدا أبا القاسم مكانه على القضاء. كان بنو حمود العلويون يحكمون إشبيلية في مطلع القرن الخامس الهجري، عقب انهيار وتفكك الخلافة الأموية في الأندلس. إلا أن أميرهم القاسم بن حمود طرد من المدينة إثر ثورة في شهر شعبان عام 414 (1023م)، وكان جد بني عباد أبو الوليد قد توفي قبل ذلك بفترة قصيرة، فولى أهل المدينة على أنفسهم ثلاثة من كبار قضاة إشبيلية، كان أحدهم أبا القاسم بن إسماعيل، والآخران هما محمد بن يريم الألهاني ومحمد بن الحسن الزبيدي. إلا أن أبا القاسم استبد مع الوقت بالحكم، فأزاح زميليه وأصبح الحاكم الوحيد لإشبيلية. وعمل عقب ذلك على توسيع مملكته، فتحالف مع محمد بن عبد الله البرزالي حاكم قرمونة للاستيلاء على مدينة باجة التي كانت تحت حكم عبد الله بن الأفطس حاكم بطليوس الذي سارع بإرسال ابنه محمد إلى باجة للدفاع عنها قبل وصول أبي القاسم، وعندما جاء أبو القاسم ووجد أن بني الأفطس سبقوه ضرب الحصار على باجة، ونجح بعد معركة شديدة بالاستيلاء عليها. عادى بني الأفطس أبا القاسم عداء شديدا منذ هذه الحادثة، وانتقموا منه بمهاجمة جيشه أثناء توجهه مرة للإغارة على مملكة ليون. حاول أبو القاسم كذلك أن يستولي على قرمونة من صاحبها محمد بن عبد الله البرزالي، ومرة أخرى شن الحرب على ألمرية ليأخذها من زهير الصقلبي، إلا أن كلا المحاولتين فشلتا. وقد خسر أبو القاسم ابنه إسماعيل عام 431 في المعركة التي قاد إسماعيل فيها جيشا لغرض الاستيلاء على قرمونة من حاكم غرناطة باديس بن حبوس. يعتبر أبو القاسم مؤسس سلالة بني عباد الفعلي، وقد عرف بالحزم والشدة، وكانت إشبيلية قوية في عهده، ثم توفي في عام 433 (1042م)، فورث ابنه المعتضد الحكم عنه. ولد عباد المعتضد في عام 407 (1016م)، ولم يكن من المنتظر أن يخلف أباه بالحكم، إنما كان المرشح الأرجح هو أخوه إسماعيل، إلا أن إسماعيل قتل أثناء إحدى المعارك، فقرر أبو القاسم أن يولي ابنه عباد من بعده، والذي لقب لاحقا بلقب المعتضد بالله. كان المعتضد قاسيا شديدا، فبدأ حكمه بتصفية وزراء والده والتخلص منهم، ثم بدأ بخوض سلسلة طويلة من الحروب مع ملوك الطوائف الآخرين لتوسيع مملكته. شن المعتضد حربا على كافة إمارات البربر في جنوب وغرب الأندلس، وقد يكون ذلك بسبب نبوءة أخبره بها أحد منجميه تفيد بأن ملك سلالته سيزول على أيدي رجال من خارج الأندلس. بدأ بالهجوم على مدينة قرمونة عام 434 ، فتمكن من القضاء على ملكها محمد بن عبد الله البرزالي، ثم تحول اتجاه لبلة فاضطر لخوض صراع كبير مع حليفها المظفر بن الأفطس أمير بطليوس، وأدى الصراع إلى دمار وخراب ضواحي عاصمته إشبيلية، قبل أن ينتهي عام 443 على إثر صلح عقد بوساطة من أبي الوليد بن جهور حاكم قرطبة. ورغم ذلك، فقد تمكن في نهاية الأمر - بعد بدء هجوم جديد - من السيطرة على لبلة وضمها إلى مملكته في عام 445 (1053م). تابع المعتضد توسعاته بالاستيلاء على ولبة وجزيرة شلطيش وشلب وشنتمرية الغرب ورندة، ثم أركش وشذونة ومورور عام 458 (1066م)، فالجزيرة الخضراء عام 450 حيث قضى على مملكة بني حمود بها، وأخيرا استولى على قرطبة، فأسقط بذلك مملكة بني جهور. تعرضت دولة المعتضد في عام 455 (1063م) للغزو على يد مملكة قشتالة، إلا أن المعتضد اتجه إلى عقد الصلح معها. وقد تمرد عليه ابنه إسماعيل في أواخر أيام حكمه وحاول الانقلاب عليه، فقتله لذلك. بحلول نهاية عهد أبي عمرو المعتضد، كانت قد اتسعت مملكة إشبيلية لتشمل كامل المثلث الجنوبي من شبه جزيرة الأندلس، وامتدت شمالا عبر أرض الفنتيرة حتى شواطئ نهر الوادي الكبير، وغربا عبر بلاد البرتغال حتى ساحل المحيط الأطلسي، لتصبح بذلك أقوى دول الطوائف وأكثرها ازدهارا وغنى. ويعتبر المعتضد بن عباد أقوى ملوك الطوائف في عصره، وأكثرهم دهاء ونفوذا، وقد قضى معظم حياته في خوض الحروب والصراعات مع جيرانه لبسط سيطرته على ممالكهم، وعرفت عنه القسوة والعنف والغدر، ورغم ذلك فهو يوصف أيضا بأنه كان شديد الجرأة والشجاعة. توفي أبو عمرو عباد المعتضد في 12 من شهر ذي الحجة عام 461 ، الموافق 22 من سبتمبر عام 1069م. وترك وراءه مملكة قوية، خلفه في حكمها ابنه محمد المعتمد على الله. كان مولد أبو القاسم محمد - الملقب لاحقا بالمعتمد على الله - في باجة جنوب البرتغال عام 431 ، وقد خلف أباه في الحكم عندما كان بالثلاثين من عمره. وكان المعتمد قد قاد من قبل بعض الحملات لوالده المعتضد، وتعرف خلالها على وزيره الشاعر الذي أصبح لاحقا أقرب أصدقائه، وهو أبو بكر بن عمار، وعشق المعتمد الشعر والأدب فجعل الشعراء دوما من المقربين إليه، وكان يقضي الكثير من وقته معهم. شن عليه في بداية عهده المأمون بن ذي النون حاكم طليطلة حربا بالتحالف مع ألفونسو السادس ملك قشتالة، وتمكن من انتزاع قرطبة منه، وقتل أثناء سقوط قرطبة ابن المعتمد عباد سراج الدولة، إلا أن الحرب توقفت فيما بعد عقب وفاة المأمون، فرجع المعتمد واستعاد قرطبة منه. بدأ المعتمد بعد ذلك بتوسيع مملكته، فاستولى على بلنسية من بني ذي النون، ثم على مرسية من أبي عبد الرحمن بن طاهر. إلا أن وزير المعتمد ابن عمار - الذي كان قد قاد جيش الاستيلاء على مرسية - تمرد عليه، فتخلى عن طاعته، وأصبح يحكم مرسية بنفسه بشكل مستقل. وبعد سنوات ثار جند مرسية على ابن عمار، ففر منها، وتنقل بين عدة بلدان، حتى قبض عليه بنو سهيل أصحاب حصن شقورة، فعرضوا بيعه كعبد لمن يدفع أغلى ثمن من ملوك الأندلس، وعندها اشتراه المعتمد، وأسره لفترة في سجن إشبيلية، ثم قتله بيديه في إحدى ثورات غضبه، ودفنه في القصر المبارك. بعد وفاة المأمون (الذي كان يشن الحرب على المعتمد بالتحالف مع قشتالة)، قرر المعتمد التحالف مع مملكة قشتالة، بحيث يعاونه ملكها ألفونسو بالاستيلاء على دول جيرانه من ملوك الطوائف مقابل جزية يؤديها له، ومقابل أن يسمح المعتمد للألفونسو بالاستيلاء على طليطلة. وسقطت طليطلة بالفعل، إلا أن المعتمد ندم، فطلب من ألفونسو التوقف عن التوسع في الأندلس، أو أن عهدهما سينتهي، لكن ألفونسو لم يكترث، وبدأ بالاستيلاء على مدن المعتمد نفسه، وضرب الحصار لأيام على إشبيلية ثم انسحب، وأخذ يعقد حلفا مع باقي الممالك المسيحية في الأندلس للقضاء على ملوك الطوائف نهائيا. تخوف المعتمد وباقي ملوك الأندلس المسلمين من توسعات قشتالة، ولم يكونوا قادرين على مقاومتها، فقرروا استدعاء المرابطين لمساندتهم، وكانت هذه الحركة بريادة المعتمد. انضمت قوات المرابطين إلى جيوش الأندلس، وخاضت معها معركة الزلاقة، التي تولى خلالها المعتمد قيادة قلب الجيش الأندلسي. لكن بعد نصر الزلاقة انقلب المرابطون على ملوك الطوائف، فبدؤوا بمهاجمة دولهم وضمها إليهم، وتعرضت مدينة إشبيلية للحصار فسقطت بعد مقاومة عنيفة في شهر رجب عام 484 (1091م)، واقتيد المعتمد أسيرا إلى أغمات في المغرب، حيث توفي بعد أربع سنوات. تحولت مدينة إشبيلية في عصر بني عباد إلى مركز علمي وحضاري قوي، فبرز فيها الفلكيون والشعراء والفلاسفة، وبات العلماء والأدباء يتوافدون إليها من مختلف أنحاء الأندلس لتقديم أنفسهم للمعتضد والمعتمد، وكان الأكثر حظا من هؤلاء هم الشعراء، ومن أشهرهم ابن عمار وابن زيدون، وأما الأدباء فمن أبرزهم ابن حزم الأندلسي. شهد عهد بني عباد نهضة حضارية كبيرة في إشبيلية والمدن الأخرى التي حكموها، خصوصا بالنسبة للشعر والأدب، حيث باتت إشبيلية قبلة للشعراء والأدباء يفدون إليها من أنحاء الأندلس، وظهر ونبغ الكثير من الشعراء المشهورين في تاريخ الأندلس خلال عهد بني عباد، ومن أبرزهم أبو بكر ابن عمار وابن زيدون وابن حمديس الصقلي وابن اللبانة وابن وهبون، كما كان المعتضد وابنه المعتمد وزوجته اعتماد الرميكية شعراء أيضا. وقد عرف المعتمد وبنو عباد بصورة عامة بعلمهم وأدبهم، واهتمامهم الكبير بالعلماء والأدباء والشعراء خلال حكمهم إشبيلية وقرطبة، وإغداقهم الأموال والمكافآت على البارعين منهم. بل ويقال أن المعتمد لم يكن ينصب كاتبا أو وزيرا ما لم يكن شاعرا. وقد كانت للمعتمد علاقة وثيقة بالكثير من هؤلاء الشعراء، ومن أبرزهم ابن عمار وابن زيدون. وكان يستخدم أحيانا كثيرة الشعر في مراسلاته معهم، أو يقوم بالتنافس معهم في سرعة تأليف أبيات الشعر. ازدهرت مدينة إشبيلية في عصر بني عباد لتحل محل قرطبة، حتى باتت أكثر مدن الأندلس سكانا، واجتازت قرطبة في حجمها وغناها واقتصادها حتى اثترت، وسمح ثراؤها الكبير لملوك بني عباد بحياة البذخ والترف التي عاشوها. فبطبيعة الحال كان موقع المدينة وريفها على نهر الوادي الكبير يجعلها أفضل مناطق الأندلس زراعيا، واشتهرت بساتين الزيتون التي انتشرت بها في عصر بني عباد بجميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وأما نبات البهشية الذي انتشر على الجروف المحيطة بإشبيلية فقد كان موطن الدودة القرمزية التي استعملها العرب لإنتاج صبغ قرمزي كان الطلب عليه كبيرا في الأندلس. وفضلا عن ذلك، فإن المنطقة كانت غنية بالمعادن الثمينة، واشتهرت المدينة بصناعة الأدوات الموسيقية وإفريزات الساعات الميكانيكية. ساهمت كل هذه العوامل بازدهار اقتصاد إشبيلية طوال عصر بني عباد، حتى بات عهد المعتضد وابنه المعتمد ذروة عصر ملوك الطوائف بالمدينة. عثر على العديد من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية التي تعود إلى عصر بني عباد، من حقبتي المعتضد وابنه المعتمد. نقش على وجه بعضها «الحاجب/عضد الدولة» وعلى جانبها الآخر «المعتضد بالله»، وعلى بعضها الآخر «مدينة إشبيلية 464 » (من عهد المعتمد). ومن بين ما عثر عليه من حقبة بني عباد دينار ذهبي من قرطبة، سك عام 467 (1074 أو 1075م)، ونقش عليه لقبا الظافر والموفق، مما يشير إلى أنه سك في عهد عباد سراج الدولة بن المعتمد قبل فترة قصيرة من مقتله ووقوع قرطبة في يد ابن عكاشة، وهذا يعني أن بني عباد كانوا يسكون نقودا خاصة بهم. وحسبما يظهر من مجموعة أخرى من الدنانير التي اكتشفت، فقد بدأ سك العملة في قرطبة مجددا عام 469 (1076 أو 1777م) بعد عودتها إلى أيدي بني عباد، إلا أن اسم سراج الدولة المقتول استبدل الآن باسم أخيه عضد الدولة، وكذلك وجدت دنانير أخرى سك عليها اسم الفتح بن المعتمد الملقب بالمأمون. كان المسجد الجامع بالمدينة أيام بني عباد هو نفس المسجد الذي بناه عبد الرحمن الأوسط، المعروف باسم مسجد ابن الدباس، وقد بنيت مكانه اليوم كنيسة السلفادور، وقامت بجانب هذا المسجد منطقة هامة من الأسواق ومحال البيع في إشبيلية. شهد عهد المعتمد بن عباد إعادة بناء للمسجد الجامع، إذ إن المسجد تعرض لأضرار في أعقاب زلزال ضربه عام 472 (1079م)، سجلت تفاصيله على جدار حجري في المسجد، ومن الإضافات التي قد تكون شملتها إعادة البناء هذه عدد من الأعمدة الرخامية التي تدعم زوايا مئذنة المسجد الأربعة. بنيت وشيدت الكثير من القصور بإشبيلية في عهد بني عباد، وخصوصا عهد المعتمد، ولا زال بعضها باقيا إلى اليوم رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت عليها. كان بين أبرز هذه القصور قصر المبارك، الذي بدأ في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله بما عرف باسم دار الإمارة، وهي قصر بني عند الطرف الجنوبي لمدينة إشبيلية القديمة المسورة، وتوسعت هذه المنطقة من المدينة لاحقا لتصبح مركزا رئيسيا لمقار الحكم بإشبيلية طوال العهد الإسلامي. طور المعتمد بن عباد قصر المبارك، فأضاف إليه أعمدة وإنشاءات جلبت من مدينة الزهراء بقرطبة، وزخر القصر في عهده بالشعراء والأدباء والموسيقيين، ثم تحول لاحقا على يد بيدرو الأول وملوك قشتالة الآخرين إلى قصر إشبيلية الحديث. ارتبطت بالقصر في عصر بني عباد مجموعة من القصور الأخرى والمزارع والحدائق، وامتدت هذه الأبنية وإنشاءات أخرى خارج حدود المدينة المسورة القديمة، وذلك لضيق المساحة المتاحة داخل نطاق السور، وأما القصر الرئيسي فقد ظل عند طرف السور. لم تتوسع أسوار إشبيلية في عهد بني عباد، على عكس العصور الإسلامية السابقة واللاحقة لهم. أمر المعتمد بن عباد خلال عهده بزراعة منطقة من إشبيلية عرفت باسم البحيرة (تسمى الآن "Huerta del Rey")، فأصبحت منطقة من البساتين والحدائق، وبنى بوسطها سرداقا، وتوسعت المنطقة لاحقا ليبنى بها عدد من القصور في عهد الموحدين، إلا أن البحيرة التي منحت المنطقة اسمها القديم جفت منذ زمن طويل. من الصعب تحديد طبيعة قصور الحكم في إشبيلية خلال عهد بني عباد، إذ إن النصوص المكتوبة حول ذلك قليلة جدا، وقد أدت التطويرات العمرانية التي قام بها المرابطون والموحدون ثم المسيحيون فيما بعد إلى دثر معظم معالم العمارة العبادية. رغم ذلك، توحي الأشعار التي تعود إلى حقبة بني عباد بأنهم اهتموا في تصميم القصور بارتفاعها، لكي تكون مطلة على نهر الوادي الكبير. شملت قصور بني عباد المعروفة قصور المبارك والمكرم والزاهي والزاهر والوحيد والتاج. يعتقد بعض الباحثين أن حدائق وبرك قصر الزاهي ربما كانت مرتبطة بقصر المبارك، بحيث أن كليهما شكلا قصرا واحدا كبيرا. ولعل العديد من قصور بني عباد الأخرى كانت مرتبطة بهما لتشكل تجمعا كبيرا من القصور. كان أحد أهم قصور بني عباد هو قصر المبارك الواقع على الضفة الشرقية لنهر الوادي الكبير، وربما يكون شيد على يد عباد المعتضد، وقد كانت لقصر المبارك قبة مركزية كبيرة تسمى «الثريا»، وأحاطت به حدائق وينابيع كثيرة، ومن المحتمل أن يكون قد قام فوق دار الإمارة القديمة، أو ربما بجانب موقعها السابق، وقد اكتشف حديثا جزء صغير من حدائقه أثناء أعمال تنقيب عن حديقة موحدية من القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). كان قصر المبارك هو المفضل عند المعتمد، إذ كان يقضى معظم وقته فيه، وأما قصر المكرم فقد خصصه لإدارة شئون الحكم، حيث أطلق عليه ابن أحمد «مركز الخلافة». وأما والده المعتضد فقد كان يفضل قصر الزاهر للإقامة، وربما يكون هو الذي بناه، وقد رممه ابنه المعتمد واستعمله بعده، وتموضع هذا القصر عند حافة جرف يرتفع 40 مترا عن نهر الوادي الكبير، وكان يبعد أربعة كيلومترات عن إشبيلية على ضفة النهر اليمنى، حيث أحاطت به مزارع الزيتون، إلا أنه تدمر أثناء معركة إشبيلية التي سقطت بها دولة بني عباد (وقد رممه الموحدون فيما بعد، وأطلقوا عليه اسم حصن الفرج). كانت لقصر الزاهي هو الآخر قبة مركزية مشابهة لقصر المبارك، تسمى «سعد السعود»، وأحاطته الحدائق والبرك، وهو يقع على الضفة الغربية للوادي الكبير، وكان يستعمله المعتمد والمعتضد للهو والتسلية. ملوك بني عباد اللخميين في الأندلس شجرة نسب بني عباد بدءا من القاضي أبي الوليد إسماعيل بن محمد بن عباد اللخمي (أول من برز منهم في الأندلس):
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بنو عباد
|
37f6c2dc7d6d927c4a2bf2377b457920
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.531846",
"source": "Wikipedia"
}
|
سلالة العلويين الفيلاليين الحاكمة
|
سلالة العلويين الفيلاليين الحاكمة
|
السلالة العلوية هي سلالة عربية. قدمت من ينبع بمنطقة الحجاز، واستقرت بواحة تافيلالت بالقرب من سجلماسة، وهي تحكم المغرب منذ عام 1666 ، وتنتسب هذه السلالة إلى القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وأول من حكم منهم الشريف بن علي ويحكم المغرب منهم اليوم الملك محمد السادس بن الحسن، وتمتثل مذهب مالك بن أنس في الفقه، يلقب الحاكم منهم بأمير المؤمنين وهو لقب خلافة. صعدت السلالة إلى السلطة في القرن السابع عشر، بدءا من مولاي الشريف بن علي الذي أعلن سلطانا على منطقة تافيلالت عام 1631. استطاع ابنه الرشيد، الذي حكم من عام 1664 إلى 1672، توحيد البلاد وتهدئة وضعها بعد فترة طويلة من الانقسامات الإقليمية الناجمة عن إضعاف سلالة السعديين. تولى شقيقه إسماعيل فترة من الحكم المركزي القوي بين عامي 1672 و1727، وهي واحدة من أطول فترات حكم أي سلطان مغربي، وبعد وفاة إسماعيل، غرقت البلاد في حالة من الفوضى إذ تنازع أبناؤه على خلافته، لكن أعيد فرض النظام في عهد محمد بن عبد الله في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. تميز القرن التاسع عشر بالتأثير المتزايد للقوى الأوروبية. حكم العلويون على أنهم سلاطين مطلقين حتى عام 1912، وذلك عندما فرضت الحماية الفرنسية والإسبانية على المغرب، حيث أبقاهم الحكم الاستعماري سلاطينا رمزيين، وعندما استعادت البلاد استقلالها عام 1956، استأنف محمد الخامس، الذي دعم القضية القومية، دور العلويين في القيادة المستقلة للدولة. بعد ذلك بوقت قصير اتخذ لقب «ملك» بدلا من «سلطان». استمر خلفائه الحسن الثاني ومحمد السادس، حكم السلالة تحت نفس اللقب. كان العلويون عائلة من الوجهاء الدينيين الأشراف (أو الشرفاء) الذين ادعوا انحدارهم من نسل النبي محمد عن طريق سبطه الحسن بن علي وفاطمة ابنة محمد. وفقا للمؤرخين الرسميين للعائلة، هاجرت العائلة من الحجاز (في شبه الجزيرة العربية) إلى تافيلالت خلال القرن الثاني عشر أو الثالث عشر بناء على طلب السكان المحليين الذين كانوا يأملون في أن يعود وجود الأسرة الشريفة بالفائدة على المنطقة. لربما كانت أسرة العلويين مجرد واحدة من بين العديد من العائلات العربية التي انتقلت غربا إلى المغرب خلال هذه الفترة. كانت تافيلالت واحة في وادي زيز في شرق المغرب وكانت تعرف أيضا بموقع سجلماسة، وهو تاريخيا محطة مهمة لطرق التجارة عبر الصحراء الكبرى. لا يعرف سوى القليل عن تاريخ العلويين قبل القرن السابع عشر. في أوائل القرن الخامس عشر، اشتهروا بأنهم محاربون مقدسون، لكن لم يكن لديهم مكانة سياسية بعد. انطبق هذا الأمر على أحد أفراد الأسرة، وهو علي الشريف (يجب عدم الخلط بينه وبين العلويين اللاحقين بالاسم نفسه)، الذي شارك في معارك ضد البرتغاليين والإسبان في سبتة وطنجة والذي دعي أيضا من قبل بني نصر في غرناطة للقتال ضد قشتالة في شبه الجزيرة الإيبيرية. لكن بحلول القرن السابع عشر، بات جليا أنهم أصبحوا قادة تافيلالت الأساسيين. كانت مكانتهم كشرفاء (من ذرية الرسول محمد) جزءا من سبب نجاحهم، إذ تزايد إدراك العديد من المجتمعات المغربية في ذلك العصر أن صفة الشريف هي أفضل مطالبة بالشرعية السياسية. كانت سلالة السعديين، التي حكمت المغرب في القرن 16 وأوائل القرن السابع عشر قبل صعود العلويين، سلالة شريفة أيضا ولعبت دورا هاما في تأسيس هذا النموذج من الشرعية السياسية والدينية. جرى صعود العائلة في نطاق أوائل القرن السابع عشر إلى منتصفه في المغرب، عندما كانت قوة السلاطين السعديين في مراكش متدهورة للغاية وتحاربت العديد من الفصائل الإقليمية للسيطرة على البلاد. كان الدلائيون من بين أقوى هذه الفصائل، وهم اتحاد من الأمازيغ (البربر) في الأطلس المتوسط زادت هيمنته على وسط المغرب في ذلك الوقت، ووصلوا إلى ذروة قوتهم في أربعينيات القرن السادس عشر. كان هناك فصيل قوي آخر، وهو فصيل علي أبو حسون السملالي (أو أبو حسون)، الذي أصبح زعيما لوادي سوس منذ عام 1614. عندما بسط أبو حسون سيطرته على منطقة تافيلالت عام 1631، أرسل الدلائيون بدورهم قوات لفرض نفوذهم على المنطقة. اختار السكان المحليون رأس الأسرة العلوية زعيما لهم، وهو محمد الشريف – المعروف باسم مولاي علي الشريف، أو مولاي الشريف، أو محمد الأول – وسلموا به سلطانا. قاد مولاي الشريف هجوما على حامية أبو حسون في طابوسامت عام 1635 أو 1636 (1045 هجري) لكنه فشل في طردهم. نفاه أبو حسون في وادي سوس، ولكنه تلقى معاملة حسنة منه؛ من بين أمور أخرى، أهداه أبو حسون محظية أنجبت لاحقا أحد أبنائه، إسماعيل. مع بقاء والدهم في المنفى، شرع أبناء الشريف في نضالهم. أصبح ابنه محمد (أو محمد الثاني) الزعيم بعد عام 1635 ونجح في قيادة تمرد آخر دحر قوات أبو حسون عام 1640 أو 1641 (1050 هجري). وبهذا النجاح، أعلن سلطانا مكانا لوالده. ومع ذلك، غزا الدلائيون المنطقة مرة أخرى في عام 1646 وأجبروه على الاعتراف بسيطرتهم على جميع الأراضي الواقعة غرب وجنوب سجلماسة، مما تركه فعليا بلا مملكة. بعدم قدرته على معارضتهم، قرر محمد، عوضا عن ذلك، التوسع في الاتجاه المعاكس، إلى الشمال الشرقي. تقدم حتى الأغواط وتلمسان في الجزائر (والتي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت) عام 1650، كسب ولاء العديد من قبائل بني معقل العربية في هذه المنطقة، وجعل من وجدة قاعدته الجديدة. أثارت غزواته في الجزائر العثمانية رد فعل العثمانيين، الذين أرسلوا جيشا دحره إلى سجلماسة. في مفاوضات مع البعثة العثمانية من الجزائر، وافق محمد على عدم تخطي الحدود إلى الأراضي العثمانية مرة أخرى. رغم هذه النكسات الأخيرة، نما نفوذ العلويين ببطء، ويرجع الفضل في بعضه إلى تحالفهم المستمر مع عدد من القبائل العربية في المنطقة. في يونيو 1650، رفض زعماء فاس (أو بشكل أكثر تحديدا فاس البالي، المدينة القديمة)، بدعم من القبائل العربية المحلية، سلطة الدلائيين ودعوا محمدا للانضمام إليهم. لكن بعد وقت قصير من وصوله، اقترب جيش الدلائيين من المدينة وأوقف القادة المحليون، لإدراكهم عدم امتلاك القوة الكافية لمواجهتهم، تمردهم وطلبوا من محمد الرحيل. توفي مولاي الشريف بن علي عام 1659، مما أثار صراع الخلافة بين محمد وأحد أشقائه، الرشيد. بعض تفاصيل هذا الصراع غير واضحة، لكن يبدو أن الرشيد فر من سجلماسة في البداية خوفا من شقيقه ولجأ إلى الدلائيين في الأطلس المتوسط. تنقل بعدها حول شمال المغرب، وأمضى بعض الوقت في فاس، قبل أن يستقر في أنجاد (شمال شرق المغرب اليوم). تمكن من تحقيق تحالف مع نفس قبائل بني معقل العربية التي دعمت شقيقه في السابق ومع قبائل بني يزناسن الأمازيغية أيضا. أعلنته هذه الجماعات سلطانا في عام 1663، وفي الوقت نفسه تقريبا أنشأ محمد قاعدة جديدة لنفسه في أقصى الغرب حتى أزرو. كانت قوة الدلائيين في تراجع، وسعى الشقيقان للاستفادة من ذلك، لكن كلاهما وقف في طريق الآخر. عندما هاجم محمد أنجاد لإجبار شقيقه على الاستسلام في عام 1663 أو أوائل عام 1664، هزم وقتل بدلا من ذلك. بحلول ذلك الوقت، تراجعت مملكة الدلائيين، التي امتدت ذات مرة لتشمل معظم وسط المغرب، إلى موطنها الأصلي في الأطلس المتوسط. ظل الرشيد مسيطرا على القوات العلوية وفي أقل من عقد تمكن من بسط سيطرة العلويين على المغرب بأكملها تقريبا، وأعاد توحيد البلاد في ظل سلالة جديدة من الشرفاء. في وقت سابق، كسب قبائل عربية ريفية أكثر إلى جانبه وضمهم إلى نظامه العسكري. أصبح ما يعرف أيضا باسم قبائل الكيش (قبائل «الجيش»، تعرب أيضا إلى غيش)، واحدة من أهم وسائله في فرض السيطرة على الأقاليم والمدن. في عام 1664 استولى على تازة لكن فاس عارضت سلطته وسقط حصار على المدينة عام 1665. بعد حملة أخرى في منطقة الريف، حيث حصل على مزيد من الدعم، عاد الرشيد وحقق خضوع المدينة في يونيو 1666. جعل المدينة عاصمته، لكنه وطن قبائله العسكرية في أراض أخرى وفي قصبة جديدة خارج المدينة (ما يعرف بقصبة شراردة الحالية) لتفادي شكاوى سكان المدينة بشأن سلوكهم. هزم بعدها فلول الدلائيين بغزو عاصمتهم وتدميرها في الأطلس المتوسط في يونيو 1668. في يوليو استولى على مراكش من عبد الكريم أبو بكر الشباني الذي حكم المدينة منذ اغتيال ابن أخيه أحمد العباس آخر سلاطين السعديين. احتلت قواته وادي سوس والأطلس الصغير في الجنوب، وأجبر جمهورية القراصنة ومدينتها سلا على الاعتراف بسلطته، على حين أحكم السيطرة في الشمال على القصر الكبير، والمنطقة المحيطة بطنجة. وهكذا نجح الرشيد في إعادة توحيد البلاد تحت حكم واحد. ومع ذلك، لم يتمكن من الاستمتاع بهذا النجاح لفترة طويلة، وتوفي شابا عام 1672 أثناء وجوده في مراكش. الروايات التاريخية لدى المغاربة تفيد بأن أهل المغرب اتصلوا بالقاسم بن محمد بن أبي القاسم وهو من عقب القاسم بن محمد النفس الزكية وطلبوا منه أن يرسل أحد أبنائه أو كلهم إلى المغرب لنشر الدعوة الإسلامية وبركة مجاورة آل البيت الهاشميين لامتداد نسبتهم إلى النبي محمد فأجابهم القاسم إلى هذا الطلب فكان أن أرسل ابنه الحسن الداخل والذي نزل واحة تافيلالت بنواحي سجلماسة فطاب له المقام بها. الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/سلالة العلويين الفيلاليين الحاكمة
|
361c11fc0120a45df65f43efdced6477
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.534490",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الأفشارية
|
الدولة الأفشارية
|
الدولة الأفشارية هي دولة أسسها نادر شاه عام 1736 حينما خلع أخر ملوك الدولة الصفوية ونصب نفسه ملكا على فارس. وجعل عاصمته مدينة مشهد. استمرت الدولة حتى عام 1796 حينما أطاح بها الأفشار القاجاريون. الأفشار هي قبيلة تركمانية كانت تقطن شمال شرقي الأناضول، ثم دخلت كفصيل مهم في الجيش الصفوي (كان الصفويون من التركمان أيضا). حكمت بلاد فارس وأفغانستان من عام 1736 إلى عام 1796. وكان مقرهم مدينة مشهد. تأسست دولة الأفشريين أثناء عهد نادر شاه الذي ينحدر من قبيلة أفشر التركمانية والتي كانت إحدى فصائل تنظيم قزلباش العسكري الشيعي الصوفي المذهب. برز نادر أفشر (التركماني) كقائد عسكري لآخر الشاهات الصفويين. وكان له دور كبير في تزعم حركة المقاومة العسكرية لتحرير إيران من الاحتلال الأفغاني الذي قامت به قبيلة الغلزاي الأفغانية (ذات الأصول التركية أيضا) منطلقا من مدينة «مشهد»، وبعد نجاحه انتهى به الأمر إلى أن نصب نفسه شاها (1736-1747) وأخذ اسم نادر شاه. يعتبر نادر شاه واحدا من أكبر الغزاة الفاتحين في تاريخ إيران الحديث حيث قام عام 1737 بالاستيلاء على أفغانستان وبعض الأجزاء من وسط آسية -خانات خيوة- ثم قاد حملة (1738-1739) إلى الهند، تمكن فيها من الاستيلاء على دهلي. حاول داخليا أن يتبنى مذهبا للدولة يوفق بين الشيعة والسنة. قتل سنة 1747 على يد أحد قواده. لم يتمكن خلفاء نادر شاه من الحفاظ على مملكته وانحصر ملك حفيده -الأعمى- شاه رخ (1748-1796) في خراسان حتى سنة 1796 حيث قضى القاجار (وهم من التركمان أيضا) على المملكة نهائيا، وأسسوا سلالة تركمانية جديدة هي سلالة قاجار التي حكمت إيران حتى عام 1924 .
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الأفشارية
|
092973456df45e96ea4e706a45d81e41
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.535067",
"source": "Wikipedia"
}
|
بنو الأفطس
|
بنو الأفطس
|
بنو الأفطس هم سلالة بربرية مستعربة حكمت مدينة مملكة بطليوس في الأندلس خلال عصر ملوك الطوائف، منذ عام 413 حتى 488 (1022 - 1094م). تنسب إلى مؤسسها عبد الله بن محمد بن مسلمة المعروف بابن الأفطس، من قبيلة مكناسة البربرية النازلة بفحص البلوط شمالي قرطبة. غير أن بني الأفطس كانوا ينسبون أنفسهم إلى بني تجيب، وهو ما استنكره المؤرخ الأندلسي ابن حيان القرطبي. ويوجد من يذكر أن بنو الأفطس: فرع من تجيب الكندية الحضرمية. منازلهم الأنداس، منهم ملوك (بطليوس) (يابرة) والإمارات الغربية بالأندلس، ومن أعلامهم عبد الله بن محمد المكني بابن الأفطس، والمظفر محمد بن عبد الله، والمنصور يحيى بن محمد، والمتوكل عمر بن محمد. كان مؤسس السلالة المنصور عبد الله بن الأفطس من كبار رجالات الخليفة الأموي الحكم الثاني، واقتطع لنفسه إمارة بطليوس بعد أفول الخلافة في قرطبة، وتمكن بنو الأفطس بعدها من تملك غرب إسبانيا وأجزاء من البرتغال لفترات متفاوتة، ومن المدن الهامة التي ضموها إلى مملكتهم يابرة وقورية. على مدى ثلاثة أجيال من الحكام هم عبد الله المنصور (413-437 /1022-1045م) فمحمد المظفر (437-461 /1045-1065م) ثم عمر المتوكل (464-488 /1065-1094 ) تمتع بنو الأفطس بثقافة عالية وعلم كثير، فكانوا من رعاة الشعر والأدب والعلوم. كانت بينهم وبين بني عباد حكام إشبيلية حروب كثيرة، انتهت باستيلاء الأخيرين على جزء كبير من مملكة بني الأفطس. ضعفت دولة بني الأفطس في آخر أيامها، وأصبح حكامها يؤدون الجزية إلى مملكة قشتالة، ورغم أن آخر حكامهم المتوكل قد خاض معركة الزلاقة مع باقي ملوك الطوائف والمرابطين ضد قشتالة، إلا إن المرابطين انقلبوا عليه فيما بعد، فحاصروا بطليوس وأسقطوها، ثم أسروه وأعدموه في عام 488 (1094م).
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بنو الأفطس
|
3ae9c213e51c1adbf068d7b89ab3786c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.535672",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الأغلبية
|
الدولة الأغلبية
|
الدولة الأغلبية أو دولة الأغالبة أو دولة بني الأغلب هي دولة عربية إسلامية أسسها إبراهيم بن الأغلب التميمي في إفريقية عام (184 /800 ) وتمددت لاحقا إلى إيطاليا ومالطا وسردينيا بعد أن فرضت نفوذها على القسم الأكبر من إفريقية وتعد من أقدم الدول الإسلامية من حيث النشأة وأول دولة إسلامية نشأت في إفريقية (تونس اليوم). وقد نشأت الدولة الأغلبية في وقت كانت إفريقية تشهد فيه كثيرا من الفتن والحروب والصراعات بين مختلف القوى على الساحة، واستطاع بنو الأغلب فرض الأمن في جميع أنحاء المغرب وجلب الاستقرار له. كان مؤسس الدولة إبراهيم بن الأغلب بن سالم التميمي رجلا شجاعا وقد استفاد من ثورة تمام بن تميم التميمي على والي العباسيين: محمد بن مقاتل العكي عام 183 والذي تمكن من هزيمة الجيش العباسي وطرد ابن مقاتل والاستيلاء على القيروان فبارزه إبراهيم بن الأغلب وهزمه ورد ابن العكي، وعندما بلغت هذه الأخبار الخليفة هارون الرشيد جعل إبراهيم بن الأغلب ومن بعده أبنائه وأحفاده ملوكا على إفريقية وذلك مقابل أن يخطبوا للعباسيين على منابر الجوامع والمساجد، فأسس إبراهيم بن الأغلب أركان الدولة ومهد الطريق في إفريقية وهزم أهل الشرور والفتن وقضى عليهم، وبنى دولة قوية استمرت من بعده أكثر من قرن من الزمان. وقد بلغت الدولة الأغلبية أوج قوتها وازدهارها في عهد الملك عبد الله الأول بن إبراهيم وأخيه الملك زيادة الله الأول بن إبراهيم إذ تمثلت المرحلة الثانية في تجهيز جيش قوي لفتح جزيرة صقلية والسواحل الإيطالية وذلك عام 212 ثم تتابعت الجيوش لذلك حتى تمكن الجيش الأغلبي في عهد الملك محمد الأول بن الأغلب من الوصول إلى روما عاصمة الدولة البابوية وغزوها، ولم يرجعوا عنها حتى أعطاهم البابا يوحنا الثامن الجزية، وكان للدولة الأغلبية السيادة على البحر الأبيض المتوسط طيلة القرن الثالث الهجري وبذلك فتحوا جزيرة مالطا عام 255 على يد القائد أحمد بن عمر الأغلبي واتخذوا منها قاعدة بحرية لهم لتميز هذه الجزيرة بموقع استراتيجي في وسط البحر الأبيض المتوسط، وبذلك كانت السفن الأوروبية تدفع لهم الضرائب مقابل مرورها بأمان. وأحتفظ الأغالبة بعلاقات طيبة مع الدولة العباسية في بغداد حتى آخر أيامهم، وكان لهم صراعات مع جيرانهم الدولة الطولونية في مصر والدولة الرستمية في غرب الجزائر خصوصا في عهد الملك إبراهيم بن أحمد الأغلبي الذي شن حملة عسكرية على الدولتين وألحق بهما الهزيمة، واستمرت الدولة الأغلبية حتى دب فيها الضعف والصراعات الداخلية بين أفراد الأسرة الأغلبية الحاكمة حتى قضى عليهم العبيديين عام (296 /909 ) وهرب أخر ملوكهم زيادة الله الثالث إلى الشام وما لبث إلا أن توفي في مدينة القدس. كان جد الأغالبة الذي تنسب إليه الأسرة الأغلب بن سالم بن عقال السعدي التميمي من أبرز الرجال في الدعوة العباسية السرية زمن الدولة الأموية، وكان الأغلب بن سالم أحد نقباء بني العباس الذين كان عددهم اثنا عشرا نقيبا. وشهد الوقائع الحربية الأموية العباسية (129 - 132 ). ولما سقطت الدولة الأموية وقامت الدولة العباسية كان الأغلب بن سالم من أبرز رجالها، فقد وجهه الخليفة أبو جعفر المنصور على مقدمة الوالي محمد بن الأشعث عام 145 لإستعادة إفريقية التي غلب الخوارج عليها ونهبوها. فسار الأغلب على مقدمة الجيش العباسي واستطاعوا طرد الخوارج وهزيمتهم والسيطرة على القيروان. ومالبث الجنود أن ثاروا على الوالي محمد بن الأشعث وخلعوه وطردوه وولوا أمرهم الأغلب بن سالم وذلك عام 148 ولما وصلت هذه الأنباء إلى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أرضى الجند وكتب إلى الأغلب بولايته على إفريقية، وأقام الأغلب في حروب طويلة مع الخوارج وأظهر شجاعة كبيرة حتى أصيب بسهم في أحد المعارك وتوفي عام 150 وكان عمر ولده إبراهيم بن الأغلب مؤسس الدولة الأغلبية حينها عشرة سنوات فقط. وبعد مقتل الأغلب بن سالم بدأت مرحلة الولاة من قبل الدولة العباسية على إفريقية (150 - 183 ) وقد واجه الولاة العباسيين صعوبات كبيرة في تثبيت الأمن في ربوع إفريقية بسبب كثرة الخوارج، وانتشار العصبية القبلية في البلاد، وبعد ولاية إفريقية عن بغداد مركز الخلافة العباسية. فكان بعض الولاة يقتل وبعضهم يطرد وبعضهم يعزل حتى كان أخرهم محمد بن مقاتل العكي الذي ولاه الخليفة هارون الرشيد فثأر عليه تمام بن تميم التميمي أحد القادة في إفريقية وهزمه وطرده من دار الإمارة، وكان إبراهيم بن الأغلب يومها من أبرز رجال إفريقية وقادتها فجمع أهل بيته ومن أطاعه من الجند وحارب الثائر تمام بن تميم حتى هزمه وسيطر على إفريقية ورد عامل العباسيين العكي، ولما وصلت هذه الأنباء إلى هارون الرشيد أمر بعزل العكي، وعقد إتفاقا مع إبراهيم بن الأغلب على أن يوليه وأولاده وأحفاده من بعده على بلاد إفريقية وجميع ما يسيطرون عليه من البلاد الغير عباسية مقابل أن يخطب الأغالبة للعباسيين على منابر المساجد والجوامع وتم هذا الإتفاق بين الطرفين وبذلك نشأة الدولة الأغلبية عام 184 . بدأ إبراهيم ولايته ببناء مدينة العباسية أو القصر القديم سنة 184-185ه/ 800 -801م في الجنوب الشرقي من القيروان، واتخذها عاصمة له، ونقل إليها السلاح والعدد، ثم انتقل إليها بأهله وحرمه وعبيده وأهل الثقة من جنده. وكان يقصد بذلك التحرر من تسلط الجند المشاغبين ومدافعتهم، وكان من بين التدابير التي لجأ إليها ليحقق ذلك أنه راح يشتري أفرادا من السودان بحجة استخدامهم في الصناعة تخفيفا على الناس من أعبائها، لكنه استخدمهم في الجيش ودربهم على حمل السلاح. على أن الثورات في المغرب لم تلبث أن عادت سيرتها الأولى، وحدث ما كان يخشاه إبراهيم بن الأغلب، إذ ثار خريش بن عبد الرحمن الكندي سنة 186ه/ 802م، وخرج على الأغالبة والعباسيين في آن واحد ونزع السواد شعار العباسيين، فأرسل إبراهيم جيشه لقتاله عند سبخة تونس، وانتصر عليه وفرض الأمن فيها. وفي سنة 189ه/ 805م ثار عليه أهل طرابلس، وكانت تابعة له، وأخرجوا منها واليه سفيان بن المضاء لسوء معاملته لهم. فأرسل إبراهيم جيشا أحضر الثوار إلى القيروان، ثم عفا عنهم وأعادهم إلى بلادهم. ومع ذلك فإن الفتن والثورات لم تهدأ في طرابلس، فكانت تهيج بين الحين والآخر، ولا سيما قتال الرستميين للأغالبة، حتى نزل لهم الأغالبة عن المناطق التي يحتلونها جنوبي طرابلس. أما أخطر هذه الثورات فثورة قائد إبراهيم ووزيره عمران بن مجالد سنة 194ه/ 810م الذي شعر بقوته بعد الخدمات الكبيرة التي قدمها لولي أمره إبراهيم بن الأغلب، فاستولى على القيروان، وغلب على معظم بلاد إفريقية، واستمرت الثورة عاما كاملا حتى استعاد إبراهيم سلطته بعد أن دفع عطاء الجند الخارجين عليه، واضطر عمران إلى الفرار إلى بلاد الزاب، ودخل إبراهيم القيروان، فقلع أبوابها، وهدم أسوارها حتى لا تعود إلى الثورة. تطلع إبراهيم إلى المغرب الأقصى حيث الدولة الإدريسية فاضطر إدريس إلى إرضائه، وسؤاله الكف عنه. وقد بلغ من استقلال إبراهيم بما تحت يده وقوة نفوذه أنه استقبل شارلمان في العباسية حاضرة الإمارة، وعقد هدنة مع حاكم صقلية قسطنطين نصت على مفاداة الأسرى. توفي إبراهيم بن الأغلب سنة 196ه/ 812م، بعد أن حكم إفريقية مدة اثنتي عشرة سنة. وكان فقيها، أديبا، شاعرا، خطيبا، ذا رأي ونجدة. وخلفه في الحكم ابنه أبو العباس عبد الله بن إبراهيم (196-201ه/ 812 -817م) الذي كان يلي طرابلس لأبيه، فأخذ أخوه زيادة الله البيعة له من رؤساء الجند، ثم دخل القيروان سنة 197ه/ 812م وأقره الخليفة المأمون على ما بيده من إفريقية. عامل عبد الله سكان البلاد معاملة تنطوي على الكثير من العنت والجور، ولم يصغ إلى نصائح أهل الرأي فيها. وعدل نظام الضرائب فجعل العشر ضريبة مالية ثابتة، حتى لا يتأثر الدخل السنوي بالخصب والجدب، فسخط الناس عليه، وطالبوا بإلغائها والعودة إلى نظام العشر الذي اعتادوه، كما عامل أخاه زيادة الله معاملة سيئة، وكذلك فعل مع أهل بيته. وكانت وفاته في سنة 201ه/817م. فتولى الإمارة بعده أخوه زيادة الله بن إبراهيم (201- 223ه/ 817 -837م) وكان أفصح أهل بيته لسانا وأكثرهم أدبا، وكان يقول الشعر، ويرعى الشعراء. كثرت حركات الخروج عن الطاعة في أيام زيادة الله حتى إنه لم يعد يسيطر في بعض السنوات إلا على حاضرته وما يحيط بها، وترجع أسباب الاضطراب إلى استمرار زيادة الله على سياسة أخيه الجائرة مع الناس واستخفافه بالجند. ومن الثورات التي قامت في وجهه ثورة ابن الصقلبية في سنة 207ه/ 822م في باجة التي قضى عليها بسهولة، وثورة عمرو بن معاوية القيسي سنة 208ه/ 823م التي عرفت بثورة القصرين، فقضى عليها أيضا، ثم ثورة منصور الطنبذي سنة 209ه/ 824م في تونس التي كادت تودي بالدولة الأغلبية. واستطاع زعيمها إلحاق هزيمة قوات زيادة الله أكثر من مرة، حتى خرجت مدن كثيرة عن طاعته، واستبد بها القواد الذين دخلوا في طاعة الطنبذي، ومنها باجة والجزيرة وصطفورة وبنزرت والأرس وغيرها. ولم يبق في يد زيادة الله سوى عدد قليل من المدن، كما حاول الطنبذي احتلال القيروان نفسها، وإنهاء حكم زيادة الله سنة 209ه/ 824م فلم ينجح، وضرب منصور الطنبذي السكة باسمه. حاول علماء إفريقية التوسط بين زيادة الله والطنبذي كأبي محرز وأسد بن الفرات، ولكن الحرب لم تتوقف، إلى أن قام زيادة الله بهجوم كبير في منتصف جمادى الآخرة سنة 209ه/ 12 تشرين الأول 824م، فانهزم الطنبذي إلى قصره بتونس، ولاذ رجاله بالفرار، ولكنه ما لبث أن استجمع قواه، وعاود القتال من جديد، وتضعضع حال زيادة الله ثانية، حتى كاد يخسر كل شيء، ولم يبق في يده إلا قابس ونفزاوة وطرابلس، ولم ينقذه إلا خلاف نشب بين منصور الطنبذي وعامر بن نافع أحد قادته، إذ انقلب عامر على الطنبذي واعتقله وسجنه في جزيرة جربة ثم قتله. ولم تنتظم الأمور لعامر بن نافع فاضطر إلى الفرار بسبب التمزق في صفوف جنده، ولم تنته الفتنة إلا بوفاته، بعد مدة من الاضطراب دامت ثلاثة عشر عاما. بعد أن استتب الأمر لزيادة الله الأغلبي قرر الشروع بفتح صقلية سنة 212ه/ 827م، فجهز حملة أسند قيادتها إلى القاضي الفقيه أسد بن الفرات الذي كان على علمه فارسا شجاعا، ونزلت الحملة في مزارة على أقصى الشاطئ الجنوبي الغربي، وهي أول عملية إنزال في صقلية من سلسلة عمليات طويلة استمرت مدة اثنين وخمسين عاما، وانتهت بفتح سرقوسة سنة 264ه. توفي زيادة الله سنة 223ه/ 838م بعد ولاية حافلة بجلائل الأعمال والخطوب، استمرت أكثر من إحدى وعشرين سنة، وخلفه في الإمارة أخوه الأغلب أبو عقال المعروف بخزر أو خزرون (223-226ه/ 838 -841م) وكان ثالث أبناء إبراهيم بن الأغلب الذين تولوا الإمارة على التوالي بعده، وأحسن سيرة من أخويه، فقد أجزل للعمال الأرزاق والصلات الكثيرة وتمتعت البلاد في زمنه بالأمن والاستقرار، بفضل الإجراءات التي اتخذها، فقد ألغى الضريبة الثابتة، وأعاد ضريبة العشر، وحرص على دفع عطاءات الجند في مواعيدها المقررة، وكف أيدي عماله عن التطاول على أموال الناس والمظالم بزيادة رواتبهم، ودفعها لهم في أوقاتها، كما منع صنع النبيذ والخمر في القيروان، وعاقب على بيعه وشربه. ولم يعكر صفو الأمن في عهده إلا حركة الخوارج في إقليم الجريد فيما بين مدينتي قفصة وقسطيلية (توزر) الذي تسكنه قبائل لواته وزواغة ومكناسة، فاضطر إلى إرسال جيش لقتالها سنة 224ه/ 838م. توفي الأغلب أبو عقال سنة 226ه/ 841م، بعد أن حكم سنتين وتسعة أشهر وأياما وكان في الثالثة والخمسين من عمره وخلفه ابنه أبو العباس محمد (حكم 226-242ه/ 841-856م) الذي كان من أطول أمراء الأغالبة عهدا، ولم يكن على شيء من العلم والدين، ولكنه كان مظفرا في حروبه. شاركه أخوه أحمد أمور الحكم في بدء عهده ثم خرج عليه وحاول أن يستقل بالحكم سنة 231ه/ 844م، إلا أن محمدا كان له بالمرصاد فاستعاد سلطانه منه. كانت أوضاع البلاد مستقرة في عهد محمد، ولم يعكر صفوها إلا بعض الاضطرابات التي قام بها قواد الجند في الزاب بقيادة سالم بن غلبون، وفي تونس بقيادة عمر بن سليم التجيبي الذي تفاقم أمره. وكان عصره عصر عظماء العلماء العباد مثل أبي محمد عبد الله بن أبي حسان اليحصبي ( 227ه/ 842م)، والبهلول بن عمر بن صالح ( 231ه/ 846م)، والإمام سحنون بن سعيد ( 240ه/ 854م) الذي تولى القضاء سنة 233ه/ 847م، والذي يعود إليه نشر المذهب المالكي في إفريقية بفضل كتابه المعروف بالمدونة، إلى جانب أعمال عمرانية متعددة. أما عن السياسة الخارجية في عهد محمد بن الأغلب فأهمها استمرار الفتوح في صقلية، والاستيلاء على مناطق واسعة من قلورية (كلابرية) في جنوبي إيطالية حتى قاربت قواته رومة. توفي محمد بن الأغلب سنة 242ه/ 856م بعد أن حكم خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأياما، تاركا الملك لابن أخيه أبي إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب (حكم 242-249ه/ 856-863م)، وكان حسن السيرة، كريم الأخلاق والأفعال، من أجود الناس وأسمحهم، وأرفقهم بالرعية، مع دين واجتناب للظلم على حداثة سنه، فانصرف إلى أعمال البر والخير، وجعل على قضاء القيروان أبا الربيع سليمان بن عمران بن أبي هاشم الملقب بخروفة. وكانت مدة حكم أبي إبراهيم أحمد هادئة، لم يعكر صفوها إلا اضطراب الأوضاع في منطقة طرابلس. أما عن الفتوح في صقلية، فقد كان مظفرا في حروبه فيها، فاستولى على قصريانه (كاسترو جيوفاني)، وهي من مدن صقلية المهمة، وكان للخليفة العباسي نصيب في مغانمها، مما يشير إلى أن الدولة الأغلبية كانت ما تزال تعترف بسيادة الخلافة العباسية، على الضعف الذي أصابها. لم يطل حكم أحمد، فقد توفي سنة 249ه/ 863م، وعمره ثمان وعشرون سنة، وخلفه في الإمارة أخوه أبو محمد زيادة الله الثاني (249 - 250ه/ 863 -864م)، الذي كان عاقلا حليما حسن السيرة، جميل الأفعال، ذا رأي ونجدة وجود، نظم أمور صقلية، وأقر حاكمها الذي كان على عهد أخيه، ولم تقم ثورات في الداخل في عهده القصير، إذ حكم سنة واحدة وخلفه ابن أخيه أبو عبد الله محمد بن أحمد أبو الغرانيق (250-261ه/ 864- 875م)، وكان أبو الغرانيق صغير السن حين تولى الإمارة إلا أنه كان حسن السيرة في الرعية جوادا، غلبت عليه اللذات والشراب والميل إلى الطرب والاشتغال بالصيد، ولاسيما صيد الغرانيق، فلقب بها، بنى قصرا في موضع السهلين يخرج إليه لصيدها، وأنفق فيه ثلاثين ألف مثقال من الذهب وبدد أموال الدولة على لهوه فلم يترك لخلفه إلا خزانة فارغة. إلا أن حروبه في صقلية كانت مظفرة تخللتها بعض الانتكاسات، كما استطاع إعادة فتح جزيرة مالطة سنة 261ه/ 874م، وأسر ملكها، بعد أن كانت قد خرجت من يده سنة 255ه/ 869م. لم تكن علاقات أبي الغرانيق جيدة مع الدولة الرستمية والقبائل الخاضعة لها، مما اضطره إلى إرسال جيش كبير لقتالها بقيادة أبي خفاجة محمد بن إسماعيل، وتمكن هذا الجيش من تحقيق الانتصار في البداية، وأطاعته القبائل في منطقة الزاب، وعبرت عن طاعتها بتقديم الرهائن، ماعدا بني كملان من قبائل هوارة، فاضطر لقتالهم وانتهت المعركة بكارثة لجيش الأغالبة، فقتل قائد الجيش وجماعة من كبار قادته وكثير من جنده. توفي أبو الغرانيق سنة 261ه/ 879م وقد حكم إفريقية وما يليها عشر سنين وخمسة أشهر ونصف، وعاصر من الخلفاء العباسيين، المستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد، وأقره كل منهم على ولايته. وخلفه في الحكم ابنه أبو عقال الأغلب وكان صغيرا فتولى عمه إبراهيم بن أحمد أبو إسحق الوصاية عليه، وحلف الأيمان على حسن الوصاية، ولكنه حنث بأيمانه واغتصب الولاية لنفسه، ولم يمض عليه في الإمارة غير أيام. استقر إبراهيم بن أحمد (261-289ه/ 875 -902م) في القصر الجديد بمدينة رقادة، التي بناها، وحصل على بيعة مشايخ أهل القيروان ووجوه أهل إفريقية وجماعة من بني الأغلب، وكان حكمه من أطول عهود أمراء الأغالبة. بدأ عهده بكف الظلم ونشر العدل، وكان يجلس بنفسه للمظالم في جامع القيروان يوم الخميس والاثنين من كل أسبوع. لقي إبراهيم بن أحمد متاعب من الطولونيين جيرانه في مصر، منذ أن فكر العباس بن أحمد بن طولون بالاستقلال عن والده، وتأسيس إمارة له في برقة وطرابلس وما يحتله من المناطق التابعة للأغالبة سنة 265ه/ 878 -879م. وراح يراسل قبائل الأمازيغ (البربر) فاستجاب له بعضهم في أقاليم إفريقية الشرقية، فأرسل إبراهيم جيوشا التقت العباس في وادي ورداسة، ولكن جيش إبراهيم انهزم ودخل العباس لبدة، وحاصر طرابلس ولم يحسن جنده معاملة الأهالي فثار عليه بربر نفوسة الإباضية وقاتلوه مع جيش إبراهيم، واضطر العباس إلى الانسحاب بقواته انسحابا غير منظم تاركا ما في معسكره من الأموال والعتاد. وإضافة إلى هذا الاضطراب الذي حدث في طرابلس فإن اضطرابات أخرى حدثت في تونس وبلاد الزاب، فقد ثارت على إبراهيم قبيلة هوارة، وقبيلة لواته في باجة سنة 268ه/ 881 -882م ولكنه قمعهما بقسوة متناهية. استقرت الأمور لإبراهيم في الداخل خمس سنوات بعد ذلك، فعمل في هذه المدة على إصلاح الأوضاع المالية، وقرر التعامل بالدراهم الصحاح من الفضة، ولقي في عمله هذا معارضة قوية من أهل القيروان، انتهت باضطراب وقتال مع الأمير، ولكنه نجح في تحقيق سياسته المالية، وضرب دنانير ودراهم جددا سماها العشرية. كذلك كانت حروب إبراهيم في صقلية ناجحة، ففتح سرقوسة وطبرمين. واعتمد في جيشه على السودان، فاشترى أعدادا كبيرة منهم، وأحسن تدريبهم، وكساهم الكساء البديع، وكانوا ساعده في الحروب، وأظهروا من الشجاعة والقوة ما لا يوصف، وبعد أن اطمأن إليهم سعى إلى التخلص من الجند الصقلبي. تبدل مزاج إبراهيم بن أحمد نحو القسوة الدموية في المدة الأخيرة من حكمه، فكان يقمع الثورات بعنف، ويعمل على التخلص من مسببيها، بأساليب دموية، وشدد قبضته على البلاد فعهد إلى أبنائه بولاية الأقاليم، وجعل مركزه بين رقادة وتونس. ودبت في نفسه الريب من رجال الدولة والمقربين فراح يعمل على تصفيتهم بطريقة سوداوية، ومن ذلك ما قام به سنة 280ه/ 893م من الإيقاع برجال قلعة بلزمة جنوب غربي باغاية، وهم من القيسية، فكان ذلك المسمار الأول في نعش الدولة الأغلبية، إذ عم الاضطراب أنحاء البلاد. وأدى عنف إبراهيم وقسوته وسوء فعله إلى غضب أهالي القيروان وسخطهم عليه، فشكوه إلى الخليفة العباسي المعتضد بالله الذي كتب إليه سنة 283ه/ 896م منذرا، إن لم ينته عن قسوته وسوء فعاله، فإنه سيسلم ما بيده إلى ابن عمه محمد بن زيادة الله، وكذلك أرسل له رسولا سنة 287ه/ 900م يطلب منه اعتزال الحكم، وتولية ابنه أبي العباس على إفريقية، ثم المسير مع الرسول إلى بغداد للقاء الخليفة. واستجاب إبراهيم لهذا الطلب فاعتزل الحكم سنة 288ه، واستقام ولبس الخشن من الثياب، وأخرج من في سجونه، ورد المظالم، وأسقط المكوس، وأخذ العشر بدلا من الضريبة الثابتة، وترك لأهل الضياع خراج سنة سماها سنة العدل، وأعتق مماليكه، وأعطى فقهاء القيروان ووجوه أهلها أموالا عظيمة، ليوزعوها على الفقراء والمساكين، ثم استقر بعد ذلك في صقلية مجاهدا حتى وفاته سنة 289ه/ 902م. وفي عهده دخل داعي دعاة الفاطميين، أبو عبد الله الشيعي إلى بلاد كتامة سنة 280ه/ 893م وبدأ دعوته فيها. تولى الإمارة بعد إبراهيم ابنه أبو العباس عبد الله (289-290ه/ 902-903م) وكان في صقلية حين تنازل له أبوه عن الإمارة، ويمكن عد عهده القصير استمرارا لعهد والده. وكان ساعد أبيه الأيمن في حروبه في مختلف الأقاليم، ولاسيما في قيادة الجيوش في صقلية، كما كان شجاعا عالما بالحرب، حسن النظر في الجدل. أعاد النظر في أعمال أبيه، وقام بتغييرات في ولاية الأقاليم، واصطدم مع داعي دعاة الفاطميين الذي استولى على ميلة. تغيرت أحوال عبد الله بعد مدة قصيرة، فأظهر التقشف، ولبس الصوف، وأظهر العدل والإحسان والإنصاف، وجالس أهل العلم وشاورهم، فكان يجلس معهم على الأرض، وترك قصر الرقادة وسكن دارا مبنية بالطوب، وكان لا يركب إلا إلى الجامع. سجن ابنه زيادة الله سنة 290ه/ 903م في داره، لأنه وصل إلى علمه أنه ينوي الخروج عليه، ولكنه ما لبث أن اغتيل في منزله بمدينة تونس على يد غلمانه في السنة نفسها. وآلت الولاية والإمارة إلى ابنه المقيد زيادة الله بن أبي العباس (290-296ه/ 903-909م) الذي خرج من السجن إلى سرير الملك، وكان آخر أمراء الأغالبة في بلاد المغرب، فأخذ البيعة لنفسه من أهله وأقاربه، وقرأ كتاب البيعة على منبر المسجد الجامع بتونس، ولكنه، نتيجة للطريقة التي وصل بها إلى الحكم بدأ عهده بإراقة الدماء، فغدر بأعمامه وإخوته، وقتل بعض فتيانه وقادته، واشترى بعضهم بالمال، وشهد عهده انتصارات داعي دعاة الفاطميين أبي عبد الله الشيعي المتوالية، على كثرة الحشود التي حشدها لقتاله، فاستولى أبو عبد الله على سطيف، ثم قسنطينة سنة 292ه/ 905م بعد معركة حامية، خسر فيها زيادة الله جنده وسلاحه وماله، وتوالت هزائم الأغالبة يوما بعد يوم، فاستولى أبو عبد الله على بلزمة وطبنة، وألغى نظام الضرائب الأغلبي، كما سقطت بيده تيجس وتبعتها باغاية في شعبان سنة 294ه/ 907م ثم مجانة وقصر الإفريقي وتيفاش وقالمة أو قالة ومسكيانة وتبسا ومديرة (حيدرة) ومرماجنة والقصرين ثم توزر وقفصة، ثم سقطت الأربس في 24 جمادى الآخرة سنة 296ه/ 18 آذار 909م بعد معركة حاسمة. وهكذا أخفق زيادة الله في وقف المد الفاطمي، على الرغم من محاولاته الاتصال بالخلافة العباسية طالبا النجدة من الخليفة المكتفي بالله أولا ثم من الخليفة المقتدر بالله، وتوثيق صلاته بالحسنيين أقارب الأدراسة في المغرب الأوسط، وتحريضه الفقهاء في إفريقية وعامة الشعب على الفاطميين، وإعادته العاصمة إلى رقادة. فدب اليأس إلى قلبه وانغمس في اللهو والشراب. وبعد سقوط الأربس في يد الفاطميين فر إلى طرابلس ومنها إلى مصر ففلسطين، وتوفي في الرملة. فبايع الأغالبة ابن عمه إبراهيم بن أبي الأغلب، ولكن الناس ثاروا عليه بعد أخذه البيعة مباشرة مطالبين بالأمن والسلام، واضطروه إلى الخروج من العاصمة ودخل الفاطميون القيروان ثم رقادة. كذلك خلع الصقليون طاعة الأغالبة، وأعلنوا طاعتهم للفاطميين وبذلك سقطت دولة الأغالبة. توارث الأغالبة الحكم في الأسرة من دون نظام دقيق، فكانت الإمرة تنتقل من الأب إلى الابن أو إلى الأخ أو إلى العم أو ابن الأخ، ولم يخل الأمر من وقوع نزاع على العرش، ولم يأخذ هذا النزاع منحى حادا إلا في نهاية حكم الأسرة. ظهرت في دولة الأغالبة كل التيارات الفكرية المعروفة في المشرق والمغرب على السواء في المجالين الديني والدنيوي. وبرز فيها أعلام لهم مكانتهم، وعلى رأسهم أسد بن الفرات (ت213ه) الذي يمثل ازدواج التأثير في القيروان بين مدرستي المدينة المالكية والعراق الحنفية، ودون ما اكتسبه في كتابه الأسدية في الفقه، كذلك اشتهر عبد السلام بن سعيد التنوخي الملقب بسحنون صاحب المدونة، التي أصبحت كتاب الفقه المالكي الأساسي للمغرب والأندلس فيما بعد. وكان لهذين الفقيهين أثر في الجهاز الإداري، فقد أسندت إليهما أعمال متعددة كانت من صلاحيات الأمراء. كما برز في عهد أبي الغرانيق الفقيه المالكي محمد بن سحنون (ت256ه/870م) الذي اشتهر بالفقه والجدل والحديث، وكان كثير الكتب غزير التأليف له نحو مئتي كتاب في فنون العلم، وكانت له مواقف مناهضة لمذهب الأحناف وهو مذهب دولة الأغالبة، كما خالف مقالة المعتزلة بخلق القرآن، وحدث في عهد أبي الغرانيق خلاف في الرأي بين السحنونية أنصار محمد بن سحنون، وبين العبدوسية أتباع محمد بن إبراهيم بن عبدوس، الذين أطلق عليهم لقب الشكوكية. وقد نال الفقهاء هذه المكانة على الرغم من الخلافات التي فرقت صفوفهم بين مالكية وأحناف يطعن كل منهما بعلم رجال الفريق الثاني، كذلك ضمت دولة الأغالبة معتزلة وخوارج من الصفرية والإباضية، وكانوا يعملون حلقا في المسجد يتناظرون فيه، وتمكن الإمام سحنون من الوقوف في وجه الخوارج، إلا أنه كان عاجزا عن مثل ذلك أمام المعتزلة لأنهم تمتعوا بحماية الأمراء، ولاسيما الأمير أحمد (242-249ه) الذي عد الاعتزال مذهبا رسميا للدولة مدة مؤقتة، وأخذ الناس بمحنة خلق القرآن، وانحصر نفوذ المعتزلة في الأوساط العليا فقط، أما العامة فكانت معادية لها. كذلك عرفت دولة الأغالبة أطباء انتقلوا إليها من المشرق، لعل أشهرهم إسحاق بن عمران الذي جمع بين الطب والفلسفة بديار المغرب. بنى الأغالبة مدينتين ملكيتين كانت أولاهما العباسية أو القصر القديم، وقد بناها إبراهيم بن الأغلب مؤسس الدولة، وبنى فيها قصره ومساكن حاشيته والمسجد الجامع، ودار سك النقود والدواوين، وأحاطها بالأسوار القوية، وجعل من خلفها خندقا يحيط بها. وفي وسط المدينة ساحة واسعة عرفت بالميدان كانت تستخدم لعرض الفرسان، واتسعت العباسية، وأخذت تنافس القيروان بحماماتها الكثيرة وفنادقها وأسواقها. أما المدينة الثانية فهي رقادة التي بناها إبراهيم بن أحمد، وقد ابتدأ بها سنة 263ه/ 977م وبنى فيها القصور، منها قصر بغداد، وقدر لهذه المدينة أن تنمو وتتسع باطراد، فأضاف إليها الأمراء من بعده قصورا أخرى أشهرها قصر العروس الذي بناه زيادة الله الثالث بن عبد الله على أربع طبقات، وأنفق فيه 232 ألف دينار. وبنى محمد بن أبي عقال الأغلب مدينة قرب تاهرت سماها العباسية. كما اهتم الأغالبة ببناء الصهاريج (خزانات المياه) التي عرفت باسم «ماجل» وكان يوجد خارج مدينة القيروان خمسة عشر ماجلا للماء يستقي منها أهلها، لعل أعظمها شأنا ماجل أحمد بن الأغلب بباب تونس من أبواب القيروان. وهو مستدير متناهي الكبر، في وسطه صومعة مثمنة في أعلاها قصبة، يدخل إليها في مركب يسمى بالزلاج. ويتصل بهذا الماجل أقباء طويلة، وبجوفه ماجل لطيف متصل به يسمى الفسقية، يقع فيه ماء الوادي، فإذا ارتفع الماء في الفسقية قدر قامتين يدخل إلى الماجل الكبير من باب بين الماجلين يسمى السرح. كذلك بنى الأغالبة قنطرة باب أبي الربيع لجلب الماء من الجبل. أما المساجد فكثيرة. وكان زيادة الله الأول بن إبراهيم قد جدد مسجد القيروان، وأقام في قاعة الصلاة عددا كبيرا من الأعمدة الرائعة التي أحيطت أطرافها بأشرطة من الخشب ذات التزيينات المحفورة. وقام بعض خلفاء زيادة الله بإضافة عناصر عمرانية وتزيينية جديدة إلى ذلك المسجد. كذلك أحدثت بعض الإصلاحات والإضافات في المسجدين الكبيرين جامع الزيتونة في تونس والجامع الكبير في سوسة، كما بنيت المساجد الفخمة في القيروان وغيرها، كذلك عني الأغالبة بتحصين المدن. ولا ريب أن غنى ولاية الأغالبة في الزراعة والتجارة ساعدهم على جمع المال اللازم للعمران، وساعد في تنشيط الزراعة نشر الأمن في الطرق وتحسين وسائل المعاملات التجارية ولاسيما النقد، فقد ضرب الأغالبة نقودا ذهبية ظل عيارها صحيحا وقدره 4.5غ ذهب حتى أواخر أيام الأسرة حين انحط العيار إلى 4.12غ ثم إلى 4غ فقط. ومن اهتمامات الأغالبة الأخرى بناء الأربطة من أجل الجهاد وعلى رأسها قصر المرابطين بسوسة. وقيل إن أحمد الأغلبي بنى بأرض إفريقية عشرة آلاف حصن بالحجارة والكلس وأبواب الحديد. داخليا كان الأغالبة في صراع دائم مع الثورات ذات الطابع الديني - الخوارج- أو بدوافع من العصبية - البربر-. بدأت مرحلة الأفول أثناء عهد إبراهيم بن أحمد (875-902) وفيها تم فقدان بعض المناطق لصالح البيزنطيين -كالابريا-، فليبيا لصالح الطولونيين، ثم تمرد بعض القبائل على الحكم الأغلبي. انتهت دولتهم على أيدي الفاطميين سنة 909 . كان الأغالبة يقيمون المنشآت والأبنية من غنائم الجهاد دون أن يثقلوا كاهل الناس بالضرائب. ومن تلك الآثار:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الأغلبية
|
9f986431d7dd8ae247def32cc4d8379f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.543062",
"source": "Wikipedia"
}
|
دولة سلاجقة الروم
|
دولة سلاجقة الروم
|
دولة سلاجقة الروم أو سلطنة سلاجقة الروم أو سلطنة الروم اختصارا (بالفارسية: دولت سلجوقیان روم) هي إحدى الدول الإسلامية التي قامت في بلاد الأناضول وشكلت بداية الجناح الغربي من دولة السلاجقة العظام، قبل أن تنفصل عنها وتصبح دولة قائمة بحد ذاتها بعدما تفككت الدولة السلجوقية إلى عدة سلطنات وإمارات وأتابكيات. كان السلاجقة مسلمين سنيين من الناحيتين الدينية والمذهبية، أما عرقيا فكانوا من الترك، على أنهم تثاقفوا بالثقافة الفارسية، فاقتبسوا اللغة والأبجدية الفارسيتين نتيجة احتكاكهم الطويل بالفرس في بلاد ما وراء النهر وإيران، حتى اصطبغت دولتهم بصبغة غير تركية لفترة طويلة من الزمن. وفي حين كان الترك السلاجقة هم الحكام، فإن غالبية الرعية كانت من الروم النصارى الأرثوذكس، وقد انصهر هؤلاء تدريجيا مع الترك في بوتقة واحدة اكتملت تماما في العصر العثماني بعد بضعة قرون من تفتت الدولة وزوالها. قامت دولة سلاجقة الروم على يد سليمان بن قتلمش، نسيب السلطان ألب أرسلان، وذلك بعيد معركة ملاذكرد، التي فتحت أبواب الأناضول أمام المسلمين، بست سنوات فقط. فقد انساب السلاجقة إلى الربوع الأناضولية، التي استعصت على المسلمين قبلهم رغم توغلهم في أرجائها أكثر من مرة، وفتحوا المدن والقلاع الحصينة بعد اصطدامات قاسية مع البيزنطيين استمرت حتى أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وتمكنوا من تثبيت أقدامهم في البلاد الجديدة بفضل الهجرات التركمانية المستمرة من الشرق. وبدأت تظهر، منذ نهاية القرن المذكور، المعالم السياسية والحضارية للسلطنة السلجوقية الرومية. تنامت قوة السلطنة مع مرور الزمن، فأضحت مرهوبة الجانب، وتوسعت على حساب جيرانها وبخاصة الإمبراطورية البيزنطية، وبسط السلاجقة سيطرتهم على مساحة واسعة من آسيا الصغرى، وتدخلوا في النزاعات التي كانت تنشب بين جيرانهم، وعبروا بحر البنطس (الأسود)، وفتحوا سوداق في شبه جزيرة القرم، وفرضوا الجزية على القفجاق. وبلغت السلطنة أقصى اتساعها في سنة 641ه الموافقة لسنة 1243م، فشملت معظم أنحاء الأناضول وقيليقية في الجنوب الشرقي وأرمينية في أعالي الفرات وأجزاء من شمالي الشام والجزيرة الفراتية. ازدهرت السلطنة بفعل سياسة التوسع، وعم البلاد الرخاء والازدهار. ولم تخضع النظم الحضارية في هذه الدولة لتغييرات جوهرية أو مفاجئة، بل إن الاستمرارية ظلت بارزة فيها. فالتأثيرات المجلوبة، بخاصة الفارسية، ظلت واضحة في حياة السكان في أوائل عهد السلطنة، فبدا الحكم وكأنه فارسي، لكن أخذ يتحول تدريجيا، منذ أواخر عهد السلطنة، ويتخذ طابعا تركيا صرفا، بفعل تأثير هجرات التركمان المتواصلة. صمد أوائل سلاطين سلاجقة الروم أمام الصليبيين والبيزنطيين والفتن التي أثارها غلاة الشيعة، إلا أن أواخرهم انغمسوا بالملذات، وشغلوا باللهو، تاركين تصريف الأمور العامة لأمراء داخلهم الطمع، واتصفوا بالجشع والفساد، فأفسدوا الإدارة بتصرفاتهم، وأثقلوا كاهل السكان بالضرائب. وقد تفرد الآقسرائي بتدوين أخبار الفساد الذي استشرى في أجهزة الدولة، وقد عاش هذه الأحداث عن قرب، فروى ما عاينه وشاهده. أدى هذا الفساد، بالإضافة إلى النظام السياسي السلجوقي الذي لم يرتكز على أسس ثابتة وقوية، إلى اهتزاز السلطنة تحت ضربات المغول الذين بدؤوا الزحف نحو المشرق الإسلامي، فوصلوا إلى أبواب الأناضول في الثلث الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، ثم سيطروا على البلاد وقضوا على استقلال السلطنة، فأصبحت إحدى الدول التابعة لإمبراطورية المغول ثم للدولة الإلخانية. ولما توفي آخر سلاطين السلاجقة، غياث الدين مسعود بن كيكاوس، سنة 704ه الموافقة لسنة 1304م، غرقت بلاد الروم بعده في بحر من الفوضى، ووقع الخلل في السلطنة وانقسمت البلاد إلى عشر إمارات تركمانية مع بقاء السيادة المغولية واضحة، وبرزت من بين تلك الإمارات إمارة حدودية صغيرة بزعامة قائد يدعى عثمان بن أرطغرل، قدر لها أن تعيد توحيد الأناضول وتتحول إلى آخر دول الخلافة الإسلامية في التاريخ. أطلقت تسمية «السلاجقة» على جماعة من الترك المنحدرين من قبيلة «قنق» الغزية، المنتمين إلى جد هو سلجوق بن دقاق أو «يقاق»،(1) المعروف «تيمور يلغ» أي «ذي القوس الحديد»، ويبدو أن هذه القبيلة كانت من أوائل القبائل الغزية التي دخلت في الإسلام، وقد برز زعيمها سلجوق بعد وفاة والده، فرعى مصالح قبيلته ودخل في خدمة السامانيين، وقاتل قبائل الترك الوثنية وأزال هيمنتها على سكان الوادي الأدنى لنهر سيحون، فنسب أبناء قبيلته إليه بعيد وفاته، وسموا «سلاجقة». أما تسمية «الروم» فيقصد بها الإشارة إلى أهل الإمبراطورية البيزنطية، الذين سموا أنفسهم «رومانا» على اعتبار أنهم الاستمرار الطبيعي للإمبراطورية الرومانية العتيقة، وسموا بالعربية «روما»، فأصبحت بلادهم تسمى «بلاد الروم»، ولما فتحها السلاجقة، أضيفت تسميتها وتسمية أهلها إلى السلالة التي تفردت بحكم هذه البلاد، فأصبحوا سلاجقة الروم، أي سلاجقة بلاد الروم. توفي سلجوق بن دقاق في مدينة جند حوالي سنة 1039م، تاركا ثلاثة أولاد هم: أرسلان إسرائيل وميكائيل وموسى، وتضيف بعض الروايات ابنا رابعا هو يونس.(2) وليس هناك من تفاصيل دقيقة وموثوقة حول ما وصلت إليه أوضاع أولاد سلجوق بعد وفاته في بلاد ما وراء النهر، وكل ما يعلم يقينا أن هؤلاء لم يستطيعوا العيش في وفاق مع باقي المسلمين الذين حرروهم من سطوة قبائل الترك الوثنية كما أسلف، فغادروا المنطقة متجهين نحو الجنوب. ويذكر البيهقي أنه في القرن الخامس الهجري الموافق للقرن الحادي عشر الميلادي، كان والي جند المدعو «شاهملك» في حال عداء شديد مع بني سلجوق، وبينه وبينهم نزاع قديم وضغائن قوية وثأر. ولما نزح السلاجقة أقاموا بموضع يعرف «نور بخارى»، وظلوا حلفاء للسامانيين حتى زالت دولتهم وحل الغزنويون محلهم، فالتحق ميكائيل بن سلجوق بخدمة السلطان أبي القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي، الذي أنزله وقومه مرجا من مروج خراسان يعرف «مرج دندانقان»، فأقاموا فيه. ولم يكد السلاجقة يستقرون في المناطق الجديدة حتى راحوا ينمون قدراتهم العسكرية، ويبدو أنهم تخلوا عن حياة الهدوء والاستقرار، وعادوا إلى طبيعتهم البدوية، فأخذوا يغيرون على المدن والقرى المجاورة، مما دفع سكانها إلى الطلب من السلطان محمود العمل على إبعادهم، فاستجاب لنداء الاستغاثة وأجلى السلاجقة بالقوة بعد معركة طاحنة، وأجبر من لم يقتل منهم على اللجوء إلى بلخان ودهستان. وقتل ميكائيل بن سلجوق في إحدى غزواته ضد الترك الوثنيين في بلاد ما وراء النهر، وخلف ولدين هما جغري وطغرل، فخلفه الأخير الذي أعاد توحيد العشائر السلجوقية الضاربة في بلاد ما وراء النهر وتدعيم قوتها، وساعده أخوه جغري في تلك المهمة. وكان طغرل وجغري فارسين مقدامين، نشأ تنشئة عسكرية في ظل جدهما سلجوق، وبعد وفاته برزا على المسرح العسكري من خلال اشتباكاتهما في حروب متلاحقة مع أقوى الأمراء في آسيا الوسطى أمثال القراخانيين في بخارى وكاشغر، وتمتعا بنفوذ كبير داخل العشائر السلجوقية وبدا من أمرهما ما ينبئ بأنهما سوف يبلغان بالسلاجقة ذروة القوة، فمضيا مؤتلفين تربطهما أواصر الإخلاص المتبادل على أهداف واحدة، وصرفا حياتهما الأولى في الهرب من وجه خصومهما اتقاء لعداوتهم، ولما آنسا من نفسيهما القوة، ارتدا إلى مجابهة هؤلاء الأعداء. وفي سنة 421ه الموافقة لسنة 1030م، توفي السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي، وتنافس على العرش ولداه محمد ومسعود، فاستغل السلاجقة هذه الفرصة والاضطراب القائم لتوسيع دائرة نفوذهم، فسيطروا على المناطق المجاورة لديارهم، ونشروا نفوذهم في أرجاء بلاد ما وراء النهر. ثم شرعوا في الإغارة على خراسان بلا انقطاع طيلة ثلاث سنوات، ولم يتمكن السلطان الغزنوي مسعود، الذي كان قد سيطر على عرش أبيه، من صدهم، فتمكن جغري في نهاية المطاف من طرد الغزنويين من شمال خراسان واستولى على قصبتها مرو الشاهجان، وأضحى الحاكم الفعلي على تلك البلاد. ودخل الأخوان طغرل وجغري قصبة خراسان القديمة في موكب النصر واقتسما الأعمال الحكومية، فاضطلع طغرل بشؤون الإدارة، وأخذ جغري على عاتقه مهمة الدفاع عن الإقليم. وفي سنة 429ه الموافقة لسنة 1038م، أنزل السلاجقة هزيمة قاسية بالغزنويين ودخلوا مدينة نيسابور معلنين ضمها إلى ملكهم، وجلس طغرل على عرش السلطان مسعود فيها معلنا نفسه سلطانا، وأمر بأن يخطب باسمه فيها، كما خطب باسمه في سرخس وفي بلخ. وهكذا أعلن طغرل قيام الدولة السلجوقية، وكتب رسالة إلى الخليفة العباسي القائم بأمر الله يشرح له فيها ما آلت إليه الأوضاع السياسية، ويطلب منه الاعتراف بدولته الجديدة. وفي شهر رمضان 431ه الموافق فيه شهر حزيران (يونيو) 1040م، وقعت معركة دانداناقان وهي معركة فاصلة بين السلاجقة والغزنويين بقيادة السلطان مسعود، كان من نتيجتها أن انتصر السلاجقة نصرا كبيرا ووضعوا حدا نهائيا لحكم الغزنويين في خراسان، وعدت هذه المعركة إحدى المعارك الكبرى الفاصلة في التاريخ الإسلامي، بل إن نتائجها تعدت ديار الإسلام وأثرت على عالم العصور الوسطى، كما يعتبر المؤرخ السوري المعاصر سهيل زكار، كونها فتحت الباب أمام السلاجقة للانسياب غربا عبر بلاد إيران وصولا إلى ديار الروم في الأناضول والتوسع على حسابهم، وكان هذا أحد الأسباب التي شجعت على قيام الحملات الصليبية. أغري طغرل بنجاحه هذا وطمع بالتمدد نحو العراق، قلب ديار الإسلام، في سبيل بسط سيطرته على الخلافة العباسية وإنقاذها من الهيمنة البويهية الشيعية. ويعد هذا التوجه طبيعيا، فكل من سبقوا السلاجقة في السيطرة على خراسان تطلعوا إلى التمدد نحو الغرب للسيطرة على بغداد والتحكم بمقدرات الخلافة العباسية، ومن هؤلاء السامانيون والصفاريون والغزنويون على سبيل المثال. وهكذا، واصل السلاجقة سياستهم التوسعية ضمن دائرة اعتراف الخلافة العباسية، بهدف القضاء على البويهيين، وبحلول سنة 442ه الموافقة لسنة 1050م، كانوا قد ضموا إلى دولتهم بلاد الري وجرجان وطبرستان وخوارزم وهمدان وأصفهان، واتخذ طغرل من المدينة الأخيرة عاصمة له، ثم ضم بعد أربع سنوات إقليم أذربيجان، فما وافى يوم 26 رمضان 447ه الموافق فيه 18 كانون الأول (ديسمبر) 1055م، حتى وقفت جيوش السلاجقة بقيادة طغرل على أبواب بغداد، وأرسل يستأذن الخليفة في الدخول، فأذن له، وخرج الساسة والقضاة والنقباء والأشراف والأعيان لاستقباله، ونادى به الخليفة منقذا للدولة والعقيدة السنية من تسلط الشيعة البويهيين، وخطب له على منابر جوامع عاصمة الإسلام. وأنزل طغرل العقاب بالذين تطاولوا على مقام الخلافة، وكان في مقدمتهم أبو الحارث أرسلان البساسيري، أمير الأمراء البويهي الذي حمل الخليفة القائم على أن يبايع خصمه الفاطمي المستنصر بالله ويخطب له في مساجد بغداد، فقتله طغرل وقضى على سلطان بني بويه وحل نظام جيش الديلم الذي كانوا يعتمدون عليه. وهكذا دخل العراق ضمن دائرة نفوذ السلاجقة، وجاور هؤلاء الإمبراطورية البيزنطية، التي لم تلبث أن دخلت حالة من الركود والضعف بعد زوال السلالة المقدونية في سنة 449ه الموافقة لسنة 1057م، وما تبع ذلك من صراع بين الطبقتين العسكرية والمدنية. ورأى طغرل أن يتابع توسعه على حساب البيزنطيين هذه المرة، يدفعه في ذلك ثلاثة أسباب: دينية واقتصادية وسياسية. أما الباعث الديني فقد كان طغرل وكبار قادة السلاجقة يطمعون بنشر الإسلام في أوسع رقعة ممكنة وبخاصة بين جيرانهم النصارى، أي الأرمن والروم، الأمر الذي يكسب حروبهم طابع الجهاد في سبيل الله كما يكسبهم عطف المسلمين جميعا، لا سيما إن تمكنوا من فتح بلاد الأناضول التي لم يجد الإسلام موطئ قدم دائمة فيها. وفيما يتعلق بالباعث الاقتصادي فإن تدفق قبائل الترك من بلاد ما وراء النهر في أفواج جديدة بعد تأسيس الدولة السلجوقية، جعل الأراضي تضيق بهم، فأخذوا يبحثون عن مراع جديدة وغنية، فوجدوا ضالتهم في أراضي الإمبراطورية البيزنطية، يؤكد ذلك ما روي عن سبب غزو إبراهيم إينال شقيق السلطان طغرل لبلاد الروم: «.. وكان سبب ذلك أن خلقا كثيرا من الغز مما وراء النهر قدموا عليه، فقال لهم: "بلادي تضيق عن مقامكم والقيام بما تحتاجون إليه، والرأي أن تمضوا إلى غزو الروم وتجاهدوا في سبيل الله وتغنموا"». أما فيما يتعلق بالباعث السياسي، فقد كان طغرل يهدف إلى السيطرة على أرمينية لكسر الطوق البيزنطي من أمام المسلمين تمهيدا للتوغل داخل الأراضي البيزنطية لمواصلة حركة الجهاد، لا سيما وأن أرمينية كانت قد أصبحت دولة حاجزة ضد المسلمين في الشرق منذ أن خرجت من أيديهم ودخلت في حلف مع البيزنطيين في عهد الإمبراطور باسيل الأول. توفي الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التاسع سنة 446ه الموافقة لسنة 1055م، وتلت وفاته ثورة قام بها أنصار السلالة المقدونية، للحيلولة دون انتقال العرش إلى دوق بلغاريا المدعو «نقفور فروتيون» الذي كان يسعى النبلاء إلى توليته أمور البلاد، فأخرج الثوار الإمبراطورة العجوز السابقة تيودورة من عزلتها، وقد بلغت الرابعة والسبعين، ونصبوها على العرش، فاستغل طغرل هذه الاضطرابات وحمل على أرمينية حتى وصل إلى أرضروم، وحاصر مدينة ملاذكرد وضيق على أهلها، ونهب ما جاورها من البلاد وأخربها وغنم مغانم عظيمة، ثم انسحب عائدا إلى أذربيجان لما هجم الشتاء من غير أن يملك تلك النواحي. وفي سنة 449ه الموافقة لسنة 1057م، قامت الاضطرابات مجددا في بلاد الروم عندما ثار النبلاء والأعيان والقادة ضد الإمبراطور ميخائيل السادس، والتفوا حول قائد جيوش الشرق إسحق كومنين، الذي أمر بسحب العساكر البيزنطية من المناطق الأرمنية لتسانده في ثورته وتدعم وصوله إلى العرش، فشغرت المراكز الحدودية من أية مقاومة جدية، مما أغرى السلاجقة فاجتاحوا قبادوقية، وهاجموا ملطية، وأغاروا على الأقاليم الواقعة عند ملتقى فرعي نهر الفرات. وتوغل قتلمش بن إسرائيل في جوف آسيا الصغرى، ففتح قونية وآق سراي ونواحيهما. جدد السلاجقة هجماتهم على الديار البيزنطية في عهد الإمبراطور قسطنطين العاشر دوكاس (451 - 459ه \ 1059 - 1067م). ففي السنة الأولى من حكمه توغلوا في عمق بلاد الروم، وبلغوا مدينة سيواس، فقاتلوا جماعة من أهلها ممن قاومهم، وعادوا محملين بالغنائم، بعد أن أحرقوا المدينة. والواضح أن غارات السلاجقة ظلت حتى وفاة طغرل في سنة 455ه الموافقة لسنة 1063م، تستهدف غالبا السلب والنهب دون محاولة الاستقرار، إنما كانت خطوة تمهيدية استطلعت خلالها الجيوش السلجوقية أوضاع وطبيعة المنطقة، هذا على الرغم من أن السلطان السلجوقي كان شديد الاهتمام بالطرف الشمالي الغربي لسلطنته، إلا أن ابن أخيه وخليفته ألب أرسلان، أثاره احتمال تقارب بين البيزنطيين والفاطميين، فحرص أن يحمي بلاده من الروم بالسيطرة على أرمينية والاستقرار في ربوعها قبل أن يمضي في تحقيق هدفه الأساسي وهو مهاجمة الفاطميين وطردهم من الشام. وبدا واضحا أن الصراع بين السلاجقة والبيزنطيين سوف يزداد عنفا واضطرابا، خصوصا بعد أن أدرك بلاط القسطنطينية فداحة الخطر الذي يهدد الإمبراطورية من الشرق. ولم يكن ألب أرسلان أقل من طغرل عزما وطموحا إلى دفع غزواته غربا، وإلى افتتاح تلك الأقاليم الغنية التالدة التي لبثت قرونا مسرح النضال بين الإمبراطورية البيزنطية والمسلمين. وما كاد ألب أرسلان يستقر في الملك وينظم شؤونه الداخلية حتى بدأ غزواته لأراضي الروم، فسار إلى قلب الأناضول وأغار على مدينة قيصرية الغنية. ولم تمض أشهر أخرى حتى سار ألب أرسلان في أوائل سنة 456ه الموافقة لسنة 1064م، إلى أذربيجان ثم أرمينية والكرج في جيش ضخم، ومعه ولده وولي عهده ملكشاه ووزيره نظام الملك. وتولى ملكشاه والوزير إخضاع معظم القواعد الجبلية، وأتم المسلمون في هذه الحملة استرداد أرمينية وفتح بلاد الكرج بأسرها وفرض الجزية عليها. بعد تلك الانتصارات أضحى الطريق مفتوحا أمام السلاجقة للعبور إلى الأناضول بعد أن سيطروا على قلب أرمينية، فأغاروا على المناطق الحدودية، واستولوا على دروب جبال الأمانوس في سنة 459ه الموافقة لسنة 1066م، وهاجموا قيصرية حاضرة قبادوقية في السنة التالية، وذلك دون أن يبذل الإمبراطور البيزنطي جهدا كبيرا لمقاومة هذه الغارات، مما شجعهم على التوغل في عمق الأناضول، فوصلوا إلى نيكسار وعمورية في سنة 461ه الموافقة لسنة 1068م، وإلى قونية في السنة التالية، وإلى خونية القريبة من ساحل بحر إيجة في سنة 463ه الموافقة لسنة 1071م. شكلت فتوحات السلاجقة لبلاد الكرج والقسم الأكبر من أرمينية، تحديا للإمبراطورية البيزنطية، وبخاصة بعد أن أدرك الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس (الذي خلف قسطنطين العاشر)، أن ألب أرسلان يعتزم التقدم أكثر ويطبع البلاد المفتوحة بالطابع الإسلامي، أي أنه يضمها إلى دولته ضما نهائيا وليست غايته هي السلب والنهب فقط، مما جعل نشوب الحرب بين المسلمين والبيزنطيين أمرا لا مفر منه. من أجل ذلك، حمل الإمبراطور على حلب وأعالي الجزيرة الفراتية ثلاث مرات، بين سنتي 461 و463ه الموافقة لما بين سنتي 1069 و1071م، فحقق بعض أمانيه من واقع أنه هزم المسلمين مرتين وحد من تحركات السلاجقة، واستولى على ثغر منبج وأحرقها ووضع في حصنها حامية رومية بهدف رصد جماعات الترك التابعة للسلاجقة ومنعها من دخول آسيا الصغرى، ثم رحل عنها إلى ناحية ملاذكرد فعاث في أطرافها. ولم يكن لهاتين الحملتين نتائج خطيرة، ولم ينجم عنهما أي تغير في وضع الأراضي، فخرج الإمبراطور في حملته الثالثة سنة 463ه الموافقة لسنة 1071م على رأس جيش ضخم تألف من الروم والروس والبجناك والأبخاز والخزر واللان والغز والقفجاق والفرنجة والأرمن، وبنيته اختراق ثغور المسلمين والتوغل في عمق الأراضي الإسلامية، بدليل أنه أقطع بطاركته الذين كانوا يرافقونه، مصر والشام وخراسان والري والعراق باستثناء بغداد، وأوصى بعدم التعرض للخليفة لأنه كان صديقه. وعندما وصل رومانوس إلى أرضروم ارتكب خطأ عسكريا عندما قسم قواته إلى قسمين، فأرسل القسم الأول إلى حصن أخلاط الواقع على شاطئ بحيرة وان لمهاجمته، في حين سار بالقسم الآخر باتجاه ملاذكرد واستولى عليها، فأضعف هذا التقسيم مقدرة الجيش البيزنطي القتالية، وتمكن المسلمون من هزيمة الجيش الأول وأسروا قائده، ثم زحفوا بقيادة السلطان ألب أرسلان لقتال الإمبراطور رومانوس، فالتقى الجمعان في مكان يعرف بالزهوة بين ملاذكرد وأخلاط، وحاول ألب أرسلان بداية مهادنة الروم، فرفض الإمبراطور ورد قائلا أن لا هدنة إلا بالري، أي بالعاصمة السلجوقية، فانزعج السلطان لذلك وأدرك أن غاية البيزنطيين هي القضاء على السلاجقة ومن ثم القضاء على دولة الإسلام نفسها، وأن السبيل الوحيد لمنع البيزنطيين هو القضاء على قوتهم العسكرية، فحرض جنوده على الاستماتة في الدفاع عن دينهم وعن بلاد المسلمين. ودارت بين الطرفين معركة طاحنة انهزم فيها الروم شر هزيمة وقتل منهم ما لايحصى، ووقع الإمبراطور رومانوس في الأسر، وغنم المسلمون أثقالا كثيرة. كانت معركة ملاذكرد نقطة تحول هامة في تاريخ غربي آسيا بخاصة وفي التاريخ الإسلامي بعامة، لأنها يسرت القضاء على سيطرة البيزنطيين على أكثر أجزاء بلاد الأناضول، مما ساعد على القضاء على الإمبراطورية البيزنطية نفسها، بعد بضعة قرون، على أيدي العثمانيين. كما عدت هذه المعركة أكبر كارثة حلت بالإمبراطورية البيزنطية في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، وجاءت دليلا على نهاية دور الروم في حماية العالم المسيحي من ضغط المسلمين، وفي حراسة الباب الشرقي لأوروپا من غزو الآسيويين، وبذلك صار على الغرب الأوروپي أن يقوم بدوره في هذا المضمار بدلا من اعتماده حتى ذلك الوقت على الإمبراطورية البيزنطية، وهذا ما دفع بعض المؤرخين إلى اعتبار أن نتيجة هذه المعركة اتخذها الأوروپيون حجة من بين عدة حجج لإعلان حملاتهم الصليبية ضد الإسلام. وأتاحت نتيجة المعركة للسلاجقة الانسياب إلى جوف آسيا الصغرى، وشجعتهم النزاعات والحروب الداخلية التي نشبت بين البيزنطيين على الاستقرار في ربوعها، وتأسيس سلطنة عرفت في التاريخ باسم «سلطنة سلاجقة الروم»، أسسها سليمان بن قتلمش الذي عد بعد ذلك جد سلاطين بلاد الأناضول. وكان سليمان المذكور قد أخذ على عاتقه إدارة شؤون المنطقة الشمالية الغربية بعد رحيل السلطان ألب أرسلان عن آسيا الصغرى وتوجهه شرقا، وعزم على أن يقيم لنفسه سلطنة في قونية وآق سراي وغيرهما من المدن التي كانت تحت حكم أبيه قتلمش بن إسرائيل، ويتولى حكمها مع الاعتراف بسيادة ملكشاه سلطان السلاجقة العظام الذي خلف أباه ألب أرسلان بعدما قتل الأخير في بلاد ما وراء النهر. وقد ساعد سليمان في تحقيق غايته عاملان: الأول هو التغير الديمغرافي الناتج عن الفتوح، والآخر هو الأوضاع البيزنطية المضطربة، التي زادت اضطرابا بعيد هزيمة ملاذكرد. فمن حيث العامل الأول استقر المسلمون في الكثير من القرى والمزارع التي هجرها سكانها، وعمل السلاجقة على إزالة آثار المعالم البيزنطية من الطرق الرئيسية في أرمينية وقبادوقية، بالإضافة إلى الإدارة المدنية في المدن، بعد أن تخلى معظم السكان عن تبعيتهم للإمبراطورية البيزنطية ودخلوا تحت جناح المسلمين، خوفا من المجاعة التي يمكن أن تضرب بلادهم نتيجة المعارك. ومع ذلك فإن السلاجقة تركوا المدن تحكم نفسها بنفسها ولم يتدخلوا في شؤونها الداخلية، إلا أن صورة الحياة فيها أخذت بالتغير رويدا، فاصطبغت بالصبغة الإسلامية. إذ إن انحسار النفوذ البيزنطي عن المنطقة شجع الأهالي على الدخول في دين الفاتحين الجدد، على أن الكثير منهم كان إسلامه ظاهريا في البداية. ومن حيث العامل الآخر فقد حفل التاريخ البيزنطي آنذاك بحركات التآمر والتمرد، فحين وصل إلى القسطنطينية نبأ كارثة ملاذكرد وأسر الإمبراطور رومانوس، أعلن ميخائيل دوكاس ابن زوجة رومانوس أنه بلغ سن الرشد، وتولى مقاليد الحكم باسم «ميخائيل السابع»، مدفوعا من قبل شخصين: عمه يوحنا، الذي كره انتقال الحكم إلى سلالة أخرى بعد وفاة أخيه الإمبراطور السابق قسطنطين العاشر، والكاهن العلامة ميخائيل فسيلوس، ولم يلبث هؤلاء أن دبروا اعتقال الإمبراطور السابق رومانوس، بعد أن أطلق السلاجقة سراحه، فنفوه إلى إحدى جزر بحر مرمرة بعد أن سملت عيناه. وتميز حكم ميخائيل السابع بالضعف، فلم يستطع صد السلاجقة أو دفعهم إلى الخلف، بل اضطر إلى التعاون معهم في بعض الأحيان، كما جرى سنة 466ه الموافقة لسنة 1073م، حينما خرج عليه أحد قادة جيشه النورمان المدعو «روسل بايليل» وطمع بالاستقلال في مناطق قونية وأنقرة وإقامة دولة نورمانية في القسم الشرقي من الإمبراطورية متتبعا خطا أبناء جلدته عندما أقاموا إمارة في جنوبي إيطاليا على حساب الإمبراطورية. ثم تطلع للسيطرة على القسطنطينية، فخشي ميخائيل السابع أن يتمكن من تثبيت أقدامه في قلب الإمبراطورية وعلى حسابها؛ فاستعان بالسلاجقة لقمع حركته، مقابل اعترافه بسلطة سليمان بن قتلمش على الأقاليم التي كانت بحوزته في شرقي الأناضول. وحدث في سنة 471ه الموافقة لسنة 1078م، أن أعلن نقفور بوتانياتيس حاكم عمورية في إقليم فريجيا الثورة على الإمبراطور مدفوعا بطموحه الشخصي ونقمته على ضعف حكم ميخائيل السابع، ولم يتردد في إعلان نفسه إمبراطورا باسم «نقفور الثالث». وحاول ميخائيل السابع القضاء على تمرده بالاستعانة بقبائل الترك من أتباع سليمان، إلا أن هذا الأخير لم يلبث أن تخلى عن الإمبراطور ودخل في خدمة بوتانياتيس الذي أغراه بمزيد من الامتيازات. واستخدم هذا الأخير، مرتزقة تركا لحراسة ما سيطر عليه من المدن أثناء زحفه نحو العاصمة القسطنطينية مثل: سيزيكوس ونيقية ونيقوميدية وخلقدونية وأسكدار. وهكذا دخل المسلمون لأول مرة المدن الكبرى بغرب الأناضول، واستغل السلاجقة هذه الفرصة للتوسع. وإذا كانت تلك المدن ظلت من الناحية الشكلية تابعة للإمبراطورية البيزنطية، إلا أن الحاميات العسكرية الجديدة فيها كانت من نوع جديد، إذ تألفت من عنصر يدين بالإسلام وبنيته متابعة الزحف على القرى والمدن المجاورة لفتحها والاستقرار بها، فضلا عن أن أفرادها قطعوا الاتصالات بين العاصمة البيزنطية وداخل الأناضول، ولم يعد من السهل على أي إمبراطور مهما كان قويا أن يطردهم من مواقعهم. ويبدو أن ما جرى من استخدام المرتزقة الترك هيأ للسلاجقة الاستقرار والإقامة في غربي آسيا الصغرى، واعترفت قبائل الترك بسليمان بن قتلمش زعيما لها. ولم تكد تنتهي سنة 471ه الموافقة لسنة 1078م إلا وكانت حامية نيقية السلجوقية قد أعلنت العصيان على نقفور الثالث الذي أقامها في هذه المدينة، وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أهم مدنها بعد أن سيطر عليها السلاجقة. وكان السلطان ملكشاه يراقب تحركات سليمان ونشاطه في آسيا الصغرى عن بعد، ورأى أن يعينه حاكما على البلاد التي افتتحها أو سيطر عليها، فخلع عليه لقب «الملك ركن الدين والدنيا»، وأقره على ملك قونية وآق سراي وقيصرية وجميع أعمالها. وفي سنة 472ه الموافقة لسنة 1079م، ثار القائد العسكري «نقفور ميليسينوس» على حكم الإمبراطور نقفور الثالث، وتحالف مع سليمان حيث تعهد هذا الأخير بمساعدة الثائرين في الاستيلاء على القسطنطينية مقابل حصول المسلمين على نصف كل مدينة وإقليم ينتزع من نقفور الثالث أثناء الحرب. وبفضل هذا التحالف أضاف السلاجقة إلى أملاكهم غلاطية وفريجيا، وفتحت الطريق أمامهم إلى بيثينيا حتى بحر مرمرة، كما فتحوا ليديا وإيونية حتى بحر إيجة. ولما فشل ميليسينوس في الاستيلاء على القسطنطينية، وهوى عن العرش أمام ألكسيوس كومنين، رفض سليمان الاعتراف بأي حق للإمبراطورية البيزنطية في المدن والأراضي المفتوحة، بل إنه استقر في نيقية واختارها لتكون عاصمة له. وبذلك أضحت هذه المدينة التي تعد من أجل المدن في العالم المسيحي احتراما، والتي لا تبعد أكثر من مائة ميل عن القسطنطينية، أول عاصمة لسلطنة سلاجقة الروم، وذلك في سنة 474ه الموافقة لسنة 1081م، كما أضاف سليمان مدينة نيقوميدية إلى أملاكه. وأصبح السلاجقة منذ ذلك التاريخ المسيطرين الفعليين على معظم بلاد ومناطق آسيا الصغرى من الفرات شرقا حتى بحر مرمرة غربا، كما مدوا نفوذهم من بحر البنطس (الأسود) شمالا حتى البحر المتوسط جنوبا، وهددوا بشكل خطر الإمبراطورية البيزنطية. ومهما يكن من أمر فإنه يبدو واضحا أن البيزنطيين أنفسهم شجعوا القبائل التركية على التقدم بعيدا في أراضيهم وزودوا رؤساءها بالقوة الأساسية اللازمة عندما فتحوا المدن أمامهم، ويظهر أنهم فعلوا ذلك كونهم كانوا لا يعتبرون الترك أعداء بالمعنى نفسه الذي عدوا فيه العرب أعداء، كونهم عرفوهم منذ زمن بعيد قبل إسلامهم، واستعملوهم في جيوشهم كمرتزقة، لكن الاضطرابات المتتالية والسياسة الرومية غير المدروسة، أتاحت لسليمان بن قتلمش أن يضع أساس سلطنة جديدة إسلامية في قلب ديار الروم. اعتلى ألكسيوس كومنين عرش الإمبراطورية البيزنطية في سنة 474ه الموافقة لسنة 1081م مؤسسا سلالة جديدة في التاريخ البيزنطي. وقد حاول بداية أن يطرد المسلمين من بعض المواقع التي سيطروا عليها وأن يكبح جماح السلاجقة، ذلك أن سليمان راح يشن الغارات من عاصمته نيقية ويحاول التوسع في إقليم بيثينيا، بل إن بعض قبائل الترك حاولت اجتياز بحر مرمرة إلى الشاطئ الأوروپي، غير أن ألكسيوس استطاع أن يطردهم من بعض المواقع التي سيطروا عليها على الضفة الشرقية للبحر المذكور، لكنه لم يلبث أن اضطر إلى مهادنتهم ليتفرغ إلى محاربة النورمان الزاحفين عبر البلقان، فاعترف بسيطرة السلاجقة على مجموعة من البلاد التي افتتحوها، وتنازل عن أخرى أيضا لقاء أن يعينه سليمان في حربه ضد النورمان، فيقدم إليه سبعة آلاف مقاتل. واضطر الإمبراطور لاحقا أن يتفاهم مع سليمان مجددا لما تبين له أن استرداد البلاد التي افتتحها المسلمون صعب للغاية بعد أن انتشرت فيها قبائل الترك انتشارا كبيرا، فأذن لسليمان أن يتولى بالنيابة عن بيزنطة إدارة قيليقية وأنطاكية وملطية على أن يضبط أتباعه، وبذلك أضحى سليمان يسيطر على أهم طريقين يجتازان آسيا الصغرى من الشرق إلى الغرب، وجاور أملاك السلطان ملكشاه في الشام والجزيرة الفراتية. ولم يلبث سليمان أن تطلع -بعد أن حل مشكلات السلطنة مع الإمبراطورية البيزنطية- إلى التمدد نحو الجنوب إذ لم يستطع السكوت على ازدياد نفوذ الإمارة الأرمنية التي أسسها أحد القادة السابقين في الجيش البيزنطي وترجمان الإمبراطور المدعو الفلادروس بركاميوس في قيليقية وشمالي الشام، وبخاصة أنها اعترضت طريق توسع سلاجقة الروم نحو الشام، وهو الهدف الذي وضعه سليمان نصب عينيه. ويذكر أن الفلادروس شاب اعترافه بحكم ألكسيوس كومنين بعض الحذر مما دفعه إلى أن يبذل الولاء لأمراء حلب المسلمين وللسلطان ملكشاه، حتى يؤمن على سلامة ممتلكاته، ويؤكد ابن الأثير أن هذا الأمير الأرمني اجتمع بالسلطان ملكشاه وأسلم على يديه، وأن هذا الأخير أمره على الرها فلم يزل بها حتى مات. ويذكر ميخائيل السرياني أن الفلادروس كان مستعدا -إذا دعا الأمر- لاعتناق الإسلام في سبيل خدمة مصالحه الخاصة. ومهما يكن من أمر فقد أزعج تقارب الفلادروس وملكشاه سليمان، وعده موجها ضده، كما أنه يحد من أطماعه، لذلك قرر القضاء على تلك الدولة الناشئة. وحدث أن غادر الفلادروس أنطاكية في سنة 477ه الموافقة لسنة 1084م على أثر انتفاضة شعبية ضد حكمه كونه أساء السيرة، وترك فيها حامية عسكرية. وانتهز أعداء الفلادروس وبخاصة ابنه -الذي كان قد سجن بأمر أبيه- فرصة خروجه منها، واتفقوا على تسليم البلد إلى سليمان، وكاتبوه يستدعونه، فركب في ثلاثمائة فارس وكثير من الرجالة، وسار عبر قيليقية وضم في طريقه عدة مدن من بلاد الثغور الشامية مثل أضنة والمصيصة وعين زربة؛ وما إن وصل أمام أسوار أنطاكية حتى ضرب معسكره، ثم نصب السلالم عليها وصعد إلى السور حيث اجتمع بالحامية ورتب أمر دخول الجيش. وفعلا دخل الجنود السلاجقة إلى المدينة بعد أن فتحت لهم الأبواب في شهر شعبان سنة 477ه الموافق فيه شهر كانون الأول (ديسمبر) 1084م، لكنهم جوبهوا بمقاومة من بعض السكان، فقاتلهم سليمان وأخضعهم، وتسلم قلعة البلد، ثم نادى بالأمان وحرم على جنوده التعرض لأحد من السكان في أنفسهم وأموالهم، كما منعهم من مصاهرتهم، فاطمأن له الأهالي، وأحسن هو لهم وشاع عدله فيهم، وبالأخص بين النصارى، فأحبوه وعمرت أنطاكية. ولم يلبث سليمان أن كتب إلى السلطان ملكشاه يعلمه بملكه المدينة، وبأنه سامع مطيع لأوامره لا يرغب بالخروج عليه، فأظهر ملكشاه البشارة بذلك، وأقر سليمان على ملك البلاد التي ضمها لسلطنته. بعد توطيد مركزه في أنطاكية أخذ سليمان يعمل على التمدد باتجاه المناطق التابعة لإمارة حلب العقيلية، تمهيدا للاستيلاء على حلب نفسها. وقد انضم إليه وهو في أنطاكية عدد من الأمراء المرداسيين، وبعض عساكر شرف الدولة مسلم بن قرواش العقيلي أمير حلب الذين شجعوه على ضم المدينة المذكورة إلى ملكه. وكانت سيطرة سليمان على أنطاكية قد سببت تهديدا لوضع شرف الدولة، إذ إن الأول اتخذ من مدينته الجديدة قاعدة انطلاق للسيطرة على الحصون المجاورة طوعا أو كرها، وتوضحت نيته في ضم حلب، بدليل أنه جند جماعة من بني كلاب وأرسلهم مع عسكره للإغارة على حلب وسرمين وبزاعة. وسعى شرف الدولة إلى فتح باب الحرب مع سليمان، فكتب إليه أن يدفع له الجزية التي كان الفلادروس يحملها له بصفته تابعا، ويخوفه في الوقت نفسه من معصية السلطان، فرد سليمان قائلا إنه مسلم لا جزية عليه، وأن شعاره طاعة السلطان ملكشاه وأنه يخطب باسمه على المنابر في بلاده، فما كان من شرف الدولة إلا أن أغار على ضاحية أنطاكية ونهبها، فرد سليمان بمهاجمة ضاحية حلب. وفي يوم السبت 23 صفر 478ه الموافق فيه 20 حزيران (يونيو) 1085م التحم الطرفان في رحى معركة طاحنة على مقربة من نهر عفرين أسفرت عن انتصار سليمان وأتباعه، وقتل شرف الدولة، ثم سار سليمان إلى ظاهر حلب فضرب الحصار عليها وهو يتوقع أن تستسلم له بعد مقتل أميرها، لكن شيئا من هذا لم يحصل، فبرز أحد أشراف المدينة وهو حسن بن هبة الله الحتيتي، وتسلم أمور البلد ورفض تسليمها وأصر على المقاومة، ولما كان يفتقر إلى المقومات الضرورية للتصدي لسلاجقة الروم ومقاومة حصار قد يطول أمده، فقد أرسل إلى السلطان ملكشاه يعلمه بمصرع شرف الدولة، ويدعوه للقدوم إلى حلب ليستلمها. استجاب ملكشاه لطلب الحتيتي وخرج على رأس قواته باتجاه المدينة، لكن تحركه كان بطيئا مما أعطى الفرصة لسليمان لتشديد حصاره حول حلب. واضطر الحتيتي تحت ضغط الأحداث إلى مراسلة تاج الدولة تتش أخي ملكشاه وصاحب دمشق يستدعيه ويعده بتسليم المدينة. وإذ أظهر تتش مطامعه وحسده، اغتبط باستدعاء الحلبيين له وطمع في ملك المدينة، فسار حتى قابل جيش سليمان في موضع يعرف بعين سليم بين أنطاكية وحلب، ودارت بينهما معركة طاحنة أسفرت عن انكسار سلاجقة الروم ومقتل زعيمهم ومؤسس دولتهم سليمان بن قتلمش. ترتب على مقتل سليمان بن قتلمش حرمان آسيا الصغرى من رجل قوي يتزعم السلاجقة مما جعل البلاد في حال فوضى واضطراب وانقسام. فعندما شاع خبر الوفاة استغل حكام وأمراء المدن والأطراف ذلك واستقلوا بإقطاعاتهم، ونشأ نزاع بين الأمراء السلاجقة بسبب التنافس على العرش الشاغر. ظهر ملكشاه في هذا الجو المضطرب بمظهر الموحد للأسر السلجوقية، لأنه كان يعد نفسه سلطانا على كل السلاجقة بمختلف فروعهم في الشرق والغرب، (3) فرتب شؤون حلب وأنطاكية والرها والأناضول، فمنح حلب لحاجبه قسيم الدولة آق سنقر التركماني مؤسس السلالة الزنكية، وعين أحد قادته وهو مؤيد الدين ياغي سيان التركي أميرا على أنطاكية بعد أن تسلمها من الحسن بن طاهر وزير سليمان، ومنح الرها لقائد تركي آخر هو «بوزان»، وعين الأمير «برسق» حاكما على أملاك السلاجقة في آسيا الصغرى. ثم عاد إلى عاصمة ملكه أصفهان مصطحبا معه ولي عهد سليمان قلج أرسلان داود، وكان آنذاك في الحادية عشرة من عمره. وظل هذا الأخير شبه أسير في العاصمة السلجوقية حتى سنة 485ه الموافقة لسنة 1092م عندما أخلى سبيله السلطان بركياروق بن ملكشاه الذي خلف والده بعد وفاته. وخلال فترة الأعوام الستة التي شغر خلالها عرش سلاجقة الروم تنازعت في الأناضول عدة قوى لتوسع من نطاق نفوذها، هي: الروم أصحاب البلاد الأصليين والطامعين في استرداد ملكهم المفقود، والأمراء الدانشمنديون الطامعون في تثبيت ممتلكاتهم والتوسع على حساب جيرانهم، والأمراء الترك في المنطقة. ولم يتمكن الروم من استرداد أي مدينة من المسلمين باستثناء سيزيكوس، ويمكن القول بأن الحدود البيزنطية آنذاك لم تكن تتجاوز خلقدونية ونيقوميدية والساحل الغربي لآسيا الصغرى، بالإضافة لبعض المدن المعزولة على ساحل بحر البنطس (الأسود) مثل سينوپ وطرابزون. وتوسع الدانشمنديون باتجاه الغرب، واستقروا في سيواس وقيصرية وبعد مدن البنطس. واستغل الأمير غازي بن الدانشمند الفراغ السياسي لدى السلاجقة، فاستقل بما تحت حكمه، كما استولى على مدينة قسطموني من البيزنطيين. لم تكد تمضي بضع سنوات على عودة قلج أرسلان داود بن سليمان وتربعه على عرش أبيه في نيقية حتى وصلت طلائع الصليبيين إلى القسطنطينية، وكان ذلك سنة 489ه الموافقة لسنة 1096م إذ كان الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين قد استنجد بالبابا أوربان الثاني وملوك وأمراء الغرب الأوروپي لمعاونته على طرد المسلمين من آسيا الصغرى بعد أن انهارت القدرة العسكرية للإمبراطورية بعيد واقعة ملاذكرد الفاصلة. وكان للبابوية والغرب بعامة أسبابهم العديدة التي تجعلهم يستجيبون لنداء الاستغاثة الآتي من الشرق، وتمحورت تلك الأسباب حول جملة من الأزمات التي ابتليت بها بلاد أوروپا حينذاك منها ما هو ديني واقتصادي واجتماعي وسياسي، لذلك ما إن جاءت دعوة الإمبراطور حتى وجدت فيها أوروپا وسيلة للتنفيس عن الصعاب التي تمر بها، فنهضت الجموع على الفور وبدأت الزحف شرقا. وكانت أولى تلك الجموع هي حملة شعبية قوامها الرعاع وعوام الناس، واشتهرت في التاريخ باسم «حملة الفقراء الصليبية»، وقد اتصفت منذ بدايتها بعدم التنظيم والتجانس، وبعدم وجود قيادة موحدة لها، فما إن عبر أفرادها مضيق البوسفور نحو آسيا الصغرى حتى أخذت جموع الألمان والنورمان والفرنجة تتسابق وتتنافس في شن الغارات على المناطق الزراعية، فسلبوا وقتلوا سكان القرى دون تفرقة بين المسلمين والنصارى، واقتربوا من مدينة نيقية، ولم يستجيبوا لنصيحة الإمبراطور البيزنطي بعدم استفزاز المسلمين لحين وصول الحملة النظامية المكونة من الأمراء والنبلاء الآتية في إثرهم. أثارت تعديات الصليبيين حفيظة قلج أرسلان، فأرسل أحد قادته المدعو «إيلخانوس» على رأس جيش كبير لقتال الغزاة، فتمكن هذا من الظفر بقسم من الصليبيين في حصن يعرف عند الروم «إكسيريگوردوس» ، كانوا قد استولوا عليه واتخذوه قاعدة انطلاق للإغارة على الأراضي الزراعية المجاورة، فحاصرهم حتى استسلموا ما دفع البقية البالغ عددهم نحو عشرين ألفا، إلى المطالبة بأخذ الثأر لإخوانهم، وما إن اقتربت هذه الجموع من رافد نهر دراكون، حتى تلقفهم المسلمون وأبادوهم، ولم ينج منهم سوى ثلاثة آلاف، عمل الإمبراطور البيزنطي على نقلهم إلى القسطنطينية. غادر قلج أرسلان عاصمته نيقية -بعد انتصاره على حشود الصليبيين- إلى ملطية لينازع الدانشمنديين ملكيتها دون تقدير لجدية الحملات الصليبية، إذ لم يهتم بأنباء وصول مجموعة صليبية جديدة إلى العاصمة البيزنطية، وظن أن الأمر لا يعدو كونه وصول بعض جموع أخرى من العامة غير المدربين الذين يقضى عليهم بسهولة تامة، ولم يدرك ما يتهدده من أخطار من جهة الغرب. خلال تلك الفترة أخذ قادة حملة الأمراء أو النبلاء -المشهورة في التاريخ «الحملة الصليبية الأولى»- يتجمعون رويدا عند أسوار القسطنطينية بداية من شهر تشرين الثاني (نوڤمبر) 1096م، واكتمل عددهم تماما بحلول شهر نيسان (أبريل) 1097م، ويقدر بأن أعداد جنودهم تراوحت ما بين 30,000 و35,000 من خيالة ورجالة. ولم يجد ألكسيوس كومنين صعوبة في التعرف على نفسيات هؤلاء الغربيين، وتمكن بسياسته وحنكته من استغلال فكرة اليمين الإقطاعي المعروفة في المجتمع الأوروپي الغربي لتثبيت حقوقه على كثير من الأراضي التي ستنتزع من أيدي المسلمين، فاشترط عليهم مقابل مساعدتهم أن يبذلوا له يمين الولاء والتبعية كإمبراطور، وأن تعطى له كل البلاد التي تؤخذ من المسلمين إذا كانت تابعة للإمبراطورية البيزنطية من قبل. قبل القادة الصليبيون بعد مفاوضات مضنية هذه الشروط، وبعد أداء القسم سمح لهم الإمبراطور بالعبور إلى الأناضول، بعد أن وعظهم ونصحهم بكيفية التعامل مع السلاجقة. اندفعت الجيوش الصليبية بعد العبور باتجاه نيقية للاستيلاء عليها نظرا لموقعها الجغرافي، إذ لو بقيت بأيدي المسلمين لشكل ذلك خطرا على خطوط مواصلات الصليبيين مع الشام، فتوحدت أهدافهم وأهداف بيزنطة في هذه القضية. وصلت القوات الصليبية إلى العاصمة السلجوقية يوم 21 جمادى الأولى 490ه الموافق فيه 6 أيار (مايو) 1097م وعسكرت حول أسوارها، وضربت الحصار عليها باستثناء منطقتها الغربية حيث توجد بحيرة، وساعدهم جيش بيزنطي كما كان الإمبراطور يمدهم تباعا بالإمدادات والمؤن عن طريق البر والبحر. وحالت مناعة استحكامات المدينة بين المحاصرين وبين مهاجمتها فورا، فطال أمد الحصار لنحو خمسة أسابيع تعرض الصليبيون خلالها لخسائر فادحة نتيجة المناوشات اليومية مع الحامية، وخلال هذه الفترة عاد قلج أرسلان أدراجه تاركا حصار ملطية ليحاول إنجاد عاصمته، فهاجم المحاصرين من جهة الجنوب، ودارت بين الطرفين بعض المناوشات استمرت يوما واحدا دون أن يتمكن قلج أرسلان من شق طريق له إلى داخل المدينة، فرأى أن يتركها تواجه مصيرها، ثم انسحب إلى الجبال المجاورة تاركا للحامية حرية التصرف. وحاول الصليبيون اقتحام المدينة عدة مرات ففشلوا، كما حاولوا إرهاب الحامية والسكان لإضعاف معنوياتهم، فقطعوا رؤوس عدد كبير من الأسرى المسلمين وقذفوها بالمنجنيق إلى داخل المدينة، لكن حتى هذه الطريقة لم تجد نفعا، فاضطر الصليبيون إلى طلب مساعدة الإمبراطور البيزنطي الذي أمدهم بأسطول صغير نقلت سفنه سحلا حتى أنزلت في البحيرة المجاورة للمدينة لإتمام الحصار عليها. ولما شاهد أفراد الحامية نزول السفن أدركوا أن المدينة انقطعت عنها المؤن، وأن السكان سيتعرضون لمجاعة إن لم يستسلموا، لذلك قرروا بداية تسليم البلد للصليبيين، لكن الأهالي خشوا عنف هؤلاء إذا دخلوا إليها، وفضلوا تسليمها للإمبراطور البيزنطي، فجرت مفاوضات بين أفراد الحامية وممثلين عن الإمبراطور خلصت إلى تسليم نيقية مقابل تأمين حياة أهلها، فخرج المسلمون منها مع عائلاتهم وأمتعتهم، ودخلها الروم وذلك يوم 16 رجب 490ه الموافق فيه 19 حزيران (يونيو) 1097م. وهكذا عادت نيقية تحت جناح البيزنطيين بعد ستة عشر سنة من فتح المسلمين لها، وأضحى بوسع الإمبراطورية التنفس بحرية بعد إجلاء السلاجقة عن هذا المعقل الأمامي الحصين. توجه قلج أرسلان بعد سقوط عاصمته نحو قونية، واتخذها عاصمة جديدة لسلطنته، وقاعدة عسكرية للانطلاق منها والدفاع عن بلاده. ثم أجرى مفاوضات مع الأمير الدانشمندي كمشتكين أحمد بن غازي من أجل تجميد خلافاتهما والتعاون لمواجهة الغزو الصليبي الذي يهددهما سويا، فكانت خسارة نيقية إنذارا له، كما كانت خسارته لأمواله وكنوزه فادحة. وأسفرت المفاوضات بين السلاجقة والدانشمنديين عن عقد هدنة بينهما، فاتحدا للتصدي للزحف الصليبي الذي وصل إلى قبادوقية، وتناسيا مؤقتا تنافسهما بشأن ملطية. وهكذا اجتمعت قوى المسلمين في آسيا الصغرى لمهاجمة الصليبيين في سهول ضورليم التي كانوا يتقدمون إليها. استأنف الصليبيون زحفهم في أواخر شهر حزيران (يونيو) 1097م عبر فريجيا متخذين الطريق الروماني العتيق الذي يمر في ضورليم وفيلوميليوم وقونية وصولا إلى طرسوس، وصحبتهم سرية من الجنود البيزنطيين بقيادة تاتيكيوس المشهور بخبرته وتجربته، وأقدم قادة الزحف على تقسيم جيشهم إلى قسمين لتسهيل تموينه أثناء السير والقضاء على المقاومة الإسلامية في أكبر مساحة ممكنة، فتكون القسم الأول من النورمان والآخر من الفرنجة، وتقرر أن يلتقيا في ضورليم بعد أن يسيرا بشكل متواز على بعد سبعة أميال، وأن يفصل بينهما مسيرة يوم واحد. وصل القسم الأول من الجيش المذكور قرب خرائب مدينة ضورليم يوم 27 رجب الموافق فيه 30 حزيران (يونيو)، وضربوا معسكرهم في تلك الناحية، ففاجأهم المسلمون بقيادة قلج أرسلان وطوقوهم وباشروا الضغط عليهم. وجرى اشتباك بين الطرفين أسفر عن انتصار الصليبيين رغم أن كفة المسلمين رجحت في بداية المعركة التي استمرت عدة ساعات وقتل فيها خلق كثير من الصليبيين، لكن سرعان ما وصل القسم الآخر من الجيش الصليبي واشترك في القتال، فانسحب قلج أرسلان إلى داخل الأناضول بعد أن حوصر الجناح الأيسر لجيشه، فاستولى الصليبيون على المدينة. كان لواقعة ضورليم تأثير بالغ السوء على أوضاع سلاجقة الروم إذ بهزيمتهم خسروا بعض ما كسبوه خلال أكثر من عشرين سنة منذ معركة ملاذكرد، وأدرك قلج أرسلان أن لا جدوى من المحاولة لوقف الزحف الصليبي، فلجأ مع أتباعه إلى التلال بعد أن خربوا القرى لحرمان الصليبيين من الاستفادة من خيراتها. كما شكلت هذه الهزيمة طعنة قاتلة لهيبة السلاجقة ومكانتهم في الأناضول، وأعادت رسم خريطة المنطقة إذ -بينما كانت الحدود السلجوقية - البيزنطية تمر في سنة 478ه الموافقة لسنة 1085م في مدينتي نيقية ونيقوميدية على مسافة قصيرة من بحر مرمرة ومضيق البوسفور- عادت جميع بلاد بيثينيا وليديا وفريجيا وإيونية تحت جناح الإمبراطورية البيزنطية، واستمرت تحيا في ظلها من جديد نحو ثلاثة قرون ونصف. بعد انتصارهم تابع الصليبيون تقدمهم عبر قيليقية واحتلوا المدينة تلو الأخرى، ثم دخلوا الشام، فتساقطت المدن والبلدات والقرى أمامهم، وأسسوا كيانا صليبيا غربيا في عقر بلاد المسلمين، وتقاسموه فيما بينهم، فكان أن قامت في المشرق العربي ثلاث دويلات لاتينية، هي: كونتية الرها وإمارة أنطاكية (كلتاهما سنة 491ه \ 1098م) ومملكة بيت المقدس (493ه \ 1100م). ولم يكد الغرب الأوروپي يعلم بنبأ النجاح الذي حققته الجموع الصليبية في الشام وفلسطين حتى تحمس الكثير من الأمراء الذين لم يشاركوا من قبل في الذهاب إلى الشرق تدفعهم مطامع دينية ودنيوية. والواقع إن الصليبيين في الشرق كانوا أيضا بحاجة ماسة إلى محاربين ومستوطنين جدد بهدف مواصلة الحرب ضد المسلمين، واستئناف عملية التوسع، والحفاظ على مكتسباتهم من الضياع بأن تعود تحت جناح الإسلام. فاستجاب لهم المجتمع الغربي، وانبعثت فيه الحماسة العسكرية والدينية، مما أسفر عن تدفق جموع صليبية أخرى إلى الشرق. وشكل اللومبارديون أولى تلك الجموع، فغادروا بلادهم بداية من خريف سنة 1100م، ووصلوا القسطنطينية في شهر جمادى الأولى 494ه الموافق فيه شهر آذار (مارس) 1101م. ولما كانت الغالبية العظمى من أعضاء هذه الحملة من العوام الذين لا يحسنون القتال ويفتقرون إلى النظام، فقد كرروا أعمال السلب والنهب التي ارتكبها أفراد حملة الفقراء مما حمل الإمبراطور البيزنطي على الإسراع بنقلهم إلى آسيا الصغرى حيث استقروا حول نيقوميدية بانتظار وصول جموع صليبية أخرى. ولما وصلت تلك الجموع -وجلها من الفرنجة- تحرك الجيش الصليبي الضخم إلى ضورليم وبنية قادته التوجه إلى الديار المقدسة غير أن اللومبارديين رفضوا ذلك إلا بعد تحرير بوهيموند أمير أنطاكية الذي كان قد وقع في أسر المسلمين بقيادة الأمير كمشتكين أحمد بن غازي الدانشمندي، والذي كان الصليبيون يتخذونه مثلا يحتذى به وبطلا لهم، والمحارب الوحيد الذي يثقون به ليقودهم إلى النصر، وأصروا بأن تتوجه الحملة إلى قبادوقية بهدف تخليص بوهيموند من الأسر. وهكذا توجه أفراد الحملة إلى الأراضي الدانشمندية عبر أنقرة التابعة للسلاجقة، فاستولوا عليها وتابعوا طريقهم إلى چانقري كي يسلكوا الطريق الرئيسي المؤدي إلى أماسية ونيكسار. وحتى يعرقل التقدم الصليبي عمد قلج أرسلان إلى الانسحاب التدريجي من أمام الغزاة مخربا البلاد أثناء انسحابه ليحرمهم من المؤن. ووحد جهوده وقواته مع الأمير الدانشمندي، وأرسلا إلى أمير حلب رضوان بن تتش يحثانه على التحالف معهما ضد العدو المشترك. ولما وصل الصليبيون إلى چانقري ألفوا المسلمين فيها بكامل قوتهم، واستعصت عليهم المدينة لمناعتها، فاضطروا إلى متابعة سيرهم بعد أن نهبوا القرى المجاورة، لكن التعب أخذ يظهر عليهم بسبب النقص في المؤن وشدة الحرارة ومناوشات المسلمين. واقترح أحد قادة الجيش -وهو ريموند الرابع قمس طولوشة وصنجيل - أن يتوجه صوب الشمال الشرقي إلى قسطموني، ومنها إلى إحدى المدن البيزنطية على ساحل بحر البنطس (الأسود)، وذلك حتى يجنب جيشه الهلاك المحقق. على أن الرحلة إلى قسطموني كانت بطيئة وشاقة بسبب نفاذ المؤن وإحراق السلاجقة للمحاصيل الزراعية وردمهم للآبار، بالإضافة لهجوم مباغت من المسلمين كاد أن يقضي عليهم. ولما وصلوا إلى أطراف قسطموني أصر اللومبارديون مجددا على التوجه شرقا لإنقاذ بوهيموند، فنزل باقي الجيش على رأيهم مرغمين، واجتاز الجيش الصليبي نهر هاليس إلى بلاد الدانشمنديين، ووصل أفراده إلى مدينة مرزيفون الواقعة في منتصف الطريق بين النهر وأماسية، وهناك تلقفهم المسلمون وأنزلوا بهم هزيمة كبرى بحيث فقدوا أربعة أخماس الجيش بين قتيل وأسير، وفر الباقون ناجين بحياتهم عائدين إلى القسطنطينية. محت هذه الكارثة التي حلت بالصليبيين الشهرة التي اكتسبها هؤلاء نتيجة انتصارهم في ضورليم، وزاد من أثرها أنها لم تكن الكارثة الأخيرة إذ في الوقت الذي غادر فيه اللومبارديون مدينة نيقوميدية وصل إلى القسطنطينية جيش إفرنجي بقيادة وليم قمس نيفارش على رأس آلاف الفرسان والمشاة. وحرص وليم على اللحاق باللومبارديين على وجه السرعة، فغادر القسطنطينية إلى نيقوميدية، وعلم فيها أن الجموع الصليبية مضت في طريقها إلى أنقرة، فسار في أثرها دون أن يتمكن من الاجتماع معها، فحول طريقه وتوجه نحو قونية وضرب الحصار عليها دون أن يتمكن من اقتحامها، فتركها. وفي غضون ذلك كان المسلمون قد فرغوا من القضاء على الجموع اللومباردية، وعلم قلج أرسلان وكمشتكين أحمد بقدوم هذا العدو الجديد، فسارا على الفور وسبقا الصليبيين إلى مدينة هرقلة، وماإن وصل الصليبيون المنهكون حتى انقض عليهم المسلمون وأبادوهم عن بكرة أبيهم، ولم ينج منهم أحد باسثناء القمس نفسه وستة من أتباعه. وخلال هذه الأحداث وصلت الدفعة الأخيرة من تلك الجموع الصليبية إلى القسطنطينية، وتألفت من فرنجة وألمان بقيادة وليم التاسع دوق أقطانية، وڤولف الأول دوق باڤاريا، وبلغ عدد أفرادها نحو ستين ألف مقاتل. وسلكت هذه الجماعة الطريق نفسه الذي سلكته سابقتها، وانتهج المسلمون تجاهها الخطط نفسها التي طبقوها من قبل، بإحراق الغلال وإتلاف المؤن وطمر الآبار. ولما وصلت هذه الجماعة إلى قونية وجدوا المدينة خاوية إذ كانت الحامية السلجوقية قد أخلتها وحملت كل ما كان فيها من مؤن، وجردت البساتين والحدائق من كل ما يمكن أن يفيد الغزاة. بناء على هذا لم يطل مكوث الصليبيين في قونية، وغادروها إلى هرقلة، وماإن وصلوها حتى انقض عليهم المسلمون من الغابات المحيطة بالمدينة، فأبادوهم عن آخرهم باستثناء فئة قليلة استطاعت النجاة بصعوبة من بينهم وليم التاسع وڤولف الأول. كان من نتيجة النهاية المخزية للجماعات الصليبية الثلاث أن ارتفعت الروح المعنوية للمسلمين عامة والسلاجقة خاصة إذ ثأر هؤلاء لما حل بهم في ضورليم وأثبتوا أنهم باقون في الأناضول، وظهر السلطان قلج أرسلان بمظهر بطل الإسلام، وبلغت شهرته كافة أرجاء ديار المسلمين، وتطلع إليه المسلمون آملين أن يقود حركة الجهاد ضد الصليبيين، الأمر الذي زاده افتخارا. على أن اندحار الصليبيين كان له نتيجة سلبية على صعيد الجبهة الإسلامية، إذ ما إن غادر الصليبيون نحو الشام حتى عادت الخصومة والتنافس بين السلاجقة والدانشمنديين، وتنازعت الدولتان الإسلاميتان حول امتلاك ملطية، وعادتا لتتحاربا إلى أن مات الأمير كمشتكين أحمد الدانشمندي في سنة 499ه الموافقة لسنة 1105م. وبوفاته انقسمت الإمارة الدانشمندية بين ولديه، فحكم ابنه الأكبر غازي مدينة سيواس وأملاك والده في الأناضول بينما كانت ملطية وأملاك الدانشمنديين في الشام من نصيب ابنه الأصغر ياغي سيان. استغل قلج أرسلان صغر سن ياغي سيان وافتقاره إلى الخبرة والتجربة، ورأى أن الفرصة قد حانت له لتحقيق طموحه بإزاحة الدانشمنديين عن حكم قيصرية وسيواس والسيطرة على ممتلكاتهم، فسارع إلى التوجه شرقا وحاصر ملطية حصارا مركزا ثم استولى عليها بعد أن ضربها بالمجانيق. اتخذ قلج أرسلان لنفسه بعد ذلك لقب «سلطان»، وحاول انتزاع اعتراف الترك في آسيا الصغرى وخارجها به، فكان أول من لقب بهذا اللقب من حكام سلاجقة الروم، وأشار إلى ذلك بضعة مؤرخين كمتى الرهاوي وميخائيل السرياني وابن العبري، غير أن المؤرخين المسلمين حرصوا على مناداته «الملك». ويلاحظ أن اتخاذ قلج أرسلان لقب سلطان لم يفض إلى أية ردة فعل من جانب السلاجقة العظام -الذين كانوا يعدون الحاكم الأعلى للدولة في بغداد وجميع السلالات السلجوقية هو وحده السلطان- وكل الحكام دونه يحملون لقب الملك أو الشاه؛ ذلك أن الدولة السلجوقية كانت في تلك الفترة تعصف بها رياح الفوضى والاضطراب مما جعلها لا تتصرف ضد الصليبيين ولا تنظر إلى ما قد يثيره حكام السلالات الفرعية من محاولات انفصال، فقد انقسم الصف السلجوقي وانحلت السلطة المركزية وتكاثرت النزاعات الداخلية، فتنازع السلطان بركياروق وأخيه محمد على الملك، ونشبت بينهما عدة وقعات أهرقت فيها الدماء، فتأثرت جميع البلاد والأقاليم التابعة للدولة السلجوقية بهذه الأحداث، فعم الفساد، وانتهبت الأموال، وأحرقت القرى، وتداعت الحكومة المركزية، في حين علا شأن أمراء الإقطاع، فانقسمت الدولة السلجوقية إلى سلطنات وإمارات وأتابكيات عديدة، توزعت في الشام والأناضول وأذربيجان والعراق وإيران. وبهذا الشكل أضحت دولة سلاجقة الروم سلطنة قائمة بحد ذاتها. أثارت شعبية قلج أرسلان وانتصاراته على الصليبيين، ثم سيطرته على ملطية وإعلان نفسه سلطانا، أثارت أهالي ميافارقين الذين رغبوا بالدخول تحت جناح سلاجقة الروم، فقرروا تسليم مدينتهم للسلطان الجديد، فكتب إليه وزيرها ضياء الدين محمد واستدعاه، فأتى على وجه السرعة ودخل المدينة، وحضر إليه جميع أمراء ديار بكر وبايعوه معترفين بسلطته، ثم عين مملوك أبيه «خمرتاش السليماني» -وهو أتابكه- واليا على ميافارقين، وأقطع الوزير ضياء الدين محمد مدينة البستان، وعاد إلى ملطية حيث أقام فيها. تطلع قلج أرسلان بعد ذلك إلى تحرير الرها من الصليبيين واستردادها للمسلمين، فسار إليها سنة 499ه الموافقة لسنة 1105م في عسكر كثيف، وضرب الحصار عليها إلا أنه فشل في اقتحامها نظرا لمناعة أسوارها، فغادر إلى حران بناء لدعوة أتباع أميرها المدعو «جكرمش»، فدخلها وتسلمها منهم. ولم يلبث قلج أرسلان أن قرر ضم الموصل قصبة الجزيرة الفراتية وذلك بعد أن استدعاه أميرها زنكي بن جكرمش ذو الحادية عشر ربيعا، وطلب منه المساعدة ضد الأمير جاولي سقاوه -الذي كان قد ولاه السلطان محمد بن ملكشاه على الموصل وأعمالها- فأتى واشتبك مع جكرمش الذي رفض تسليم ما تحت يديه من بلاد، فهزم ووقع في أسر السلاجقة، وأجلس ابنه زنكي على تخت الإمارة، لكنه لما كان عديم الخبرة وقليل الحيلة، راسل السلطان قلج أرسلان ووعده بتسليمه الموصل وأعمالها إن أنجده. ولما علم جاولي بمسير قلج أرسلان، وأدرك أن له من القوة ما لا يستطيع مجابهته في معركة سافرة، عزم على تكوين حلف مناهض له ليقوي موقفه، فتفاوض مع أمير حلب رضوان بن تتش واتفقا على طرد قلج أرسلان من الموصل ثم التعاون ضد الصليبيين وطردهم من البلاد التابعة لإمارة حلب. وفي غضون ذلك كان قلج أرسلان قد وصل الموصل ودخلها، فاستقبله سكانها استقبالا حافلا، وعاملهم هو بكل تقدير واحترام، وأجرى بعض التغييرات الإدارية، منها أنه أسقط اسم السلطان محمد بن ملكشاه من الخطبة، وخطب لنفسه بعد الخليفة العباسي، وأحسن إلى الجنود، ورفع الرسوم المحدثة عن الناس، وعدل فيهم. وماإن فرغ من ترتيب أوضاع المدينة حتى قرر محاربة جاولي، فغادر الموصل على رأس جيشه وسار حتى لقي عدوه قريبا من نهر الخابور، فاشتبك الجيشان في معركة طاحنة أسفرت عن انتصار واضح لجاولي، وحاول قلج أرسلان الفرار، فألقى بنفسه في النهر، لكنه قضى نحبه غرقا. ثم عاد جاولي بعد انتصاره إلى الموصل واستولى عليها، وقبض على ملكشاه بن قلج أرسلان وأرسله أسيرا إلى السلطان محمد، وأعاد الخطبة له. جعلت وفاة قلج أرسلان الموقف في آسيا الصغرى مائعا، إذ إن أكبر أولاده الأربعة وهو ملكشاه أضحى أسيرا في يد السلطان محمد بعد معركة الخابور، بينما استولت أرملته على ملطية والأقاليم الشرقية بمساعدة الأمير «أيدبر» الذي اعترف بسيادة طغرل أرسلان أصغر أولاد قلج أرسلان على بلاد الروم. أما الأخوان الآخران وهما مسعود وعرب، فقد عاش الأول في بلاد الدانشمنديين في حين استقر الآخر في قونية. عاد ملكشاه بن قلج أرسلان إلى وطنه خلال أوائل سنة 503ه الموافقة لمنتصف سنة 1109م، فدخل قونية وحاول إعادة الأمور إلى نصابها ولم شتات سلاجقة الروم، فقتل ابن عم له كان قد نازعه على السلطة، واستقام له أمر الدولة، ثم حاول العمل على استعادة ممتلكات والده، غير أن أخاه مسعودا ثار عليه وتعاون مع الأمير الدانشمندي غازي بن كمشتكين أحمد -الذي هو حموه- ضد أخيه ملكشاه، فهزما الأخير ثم قبض عليه مسعود وقتله. استقر مسعود في قونية بعد أن قتل أخاه، وحكم منها الشطر الجنوبي من آسيا الصغرى الممتد من نهر صقارية حتى جبال طوروس تحت وصاية حميه الأمير غازي الدانشمندي. وحكم الأخ الثالث لمسعود -وهو عرب- أنقرة وقسطموني، في حين استقر الأخ الرابع -وهو طغرل أرسلان- في ملطية تحت وصاية والدته وزوجها «بلك الأرتقي». وهكذا تقلصت دولة سلاجقة الروم وانقسمت إلى ثلاث إمارات صغيرة حول قونية تحت حماية الدانشمنديين الذين كانت لهم الكلمة العليا والهيمنة السياسية على كافة الترك في بلاد الأناضول. ركز مسعود اهتمامه -بعد جلوسه على عرش سلاجقة الروم في قونية- في تثبيت أقدامه في إمارته الصغيرة. وبعد أن فرغ من ذلك قرر التوسع على حساب البيزنطيين لإيواء رعاياه وإيجاد المراعي الغنية لماشيتهم، وضم الإمارات التركية الصغيرة المنتشرة في قلب الأناضول تمهيدا لإعادة الوحدة السياسية لدولته وللمسلمين في تلك البلاد، وهو الهدف المستقبلي الذي وضعه نصب عينيه. فراح يهدد وادي مندريس، وقطع الطريق المؤدي إلى أنطالية على البيزنطيين، واستعاد مقاطعة فريجيا، ومدينة لاذيق، ولم يعد للروم طريق إلى الشرق سوى طريق البحر، ثم راح يبتلع الإمارات التركية الصغيرة المنتشرة حول إمارته، فسيطر على عدد منها ووسع من حدود دولته. لم يهنأ مسعود بانتصاراته تلك، إذ أثار انقسام السلطنة بينه وبين إخوته التنازع فيما بينهم، بحيث أصبح كل منهم يريد التوسع على حساب الآخر. جاءت الضربة الأولى لمسعود من أخيه طغرل أرسلان صاحب ملطية الذي ما انفك يغير على سواحل أضنة وسائر بلاد قيليقية، ونجح في الاستيلاء على بعضها من بينها البستان، مما أثار إزعاج مسعود. وانفجرت النزاعات بين الإخوة في سنة 518ه الموافقة لسنة 1124م على إثر مقتل بلك الأرتقي وهو يحاصر قلعة منبج للقضاء على ثورة قامت فيها ضد حكمه. إذ استغل الأمير غازي بن كمشتكين أحمد الدانشمندي هذه الحادثة وأغار على ملطية واستولى عليها بمساعدة صهره مسعود، ولما طالب بها الأخير بوصفها من ممتلكات السلاجقة، رفض أن يعيدها إليه. وخرج طغرل أرسلان من المدينة، والتمس مساعدة الصليبيين -الذين كانوا يحاصرون آنذاك مدينة حلب- غير أنه لم يلق التأييد منهم، عندئذ قرر التخلي عن ملطية وابتعد عن مسرح الأحداث. أثار التعاون بين مسعود والأمير الدانشمندي ضد طغرل أرسلان حفيظة أخيه عرب وقد استشاط غضبا لخسارة ملطية، ولما آلت إليه أوضاع بني سلجوق من تفرق وتشرذم، وضياع أملاكهم، فعقد العزم على محاربة أخيه مسعود الذي اتهمه بالخيانة، والجلوس مكانه على العرش، وإعادة توحيد سلاجقة الروم تحت سلطانه. وفي سنة 520ه الموافقة لسنة 1126م، زحف عرب على رأس جيش كبير إلى مدينة قونية للاستيلاء عليها، وانضم إليه بعض أمراء المسلمين في الأناضول الذين خشوا من طموحات مسعود وحميه. واضطر مسعود إلى الاستعانة بالبيزنطيين كي يصد أخاه، فلجأ الأخير إلى طوروس الأول أمير الأرمن في قيليقية، وأقنعه بمساعدته، فهاجم قونية في سنة 521ه الموافقة لسنة 1127م، وخاض معركتين ضد أخيه وحميه، فحقق انتصارا جزئيا، لكنه هزم في نهاية المطاف، فالتجأ إلى القسطنطينية حيث أمضى بقية حياته. هكذا خلا الجو لمسعود بعد نزاع أسري دام ثلاثة أعوام، تعرضت السلطنة خلاله إلى التصدع والوهن، فسارت في ركاب الدانشمنديين. وظل مسعود يحكم تحت جناح حميه غازي القوي حتى وفاة هذا الأخير سنة 529ه الموافقة لسنة 1135م. توفي الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين في القسطنطينية خلال شهر ربيع الآخر 512ه الموافق لشهر آب (أغسطس) 1118م بعد مرض أليم لازمه زمنا طويلا، وخلفه ابنه يوحنا الثاني، ولما تولى كانت ممتلكات الروم في آسيا الصغرى هي طرابزون وكل ساحل بحر البنطس (الأسود) وكل الساحل الجنوبي حتى أطراف أنطاكية في الشام، وجميع المدن الواقعة غرب الخط الذي يمر بمدينة سينوپ وچانقري وأنقرة وعمورية وفيلوميليوم. أي إن الروم كانوا قد استعادوا الكثير من الأراضي التي كان السلاجقة قد افتتحوها. واهتم يوحنا بالشؤون الشرقية مثل أبيه، وكان يهدف إلى إعادة الحدود الآسيوية للإمبراطورية إلى ما كانت عليه قبل فتوحات المسلمين أي حتى أنطاكية والفرات، وإرغام كل من الأرمن في قيليقية والصليبيين في الشام على قبول سيادته. والواقع أنه كان لا يستطيع القيام بهذا العمل إلا بالقضاء على القوة السلجوقية. أعاد الإمبراطور سيطرته على لاذيق في سنة 513ه الموافقة لسنة 1119م، واستولى في السنة التالية على سوزوپولس، فأعاد فتح الطريق الذي يربط الممتلكات البيزنطية بأنطالية وقيليقية والدويلات الصليبية في الشام. وهكذا تحسن وضع البيزنطيين على الأرض، وأضحوا في مركز أفضل بعدما أعادوا سيطرتهم على الثلث الغربي لآسيا الصغرى، واخترقت خطوط مواصلاتهم بلاد الأناضول. غير أن الإمبراطور اضطر للعودة إلى القسطنطينية عقب الاستيلاء على لاذيق، ولم تؤد حملته هذه كامل أهدافها، وهي الاستيلاء على أنطاكية وفتح الطريق إلى الشرق. ونتيجة للوضع الجديد انحصر السلاجقة في قلب الأناضول، وتركزوا حول قونية إلا أن المسلمين في لاذيق ظلوا محتفظين باتصالات سهلة مع العاصمة قونية. استغل السلطان مسعود عودة الإمبراطور إلى عاصمته، فجدد غاراته على أملاك الروم في سنة 517ه الموافقة لسنة 1123م، فاضطر يوحنا كومنين للعودة إلى آسيا الصغرى لإخضاعه وإتمام ما بدأه في حملته الأولى. فهاجم القبائل التركمانية البدوية بخاصة، وأجبر عددا كبيرا منها على الدخول في طاعته، لكنه لم يلبث أن اضطر للتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للمسلمين لبضع سنوات بسبب انهماكه بمشكلاته في أوروپا، إذ كانت قد اشتعلت الحرب بين الروم والمجريين. وبعد أن فرغ الإمبراطور من حربه في المجر، عاد وحمل على الأناضول مجددا، فتمكن من السيطرة على بلاد خسرها البيزنطيون لصالح المسلمين منذ زمن بعيد، كقسطموني مسقط رأس آل كومنين، وچانقري. لكنه ما كاد يهنأ بانتصاره حتى استرجعها المسلمون مجددا بمجرد عودة الجيش البيزنطي إلى القسطنطينية، فاضطر أن يزحف إلى الأناضول مجددا ليسترجع ما خسره. توفي يوحنا كومنين خلال شهر شوال 573ه الموافق لشهر نيسان (أبريل) 1143م في قيليقية وهو يستعد لمهاجمة أنطاكية، وذلك بعد أن جرح نفسه خطئا بسهم مسموم أثناء رحلة صيد، فخلفه ابنه عمانوئيل الأول. اتسمت بداية حكم عمانوئيل بالتحالف مع الأمراء الدانشمنديين وتفرغه لقتال السلاجقة، وضمن له هذا التحالف كسب بعض التسهيلات في وادي الفرات والعمل على مواصلة سياسة والده في ضرب السلاجقة وتقليص نفوذهم في آسيا الصغرى. وحتى يمتص الغارات السلجوقية عمد عمانوئيل إلى تعيين خط ثابت للحدود، وبنى عليه سلسلة من الأبراج وثيقة الارتباط فيما بينها، كما شيد استحكامات على الطرق التي يسلكها الجيش السلجوقي خلال غاراته مما قلص نشاط السلاجقة حتى اقتصر على الصوائف (الغارات الصيفية) التي كانت تجتاح الممتلكات الرومية متجنبة الحصون الكبيرة والجيوش الإمبراطورية. وتوغل السلاجقة في مناطق الرعي البيزنطية في إقليم ملاجنة الواقعة على الطريق بين نيقية وضورليم، فقام عمانوئيل بحملته الأولى في أواخر سنة 539ه الموافقة لربيع سنة 1145م لطردهم، لكون تلك الأراضي شكلت المراعي الأساسية لخيول الجيوش البيزنطية، والاستيلاء عليها من شأنها حرمان الإمبراطورية من مورد استراتيجي مهم. ولم تتعد حملة عمانوئيل هذه الأراضي المذكورة إذ سرعان ماعاد إلى القسطنطينية إما لاعتلال صحته أو بسبب تدهور الحالة الصحية لأخته مارية التي كانت مريضة في هذا الوقت. ترتب على انسحاب عمانوئيل السريع من المنطقة عدة نتائج كانت لصالح المسلمين عموما والسلاجقة خصوصا، منها أنهم شعروا بأن الإمبراطور لم يكن على استعداد للدخول في حرب طويلة الأمد معهم، وربما فكروا بأن هذا الانسحاب يعود إلى قيام بعض الاضطرابات داخل العاصمة، فاستغلوا هذا الفراغ العسكري وراحوا يغيرون على أراضي الإمبراطورية. ومن العوامل التي شجعتهم أيضا ازدياد نفوذ إخوانهم المسلمين في الشام على حساب الصليبيين بعد استعادتهم مدينة الرها. وهكذا تقدم السلطان مسعود بقواته على ثلاثة محاور، فاستهدف القسم الأول من جيشه المنطقة الشمالية الغربية من آسيا الصغرى وتقدم حتى وصل مدينة «پيثكاس»، واستهدف القسم الثاني المنطقة الغربية وافتتح بعض حصونها، أما القسم الثالث فاستهدف الساحل الغربي وهاجم مدينة أفسس. ولا شك بأن تحركات السلاجقة وانفلاشهم في الأراضي البيزنطية أثارت فزع الإمبراطور من أن يفقد الروم ما عملوا طيلة خمسين سنة على تحقيقه ما دفعه للقيام بحملات مضادة. غادر عمانوئيل عاصمته في سنة 540ه الموافقة لسنة 1146م في حملته الأخرى على الأناضول، ولم يكن على استعداد لتوزيع قواته لمهاجمة السلاجقة، وفضل تجميعها في المنطقة الواقعة غربي نهر صقارية ومطاردة القوات السلجوقية المنتشرة في هذه المنطقة. وفكر الإمبراطور في مهاجمة مدينة قونية العاصمة حتى يضطر السلاجقة إلى سحب قواتهم المنتشرة في الأراضي البيزنطية للدفاع عن عاصمتهم. تمكن عمانوئيل، بعد بضع مناوشات ومعارك مع السلاجقة من الوصول إلى قونية، ونجح في تطويقها، وخرب جنده القرى والأراضي الزراعية والضواحي حولها، لكنه لم يتمكن من اقتحام المدينة نفسها، فطال أمد الحصار، وفجأة دون سابق إنذار فك البيزنطيون حصارهم وعادوا أدراجهم إلى القسطنطينية رغم موقفهم القوي. ولا يعرف على وجه الدقة السبب الذي دفع عمانوئيل إلى الانسحاب بجيشه، لكن يرجح أن ذلك مرتبط بما بلغه عن قرب وصول حملة صليبية جديدة إلى المشرق العربي ردا على سقوط الرها بيد المسلمين، ويروى أنه تلقى رسالة من لويس السابع ملك فرنسا تعلمه بقرب وصوله. تمكن المسلمون بقيادة أمير الموصل وحلب عماد الدين زنكي من استرداد الرها يوم 26 جمادى الآخرة 539ه الموافق فيه 23 كانون الأول (ديسمبر) 1144م، وإعادتها إلى أحضان الإسلام بعد أقل من خمسين سنة من احتلال الصليبيين لها. وشكل هذا الحدث صدمة عنيفة مؤلمة للصليبيين ترددت أصداؤها في كل مكان، وسرعان ما وصلت إلى روما وعلم بها البابا إيجين الثالث، فأدرك أن البناء الكبير الذي شيده الصليبيون في حملتهم الأولى أخذ يتزعزع، وإن لم يسارع الغرب الأوروپي إلى ترميم ذلك البناء فإنه لن يلبث أن ينهار. لذلك، سارع البابا إلى إصدار مرسوم عرف عند المؤرخين باسم مرسوم «كما أسلافنا» في يوم 1 كانون الأول (ديسمبر) 1145م دعا فيه إلى قيام حملة صليبية جديدة ضد المسلمين. تألفت الحملة الصليبية سالفة الذكر من جيشين كبيرين ينتميان إلى أكبر دولتين في أوروپا الغربية: مملكة فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وقادها أكبر عاهلين كاثوليكيين هما كونراد الثالث إمبراطور ألمانيا، ولويس السابع ملك فرنسا، وكان الأول هو السباق في الزحف، فخرج على رأس عشرين ألفا من الرجال، وسار يريد القسطنطينية. وعندما وصل الصليبيون إلى حدود الإمبراطورية البيزنطية تكررت المشاهد نفسها التي حدثت عند زحف حملتي الفقراء والأولى، وذلك من ناحية اعتداء هؤلاء على سكان البلاد التي مروا بها إلى أن وصلوا إلى القسطنطينية مما أثار مشكلات جديدة مع البيزنطيين، إلا أن عودة الوفاق بين كونراد الثالث وعمانوئيل سمح للأول بالعبور إلى آسيا الصغرى. ولما عبر كونراد الثالث مع جموعه البوسفور أرسل إليه الإمبراطور مرشدين ليصحبوه أثناء اجتياز الأناضول، وفي الوقت نفسه أرسل كتابا إلى السلطان مسعود يحثه فيه على اعتراض الحملة الصليبية ومنعها من الوصول إلى قونية أو العبور نحو الشام إذ كان عمانوئيل مشهورا بازدواجيته السياسية تجاه الصليبيين. خلال الوقت الذي كان يجري فيه القتال بين السلاجقة والصليبيين الألمان عبر الفرنجة البوسفور إلى آسيا الصغرى، ووصلوا نيقية حيث علموا بهزيمة كونراد وجنوده. ولم يلبث لويس السابع أن اجتمع بنظيره الألماني وقررا الزحف إلى الشام عبر الطريق الساحلي بعيدا عن جوف سلطنة سلاجقة الروم، وأن يظلا داخل الأراضي البيزنطية، لكن هذه الرحلة كانت حافلة بالصعاب أيضا، إذ استمر السلاجقة يهاجمون الصليبيين ويفتكون بهم حتى أنهكوهم. ولما بلغ الملكان مدينة أفسس ساءت صحة كونراد الثالث مما اضطره إلى العودة إلى القسطنطينية في حين تابع الملك لويس السابع طريقه، وعلى الرغم من الاحتياطات التي اتخذها الملك سالف الذكر، فقد فاجأه السلطان مسعود في وادي مندريس، ودارت بين الطرفين رحى معركة قاسية استطاع الصليبيون خلالها شق طريقهم بصعوبة ومتابعة زحفهم نحو الشام، إلا أن القبائل التركمانية البدوية الضاربة في المنطقة أخذت تطاردهم وتخطفت بالقتل جنود المؤخرة والشاردين والمرضى، ولم ينج الجيش الصليبي من الفناء الشامل سوى هبوط الظلام حيث انسحب التركمان. بعد انتهائه من التصدي للصليبيين توجه السلطان مسعود شرقا ليساهم مع باقي الحكام المسلمين في تقطيع أوصال أراضي الصليبيين في كونتية الرها ليؤمن له موطئ قدم في المنطقة، وكان ابنه قلج أرسلان قد استغل الكارثة التي حلت بالصليبيين، فهاجم الأراضي التي ما زالت بحوزتهم. وفي سنة 543ه الموافقة لسنة 1148م وصل السلطان مسعود إلى الرها وتسلم قيادة الجيش السلجوقي. وبعد دراسة الوضعين السياسي والعسكري قرر القيام بهجوم على مرعش، فتصدى له ريموند پواتييه أمير أنطاكية؛ فما كان من السلطان السلجوقي إلا أن طلب من أمير حلب نور الدين محمود زنكي مهاجمة ممتلكات ريموند حتى يخفف الضغط عن قواته. استجاب أمير حلب لهذا الطلب، واجتاح القرى التابعة لأنطاكية، وأثناء حملته هاجم علي بن وفا الكردي -زعيم الحشيشية وحليف الصليبيين- مدينة أفامية الواقعة على الطريق بين أنطاكية ومرعش، فاضطر نور الدين محمود إلى التراجع للتصدي له، وسرعان ما خرج ريموند پواتييه نفسه وانضم إلى حلفائه الحشاشين في سبيل دفع المسلمين بعيدا عن إمارته. والتقى الجمعان في المنخفض قرب عين مراد في السهل الواقع بين إنب ومستنقع الغاب، فدارت بينهما رحى معركة شديدة انتصر فيها المسلمون ودمر الجيش الصليبي تدميرا، ولقي كل من ريموند پواتييه وعلي بن وفا مصرعهما، فكان ذلك نصرا إسلاميا واضحا ابتهج به المسلمون ابتهاجا كبيرا في كل من الشام والعراق ومصر والأناضول. بعد مقتل ريموند پواتييه وفشل نور الدين محمود في استرداد أنطاكية للمسلمين التفت إلى مشاركة القوى الإسلامية الأخرى باسترجاع ما تبقى من كونتية الرها، وبخاصة المعاقل الواقعة شرقي نهر العاصي في الوقت الذي ضيق فيه مسعود الحصار على مرعش قبل أن يدخلها، وأعلنت الحامية التي تركها جوسلين الثاني قمس الرها ولاءها للسلاجقة. والمعروف أن جوسلين الثاني استغل مقتل صهره ريموند صاحب مرعش ليستولي على المدينة. ثم حدث أن طارد مسعود جوسلين الثاني حتى أطراف تل باشر، وهزم القوات الصليبية التي اعترضته، واسترجع للمسلمين عدة قلاع تقع على الطريق نفسه مثل عينتاب ودلوك ثم ضرب الحصار على تل باشر، لكنه لم يأخذها بعدما تدخل نور الدين محمود وأشار على حليفه السلجوقي بمسالمة جوسلين الثاني -الذي كان قد أعلن خضوعه للزنكيين ولاذ بأميرهم- فاستجاب السلطان مسعود لهذا الطلب مقابل أن يطلق جوسلين جميع أسراه من المسلمين. ولم يلبث جوسلين أن خرق الصلح بينه وبين نور الدين محمود سنة 544ه الموافقة لسنة 1150م، فما كان من الأخير إلا أن جمع جنوده وسار لقتال الأمير الصليبي، فهزمه وانتزع منه أعزاز، ولم يلبث صاحب الرها أن وقع في أيدي بعض التركمان نتيجة كمين نصبوه له، فأرسلوه إلى نور الدين الذي أمر بسجنه في قلعة حلب بعد أن سمل عينيه، ومات في سجنه هذا بعد تسع سنوات، أي سنة 554ه الموافقة لسنة 1159م. استغل مسعود اختفاء جوسلين الثاني عن المسرح السياسي تاركا ما تبقى من كونتية الرها دون مدافع، فاجتاح أراضي كيسوم وبهسنا ورعبان في شمالي الكونتية، وأعطاها لابنه قلج أرسلان. ولم يبد الغربيون من الذين استوطنوا هذه البقاع أي مقاومة، وخرج من رغب منهم لاجئا إلى عينتاب وتل باشر، وكانت هذه الأخيرة بإمرة جوسلين الثالث ابن جوسلين الثاني، ثم حاصر تل باشر، وشاركه نور الدين محمود في عملية الحصار هذه. وراحت الجيوش الإسلامية تزيد من ضغطها على المدينة مما دفع القمسة بياترس -زوجة جوسلين الثاني والوصية على جوسلين الثالث- لأن تحاول بيع ما تبقى من أراضي الكونتية إلى الإمبراطورية البيزنطية لعدم قدرة الصليبيين على الاحتفاظ بها أمام القوة الإسلامية المتنامية، فوافق الإمبراطور عمانوئيل على هذا العرض ما دفع المسلمين إلى فك حصارهم والانسحاب. وتسلم البيزنطيون بلاد تل باشر والراوندان وسميساط وعينتاب ودلوك والبيرة. ولم يلبث عمانوئيل أن أدرك بعد قليل من الوقت أن هذه الحصون ثقيلة العبء، وتحتاج إلى جهد كبير للمحافظة عليها والاحتفاظ بها، نظرا لبعدها عن مركز الإمبراطورية من جهة، ولوقوعها وسط أراضي المسلمين من جهة أخرى، هذا في الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية تعاني تهديدا مستمرا من جانب النورمان في صقلية مما جعلها عاجزة عن الاهتمام بهذه الأطراف الشرقية. استغل المسلمون تدهور الأوضاع السياسية في المنطقة، وراحوا يهاجمون الحصون المذكورة، فسقطت في أيديهم إثر عمليات متلاحقة، وتقاسموها على الشكل التالي: أخذ السلطان مسعود مرعش ورعبان وكيسوم ودلوك وبيت الحصن وعينتاب، وكان من نصيب نور الدين محمود كل من أعزاز والراوندان وتل باشر في حين أخذ أمير ماردين الأرتقي تيمورطاش بن إيلغازي سميساط والبيرة وكفرسوت، وغنم أمير حصن كيفا فخر الدين قرەأرسلان بن داود بابولا وكركر وكاختي وحصن منصور. وبذلك زالت كونتية الرها الصليبية من الوجود، وعادت تحت جناح الإسلام، وأضحى لسلاجقة الروم موطئ قدم غربي الفرات. في الوقت الذي كان فيه المسلمون يعملون جاهدين على استرجاع المناطق التي آلت إلى الإمبراطورية البيزنطية من بقية كونتية الرها، كان الأمير الأرمني طوروس الثاني يقود ثورة أرمنية على ما تبقى من النفوذ البيزنطي في قيليقية. والمعروف أن طوروس هذا كان أسيرا لدى الروم في القسطنطينية، ثم هرب من سجنه في سنة 538ه الموافقة لسنة 1143م، ولجأ إلى ابن خاله جوسلين الثاني قمس الرها، وجمع حوله عددا من الأرمن نظم منهم جيشا مؤلفا من عشرة آلاف مقاتل، واستطاع أن يسترد قلعة «واهكة» معقل أسرته في جبال طوروس، وأوقع بالروم الساكنين في تلك البلاد مذبحة كبيرة. وما إن علم الإمبراطور عمانوئيل بفرار طوروس وعودته إلى قيليقية، وما فعله بأهلها الأروام، وبازدياد نفوذه حتى نهض للثأر منه وإعادة هيبة الإمبراطورية، فأرسل جيشا بقيادة ابن عمه أندرونيقوس مؤلفا من اثني عشر ألف مقاتل لتأديب طوروس الثاني واسترداد ما استولى عليه، إلا أنه فشل في تحقيق أي نصر، وتعرض لهزيمة قاسية على يد القوات الأرمنية، فانسحب بفلول جيشه إلى أنطاكية. والواضح أن عمانوئيل عجز عن إخضاع الأرمن الذين أحكموا سيطرتهم على مدن قيليقية مثل سيس وعين زربة وأضنة وطرسوس، لكن الإمبراطورية البيزنطية لم يكن بإمكانها أن تتنازل بسهولة عن قيليقية ليستقل بها الأرمن نظرا لأهميتها العسكرية والسياسية، فالمنطقة تتحكم في المعابر من وإلى الشام، كما تعد خط الدفاع الأول عن الإمبراطورية من ناحية الجنوب الشرقي، فإن تداعى النفوذ البيزنطي في هذه الناحية كانت تلك من أعظم المصائب، لذلك راح عمانوئيل يبحث عمن يقوم مقامه في إخضاع طوروس الثاني، فلم يجد سوى السلطان السلجوقي مسعود الذي كان متلهفا للتدخل في قيليقية. وسبب هذا أن الأمير الأرمني كان قد اجتاح قبادوقية في سنة 548ه الموافقة لسنة 1153م متشجعا بالنصر الذي أحرزه على البيزنطيين ومستغلا صغر سن الأمير الدانشمندي «ذي القرنين»، فهاجم ملطية وعاد محملا بالغنائم والأسرى. فرأى الإمبراطور البيزنطي في ذلك فرصة ليضرب القوى المختلفة في آسيا الصغرى بالتحالف مع إحداها أو ضمها إلى جانبه، ليضرب بها القوى الأخرى -التي تكون سياستها معادية للسياسة الرومية- مما يضعفها ويدعم في الوقت نفسه نفوذ الإمبراطورية. أرسل الإمبراطور البيزنطي إلى السلطان مسعود يعرض عليه الأموال والهدايا ويشجعه على مهاجمة طوروس. ولما كان مسعود مهيأ للانتقام من الأمير الأرمني لما فعله بالمسلمين، فقد حشد قواته وتقدم بها إلى قيليقية معتمدا على الدعم البيزنطي وعلى سمعة السلاجقة التي كانت تلقي الرعب في قلوب الأرمن. ومن المتفق عليه بين المؤرخين -الذين عاصروا تلك الفترة كميخائيل السرياني وجرجير الأرمني- أن السلاجقة والأرمن لم يشتبكوا في أي معركة، وإنما أرسل السلطان السلجوقي مفاوضين إلى طوروس أخبره أنه لا ينوي تخريب الديار الأرمنية، وإنما هو يطالب بإعادة الأراضي الرومية إلى الإمبراطور البيزنطي، وأن يدخل الأمير الأرمني في تبعية السلاجقة. وافق طوروس على الخضوع لسيادة السلطان، لكنه رفض إعادة الأراضي التي استولى عليها مؤخرا إلى الإمبراطورية البيزنطية، ولما كان مسعود حريصا على إخضاع الأرمن لسلطته، فقد وافق على هذه الشروط دون أي اشتباك. أمام هذا الواقع اضطر الإمبراطور البيزنطي إلى الاستعانة بالصليبيين في أنطاكية وأميرهم أرناط لإخضاع الأرمن. وافق أرناط بداية ثم لم يلبث أن بدل سياسته بسبب خلاف مالي مع الإمبراطور، فانقلب عليه وصالح طوروس، الذي استأنف حملاته ضد ما تبقى في أيدي البيزنطيين من حصون في قيليقية. لم ييأس عمانوئيل بعد فشل جهوده في إخضاع طوروس الثاني، ودخل في مفاوضات جديدة مع مسعود في سنة 549ه الموافقة لسنة 1154م، وأغراه بالمال لمحاربة الأمير الأرمني، فوافق مسعود على رغبة الإمبراطور، وجمع جيشا كبيرا زحف فيه على قيليقية وأخذ السكان على حين غرة، لكنه أخفق في فتح أي مدينة، ثم تعرض لهزيمة قاسية على يد طوروس رافقها انتشار الوباء بين الجند المسلمين، فاضطر أن يقفل ويعود إلى قونية حيث توفي بعد أشهر قليلة. خلف قلج أرسلان أباه مسعودا، ولم يكد يتربع على عرش السلاجقة حتى هبت في وجهه عدة مشكلات تمثلت بثورة أخيه شاهنشاه، وطمع الدانشمنديين والزنكيين في أملاكه، ورغبة الأرمن في الانتقام من السلاجقة بسبب حملتهم على قيليقية، وقرار الإمبراطور البيزنطي أن يعمل على استعادة أملاك الروم في آسيا الصغرى. وقد هددت هذه المشكلات السلطنة بالزوال، فكان على قلج أرسلان أن يهب للدفاع عن دولته ويتصدى للقوى التي تهددها كي يضمن لها البقاء. كان أول ما فعله قلج أرسلان أن توجه لقتال الدانشمنديين الذين ساندوا أخاه شاهنشاه، لكن حال دون ذلك سعي الملك العادل نور الدين محمود زنكي في مصالحة الطرفين، فجمع أمراء المسلمين وتدخل الجميع بين السلطان السلجوقي والأمير الدانشمندي «ياغي أرسلان»، وأقنعوهما أن هذا الخلاف سيضعف الجبهة الإسلامية ويقوي الصليبيين والبيزنطيين على حساب المسلمين ويدفعهم إلى مهاجمة المعاقل الإسلامية. وبالغ نور الدين في توسطه وبذل التحف والملاطفات حتى أصلح الأحوال، وارتد كل طرف إلى دولته. ويبدو أن ياغي أرسلان لم يرغب بالصلح إلا شكليا إذ سرعان ماهاجم ممتلكات السلاجقة مرة أخرى، وبنيته مضايقة قلج أرسلان وإزاحته عن الحكم وإحلال أخيه شاهنشاه مكانه -الذي هو صهر ياغي أرسلان- فكان من نتيجة ذلك أن توجه قلج أرسلان لقتال الدانشمنديين، لكن هذه الخصومة بين البيتين التركيين لم يقدر لها أن تتمادى بسبب الظروف السياسية المتمثلة بغزو الأرمن للأراضي السلجوقية، فتدخل العلماء وكبار ساسة الدولتين وتمكنوا من عقد الصلح بين العاهلين المسلمين. بعد عقد الصلح تفرغ السلطان إلى الدفاع عن بلاده ضد الأرمن والروم، فصالح الأولين بعد أن انكفؤوا نظرا لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق انتصار بارز على السلاجقة، ثم هاجم الممتلكات البيزنطية، ففتح سليقية ولارندة الواقعتين في الجزء الجنوبي الشرقي من آسيا الصغرى في حين توسع الدانشمنديون شمالا في بلاد البنطس، ففتحوا مدينتي يونة وبافرة. ويبدو أن سياسة الإمبراطور عمانوئيل في هذه المرحلة كانت تقضي بمحاربة الأرمن بدليل أنه صالح السلاجقة والدانشمنديين مضحيا ببعض الأموال والهدايا لإرضائهم، ومتخذهم حاجزا بينه وبين مملكة قيليقية. دام الصلح بين البيزنطيين والسلاجقة نحوا من سنة، ولم يلبث عمانوئيل أن عاد لحرب قلج أرسلان في أواخر سنة 554ه الموافقة لسنة 1159م مغترا بالنصر الذي حققه على الأرمن في قيليقية وتمكنه من استعادة تلك البلاد للإمبراطورية. وخلال الفترة الممتدة بين سنتي 554 و557ه الموافقة لما بين سنتي 1159 و1161م حمل عمانوئيل عدة حملات على الأناضول توجت بانتصاره على السلاجقة، وفرضه معاهدة سلام تضمنت شروطا قاسية للصلح، وأوقفت التوسع السلجوقي في آسيا الصغرى على حساب البيزنطيين، وأظهرت السلطان قلج أرسلان بمظهر التابع للإمبراطور. استغل قلج أرسلان فترة الصلح القائمة بينه وبين الإمبراطور البيزنطي ليوطد دعائم ملكه بانتظار انحلال الحلف الذي كان عمانوئيل قد أحاطه به. وخلال الفترة الممتدة بين سنتي 560 و570ه الموافقة لما بين سنتي 1164 و1174م تمكن قلج أرسلان من القضاء على إمارة سيواس الدانشمندية وضم معظهما إلى سلطنته، وأجبر أميرها «ذا النون» على الالتجاء إلى القسطنطينية، وبهذا لم يبق في يد الدانشمنديين سوى إمارة ملطية. وأحس عمانوئيل بقصر نظره وتقصيره في حقل سياسة الأناضول إذ إنه أتاح للسلطان أن يوحد المسلمين في تلك البلاد بعد أن تفرقوا وتخاصموا، فقرر إعادة الوضع إلى ما كان عليه بالقوة، وأرسل في أواخر سنة 571ه الموافقة لربيع سنة 1176م جيشا كبيرا بلغ تعداد أفراده نحو ثلاثين ألفا إلى شرقي الأناضول لإعادة ذي النون إلى ملكه، وقام هو بمعظم الجيش إلى قونية ليدكها دكا مستصغرا شأن السلاجقة الذين سبق له أن هزمهم وفرض عليهم صلحا مذلا. وما إن عبر البيزنطيون ممرا جبليا ضيقا بعد حصن خرب يعرف «حصن ميريوكيفالون» حتى انقض عليهم السلاجقة من أعالي التلال، فأبادوا مؤخرة الجيش، ولم يتمكن الروم من التراجع أو التقدم بحرية نظرا لضيق الممر، فوقعت بهم كارثة حقيقية، وأجهز المسلمون على ربع الجيش الباقي، وفر الإمبراطور ناجيا بحياته، واضطر أن يصالح السلاجقة ويتنازل لهم عن حصني ضورليم وسوبليون. استثمر السلطان السلجوقي انتصاره للتدليل على إيمانه، بعد أن اتهم باعتناق مذهب الفلاسفة والتقاعد عن الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام، فأرسل قسما من الغنائم إلى الخليفة العباسي الحسن المستضيء بأمر الله، ومدحه الشعراء على أنه بطل الإسلام والمسلمين. والحقيقة أنه أضحى بانتظاره هذا أقوى شخصية في آسيا الصغرى دون منازع، ولما أمن الجبهة البيزنطية، التفت نحو الشرق للقضاء على آخر إمارة دانشمندية في ملطية وتوحيد المسلمين في الأناضول تحت قيادته. شن قلج أرسلان هجوما عنيفا على ملطية في سنة 573ه الموافقة لسنة 1177م، وضرب عليها حصارا مركزا مستغلا الخضات السياسية الداخلية التي كانت قد نشبت داخل الإمارة، ودام الحصار السلجوقي للمدينة مدة أربعة أشهر تعرض السكان خلالها للضيق بفعل تناقص الأقوات وحلول فصل الشتاء، وعجز الأمير الدانشمندي ناصر الدين محمد عن التخفيف من هذه الضائقة، كما أخفق في صد القوات السلجوقية، وخشي من ثورة الأمراء عليه، لذلك أرسل إلى قلج أرسلان يعرض عليه تسليم المدينة مقابل السماح له بالنجاة بنفسه. وافق السلطان على ذلك، فخرج ناصر الدين محمد إلى حصن زياد القريب من ملطية، ودخل قلج أرسلان إلى المدينة يوم 29 ربيع الآخر 573ه الموافق فيه 25 تشرين الأول (أكتوبر) 1177م. وبذلك سقطت آخر إمارة دانشمندية، ولم يعد في بلاد الأناضول من دولة إسلامية سوى دولة سلاجقة الروم. التفت قلج أرسلان -بعد قضائه على الإمارة الدانشمندية- إلى التوسع باتجاه الجنوب لضم رعبان وكيسوم. وفي تلك الفترة كان نور الدين محمود زنكي قد توفي، وخلفه ابنه الصالح إسماعيل في حلب ودمشق، وتابعه وربيبه يوسف بن نجم الدين الأيوبي (صلاح الدين) في مصر، ويبدو أن قلج أرسلان كان ينوي التدخل في أمور الشام، ويؤمن له طريقا نحو الفرات، وهذه سياسة سلجوقية عامة ابتدأت مع مؤسس السلطنة سليمان بن قتلمش مستغلا برود العلاقات بين السلطان صلاح الدين والصالح إسماعيل. وحتى لا يبدو بمظهر المعتدي أمام المسلمين أرسل رسولا إلى دمشق اجتمع بصلاح الدين وطلب منه الحصنين بحجة أنهما كانا سابقا من أملاك سلاجقة الروم، ضمهما والده مسعود، ثم اضطر أن يتنازل عنهما لنور الدين محمود. أبى صلاح الدين هذا الطلب، فما كان من قلج أرسلان إلا أن هاجم حصن رعبان في سنة 575ه الموافقة لسنة 1179م، فأرسل صلاح الدين أمير حماة تقي الدين عمر بن شاهنشاه الأيوبي لحرب السلاجقة، فهزمهم هزيمة نكراء وأسر كثيرا منهم، لكنه عاد وأطلق سراحهم، وعاد قلج أرسلان إلى ملطية يجر أذيال الهزيمة. ظلت العلاقات متوترة بين السلاجقة والأيوبيين بعد هذه الوقعة، لكنهما لم يشتبكا، ومالا إلى التفاهم، وانصرف صلاح الدين إلى توحيد الجبهة الإسلامية في سبيل القضاء على الصليبيين. استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي أن يحقق إنجازا هاما في الأعوام القليلة الواقعة بين 583 و586ه الموافقة لما بين 1187 و1190م، فكسر الصليبيين كسرة عظيمة في معركة حطين، ثم استرجع للمسلمين بيت المقدس، وتساقطت أمامه أغلب القلاع والحصون التي احتلها الصليبيون في ساحل الشام. والواقع أن تلك الخسائر، وهذا الانتصار الإسلامي، أحدثا رد فعل عنيفا في المجتمع الغربي الذي ذعر للأنباء القادمة من الشرق، فسارعت البابوية إلى المناداة بحملة صليبية جديدة لاسترداد ما فقدته أوروپا في الديار المقدسة. وكان الإمبراطور الألماني فريدريك الأول بربروسا الأسرع في التحرك بين ملوك الغرب -على الرغم من كبر سنه- إذ كان يبلغ السادسة والستين حينذاك. غادر فريدريك المذكور بلاده يوم ربيع الأول 585ه الموافق فيه 11 أيار (مايو) 1189م على رأس جيش تقدره الأبحاث المعاصرة بين 12,000 و15,000 مقاتل فيهم ما بين 2,000 و4,000 فارس، وسار عبر بلاد المجر باتجاه القسطنطينية، وعندما وصل إلى البلقان أرسل الإمبراطور البيزنطي -وكان آنذاك هو إسحق الثاني أنجيلوس- إلى صلاح الدين يعلمه بوصول الصليبيين، وبأنه لن يمكنهم من العبور إلى آسيا. وكانت غاية الإمبراطور البيزنطي من وراء هذا العرض هي كسب صلاح الدين إلى جانبه ضد الصليبيين والسلاجقة على حد سواء، كما هدف أن يكسب من وراء محالفة صلاح الدين وضع الأماكن النصرانية المقدسة في الشام تحت رعاية الكنيسة الأرثوذكسية. لكن الإمبراطور اضطر -تحت ضغط الأحداث للسماح لأفراد الحملة الصليبية باجتياز مضيق الدردنيل- لكنه فعل ذلك بعد أن منع عنهم المؤونة والأزواد والأقوات، مما أضعفهم وأنهكهم لاحقا. وما إن دخل الصليبيون بلاد سلاجقة الروم حتى وثبت عليهم قبائل التركمان البدوية، وأخذت تقتل وتأسر المتأخرين منهم وتسلبهم أثقالهم، وزاد من صعوبة تحركهم هطول الثلوج الكثيفة والبرد القارس الذي فت في عضد الجيش الصليبي وفتك بجنوده فتكا ذريعا، فاضطروا إلى أكل دوابهم وحرق بعض معداتهم كي يؤمنوا الدفء لأنفسهم، بل إنهم دفنوا بعض النفائس التي أعاقت تقدمهم. واصل الصليبيون زحفهم عبر الأناضول حتى وصلوا قونية وهم منهكون، وتحصن السلطان قلج أرسلان بالقلعة تفاديا لحدوث معركة سافرة غير مستعد لها، لكن ابنه قطب الدين ملكشاه خرج على رأس قوة عسكرية سلجوقية لمهاجمة الألمان أمام أسوار المدينة، إلا أنه لم يتمكن من الصمود واضطر إلى الانسحاب تحت ضغط القتال، وعاد إلى قونية، واستطاع فريدريك بربروسا أن يشق له طريقا إلى داخل المدينة، فهاجمها وأحرق أسوارها. مكث الإمبراطور الألماني خمسة أيام في قونية، بعث خلالها بهدية إلى السلطان السلجوقي وأعلمه أن لا نية له في الاستيلاء على المدينة أو أي من بلاد السلاجقة، وإنما يريد بلوغ بيت المقدس، وطلب منه أن يأذن لرعيته في إخراج ما يحتاج الجيش إليه من قوت وغيره، فأذن لهم وأعطاهم ما يريدون حتى اكتفوا وتزودوا لرحلتهم، كما طلب من ابنه ملكشاه أن يتوقف عن مضايقة الصليبيين. وجرت بين العاهلين مباحثات سياسية تمخضت عن تعهد قلج أرسلان بتأمين طريق الصليبيين إلى الشام عبر قيليقية، وإمدادهم بالأدلاء لإرشادهم. وحتى لا ينكث السلاجقة بما تعهدوا به طلب الإمبراطور منهم بعض الرهائن، فسلموه نيفا وعشرين أميرا، فساروا جميعا باتجاه قيليقية. وبالغ بعض المؤرخين المسلمين في وصف روابط الصداقة والتحالف التي جمعت بين السلطان قلج أرسلان وفريدريك بربروسا، فذكر ابن شداد أن السلطان المذكور كان يظهر شقاقه مع الإمبراطور في حين أنه في الباطن أضمر وفاقه، في حين أشار البعض الآخر إلى مجالات التعاون بين قلج أرسلان وصلاح الدين بشأن زحف الجيش الصليبي، فذكر ابن الأثير أن السلطان السلجوقي كان يكاتب صلاح الدين بأخبار الأعداء، ويعده بأنه يمنعهم من العبور في بلاده، فلما عبروها وخلفوها أرسل يعتذر بالعجز عنهم. وبجميع الأحوال كانت تلك الحوادث هي آخر ما ساهم به سلاجقة الروم في الحملة الصليبية الثالثة، أما الإمبراطور الألماني فإنه لم يصل إلى الشام إذ غرق في نهر گوسكوه، فعاد الكثير من جنده إلى بلادهم. استتب الأمن في الأناضول بفضل كفاح السلطان قلج أرسلان، وتحققت الوحدة السياسية للسلاجقة، وبدأ عصر التقدم الاقتصادي والثقافي، لكن هذه الوحدة ما لبثت أن تفككت، وشهدت البلاد موجة من الصراع الأسري في ظل غياب الأخطار الخارجية. فصلاح الدين الأيوبي كان منهمكا في التصدي للحملة الصليبية الثالثة وتصفية الدويلات الصليبية في الشام، وقنعت بيزنطة بما آلت إليه الأوضاع السياسية في آسيا الصغرى بعد الضربة القاضية التي تلقتها في ميريوكيفالون، كما توقفت حروب التوسع. وكان قلج أرسلان قد بدأ يشعر بتعب الحياة بعد أن أصابه الفالج في سنة 582ه الموافقة لسنة 1186م، ففكر في تقسيم سلطنته على أولاده الأحد عشر، ونفذ هذا الأمر مرتكبا خطأ سياسيا فادحا، وجاءت القسمة على الشكل التالي: ملكشاه في سيواس وآق سراي، وسليمان في توقاد، وبركياروق في نيكسار، وطغرل في البستان، ومحمود في قيصرية، وقيصر في ملطية، ومسعود في أنقرة، وسنجر في هرقلة، وأرسلان في نكيدة، وأرغون في أماسية، وكيخسرو في قونية. امتنع كل من هؤلاء الأبناء بإقطاعه يستغله لصالحه الشخصي دون العودة إلى الحكومة المركزية في قونية، وأضحى السلطان حاكما بالاسم فقط، يملك ولا يحكم. وفي وضع شاذ كهذا كان من الطبيعي أن تنشأ الخلافات الأسرية بين الإخوة، ثم بينهم وبين والدهم. فكل واحد كان يتربص بالآخر، ويتحين الفرص للانقضاض عليه والاستيلاء على أملاكه. وبرز من بينهم ملكشاه الملقب «قطب الدين»، الذي تميز بالطموح السياسي اللافت والجرأة، فاستولى على قونية، وحجر على والده. وحتى يؤمن على حياته من مؤامرات حاشيته، تخلص من الأمراء الموالين لوالده، وقرب بطانته، إلا أنه أبقى الخطبة والسكة باسم والده. تحول ملكشاه -بعد أن ثبت أقدامه في العاصمة- إلى انتزاع ما بأيدي إخوته من بلاد، وبدأ بقيصرية، فخرج من قونية على رأس جيش كثيف لحصارها، واصطحب والده معه حتى يزين لأخيه محمود أن تصرفه إنما ناتج عن أمره. وسنحت لقلج أرسلان فرصة للهرب، فدخل إلى المدينة واجتمع بابنه محمود، وتعاونا على مقاومة أطماع ملكشاه، فاضطر الأخير إلى فك الحصار عن المدينة وعاد إلى قونية، وخطب لنفسه. أدرك قلج أرسلان، بعد فوات الأوان، خطأ ما ارتكبه من عمل تقسيمي، فقرر إعادة توحيد البلاد تحت قيادة رجل واحد، واختار ابنه الأصغر كيخسرو الملقب «غياث الدين» لملازمته إياه وما رآه فيه من لياقة للملك، فأتى به ووعظه ثم أخذ البيعة له من الأمراء والأعيان. نفر الإخوة من عمل والدهم وخرجوا على طاعته، فاضطر إلى محاربتهم وإعادة توحيد السلطنة، وبدأ بقيصرية، فحاصرها مع ابنه كيخسرو، ومرض السلطان أثناء الحصار، ولم يلبث أن توفي، فعاد به ولده إلى قونية حيث واراه الثرى في المسجد الجامع. استمرت نزاعات الإخوة بعد وفاة قلج أرسلان، وفي غمرة هذا الصراع، قتل محمود بن قلج أرسلان وتوفي ملكشاه بعد مرض ألم به، فطمع سليمان بأملاك إخوته، وهاجم سيواس وآق سراي واستولى عليهما، وتابع زحفه نحو قونية، فطرد أخاه كيخسرو منها وتسلم الحكم، وذلك في سنة 593ه الموافقة لسنة 1196م. وهرب كيخسرو من أمام أخيه والتجأ في الشام ثم في القسطنطينية، وخلال ذلك الوقت كان سليمان يهاجم إخوته الباقين الواحد تلو الآخر، فينتزع منهم البلاد، حتى تم له الأمر سنة 601ه الموافقة لسنة 1204م، عندما أخذ أنقرة من أخيه مسعود، معيدا بذلك وحدة سلطنة آبائه وأجداده، لكن لم يكتب له أن يعيش طويلا ليرى ثمرة جهوده، فمات بعد خمسة أيام فقط من أخذه المدينة. بعد وفاة السلطان سليمان بن قلج أرسلان، عين أمراؤه ابنه عز الدين قلج أرسلان سلطانا على سلاجقة الروم وهو لم يبلغ الحلم بعد، وساعدوه في إدارة البلاد، وفتحوا مدينة إسپرطة، وهي إحدى القلاع المهمة في الجنوب الغربي من الأناضول، وبايع الإمبراطور البيزنطي تيودور لاسكاريس -الحاكم من نيقية المجاورة- (4) وأمراء الأرمن والمسلمين على الولاء له. لكن الحكام الجدد لم يهنؤوا طويلا بحلاوة السلطة، إذ لم يلبث أن نشب نزاع داخلي بين الأمراء المؤيدين للسلطان الفتي، وأولئك المؤيدين لعمه كيخسرو، فأثار هؤلاء التركمان في المناطق الحدودية على السلطة المركزية في قونية، ونادوا بكيخسرو سلطانا على البلاد، وأرسلوا حاجبا إلى بلاد البيزنطيين لاستدعائه. راودت كيخسرو الرغبة في استعادة ملكه المفقود، فاستجاب لنداء أعوانه، وخرج قاصدا قونية، فأنزل ابن أخيه عن العرش وجلس مكانه، ليبدأ بذلك سلطنته الأخرى. وكان أول ما فعله كيخسرو أن عالج جميع المشكلات العالقة مع جيرانه المسلمين، ثم تفرغ لحل مشكلة أخرى ذات أبعاد تجارية. فمن المعروف أن الأمن كان قد استتب في كافة أنحاء الأناضول منذ عهد السلطان قلج أرسلان بن مسعود، ونشطت في البلاد الحركة التجارية، لكن استيلاء الصليبيين على القسطنطينية، هدد الأمن على الطرق المؤدية إلى موانئ بحري البنطس (الأسود) والمتوسط، كما أن ظهور إمبراطورية نيقية أعاق التقدم السلجوقي إلى ساحل بحر إيجة، وأغلق الطرق المؤدية إلى موانئ بحر البنطس مثل صامصون وسينوپ، بوجه التجارة السلجوقية. تمكن السلطان من التفاهم مع الروم -بعد أن ضغط عسكريا على طرابزون- ففتحوا له الطرق والمعابر إلى موانئ بحر البنطس، فبقي أمامه تأمين منفذ على البحر المتوسط، ورأى أن يفتتح ثغر أنطالية الذي يسيطر عليه الصليبيون في سبيل تحقيق هذه الغاية. واستغل كيخسرو فرصة تعرض بعض التجار المسلمين للمضايقة من جانب الصليبيين، فنهض بجنده وعتاده لفتح هذه المدينة، في سنة 603ه الموافقة لسنة 1206م، ولما وصل إلى أنطالية، ضرب عليها حصارا مركزا وقصفها بالمجانيق، وتمكن من فتحها خلال مدة قصيرة. وبفتح أنطالية، فصل السلاجقة البيزنطيين عن قيليقية، كما أمن كيخسرو الطرق التجارية. وبفضل تشريعاته في هذا المضمار، اعترف العالم الغربي به كحاكم لأكبر دولة تجارية آنذاك، وعقدت معه الدويلات البحرية الإيطالية المعاهدات، ودفعوا له الأتاوات مقابل مرورهم بأراضيه خلال رحلاتهم التجارية، وكانت جمهورية البندقية السباقة في هذا المجال. قتل السلطان كيخسرو في معركة مع البيزنطيين سنة 608ه الموافقة لسنة 1211م، واجتمع كبار أمراء السلطنة بعد مقتله واختاروا ابنه الأكبر عز الدين كيكاوس سلطانا على سلاجقة الروم. وفي عهد هذا السلطان افتتحت مدينة سينوپ مما أكسب السلاجقة منفذا على بحر البنطس، وأخضعت مملكة قيليقية الأرمنية بفضل القدرة العسكرية الهائلة للسلاجقة والتي رأى الأرمن أن لا قبل لهم بمقاومتها، فأعلن الملك ليون الثاني طاعته التامة للسلطان، وضاعف له الخراج السنوي، وسلمه حصني لؤلؤة ولوزاد الحدوديين، اللذين يتحكمان بالممرات القيليقية. وفي سنة 616ه الموافقة لسنة 1219م توفي السلطان كيكاوس بعد أن حكم ثمانية أعوام، وترك بعد وفاته سلطنة قوية يسودها الأمن ويعمها الرخاء، وذلك بفضل الجيش النظامي الذي اعتمد عليه لرد الاعتداءات الخارجية وإحلال الأمن في الداخل والتوسع على حساب جيرانه، وتحسنت في عهده الحياة التجارية، وانتشرت المهن بين السلاجقة، وازدهرت الحياة الزراعية، وعم الرخاء سائر المقاطعات والمدن بفضل شبكة الطرق التجارية الآمنة، وأضحت سلطنة سلاجقة الروم ذات قوة اقتصادية هائلة. وبعد وفاة كيكاوس اختار الأمراء والأعيان شقيقه علاء الدين كيقباد الذي أراد -فور تسلمه الحكم- بسط سيطرته على كامل آسيا الصغرى والتوسع على حساب جيرانه الأرمن والروم، فاستغل اضطراب الأوضاع السياسية في مملكة قيليقية بعد وفاة الملك ليون الثاني، وأغار على قلعة «كالونوروس» أو «كوراكسيون» المهمة والقريبة من أنطالية، ففتحها وغير اسمها إلى «العلائية»، ثم حول أنظاره إلى قلعة «آلاره» المهمة التي تتحكم بالطرق الساحلية المؤدية إلى قيليقية، ففتحها أيضا. وبهذا أضحى الساحل الجنوبي لآسيا الصغرى ساحلا إسلاميا حتى حدود مملكة قيليقية الأرمنية، وأصبح بإمكان السلاجقة مهاجمتها من جهة الغرب. وفي سنة 619ه الموافقة لسنة 1222م هاجم بعض القراصنة القفجاقيين والروس تجارا سلاجقة في بحر البنطس وسلبوهم أموالهم وبضاعتهم، فجاء الرد السلجوقي سريعا، إذ جهز السلطان كيقباد حملة عسكرية بقيادة البكلربك حسام الدين جوبان وأمره بمهاجمة سوداق في شبه جزيرة القرم عاصمة خانية دشت القفجاق، وأقام السلطان في قيصرية يترقب نتائج الحملة. أبحر الجيش السلجوقي إلى شبه الجزيرة المذكورة، وهبط برها، ثم زحف باتجاه المدينة، فهرع سكان المدن الساحلية إلى تقديم الطاعة. أما في الداخل فقد تعاون الروس والقفجاقيون على التصدي للزحف السلجوقي، وجمعوا جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل من أجل هذه الغاية، واصطدموا مع البكلربك حسام الدين، فهزمهم هزيمة قاسية، ثم هاجم سوداق التي استسلمت له، وأبدى أهلها استعدادهم بدفع الجزية وإعادة أموال التجار المسلوبة مقابل منحهم الأمان. جاءت موافقة السلطان على ذلك مشروطة بإقامة الشعائر الإسلامية. ودخل السلاجقة إلى المدينة، فبنوا فيها عدة مساجد في أماكن مختلفة، وعينوا عليها مؤذنين وخطباء، كما نصبوا قاضيا، وأخذوا عددا من أبناء الأعيان كرهائن، وتركوا فيها حامية عسكرية، ثم أبحروا عائدين إلى بلادهم. وفي سنة 622ه الموافقة لسنة 1225م هاجم أرمن قيليقية بعض القوافل التجارية الإسلامية، فجاء رد السلطان السلجوقي بأن جهز حملة عسكرية وأرسلها لفتح ما تيسر من القلاع الأرمنية المهمة، ففتحت ثلاثون قلعة، واتصلت الولايات السلجوقية ببعضها. وفي سنة 623ه الموافقة لسنة 1226م سار السلطان كيقباد إلى ديار بكر وحارب الأمير مسعود بن ناصر الدين محمود صاحب آمد وملك عدة من حصونه، وسبب ذلك أن الأمير المذكور كان قد استقل بإمارته عن السلاجقة، واتفق مع السلطان الخوارزمي جلال الدين منكبرتي، وصاحب دمشق الملك المعظم عيسى بن أحمد الأيوبي، وغيرهما على خلاف صاحب الجزيرة الفراتية الملك الأشرف موسى بن محمد الأيوبي في سبيل انتزاع بلاده منه وتقاسمها، فاستنجد الأشرف موسى بالسلطان السلجوقي، الذي سارع على الفور لاستغلال الفرصة والتوسع في الجزيرة الفراتية، فانتزع قلعة «كختا» ومدينة جمكازاد الحصينة وحصن منصور، وغيرها، وأعاد إخضاع الأمير مسعود وإدخاله في طاعته. تابع كيقباد توسيع دولته شرقا بعد هذه الحملة، وكانت نيته أن يقيم سياجا من القلاع لحماية المناطق الحدودية الفاصلة بين دولتي السلاجقة والخوارزميين، لذلك كان عليه ضم أرزنجان وأرضروم وبعض القلاع الأخرى، أما سبب هذه الخطوة فكانت أن السلطان الخوارزمي جلال الدين منكبرتي كان قد أخذ يتدخل في شؤون بلاد الشام الأيوبية، فرأى كيقباد أن يبدأ بأخذ التدابير اللازمة للوقوف في وجهه قبل أن يهدد بلاده. ولما زحف السلطان على أرزنجان سارع أميرها «داودشاه» إلى الاستسلام دون قتال، فتسلم السلطان المدينة، ثم أرسل جنوده لمهاجمة أرضروم وقوغونية، فاستسلم صاحباهما «جهانشاه» ومحمد بن بهرامشاه دون قتال أيضا. وهكذا تمكن كيقباد من إقامة سياجه الحدودي وحماية بلاده، لكنه عاود رغم ذلك توسعه شمالا وجنوبا، فأرسل جيشا إلى الكرج فتح ثلاثين قلعة من قلاعها، كما أخذ من الأيوبيين مدن أخلاط وبدليس والرها وحران وحصن زياد والرقة والبيرة ودنيصر والسويدية، لتبلغ سلطنة سلاجقة الروم أقصى اتساعها على أن أغلب هذه البلاد استعادها الأيوبيون خلال فترة وجيزة. توفي السلطان علاء الدين كيقباد ليلة الإثنين شوال 634ه الموافق فيه 30 أيار (مايو) 1237م فكانت وفاته بداية انحدار دولة سلاجقة الروم لضعف خلفائه، وسيطرة بعض الوزراء والساسة عليهم، وعملهم على إقصاء بعضهم بعضا، مما أفسد الملك والبلاد، وفي ذلك يقول المؤرخ الأمير ناصر الدين الحسین بن محمد الجعفري، الشهير «ابن بيبي»: «..لقد أصبح قلب البرق بسبب ذلك مشويا، وامتلأ عين السحاب بالدمع، وأخذت أمور الملك والملة منذ ذلك اليوم في التراجع، وأصابها الفساد، ولحق الوهن بما يمسك السلطنة من نظام». ومن المعروف أيضا أن كيقباد كان آخر سلاطين السلاجقة استقلالا، إذ إن كل من تلوه كانوا خاضعين للمغول يأتمرون بأمرهم. خلف غياث الدين كيخسرو أباه كيقباد بعيد وفاته، وكان -إلى جانب ضعفه ولينه- سلطانا غاشما جبارا عسوقا لعوبا، يلعب بالكلاب والسباع ويسلطها على الناس، بحسب وصف كل من أحمد بن يوسف القرماني، والإمام سبط ابن الجوزي، وابن تغري بردي. وواجهت كيخسرو في مستهل حياته السياسية عدة قضايا تطلبت منه العمل الجدي على مواجهتها، منها التنافس بين أمراء الأيوبيين للتقرب من السلاجقة، ومنافسة أخويه له، وتمرد الخوارزميين، وصراع أمرائه فيما بينهم. ولعل أهم تلك القضايا كانت بروز المطامع المغولية في آسيا الصغرى، إذ كان المغول قد وصلوا -منذ أواخر عهد كيقباد- إلى حدود الدولة السلجوقية، وأرادوا بسط سيطرتهم على البلاد بفعل موقعها المؤثر في سياستهم التوسعية المقبلة. وقد أدت تحركات المغول ومجازرهم المشهورة إلى تدفق الكثير من قبائل التركمان إلى الأناضول هاربة من وجه الخطر في موطنها الأصلي بخوارزم وخراسان وما وراء النهر، والواقع أن تدفق هؤلاء كان لا ينقطع منذ فتح السلاجقة بلاد الأناضول، لكن الغزوات المغولية بشكل خاص كانت عاملا ساعد على زيادة كثافة الهجرة. وكان من بين المهاجرين نسبة مرتفعة من القرويين وسكان المدن، كما كان من بينهم نسبة عالية من التجار الأغنياء والمفكرين والفنانين والدراويش. وسكن هؤلاء القوم في المناطق الجبلية -وبخاصة في جبال طوروس البعيدة عن التطور الاجتماعي- حيث ظلوا محتفظين بعاداتهم القديمة، ولم يصقلهم العلم الشرعي الإسلامي السليم، فتسربت إليهم تعاليم الزنادقة وغلاة الصوفية، فأصبحوا أكثر عزلة. ومما زاد في شطح هؤلاء وابتعادهم عن الإسلام أكثر فأكثر ظلم السلطان كيخسرو الذي كان منهمكا بشؤونه الخاصة مهملا لأمور الدولة، فكان مثل هؤلاء الوافدين بحاجة إلى شخص يقودهم وينتشلهم مما هم فيه، ويملأ هذا الفراغ الذي تسببت به سوء إدارة السلطان، الأمر الذي فتح المجال أمام بعض أصحاب الغايات ودعاة العصيان. وكان من ضمن هذه الفئة رجل صوفي خراساني نزح من دياره بعد استيلاء جنكيز خان عليها وأقام في بلدة «كفرسود» بضواحي حلب، ثم نزح إلى الأناضول وأثار في التركمان روح الفتح والعزيمة على التوسع تحت شعار الثورة على ظلم السلطان كيخسرو، وعرف هذا الرجل باسم «بابا إسحق الكفرسودي التركماني» في بعض ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/دولة سلاجقة الروم
|
7eed8733f95a013d7edcff1bdb36e16e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.627187",
"source": "Wikipedia"
}
|
آق قويونلو
|
آق قويونلو
|
آق قويونلو ، أو قبيلة «أصحاب الأغنام البيضاء»، قبيلة تركمانية وبطن من بطون «قبيلة بايندير» التركمانية ، حكمت في شرق الأناضول، أذربيجان، فارس، العراق أفغانستان وتركستان ما بين 1467-1502م، وفي عام 1469م استطاعت القضاء على دولة قره قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام السوداء» من المنطقة. المقر: آمد ثم تبريز منذ 1468 . ينتمي الآق قويونلو إلى الأتراك الغز (الأوغوز)، تسموا باسم شعار دولتهم الأغنام البيضاء، ويرجع أصل التسمية إلى بعض العادات القديمة والتي أضفت طابعا مهما على هذا الحيوان (الخروف). في اللغة التركية: وبذلك يكون معنى اسم القبيلة: ذوو الأغنام البيضاء، أو: أصحاب الأغنام البيضاء. بدأت القبيلة منذ 1340م في شن حملات منظمة ضد بيزنطة كان هدفها الأول السلب. ثم توسع الأمر ليشمل سورية والعراق. تمكنت بعدها من الاستيلاء على منطقة ديار بكر وآمد. كما عقدت الأسرة مصاهرة مع حكام إمارة طرابزون والذين أصبحوا أباطرة بعدها. أول حكامهم كان «قره يولوق عثمان بك» (1389-1435م) والذي عينه تيمورلنك حاكما من قبله على ديار بكر وما حولها عام 1402م. بعد سنة 1435م. بدأ التنافس بين هذه القبيلة وقبيلة الخرفان السود (قره قويونلو) وفقدت الأولى العديد من مناطق نفوذها لصالح الثانية. بلغت الدولة أوجها في عهد أوزون حسن (الطويل) (1453-1478م) الذي استطاع القضاء على دولة الخرفان السود بعد هزيمة أميرهم جهانشاه سنة 1467، ثم هزيمته لحاكم التيموريين، أبو سعيد ميرزا، في معركة قرە باغ عام 1469م. قام بعدها بالإستيلاء على بغداد والزحف شرقا حتى خراسان. أقنعه سفير البنادقة بمهاجمة العثمانيين، فواجههم في أرزنجان عام 1471م وزحف منتصرا لغاية «أق شهر» الواقعة في محافظة قونية الحالية، إلا أنه هزم أمام محمد الفاتح في معركة أوتلق بلي سنة 1473. عاشت الدولة أفضل فتراتها أثناء حكم حسن أوزون ثم ابنه يعقوب (1478-1490م) من بعده، بعد سنة 1490م بدأ الصراع مع الصفويين الذين استطاعوا أن يجلوا الخرفان البيض عن تبريز سنة 1501م. بدأت بعد ذلك مرحلة الانحلال. استقر آخر الحكام في ماردين حتى 1507م.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/آق قويونلو
|
2aaff05f5561369fa2850792bf5410b3
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.627904",
"source": "Wikipedia"
}
|
كوريا الجنوبية
|
كوريا الجنوبية
|
كوريا الجنوبية ورسميا جمهورية كوريا ، هي دولة ذات سيادة تقع في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. يشتق اسم «كوريا» من مملكة كوريو، السلالة التي حكمت في العصور الوسطى. تجاورها الصين من الغرب، واليابان من الشرق، وكوريا الشمالية من الشمال، ومضيق كوريا من الجنوب. تقع كوريا الجنوبية في المنطقة الشمالية من الكرة الأرضية وهي ذات طبيعة جبلية في الغالب. وتبلغ المساحة الإجمالية لكوريا الجنوبية 99.392 كيلومترا مربعا وعدد سكانها يفوق 51 مليون نسمة، وعاصمتها وأكبر مدنها سيول، تشمل المدن الكبرى الأخرى بوسان ودايجو وإنتشون. عملة كوريا الجنوبية هي الوون الكوري الجنوبي وتلعب كوريا الجنوبية دورا كبيرا ومهما جدا في اتخاذ القرارات والتطور في منطقة شرق آسيا. تشير الاكتشافات الأثرية إلى أنه قد تم احتلال شبه الجزيرة الكورية خلال فترة العصر الحجري القديم السفلي. ويبدأ التاريخ الكوري مع تأسيس غوجوسون في 2333 قبل الميلاد على يد الأسطوري دانغن وانغوم. وقد أعقب توحيد الممالك الكورية الثلاث تحت حكم مملكة شلا عام 668 بعد الميلاد، وخضوع كوريا لحكم مملكة كوريو مملكة جوسون كأمة واحدة حتى نهاية الإمبراطورية الكورية عام 1910، عندما تم ضمها إلى اليابان. بعد التحرير والاحتلال السوفياتي والحرب الكورية ونهاية الحرب العالمية الثانية، تم تقسيم البلاد إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث أسست كوريا الجنوبية عام 1948 بوصفها دولة ديمقراطية، على الرغم من الاضطرابات السياسية والحكم العسكري والأحكام العرفية التي ميزت معظم تلك الفترة وحتى تأسيس الجمهورية السادسة عام 1987. أدى غزو كوريا الجنوبية من قبل قوات كوريا الشمالية في 25 يونيو عام 1950، إلى نشوب الحرب بين الكوريتين والتي انتهت باتفاق الهدنة، ولكن تبقى الحدود بين البلدين هي الأكثر تحصينا في العالم. ومع مرور العقود التالية، نما الاقتصاد الكوري الجنوبي بشكل ملحوظ وتحولت إلى بلد ذات اقتصاد رئيسي، ودولة تتمتع بالديموقراطية، وقوة إقليمية في شرق آسيا. كوريا الجنوبية هي جمهورية رئاسية تتكون من 17 تقسيم إداري، وهي من البلدان المتقدمة ذات مستوى معيشي عال جدا. فهي رابع أكبر اقتصاد في آسيا ورقم 15 (بشكل رمزي) أو 12 (من حيث تكافؤ القوة الشرائية) كأكبر اقتصاد في العالم. ويقوم الاقتصاد على التصدير، مع الإنتاج المرتكز على الإلكترونيات، والسيارات، والسفن، والآلات، والبتروكيماويات، والروبوتات. كوريا الجنوبية هي عضو في الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة التعاون والتنمية. وهي أيضا إحدى الأعضاء المؤسسين للآبيك (منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ) وقمة شرق آسيا. اسم كوريا مستمد من مملكة كوريو، في حد ذاته يشير إلى المملكة القديمة من جوجوريو، أول سلالة الكورية من قبل التجار الفارسي الذي أشار إلى كوريو زار (كوريو، 고려). كما كوريا هذا المصطلح أيضا أصبح كوريو على نطاق واسع يستخدم للإشارة إلى جوجوريو ، التي غيرت اسمها كوريو في قرن الخامس. (هجاء الحديث، «كوريا»، وأول ما ظهرت في أواخر القرن 17 في كتابات السفر لشركة الهند الشرقية الهولندية في هندريك هامل.). وعلى الرغم من التعايش بين هجاء كوريا وكوريا في المنشورات القرن 19، وبعض الكوريين يعتقدون أن اليابان، في وقت قريب من الاحتلال الياباني، موحدة عمدا الإملائي في كوريا، مما يجعل اليابان تظهر أولا أبجديا. بعد أن تم استبدال كوريو من مملكة جوسون عام 1392، أصبح جوسون الاسم الرسمي لكامل أراضي، على الرغم من لم يكن من المقبول عالميا. الاسم الرسمي الجديد لديه أصله في البلاد القديم جوجوسيون (قديم جوسون). في عام 1897، غيرت سلالة جوسون الاسم الرسمي للبلاد من جوسون إلى (الإمبراطورية الكورية). اسم دايهان، والتي تعني «هان العظيم» حرفيا، مستمد من سمحان (ثلاثة هانز). ومع ذلك، فإن اسم جوسون كانت لا تزال تستخدم على نطاق واسع من قبل الكوريين إلى الرجوع إلى بلدهم، على الرغم من أنه لم يعد الاسم الرسمي. تحت الحكم الياباني، وهما أسماء هان وجونسون تعايشت. كانت هناك العديد من الجماعات الذين ناضلوا من أجل الاستقلال، وأبرزها الحكومة المؤقتة لجمهورية كوريا (대한민국 임시 정부 / 大韓民國臨時政府). بعد استسلام اليابان، في عام 1945، اعتمد جمهورية كوريا (대한민국 / 大韓民國) كاسم قانوني لبلد جديد. لأن الحكومة تسيطر فقط على الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، وقد صاغ مصطلح غير رسمي كوريا الجنوبية، أصبحت شائعة على نحو متزايد في العالم الغربي. في حين الكوريين الجنوبيين استخدام هان (أو هان) للإشارة إلى البلد بأكمله، كوريا الشمالية استخدام جوسون كاسم البلاد. مع نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، قسمت كوريا رغما عنها من طرف كبرى القوى العالمية إلى منطقتي نفوذ. تلت هذه الأحداث قيام حكومتين موازيتين في 1948، حكومة شيوعية في الشمال، وأخرى موالية لأمريكا في الجنوب. قامت الحرب الكورية سنة 1950، دعمت الولايات المتحدة كوريا الجنوبية، بينما قامت الصين بدعم كوريا الشمالية. اتفق الجانبان على عمل هدنة سنة 1953، وتم تقسيم شبه الجزيرة إلى جزئين يفصلهما نطاق منزوع السلاح. عرفت كوريا الجنوبية وتحت الحكم الاستبدادي لحكومة إي سنغ مان ثم القيادة الدكتاتورية لباك تشونغ هي تطورا اقتصاديا سريعا. كما عرفت الفترة اضطرابات سياسة عدة، انتهت هذه مع نجاح موجة الاحتجاجات في قلب النظام الديكتاتوري وتنصيب حكومة ديموقراطية، ظل احتمال إعادة توحيد الكوريتين يطغى على الأوليات السياسية الأخرى في البلاد. لم يتم إلى الآن التوقيع على أي اتفاق سلام بين الجارتين. تم عقد أول لقاء تاريخي بين الشمال والجنوب. جاءت هذه اللقاءات تتويجا لسياسة ضوء الشمس التي انتهجتها حكومة كوريا الجنوبية، ورغم ما تعلنه جارتها الشمالية عن مشروعها النووي. التاريخ الكوري يبدأ مع تأسيس تشوسون (كثيرا ما يعرف باسم "جوجوسيون" لمنع الخلط بينها وبين آخر سلالة تأسست في القرن 14، والبادئة الذهاب يعني "كبار السن"، "قبل" أو "في وقت سابق ') في 2333 قبل الميلاد من قبل دانغن وانغوم، وفقا لعلم الأساطير المؤسسة الكورية. جوجوسيون توسعت حتى كانت تسيطر على شبه الجزيرة الكورية الشمالية، وبعض أجزاء من منشوريا. بعد العديد من الصراعات مع أسرة هان الصينية، تفككت جوجوسيون، مما أدى إلى الممالك بروتو، وثلاثة من فترة كوريا. في القرون الأولى من العصر المشترك، احتلت بيو، أوكجو، دونغي، والكونفدرالية سامهان شبه الجزيرة وجنوب منشوريا. من مختلف الدول، نما غوغوريو، بايك جي، وسيلة للسيطرة على شبه الجزيرة الممالك الثلاث من كوريا. قاد توحيد الممالك الثلاث التي كتبها سيلا في الفترة من 676 إلى شمال الولايات الجنوبية، التي كانت تسيطر كثيرا من شبه الجزيرة الكورية من قبل شلا الموحدة، في حين نجح بالهاي لديهم السيطرة على الأجزاء الشمالية من جوجوريو. في شلا الموحدة، وشجع الشعر والفن، وازدهرت الثقافة البوذية. ظلت العلاقات بين كوريا والصين هادئة نسبيا خلال هذه الفترة. ومع ذلك، ضعفت سيلا الموحدة تحت الصراعات الداخلية، واستسلموا لمملكة كوريو في 935. تشكلت بالهاي، جارة سيلا إلى الشمال، باعتبارها دولة خلفا مملكة كوكوريو. أثناء أوجها، بالهاي تسيطر على غالبية منشوريا وأجزاء من الشرق الأقصى الروسي. وهبط إلى خيطان في عام 926. كان موحدا في شبه الجزيرة بواسطة تايجو إمبراطور مملكة غوريو في 936. مثل شلا، وكانت مملكة غوريو حالة ثقافية عالية وخلق جيكجي عام 1377، وذلك باستخدام الأقدم في العالم نوع المعدن المنقولة المطبعة. وغزوات المغول في القرن 13 ضعفت كثيرا غوريو. بعد ما يقرب من 30 عاما من الحرب، واصلت كوريا غوريو إلى الحكم، وإن كان حليفا رافد والمغول. بعد انهيار الإمبراطورية المنغولية، ثم الصراع السياسي الحاد استعيض عن مملكة غوريو من مملكة جوسون في عام 1392 بعد تمرد من قبل الجنرال إي سنغ غاي. وأعلن الملك تايجو الاسم الجديد من كوريا باسم «جوسون» في إشارة إلى جوجوسيون، ونقل العاصمة إلى سول (الاسم القديم للسيول). تميزت أول 200 سنة من سلالة جوسون بواسطة السلام النسبي وشهدت إنشاء هانغول الملك سيجونغ العظيم في القرن 15 وارتفاع في تأثير الكونفوشيوسية في البلاد. بين 1592 و1598، غزا اليابانيون كوريا. قاد تويوتومي هيديوشي القوات وحاول غزو القارة الآسيوية من خلال كوريا، ولكن تم صدهم في نهاية المطاف من قبل الجيش الصالحين والمساعدة من عهد أسرة مينغ الصين. هذه الحرب كما شهدت صعود للأدميرال إي سن شن، وكتابه الشهير «سفينة السلحفاة». في 1620 1630، عانى جوسون من غزوات المانشو الذين حققوا الانتصارات في نهاية المطاف كل من الصين. بعد سلسلة أخرى من الحروب ضد منشوريا، شهدت جوسون فترة ما يقرب من 200 عاما من السلام. الملك يونغجو وجونغجو الملك قاد خاصة نهضة جديدة لمملكة جوسون. ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة من عصر جوسون عن طريق الاعتماد على الصين للشؤون الخارجية والعزلة عن العالم الخارجي. خلال القرن 19، وحصل على سياسة كوريا الانعزالية عليها اسم «مملكة الناسك». حاول مملكة جوسون لحماية نفسها ضد الإمبريالية الغربية، لكنه اضطر في النهاية إلى فتح التجارة. بعد الحرب الصينية اليابانية الأولى والحرب الروسية اليابانية، احتلت اليابان كوريا (1910-1945). في نهاية الحرب العالمية الثانية، استسلام اليابانية إلى السوفياتي والقوات الأمريكية التي احتلت نصفين شمال وجنوب كوريا، على التوالي. على الرغم من الخطة الأولية لإقامة كوريا موحدة في إعلان القاهرة لعام 1943، تصاعد العداء الحرب الباردة بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة أدت في النهاية إلى إنشاء حكومتين منفصلتين، ولكل منها ايديولوجيتها الخاصة بها، مما أدى إلى تقسيم كوريا إلى كيانين سياسيين في 1948: كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. كيم إيل سونغ وكان في السابق ناشطا في حرب العصابات اليابانية والناشط الشيوعي، واكتسب كيم إيل سونغ السلطة من خلال الدعم السوفياتي. وقد عقدت في الجنوب، والإنتخابات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أعلنت جمهورية كوريا، وافتتح لي سونغ مان كأول رئيس لها. في كانون الأول، أعلن العامة للأمم المتحدة هذا «تشكيل حكومة شرعية» «الحكومة الوحيدة من هذا النوع في كوريا.» بموجب الدستور الحالي ويشار في بعض الأحيان للدولة باسم الجمهورية السادسة لكوريا الجنوبية. مثل العديد من الدول الديمقراطية, كوريا الجنوبية لديها حكومة تنقسم إلى ثلاثة فروع: السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية. السلطتين التنفيذية والتشريعية تعمل في المقام الأول على الصعيد الوطني، على الرغم من مختلف الوزارات في السلطة التنفيذية تقوم أيضا بالمهام المحلية. الحكومات المحلية تتمتع بحكم شبه ذاتي، وتحتوي على الهيئات التنفيذية والتشريعية الخاصة بها. السلطة القضائية تعمل على المستويين الوطني والمحلي. كوريا الجنوبية هي الديمقراطية الدستورية. يتم تحديد بنية الحكومة الكورية الجنوبية بموجب الدستور لجمهورية كوريا. وقد تم تنقيح هذه الوثيقة عدة مرات منذ صدور عددها الأول في 1948 منذ الاستقلال . ومع ذلك، فقد احتفظت بخصائص واسعة كثيرة، وباستثناء يقتصر على الجمهورية الثانية لكوريا الجنوبية، كان للبلد دائما نظام رئاسي مع رئيس تنفيذي مستقل. كما تم عقد أول انتخابات مباشرة في عام 1948. على الرغم من أن كوريا الجنوبية شهدت سلسلة من الديكتاتوريات العسكرية من العقد 1960 تصل حتى العقد 1980 ، ومنذ ذلك الحين تقدمت نحو ديمقراطية ليبرالية ناجحة. اليوم، كتاب حقائق العالم يصف الديمقراطية في كوريا الجنوبية بأنها «ديمقراطية حديثة تعمل بشكل كامل». التقسيمات الإدارية الرئيسية في كوريا الجنوبية هي ثماني مقاطعات، وإحدى المقاطعات ذات الحكم الذاتي ، وست مدن حضرية (مدن تتمتع بالحكم الذاتي لا تشكل جزءا من أي مقاطعة)، ومدينة خاصة واحدة ومدينة مستقلة واحدة. أ طريقة النطق بالكورية؛ شاهد أسماء سول؛ وفقا لنهاية سنة 2016. كوريا الجنوبية تقيم علاقات دبلوماسية مع أكثر من 188 بلدا. وكانت البلاد وهي أيضا عضو في الأمم المتحدة منذ عام 1991، عندما أصبحت دولة من الدول الأعضاء في نفس الوقت مثل كوريا الشمالية. في 1 كانون الثاني 2007، تولى الكوري الجنوبي وزير الخارجية بان كي مون منصب الأمين العام للأمم. وقد وضعت أيضا وصلات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا كعضو كلا من الآسيان زائد ثلاثة، وهي هيئة من المراقبين، وقمة شرق آسيا (EAS). في عام 2010، اختتمت كوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي اتفاقية للتجارة الحرة (FTA) للحد من الحواجز التجارية. كوريا الجنوبية تجري أيضا مفاوضات حول اتفاق التجارة الحرة مع كندا, وآخر مع نيوزيلندا. في نوفمبر 2009 انضمت كوريا الجنوبية للجنة المساعدة الإنمائية، وهي المرة الأولى لبلد سابق تلقى المساعدات ينضم إلى هذه المنظمة على أنه عضو مانح. واستضافت كوريا الجنوبية قمة المجموعة 20 في سول في نوفمبر 2010. تاريخيا، كان لكوريا علاقات وثيقة مع الصين. قبل تشكيل كوريا الجنوبية، وعملت من مقاتلي الاستقلال الكورية مع الجنود الصينيين خلال فترة الاحتلال الياباني. لكن، بعد الحرب العالمية الثانية، تبنت جمهورية الصين الشعبية الماوية في حين سعت كوريا الجنوبية علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة. لجان المقاومة الشعبية بمساعدة كوريا الشمالية مع القوى العاملة واللوازم خلال الحرب الكورية، وتداعياتها على العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية وجمهورية الصين الشعبية وتوقفت تماما تقريبا. العلاقات تحسنت تدريجيا حاليا لا تزال كل من كوريا الجنوبية وجمهورية الصين الشعبية تسعيان إلى إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية منذ 24 آب، 1992. سعى البلدين لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين ورفع الحظر التجاري 40 عاما، وشهدت العلاقات الكوريا الجنوبية الصينية تحسنا بشكل مطرد منذ عام 1992. واندلع جمهورية كوريا قبالة علاقات رسمية مع جمهورية الصين على كسب علاقات رسمية مع جمهورية الصين الشعبية. الاتحاد الأوروبي (الاتحاد الأوروبي) وكوريا الجنوبية هما شريكان تجاريان هامان، بعد التفاوض على اتفاق للتجارة الحرة لسنوات عديدة منذ أن عينت كوريا الجنوبية، على سبيل الأولوية اتفاقية التجارة الحرة بين شريك في عام 2006. على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين كوريا الجنوبية واليابان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وقعتا على المعاهدة المتعلقة بالعلاقات الأساسية بين اليابان وجمهورية كوريا في عام 1965 لإقامة علاقات دبلوماسية. هناك مشاعر متأصلة مناهضة لليابان في كوريا الجنوبية بسبب عدد من الخلافات اليابانية الكورية غير المستقرة، وكثير منها تنبع من فترة الاحتلال الياباني بعد ضم الياباني لكوريا. خلال الحرب العالمية الثانية، واضطرار أكثر من 100،000 من الكوريين للعمل في الجيش الإمبراطوري الياباني. هناك إدعاءات كورية بستغلال النساء أثناء الحرب من طرف الجيش الإمبراطوري الياباني كرقيق جنسي، ونساء متعة. منذ فترة طويلة اعتبرت هذه القضية جرائم حرب يابانية ضد المدنيين الكوريون، والزيارات التي يقوم بها الساسة اليابانيين لضريح ياسوكوني الذي يكرم الجنود اليابانيين الذين قتلوا في الحرب (بما في ذلك بعض من مجرمي الحرب)، وإعادة كتابة الكتب المدرسية اليابانية المتعلقة بالأعمال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، والنزاعات الإقليمية على الصخور ليانكورت (الاسم الرسمي الياباني: تاكيشيما والاسم الرسمي الكوري: دوكدو) تواصل المتاعب الكورية اليابانية العلاقات بين البلدين. وكل بلد يدعي أحقيته في جزر دوكدو / تاكيشيما من قبل كل من كوريا واليابان، وتدار الجزر من قبل كوريا الجنوبية، والتي لديها حرس سواحل كورية المتمركزة هناك. ردا على زيارة رئيس الوزراء آنذاك جونيتشيرو كويزومي المتكررة لضريح ياسوكوني، علق الرئيس السابق روه مو هيون محادثات قمة بين كل كوريا الجنوبية واليابان. على حد سواء كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تستمران في المطالبة رسميا على السيادة كاملة لشبه جزيرة وعلى الجزر النائية. مع العداء منذ فترة طويلة في أعقاب الحرب الكورية 1950-1953، وقعت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية إتفاق لتحقيق السلام. في 4 أكتوبر، 2007، روه مو هيون والزعيم الكوري الشمالي كم جونغ إل وقعا على ثماني نقط إتفاق حول قضايا السلام الدائم، وهمت محادثات رفيعة المستوى، والتعاون الإقتصادي، وتجديد خدمات القطارات والطرق السريعة والسفر الجوي، وفرقة هتاف مشتركة الأولمبية. على الرغم من سياسة الشمس المشرقة والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة، وعدم تحقيق التقدم بسبب تجارب الصواريخ الكورية الشمالية في عام 1993، 2006، 1998 2009. وذلك إعتبارا من مطلع عام 2009 من جامعة سيول الوطنية في عام 2007. وقد أدى النمو السريع للصناعة في فراغات كبيرة في تنظيم الأخلاق، كما تم تسليط الضوء من قبل حالة تنطوي على سوء السلوك العلمي هوانج وو سوك. ويعتبر التعليم في كوريا الجنوبية على أنها حاسمة لنجاح المالية والاجتماعية، والمنافسة شرسة وبناء على ذلك، مع العديد من المشاركين في الدروس الخصوصية خارج مكثفة لاستكمال فصول. في نتائج عام 2006 لبرنامج منظمة التعاون والتنمية الدولي لتقييم الطلبة، وجاءت كوريا الجنوبية الأولى في حل المشاكل، والثالث في الرياضيات والسابعة في العلوم. نظام في كوريا الجنوبية التعليم تقدما من الناحية التكنولوجية وأنه من بلد في العالم أول من جلب عالية سرعة الألياف الضوئية وصول إنترنت واسع النطاق على كل المدارس الابتدائية والثانوية على مستوى الأمة. تستخدم هذه البنية التحتية، وقد وضعت البلاد على الكتب المدرسية الرقمية الأولى في العالم، والتي سيتم توزيعها مجانا على كل المدارس الابتدائية والثانوية في أرجاء البلاد بحلول عام 2013. إدارة مركزية في كوريا الجنوبية يشرف على عملية لتعليم الأطفال من الروضة حتى السنة الثالثة والأخيرة من المرحلة الثانوية. وقد اعتمدت كوريا الجنوبية برنامج تعليمي جديد لزيادة عدد الطلاب الأجانب خلال عام 2010. وفقا لتقديرات وزارة التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، وبحلول ذلك الوقت، سيتم مضاعفة عدد المنح الدراسية للطلاب الأجانب في كوريا الجنوبية، وعدد الطلاب الأجانب سيصل إلى 100،000. وينقسم العام الدراسي إلى فصلين دراسيين، وهو الأول من الذي يبدأ في بداية شهر مارس وتنتهي في منتصف يوليو، والثاني الذي يبدأ في أواخر شهر أغسطس وينتهي في منتصف فبراير شباط. جداول موحدة ليست موحدة وتختلف من مدرسة إلى أخرى. معظم المدارس المتوسطة من كوريا الجنوبية والمدارس الثانوية لديها الزي المدرسي، على غرار النمط الغربي الزي. زي الأولاد وعادة ما تتألف من السراويل والقمصان البيضاء، والفتيات ارتداء التنانير والقمصان البيضاء (وهذا ينطبق فقط في المدارس الإعدادية والثانوية). ويلاحظ كوريا الجنوبية لكثافة سكانها، والذي هو 487 في الكيلومتر المربع الواحد، أي أكثر من 10 مرات من المتوسط العالمي. معظم الكوريين الجنوبيين يعيشون في المناطق الحضرية، ويرجع ذلك إلى الهجرة السريعة من الريف خلال التوسع الاقتصادي للبلاد سريع في 1970، 1980 1990. العاصمة سول هو أيضا أكبر مدينة في البلاد ومركز صناعي كبير. وفقا لتعداد عام 2005، كان عدد سكان سيول من 9.8 مليون نسمة. منطقة سيول العاصمة الوطنية لديه 24500000 نسمة مما يجعلها منطقة حضرية في العالم ثاني أكبر وسهولة أكثر المدن كثافة سكانية في منظمة التعاون والتنمية. مدن رئيسية أخرى تشمل بوسان (3.5 مليون)، انشيون (2.5 مليون)، ديغو (2.5 مليون)، ديغون (1.4 مليون)، جوانج جو (1.4 مليون)، واولسان (1.1 مليون). كما تم السكان تشكلها الهجرة الدولية. بعد الحرب العالمية الثانية وتقسيم شبه الجزيرة الكورية، عبر نحو أربعة ملايين شخص من كوريا الشمالية الحدود إلى كوريا الجنوبية. عكس هذا الاتجاه من دخول الصافي على مدى السنوات ال 40 المقبلة بسبب الهجرة، وخاصة إلى الولايات المتحدة وكندا. وكان عدد السكان في كوريا الجنوبية في عام 1955 مجموع 21500000, واليوم هو 50062000 تقريبا. كوريا الجنوبية هي واحدة من أكثر المجتمعات متجانسة عرقيا في العالم، مع أكثر من 99٪ من السكان وجود العرق الكورية. دعوة الكوريين مجتمعهم 단일 민족 국가، دان ايل minjok غوك GA، «المجتمع سباق واحد». النسبة المئوية للمواطنين أجانب قد تنمو بسرعة. اعتبارا من عام 2009 [بحاجة لمصدر]، وكوريا الجنوبية لديها 1106884 المقيمين الأجانب، 2.7٪ من السكان، ومع ذلك، أكثر من نصفهم من الكوريين مع جنسية أجنبية. على سبيل المثال، والمهاجرين من الصين (جمهورية الصين الشعبية) يشكلون 56.5٪ من الرعايا الأجانب، ولكن ما يقرب من 30٪ من المواطنين الصينيين في كوريا هي Joseonjok (조선족 في كوريا)، لجان المقاومة الشعبية المواطنين من العرقية الكورية. وبغض النظر عن العرق وهناك هي 28500 العسكريين الأميركيين العاملين في كوريا الجنوبية لمدة عام واحد من جولة غير المصحوبين، وفقا لمكتب الإحصاء الوطني الكوري. وبالإضافة إلى ذلك، حوالي 43000 مدرسي اللغة الإنجليزية من البلدان الناطقة بالإنكليزية يقيم مؤقتا في كوريا. حاليا، وكوريا الجنوبية لديها واحد من أعلى معدل للنمو السكاني ولدوا من وزير الخارجية، مع مساكن الخارجية حوالي 30،000 مولود الحصول على الجنسية الكورية الجنوبية كل سنة منذ عام 2010. وكان معدل المواليد في كوريا الجنوبية الأدنى على مستوى العالم في عام 2009. وإذا استمر هذا، ومن المتوقع أن سكانها لخفض بنسبة 13٪ إلى 42.3 مليون في عام 2050. معدل المواليد في كوريا الجنوبية السنوية ما يقرب من 9 ولادة لكل 1000 شخص. ومع ذلك، فقد زاد معدل المواليد بنسبة 5.7٪ في عام 2010 وكوريا لم يعد لديه معدل المواليد أدنى مستوى في العالم. وطبقا لتقرير 2011 من تشوسون ايلبو، معدل كوريا الجنوبية الخصوبة الكلي (1.23 طفل لكل امرأة) أعلى من تلك التي تايوان (1.15) واليابان (1.21). وكان متوسط العمر المتوقع في عام 2008 79.10 عاما, الذي هو 34 في العالم. يسرد الجدول أدناه أكبر المدن 20 داخل حدود المدينة الإدارية. مدن كوريا الجنوبية الكبرىالمصدر : قائمة المدن في كوريا الجنوبية من حيث عدد السكان 2014 بوسان دايغو وفقا لنتائج التعداد السكاني لعام 2015، أعلن أكثر من نصف سكان كوريا الجنوبية (56.1٪) أنهم غير منتسبين إلى أي منظمات دينية. في استطلاع عام 2012، أعلن 52٪ أنفسهم "متدينين"، وقال 31٪ إنهم "غير متدينين" و15٪ قالوا إنهم "ملحدون مقتنعون". من الراحة، ومعظمهم من البوذيين أو المسيحيين. وفقا لتعداد 2007، 29.2٪ من السكان في ذلك الوقت كانت المسيحية (18.3٪ عرفوا أنفسهم بأنهم بروتستانت، 10.9٪ كما الروم الكاثوليك)، وبنسبة 22.8٪ وكانت البوذية. الأديان الأخرى الإسلام وجديد مختلف الحركات الدينية مثل المسيحية، الهندوسية وون البوذية. كان أقرب دين يمارس الشامانية الكورية. واليوم، ويضمن حرية الدين في الدستور، وليس هناك دين للدولة. المسيحية هي أكبر دين في كوريا الجنوبية، وهو ما يمثل أكثر من نصف معتنقي جميع الدينية الكورية الجنوبية. وهناك حوالى 13.7 مليون مسيحي في كوريا الجنوبية اليوم، مع الثلثين تقريبا من المسيحيين المنتمين إلى الكنائس البروتستانتية، في حين أن نحو 37٪ ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وقد انخفض البروتستانتية منذ 1980s لصالح الكاثوليكية الرومانية. كوريا الجنوبية هي أيضا ثاني أكبر التبشيرية التي ترسل دولة، بعد الولايات المتحدة. دخلت الديانة البوذية إلى كوريا في عام 372. ووفقا لتعداد وطني اعتبارا من عام 2005، وكوريا الجنوبية لديها أكثر من 10.7 مليون البوذيين. واليوم، نحو 90٪ من البوذيين الكورية تنتمي إلى Jogye الأمر. أكثر من الكنوز الوطنية لكوريا الجنوبية هي القطع الأثرية البوذية. وكانت البوذية دين الدولة من كوريا من الفترة شمال الولايات الجنوبية (وينبغي عدم الخلط بينه وبين تقسيم الحديثة من كوريا) لمملكة كوريو قبل قمع في ظل مملكة جوسون لصالح كونفوشيوسية الجديدة. ويعتقد أقل من 30،000 الكوريين الجنوبيين أن يكونوا مسلمين، ولكن البلاد لديها حوالي 100،000 العمال الأجانب المقيمين من بلدان مسلم, بصورة رئيسية من بنغلاديش وباكستان. على الرغم من أن متوسط العمر المتوقع قد ازداد بشكل ملحوظ منذ عام 1950، وكوريا الجنوبية ويواجه عددا من القضايا الهامة في مجال الرعاية الصحية. هو قبل كل شيء من أثر التلوث البيئي على السكان يزداد تحضرا. وفقا لوزارة الصحة والرعاية حساب الأمراض المزمنة لمعظم الأمراض في كوريا الجنوبية، وهي حالة تفاقمت بسبب التركيز على نظام الرعاية الصحية على العلاج بدلا من الوقاية. الإصابة بالأمراض المزمنة في كوريا الجنوبية تحوم حول 24 في المئة. ما يقرب من 33 في المئة من جميع البالغين من الدخان. وكان فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) معدل انتشار في نهاية عام 2003 أقل من 0.1 في المئة. في عام 2001 بلغت نفقات الحكومة المركزية على الرعاية الصحية لنحو 6 في المئة من اجمالي الناتج المحلي (GDP). ويبلغ معدل الانتحار في البلاد كان 26 لكل 100،000 في عام 2008، وهي أعلى نسبة في العالم الصناعي. احتلت كوريا الجنوبية استنادا إلى اللجنة الاستشارية لآسيا والمحيط الهادئ حول أنفلونزا (APACI)، وهو أعلى من التطعيم ضد الإنفلونزا في آسيا مع 311 لقاحات لكل 1،000 شخص. ظهرت في شهر يونيو 2015 إصابات لمرض كورونا حيث وصل عدد الضحايا 14 حالة وفاة. كوريا الجنوبية تشارك ثقافتها التقليدية مع كوريا الشمالية، لكن الكوريتين قد وضعت الأشكال المعاصرة متميزة للثقافة منذ تم تقسيم شبه الجزيرة في عام 1945. تاريخيا، في حين تم ثقافة كوريا تتأثر بشدة من جراء ذلك من الصين المجاورة، وأنها نجحت مع ذلك في تطوير هوية ثقافية فريدة من نوعها والتي تختلف عن جارتها الكبيرة. وزارة كوريا الجنوبية من الثقافة والرياضة والسياحة وتشجع بنشاط الفنون التقليدية، فضلا عن الأشكال الحديثة، من خلال التمويل وبرامج التعليم. جلبت التصنيع والتحضر من كوريا الجنوبية العديد من التغييرات على طريقة عيش الناس الكورية. وقد أدى تغيير الاقتصاد وأنماط الحياة لتركز السكان في المدن الكبرى، خصوصا العاصمة سيول، مع تعدد الأجيال في الأسر التي تفصل النووية ترتيبات المعيشة العائلية. لقد كان الفن الكوري متأثرة إلى حد كبير البوذية والكونفوشيوسية، وهو ما يمكن ملاحظته في اللوحات التقليدية العديد من المنحوتات وخزف وفنون الأداء. معروفة الفخار الكورية والخزف الصيني، مثل baekja جوسون وbuncheong، وسيلادون كوريو لل في جميع أنحاء العالم. حفل الشاي الكورية، pansori، talchum وbuchaechum هي أيضا ملحوظ الفنون المسرحية الكورية. بدأ الفن الحديث في الازدهار في مرحلة ما بعد الحرب الكورية في 1960 1970 ، عندما جنوب الفنانين الكورية اهتمت في أشكال هندسية والمواضيع غير الملموسة. إقامة الانسجام بين الإنسان والطبيعة وكان أيضا وجهة مفضلة من هذا الوقت. نظرا لعدم الاستقرار الاجتماعي، ظهرت القضايا الاجتماعية مثل الموضوعات الرئيسية في 1980s. وقد تأثر الفن من قبل مختلف المناسبات الدولية والمعارض في كوريا، ومعها تجلب المزيد من التنوع. وحديقة النحت الأولمبية في عام 1988، أن نقل طبعة عام 1993 من بينالي ويتني إلى سيول, إنشاء جوانج جو لل بينالي والجناح الكوري في بينالي البندقية في عام 1995 وكانت أحداث بارزة. نظرا لتاريخ كوريا الجنوبية المضطرب، فقد تكررت عمليات الهدم والإعمار بشكل مستمر دائما ، أدى ذلك إلى مزيج مختلف ومثير للاهتمام من الطرز المعمارية والتصاميم. تتميز العمارة التقليدية الكورية بتناسق مع الطبيعة. اعتمد المهندسين المعماريين القدماء نظام قوس تتميز الأسقف المصنوعة من القش وتكون التدفئة عبر الأرضيات بنظام يسمى «أوندول». الناس من الطبقات العليا بناء منازل أكبر، مع أسقف القرميد منحني بشكل رائع مع رفع طنف. ويمكن رؤية الهندسة المعمارية التقليدية في القصور والمعابد والبيوت القديمة المحفوظة دعا hanok, والمواقع الخاصة مثل القرية الشعبية هاهوي، قرية يانج دونج من جيونجو والقرية الشعبية الكورية. ويمكن أيضا أن ينظر إلى العمارة التقليدية في تسعة مواقع التراث العالمي لليونسكو في كوريا الجنوبية. قدم للمرة الأولى العمارة الغربية إلى كوريا في نهاية القرن 19. والكنائس، ومكاتب للتشريع أجنبي، وقد تم بناء المدارس والمباني الجامعية في أساليب جديدة. مع ضم كوريا من قبل اليابان في عام 1910 تدخلت النظام الاستعماري في كوريا التراث المعماري، وفرض على الطريقة اليابانية العمارة الحديثة. قاد المشاعر المعادية لليابانيين، والحرب الكورية، إلى تدمير معظم المباني التي شيدت خلال تلك الفترة. دخلت الكورية الهندسة المعمارية في مرحلة جديدة من التنمية خلال إعادة الإعمار بعد الحرب الكورية، وتتضمن الاتجاهات المعمارية الحديثة والأساليب. وشهدت إعادة تطوير نشط تحفزها على النمو الاقتصادي في 1970s 1980s، آفاق جديدة في التصميم المعماري. في أعقاب أولمبياد سيول 1988، وكوريا الجنوبية قد شهدت تفاوتا واسعا من الأساليب في المشهد المعماري المناسب، في جزء كبير منه، إلى انفتاح السوق على المهندسين الأجانب. وقد تم بذل جهود المعمارية المعاصرة تحاول باستمرار تحقيق التوازن بين الفلسفة التقليدية «وئام مع الطبيعة»، والتحضر السريع أن هذا البلد قد يمر بها في السنوات الأخيرة. المطبخ الكوري، hanguk يوري (한국 요리؛ 韩国 料理)، أو hansik (한식؛ 韩 食)، وتطورت عبر قرون من التغيير الاجتماعي والسياسي. المكونات وأطباق تختلف من محافظة. وهناك العديد من الأطباق الإقليمية الهامة التي تكاثرت في أشكال مختلفة في جميع أنحاء البلاد في وقتنا الحاضر. الديوان الملكي الكورية المطبخ أحضر مرة واحدة كل من التخصصات الإقليمية فريد معا للعائلة المالكة. وقد نظمت وجبات الطعام المستهلكة على حد سواء من قبل العائلة المالكة والمواطنين الكوريين العاديين ثقافة فريدة من الأدب. ويستند إلى حد كبير المطبخ الكوري في الأرز، والمكرونة، والتوفو، والخضروات، والأسماك واللحوم. ويلاحظ وجبات الطعام الكوري التقليدي لعدد من الأطباق الجانبية، banchan (반찬)، والذي ترافق البخارية المطبوخة قصيرة حبوب الأرز. ويرافق كل وجبة من قبل banchan عديدة. الكيمتشي (김치)، ويقدم عادة 1 المخمرة، طبق نباتي حار عادة في كل وجبة واحدة من أفضل الأطباق الكورية المعروفة. المطبخ الكوري وعادة ما ينطوي الثقيلة التوابل مع زيت السمسم، وdoenjang (된장)، وهو نوع من معجون فول الصويا المخمر، صلصة الصويا والملح، والثوم، والزنجبيل، وgochujang (고추장)، ومعجون الفلفل الحار. الحساء هي أيضا جزء من وجبة مشتركة الكورية، ويتم تقديم كجزء من الطبق الرئيسي وليس في بداية أو نهاية وجبة. غالبا ما تكون مصنوعة الحساء المعروف باسم غوك (국) مع المحار، واللحوم والخضروات. مشابهة لغوك، تانغ (탕؛ 汤) لديها كميات أقل من المياه، ويتم في كثير من الأحيان تقدم في المطاعم. نوع آخر هو jjigae (찌개)، والحساء الذي هو عادة المخضرمين بشكل كبير مع الفلفل الحار وخدم يغلي الساخنة. بالإضافة إلى الاستهلاك المحلي، جنوب الثقافة السائدة الكورية، بما في ذلك الدراما التلفزيونية والأفلام والموسيقى الشعبية، وتولد أيضا أهم الصادرات إلى أجزاء مختلفة من العالم. واجتاحت هذه الظاهرة، وغالبا ما تسمى هاليو (الموجة الكورية) العديد من البلدان في آسيا وأجزاء أخرى من العالم. سيو المجموعة والأولاد في عام 1992 نقطة تحول بالنسبة الموسيقى الشعبية الكورية، التي تعرف أيضا باسم K-pop كمجموعة أدرجت عناصر من الأنواع الموسيقية الشعبية من موسيقى الراب والروك والتكنو البوب، وإلى الموسيقى. أصبحت الهيب هوب والرقص وأغنية الأعمال الموجهة المهيمنة في مشهد الموسيقى الشعبية الكورية، على الرغم من خبب لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين الكوريين كبار السن. كما أن العديد من K-نجوم البوب وجماعات معروفة في الخارج، خصوصا في أجزاء أخرى من آسيا. التي من اشهرها منذ نجاح شيري فيلم في عام 1999، بدأت الكورية فيلم للحصول على اعتراف دولي. فيلم المحلية لديها حصة مسيطرة في السوق، ويرجع ذلك جزئيا إلى وجود الحصص التي تتطلب شاشة السينما لعرض الأفلام الكورية على الأقل 73 يوما في السنة. البرامج التلفزيونية الكورية، وخاصة في شكل درامي قصير المصغرة سلسلة تسمى «الدرامية»، كما أصبحت شعبية خارج كوريا، وأصبح هناك اتجاه آخر دافعة للاعتراف أوسع. وقد تسبب هذا الاتجاه بعض الجهات الكورية لتصبح أفضل معروف في الخارج. الأعمال الدرامية هي شعبية معظمها في آسيا. قصص وتميل إلى التركيز على الرومانسية، مثل احفاد الشمس ساعات الأميرة، أنت جميلة،الورثه اسمي كيم سام قريبا، ايام الزهور، شتاء سوناتا الخريف خرافة، فول هاوس، كل شيء عن حواء. وشملت الأعمال الدرامية التاريخية / خيال داي جانغ جيوم، الأسطورة، يى دونغ، وفضيحة. تم تصنيف الشركات الكورية الجنوبية سامسونج وإل جي أكبر الأولى والثالثة شركات الهاتف النقال في العالم في الربع الأول من عام 2012، على التوالي. ويقدر أن 90٪ من الكوريين الجنوبيين امتلاك الهاتف المحمول. وبصرف النظر عن وضع / استقبال وتستخدم على نطاق واسع المكالمات والرسائل النصية، والهواتف النقالة في البلاد لمشاهدة بث الوسائط المتعددة الرقمية (DMB) أو مواقع المشاهدة. قد بيعت. وهناك أكثر من مليون هاتف DMB والاتصالات اللاسلكية الرئيسية الثلاثة مقدمي اس كي تيليكوم، كيه، وشركة إل جي يو + توفير التغطية في جميع المدن الكبرى والمناطق الأخرى. كوريا الجنوبية لديها ثاني تنزيل أسرع إنترنت في العالم بسرعة، مع متوسط سرعة التحميل من 32.45 ميغابت / ثانية. نشأت فنون الدفاع عن النفس مثل التايكوندو في كوريا. في 1950s 1960s، وقواعد حديثة وموحدة والتايكوندو أصبحت رياضة أولمبية رسمية في عام 2000. أخرى فنون الدفاع عن النفس الكورية تشمل taekkyeon، هاب كيدو، تانغ سو دو، كوك سول وون. وقد جرت العادة على كرة القدم التي تعتبر الرياضة الأكثر شعبية في كوريا الاقتراع الأخيرة تشير إلى أن أغلبية، 40.6٪، من الجماهير الرياضية الكورية الجنوبية لا تزال كما مشجعي كرة القدم التعرف على الذات، مع لعبة البيسبول في المرتبة الثانية في 25.3٪ من أفراد العينة. ومع ذلك، فإن الاقتراع لا تشير إلى أي مدى اتباع المشاركين على حد سواء الرياضية. وأصبح الفريق الوطني لكرة القدم للفريق الأول في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للوصول إلى كأس العالم للدور قبل النهائي في بطولة كأس العالم 2002 لكرة القدم، التي تستضيفها كوريا الجنوبية واليابان. تأهل فريق جمهورية كوريا (كما هو معروف) عن كل نهائيات كأس العالم منذ المكسيك عام 1986، وأجتازت مرحلة المجموعات مرتين: الأولى في عام 2002، ومرة أخرى في عام 2010، عندما هزم من قبل أوروغواي الدور قبل النهائي في نهاية المطاف في دور ال 16. لأول مرة لعبة البيسبول لكوريا في عام 1905 ومنذ ذلك الحين أصبحت شعبية متزايدة، مع بعض ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/كوريا الجنوبية
|
2f6b71a933d3f6425511492eca07a081
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.656222",
"source": "Wikipedia"
}
|
زيريون
|
زيريون
|
الزيريون أو بنو زيري هم سلالة حاكمة صنهاجية حكمت في شمال أفريقيا الجزائر وتونس والمغرب وأجزاء ليبيا ما بين 971-1152م، ومناطق من الأندلس. اتخذ الزيريون عدة عواصم ابتداء من مدينة آشير منذ عام 971 ، ثم القيروان منذ عام 995 ، ثم المهدية منذ عام 1057 . ينحدر بنو زيري من المغرب الأوسط وسط الجزائر حاليا وكان كبيرهم «زيري بن مناد» من أتباع الفاطميين منذ 935م. تولى الأخير سنة 971م حكم الإمارة في قلعة آشير (الجزائر). تمتع ابنه من بعده بلقين بن زيري (971-984 ) باستقلالية أكبر عندما حكم جميع بلاد إفريقية، وتمكن من أن يوسع دولته غربا حتى سبتة، وهاجموا فاس سنة 980م لكنهم لاقوا مقاومة من السكان المحليين من قبيلة زناتة المتحالفين مع خلافة قرطبة. دخل الزيريون بعدها في صراع مع أبناء عمومتهم الحماديون الذين أسسوا دولة خاصة بهم في المغرب الأوسط. بعد انتصار جوهر الصقلي في معركة مصر وفتحه للبلاد، قرر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في أكتوبر 972, الانتقال من المهدية إلى عاصمته الجديدة القاهرة والاستقرار فيها وذلك لموقع مصر الإستراتيجي بين المغرب والمشرق وكذلك لكي يهرب من التمردات المستمرة للقبائل الأمزيغية عليه في إفريقية والمغرب الأوسط، قرر الخليفة في بادئ الأمر تعيين «الأمير أبو أحمد جعفر» على إمارة إفريقية إلا أنه تراجع فيما بعدما طالب هذا الأخير بسلطات واسعة فاستقر رأيه في الأخير على بلقين بن زيري الذي قبل الاقتراح فورا وأقسم للخليفة بالولاء والوفاء. وقد وقع الاختيار على بلقين بن زيري كأمير على أفريقية لعدة أسباب منها أنه ابن زيري بن مناد الصنهاجي القائد الأمزيغي الذي أنقذ الأسرة الفاطمية من الدمار سابقا، وكذلك لانتمائه لقبيلة قوية وذات نفوذ قادرة على الدفاع عن المذهب الإسماعيلي في الداخل وكذلك على صد أمويو الأندلس. لكي يضمن الخليفة ولاء الأمير بلقين، قرر بتر إمارة إفريقية من عدد من أجزائها كطرابلس وصقلية ومنطقة القبائل، وبالتالي أصبح والي إفريقية محاصرا من كل النواحي من قبل الخليفة الفاطمية كما قام المعز بتهديد بلقين بإطلاق قبائل كتامة عليه إذا فكر في التمرد أو الانفصال وهو ما جعل أمير إفريقية مجبرا إذا أراد التوسع أن يتوسع غربا، بحكم أنه محاصر شرقا من قبل طرابلس، في اتجاه زناتة حلفاء الأمويين. في جوان 973، انطلق أمير إفريقية بلقين بن زيري غربا في حملة ضد قبائل زناتة. بدأ أولا باقتحام المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) أين قام السكان بالثورة مباشرة بعدما انتقل المعز للقاهرة، فكانت مدينة تيارت التي سيطرت عليها قبيلة زناتة أول محطاته فقام بمحاصرتها ثم السيطرة عليها بالقوة وذبح رجالها وسبى نساءها واستعبد أطفالها ثم أشعل فيها النار وأرسل 200 رأس من سكانها إلى الخليفة الفاطمي. بعد تيارت توجه نحو تلمسان التي استسلمت دون مقاومة لتسلم من بطش بلقين، فقام بالعفو عن سكانها لكنه قام بتهجيرهم قسرا نحو آشير عاصمة الزيريين الأولى. بعد تدمير تيارت واستسلام تلمسان، أقدمت كل مدن المغرب الأوسط على الاستسلام خوفا من بلقين، الذي واصل تقدمه نحو الغرب تحديدا مدينة سجلماسة في المغرب الأقصى وقام بهزم كل قاداتها المناصرين للأمويين ثم واصل تعقب قبيلة زناتة وصولا إلى مدينة سبتة أين وجد مدينة محصنة جدا وبها جيش قوي مدعم من من قبل الأمويين في الأندلس، فقاتلهم إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على المدينة لاختلال موازين القوى. في جوان 983 قرر العودة إلى عاصمته آشير بعد تمكنه من إخضاع معظم المغرب تحت سيطرته، لكنه علم أن المغرب الأقصى قد عاود التمرد من جديد بعد طرد الوالي الذي عينه هناك من مدينة سجلماسة، فعاود الطريف نحو المدينة المتمردة لكنه مرض في الطريق وتوفي يوم 25 ماي 984. في 16 ديسمبر 984, أرسل المنصور، ابن بلقين بن زيري، مليون دينار كهدية للخليفة الفاطمي، وتعد هذه الهدية قربانا للخليفة وإشارة على خضوعه له، وفي النهاية قرر الخليفة العزيز بالله الفاطمي تولية المنصور الولاية على إفريقية خلفا لأبيه، لكن في الحقيقة خضوع المنصور للخليفة لم يمكن سوى خضوع نظري، بينما في الواقع كان مطلق اليدين، فقد قام بحراسة خزينة الإمارة وبدأ في تسمية وخلع المسؤولين وأمر فقهاء القيروان بتهنئته في آشير قبل حتى وصول وثيقة التكليف من القاهرة. خضع فقهاء ونبلاء القيروان للحاكم الجديد وتوجهوا إلى عاصمته وقاموا بتهنئته وتقبيل يده، وقد قام الأمير المنصور باستقبالهم استقبالا جيدا، حيث قام بتوزيع الأموال عليهم وشكرهم على تدينهم، ثم اجتمع بهم وأعلمهم أنه على عكس والده وجده فإنه لن يحكم بالسيف والقوة بل من خلال الخير. بعد هذا اللقاء توجه المنصور نحو القيروان حيث استقبل استقبالا بهيجا حيث وزع الأموال على السكان كما قام بإهداء أبواب حديدية جديدة لمسجد عقبة بن نافع، ولتوسيع قاعدة شعبيته قرر إمامة تقريبا كل الصلوات في المسجد كما قام ببناء قصر بهيج بكلفة ثمانمئة ألف دينار في إحدى ضواحي القيروان المسماة بالمنصورية، وبهذا أصبحت القيروان عاصمته الجديدة، بينما قام بتولية أخيه يتوفات على مدينة آشير. بعد وفاة الأمير باديس بن المنصور تولى ابنه المعز بن باديس الحكم بعد حصوله على يمين الولاء من قبل وجهاء صنهاجة وقضاة القيروان رغم أنه لم يكن يتجاوز من العمر التسع سنوات. وقد كان المعز معروف بجماله الرجولي إضافة إلى ذكائه وقد كان شغوفا بتعلم الموسيقى والآداب والعلوم الدينية والدنيوية وقد إستغل هذه الخاصيات جسدية والفكرية في تنمية شعبيته الي أعادت عليه بهدايا كثيرة وقيمة، وقد كان المعز إضافة إلى ذلك قائدا عسكريا لامعا حيث إبتدأ فترة حكمه بحملة عسكرية على الحماديون الذين إلتجؤوا في عاصمتهم المسماة بقلعة بني حماد، لكن الأمير المعز لم يقم بمحاصرة المدينة بل إكتفى بإستعادة السيطرة على المغرب الأوسط وبتولية خاله كرامة عليه الذي لم يم يعمر طويلا في المنصب حيث توصل المعز وحماد بن بلقين قائد الحماديين الذي أرسل أبنه القايد بن حماد إلى المنصورية وقد قرر المعز تعيين هذا الأخير كواليا على الجزء الشمالي من المغرب الأوسط كبادرة منه على نيته لإجراء تحالف معهم وقد تم تجديد هذا التحالف مرار وتكرار وتدعيمه بتحالفات زيجية. في سنة 1022 قام المعز بإعدامه وزيره الأعظم محمد أبو الحسن بسبب نفوذه المتعاظم ( جدير بالذكر أن هذا الوزير كان له دور كبير في استمالة المعز للمذهب السني) فقرر أخوه عبد الله حاكم طرابلس تسليم المدينة لقبائل زناتة أعداء الزيريين التاريخيين، إلا أنهم، وخوفا من هجوم المعز عليهم، عرضوا على الأمير مقترح إستسلام إلا أنه لم يجب على المقترح. ضاعت طرابلس نهائيا من أيادي الزيريين لتصبح تحت حماية الفاطميين، وبعد بضع سنوات شعر الزنتانيون بأن قوتهم أصبحت قوية بما يكفي للسيطرة على إفريقية فقاموا بغزو البلاد إلا أنهم هزموا هزيمة نكراء سنة 1036. ولكن عوض الإهتمام بتدعيم إفريقية التي أصبحت معزولة من كل الجهات، قام بإعداد أسطول بحري لإعادة الإستيلاء على صقلية لكنه فشل. مع إنحصار سلطة الزيريين وتعاظم نفوذ الفقهاء المالكيين قام هؤلاء الأخرين بتحريض السكان المحليين على القيام بمذابح في حق الشيعة في إفريقية سنة 1016 وكادت هذه المذابح أن تفتك بالعلاقة بين القاهرة والمنصورية، إلا أن الأمير المعز بن باديس رفض تحمل مسؤوليتها فقبل الفاطميون هذا التوضيح واستمرت العلاقة الودية وتبادل الهدايا بين الطرفين لكن هذا الود لن يستمر إلى ما لا نهاية إذ أنه في النهاية حصلت القطيعة. لقد إختلف المؤرخين في تاريخ حصول القطيعة لكنهم أجمعوا على أنها وقعت بين 1041 و1052, فمنهم ابن عذاري الذي قال أنه في سنة 1041 أعلن الأمير الإفريقي ولائه للخليفة العباسي بينما تقول روايات أخرى أن هذا الأمر حصل سنة 1044، 1045 و1052. بحسب ابن خلدون، فقد تسلم خليفة بغداد عبد الله القائم بأمر الله وثيقة إعتراف المعز بخلافته على إفريقية، فقام الخليفة بإرسال وثيقة التكليف بإمارة إفريقية وسائر المغرب إلى المعز وذلك تحت حماية الخليفة العباسي. بعد قراءة نص التكليف في جامع عقبة بن نافع في القيروان أمر المعز بتغيير كل الأعلام المرفوعة بأعلام سوادء، أعلام الدولة العباسية، وبحرق كل أعلام الفاطميين إضافة إلى هدم دار الإسماعيلية وبالتالي حصلت القطيعة النهائية بين الدولة الفاطمية وإمارة إفريقية بقيادة الزيريين. عينه المعز على ولاية المغرب الأوسط، واستثنى من ذلك طرابلس المغرب الادنى، وأجدابية وسرت، وعين معه زيادة الله ابن القديم على جباية الأموال، وجعل عبد الجبار الخراساني وحسين بن خلف على الخراج، وأمرهما بالانقياد ليوسف بن زيري واجه يوسف عدة ثورات واضطرابات بالمغرب الأوسط، كان منها عصيان أهل تيهرت، ثم سيطرة قبيلة زناتة على مدينة تلمسان، وقد توجه إلى تيهرت بجنوده وأعادها إلى طاعته، كما توجه إلى تلمسان وأعادها إلى حكمه في سنة (365ه / 976م). وفي سنة (373ه /984م) خرج الأمير يوسف على رأس جيوشه لاستعادة سجلماسة من أيدي بعض الثوار الذين استولوا عليها، ولكنه أصيب بمرض أودى بحياته في شهر ذي الحجة سنة (373ه / مايو 984م). أوصى الأمير يوسف بلقين قبل وفاته بالإمارة من بعده لابنه المنصور الذي كان بمدينة أشير حين بلغه خبر وفاة والده، وأقبل عليه أهل القيروان وغيرها من المدن، لتعزيته، وتهنئته بالولاية، فأحسن إليهم وقال لهم: إن أبى يوسف وجدي زيرى، كانا يأخذان الناس بالسيف، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، ولست ممن يولى بكتاب، ويعزل بكتاب، وقصد المنصور من ذلك أن الخليفة الفاطمي بمصر لا يقدر على عزله بكتاب. وقد واجهت المنصور عدة مشاكل، كانت منها غارات قبائل زناتة المستمرة على المدن المغربية في سنة (374ه / 985م)، واستيلاء زيري بن عطية الزناتى على مدينتى فاس وسجلماسة، مما دفع المنصور إلى إرسال أخيه يطوفت على رأس جيش كبير لمواجهة هذه القبائل، ودارت معركة كبيرة بين جموع الفريقين، أسفرت عن هزيمة الصنهاجيين، وعودتهم إلى أشير. ثم تصدى الأمير المنصور في سنة (376ه / 986م) لعمه أبى البهار الذي نهب مدينة تيهرت، ففر أبو البهار أمامه، ودخل المنصور المدينة، وأعاد إلى أهلها الأمن والهدوء. ثم توفي في يوم الخميس (3 من ربيع الأول سنة 386ه / مارس 996م)، ودفن بقصره. ولد باديس في سنة (374ه /985م)، وتكنى بأبى مناد، وخلف أباه على المغرب في سنة (386ه /996م)، وأتته الخلع والعهد بالولاية من الحاكم بأمر الله الفاطمي من مصر، وبايع للحاكم، وأعلن تبعية بلاده لخلافته، ثم أقطع عمه حماد بن يوسف مدينة أشير، وولاه عليها، وأعطاه خيلا وسلاحا، وجندا كثيرا. فكانت هذه هي نقطة البداية لانقسام «بني زيري» إلى أسرتين: تحكم إحداهما بالمغرب الأدنى في ليبيا وتونس، وتحكم الأخرى -أسرة بني حماد- بالمغرب الأوسط في الجزائر، متخذة من قلعة بني حماد مقرا للحكم. وانفرد بنو حماد بإقليم الجزائر، نظرا لضعف قبضة الأمير باديس على البلاد. وقد واصل باديس مطاردة زناتة، وأخبر في سنة (387ه / 997م) بأن زيرى بن عطية الزناتى قد اعتدى على مدينة أشير، فبعث إليه بجيشه لمواجهته، ولكن الجيش هزم على أيدى الزناتيين، فاضطر الأمير باديس إلى الخروج بنفسه لمواجهتهم في أشير، فلما علم الزناتيون بذلك انطلقوا إلى الصحراء، وتركوا المدينة، فدخلها باديس، وأقر الأمور بها، ثم مات في سنة (406ه / 1015م). أخذت البيعة للأمير المعز بن باديس بمدينة المحمدية، وتولى الأمر يوم وفاة أبيه وفرح الناس بتوليته لما رأوا فيه من كرم ورجاحة عقل، فضلا عن تواضعه، ورقة قلبه، وكثير عطائه، على الرغم من حداثة سنه. وقد حدثت في عهد المعز بن باديس بعض التطورات، حيث ألغى المذهب الشيعي، وخلع طاعة الفاطميين، ودعا على منابره للعباسيين، وتصالح مع أبناء عمومته الحماديين سنة (408ه / 1017م)، وواصل مطاردة قبائل زناتة جهة طرابلس، في أبناء حماد. ثم أصيب المعز بن باديس بمرض في كبده أودى بحياته في سنة (453ه / 1061م)، بعد حكم دام سبعا وأربعين سنة. ولد بالمنصورية في منتصف رجب سنة (422ه / يونيو 1031م)، ثم تولى إمرة المهدية في عهد والده المعز في سنة (445ه /1053م)، ثم خلف والده في الإمارة في سنة (453ه / 1061م)، فواجه عددا من الاضطرابات والقلاقل، حيث سيطر العرب الهلاليون على كثير من مناطق إفريقية، وثار عليه أهل تونس وخرجوا عن طاعته، فأرسل إلى تونس جيشا، حاصرها سنة وشهرين، فلما اشتد الحصار على الناس، طلبوا الصلح، وعاد جيش تميم إلى المهدية، ثم ثارت عليه مدينة سوسة فحاصرها وفتحها عنوة، وأمن أهلها على حياتهم. وقد تعرضت المهدية في عهده لهجمات الهلالية، لكنه تمكن من صدهم، ثم حاصر قابس وصفاقس، واستولى عليهما من أيدي الهلالية الذين كانوا يحتلونهما. وعمد إلى مهادنة أبناء عمومته في الجزائر، وزوج ابنته للناصر بن علناس أمير الجزائر، وأرسلها إليه في موكب عظيم، محملة بالأموال والهدايا. ثم توفي في سنة (501ه / 1107م). ولد بالمهدية في (26 من ذب الحجة سنة 457ه)، وولى الإمارة وعمره ثلاث وأربعون سنة وستة أشهر وعشرون يوما، فوزع أموالا كثيرة، وأحسن السيرة في الرعية، ثم فتح قلعة أقليبية التي استعصى على أبيه من قبل فتحها، كما جهز أسطولا كبيرا، كان دائم الإغارة على الجزر التابعة لدولة الروم في البحر الأبيض المتوسط، ومات فجأة في يوم عيد الأضحى سنة (509ه - 1115م). لم يكن الأمير على حاضرا بالمهدية -التي ولد بها- حين وفاة والده، فلما وصل إليه الخبر، حضر مسرعا، ودفن والده، وتولى الإمارة خلفا له، ثم جهز أسطولا كبيرا لمهاجمة جزيرة جربة، لأن أهلها قطعوا الطريق على التجار، وتمكن الأسطول من إخضاع الجزيرة، وأمن الأمير أهلها وعفا عنهم، ثم قضى على عصيان رافع عامله على قابس، الذي سعى إلى شق عصا الطاعة وحشد الجموع لمهاجمة المهدية. وقد توفي الأمير على في العشر الأواخر من شهر ربيع الآخر سنة (515ه / يونيو 1121م). ولى الإمارة عقب وفاة والده الأمير على، وكان عمره آنذاك اثنتي عشرة سنة، فقام صندل الخصي بإدارة شئون الحكم، إلا أنه توفي بعد فترة قصيرة، فتولى القائد أبو عزيز موفق الإشراف على أمور البلاد، وتمكن من صد الأسطول الرومي الذي هاجم بعض حصون الزيريين في سنة (517ه / 1123م)، وكذلك ألحق الأمير الحسن الهزيمة بجيش يحيى بن عبد العزيز بن حماد أمير بجاية الذي جاء لمهاجمة المهدية والاستيلاء عليها في سنة (529ه / 1135م). وفي سنة (537 - 543ه / 1142 - 1148م) حل القحط بإفريقية واستغل ملك صقلية ذلك وجهز أسطولا كبيرا، وتوجه به قاصدا المهدية، ولم يستطع الحسن الدفاع عنها، وهرب بأهله ومتاعه إلى أبناء عمومته من بني حماد، فوضعوه وأهله تحت الحراسة، ومنعوه من التصرف في شيء من أمواله، ودخل الروم مدينة المهدية دون قتال أو ممانعة، فسقط حكم بني زيري، وسقطت إمارتهم، وكان الحسن بن على آخر أمراء الدولة الزيرية. كانت الزراعة هي دعامة الحياة الاقتصادية في المنطقة، التي تمتعت بالهدوء والاستقرار في ظل الحكم «الزيرى» فيما عدا الفترة التي شهدت هجوم العرب الهلالية على البلاد، وقد ساعد تطور نظام الري على تطور الزراعة، فعرفت المنطقة زراعة القطن وقصب السكر والشعير وازدهرت زراعة التمر والعنب والموز، ولعبت تربية الأغنام دورا مهما في حياة الفلاح الزيري. وقامت الأسواق المنتشرة بالمدن الزيرية بدور مهم في تنشيط الحركة التجارية؛ حيث كانت هناك أسواق: البزازين، والجزارين، والزجاجين، وسوق الدجاج، وسوق الغزل، وغيرها من الأسواق التي ساعدت على ازدهار التجارة، وبخاصة في مدينة القيروان، فأصبحت المغرب الأوسط بلدا غنيا، وباتت قبلة تجار الشرق والغرب. ونشطت حركة التصدير والاستيراد بها، واشتهرت مدينة باجة بتصدير كميات كبيرة من القمح، كما صدر زيت الزيتون عن طريق مينائي عنابة، سكيكدة، تيزي وزو إلى بلدان المشرق، وبلاد أوربا، فأدى هذا الازدهار إلى تطور الصناعات، وعرفت المدن المغربية صناعات النسيج والجلود، والأوانى الفخارية، وغيرها من الصناعات المتنوعة. فقد شهدت الناحية الفكرية ازدهارا كبيرا وتطورا ملحوظا، وبخاصة في المدن التالية: تيفاش، تيارت، تلمسان، آشير، وهران، المدية والمسيلة بجاية، تيهرت والقيروان التي أصبحت في طليعة العواصم الإسلامية ذات الأثر في تاريخ الفكر الإسلامي، وشهدت مساجد المغرب الأوسط المناظرات الفقهية والكلامية بين الشيعة، والمالكيين من أهل السنة، وصمد علماء المذهب المالكي وفقهاؤه رغم ما لاقوه من سجن وتعذيب على أيدي الشيعة الفاطميين، وتعلق السكان بهذا المذهب، وأصبح مذهبهم الرسمي منذ ذلك الوقت. وتطورت الحركة الأدبية في عهد المعز بن باديس الذي اشتهر بتشجيع أهل الأدب والعلم، وأحسن معاملتهم، مثلما أخبر عنه ياقوت بقوله: «وكانت تلمسان والقيروان في عهده وجهة العلماء والأدباء، يشدون إليها الرحال من كل فج، لما يرونه من إقبال المعز على أهل العلم والأدب وعنايته بهم». ثم كان لاختلاط الهلاليين بسكان المغرب الأوسط أثره الكبير في تعريب جزء من هؤلاء السكان، حيث امتزج المغاربة بالعرب الهلاليين على مر الأيام، وتزاوجا، فاختلطت الدماء، وتعلم سكان البلاد الأصليون لغة الوافدين العرب، فانتشرت اللغة العربية في مناطق كثيرة من المغرب الأوسط، ومن ثم انتشرت الثقافة العربية بهذه البلاد. مدينة آشير بالجزائر (المغرب الأوسط) تقع في سفح جبل التيطري فوق سهل أو ربوة تطل على بلدية «الكاف» الأخضر بالجنوب الشرقي لولاية المدية ناحية شلالة العذاورة وتبعد عنها بمسافة 10 كم غربا على الطريق الوطني رقم 60 (شلالة العذاورة - قصر البخاري). جنوب شرق الجزائر العاصمة وتبعد عنها بحوالي 150 كلم. وتقع بمحاذاة جبل التيطري (الكاف الأخضر) الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 1400 عن مستوى سطح البحر. يرجع فضل تأسيسها إلى زيري بن مناد الصنهاجي في (324ه/936م) ووقع اختيار مكانها لوفرة المياه وإطلالها على سفوح الجبال الدائرة بها، زارها رحالة وعلماء أجلاء كما كانت الحياة العلمية فيها رائجة، جلبت لها أشهر البنائين من إفريقيا والمسيلة. كما شيدت بها القصور والإقامات والحمامات نذكر منها قصر بنت السلطان الذي ما زالت بعض أطلاله شاهدة عليه. أجريت بها حفريات من 1950 إلى 1993 كشف النقاب عن كثير من الأسرار. وهي لحد الساعة موجودة اطلالها ومحروسة لكنها دون بحث أو اهتمام من طرف المختصين. وقد بنيت هذه المدينة قبل أن تبنى المدن الثلاث الجزائر العاصمة ومليانة والمدية لان مؤسس العاصمة انطلق مناشير ليقيم العاصمة الحالية (جزائر بني مزغنة) واخوه توجه إلى بجاية ليؤسس مدينة بجاية. ماعرفت به آشير من إستراتيجية الموقع وحصانتها الطبيعية وكونها نقطة وصل بين الشرق والغرب، من إفريقيا إلى تيهرت وعلى الطريق التي تصل تلمسان بالأوراس. جعلها عاصمة إستراتيجية لكونها منطقة آهلة بالحركة لكن طبيعتها قاسية ومسالكها وعرة. بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل الأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا. يمكن ان ترى منها جبال شفه للشمال وجبل ديرة وجبل كاف آفول ومدينة الشلالة شرقا.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/زيريون
|
60f808e8bdda3b2384ebf515dcc79b74
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.661337",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الزنكية
|
الدولة الزنكية
|
الدولة الزنكية أو الإمارة الزنكية أو الدولة الأتابكية أو دولة الأتابكة، وتعرف اختصارا وفي الخطاب الشعبي باسم الزنكيون أو الأتابكة، هي إمارة إسلامية أسسها عماد الدين الزنكي في الموصل، وامتدت لاحقا لتشمل كامل الجزيرة الفراتية والشام، ثم بلغت مصر في عهد الملك العادل نور الدين محمود، الذي ضمها على يد تابعه وربيبه يوسف بن نجم الدين الأيوبي (صلاح الدين فيما بعد)، بعد وفاة آخر الخلفاء الفاطميين أبو محمد عبد الله العاضد لدين الله دون عقب. تنسب الدولة الزنكية إلى مؤسسها عماد الدين الزنكي بن آق سنقر، وأما تسميتها بالأتابكية فنسبة إلى «أتابك»، وهو لقب كان يلقب به مربو أبناء سلاطين السلاجقة، ويعني «مربي الأمير»، وهو لقب منحوت من كلمتين: «أتا» بمعنى «أب» «بك» بمعنى «أمير»، ثم أصبح هذا اللقب لقب شرف يمنحه السلاطين للمقربين من الأمراء وغيرهم. نشأت الدولة الزنكية كامتداد لدولة أخرى قوية قامت في كنف الخلافة العباسية هي دولة السلاجقة. وقد برزت الدولتان في التاريخ الإسلامي لدورهما الجهادي في مواجهة الصليبيين وتوحيد الصف الإسلامي والدفاع عن ديار الإسلام. والزنكيون ترك غز (أوغوز) كما السلاجقة، وكان قيام دولتهم إحدى النتائج الحتمية لتفكك الدولة السلجوقية إلى عدة إمارات ودول نتيجة نظام الإقطاعيات الوراثية الذي اتبعه السلاجقة وأدى إلى تمتع تلك الإقطاعيات بالاستقلال الفعلي بمجرد ضعف الإدارة المركزية السلجوقية بعد مقتل الوزير الكبير نظام الملك ووفاة السلطان ملكشاه. وأشهر الدول التي قامت على أنقاض الدولة السلجوقية: سلطنة سلاجقة كرمان، وسلطنة سلاجقة خراسان، وإمارة حلب، وإمارة دمشق، وسلطنة سلاجقة الروم، وقد اتبعت هذه الدول نظام الإقطاعيات الوراثية بدورها، ولما كانت بعض الإقطاعيات في أيدي أمراء صغار السن، أو ضعفاء الشخصية، فقد استبد أتابكتهم بالحكم، بعد أن عهد سلاطين السلاجقة إليهم بتعليم الأمراء الصغار وتدريبهم. وأشهر الأتابكة الذين استبدوا بالحكم: البوريون أتابكة دمشق، من نسل الأتابك ظاهر الدين طغتكين، والزنكيون أتابكة الموصل وحلب، من نسل آق سنقر الحاجب. وقد لعب آل زنكي دورا مهما في مرحلة بارزة من التاريخ الإسلامي، سادتها النزاعات بين العباسيين في بغداد، والفاطميين في القاهرة، وكانت سمتها النزاع بين الأمراء، وتبادل النفوذ في الشام. فقد ورث عماد الدين الزنكي مدينة حلب من أبيه آق سنقر الذي كان حاجبا تركيا لدى السلطان السلجوقي ملكشاه، فوسع سلطته وضم الموصل إليه، وأسس الدولة الزنكية التي دامت 123 سنة. رفع عماد الدين راية الجهاد ضد الصليبيين، فقاومهم وانتزع منهم كونتية الرها وبضعة معاقل مهمة أخرى وردها إلى المسلمين، ولما توفي عماد الدين انقسمت الدولة الزنكية إلى إمارتين: إمارة الموصل تحت راية سيف الدين غازي، وإمارة حلب أو الدولة النورية، تحت راية نور الدين محمود، وقد تمكن الأخير من انتزاع دمشق من الأتابكة البوريين، ووحد الشام تحت رايته، وتابع الحرب ضد الصليبيين، فاسترجع أقساما من إمارتي أنطاكية وطرابلس. وفي خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1164 و1169م، نشبت فتنة في الدولة الفاطمية، فاستنجد الوزير الفاطمي شاور بن مجير السعدي بنور الدين الزنكي لإخمادها، فوجد نور الدين في هذا فرصة لا تعوض للسيطرة على مصر وتوحيد الجبهة الإسلامية في مصر والشام ضد الصليبيين، وإعادة الوحدة المذهبية بين القطرين بعد أن استقل الفاطميون بمصر طيلة قرنين ونصف تقريبا، كانت الغلبة فيها للمذهب الشيعي الإسماعيلي. فأرسل نور الدين قائد جيوشه أسد الدين شيركوه على رأس جيش عرمرمي إلى مصر، فهزم الثائرين فيها وأعاد الأمن إلى ربوعها. وفي سنة 1169م، أسند الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله الوزارة إلى شيركوه، بعد قتل شاور بن مجير الذي حاول الغدر بالزنكيين، ولكن شيركوه مات بعد شهرين، فخلفه ابن أخيه يوسف بن نجم الدين - الذي اشتهر لاحقا بصلاح الدين - وأخذ يقوي مركزه في مصر ويثبت حكم الزنكيين فيها مستغلا ضعف الخليفة الفاطمي. وعندما رد صلاح الدين غارة قام بها الصليبيون من البحر على دمياط، قوي نفوذه في مصر، فاستجاب لطلب سيده نور الدين بقطع الخطبة للخليفة الفاطمي وإعادتها للخليفة العباسي، فقضى بذلك على الدولة الفاطمية، وأصبح الحاكم الفعلي في مصر. وتخوف نور الدين من تزايد قوة تابعه صلاح الدين، فعزم على مهاجمة مصر للقضاء عليه، ولكنه توفي فجأة في دمشق في ربيع سنة 1174م. وفي سنة 1181م مات الصالح إسماعيل، ابن نور الدين، فضم صلاح الدين دولته في حلب والموصل. وهكذا نجح في أن يجمع الممالك الزنكية في الشام والجزيرة الفراتية، بالإضافة إلى مصر وغربي شبه الجزيرة العربية، في دولة مسلمة موحدة قوية تحيط بمملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية من الشمال والشرق والجنوب، وانتقل صلاح الدين، بعد ذلك، إلى متابعة رسالة الزنكيين بمحاربة الصليبيين وطردهم من بلاد المسلمين. استمرت سيادة بقايا الزنكيين قائمة في الموصل حتى انتهت تماما بسقوط الجزيرة الفراتية بيد المغول سنة 1250م عندما خضع آخر أمرائها بدر الدين لؤلؤ لهولاكو خان للحيلولة دون تدمير المدينة وقتل أهلها. نشطت الحركة العلمية والأدبية والثقافية في عهد الزنكيين، وبالأخص في زمن الملك العادل نور الدين محمود، الذي اهتم اهتماما شديدا بالعلوم والعلماء وبالغ في الإنفاق عليهم، رغبة منه في إعادة بناء دولته بناء قويا على أساس من العلم؛ من هنا حرص على نشر العلم والتعليم بين الناس، فأمر بإنشاء عدد من مدارس الفقه في شتى مذاهبه، لتكون قبلة لطلاب العلم، إيمانا منه أنه بأن الجهاد ضد الصليبيين لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا إذا أعد الشعب بالتعليم الديني السليم من جهة، ونشرت العلوم الدنيوية والثقافة بينهم من ناحية أخرى. لهذا ترك الزنكيين ورائهم الكثير من المدارس في مختلف المدن التي دخلت ضمن نطاق دولتهم، كما تركوا الكثير من البيمارستانات والمراصد الفلكية وغيرها. كانت الإدارة البيروقراطية للدولة العباسية، والدويلات التي قامت في كنفها، قد أفسحت المجال تدريجيا أمام قيام نظام عسكري للحكم، وذلك خلال القرن الرابع الهجري الموافق للقرن العاشر الميلادي. فقد جرى اختيار حكام المدن والأقاليم من بين القادة العسكريين أو الأمراء الذين كانوا، في معظم الأحيان، من الترك. ولم يتمتع هؤلاء الحكام بسيطرة غير مقيدة تقريبا على إقطاعاتهم فحسب، بل أقاموا لأنفسهم جيوشا دائمة. وتعزز هذا الإغراء بالتأكيد على استقلالهم من خلال الطريقة التي بها اعتاد الخلفاء على تجريدهم من ممتلكاتهم، وحتى إعدامهم لمجرد الشبهة. فمجيء حاكم ضعيف لتولي الحكم أو نشوب خلاف بصدد الولاية كان يعد إيذانا بتقطيع إحدى الممالك إلى عدد من الإمارات الصغيرة حيث ينهمك الحكام بالنزاعات حتى يستتب النظام للأقوى. ولما برز السلاجقة على المسرح السياسي لم يدخلوا أي تغيير مادي على هذا النظام. فقد تألف تنظيمهم السياسي والإداري من تجمع مفكك من الممالك تحت سيطرة أفراد مختلفين من البيت السلجوقي، يتخذ كل واحد منهم لقب «ملك» ويمنح ولاءه لرأس الأسرة في فارس الذي يتخذ لقب «سلطان». نجح هذا النظام في المحافظة على وحدة السلاجقة في ظل السلاطين الثلاثة الأوائل: طغرل بك، وألب أرسلان، وملكشاه، لكن الضعف القديم أخذ يبرز من جديد بعد وفاة ملكشاه سالف الذكر في سنة 485ه الموافقة لسنة 1092م، وأدت أطماع القادة والأمراء إلى قيام حالة من الاقتتال الدائم في أنحاء مختلفة من البلاد، وبخاصة في الشام. وثمة عامل آخر أسهم في نشوء الإمارات التركية المستقلة، أو ما يعرف «الدول الأتابكية»، كمؤسسة مختصة بالسلاجقة. ففي النظرية السلجوقية للإدارة توزعت الأقاليم على أعضاء من أفراد الأسرة الحاكمة على شكل إقطاعات، وأضحى هذا النظام الإقطاعي عنصرا هاما من نظمهم السياسية والاجتماعية، ثم ألحق قائد تركي بكل واحد من هؤلاء الأمراء، كان يحمل لقب «أتابك»، ليعاونه في إدارة شؤون الحكم، ويتحمل مسؤولية تربيته العسكرية. وبما أن الأتابك كان على علاقة أبوية بالسلطان السلجوقي، فقد تمتع بسلطة تفوق سلطة القادة العاديين إلى حد كبير. وبفعل صغر سن الأمير، وافتقاره إلى الخبرة والتجربة في الشؤون العامة، قفز الأتابكة إلى الواجهة السياسية، وأضحوا أصحاب النفوذ الفعلي في إدارة الولايات التي يعهد إلى الأمراء بحكمها أو التي يعهد إليهم بحكمها من قبل السلطان. كان طبيعيا أن يحل الأتابكة محل الأمراء السلاجقة في الحكم بعد تصدع الدولة السلجوقية على أثر وفاة السلطان ملكشاه، وفي ظل انقسام الأمراء السلاجقة على أنفسهم؛ ويؤسسوا إمارات وراثية. غير أن هذا الأمر لم ينطو على قطيعة محددة مع السلاطين السلاجقة، بل على العكس من ذلك، فقد استمروا في الحفاظ على موقف من الخضوع تجاه السلاطين، وتقبل هؤلاء من جانبهم هذا التطور السياسي دونما أي احتجاج. ومن أشهر الأتابكيات التي قامت في ذلك العصر: أتابكية أرمينية، التي أسسها سقمان القطبي مملوك قطب الدين إسماعيل الحاكم السلجوقي لمدينة مرند، وذلك في سنة 493ه الموافقة لسنة 1100م، وأتابكية دمشق التي أسسها طغتكين مملوك تتش بن ألب أرسلان حاكم الشام في سنة 497ه الموافقة لسنة 1103م، وأتابكية الموصل التي أسسها عماد الدين الزنكي في سنة 521ه الموافقة لسنة 1127م، وعماد الدين المذكور هو ابن آق سنقر، الذي ينتمي إلى قبيلة «ساب يو» التركمانية، التي لم تحدد ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الزنكية
|
d4b9af069bb847c23d9e61ae02a525f5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.712321",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة السلجوقية
|
الدولة السلجوقية
|
ٱلدولة ٱلسلجوقية أو دولة بني سلجوق أو دولة السلاجقة العظام (يطلق عليها الاسم الأخير لتمييزها عن دول السلاجقة اللاحقة التي ظهرت بعد تفككها وانهيارها) هي واحدة من الدول الكبرى في تاريخ الإسلام وإقليم وسط آسيا، لعبت دورا كبيرا في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية والصراع الإسلامي البيزنطي. تأسست الدولة على يد سلالة السلاجقة، وهي سلالة تركية تنحدر من قبيلة قنق التي تنتمي بدورها إلى مجموعة أتراك الأوغوز. حكمت الدولة السلجوقية في أوج ازدهارها كافة إيران وأفغانستان ووسط آسيا وصولا إلى كاشغر في الشرق، فضلا عن العراق والشام والأناضول غربا وصولا إلى مشارف القسطنطينية. قامت الدولة منذ عام 1037م (429 ) عندما دخل مؤسسها طغرل بك مدينة مرو في وسط آسيا، وحتى عام 1157م (552 ) عند وفاة السلطان أحمد سنجر، الذي تفككت الدولة بعده إلى دولايات منفصلة حكمت أجزاء مختلفة من وسط وغربي آسيا. ينتمي السلاجقة إلى قبيلة قنق إحدى العشائر المتزعمة لقبائل الغز التركية. دخلت هذه العشيرة في الإسلام أثناء عهد زعيمها ومؤسس السلالة سلجوق بن دقاق سنة 960م. دخلوا بعدها في خدمة القراخانات حكام بلاد ماوراء النهر، وحازوا نفوذا عاليا في دولتهم. ظهرت الدولة السلجوقية عندما قاد طغرل بك حفيد سلجوق حربا مع الدولة الغزنوية في إقليم خراسان الكبرى، تمكن على إثرها من انتزاع مدينتي مرو ونيسابور في عام 1037م (429 ). انتصر طغرل في العام ذاته بمعركته الكبرى مع الغزنويين، وهي معركة داندقان، التي كسرت شوكة دولة الغزنويين وأدت إلى الظهور الحقيقي للدولة السلجوقية. استئنف طغرل تقدمه نحو الغرب بعد أن أمن خراسان فخاض حربا مع الدولة البويهية في إيران والعراق، واستغل فرصة استنجاد الخليفة العباسي القائم بأمر الله به ليسير نحو بغداد وينتزعها، وقضى بذلك على الدولة البويهية (التي كانت واحدة من القوى الكبرى في فارس لقرن ونصف) في سنة 1055 (447ه). بعد موت طغرل ورث ابن أخيه ألب أرسلان مقاليد الحكم، فتابع توسعة الدولة بخوض حرب جديدة مع الإمبراطورية البيزنطية، التي انتزع منها جورجيا وأرمينيا ومعظم الأناضول في أعقاب انتصاره الساحق عليها بمعركة ملاذكرد سنة 1071م (463 )، وتمكن من مد مساحة الدولة إلى سواحل بحر إيجة. توفي ألب أرسلان بعد معاركه مع البيزنطيين بسنوات قليلة، فتولى الحكم ابنه ملك شاه، الذي وسع الدولة بفتح أجزاء من بلاد الشام بما فيها مدينة القدس. منذ وفاة السلطان ملك شاه انتهى عصر النفوذ العسكري السلجوقي، وبدأت الدولة بالانحدار والضعف تدريجيا. فقد ظهرت في أواخر عهده جماعة الحشاشين التي سببت اضطرابات كبيرة في شمال إيران، كما وبدأت في السنوات اللاحقة الحروب الصليبية التي خسرها السلاطنة السلجوقيون بعد عدة معارك تكبدوا فيها هزائم شديدة، وخسروا للصليبيين أجزاء واسعة من دولتهم بما فيها الكثير من مدن الأناضول وبلاد الشام. انتهت دولة السلاجقة العظام في سنة 1153م (548 ) عندما ثار الأتراك الأوغوز على السلطان السلجوقي أحمد سنجر وزجوا به في السجن. تفككت الدولة وانهارت بعد ذلك، إلا أن فروعا مختلفة من سلالة السلاجقة تمكنت من البقاء بعدها وحكمت أجزاء كبيرة من البلاد الإسلامية، ومن أبرزهم سلاجقة الروم في الأناضول وسلاجقة كرمان في فارس وسلاجقة العراق وسلاجقة دمشق وحلب في الشام. ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد، ونصروا أهل السنة والجماعة بعد أن أوشكت دولة الخلافة على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ الفاطمي في مصر والشام. فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماما وتصدوا للخلافة العبيدية(الفاطمية)، فقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطرا على بغداد والخليفة العباسي. يعود أصل السلاجقة الأتراك إلى قبيلة "قنق" ، وهي إحدى قبائل الغز الثلاثة والعشرين الذين يشكلون فرعا من الأتراك. ولقد بدأت هذه القبائل منذ النصف الثاني من القرن السادس الميلادي سلسلة من الهجرات الكبيرة إلى أرض الأناضول لأسباب متعددة، ربما تكون قلة الغذاء والأراضي بشكل رئيسي. لكن أثناء الهجرة استقرت القبيلة لفترة من الزمن في جرجان وطبرستان وعمل أفرادها هناك في خدمة ملك تركي يدعى «بيغو»، وكان منهم سلجوق بن دقاق الذي كان من كبارهم وحصل على رتبة «سباشي» أو «قائد الجيش» عند الملك التركي. لكن بسبب قوة سلجوق وتبعية أفراد القبيلة الكبيرة له وطاعتهم لأوامره، فقد بدأ بيغو يقلق حول سيطرته على الجيش التركي وخشي من سلجوق، حتى أنه بدأ يدبر لقتله، وعندما علم سلجوق بالأمر جمع قبيلته ورحل إلى مدينة خجندة قرب نهر سيحون في حيث كان الحكم الإسلامي سائدا في المنطقة، وهناك أعلن إسلامه وأخذ يحارب الأتراك الوثنيين في منطقة تركستان. وبحلول القرن الخامس الهجري كانت قوة السلاجقة قد تعالت وأصبحوا دولة قوية، مما بدأ يثير قلق السلطان محمود الغزنوي حاكم الدولة الغزنوية في بلاد الهند وفارس. وبسبب هذا قام محمود بشن حملة على السلاجقة عام 415 ، انتهت بالقبض على سلطانهم أرسلان بيغو وعدد كبير من أتباعه، وأرسل أرسلان إلى سجن قضى فيه أربع سنوات ثم مات. لكن في عام 419 ثار السلاجقة وخرجوا عن سيطرة محمود، فأرسل إليهم بعض الجنود لكنهم هزموا وتابع السلاجقة سيرهم عبر بلاد ما وراء النهر، فدمروا ونهبوا العديد من المدن، فأرسل إليهم محمود الغزنوي أمير طوس الذي أستمر بملاحقتهم سنتين في تلك البلاد. لكن في عام 421 توفي محمود دون أن يقضي على السلاجقة، فسار ابنه مسعود بن محمود إليهم حيث طلبوا الصلح، وبهذا توقف النزاع بين الطرفين لفترة قصيرة. وما إن سار مسعود إلى الهند لقمع تمرد آخر ثار السلاجقة مجددا، فأرسل إليهم جيشا التقوا معه في نيسابور وهزمهم، ولذلك انسحبوا إلى الري فنشبت بينهم وبين مسعود آخر معركة واستطاع أن يهزمهم ويخضعهم. ولكن كل الحروب المذكورة سابقا قادها أتباع أرسلان بيغو الذي قبض عليه محمود الغزنوي على أيامه، لكنهم هزموا بعد حربهم مع مسعود، في حين أتى مكانهم طغرل بك بن ميكائيل - ابن أخي أرسلان - الذي قاد حروب السلاجقة بعد ذلك وقام بتأسيس الدولة السلجوقية. لكن في هذا الوقت وبعد هزيمة أتباع أرسلان كان يريد «علي تكين» أن يصبح هو قائد السلاجقة، فاستدعى «يوسف بن موسى بن سلجوق» (ابن عم طغرل) وأكرمه كثيرا وحاول استمالته إلى طرفه لكي يساعده ضد طغرل، لكن عندما علم يوسف بذلك رفض ولم يقبل بمعاونته، وبعد أن يأس علي تكين من استمالته قام بقتله. وقد كبر قتل يوسف على طغرل، فجمع عشائره ولبسوا ثياب الحداد وجمع ما استطاع من الترك للثأر، وجمع علي تكين جيوشه أيضا، ثم التحم الجيشان وهزم جيش علي. وبعد ذلك استمر طغرل بملاحقته، فجمع علي كل جيوشه وكل من استطاع من الأتراك والتقى مع جيوش طغرل في معركة ضخمة عام 421 هزم فيها طغرل وقتل الكثير من جنده. بسبب هذه الهزيمة لم يعد طغرل قويا كفاية، فراسل مسعودا بن محمود لما كان ذاك في طبرستان طلبا للصلح، فاستغل مسعود هذه الفرصة وقبض على رسل السلاجقة كي لا يعودوا بأخبار إلى طغرل ثم جمع جيشا جرارا وسار إليهم وفاجأهم فألحق بهم هزيمة كبيرة. لكن بعد انتهاء المعركة بدأ جنود مسعود يتصارعون فيما بينهم على الغنائم، وصدف في الوقت نفسه أن داودا (معاون طغرل) كان يقول لجنود السلاجقة أن تلك فرصة للإيقاع بجنود مسعود بعد أن انشغلوا بالغنائم والنصر وأحسوا بالأمان ففقدوا تيقظهم، فهاجم السلاجقة مجددا وانتصروا. وخلال هذه المعركة كان مسعود في نيسابور ووصلته أخبار الحرب، فبدأ يخاف منهم وعرض عليهم أن يعطيهم أراضي من دولته لكي يكفوا عن محاربته، لكنهم رفضوا عرضه، فبدأ يرسل إليهم الجيوش لكنهم هزموا الواحد تلو الآخر. استمر مسعود بتجاهل السلاجقة لفترة بعد أن يأس منهم، ثم قرر في النهاية أن يعود إلى محاربتهم وجمع جيشا ضخما، لكن قائد الجيش (وهو حاجب مسعود) كان جبانا فأغار قليلا على مرو ثم سار مجددا وعاد إليها بعد ذلك فأصاب جنوده التعب واستطاع طغرل هزيمته في سنة 428 ، وبعد هذه المعركة سيطر السلاجقة على خراسان. ولقد استمرت الحرب في السنوات اللاحقة بين الطرفين وبدأ طغرل يغلب، فقلق مسعود وجمع جيشا جرارا واتجه إلى خراسان في العام نفسه والتقى مع الأتراك السلاجقة في معركة حاسمة تعرف بمعركة داندقان هزم فيها مسعود، وحكمت هذه المعركة ببداية حكم السلاجقة ونهاية قوة الغزنويين، وبعدها توقف مسعود عن المقاومة وأسس السلاجقة إحدى أقوى دول المشرق، ولهذا يعد عام 429 هو عام تأسيس الدولة السلجوقية الحقيقي. قرر السلاجقة من أبناء سلجوق الاتحاد معا تحت زعامة طغرل بك مع مساعدة أخيه داود وعمه موسى بن سلجوق بعد سيطرتهم على الحكم في أرض خراسان خلال عامي 431 و432 ، فكان هذا هو قيام الدولة السلجوقية. حتى أنه يقال أن طغرلا أعطى لأخيه سهما وقال: «اكسره»، فكسره، ثم أعطى له سهمين وثلاثة سهام فكسرهم أيضا، وعندما وصل للأربعة سهام عجز عن كسرها، فقال له طغرل: «إن مثلنا مثل ذلك» (يقصد أنهم ضعيفون عندما يتفرقون). بدأ طغرل بك بعد قيام دولة السلاجقة بتوسيعها نحو المغرب، ففي عام 433 فتح جرجان وباقي طبرستان فخطب له في كافة أنحائها، ثم سار في عام 434 فحاصر خوارزم وفتحها ثم تابع السير واستولى على طبس ومكران وأطراف كرمان والري، ثم تابع التحرك في العام نفسه فأخذ همدان واتجه شمالا إلى دهستان ثم عاد وعين أمراء على طبرستان وهمذان وحاول إرسال جيش لأخذ كرمان لكنه هزم. بعد ذلك توقف طغرل قليلا عن غزواته، فعاد البويهيون عام 436 واستعادوا همذان، ولذا فقد أرسل طغرل إبراهيما بن ينال إلى فارس عام 437 فاستعاد همذان وغزا بلاد الجبل (غرب إيران والعراق حاليا) وأخذ عدة مدن منها ونهب الكثير، وفي العام نفسه أيضا جاء وباء كبير على الخيل في فارس فهلك 12,000 من خيل البويهيين على حد قول المؤرخين. في العام التالي عاد طغرل بك إلى غزواته فسار بنفسه مع جيشه إلى أصبهان وحاصرها على أمل الاستيلاء عليها، لكنه فشل فتصالح مع أميرها على أن يعطيه مبلغا من المال وعلى أن يخطب له في أصبهان وما حولها. وفي عام 446 فتح أذربيجان، ثم قرر أخيرا عام 447 السير إلى العراق لطرد البويهيين منها. وقد كانت هناك علاقات قوية بين طغرل والخليفة العباسي قبل هذا المسير، فقد بدأ طغرل مراسلة الخليفة منذ عام 433 ، ونال منه الاعتراف بالدولة السلجوقية في العام نفسه، واستمرت علاقاتهما بالتحسن بعد ذلك. بدأت الدولة البويهية بالتفكك والانحطاط منذ أواخر القرن الرابع الهجري، عندما انشق شرف الدولة عن صمصام الدولة (الذي كان حاكم البويهيين)، وأخذ منه جزءا كبيرا من فارس وبلاد المشرق، ثم خلفه بعد موته بهاء الدولة الذي تابع الصراع مع صمصام الدولة حتى قتله، ثم نشب صراع بين أبناء بهاء الدولة بدورهم واستمرت أوضاع البيت البويهي بالتدهور. وقد كان هذا النزاع الداخلي في الدولة البويهية لصالح السلاجقة، والذين راسلهم الخليفة القائم بأمر الله مستنجدا عام 447 بعد أن سيطر البساسيري (أكثر الرجال نفوذا في الدولة البويهية والعباسية آنذاك) على الدولة وأصبح يهدد وجود الخلاف العباسية، فسار طغرل بك إلى بغداد في العام نفسه، وأمر الخليفة العباسي بأن يخطب لطغرل فيها قبل ثلاثة أيام من وصوله، ثم فتح طغرل بغداد في رمضان عام 447 ، وهرب منها البساسيري والملك الرحيم (آخر ملوك البويهيين) الذين قبض عليهما لاحقا. وقد أحسن لسلاجقة معاملة الخلفاء العباسيين وأقروا المذهب السني في البلاد على عكس البويهيين. هرب البساسيري من بغداد عند وصول السلاجقة، لذا فأسرع طغرل بك بإرسال جيش إلى نواحي الكوفة لمنعه من الوصول إلى بلاد الشام، ثم سار بنفسه مع باقي الجيش في التاسع والعشرين من رمضان سعيا وراءه. وفي هذه الأثناء كان البساسيري يعد العدة في واسط لقتال طغرل واستعادة بغداد، لكن جيوش طغرل وصلت إليه والتحمت مع جنوده، فهزم جنوده وهرب البساسيري وحده على فرس، ثم طاردته مجموعة من الغلمان وقتلوه وطيف برأسه في أرجاء بغداد. بعد فتح طغرل بك للعراق توقف عن الحرب، وقضى معظم السنوات الباقية من عمره في بغداد، وتزوج هناك من ابنة الخليفة القائم بأمر الله. ثم في الثامن من رمضان عام 455 (1063 ) توفي وعمره سبعون عاما في مدينة الري. لم ينجب طغرل أولادا، ولذا فقد أوصى بأن يحكم من بعده ابن أخيه «سليمان بن داود»، لكن العامة فضلوا ألب أرسلان حاكما لهم فعينه وزير طغرل - عميد الملك الكندري - حاكما للسلاجقة مع أنه كان يود العمل بالوصية. ومع ذلك فعندما تولى ألب أرسلان الحكم عزل عميد الملك ثم قتله، وعين مكانه نظام الملك الذي كان وزيره قبل أن يحكم بزمن طويل، والذي يعد أيضا من أشهر الوزراء في التاريخ الإسلامي. أسرع ألب أرسلان بتوطيد الحكم في الدولة السلجوقية بعد أن استلمه، فانشغل خلال عامه الأول بمحاربة عدة فتن ظهرت في البلاد. وما إن انتهى من تلك الفتن تحرك في عام 456 متجها إلى أرمينيا لمحاربة الروم، وعندما وصل إلى أذربيجان التقى بجماعة من المحاربين يقاتلون نصارى المنطقة، فالتحقوا به وعرضوا عليه أن يساعدوه كدليل في تلك البلاد. استمر ألب أرسلان بالسير مع هؤلاء المحاربين حتى وصلوا نقجوان، وهناك توقف لجمع الجنود والسفن استعدادا للغزو، وبعد أن جهز قواته أرسل الجيوش مع ابنه ملك شاه ووزيره نظام الملك. وقد وصل ملك شاه أثناء سيره إلى قلعة للروم ففتحها، ثم وصل إلى «قلعة سرمباري» ففتحها أيضا هي وقلعة أخرى بجانبها أراد تخريبها لكن نظام الملك نهاه عن ذلك، وقد سلما جميع القلاع إلى أمير نقجوان. استمر ملك شاه بالغزو بعد ذلك حتى استدعاه والده، فأخذ الجيوش وسار لفتح المزيد من المدن. وبعد عدة غزوات وصل ألب أرسلان إلى «مدينة آني»، وهي مدينة حصينة حولها نهران، ويطوقها خندق وراءه سور مرتفع من بقية الجهات، فحاصرها وحاول فتحها لكنه فشل، وبدأ جنوده ييأسون من فتح المدينة. فقرر أرسلان بناء برج خشبي كبير، ملأه بالجنود والرماة ووضع فوقه المنجنيقات، فاستطاعوا هدم السور واقتحام المدينة وهزموا الروم، وملك ألب أرسلان المدينة وعاد من غزوته بعد أن فتح معظم جورجيا وأرمينيا وأغلب الأراضي الواقعة بين بحيرتي أوان وأرومية. شرع ألب أرسلا في عام 462 بغزو بلاد الشام، فأجبر حاكم الدولة المرداسية - محمود بن صالح بن مرداس - في حلب على الخطبة للخليفة العباسي، وبعث بجيش إلى جنوب الشام فتح الرملة وبيت المقدس الذين كانا تحت سيطرة الدولة الفاطمية. وفي عام 463 سار ألب أرسلان إلى إلى الرها، فقام بردم الخنادق حولها وبحفر الفجوات في أسوارها وبقصفها بالمنجنيقات لمدة شهر لكنه باء بالفشل، فتركها وسار إلى حلب ومعه 4 آلاف جندي. أرسل ألب أرسلان برسول إلى أمير حلب يدعوه إلى طاعة السلاجقة وفتح بوابات المدينة لهم، لكنه استكبر ذلك فبدأ بجمع الجنود وبتجهيز المدينة لمقاومة الحصار. فأتى أرسلان إلى حلب عام 463 وحاصر الأمير محمود بن صالح (والذي لم يتوقع هذا بسبب إعلانه الطاعة للخليفة والسلاجقة)، لكن بعد مضي شهرين على الحصار عجز ألب أرسلان عن السيطرة على المدينة وبدأ يخشى من تخطيط الإمبراطور البيزنطي لغزو خراسان وأيضا على سمعته من فشله في حصار مدينتين، فعين قائدا مكانه للتفرغ للحصار وسار إلى خراسان لمقاتلة البيزنطيين. لكن عندما علم محمود بهذا أسرع إلى أرسلان وطلب التوصل إلى صلح، فاشترط أرسلان أن يعلن الطاعة والتبعية للعباسيين والسلاجقة وأن يذهب في اليوم إلى معسكره لإعلان ذلك، وهذا ما حدث فأصبحت حلب إمارة سلجوقية. بعد هذا سار ألب أرسلان إلى المشرق لمحاربة البيزنطيين، وترك الجيوش مع بعض القادة وسمح لهم بالمحاربة في بلاد الشام، ففتحوا جبيل ودمشق والرملة وبيت المقدس وطبرية وحاصروا يافا، وكان ذلك بين عامي 463 و465 (ملاحظة: لحروب ألب أرسلان مع البيزنطيين انظر أدناه فقرة «الحرب مع البيزنطيين»). في عام 465 توفي ألب أرسلان في أرض ما وراء النهر أثناء الحرب وعمره 40 سنة، وأوصى بالحكم بعده لابنه ملك شاه، فنصب سلطانا للدولة السلجوقية في العام نفسه. لكن ما إن تولى ملك شاه السلطنة حتى انقلب عليه عمه «قاروت بك»، فأسرع ملك شاه إليه وقابله بالقرب من همدان وهناك اقتتلا فانهزم عمه واستقر الحكم لابن أرسلان. وكانت الدولة في عهده قد اتسعت اتساعا عظيما، فامتدت من كاشغر في أقصى المشرق (حيث توقفت الفتوح الإسلامية) إلى بيت المقدس في الغرب، وبهذا فقد كانت تشمل كامل الجزء الإسلامي من قارة آسيا عدا الجزيرة العربية ودول جنوب شرق آسيا. يقال عن ملك شاه أنه كان من أفضل السلاطين سيرة، وأن القوافل كانت تعبر من أقصى المشرق إلى لشام في عهده آمنة دون التعرض إلى هجوم أو أذى. أرسل ملك شاه خلال عهده جيوشا مرتين متتاليتين لحصار مدينة حلب والاستيلاء عليها، لكنه فشل، فتحركت جيوشه (التي يقودها أخوه «تاج الدولة تتش») جنوبا وفتحت حماة. ودمشق وأظهر حاكم حمص الطاعة لها فتركوه حاكما. لكن في عام 472 تغيرت مجريات الأحداث عندما راسل أهل حلب «مسلم بن قرواش العقيلي» لكي يخلصهم من محمود المرداسي، فأتى إلى حلب واستولى عليها وأسقط بهذا الدولة المرداسية مقيما مكانها الدولة العقيلية، وقد راسل السلطان السلجوقي وأعلن له الولاء وعرض إرسال مبلغ من المال كل شهر مقابل إبقائه حاكما لحلب فوافق ملك شاه. لكن لاحقا نشأ نزاع بين تتش (الذي ولاه ملك شاه على بلاد الشام) ومسلم بن قرواش (الذي أظهر الطاعة للسلاجقة أيضا)، وقد قتل مسلم في النزاع وتابع من بعده ابنه، لكن تتش نجح بانتزاع حلب منه فقرر ابن مسلم تسليم حلب إلى ملك شاه واستدعاه لذلك، فجاء ملك شاه من المشرق وتسلم حلب (التي تركها تتش وعاد إلى دمشق)، وسيطر ملك شاه أيضا خلال هذه الحملة على اللاذقية وبضعة مدن أخرى. في أواخر القرن الخامس الهجري ظهرت حركة جديدة في المشرق هي جماعة الحشاشين، والذين استولوا على قلعة ألموت عام 483 ، فحاول ملك شاه أن يرسل إليهم دعاة يعدينهم إلى المذهب السني لكنه فشل، فأرسل في عام 485 جيشا ليحاصر القلعة لكنه هزم مجددا، فقرر السلطان السلجوقي أن يتجاهل هذه الحركة بالرغم من تحذيرات وزيره نظام الملك الكثيرة له. وعلى أي حال فلم يملك ملك شاه وقتا طويلا لمقاومة هذه الحركة، لأنه توفي عام 485 تاركا دولة يتنازعها أولاده فيما بينهم. كان مسير طغرل بك إلى أذربيجان عام 446 من أولى غزوات السلاجقة في بلاد البيزنطيين. عندما وصل طغرل إلى مدينة تبريز أطاعه حاكمها وخطب له وقدم له الهدايا، فتركه حاكما لها وتابع سيره إلى أرمينيا، فوصل إلى ملاذكر فحاصرها ونهب ما حولها، لكنها كانت مدينة حصينة فطال حصارها حتى حل الشتاء، فعاد إلى الري وكان يريد متابعة الحصار بعد انتهاء الشتاء، لكنه اضطر عام 447 للعودة إلى العراق وفتح بغداد فلم يتابع غزوته، ويقال أن طغرلا نهب وقتل مقدارا عظيما من الروم خلال غزوته هذه. في عام 449 نهب السلاجقة ملطية وهزموا قربها القائد البيزنطي «فيلاريتوس»، بينما غزا جيش آخر لهم مدينة قونية والإمبراطور البيزنطي عاجز عن ردعهم. وقد قام ألب أرسلان أيضا بحملة على أذربيجان وأرمينيا سنة 456 . لكن في عام 462 سار الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجين جنوبا إلى الشام بعد أن أدرك بتهديد السلاجقة لإمبراطوريته، فاستولى على مدينة منبج ونهبها وقتل الكثير من سكانها، وهزم صالح بن مرداس وجيوش العرب التي معه. ثم أقام في «أرتح» شرق أنطاكية، لكن اضطر بعد ذلك بسبب الجوع وقلة الغذاء المتوفر للجيش إلى أن يعود إلى أرمينيا في بلاده. لم يكتفي الإمبراطور البيزنطي - رومانوس الرابع - بحملته السابقة التي اضطر لإيقافها قبل أن ينتهي من غزوه، ولذا فقد سار عام 463 مع جمع عظيم من الروم البيزنطيين والفرنج والروس والكرج يقال أن عددهم وصل إلى مئتي ألف، فوصل إلى منطقة قرب مدينة ملاذكر. وفي هذه الأثناء كان السلطان السلجوقي ألب أرسلان يقيم في أذربيجان، ووصل إليه نبأ الجيش البيزنطي الضخم الذي يتوجه إلى دولته، فحاول جمع عدد من الجنود بسرعة لكنه لم يستطع، فسار على عجلة من أمره مع ما يملك من عساكر (والذين بلغ عددهم 15 ألفا) باتجاه ملاذكر وأرسل زوجته مع وزيره نظام الملك إلى همذان. وعندما اقترب ألب أرسلان من موقع المعركة أرسل فرقة من الجنود تتقدم الجيش، فالتقت مع فرقة مقدمة جيش البيزنطيين التي بلغ عدد جنودها 10 آلاف، فتقاتلتا وانتصرت فرقة السلاجقة. وعندما التقى الجيشان أرسل أرسلان إلى ملك البيزنطيين يطلب منه المهادنة، لكنه رد بأنه «لا مهادنة إلا بالري»، فانتظر السلطان حتى جاء يوم الجمعة عندما يدعو الخطباء بالنصر على المنابر وبدأ القتال. واستطاع السلاجقة محاصرة جيش البيزنطيين وهزمهم، وكانت من أعظم المعارك في تاريخ دولة السلاجقة، وقد سميت بمعركة ملاذكرد. وأدى هذا النصر إلى اكتساح السلاجقة لمعظم باقي الأناضول، وإلى هزيمة البيزنطيين وعجزهم عن مقاومة المد السلجوقي بعد ذلك، وقد ترتب عليه صلح وضعه ألب أرسلان تتوقف الحرب بموجبه لخمسين عاما ويطلق جميع أسرى المسلمين في بلاد الروم ويمد البيزنطيون جيوش السلاجقة بالجنود متى احتاجوا ذلك. وبعد هذه المعركة اجتاح السلاجقة تركيا حتى قاربوا حدود القسطنطينية، فارتعد الإمبراطور البيزنطي وطلب العون من البابا المسيحي، ولاحقا قام هذا الإمبراطور بدعم الحملة الصليبية الأولى لحماية إمبراطوريته. وربما كانت أهم نتائج تلك المعركة استقرار السلاجقة في أرض الأناضول وتأسيسهم لسلطنة سلاجقة الروم. في عام 490 (1097 ) اجتمعت أربع جيوش أوروبية في الأناضول بهدف غزو الشرق الأدنى وأخذه من المسلمين، وقد دعمهم الإمبراطور البيزنطي بالمؤن والمساعدات وبعض المدد العسكري حتى لكي يطردوا السلاجقة من المنطقة، وأجبر ثلاثة من قادة الجيوش الأربعة على حلف اليمين له بأن يعطوه جميع الأراضي التي يستعيدونها من السلاجقة لأنها كانت تابعة له في السابق. بعد ذلك سارت الجيوش التي قدر عدد جندها بزهاء 300 ألف جنوبا وحاصرت مدينة نيقية (عاصمة سلاجقة الروم وأهم مدنهم)، فاستنجد أهلها بالسلطان السلجوقي قلج أرسلان الذي كان يحاصر ملطية، فتركها وسار بسرعة لإنقاذ المدينة، لكنه اصطدم بجيش صليبي متأخر عن بقية الجيوش أثناء طريقه واقتتلا في معركة شديدة، ووصل المدد إلى الصليبيين من الجيوش التي كانت تحاصر نيقية فانهزم السلاجقة وانسحبوا. اضطر قلج أرسلان للاستسلام لمصير نيقية بعد هذه المعركة، فتركها وسار بعيدا عنها، وسقطت في أيدي الصليبيين بعد مدة قصيرة، وقد توجه بعد ذلك إلى الدانشمنديين (دويلة أخرى انفصلت عن السلاجقة كانت في نزاع مع سلاجقة الروم) وعقد الصلح معهم مؤقتا للتعاون على مقاومة الصليبيين الذين يهددون كليهما، فاجتمعت قوى الأتراك في الأناضول وسارت معا إلى سهول ضورليم لمقاومة الصليبيين وصدهم. في البداية لم يتقدم إلى السهول للقتال سوى جيش واحد من جيوش الصليبيين، ولذا فقد ظن المسلمون أنه هو كامل قوات الصليبيين الموجودة في المنطقة، فبدؤوا القتال وأملوا النصر واقتربوا منه، لكن فجأة ظهر جيشان صليبيان آخران (كانت قد وصلتهم أخبار المعركة في اليوم السابق) والتحما في المعركة فقلبا مجريات الأمور وانهزم المسلمون وخسروا المعركة، وهرب قلج أرسلان تاركا وراءه الكثير من الغنائم للصلبيين، وبعد هذه المعركة توقف عن قتالهم المباشر واستمر بالانسحاب وإخلاء المدن في المنطقة، فاكتسحها الصليبيون بكل سهولة معيدين أراض ضخمة إلى الإمبراطورية البيزنطية، وكانت هذه الموقعة التي حسمت الصراع السلجوقي-الصليبي في الأناضول هي معركة دوريليوم. سار الصليبيون بعد هذه المعركة باتجاه الشام (وهي الجزء الأهم من غزوتهم)، فاستغرقت رحلتهم أربعة شهور عبر الأناضول ثم قرب الشام، عانوا خلالها من الحرارة والجوع وقلة المؤن، وعندما وصلوا أخيرا إلى أرض الشام غزوا مدينة قونية وملكوها (والتي كان السلاجقة قد جعلوها عاصمتهم الجديدة بعد سقوط نيقية) ثم هرقلة ثم اتجهوا إلى أنطاكية التي أصبحت هدفهم الجديد، وملكوا في طريقهم قيصرية وطرسوس وأضنة (بمساعدة من الأرمن المسيحيين في هذه المدن الذين رحبوا بقدوم الصليبيين) وهزموا عدة جيوش صغيرة للسلاجقة، واجتاحوا الرها أيضا وأسسوا فيها إمارتهم الأولى، وقد هاجم قائد صليبي أثناء المسيرة مدينة سميساط وطرد منها الحامية التركية بمساعدة سكانها الأرمن، لكن سرعان ما عادت الحامية وباغتتهم فقتلت من الأرمن زهاء الألف رجل وبعض فرسان الصليبيين، ومع هذا فقد استعادوا المدينة لاحقا وطرد منها الأتراك وقتل قائدهم. وفي الأثناء التي دارت فيها هذه المناوشات بين فرق من الجيش الصليبي، كان الجيش الصليبي قد وصل أنطاكية بعد مسيرة أربعة شهور، فحاصرها لكنها كانت منيعة وذات أسوار عالية فطال حصارها وصمدت، مما تسبب بانخفاض معنويات الصليبيين وحماسهم، لكن القساوسة المسيحيين نجحوا برفع معنويات الجنود من جديد، ومع استمرار إمدادات الصليبيين ومؤنهم فقد أطالوا الحصار وأنهكوا المدينة، وفي النهاية استطاعوا اقتحامها عام 491 ونهبوها وخربوها وقتلوا الكثير من أهلها، وبذلك سقطت أنطاكية (إحدى أقوى مدن المشرق) في أيدي الصليبيين. ولاحقا حاول المسلمون حصار أنطاكية واستعادتها لكنهم فشلوا، وسرعان ما سقطت القدس أيضا، فأسس الصليبيون بهذا ثلاث إمارات ومملكة واحدة في الشرق الأدنى (علاوة على اجتياحاتهم الضخمة في الأناضول)، وهي: إمارة الرها وأنطاكية وطرابلس إضافة إلى مملكة بيت المقدس. بعد تأسيس الصليبيين لدويلاتهم الأربع، حشد «كمشتكين بن دانشمند» (الحاكم الداشمندي) بمعونة أمير سلاجقة الروم جيشا جديدا لملاقاة الصليبيين وسار به إلى أمير أنطاكية المدعو «بوهيموند» الذي كان يغزو أحد الحصون، وعندما علم بوهيموند بالأمر عاد بسرعة إلى أنطاكية وجمع جيشا ضخم لقتال الأتراك، وسار به إليهم فاقتتلا في معركة شديدة عام 493 هزم فيها الصليبيون واستطاع الأتراك أسر الأمير الأنطاكي بوهيموند وقتل الكثير من جنوده. وبعد بضعة شهور من ذلك انطلقت الحملة الصليبية لعام 1101، وكانت هي الأخرى مؤلفة من أربعة جيوش تحركت في ثلاثة أقسام، كان أحدها يضم جيشين من الجيوش الأربع والذين يتألفان بشكل أساسي من اللومبارديين، وقد أصر جنود هذا الجيش على السير شرقا لتحرير بوهيموند من الأتراك قبل متابعة السير إلى الجنوب، ومع أن القسم الآخر من الجيش حاول إقناع اللومبارديين بعدم فعل ذلك إلا أنهم أصروا وكادوا يعلنون العصيان فسار الجيش إلى الشرق حتى وصل أنقرة وملكها، فأسرع الأتراك من سلاجقة ودانشمنديين بالاتحاد معا والسير إلى الصليبيين، ودخلوا معهم في عدد من المناوشات بغيت إرهاقهم واستنزاف قواهم، ثم راسلوا أمير حلب («رضوان السلجوقي») الذي كانوا في خلاف معه سابقا واستدعوه فأتاهم مع جيشه بسرعة قاطعا مئات الكيلومترات. والتحم الجيشان قرب أماسيا عام 494 واستمرت المعركة لمدة يوم استطاع فيه الأتراك أن يهزموا الصليبيين وأن يقتلوا الآلاف منهم، فلم ينجو منهم في النهاية إلا 3 آلاف جندي لاذوا بالفرار إلى القسطنطينية، ويقال أن حوالي 30 ألفا منهم قتلوا في المعركة، مما أدى إلى إبادة جيشين من الجيوش الصليبية الأربع بالكامل تقريبا. وبعد أن تحمس الأتراك من نصرهم هذا ساروا إلى منطقة بين نيقية وهرقلة حيث كان القسم الثاني من جيش الصليبيين، فحاصروه وهزموه وقتلوا معظمه بينما هرب القائد بالكاد مع بعض الفرسان إلى أنطاكية، وبعد هذا ساروا إلى آخر أقسام الجيوش الصليبية والذي كان قد عبر القسطنطينية قبل مدة ليست بالطويلة، فحاصروه هو الآخر وأبادوه قاضيين بهذا على كافة جيوش تلك الحملة الصليبية، وربما كان هذا أعظم نصر للسلاجقة والأتراك في الحروب الصليبية. لم يتوقف السلاجقة عند ذلك، فما إن استتب السلام في الإمبراطورية السلجوقية وانتهت النزاعات الداخلية فيها، اتجه محمد بن بركيارق إلى الجهاد، فوجه الأوامر إلى مودود أمير الموصل وسقمان أمير أرمينيا بالسير بحملة عسكرية كبيرة إلى الصليبيين مباشرة بعد سقوط طرابلس، فاتجهت الحملة إلى الرها وحاصرتها، لكن سرعان ما جاء المدد من بقية الدويلات الصليبية فرفعوا الحصار واتجهوا إلى حران، ثم التقوا لاحقا مع المدد الصليبي قرب نهر الفرات وهزموا قوات الصليبيين وظفروا بهم، وبعد ذلك عادت قوات السلاجقة إلى أراضي الدولة دون غزو الرها، فعادت قوات الصليبيين أيضا إلى دويلاتها. لكن بعد مدة قرر الصليبيون أن يغزو العراق من أجل الوصول إلى بغداد، فبدؤوا بتوسيع أراضيهم بحصار حصن حران، فهب أمير الموصل ومعه سقمان مجددا واشتبكا مع الصليبيين في معركة وهزموهم، وبعد ذلك أعادوا حصار الرها لكنهم فشلوا وانسحبوا، وقد استطاعوا أيضا استعادة بضعة مدن في أنطاكية. واستمرت الحروب طويلا بعد ذلك بين السلاجقة والصليبيين، ومع أن السلاجقة أفلحوا باستعادة العديد من المدن وبمنع استيلاء الصليبيين على العديد غيرها، لكنهم لم يستطيعوا إسقاط أي من الدويلات الأربع التي أسسها الأوربيون في المشرق. انتهى عهد قوة الدولة السلجوقية ونفوذها الواسع بموت السلطان ملك شاه عام 485 ، والذي كان ثالث سلاطين السلاجقة، ومع أن دولتهم عاشت لأكثر من قرن بعد ذلك إلا أنها كانت متفككة وضعيفة، فسرعان ما بدأت الدولة تنقسم وتتفكك إلى دويلات عدة، فظهرت دول شبه مستقلة عنهم هي بشكل رئيسي سلاجقة العراق والروم والشام وكرمان وخراسان وهم فروع من البيت السلجوقي أسست لها دولا خاصة في المناطق التي كانت تحكمها، وهذا أدى إلى ضعف الدولة وانكسار شوكتها، فضلا عن النزاع الذي نشب بين هذه الدول بهدف توسيع النفوذ، فأضعف الدولة أكثر وشغلها عن مقاومة الغزو الخارجي. بدأت النزاعات الداخلية في دولة السلاجقة عند وفاة ملك شاه، فخلف ولدين هما بركيارق وأخ أصغر اسمه محمد، وكان الأول في الثالثة عشرة والثاني في الرابعة، لكن أم محمد راسلت الخليفة العباسي وأجبرته على الاعتراف بابنها وإقامة الخطبة له فنصب سلطانا في عام 485 ، وعين أمير لإدارة شؤون الدولة بدلا من السلطان الصغير، بينما زج الأخ الأكبر بركيارق في السجن. لكن بسبب تأييد نظام الملك قبل موته في نفس العام لبركيارق فقد كان له الكثير من الأنصار الذين حرروه من السجن ونصبوه حاكما لأصفهان، وبعد ذلك حشد كل من بركيارق ووالدة محمد جيشا والتقيا عام 486 فانتصر بركيارق واعترف به الخليفة العباسي سلطانا للسلاجقة عام 487 . ومع أن الحكم استتب لبركيارق في النهاية، إلى أن الدولة السلجوقية بدأت بالتفكك خلال هذا العهد، فاستقل «قتلمش بن إسرائيل بن أرسلان» بالأناضول منذ عام 470 مؤسسا سلطنة سلاجقة الروم، ولاحقا في عام 487 استقل «تتش بن ألب أرسلان» بالشام ثم «مغيث الدين محمود» بالعراق عام 511 ، وهذا مع أن السيطرة العامة على الدولة السلجوقية وعلى الجزء الأكبر منها بقي في أيدي سلاطين خراسان، الذين استمروا حتى عام 552 ، فقد حكم السلطان السلجوقي «سنجر» منذ عام 511 وحتى 552 وقد نجح بإعادة هيبة الدولة وقوة السلاجقة وبتوحيد بلادهم من جديد، لكن هذا لم يمنع انحطاط الدولة وضعفها بسرعة بعد موته. في الأيام الأخيرة لسنجر، استعان الخليفة العباسي بخوارزم شاه للتخلص من السلاجقة، ووعده بإعطائه كافة أراضيهم إن خلصه منهم، فاكتسح الخوارزميون خراسان والمشرق، وكانت هذه نهاية نفوذ سلاجقة خراسان وكرمان والعراق، وكان حكم سلاجقة الشام قد زال قبل ذلك بمدة طويلة، أما سلاجقة الروم فقد استمروا حتى القرن الثامن الهجري ثم اكتسحهم المغول، وهكذا انتهى عصر الدولة السلجوقية التي كانت إحدى أقوى دول المشرق في التاريخ. كانت توجد ثلاثة رتب رئيسية في الجيش السلجوقي، أعلاها هي رتبة «الأمير الحاجب الكبير» الذي يقوم بإدارة الجيوش وتوجيهها وقيادتها، وهو أكثر رجال الدولة نفوذا تقريبا بعد السلطان، ويجب أن يكون الحاجب كبيرا في العمر بحيث لا يقل عمره عن 35 أو 40 عاما من أجل أن يملك خبرة كافية في الإدارة والتنظيم وغيره، ويتولى الحاجب العديد من المهام مثل تحديد الأماكن المناسبة لوقوف الجيش وتزويده بالمؤن وترتيب صفوفه للقتال. يلي الحاجب «القائد العام» أو «الأسفهسلار»، وهو الذي يشكل أداة الاتصال بين الحاجب والمقدمين (قادة الفرق)، كما أنه القائد الأكبر والأهم للجيش، ويمكنه إدارة الجيش وتولي تنظيمه في حيال غياب الحاجب، وقد كانت هذه الرتبة موجودة في الأنظمة العسكرية منذ عهد الغزنويين. أما الرتبة القيادية الأقل في الجيش فهي «المقدم»، وهو الذي يتوالى قيادة الفرق العسكرية، ويمكن أن يكون المقدم «أمير حرس» (من يتولى تنفيذ العقوبات وضبط النظام في الجيش، ويسمى في هذه الحالة «جندر») أو قائد قلعة (ويسمى في هذه الحالة «دزدار»). وكانت هناك أيضا رتب أخرى تتعلق بضبط الجيش والحفاظ على نظامه، مثل «قاضي العسكر» (من يحكم بين العساكر ويعاقبهم على أخطائهم) «أمير السلاح» (حارس مخازن الأسلحة) وغيرها. كان الجيش السلجوقي ينظم بشكل رئيسي «ديوان عرض الجيش»، والذي يتضمن أسماء الجند ورواتبهم وكافة أحوالهم، وكان يتولى شخص إدارة هذا الديوان يسمى عادة بالعارض، هو الذي يقوم بتنظيمه وتدوين الأسماء وغيره، وكان ديوان الجيش أساسيا جدا للمحافظة على النظام العسكري وإدارة جيوش الدولة. اهتم السلاجقة بإعطاء الجند أرزاقهم والتعجيل بها حرصا على الحفاظ على رضاهم ومن ثم على استقرار الجيش، وقد كان الجنود يعطون المال نقدا في الأيام الأولى للدولة السلجوقية، لكن لاحقا استغنى السلطان ملك شاه عن المال وأصبح يقطع لهم الإقطاعات بدلا من ذلك، وفي كلا الحالتين كان ديوان عرض الجيش هو المسؤول عن تنظيم توزيع الرواتب. كما أن توفير المؤن كان جزءا هاما من مهام الديوان، وقد كان يقوم بعض القواد بشراء مؤن لجيوشهم بأنفسهم في بداية العهد السلجوقي، لكن لاحقا ولكي لا يظلم الجنود سكان الدولة ويأخذوا منهم المؤن غصبا فقد قام نظام الملك بتوزيع مؤن مخصصة للعسكر على مختلف مناطق ومدن الدولة السلجوقية لكي تتزود بها الجيوش متى احتاجت، وساعد هذا في حل مشكلات المؤن وأتاح للديوان إدارة توزيعها بسهولة. أشرف الديوان على تسليح الجيش أيضا، ويقال أن الجيش كان يتضمن - منذ عهد طغرل بك - نجارين وغيرهم لصنع ما يحتاجه العساكر من أسلحة، وكان يتم تزويدهم بالسلاح والعتاد حتى أثناء المعارك والقتال، وكانت توجد مخازن مخصصة لاحتواء أسلحة الجند يحرسها «أمير السلاح» أو «سلاح دار». تألف الجيش السلجوقي من أعراق متعددة، فقد كان يتضمن أتراكا وأكرادا وعربا وفرسا وديالمة وأرمنا، كما أن قواته كانت تتألف من مشاة وفرسان ورماة، فيتقدم المشاة الجيش وخلفهم الفرسان الذين كانوا يتميزون بمهارتهم في إطلاق السهام أثناء عدو خيولهم. كانت تنقسم قوات الجيش السلجوقي إلى عدة أقسام، منها «الجيش النظامي»، وهو القوات التي تعمل بشكل دائم في خدمة الدولة، وتتألف من العبيد الذين أسروا في المعارك أو أهداهم بعض الملوك للسلاجقة. كانت قبائل الأتراك من العناصر الهامة أيضا، وكثيرا ما كان سلاطين السلاجقة يضطرون لدفع المال لهذه القبائل تجنبا للحروب معها، ومع هذا فقد كانت هامة جدا في تأسيس الدولة السلجوقية واستمراريتها، كما أنه كانت تلتحق بجيوش السلاجقة عند نشوب الحروب القوات الخاصة بالولايات، حيث أن لكل حاكم ولاية قوات خاصة له يستخدمها للدفاع عن منطقته. يمكن أيضا أن تلتحق بالجيوش فرق من المدن المجاورة التي يمر العسكر قربها، أو متطوعون يودون المشاركة في الجهاد، وهؤلاء لم يدونوا ضمن ديوان عرض الجيش السلجوقي. تضمن جيش الدولة قسم الطلائع، وهم فرق من الجند يتقدمون الجيش لكي يستطلعوا مناطق وجود العدو وطبيعتها وكافة ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة السلجوقية
|
10b4810d91f2b15505ba57f3e7c803f6
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.724094",
"source": "Wikipedia"
}
|
جولدا مائير
|
جولدا مائير
|
غولدا مائير (3 مايو 1898 - 8 ديسمبر 1978م). رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية بين 17 مارس 1969 حتى 1974. وهي المرأة الوحيدة التي تولت هذا المنصب. ولدت غولدا مابوفيتش في مدينة كييف بأوكرانيا وهاجرت مع عائلتها إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1906. تخرجت من كلية المعلمين وقامت بالعمل في سلك التدريس وانضمت إلى منظمة العمل الصهيونية في عام 1915م. ومن ثمة، قامت بالهجرة مرة أخرى ولكن هذه المرة إلى فلسطين وبصحبة زوجها موريس مايرسون في عام 1921. ولما مات زوجها في عام 1951، قررت غولدا تبني اسم عبري فترجمت اسم زوجها إلى العبرية (بالفعل يعني اسم مايرسون «ابن مائير» باللغة اليديشية وقررت غولدا مائير اختصاره). انتقلت غولدا إلى مستوطنة تل أبيب في عام 1924. وعملت في مختلف المهن بين اتحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية قبل أن تنتخب في الكنيست الإسرائيلي في عام 1949. عملت غولدا كوزيرة للعمل في الفترة 1949 إلى 1956م وكوزيرة للخارجية في الفترة 1956 إلى 1966 في أكثر من تشكيل حكومي. وبعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول في فبراير 1969، تقلدت غولدا منصب رئيس الوزراء وقد تعرضت حكومة التآلف التي ترأستها للنزاعات الداخلية وأثارت الجدل والتساؤلات في مقدرة حكومتها على القيادة خاصة بعد الهجوم العربي المباغت وغير المتوقع في حرب أكتوبر، والذي أخذ الإسرائيليين على حين غرة في 6 أكتوبر 1973. تعرضت غولدا مائير لضغوط داخلية نتيجة الأحداث التي سلفت فأقدمت على تقديم استقالتها وعقبها في رئاسة الوزراء إسحاق رابين. توفيت غولدا مائير في 8 ديسمبر 1978 ودفنت في مدينة القدس. ولدت غولدا مابوفيتش لعائلة يهودية أوكرانية في وسط مدينة كييف، الإمبراطورية الروسية (أوكرانيا الحالية) في 3 مايو 1898، لوالدها موشيه مابوفيتش (توفي عام 1944) الذي كان نجارا ووالدتها بلوم نيديتش (توفيت عام 1951). كتبت مائير في سيرتها الذاتية أن أولى ذكريات طفولتها كانت حين قام والدها بتأمين باب منزلهم الأمامي ردا على شائعات عن احتمال وقوع مذبحة وشيكة. كان لديها شقيقتان: شينا (مواليد 1889) وتسيبكي (مواليد 1902)، بالإضافة إلى خمسة أشقاء آخرين ماتوا في طفولتهم. غادر موشيه (والد مائير) البلاد للعثور على عمل في مدينة نيويورك في عام 1903. وفي غيابه، انتقل باقي أفراد العائلة إلى بينسك (بيلاروس الحالية) للانضمام إلى عائلة والدتها. في عام 1905 انتقل موشيه إلى ميلواكي في ولاية ويسكونسن بحثا عن عمل بأجر أعلى، وحصل في النهاية على وظيفة في ورش العمل في ساحة السكك الحديدية المحلية. وفي العام التالي كان قد جمع ما يكفي من المال لإحضار عائلته إلى الولايات المتحدة، فوصلت غولدا مع والدتها وأخواتها إلى كيبيك وسافرت إلى ميلواكي بالقطار. كانت والدة مائير تدير محل بقالة في الجانب الشمالي من ميلواكي. وبحلول سن الثامنة، وجدت مائير نفسها في كثير من الأحيان مسؤولة عن الإشراف على المتجر حين كانت والدتها تخرج لشراء الإمدادات. التحقت مائير بمدرسة فورث ستريت (تسمى اليوم مدرسة غولدا مئير) من عام 1906 إلى عام 1912، وأظهرت صفات القيادة في سن مبكرة، أسست مع صديقتها المقربة ريجينا هامبرغر جمعية الأخوات الشابات الأمريكية في عام 1908، بهدف جمع التبرعات لدفع ثمن الكتب المدرسية لزملائها، وكجزء من أنشطة الجمعية استأجرت قاعة وحددت موعدا لعقد اجتماع عام للحدث. وعلى الرغم من التأخير المتكرر بسبب اضطرارها للعمل في متجر والدتها، فقد تخرجت كطالبة متفوقة على فصلها. في عام 1912، بدأت الدراسة في مدرسة القسم الشمالي الثانوية بينما كانت تعمل في الوقت نفسه بدوام جزئي، تضمنت أماكن عملها متجر شوستر متعدد الأقسام ومكتبة ميلواكي العامة. ورغم رغبة والدتها في ترك المدرسة والزواج إلا أنها رفضت. في 17 فبراير 1913، استقلت مائير القطار لتعيش في كورنغولد في دنفر، كولورادو مع أختها المتزوجة شينا. وهناك التحقت بمدرسة الشمال الثانوية. كانت عائلة شقيقتها تقيم أمسيات فكرية في منزلهم، مما أتاح لمائير فرصة التعرض للمناقشات حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك الصهيونية والأدب وحق المرأة في التصويت والنقابات العمالية وغيرها. كتبت مائير في سيرتها الذاتية: "إلى الحد الذي تشكلت فيه قناعاتي المستقبلية وأعطتها شكلا .. لعبت تلك الليالي المليئة بالأحاديث في دنفر دورا مهما". حوالي عام 1913، بدأت بمواعدة زوجها المستقبلي موريس ميرسون، وهو رسام لافتات واشتراكي. في عام 1914 تركت مائير مدرسة الشمال الثانوية بعد خلافات مع أختها وخرجت من منزلها ووجدت عملا. وبعد التصالح مع والديها، عادت إلى ميلواكي واستأنفت دراستها في ثانوية القسم الشمالي وتخرجت عام 1915. وأثناء وجودها هناك، أصبحت عضوا نشطا في حزب عمال صهيون، والذي تغير اسمه لاحقا إلى هابونيم (حركة الشباب العمالية الصهيونية). تحدثت مائير في الاجتماعات العامة وأبدت اهتماما كبيرا بالصهيونية الاشتراكية. في عام 1916 التحقت مائير بكلية المعلمين بمدرسة ولاية ميلواكي العادية (تسمى اليوم جامعة ويسكونسن–ملواكي)، واستمرت في الدراسة حتى منتصف عام 1917 على الأقل. وفي العام التالي شغلت منصبا في المدرسة الشعبية الناطقة باللغة اليديشية في ميلواكي. خلال فترة وجودها هناك اعتنقت فكر الصهيونية الاشتراكية. في 9 يوليو 1917، أصبحت مائير مواطنة أمريكية متجنسة، كما حصل والدها على الجنسية، وفي ذلك الوقت كان يمنح أطفال المواطنين المتجنسين تحت سن 21 عاما على الجنسية عن طريق النسب. في 24 ديسمبر 1917، تزوجت مائير ومايرسون، وكان شرط مائير للزواج هو الاستقرار في فلسطين. كانت تنوي الهجرة إلى إسرائيل على الفور، لكن خططها تعطلت عندما ألغيت جميع رحلات الركاب عبر المحيط الأطلسي بسبب دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى. أعادت مائير توجيه طاقاتها نحو أنشطة حزب عمال صهيون، وشرعت بعد وقت قصير من زفافها في حملة لجمع التبرعات لصالح الحزب امتدت عبر الولايات المتحدة. في عام 1921 وبعد انتهاء الحرب، انتقلت مائير مع زوجها إلى فلسطين، التي كانت آنذاك جزءا من الانتداب البريطاني، ورافقتهم شينا (أخت مائير) وابنة شينا وصديقة الطفولة ريجينا. أبحروا على متن سفينة إس إس بوكاهونتاس من نيويورك إلى نابولي، ثم من هناك إلى تل أبيب بالقطار. انتقل والدا مائير بعد ذلك إلى فلسطين في عام 1926. بعد رفض طلبهم للإقامة، قبل أخيرا طلب العائلة للإقامة في كيبوتس ميرحافيا في مرج ابن عامر. تولت مائير مسؤوليات مختلفة، بما في ذلك قطف اللوز وزراعة الأشجار ورعاية حظائر الدجاج وإدارة المطبخ. واعترافا بمهاراتها القيادية، اختارها الكيبوتس كممثلة له في الهستدروت (الاتحاد العام لنقابات العمال). في عام 1924، غادرت مائير مع زوجها الكيبوتس وعاشا لفترة وجيزة في تل أبيب قبل أن يستقرا في القدس. وهناك أنجبا طفلين: مناحيم عام 1924، وسارة عام 1926. عادت مائير إلى مرج ابن عامر لفترة وجيزة في عام 1925. في عام 1928، انتخبت مائير سكرتيرة لمعتزيت هبوالوت (مجلس المرأة العاملة). وأمضت عامين (1932-1934) في الولايات المتحدة كمبعوثة للمنظمة وللحصول على علاج طبي متخصص لمرض الكلى الذي تعاني منه ابنتها. في عام 1934، عندما عادت مائير من الولايات المتحدة، انضمت إلى اللجنة التنفيذية لاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية (هستدروت) وترقت في الرتب لتصبح رئيسة الدائرة السياسية. وكان هذا التعيين بمثابة تدريب مهم لدورها المستقبلي في القيادة الإسرائيلية. في يوليو 1938، مثلت مائير الجالية اليهودية في فلسطين بصفة مراقب في مؤتمر إيفيان الذي عقده الرئيس فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة. كان الغرض من المؤتمر هو معالجة قضية اللاجئين اليهود الفارين من الاضطهاد النازي. أعرب مندوبو الدول ال 32 المدعوة مرارا وتكرارا عن حزنهم لمحنة اليهود الأوروبيين لكنهم رفضوا قبول اللاجئين. وكان الاستثناء الوحيد هو جمهورية الدومينيكان، التي تعهدت بقبول 100 ألف لاجئ بشروط سخية. شعرت مائير بخيبة أمل من النتيجة وقالت للصحافة: "هناك شيء واحد فقط أتمنى أن أراه قبل أن أموت، وهو أن شعبي لا ينبغي أن يحتاج إلى تعبيرات التعاطف بعد الآن". طوال الحرب العالمية الثانية، لعبت مائير عدة أدوار رئيسية في الوكالة اليهودية، التي كانت بمثابة حكومة فلسطين البريطانية. في يونيو 1946، تولت مائير منصب القائم بأعمال رئيس الدائرة السياسية للوكالة اليهودية بعد اعتقال موشيه شاريت وغيره من قادة اليشوف من قبل البريطانيين خلال عملية أجاثا. كانت هذه لحظة حاسمة في حياتها المهنية، حيث برزت كمفاوض رئيسي بين اليهود في فلسطين وسلطات الانتداب البريطاني. بعد إطلاق سراحه، ذهب شاريت إلى الولايات المتحدة لحضور المحادثات حول خطة التقسيم التابعة للأمم المتحدة، وواصلت مائير رئاسة الدائرة السياسية حتى إنشاء الدولة في عام 1948. خلال معظم فترة الحرب، لعبت مائير على مضض ما شعرت أنه دور ثانوي في الأنشطة الإسرائيلية. وجاء في مقال نشره معهد غولدا مائير أنها شعرت كما لو تم تهميشها إلى منصب ثانوي. ومع ذلك، لعبت دورا حاسما في جمع التبرعات. ففي يناير 1948، احتاجت الوكالة اليهودية إلى جمع الأموال من أجل الحرب المستمرة وقيام الدولة الإسرائيلية القادمة. كان أمين صندوق الوكالة اليهودية مقتنعا بأنهم لن يتمكنوا من جمع أكثر من 7 إلى 8 ملايين دولار من الجالية اليهودية الأمريكية. وعلى عكس التوقعات، نجحت مائير في جمع أكثر من 30 مليون دولار. كان مفتاح نجاحها هو الخطاب العاطفي الذي ألقته لأول مرة في شيكاغو في 22 يناير. كما قامت بجولة في عشرات المدن في الولايات المتحدة وعادت إلى إسرائيل في 18 مارس. لعبت هذه الأموال دورا محوريا في نجاح المجهود الحربي وقيام دولة إسرائيل. وبالمقارنة، بلغت الميزانية السنوية للجنة العربية العليا حوالي 2.25 مليون دولار، وهي مماثلة لميزانية الهاغاناه السنوية قبل الحرب. أشار ديفيد بن غوريون إلى أن دور مائير سوف يتذكره التاريخ باعتبارها المرأة اليهودية التي نجحت بالحصول على المال الذي جعل قيام الدولة ممكنة. ومع ذلك، عند عودتها إلى الوطن عانت من انتكاسة سياسية. فقد استبعدتها الوكالة اليهودية والمجلس التنفيذي الوطني من مجلس الوزراء المكون من 13 عضوا للحكومة المؤقتة لإسرائيل، وأدرجتها فقط في مجلس الشعب المكون من 37 عضوا. واحتج بن غوريون على ذلك قائلا: "من غير المعقول ألا تكون هناك امرأة ذات كفاءة.. إنها ضرورة أخلاقية وسياسية لليشوف والعالم اليهودي والعالم العربي". وفي مرحلة ما، فكر في أن يعرض عليها مكانه في مجلس الوزراء. في 13 أبريل، دخلت المستشفى في تل أبيب بسبب الاشتباه في إصابتها بنوبة قلبية. وحثها بن غوريون ورؤساء الدوائر السياسية على الحفاظ على صحتها والقدوم إلى القدس في أسرع وقت ممكن. وطلبوا منها أن تكون "أم هذه المدينة"، مؤكدين أن كلماتها التي ستوجهها إلى 100 ألف من سكان المدينة ستكون مصدر بركة وتشجيع. لكنها شعرت أنه دور ثانوي ومؤقت. وبدلا من ذلك، زارت مائير حيفا في 6 مايو بعد احتلال الهاغاناه لها في 22 أبريل. وكان لهذه الرحلة أثر كبير عليها. وهناك، شاهدت امرأة عربية مسنة تخرج من منزل مدمر، ممسكة بممتلكاتها القليلة المتبقية. عندما تواصلت المرأتان بالعين، انفجرت كلاهما في البكاء. وصفت مائير الطرد الجماعي وهروب العرب قبل حرب فلسطين عام 1948 بأنه "مريع"، وشبهته بما حدث لليهود في أوروبا التي يحتلها النازيون. وعادت إلى تل أبيب، وفي النهاية إلى القدس قبل أسبوعين من انتهاء الانتداب. في 10 مايو، عقدت مائير اجتماعا ثانيا مع عبد الله الأول. وسافرت إلى عمان سرا متنكرة في زي امرأة عربية. وخلال اللقاء، اقترح عبد الله الأول ضم فلسطين إلى الأردن، مع منح الحكم الذاتي للمناطق ذات الأغلبية اليهودية. لكن مائير رفضت الاقتراح. وفي وقت لاحق، بدا أن هناك احتمالا متزايدا بأن عبد الله الأول يخطط لشن حرب. في 14 مايو 1948، أصبحت مائير واحدة من 24 موقعا (بما في ذلك امرأتان) على إعلان الاستقلال الإسرائيلي. وتذكرت لاحقا قائلة: "بعد أن وقعت، بكيت. عندما درست التاريخ الأمريكي عندما كنت تلميذة وقرأت عن أولئك الذين وقعوا على إعلان استقلال الولايات المتحدة، لم أستطع أن أتخيل أن هؤلاء كانوا أشخاصا حقيقيين يفعلون شيئا حقيقيا. وها أنا اليوم أجلس وأوقع على إعلان التأسيس". وبعد يوم واحد من الاستقلال، بدأت المرحلة الثانية من الحرب. كما فقدت مائير فجأة وظيفتها ومسؤولياتها الإدارية، حيث تحولت الدائرة السياسية إلى وزارة الخارجية المؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، تولى دوف يوسف دورها القيادي في القدس. في 18 مايو، شرعت في جولة ثانية لجمع التبرعات، والتي أثبتت أنها أكثر نجاحا، حيث جمعت ما يقرب من 50 مليون دولار. في المجمل، حصدت مساعيها لجمع التبرعات حوالي 90 مليون دولار، وهو ما يشكل حوالي ثلث التكلفة الإجمالية للحرب (275 مليون دولار). خلال الاستعدادات لهذه الرحلة، صدر أول جواز سفر إسرائيلي لها. وعلى مدى الأسابيع العشرة التي كانت غابت فيها لجمع التبرعات، شهدت إسرائيل تغيرات عميقة وعانت من تبعات الحرب المستمرة. في 25 يونيو، بينما كانت لا تزال في الولايات المتحدة، عينت مائير من قبل شاريت وزير الخارجية آنذاك وزيرا مفوضا لدى الاتحاد السوفيتي الذي اعترف مؤخرا بإسرائيل. كان مائير مستاءة من المنصب، إذ لم تكن تجيد التحدث باللغة الروسية وكانت تخشى أن تكون وحيدة في موسكو. قالت "أخيرا أصبح لدينا دولة. أريد أن أكون هناك. لا أريد أن أذهب بعيدا لآلاف الأميال. لماذا علي دائما أن أذهب بعيدا؟" تأخرت عودتها إلى إسرائيل بسبب حادث سيارة أصيبت فيه بتمزق في أحد الأربطة وكسر في العظم. رفض المسؤولون السوفيت تصديق أنها كانت في المستشفى وطالبوا بإرسال مبعوث إسرائيلي في أسرع وقت ممكن. تجاهلت مائير نصائح الأطباء بالراحة وعادت إلى إسرائيل في 29 يوليو. وبعد سنوات، كانت ساقها تؤلمها بشكل متكرر. شغلت مائير منصب وزير مفوض لدى الاتحاد السوفيتي من 2 سبتمبر 1948 إلى 10 مارس 1949. وبحسب ما ورد كانت معروفة بنفاد صبرها من الإجراءات الدبلوماسية وإحجامها عن الاستعانة بالمترجمين الفوريين. لم تكن تشرب أو ترقص ولم يكن لديها اهتمام كبير بالنميمة والموضة. وبحسب مترجمها، عندما سألها سفير روسي عن كيفية سفرها إلى موسكو، أجابت "أخبر سعادة السفير أننا وصلنا راكبين الحمير". كان هذا دورا مهما وصعبا. أثرت العلاقات الجيدة مع الاتحاد السوفيتي على قدرة إسرائيل على تأمين الأسلحة من دول أوروبا الشرقية. وفي المقابل، رأى جوزيف ستالين ووزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف في علاقتها مع إسرائيل وسيلة لتعزيز الموقف السوفيتي في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تعقدت العلاقات السوفيتية الإسرائيلية بسبب السياسات السوفيتية ضد المؤسسات الدينية والحركات القومية، والتي تجلت في إجراءات إغلاق المؤسسات الدينية اليهودية وكذلك حظر دراسة اللغة العبرية وحظر تشجيع الهجرة إلى إسرائيل. بعد 20 يوما فقط من ولايتها، بدأت سلسلة من حملات القمع المعادية للسامية في أعقاب مقال للكاتب اليهودي السوفيتي إيليا إهرنبرغ. ردا على ذلك، اتخذت مائير والممثلون الإسرائيليون الآخرون إجراءات متعمدة لزيارة الشركات اليهودية الروسية والمعابد اليهودية والعروض. في 3 أكتوبر، خلال احتفالات روش هاشانا في كنيس كورالي بموسكو، احشدت آلاف اليهود الروس حولها وهم يهتفون باللغة الروسية "ناشا غولدا" والتي تعني "غولدا لدينا". وصفت هذا الحدث في سيرتها الذاتية قائلة: «شعرت كما لو أنني وقعت في سيل من الحب القوي لدرجة أنه قطع أنفاسي وأبطأ قلبي». تم إحياء ذكرى هذا الحدث من خلال إصدار ورقة نقدية إسرائيلية بقيمة 10000 شيكل في نوفمبر 1984 وكانت تحمل صورة مائير على جانب واحد وصورة الحشد الذي استقبلها في موسكو على الجانب الآخر. عرض بن غوريون في البداية على مائير منصب "نائب رئيس الوزراء"، وهو ما رفضته. إذ وجدت أن المسمى الوظيفي والمسؤوليات غير واضحة، ولم تعجبها فكرة الحاجة إلى التنسيق مع العديد من الإدارات الحكومية. وبدلا من ذلك، اختارت منصب وزيرة العمل، وهو المنصب الذي شغلته من 10 مارس 1949 إلى 19 يونيو 1956. استمتعت مائير بهذا الدور أكثر بكثير من دورها السابق، ووصفته بأنه "سبع سنوات جميلة". وعلى وجه الخصوص، كان لها القدرة على التصرف بسرعة وبقليل من الاحتكاك مع الآخرين. وبرزت كواحدة من أقوى السياسيين الإسرائيليين في ذلك الوقت. كان المصدر الرئيسي للخلاف في هذا الدور هو التمويل، وخاصة لتلبية احتياجات الملايين من المهاجرين الذين يصلون إلى الدولة الجديدة. في أكتوبر 1950، أعلنت مائير من واشنطن عن خطة مدتها ثلاث سنوات لتنمية إسرائيل وحددت تكلفة قدرها 15 مليار دولار على مدى السنوات الخمس عشرة القادمة. تمكنت الحكومة الإسرائيلية من الحصول على قرض من حكومة الولايات المتحدة واليهود الأمريكيين يغطي 40٪ من الميزانية. ورغم أن السندات الإسرائيلية المنشأة حديثا لم تساهم إلا بمبلغ متواضع في ذلك الوقت، إلا أنها أصبحت فيما بعد مساهما كبيرا في الاقتصاد الإسرائيلي، لتصل في النهاية إلى المليارات. في أكتوبر 1955، عين بن غوريون مائير في منصب وزير الخارجية، لتحل محل شاريت. تفاقمت الخلافات بين بن غوريون وشاريت إلى درجة ازدراء الاجتماعات والعزوف عن التواصل المباشر، وعلى الرغم من أن مائير كانت أقل خبرة في الشؤون الخارجية من شاريت، إلا أنها كانت تتمتع بعلاقة ودية ومخلصة مع بن غوريون. وبينما استمتعت مائير في النهاية بوظيفتها الجديدة، إلا أنها كرهت الزملاء المؤيدين لشاريت في قسمها. شغلت مائير منصب وزيرة الخارجية في الفترة من 18 يونيو 1956 إلى 12 يناير 1966. وتزامنت أشهرها الأولى كوزيرة للخارجية مع أزمة السويس عام 1956، التي غزت فيها إسرائيل وبريطانيا وفرنسا مصر لاستعادة السيطرة الغربية على قناة السويس، والإطاحة بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، وضمان حرية الملاحة عبر مضيق تيران لإسرائيل. لعبت مائير دورا رئيسيا في التخطيط والتنسيق مع الحكومة الفرنسية والجيش قبل الغزو. وطوال مناقشات الأمم المتحدة حول الأزمة، تولى مائير قيادة الوفد الإسرائيلي. وبعد بدء القتال، أجبرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والأمم المتحدة الغزاة الثلاثة على الانسحاب. كوزير للخارجية، عزز مائير العلاقات مع الدول المنشأة حديثا في أفريقيا في محاولة لكسب حلفاء في المجتمع الدولي. وأعربت عن اعتقادها بأن تجربة إسرائيل في بناء الدولة يمكن أن تكون بمثابة نموذج قيم للدول الأفريقية. وكتبت في سيرتها الذاتية: بذلت مائير الكثير من الجهد لإقناع الولايات المتحدة ببيع أسلحة لإسرائيل. أحد الإنجازات الملحوظة في هذا المجال حدث في عام 1962 عندما وافق البيت الأبيض بشكل سري على بيع صواريخ هوك لإسرائيل. يذكر أن علاقة إسرائيل مع الاتحاد السوفيتي ظلت فاترة خلال فترة ولايتها. في 26 فبراير 1969 توفي رئيس الوزراء ليفي إشكول فجأة، مما أدى إلى تعيين إيجال ألون رئيسا مؤقتا للوزراء والتحضير لإجراء انتخابات لاختيار خليفته. قبل الانتخابات، كان التوقع السائد هو أن تتولى مائير هذا المنصب. في 7 مارس 1969، صوتت اللجنة المركزية للحزب لاختيار مائير كزعيم جديد للحزب. كانت لدى مائير البالغة من العمر 71 عاما مشاعر متضاربة، بسبب مخاوفها الصحية، لكنها وافقت في النهاية، قائلة إنها ستحترم قرار الحزب، تماما كما احترمت جميع قرارات الحزب السابقة. شغلت مائير منصب رئيس الوزراء من 17 مارس 1969 إلى 3 يونيو 1974. وحافظت على حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت عام 1967 بعد حرب الأيام الستة، والتي اندمج فيها حزب مباي مع حزبين آخرين (رافي وأحدوت هافودا) لتشكيل حزب العمل الإسرائيلي. بعد ستة أشهر من توليها المنصب، قادت مائير التحالف المعاد تشكيله، والذي ضم حزب العمل ومابام في الانتخابات العامة عام 1969. وتمكن "المعراخ" من تحقيق ما لا يزال أفضل أداء لحزب أو فصيل واحد في تاريخ إسرائيل، حيث فاز 56 مقعدا. وهي المرة الوحيدة التي يقترب فيها حزب أو فصيل من الفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات. وتم الإبقاء على حكومة الوحدة الوطنية. في عام 1969 وأوائل السبعينيات، التقت مائير بالعديد من زعماء العالم للترويج لفكرتها بشأن التسوية السلمية، بما في ذلك ريتشارد نيكسون (1969)، ونيكولاي تشاوشيسكو (1972)، والبابا بولس السادس (1973). وفي عام 1973، استضافت مستشار ألمانيا الغربية ويلي براندت في إسرائيل. في أغسطس 1970، قبلت مائير مبادرة السلام الأمريكية التي دعت إلى إنهاء حرب الاستنزاف وتعهد إسرائيل بالانسحاب إلى "حدود آمنة ومعترف بها" في إطار تسوية سلمية شاملة. انسحب حزب غاهال من حكومة الوحدة الوطنية احتجاجا، لكن مائير استمرت في قيادة الائتلاف المتبقي. في 28 فبراير 1973، وخلال زيارتها في واشنطن العاصمة، وافقت مائير على اقتراح السلام الذي قدمه هنري كيسنجر على أساس "الأمن مقابل السيادة": والذي نص على قبول إسرائيل السيادة المصرية على كل سيناء، مقابل قبول مصر الوجود الإسرائيلي في بعض المواقع الاستراتيجية في سيناء. في أعقاب مذبحة ميونيخ في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1972، ناشدت مائير العالم لإنقاذ المواطنين الإسرائيليين وإدانة الأعمال الإجرامية المرتكبة التي لا توصف على حد تعبيرها. وبسبب غضبها من النقص الملحوظ في التحرك العالمي، أمرت الموساد بمطاردة واغتيال القادة المشتبه بهم ونشطاء منظمة أيلول الأسود والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. خلال السبعينيات، سمح لحوالي 200 ألف مهاجر يهودي سوفيتي بمغادرة الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل عن طريق النمسا. أخذ سبعة من هؤلاء المهاجرين كرهائن على الحدود النمساوية التشيكوسلوفاكية على يد مسلحين فلسطينيين في سبتمبر 1973، قام مستشار النمسا برونو كرايسكي بإغلاق منشأة العبور التابعة للوكالة اليهودية في شوناو، النمسا. وبعد بضعة أيام في فيينا، حاولت مائير إقناع كرايسكي بإعادة فتح المنشأة وتذكيره بأصله اليهودي، ووصفت موقفه بأنه "استسلام للابتزاز الإرهابي". لكن كرايسكي لم يغير موقفه، فعادت مائير إلى إسرائيل غاضبة. وبعد بضعة أشهر، افتتحت النمسا معسكرا انتقاليا جديدا. من الانتقادات الشائعة الموجهة إلى مائير أنها كان بوسعها أن تتجنب حرب يوم الغفران في عام 1973. فعلى مدى الأشهر التي سبقت الهجوم، قدم الرئيس المصري أنور السادات مبادرات متكررة من أجل السلام في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء، لكن مائير رفضت هذه المبادرات، ورغم أنها أعربت في السابق عن استعدادها لمناقشة التنازل عن معظم أراضي سيناء، إلا أنها لم تكن مستعدة للعودة إلى حدود ما قبل عام 1967، ولم تبد مصر أي اهتمام بمحادثات السلام في ظل شروطها. وباعتبارها زعيمة الأمة خلال هذه الحرب القصيرة، كان هدفها الرئيسي هو تحديد توقيت العمليات الأولية، وتزويد الجيش الإسرائيلي بالوقت اللازم والذخيرة اللازمة لتحقيق النصر. في الأيام التي سبقت حرب يوم الغفران، لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية من تحديد بشكل قاطع أن الهجوم كان وشيكا. ومع ذلك، في 5 أكتوبر 1973، تلقت مائير
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جولدا مائير
|
d85ff178b085a8a898818f51273df9f1
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.779073",
"source": "Wikipedia"
}
|
دافيد بن غوريون
|
دافيد بن غوريون
|
دافيد بن غوريون ؛ (16 أكتوبر 1886 - ديسمبر 1973)، أول رئيس وزراء لإسرائيل. ولد بن غوريون في مدينة بلونسك البولندية باسم دافيد غرين، ولتحمسة للصهيونية، هاجر إلى فلسطين عام 1906. امتهن بن غوريون الصحافة في بداية حياته العملية وبدأ باستعمال الاسم اليهودي «بن غوريون» عندما مارس حياته السياسية. كان بن غوريون من طلائع الحركة العمالية الصهيونية في مرحلة تأسيس إسرائيل. وخلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء الإسرائيلي الممتد من 25 يناير 1948 وحتى 1963 (باستثناء الأعوام 1953 حتى 1955) (1)، فقد قاد بن غوريون إسرائيل في حرب 1948 التي يطلق عليها الإسرائيليون، حرب الاستقلال. ويعد بن غوريون من المؤسسين لحزب العمل الإسرائيلي والذي تبوأ رئاسة الوزراء الإسرائيلية لمدة 30 عاما منذ تأسيس إسرائيل. في المرحلة السابقة لتأسيس إسرائيل، كان بن غوريون يوصف بالمعتدل مقارنة بمنظمة الهاجاناه الصهيونية التي تعامل معها البريطانيون في مواقف متعددة. ومن جانب آخر، فقد شارك بن غوريون في العمل المسلح من أجل تأسيس دولة يهودية في فلسطين عندما تعاونت الهاجاناه مع منظمة الإرجون التابعة لمناحيم بيغن. ولكن بعد أسابيع من الإعلان الرسمي لقيام دولة إسرائيل، أمر رئيس الوزراء الجديد (بن غوريون) بحل جميع المنظمات المسلحة كالهاجاناه وشتيرن في سبيل تأسيس جيش الحرب الإسرائيلي. وبهذه التعديلات الجديدة التي طرأت على التنظيمات المسلحة الصهيونية، أمر بن غوريون بإغراق السفينة «ألتالينا» المحملة بالسلاح، وكان السلاح الذي على متنها سيؤول إلى منظمة الأرجون الصهيونية. وإلى اليوم، يظل الأمر الذي أصدره بن غوريون بإغراق السفينة مثارا للجدل. قامت مجلة تايم باختياره كأحد أهم 100 شخصية في القرن العشرين. ولد بن جوريون في مدينة «بلونسك» البولندية والتي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية الروسية باسم دافيد جرينز عمل والده كمحامي وكان رئيس حركة محبي صهيون. توفيت أمه حين كان عمره 11 عاما. نشأ بن جوريون غيورا على الصهيونية ومتحمسا لها. حين كان طالبا في جامعة وارسو انضم للحركة الماركسية الصهيونية عمال صهيون «بوعالي صهيون» عام 1904. واعتقل مرتين خلال الثورة الروسية عام 1905. هاجر إلى فلسطين عام 1906 حيث أصبح من قادة الحركة مع إسحاق زائيفي. في فلسطين عمل أولا في الزراعة في يافا وجمع الموالح وساهم في إنشاء هاشومير. انتقل مع إسحق زائيفي عام 1912 إلى إسطنبول لدراسة القانون وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون. استقر في نيويورك عام 1915 حيث التقى بولا مونبيز حيث تزوجا عام 1917 وأنجبا ثلاثة أطفال. التحق بالجيش البريطاني عام 1918 حيث التحق بالكتيبة 38 من الفيلق اليهودي بعد وعد بلفور في نوفمبر من عام 1917. انتقل هو وعائلته إلى فلسطين مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى. توفي بن غوريون عام 1973. يعد بن جوريون رجل الهجرة الثانية، رئيس حركة «الدولة التي في الطريق» القائد والمحفز المستميت لإقامة دولة إسرائيل، وهو من أعلن عن قيامها وأدارها بعد قيامها لمدة عقد ونصف حتى 1963، عين رئيسا الوزراء ووزيرا الدفاع الأول لدولة إسرائيل وكان من أوائل زعماء حركة العمل الصهيونية. جاء بن جوريون على رأس مؤسسي الدولة، قاد الصراع لإقامة دولة يهودية في فلسطين، حتى لو كان الثمن تقسيم الأرض، وأعلن عن إقامة دولة إسرائيل. كان من زعماء الحركة الصهيونية ورئيس إدارة الوكالة اليهودية في القدس وقاد دولة إسرائيل في الفترة التي جاءت بعد تأسيسها، وعمل من أجل الوطنية (شعار من المركز إلى الشعب)، وقمع محاولات من اليمين ومن اليسار (اللتلنا - البلمح) الذي رأى أن بهم خطر كبير على إقامة جيش وطنى واحد. قادت رؤيته الوطنية هذه إلى حل الحركات السرية قبل حرب 1948 وإقامة الجيش الإسرائيلي. عين كرئيس للوزراء وكوزير للدفاع في الحكومة الأولى وفي الوزارات التالية. وكان من زعماء حركة العمل الصهيونية في إسرائيل وفي العالم، ومن مؤسسي اتحاد نقابات العمال العامة وكان سكرتيرها العام الأول ومن زعماء الاستيطان أيضا. تزعم حزب المباي (حزب عمال إسرائيل) وبعد استقالته منه أقام حزب رفاي (قائمة عمال إسرائيل). ولد جرين لشندل وافيجدور جارين، في بلدة بلونسك في بولندا (التي كانت في حدود الامبراطورية الروسية حينئذ). تعلم في الحيدر التقليدى المحافظ ودرس بعد ذلك في الحيدر العصري الذي أسسه والده، الذي كان من أوائل الأعضاء في حركة «أحباء صهيون» وأصبح يتيم الأم عندما بلغ الحادية عشر من عمره. على الرغم من صغر سنه، أقام بالتعاون مع أصدقائه رابطة «عزرا» بتشجيع والده، الرابطة التي أعدت أعضائها للدعوة إلى الهجرة إلى فلسطين ووضعت هدف إحياء اللغة العبرية نصب أعينها. وانتقل في عام 1904 إلى وارسو وعمل بالتدريس وانضم إلى أوساط صهيونية. وفي عام 1906، وقد بلغ العشرون من عمره هاجر إلى فلسطين كجزء من موجة الهجرة الثانية. وبعد مرور عدة أعوام، صرح أن هذا اليوم كان الأعظم في حياته وأن الثاني بالنسبة له هو يوم احتلال الحرم القدسي الشريف (وهو ما أطلق عليه يوم تحرير جبل الهيكل) في حرب 1967. في سنواته الأولى في البلاد كان مزارعا واشتغل بالعمل الزراعي في مستوطنات سجرا وكان ذلك أيضا في مستوطنة «شومير» «منحميا» «زخرون يعقوب» «كفر سابا» «حفيت كنيرت». انضم إلى الحزب الصهيوني الاشتراكي «بوعلي تسيون» (عمال صهيون) وأصبح أحد زعماء الجناح اليميني في الحزب، وواحد من خمسة أعضاء اللجنة المركزية للحزب. وفي عام 1907 في الاجتماع الثاني للجنة «بوعلي تسيون» (عمال صهيون) الذي عقد في يافا نجح في إضافة بند إلى خطتها السياسية العامة وهو: «يتطلع الحزب للاستقلال السياسي للشعب اليهودي في هذه الأرض» وتم اختياره أيضا (مع يسرائيل شوحيط) للجنة مؤقتة من عضوين لتنظيم الحزب من جديد. تم انتخاب بن جوريون في مؤتمر «بوعلي تسيون» الذي عقد عام 1910 ليصبح أحد محرري جريدة «هأحدوت» (الاتحاد) لسان حال حزب «عمال صهيون» ومنذ ذلك العام عين كأحد محرري جريدة «هأحدوت». وقام بالتوقيع على مقاله الثاني باسم بن جوريون على اسم «يوسف بن جوريون» الذي كان أحد زعماء الاستيطان اليهودي في القدس أثناء التمرد الكبير في عصر الرومان. سافر بن جوريون عام 1911 إلى سلونسيقي وتعلم هناك اللغة التركية من أجل دراسة القانون وسافر عام 1912 إلى إسطنبول لدراسة القانون. قام الأتراك باتهام بن جوريون، أثناء تواجده في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى، هو وصديقه يتسحاق بن تسيفي بالتأمر وطردوهم خارج البلاد. فوصل كلاهما عام 1915 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمروا هناك في النشاط الصهيوني الذي في إطاره أسسوا حركة «هاحلوتس» (الطليعة). والتقى بن جوريون في نيويورك ببولا مونباز التي كانت تعمل في مهنة التمريض وناشطة في الحزب الصهيوني «بوعلي تسيون». وبعد فترة تعارف قصيرة، تزوج كلاهما عام 1917 في مراسم مدنية في مدينة نيويورك. في أعقاب وعد بلفور عام 1917 وغزو فلسطين على أيدي البريطانيين، كان بن جوريون أحد دعاة حركة التطوع للكتائب العبرانية ومن أوائل المتطوعين للكتائب. وصل كعضو كتيبة 39 لقلاع الملك في الجيش البريطاني إلى مصر عام 1918 ومن هناك إلى فلسطين. أقام بن جوريون عام 1919 بالتعاون مع بريل كتسنلسون حزب «اتحاد العمل» الذي كان توحيدا لحزب «عمال صهيون» «غير الحزبيين». أصبح بن جوريون في بداية العشرينيات أحد أبرز زعماء الاستيطان. عين عام 1920 مع مؤسسي اتحاد النقابات العامة وأصبح سكرتيرها العام خلال خمسة عشر عاما. وقد رأى أن الهستدروت بالإضافة إلى أنه رابطة مهنية تدافع عن جمهور العمال في البلاد إلا أنها أيضا وسيلة اجتماعية واقتصادية لتأسيس اقتصاد عمالي مستقل ومؤسسة سياسية ستقود الاستيطان اليهودي وسترسي أسسا للدولة التي ستقوم، فقد عمل بن جوريون من أجل توحيد أحزاب العمال. وأحرز هذا النشاط نجاحا حيث توحدت عام 1930 أحزاب اتحاد العمل «هابوعيل هتصعير» (العامل الصغير) وأسسوا حزب عمال إسرائيل (المباي)، الذي انتخب بن جوريون رئيسا له. وبالتعاون مع الحركات الشقيقة له خارج البلاد أصبح الحزب الأكبر في الحركة الصهيونية. وتم انتخاب بن جوريون عام 1935 من قبل حزب المباي ليصبح رئيسا لإدارة الوكالة اليهودية، التي كانت تعد الهيكل المركزي في إدارة الاستيطان اليهودي في البلاد. أصبح بن جوريون، مع اندلاع أحداث 1936 -1939، أحد دعاة سياسات الصمود التي قادت ضبط النفس ضد نشاطات العرب، ودعى إلى عملية متوازنة والامتناع عن إصابة الأبرياء. أيد بن جوريون عام 1937 مع كلا من حاييم فايتسمان وموشيه شاريت توصية «لجنة بيل» البريطانية لتقسيم فلسطين (من الغرب إلى الأردن) بين اليهود والعرب. ولكن معارضة العرب الذين كانوا يمثلون أغلبية السكان أفسدت تلك المبادرة. أعلنت سلطات الانتداب البريطاني عام 1939 عن سياسات الكتاب الأبيض التي قيدت للغاية هجرة اليهود إلى فلسطين وامتلاكهم للأراضي وتم إعدادها لتجميد وضع اليهود في إسرائيل كأقلية. أعلن بن جوريون عن مقاومة البريطانيين وهي المقاومة التي تضمنت الهجرة اليهودية غير الشرعية سرا إلى فلسطين وإقامة نقاط استيطانية أيضا في المناطق المحظورة وفقا للقانون البريطاني. أيد بن جوريون مع اندلاع الحرب العالمية الثانية تطوع اليهود للجيش البريطاني لمحاربة الألمان (الذي أطلق عليهم النازيين) دون توقف معارضته لسياسات الكتاب الأبيض. وأكد بن جوريون أن الاستيطان سيحارب بجانب البريطانيين ضد ألمانيا النازية إذا تم إلغاء الكتاب الأبيض. وأن معارضة الكتاب الأبيض ستستمر إذا لم تكن هناك حرب ضد الألمان. توقفت عمليات الاستيطان المعارضة للبريطانيين وبدأ التجنيد في الجيش البريطاني وبعد ذلك في الفيلق اليهودي. وأثناء الحرب توقفت كلا من منظمة «الإيتسيل» «هاليحي» عملياتهما ضد البريطانيين، ولكن جددت بعد ذلك «هاليحي» مقاومتها العنيفة للبريطانيين وتبعتها بعد ذلك «الإيتسيل». قاومت منظمة الهاجاناه بقيادة بن جوريون هاتين المنظمتين في عمليات «هاسيزون» (موسم الخصومات التي وقعت بين المنظمات السرية اليهودية إبان نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين). وقف بن جوريون عام 1942 خلف خطة بلتيمور التي اشعلت الصراع لإقامة الدولة، على الرغم من المعارضة الكبيرة للحركة الصهيونية وأيضا حزبه بسبب مقاصده الإقليمية. استمرت السلطة البريطانية خلال الحرب وبعدها أيضا في معارضة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين من خلال تجاهل محنة اليهود في أوروبا وكذلك الكارثة النازية. تزعم الاستيطان بعد هذه الحرب القاسية صراعه ضد البريطانيين وفي المقابل استمر النشاط السياسي لإقامة دولة يهودية. تلقى بن جوريون بين يديه حقيبة الدفاع في إدارة الوكالة اليهودية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأيد في منصبه هذا إقامة حركة التمرد العبري حتى ينظم مقاومة مشتركة ضد البريطانيين من جانب ثلاثة منظمات سرية. بدأ بن جوريون باتخاذ إجراءات حاسمة لاقتناء أسلحة وبالاستعداد القانوني للقوات غير النظامية لعرب فلسطين وبالأخص التصدي لهجوم جيوش الدول العربية. تصدر بن جوريون في سبتمبر 1947 زعامة الموقعين على «رسالة الوضع الراهن» الذي تم إرساله إلى رؤساء رابطة إسرائيل. وأكد بن جوريون في هذه الرسالة على اعتبار يوم السبت يوم العطلة الرسمية للدولة التي ستقوم، ومنع مراسم الزواج المدنية، وأكد على الاستقلال الذاتى لتيارات التعليم الديني. تم نشر المكتوب من خلال رغبة في حشد تأييد الجمهور اليهودي في البلاد حول فكرة إقامة الدولة، وقد شكل بالفعل طابع الدولة اليهودية فيما يخص الدين والدولة على مدار عشرات السنوات. قاد بن جوريون المؤسسات الرسمية للاستيطان وللحركة الصهيونية في صراعها من أجل الموافقة على خطة تقسيم الأراضي من قبل الأمم المتحدة (توصية لجنة أونسكوف وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 على تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية). فقد مرر بن جوريون قرار إقامة دولة إسرائيل بين مؤسسات الاستيطان على الرغم من المعارضة الشديدة حتى اللحظة الأخيرة ضد هذه العملية من جانب عناصر كثيرة بين اليمين، واليسار، ورجال الدين، وبين حزب المباي أيضا. قرأ بن جوريون في 14 مايو 1948 «وثيقة الاستقلال» في المراسم التي أقيمت في تل أبيب للإعلان عن قيام دولة إسرائيل، وكان بن جوريون أول من وقع عليها. تولى منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للدولة الجديدة، وبعد انتخابات الكنيست الأولى استمر بن جوريون في هذه المناصب وعمل بها خلال مدتين يبلغ إجمالي عدد السنوات بهما ثلاثة عشر عاما (أكثر من أي رئيس وزراء آخر) هذا بالإضافة إلى ثلاثة عشر عاما قبل إقامة الدولة الذي تولى خلالهم رئاسة الوكالة اليهودية التي كانت تعد حكومة «الدولة التي كانت في الطريق». اندلعت الحرب بين الجيوش العربية وإسرائيل على الفور عقب إعلان قيام دولة إسرائيل. وبعد مرور أيام قليلة على إقامة الدولة في 26 مايو أصدر بن جوريون أمرا لإقامة الجيش الإسرائيلي، ورئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع تولى إدارة المعركة طوال فترة حرب 1948 حتى الانتصار وبرم اتفاقيات وقف إطلاق النار في بداية عام 1949. تلقى بن جوريون أوراق اعتماد المفوضين الدبلوماسيين الأوائل الذين تم إرسالهم إلى إسرائيل (ومن بينهم المبعوث الأمريكي جيمس مكدونالد ومندوب الاتحاد السوفيتي)، وذلك لأن رئيس مجلس الدولة المؤقتة حاييم فايتسمان قد وصل إلى إسرائيل بعد مرور عدة شهور على قيام الدولة. اعتبر بن جوريون أن إقامة الجيش الإسرائيلي المشروع الأهم مع إقامة الدولة. فقد أسند إليه وظائف اجتماعية ومدنية أيضا في أيام المحنة، واعتبره بلطة انصهار لجيل الشباب، وأسند إليه بعض المهام منها دعم منظومة التعليم واستيطان مناطق الحدود والمناطق التي بها عدد قليل من سكان اليهود. أصدر بن جوريون قرارين، أصبحا موضع للخلاف، وعكسا سياسته لتكوين جيش متحد ووحيد للدولة الصغيرة، هما: أثناء فترة توليه الأولى (14 مايو 1948 – 26 يناير 1954) تضاعفت أعداد سكان الدولة، بفضل موجة الهجرة الكبيرة من 650,000 لتصل إلى 1.37 مليون مواطن. وأمام بعض أعضاء القيادة الذين رأوا أن عليهم تقييد أو إبطاء موجة الهجرة بسبب صعوبة الاستيعاب أعرب بن جوريون عن رفضه الشديد لتقييد عدد المهاجرين، وإن انحاز إلى انتقاء نوعية المهاجرين. رأى بن جوريون أهمية كبيرة لتشجيع الهجرة من أجل مضاعفة عدد سكان دولة إسرائيل. وقد طالب أيضا بزيادة أعداد المواليد. وقد حدد جائزة الولادة التي تبلغ مئة ليرا للأمهات التي تلد عشرة أولاد أحياء، عبر بشكل رمزي أكثر منه مادي عن تقدير الدولة لهؤلاء الأمهات. يعد بن جوريون رائد التطوير النووي لإسرائيل حيث التقى أثناء حرب 1948 مع مهندس إسرائيلي، هاجر إلى فرنسا وأصبح من مؤسسي البرنامج النووي في فرنسا، وأخذ منه بعض ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/دافيد بن غوريون
|
dbe6f6ae6af315424697215381b8d052
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.783637",
"source": "Wikipedia"
}
|
أسرائيل
|
إسرائيل
|
إسرائيل ، (رسميا: دولة إسرائيل) ، هي دولة معترف بها جزئيا تأسست عام 1948م، تقع في غرب آسيا، وتقع على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والساحل الشمالي للبحر الأحمر. لها حدود برية مع لبنان من الشمال، وسوريا من الشمال الشرقي، والأردن من الشرق، والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من الشرق والغرب، على التوالي، ومصر من الجنوب الغربي. تحتوي البلاد على ميزات متنوعة جغرافيا داخل مساحتها الصغيرة نسبيا. مركز إسرائيل الاقتصادي والتكنولوجي يقع في مدينة تل أبيب، في حين أن مقر حكومتها والعاصمة المعلنة هي القدس، على الرغم من أن سيادة الدولة على القدس لديها اعتراف جزئي فقط. لدى البلاد دليل على الهجرة المبكرة للبشر من أفريقيا. القبائل الكنعانية مشهورة من الناحية الأثرية منذ العصر البرونزي الأوسط، في حين برزت مملكتي إسرائيل ويهوذا خلال العصر الحديدي.:104 دمرت الإمبراطورية الآشورية الحديثة مملكة إسرائيل في حوالي عام 720 قبل الميلاد. تم غزو مملكة يهوذا في وقت لاحق من قبل الإمبراطوريات البابلية والفارسية والهيلينية وكانت موجودة كمقاطعات يهودية مستقلة. أدت ثورة المكابيين الناجحة إلى السلالة الحشمونية المستقلة بحلول عام 110 قبل الميلاد، والتي أصبحت في عام 63 قبل الميلاد دولة تابعة للجمهورية الرومانية والتي نصبت لاحقا سلالة الهيروديين في عام 37 قبل الميلاد، وفي عام 6 أنشأت مقاطعة يهودا الرومانية. استمرت يهودا كمقاطعة الرومانية إلى أن أدت الثورات اليهودية الفاشلة إلى تدمير واسع النطاق، وإلى طرد السكان اليهود، وإلى إعادة تسمية المنطقة من يهودا إلى سوريا فلسطين. واستمر الوجود اليهودي في المنطقة إلى حد ما عبر القرون. في القرن السابع الميلادي، استولى العرب على الإمبراطورية البيزنطية وظلت البلاد في قبضة المسلمين حتى الحملة الصليبية الأولى في عام 1099، تلاها الغزو الأيوبي عام 1187. مددت سلطنة المماليك المصرية سيطرتها على بلاد الشام في القرن الثالث عشر حتى هزيمتها من قبل الدولة العثمانية في عام 1517. خلال القرن التاسع عشر، أدت الصحوة الوطنية بين اليهود إلى تأسيس الحركة الصهيونية في الشتات تليها موجات من الهجرة إلى سوريا العثمانية ثم فلسطين الانتدابية لاحقا. في عام 1947، اعتمدت الأمم المتحدة خطة تقسيم فلسطين توصي بإنشاء دول عربية ويهودية مستقلة والقدس الدولية. وتم قبول الخطة من قبل الوكالة اليهودية، في حين رفضها القادة العرب. في العام التالي، أعلنت الوكالة اليهودية استقلال دولة إسرائيل، وشهدت الحرب العربية-الإسرائيلية اللاحقة عام 1948 قيام إسرائيل على معظم أراضي الإنتداب السابقة، بينما كانت الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سيطرة الدول العربية المجاورة. خاضت إسرائيل منذ ذلك الحين عدة حروب مع الدول العربية، ومنذ حرب الأيام الستة عام 1967 احتلت إسرائيل كل من الضفة الغربية ومرتفعات الجولان وقطاع غزة (لا تزال تعتبر محتلة بعد فك الارتباط في عام 2005، على الرغم من أن بعض الخبراء القانونيين يعارضون هذا الإدعاء). ووسعت قوانينها لتشمل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، ولكن ليس الضفة الغربية. يعد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية هو أطول احتلال عسكري في العالم في العصر الحديث. لم تسفر الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي. ومع ذلك، تم توقيع معاهدات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن. في قوانينها الأساسية، تعرف إسرائيل نفسها كدولة يهودية وديمقراطية ودولة أمة للشعب اليهودي. تتمتع البلاد بديمقراطية ليبرالية (وهي واحدة من اثنتين من الدول فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والأخرى هي تونس)، مع نظام برلماني، وتمثيل نسبي، واقتراع عمومي. رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة والكنيست هو المجلس التشريعي. اعتبارا من عام 2019 يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين نسمة، إسرائيل هي دولة متقدمة وعضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولديها 31 أو 32 أكبر اقتصاد في العالم بحسب إجمالي الناتج المحلي. تتمتع إسرائيل بأعلى مستويات المعيشة في الشرق الأوسط، وتحتل في المراكز الأولى بين دول العالم من حيث النسبة المئوية للمواطنين الحاصلين على تدريب عسكري، ومن حيث النسبة المئوية للمواطنين الحاصلين على درجة في التعليم العالي، والإنفاق على البحث والتطوير حسب نسبة الناتج المحلي الإجمالي، وسلامة المرأة، ومتوسط العمر المتوقع، والإبداع، والسعادة. تتلقى إسرائيل دعما سخيا من الولايات المتحدة لأسباب إستراتيجية وإقتصادية ودينية لتعزيز صدق النبؤات المسيحية حول المجئ الثاني للمسيح والحكم الألفي نتيجة تأثير الإنجيليين علي السياسة الأمريكية. بعد الاستقلال في عام 1948، تبنت البلاد رسميا اسم «دولة إسرائيل» بعدما تم رفض المقترحات التاريخية والدينية أرض إسرائيل، وصهيون ويهودا. في الأسابيع الأولى من الاستقلال، اختارت الحكومة مصطلح «إسرائيلي» للدلالة على مواطن إسرائيل، مع الإعلان الرسمي الصادر عن وزير الخارجية موشيه شاريت. تاريخيا استخدمت ألقاب مثل أرض إسرائيل وبنو إسرائيل للإشارة إلى مملكة إسرائيل الموحدة والشعب اليهودي بأسره على التوالي. اسم «إسرائيل» مستمد من التوراة. حيث في هذه العبارات تشير إلى يعقوب، والذي وفقا للكتاب المقدس العبري، أعطي له الاسم بعد أن صارع بنجاح مع ملاك الرب. وأصبح أبناء يعقوب الإثني عشر أسلاف بني إسرائيل، المعروفين أيضا باسم قبائل إسرائيل الإثني عشر أو بني إسرائيل. كان يعقوب وأبنائه قد عاشوا في كنعان، لكن أجبرتهم المجاعة على الذهاب إلى مصر لمدة أربعة أجيال، استمرت 430 عاما، حتى قاد موسى الإسرائيليين للعودة إلى كنعان كما تذكر التفاصيل في «سفر الخروج». أقدم قطعة أثرية معروفة تذكر كلمة «إسرائيل» كمجموعة في لوحة مرنبتاح والتي تعود إلى عصور مصر القديمة، وتاريخها إلى أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد. تعرف المنطقة أيضا باسم الأراضي المقدسة، فهي مقدسة لجميع الأديان الإبراهيمية بما في ذلك اليهودية والمسيحية والإسلام والمذهب التوحيدي الدرزي والعقيدة البهائية. تحت حكم الانتداب البريطاني (1920-1948)، كانت المنطقة بأسرها تعرف باسم فلسطين. على مر القرون، كانت المنطقة معروفة من قبل مجموعة متنوعة من الأسماء الأخرى، بما في ذلك كنعان، والسامرة، ويهودا، واليهودية، وسوريا فلسطين وسوريا الجنوبية. أما الكيان الصهيوني فهي التسمية الرسمية التي تطلقها بعض الحكومات والجماعات العربية على إسرائيل، وتحمل هذه التسمية في طياتها خطابا يرفض وجود «دولة يهودية» في منطقة الشرق الأوسط، وليس للوجود اليهودي. في التوراة وفي التراث اليهودي يعد اسم «إسرائيل» اسم بديل ليعقوب ففي اللغة العبرية تعني «إسرا» يصارع «إيل» تعني الإله أي «مصارع الرب» لأنه صارع الرب والناس وغلب، وتظهر قصة تسمية يعقوب بإسرائيل في سفر التكوين 32:25 وبقي يعقوب وحده، فصارعه رجل حتى طلوع الفجر. 26 ولما رأى أنه لا يقوى على يعقوب في هذا الصراع، ضرب حق وركه فانخلع. 27 وقال ليعقوب: «طلع الفجر فاتركني!» فقال يعقوب: «لا أتركك حتى تباركني». 28 فقال الرجل: «ما اسمك؟» قال: «اسمي يعقوب». 29 فقال: «لا يدعى اسمك يعقوب بعد الآن بل إسرائيل، لأنك غالبت الله والناس وغلبت». سفر التكوين ولفظة إسرائيل مكونة حسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: «سرى» بمعني غلب، «إيل» أي الإله أو الله. التوراة والتلمود وكذلك
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أسرائيل
|
5bf27962c03566fc83aa02984f83dc08
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.793692",
"source": "Wikipedia"
}
|
بن غوريون
|
دافيد بن غوريون
|
دافيد بن غوريون ؛ (16 أكتوبر 1886 - ديسمبر 1973)، أول رئيس وزراء لإسرائيل. ولد بن غوريون في مدينة بلونسك البولندية باسم دافيد غرين، ولتحمسة للصهيونية، هاجر إلى فلسطين عام 1906. امتهن بن غوريون الصحافة في بداية حياته العملية وبدأ باستعمال الاسم اليهودي «بن غوريون» عندما مارس حياته السياسية. كان بن غوريون من طلائع الحركة العمالية الصهيونية في مرحلة تأسيس إسرائيل. وخلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء الإسرائيلي الممتد من 25 يناير 1948 وحتى 1963 (باستثناء الأعوام 1953 حتى 1955) (1)، فقد قاد بن غوريون إسرائيل في حرب 1948 التي يطلق عليها الإسرائيليون، حرب الاستقلال. ويعد بن غوريون من المؤسسين لحزب العمل الإسرائيلي والذي تبوأ رئاسة الوزراء الإسرائيلية لمدة 30 عاما منذ تأسيس إسرائيل. في المرحلة السابقة لتأسيس إسرائيل، كان بن غوريون يوصف بالمعتدل مقارنة بمنظمة الهاجاناه الصهيونية التي تعامل معها البريطانيون في مواقف متعددة. ومن جانب آخر، فقد شارك بن غوريون في العمل المسلح من أجل تأسيس دولة يهودية في فلسطين عندما تعاونت الهاجاناه مع منظمة الإرجون التابعة لمناحيم بيغن. ولكن بعد أسابيع من الإعلان الرسمي لقيام دولة إسرائيل، أمر رئيس الوزراء الجديد (بن غوريون) بحل جميع المنظمات المسلحة كالهاجاناه وشتيرن في سبيل تأسيس جيش الحرب الإسرائيلي. وبهذه التعديلات الجديدة التي طرأت على التنظيمات المسلحة الصهيونية، أمر بن غوريون بإغراق السفينة «ألتالينا» المحملة بالسلاح، وكان السلاح الذي على متنها سيؤول إلى منظمة الأرجون الصهيونية. وإلى اليوم، يظل الأمر الذي أصدره بن غوريون بإغراق السفينة مثارا للجدل. قامت مجلة تايم باختياره كأحد أهم 100 شخصية في القرن العشرين. ولد بن جوريون في مدينة «بلونسك» البولندية والتي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية الروسية باسم دافيد جرينز عمل والده كمحامي وكان رئيس حركة محبي صهيون. توفيت أمه حين كان عمره 11 عاما. نشأ بن جوريون غيورا على الصهيونية ومتحمسا لها. حين كان طالبا في جامعة وارسو انضم للحركة الماركسية الصهيونية عمال صهيون «بوعالي صهيون» عام 1904. واعتقل مرتين خلال الثورة الروسية عام 1905. هاجر إلى فلسطين عام 1906 حيث أصبح من قادة الحركة مع إسحاق زائيفي. في فلسطين عمل أولا في الزراعة في يافا وجمع الموالح وساهم في إنشاء هاشومير. انتقل مع إسحق زائيفي عام 1912 إلى إسطنبول لدراسة القانون وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون. استقر في نيويورك عام 1915 حيث التقى بولا مونبيز حيث تزوجا عام 1917 وأنجبا ثلاثة أطفال. التحق بالجيش البريطاني عام 1918 حيث التحق بالكتيبة 38 من الفيلق اليهودي بعد وعد بلفور في نوفمبر من عام 1917. انتقل هو وعائلته إلى فلسطين مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى. توفي بن غوريون عام 1973. يعد بن جوريون رجل الهجرة الثانية، رئيس حركة «الدولة التي في الطريق» القائد والمحفز المستميت لإقامة دولة إسرائيل، وهو من أعلن عن قيامها وأدارها بعد قيامها لمدة عقد ونصف حتى 1963، عين رئيسا الوزراء ووزيرا الدفاع الأول لدولة إسرائيل وكان من أوائل زعماء حركة العمل الصهيونية. جاء بن جوريون على رأس مؤسسي الدولة، قاد الصراع لإقامة دولة يهودية في فلسطين، حتى لو كان الثمن تقسيم الأرض، وأعلن عن إقامة دولة إسرائيل. كان من زعماء الحركة الصهيونية ورئيس إدارة الوكالة اليهودية في القدس وقاد دولة إسرائيل في الفترة التي جاءت بعد تأسيسها، وعمل من أجل الوطنية (شعار من المركز إلى الشعب)، وقمع محاولات من اليمين ومن اليسار (اللتلنا - البلمح) الذي رأى أن بهم خطر كبير على إقامة جيش وطنى واحد. قادت رؤيته الوطنية هذه إلى حل الحركات السرية قبل حرب 1948 وإقامة الجيش الإسرائيلي. عين كرئيس للوزراء وكوزير للدفاع في الحكومة الأولى وفي الوزارات التالية. وكان من زعماء حركة العمل الصهيونية في إسرائيل وفي العالم، ومن مؤسسي اتحاد نقابات العمال العامة وكان سكرتيرها العام الأول ومن زعماء الاستيطان أيضا. تزعم حزب المباي (حزب عمال إسرائيل) وبعد استقالته منه أقام حزب رفاي (قائمة عمال إسرائيل). ولد جرين لشندل وافيجدور جارين، في بلدة بلونسك في بولندا (التي كانت في حدود الامبراطورية الروسية حينئذ). تعلم في الحيدر التقليدى المحافظ ودرس بعد ذلك في الحيدر العصري الذي أسسه والده، الذي كان من أوائل الأعضاء في حركة «أحباء صهيون» وأصبح يتيم الأم عندما بلغ الحادية عشر من عمره. على الرغم من صغر سنه، أقام بالتعاون مع أصدقائه رابطة «عزرا» بتشجيع والده، الرابطة التي أعدت أعضائها للدعوة إلى الهجرة إلى فلسطين ووضعت هدف إحياء اللغة العبرية نصب أعينها. وانتقل في عام 1904 إلى وارسو وعمل بالتدريس وانضم إلى أوساط صهيونية. وفي عام 1906، وقد بلغ العشرون من عمره هاجر إلى فلسطين كجزء من موجة الهجرة الثانية. وبعد مرور عدة أعوام، صرح أن هذا اليوم كان الأعظم في حياته وأن الثاني بالنسبة له هو يوم احتلال الحرم القدسي الشريف (وهو ما أطلق عليه يوم تحرير جبل الهيكل) في حرب 1967. في سنواته الأولى في البلاد كان مزارعا واشتغل بالعمل الزراعي في مستوطنات سجرا وكان ذلك أيضا في مستوطنة «شومير» «منحميا» «زخرون يعقوب» «كفر سابا» «حفيت كنيرت». انضم إلى الحزب الصهيوني الاشتراكي «بوعلي تسيون» (عمال صهيون) وأصبح أحد زعماء الجناح اليميني في الحزب، وواحد من خمسة أعضاء اللجنة المركزية للحزب. وفي عام 1907 في الاجتماع الثاني للجنة «بوعلي تسيون» (عمال صهيون) الذي عقد في يافا نجح في إضافة بند إلى خطتها السياسية العامة وهو: «يتطلع الحزب للاستقلال السياسي للشعب اليهودي في هذه الأرض» وتم اختياره أيضا (مع يسرائيل شوحيط) للجنة مؤقتة من عضوين لتنظيم الحزب من جديد. تم انتخاب بن جوريون في مؤتمر «بوعلي تسيون» الذي عقد عام 1910 ليصبح أحد محرري جريدة «هأحدوت» (الاتحاد) لسان حال حزب «عمال صهيون» ومنذ ذلك العام عين كأحد محرري جريدة «هأحدوت». وقام بالتوقيع على مقاله الثاني باسم بن جوريون على اسم «يوسف بن جوريون» الذي كان أحد زعماء الاستيطان اليهودي في القدس أثناء التمرد الكبير في عصر الرومان. سافر بن جوريون عام 1911 إلى سلونسيقي وتعلم هناك اللغة التركية من أجل دراسة القانون وسافر عام 1912 إلى إسطنبول لدراسة القانون. قام الأتراك باتهام بن جوريون، أثناء تواجده في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى، هو وصديقه يتسحاق بن تسيفي بالتأمر وطردوهم خارج البلاد. فوصل كلاهما عام 1915 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمروا هناك في النشاط الصهيوني الذي في إطاره أسسوا حركة «هاحلوتس» (الطليعة). والتقى بن جوريون في نيويورك ببولا مونباز التي كانت تعمل في مهنة التمريض وناشطة في الحزب الصهيوني «بوعلي تسيون». وبعد فترة تعارف قصيرة، تزوج كلاهما عام 1917 في مراسم مدنية في مدينة نيويورك. في أعقاب وعد بلفور عام 1917 وغزو فلسطين على أيدي البريطانيين، كان بن جوريون أحد دعاة حركة التطوع للكتائب العبرانية ومن أوائل المتطوعين للكتائب. وصل كعضو كتيبة 39 لقلاع الملك في الجيش البريطاني إلى مصر عام 1918 ومن هناك إلى فلسطين. أقام بن جوريون عام 1919 بالتعاون مع بريل كتسنلسون حزب «اتحاد العمل» الذي كان توحيدا لحزب «عمال صهيون» «غير الحزبيين». أصبح بن جوريون في بداية العشرينيات أحد أبرز زعماء الاستيطان. عين عام 1920 مع مؤسسي اتحاد النقابات العامة وأصبح سكرتيرها العام خلال خمسة عشر عاما. وقد رأى أن الهستدروت بالإضافة إلى أنه رابطة مهنية تدافع عن جمهور العمال في البلاد إلا أنها أيضا وسيلة اجتماعية واقتصادية لتأسيس اقتصاد عمالي مستقل ومؤسسة سياسية ستقود الاستيطان اليهودي وسترسي أسسا للدولة التي ستقوم، فقد عمل بن جوريون من أجل توحيد أحزاب العمال. وأحرز هذا النشاط نجاحا حيث توحدت عام 1930 أحزاب اتحاد العمل «هابوعيل هتصعير» (العامل الصغير) وأسسوا حزب عمال إسرائيل (المباي)، الذي انتخب بن جوريون رئيسا له. وبالتعاون مع الحركات الشقيقة له خارج البلاد أصبح الحزب الأكبر في الحركة الصهيونية. وتم انتخاب بن جوريون عام 1935 من قبل حزب المباي ليصبح رئيسا لإدارة الوكالة اليهودية، التي كانت تعد الهيكل المركزي في إدارة الاستيطان اليهودي في البلاد. أصبح بن جوريون، مع اندلاع أحداث 1936 -1939، أحد دعاة سياسات الصمود التي قادت ضبط النفس ضد نشاطات العرب، ودعى إلى عملية متوازنة والامتناع عن إصابة الأبرياء. أيد بن جوريون عام 1937 مع كلا من حاييم فايتسمان وموشيه شاريت توصية «لجنة بيل» البريطانية لتقسيم فلسطين (من الغرب إلى الأردن) بين اليهود والعرب. ولكن معارضة العرب الذين كانوا يمثلون أغلبية السكان أفسدت تلك المبادرة. أعلنت سلطات الانتداب البريطاني عام 1939 عن سياسات الكتاب الأبيض التي قيدت للغاية هجرة اليهود إلى فلسطين وامتلاكهم للأراضي وتم إعدادها لتجميد وضع اليهود في إسرائيل كأقلية. أعلن بن جوريون عن مقاومة البريطانيين وهي المقاومة التي تضمنت الهجرة اليهودية غير الشرعية سرا إلى فلسطين وإقامة نقاط استيطانية أيضا في المناطق المحظورة وفقا للقانون البريطاني. أيد بن جوريون مع اندلاع الحرب العالمية الثانية تطوع اليهود للجيش البريطاني لمحاربة الألمان (الذي أطلق عليهم النازيين) دون توقف معارضته لسياسات الكتاب الأبيض. وأكد بن جوريون أن الاستيطان سيحارب بجانب البريطانيين ضد ألمانيا النازية إذا تم إلغاء الكتاب الأبيض. وأن معارضة الكتاب الأبيض ستستمر إذا لم تكن هناك حرب ضد الألمان. توقفت عمليات الاستيطان المعارضة للبريطانيين وبدأ التجنيد في الجيش البريطاني وبعد ذلك في الفيلق اليهودي. وأثناء الحرب توقفت كلا من منظمة «الإيتسيل» «هاليحي» عملياتهما ضد البريطانيين، ولكن جددت بعد ذلك «هاليحي» مقاومتها العنيفة للبريطانيين وتبعتها بعد ذلك «الإيتسيل». قاومت منظمة الهاجاناه بقيادة بن جوريون هاتين المنظمتين في عمليات «هاسيزون» (موسم الخصومات التي وقعت بين المنظمات السرية اليهودية إبان نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين). وقف بن جوريون عام 1942 خلف خطة بلتيمور التي اشعلت الصراع لإقامة الدولة، على الرغم من المعارضة الكبيرة للحركة الصهيونية وأيضا حزبه بسبب مقاصده الإقليمية. استمرت السلطة البريطانية خلال الحرب وبعدها أيضا في معارضة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين من خلال تجاهل محنة اليهود في أوروبا وكذلك الكارثة النازية. تزعم الاستيطان بعد هذه الحرب القاسية صراعه ضد البريطانيين وفي المقابل استمر النشاط السياسي لإقامة دولة يهودية. تلقى بن جوريون بين يديه حقيبة الدفاع في إدارة الوكالة اليهودية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأيد في منصبه هذا إقامة حركة التمرد العبري حتى ينظم مقاومة مشتركة ضد البريطانيين من جانب ثلاثة منظمات سرية. بدأ بن جوريون باتخاذ إجراءات حاسمة لاقتناء أسلحة وبالاستعداد القانوني للقوات غير النظامية لعرب فلسطين وبالأخص التصدي لهجوم جيوش الدول العربية. تصدر بن جوريون في سبتمبر 1947 زعامة الموقعين على «رسالة الوضع الراهن» الذي تم إرساله إلى رؤساء رابطة إسرائيل. وأكد بن جوريون في هذه الرسالة على اعتبار يوم السبت يوم العطلة الرسمية للدولة التي ستقوم، ومنع مراسم الزواج المدنية، وأكد على الاستقلال الذاتى لتيارات التعليم الديني. تم نشر المكتوب من خلال رغبة في حشد تأييد الجمهور اليهودي في البلاد حول فكرة إقامة الدولة، وقد شكل بالفعل طابع الدولة اليهودية فيما يخص الدين والدولة على مدار عشرات السنوات. قاد بن جوريون المؤسسات الرسمية للاستيطان وللحركة الصهيونية في صراعها من أجل الموافقة على خطة تقسيم الأراضي من قبل الأمم المتحدة (توصية لجنة أونسكوف وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 على تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية). فقد مرر بن جوريون قرار إقامة دولة إسرائيل بين مؤسسات الاستيطان على الرغم من المعارضة الشديدة حتى اللحظة الأخيرة ضد هذه العملية من جانب عناصر كثيرة بين اليمين، واليسار، ورجال الدين، وبين حزب المباي أيضا. قرأ بن جوريون في 14 مايو 1948 «وثيقة الاستقلال» في المراسم التي أقيمت في تل أبيب للإعلان عن قيام دولة إسرائيل، وكان بن جوريون أول من وقع عليها. تولى منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للدولة الجديدة، وبعد انتخابات الكنيست الأولى استمر بن جوريون في هذه المناصب وعمل بها خلال مدتين يبلغ إجمالي عدد السنوات بهما ثلاثة عشر عاما (أكثر من أي رئيس وزراء آخر) هذا بالإضافة إلى ثلاثة عشر عاما قبل إقامة الدولة الذي تولى خلالهم رئاسة الوكالة اليهودية التي كانت تعد حكومة «الدولة التي كانت في الطريق». اندلعت الحرب بين الجيوش العربية وإسرائيل على الفور عقب إعلان قيام دولة إسرائيل. وبعد مرور أيام قليلة على إقامة الدولة في 26 مايو أصدر بن جوريون أمرا لإقامة الجيش الإسرائيلي، ورئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع تولى إدارة المعركة طوال فترة حرب 1948 حتى الانتصار وبرم اتفاقيات وقف إطلاق النار في بداية عام 1949. تلقى بن جوريون أوراق اعتماد المفوضين الدبلوماسيين الأوائل الذين تم إرسالهم إلى إسرائيل (ومن بينهم المبعوث الأمريكي جيمس مكدونالد ومندوب الاتحاد السوفيتي)، وذلك لأن رئيس مجلس الدولة المؤقتة حاييم فايتسمان قد وصل إلى إسرائيل بعد مرور عدة شهور على قيام الدولة. اعتبر بن جوريون أن إقامة الجيش الإسرائيلي المشروع الأهم مع إقامة الدولة. فقد أسند إليه وظائف اجتماعية ومدنية أيضا في أيام المحنة، واعتبره بلطة انصهار لجيل الشباب، وأسند إليه بعض المهام منها دعم منظومة التعليم واستيطان مناطق الحدود والمناطق التي بها عدد قليل من سكان اليهود. أصدر بن جوريون قرارين، أصبحا موضع للخلاف، وعكسا سياسته لتكوين جيش متحد ووحيد للدولة الصغيرة، هما: أثناء فترة توليه الأولى (14 مايو 1948 – 26 يناير 1954) تضاعفت أعداد سكان الدولة، بفضل موجة الهجرة الكبيرة من 650,000 لتصل إلى 1.37 مليون مواطن. وأمام بعض أعضاء القيادة الذين رأوا أن عليهم تقييد أو إبطاء موجة الهجرة بسبب صعوبة الاستيعاب أعرب بن جوريون عن رفضه الشديد لتقييد عدد المهاجرين، وإن انحاز إلى انتقاء نوعية المهاجرين. رأى بن جوريون أهمية كبيرة لتشجيع الهجرة من أجل مضاعفة عدد سكان دولة إسرائيل. وقد طالب أيضا بزيادة أعداد المواليد. وقد حدد جائزة الولادة التي تبلغ مئة ليرا للأمهات التي تلد عشرة أولاد أحياء، عبر بشكل رمزي أكثر منه مادي عن تقدير الدولة لهؤلاء الأمهات. يعد بن جوريون رائد التطوير النووي لإسرائيل حيث التقى أثناء حرب 1948 مع مهندس إسرائيلي، هاجر إلى فرنسا وأصبح من مؤسسي البرنامج النووي في فرنسا، وأخذ منه بعض ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بن غوريون
|
dbe6f6ae6af315424697215381b8d052
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.798239",
"source": "Wikipedia"
}
|
عبد الله بن المقفع
|
عبد الله بن المقفع
|
أبو محمد عبد الله بن المقفع (106 - 142 )(724 759 ) . وهو مفكر فارسي ولد مجوسيا لكنه اعتنق الإسلام، وعاصر كلا من الخلافة الأموية والعباسية. درس الفارسية وتعلم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد. نقل من البهلوية إلى العربية. وله في الكتب المنقولة الأدب الصغير والأدب الكبير فيه كلام عن السلطان وعلاقته بالرعية وعلاقة الرعية به والأدب الصغير حول تهذيب النفس وترويضها على الأعمال الصالحة ومن أعماله أيضا مقدمة كليلة ودمنة. ابن مقفع - أبو محمد عبد الله واسمه روزبه بن داذويه قبل إسلامه، ابن المقفع بكسر الفاء وقيل بفتحها، لأنه كان يعمل القفاع ويبيعها. وقيل: إن أباه كان مقفع الأصابع، فهو حينئذ بفتح الفاء. هو عبد الله بن المقفع، فارسي الأصل، ولد في قرية بفارس اسمها جور (فيروز أباد)، مؤرخون أخرون ينسبون مولده للبصرة، كان اسمه روزبه پور دادویه (روزبه بن داذويه)، وكنيته «أبا عمرو»، فلما أسلم تسمى بعبد الله وتكنى بأبي محمد ولقب والده بالمقفع لأنه أتهم بمد يده وسرق من أموال المسلمين والدولة الإسلامية لذا نكل به الحجاج بن يوسف الثقفي وعاقبه فضربه على أصابع يديه حتى تشنجتا وتقفعتا (أي تورمتا وإعوجت أصابعهما ثم شلتا). وقال ابن خلكان في تفسيره: كان الحجاج بن يوسف الثقفي في أيام ولايته العراق وبلاد فارس قد ولى داذويه خراج فارس، فمد يده وأخذ الأموال. فعذبه فتفقعت يده فقيل له المقفع، وقيل أنه سمي بالمقفع لأنه يعمل في القفاع ويبيعها، ولكن الرأي الأول هو الشائع والمعروف وعلى أساسه عرف روزبه بابن المقفع. نشأ ابن المقفع على المجوسية على مذهب المانوية وكان له نشاط في نشر تعاليمها وترجمتها إلى العربية، ومنها كتاب في سيرة مزدك أحد دعاة الثنوية ومن زعمائها المجددين لمبادئها. حتى أسلم على يد عيسى بن علي، فتغير اسمه لعبد الله وتكنى بأبي محمد، ولم تطل فترة إسلامه إذ قتل على يد سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بإيعاز من المنصور متهما بالزندقة، حيث كانت مبررات قتله على أنه زنديق من الفئة التي تتظاهر بالإسلام مراءاة وخداعا. ولكن ليس في آثار بن المقفع مايدل على زندقته، ولم يكن هنالك دليل مادي يوجه اتهامات إليه لإثبات زندقته وتبرير قتله، فالزندقة ليست السبب الحقيقي لمقتله وإنما كانت للتغطيه. بالرغم من ذلك فإن احتمالية كونه زنديقا بعد إسلامه أمر محتمل، فيشير بعض المؤرخين بأن اسلامه ما كان إلا ليحافظ على كرامته وطمعا في الشهرة والجاه وتقربا إلى مواليه العباسيين. عرف عبد الله بن المقفع بذكائه وكرمه وأخلاقه الحميدة، وكان له سعة وعمق في العلم والمعرفة ماجعله من أحد كبار مثقفي عصره، حيث تتكون ثقافته من مزيج من ثلاثة جوانب: العربية، الفارسية واليونانية، وكان ملما بلسان العرب فصاحة وبينا، وكاتبا ذو أسلوب، وذلك لنشأته في ولاء آل الأهتم[ملاحظة 1]، ووصف بمنزلة الخليل بن أحمد بين العرب في الذكاء والعلم، واشتهر بالكرم والإيثار، والحفاظ على الصديق والوفاء للصحب، والتشدد في الخلق وصيانة النفس. ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خلال كتاباته وحبه للأصدقاء حتى قال:«ابذل لصديقك دمك ومالك» وذات مرة سئل ابن المقفع عن الأدب والأخلاق فقيل له: «من أدبك»؟ فقال: «إذا رأيت من غيري حسنا آتيه، وإن رأيت قبيحا أبيته». وقد اتهمه حساده بفساد دينه، وربما كان الاتهام واحد من أسباب مقتله، ولا نجد في شيء من كتاباته ما يؤكد صدق هذا الاتهام. جمع بين الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية، فنال من كل هذه الثقافات نصيبا وافرا من الفصاحة والبلاغة والأدب، ولا يخفى هذا الأثر الطيب إذا تصفحت مؤلفا من مؤلفاته، فتنهال عليك الحكمة من بين الأسطر، وتنعم بالأسلوب السلس، والذوق الرفيع. كان حافظا للجميل فمن أهم أقواله: «إذا أسديت جميلا إلى إنسان فحذار أن تذكره وإذا أسدى إنسان إليك جميلا فحذار إن تنساه» والعديد والعديد من الصفات الرائعة. اشتهر عبد الله بن المقفع بأنه على خلاف شديد مع سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وهو والي البصرة أثناء فترة حكم الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وكان ابن المقفع يعبث معه ويضحك عليه ويستخف به كثيرا وقيل أن أنف سفيان كبيرا فكان يقول له عبد الله بن المقفع إذا دخل عليه: السلام عليكما، يعني سفيان وأنفه معه؛ وقال له في أحد الأيام وهو يسخر منه أمام الناس: «ما تقول يا سفيان في شخص مات وخلف زوجا وزوجة ??». وقال سفيان يوما: فقال له ابن المقفع: وورد عن سفيان بن معاوية أنه قال في إحدى المرات: غضب سفيان من ابن المقفع يوما وافترى عليه أمرا ما وعندما سمع عبد الله بن المقفع افتراء سفيان عليه قذف أمه وسبها وقال له: قصد عبد الله بن المقفع بالمغتلمة أي المرأة الفاجرة الشبقية التي لا تكتفي من الرجال ولا تنطفئ شهوتها وأم سفيان التي قذفها ابن المقفع هي ميسون بنت المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة. عندما قال عبد الله بن المقفع مقولته هذه زادت ضغينة سفيان وحقد عليه وضمر له الكراهية لذا عزم على قتله والانتقام منه فآمره بالقدوم إليه واستدعاه فقال له: ورد عليه عبد الله بن المقفع نادما متوسلا: فرد عليه سفيان بن معاوية مهددا إياه: بعد ذلك ربطه وآمر بإحضار فرن تنور فسجره وأوقده حتى أصبح حاميا متوقدا عندئذ آمر سفيان رجاله بتقطيع أعضاء وأطراف عبد الله بن المقفع عضوا عضوا وكلما قطعوا عضوا من جسم ابن المقفع يقول لهم سفيان بن معاوية: فجعل رجال سفيان يقطعون أعضاؤه ثم يرمونها في الفرن حتى تحترق بينما يرى وينظر لها عبد الله بن المقفع حتى هلك ومات من شدة التعذيب. وقال له سفيان عندما كان يحتضر: علق المؤرخ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء على هذه الحادثة قائلا: دافع عنه غير واحد من المؤرخين، ودحضوا عنه تهمة الزندقة التي اتهمها به أعداؤه، منهم وائل حافظ خلف في تصديره لكتاب الأدب الصغير، وفي كتابه «خواطر حول كتاب كليلة ودمنة»، حيث قال في الكتاب الأول: ((كان عبد الله بن المقفع مجوسيا من أهل فارس، وكان يسمى روزبه بن داذويه، وأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح والمنصور، وأطلقوا على أبيه: المقفع – بفتح الفاء - ؛ لأن الحجاج بن يوسف الثقفي كان قد استعمله على الخراج، فخان، فعاقبه حتى تقفعت يداه. وقيل: بل هو المقفع – بكسر الفاء - ؛ نسب إلى بيع القفاع وهي من الجريد كالمقاطف بلا آذان. وقد مات مقتولا، واختلفوا في سبب مقتله والطريقة التي قتل بها وفي سنة وفاته أيضا، ومهما يكن من أمر فإنا لا نسلم أبدا لمن قال: إنه قتل على الزندقة ! واستدل بما أورده العلامة ابن كثير في «البداية والنهاية» عن المهدي قال: ((ما وجد كتاب زندقة إلا وأصله من ابن المقفع، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد)) قالوا: ونسي الجاحظ، وهو رابعهم !!)) . ونقول: أما «فلان» وأمثاله من الحواق فعسى، وأما ابن المقفع فلا؛ فكتبه بين أيدينا تكاد تنطق قائلة: ((وايم الله ! إن صاحبي لبريء مما نسب إليه)) !. وليت شعري كيف ساغ لفلان وفلان وفلان ممن ترجموا للرجل أن يجزموا بذلك، وكلهم قد صفرت يده من البرهان؟ إن هي إلا تهمة تناقلوها بدون بيان. وقدما اتهموا أبا العلاء المعري بذلك حتى قيض الله له من جهابذة المتأخرين من أثبت بالدليل الساطع والبرهان القاطع براءته. فتبصروا رحمكم الله)) انتهى كلامه. وكان ابن المقفع صاحب علم واسع، وعرف الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية. وإذا كان ابن المقفع أظهر عيوب النظم الإدارية في عصره وفضل النظم الإدارية الفارسية، فالحقيقة إن العرب كانوا بعيدين عن النظم الإدارية. فبعد قيام الدولة الإسلامية في عهد الرسول، أخذ الفاروق عمر بن الخطاب الكثير من النظم الإدارية عن الفرس، واستطاع بهذا بناء دولة قوية. وكان لهذا أثره الكبير في تطور الدولة الإسلامية. قتل ابن المقفع وهو في مقتبل العمر، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين عند موته. إلا أنه خلف لنا من الآثار الكثيرة ما يشهد على سعة عقله وعبقريته، وأنه صاحب المدرسة الرائدة في النثر. عرف ابن المقفع بكرهه للنساء وخوفه من مكائدهن وقد وصفهن بالطعام لا يأكله الإنسان إلا إذا جاع والطعام سريع الفساد! وقد كان وسيم الملامح. بعض مؤلفات ابن المقفع نقل من الفارسية واليونانية والهندية. ومن مؤلفاته: بقي ابن المقفع وبقيت الكتب التي كتبها أو نقلها عن الفارسية أو الهندية والبنغالية أو اليونانية مرجعا لأن الكتب الأصلية قد ضاعت. علينا أولا أن نشير إلى أن ابن المقفع قد نقل رهطا كبيرا من الحكم عن الفارسية ومآثر العرب وكل ما وجده من أقوال ذات أثر عظيم في نفس البشر كحكم الفلاسفة اليونان مثلا. ولا بد على كل من يريد أن يقرأ حكم بليغ العرب أن يرجع إلى كتبه المعروفة: كليلة ودمنة، الأدب الصغير والأدب الكبير، الدرة اليتيمة ورسالة الصحابة. ولا بأس أن نأتي لا تدري أيهما أصوب فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى. وليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، وليكن افتقارك إليهم في لين كلمتك لهم، وحسن بشرك بهم. وليكن استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك، وبقاء عزك. وقال: أعلم أن لسانك أداة مصلتة، يتغالب عليه عقلك وغضبك وهواك وجهلك. فكل غالب مستمتع به، وصارفه في محبته، فإذا غلب عليه عقلك فهو لك، وإن غلب عليه شيء من أشباه ما سميت لك فهو لعدوك. فإن استطعت أن تحتفظ به وتصونه فلا يكون إلا لك، ولا يستولي عليه أو يشاركك فيه عدوك، فافعل. وقال: إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة أو نزول بلية، فاعلم أنك قد ابتليت معه: إما بالمؤاساة فتشاركه في البلية، وإما بالخذلان فتحتمل العار فالتمس المخرج عند أشباه ذلك، وآثر مروءتك على ما سواها. فإن نزلت الجائحة التي تأبى نفسك مشاركة أخيك فيها فأجمل، فلعل الإجمال يسعك، لقلة الإجمال في الناس. وإذا أصاب أخاك فضل فإنه ليس في دنوك منه، وابتغائك مودته، وتواضعك له مذلة. فاغتنم ذلك، واعمل به.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/عبد الله بن المقفع
|
a44b2d1d7fca6cd1f921af2da690c6bc
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.801104",
"source": "Wikipedia"
}
|
موشيه شاريت
|
موشيه شاريت
|
موشيه شاريت (بالعبرية משה שרת؛ 16 أكتوبر 1894 – 7 يوليو 1965) ثاني رئيس وزراء لإسرائيل وخدم من الفترة 1953 إلى 1955 وكانت تلك الفترة تفصل بين فترتي رئاسة ديفيد بن غوريون لرئاسة الوزراء. ولد شاريت في أوكرانيا وهاجر إلى فلسطين في سنة 1909 وتعد عائلة شاريت من المؤسسين لمدينة «تل أبيب» الإسرائيلية. كان يتكلم العربية بطلاقة وعمل على التفاوض بين الصهاينة وحكومة الانتداب البريطاني وتمخضت تلك المفاوضات عن ولادة دولة إسرائيل في عام 1948. ولخبرة شاريت في المفاوضات السياسية، فقد عين وزيرا للخارجية لحكومة إسرائيل الوليدة. ولعل العمل المحوري الذي قام به شاريت وزيرا للخارجية كان الهدنة العربية الإسرائيلية التي عقبت حرب 1948 وتم استنتاج تلك الهدنة في عام 1949. تقلد شاريت منصب رئيس الوزراء بعد تنحي بن غوريون عن رئاسة الوزراء ويعتبر شاريت من السياسيين المعتدلين، بل وشجع العمل السياسي مع البلدان العربية المجاورة إلا أن بن غوريون خطف الأضواء من شاريت بعودته لرئاسة الوزراء الإسرائيلية في فترة بن غوريون الثانية. وخدم شاريت للمرة الثانية وزيرا للخارجية في عام 1956 ومن بعدها ترأس الوكالة اليهودية حتى عام 1960.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/موشيه شاريت
|
b92f04b3cea29cf7b950a0e32a5f207f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.801570",
"source": "Wikipedia"
}
|
جيش إسرائيل
|
الجيش الإسرائيلي
|
الولايات المتحدة (1968–الحالي) ألمانيا قوات الدفاع الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي - ويختصر إلى هي التسمية الرسمية للجيش الإسرائيلي والذي يشمل: القوات البرية الإسرائيلية، وسلاح الجو الإسرائيلي، وسلاح البحرية الإسرائيلي. ويمثل الجناح العسكري الوحيد لجهاز قوات الأمن الإسرائيلية. ويرأسه رئيس الأركان العامة، وهو تابع لوزير الدفاع الإسرائيلي. رئيس الأركان الحالي هو الجنرال هرتسي هليفي منذ تعيينه في 2023. تأسس الجيش الإسرائيلي بقرار من وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الحكومة المؤقتة دافيد بن غوريون في 26 مايو 1948 (بعد 12 يوما من الإعلان الرسمي عن قيام دولة إسرائيل)، حيث بدأ العمل كجيش مجندين، واستقطب مجنديه الأوائل من الميليشيات الموجودة بالفعل في اليشوف - وهي الهاغاناه وإرغون وليحي. وشارك في كل صراع مسلح انخرطت فيه إسرائيل منذ ذلك الحين. ومع أنه كان يعمل في الأصل على ثلاث جبهات رئيسية - ضد لبنان وسوريا في الشمال، وضد الأردن والعراق في الشرق، وضد مصر في الجنوب، فقد تحول تركيزه في المقام الأول إلى جنوب لبنان والأراضي الفلسطينية منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد في 1979 ومعاهدة وادي عربة في 1994. ومع ذلك، فقد وقعت حوادث ملحوظة على الحدود الإسرائيلية السورية بشكل متكرر منذ 2011، نتيجة لعدم الاستقرار الإقليمي الناجم عن الحرب الأهلية السورية. أصبح للجيش الإسرائيلي علاقة أمنية وثيقة مع الولايات المتحدة منذ 1967، بما في ذلك التعاون في مجال البحث والتطوير، مع الجهود المشتركة بشأن طائرات إف-15آي، والليزر التكتيكي عالي الطاقة، وصواريخ آرو، من بين أشياء أخرى. ويعتقد أن الجيش الإسرائيلي قد حافظ على قدرة تشغيلية للأسلحة النووية منذ 1967، وربما يمتلك ما بين 80 إلى 400 رأس حربي نووي. قرر الكنيست الإسرائيلي في 31 مارس 1976 ترسيخ مكانة الجيش وأهدافه في «القوانين الأساسية لإسرائيل» حيث يوضح خضوع الجيش لأوامر الحكومة وحظر قيام قوة مسلحة بديلة له. سياسة التجنيد التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي هي سياسة تجنيد إجباري للذكور والإناث وذلك منذ إنشائه إلى اليوم. صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على مسمى «قوات الدفاع الإسرائيلية»، «جيش الدفاع عن إسرائيل» حرفيا، في 26 مايو 1948. ويختصر إلى «تساهل» نسبة إلى الأحرف الأولى للاسم العبري، اختير الاسم لأن فيه كلمة «دفاع» للإيحاء بفكرة أن دور الجيش هو الدفاع، وكذلك لاحتواءه على اسم المجموعة الأساسية التي شكلت حجر الزاوية لبناء الجيش؛ الهاجاناه. وكان حاييم-موشيه شابيرا وحزب هاتزوهار من المعارضين لهذا الاسم، مفضلين تسمية «جيش إسرائيل» ، وفي وسائل الإعلام العربية نادرا ما يستعمل الاسم الرسمي للجيش، والتي تشير إليه باسم «الجيش الإسرائيلي»، كما يكثر استخدام مسمى «جيش الاحتلال» في وسائل الإعلام العربية إشارة إلى القوات الإسرائيلية المتواجدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وبحر قطاع غزة). نشرت الحكومة الإسرائيلية بيانا في 13 يناير 1998 حول ما اعتبرته خروقات فلسطينية لاتفاق الخليل، من بينها استعمال مسمى «قوات الاحتلال» في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية بدعوى تعارض ذلك مع اعتراف المؤسسات الفلسطينية بدولة إسرائيل. يشار إلى الجيش الإسرائيلي باللغة الإنجليزية باسم «Israel Defense Forces» وتختصر إلى «IDF». وتشير إليه وسائل الإعلام الفرنسية باسم «Tsahal» حسب اللفظ الشائع في إسرائيل لاختصار الاسم الرسمي. تعود جذور الجيش الإسرائيلي إلى المنظمات شبه العسكرية اليهودية في اليشوف الجديد، بدءا من الهجرة الثانية (1904 إلى 1914). كانت أول منظمة من هذا النوع هي بار غيورا، التي تأسست في سبتمبر 1907. وتحولت بار غيورا إلى هاشومير في أبريل 1909، والتي ظلت تعمل حتى ظهور الانتداب البريطاني على فلسطين في 1920. وكانت هاشومير منظمة نخبوية ذات نطاق ضيق، تأسست في الأصل بغرض مواجهة العصابات الإجرامية التي تسعى لسرقة الممتلكات. قام فيلق البغال الصهيوني والفيلق اليهودي، وكلاهما جزء من الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى، بتعزيز اليشوف بالخبرة العسكرية والقوة البشرية، مما شكل الأساس للقوات شبه العسكرية اللاحقة. أدركت قيادة اليشوف الحاجة إلى منظمة دفاع سرية على مستوى البلاد، بعد الانتفاضة التي اندلعت في فلسطين في أبريل 1920 ضد اليهود، ولذلك تأسست الهاغاناه في يونيو 1920. أصبحت الهاغاناه قوة دفاع واسعة النطاق بعد الثورة العربية في فلسطين 1936-1939 بهيكل منظم يتكون من ثلاث وحدات رئيسية: الفيلق الميداني، وفيلق الحرس . ويشكل تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني أيضا تهديدا متزايدا، حيث خاض الجيش الإسرائيلي ضده صراعا غير متكافئ بين عامي 1982 و2000، فضلا عن حرب واسعة النطاق في 2006. تخضع جميع فروع الجيش الإسرائيلي لهيئة أركان عامة موحدة. ورئيس الأركان هو الضابط الوحيد الذي يحمل رتبة فريق . وهو يقدم تقاريره مباشرة إلى وزير الدفاع وبشكل غير مباشر إلى رئيس الوزراء والحكومة. ويعين مجلس الوزراء رؤساء الأركان رسميا بناء على توصية وزير الدفاع، لمدة ثلاث سنوات قابلة للزيادة سنة واحدة إذا وافقت الحكومة بعد التصويت على مشروع تمديد خدمة رئيس الأركان العامة وفي حالات نادرة تصل إلى خمس سنوات. رئيس الأركان الحالي هو هرتسي هليفي. يضم الجيش الإسرائيلي الهيئات التالية. تظهر الهيئات التي يعد رؤساءها أعضاء في هيئة الأركان العامة بالخط العريض: القوات البرية قوات الجو والفضاء القوات البحرية أركان حرب الجيش العسكرية: المدنية: يستخدم الجيش الإسرائيلي نفس مسميات الرتب في جميع القوات، بما في ذلك القوات الجوية والبحرية، على عكس معظم الجيوش. شارات الرتب بالنسبة لضباط القوات البرية، تكون نحاسية على خلفية حمراء؛ وفضية على خلفية زرقاء للقوات الجوية؛ وتضع البحرية شرائط ذهبية على الأكمام. تلبس شارات الضباط على الكتفيات أعلى كلا الكتفين. يتم ارتداء الشارة المميزة لكل خدمة على الغطاء. يرتدي المجندون شارات الرتبة على الكم، في المنتصف بين الكتف والمرفق. تكون الشارات بيضاء مع خيوط زرقاء متشابكة ومدعومة بلون السلك المناسبب في الجيش والقوات الجوية. يرتدي أفراد البحرية شارة رتبة ذهبية اللون مخيطة على مادة زرقاء داكنة. عدت رتبة رقيب أول كمساعد رتبة ذات أهمية خاصة منذ تشكيل الجيش الإسرائيلي حتى أواخر الثمانينيات، وذلك تماشيا مع استخدامها في الجيوش الأخرى. لم تعد الرتب المتزايدة للرقيب أول ذات قيمة رفيعة وذلك خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، حاليا أصبحت جميع رتب ضباط الصف المحترفين عبارة عن تبادل في رتبة رقيب أول (راف سامال) باستثناء راف ناغاد. الخدمة العسكرية في إسرائيل إلزامية لكل ذكر أو أنثى فوق 18 سنة. تستثنى من الخدمة الإلزامية بعض المجموعات من بينها العرب المسلمين والمسيحيين وطلاب اليشيفات (المدارس اليهودية الدينية). ويعني ذلك أن أغلبية عرب ال48 وكذلك أغلبية المتشددين في الديانة اليهودية («الحارديم») معفون عن الخدمة. وقد سبب هذا الاستثناء، وبشكل خاص إعفاء اليهود المتشددين بالدين، نوعا من الشد والجذب داخل المجتمع الإسرائيلي لتزايد طلاب الييشيفات. ولا يشمل الاستثناء أبناء الطائفة الطائفة الدرزية من حملة الجنسية الإسرائيلية، وهم يخدمون إجباريا في الجيش الإسرائيلي، بل وقد ارتقى بعض الدروز المراتب العليا في صفوف الجيش الإسرائيلي. إلا أن باب التطوع مفتوح لعرب 48، حيث تكون أغلبية المتطوعين العرب من بين البدو، ولكن عدد المتطوعين البدو قليل ويتراوح بين 200 و400 شخص سنويا فقط يخدم المجندون فترة 3 سنوات في الجيش الإسرائيلي إذا ما تم فرزهم في أماكن قتالية، بينما تخدم النساء فترة سنتين ان لم يفرزن في أماكن قتالية واقتصر عملهن على الأعمال المساندة. منذ سنة 2000 يسمح للنساء الخدمة في الوحدات القتالية إذا عبرن عن إرادتهن بذلك وإذا وافقت على التجنيد لمدة 3 سنوات. في حالات كثيرة يقضى الجنود غير الصالحين للخدمة القتالية من الناحية الصحية أو لأسباب أخرى خدماتهم في أعمال ذات طبيعة مدنية لصالح الجمهور، مثل مساعدة المعلمين في المدارس الحكومية، العمل في إذاعة الجيش الإسرائيلي (غاليه تساهل) وغيرها. وهناك أيضا خدمة وطنية مدنية خارج نطاق الجيش وهي مفتوحة أمام المعفيين من الخدمة العسكرية وهي خدمة تطوعية، غير أن هناك اقتراحات لجعلها إلزامية لكل من يعفى من الخدمة العسكرية القتالية لأي سبب كان. ومن أشد المعارضين لهذه الاقتراحات هم المتزمتون اليهود وعرب 48. يخدم الجنود الإسرائيليون مدة شهر واحد من كل عام حتى يبلغ الرجل 43 من عمره، ويتم طلبه للخدمة في حال الحروب والطوارئ، وغالبا ما يخدم في نفس الوحدة العسكرية في كل مرة يؤدي خدمة الاحتياط. وقد وجدت تعديلات على نظام الخدمة الجديد الذي صدر في 13 مارس 2008. يمكن للجيش التنازل عن خدمة جندي احتياط زمنيا أو دائما. حرس الحدود هو وحدة مشتركة للشرطة والجيش حيث يتم تدريب المجندين في القتال في المناطق المأهولة بالسكان. من الناحية الإدارية تنتمي الوحدة إلى الشرطة ويعمل المجندون فيها كشرطيين، إلا أن أزياءهم تختلف عن أزياء الشرطة العادية بلونها. يعمل أفراد الوحدة أيضا في مناطق معينة من الضفة الغربية وفي الجزء الشرقي لمدينة القدس. غالبا القيادة في حرس الحدود تكون من الضباط الذين عملوا في الوحدات الفعالة في الجيش النظامي. أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد الجنود الذين يخدمون في صفوفه من أبناء الاقليات (أغلبية ساحقة من الدروز والباقي من البدو وبعض الشركس والمسيحيين) يصل إلى 6,000 جندي. الدروز والشركس، يؤدون الخدمة الإجبارية جنبا إلى الجنب مع الجنود اليهود، وغالبا ما خدموا في وحدات خاصة تسمى وحدات الأقليات. يبدو من المعطيات المتوفرة عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن عدد المتطوعين المسلمين والمسيحيين للخدمة العسكرية لا يقل عن 1200 متطوع سنويا، أغلبيتهم الساحقة من البدو في الجليل والنقب. أقام الجيش كتيبة خاصة بالبدو تكون أغلبية أفرادها من المتطوعين البدو واسمها «كتيبة التجوال الصحراوية»، كذلك يخدم الكثير منهم في «وحدة قصاصي الأثر». خلال الأعوام 1950 إلى 1966 صرفت الحكومة الإسرائيلية 9% من ناتج الدخل القومي على الجيش والتسليح. وصلت إلى 24% في فترة الثمانينات. ووصل الإنفاق العسكري. وفي عام 1983، قررت الولايات المتحدة وإسرائيل إنشاء مجموعة السياسية العسكرية المشتركة التي تنعقد مرتين في السنة وتشرف على عملية التخطيط العسكري والتدريبات المشتركة، وتتعاون على البحوث العسكرية وتطوير الأسلحة. كما تحتفظ القوات الاميركية بمخزون احتياطي حربي في إسرائيل تبلغ قيمته 493 مليون دولار، وتعتبر أمريكا الحليف الأول لإسرائيل بغض النظر عن التزامات الولايات المتحدة في نطاق حلف الناتو. منذ عام 1976 كانت إسرائيل المستفيد الأكبر من المساعدات الخارجية الأمريكية، حيث بلغ التمويل العسكري لإسرائيل حوالي 1,8 مليار دولار سنويا. عدد الجنود المرتزقة داخل جيش الاحتلال بلغ 6200 جندي في 18-6-2015م. وتم استخدامهم بشكل واضح في الحرب على غزة 2014 . قلق وتخوف يصيب قيادة جيش الاحتلال من ظاهرة الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها جنود جيش الاحتلال، الامر الذي يعكس زيادة الميزانية على التحصين، وشراء الاسلحة، مقابل عجز الميزانية في تغطية نفقات احتياجات الجنود. قفد اكدت القناة الثانية العبرية على معطيات صادرة عن قسم القوى البشرية في جيش الاحتلال، مفادها (أن واحد من كل أربعة جنود يعانون ضائقة اقتصادية وتبين أن عشرات الآلاف منهم يعانون الفقر ويطلبون المساعدات). وفي ظل عجز قيادة جيش الاحتلال عن التعامل مع هذه الظاهرة، تقدم جمعيات المساعدات المالية للجنود الفقراء، وأن تسرب هذه الظاهرة في جيش الاحتلال أدى إلى انعكاس مدى الحالة الاقتصادية التي يعيشها المجتمع الصهيوني وعجز ميزانيته في تغطية كافة دوائر الجيش. واضافت القناة الثانية العبرية حسب تقاريرلها قالت :أن ما يقارب 30 ألف جندي مصنفون على أنهم يعانون ضائقة مالية والمبالغ التي تقدم كمساعدات للجنود بلغب نصف مليار شيكل . ومع انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، كشفت صحيفة إلموندو الإسبانية، عن توجه الجيش الإسرائيلي، للاعتماد على مرتزقة للقتال في صفوفه، سعيا إلى تدعم الجيش الإسرائيلي بمزيد من المقاتلين. وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن الجنود الذين وصلوا إلى إسرائيل، سبق لهم القتال مع أوكرانيا ضد روسيا، وقال أحد المرتزقة، إن أحد أسباب قدومه للقتال في إسرائيل "كونهم يعطون أجرا جيدا للغاية". يعتمد على التكنولوجيا المستوردة من الولايات المتحدة بشكل أساسي مثل طائرة F15 F16 والطائرة العمودية «أباتشي». هذا بالإضافة إلى الأسلحة التي يتم تطويرها في المؤسسات الصناعية العسكرية المحلية كطائرات كفير والصواريخ (شافيت) وطائرات دون طيار مثل طائرة أيتان والمعدات التي تقتنيها من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تخضع للتطوير في المخازن والمصانع الإسرائيلية (أنظر إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء). وتتمتع إسرائيل بالقدرة على اعتراض الصواريخ البالستية عن طريق شبكة صواريخ «آرو» المطورة محليا وأنظمة باتريوت التي لم تجد نفعا أمام صواريخ حزب الله من لبنان صيف 2006. وتعمل إسرائيل على تطوير سلاح ليزر بالتعاون مع الولايات المتحدة لاعتراض الصواريخ ذات المدى المتوسط. ولا ننسى ان إسرائيل من بين الدول القليلة جدا ومؤخرا إيران التحقت بالنادي النووي والتي لديها الإمكانات لإيصال قمر صناعي إلى مداره الفضائي عن طريق صواريخها من نوع شافيت (أنظر: أفق). الدول التي تملك أسلحة نووية وتعلن عنها هي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والمملكة المتحدة وفرنسا والهند وباكستان وأخيرا كوريا الشمالية. أما إسرائيل فهي تحيط في هذا الموضوع بسرية كاملة رغم افصاح دوائر رسمية عالمية كثيرة عن امتلاك أسرائيل للسلاح النووي. في نفس الوقت لا تسمح إسرائيل بتفتيش منشآتها النووية من قبل الهيئة الدولية للطاقة الذرية التي تهتم بمنع انتشار الأسلحة النووية طبقا للمعاهدة الدولية الخاصة بذلك. يعتبر عام 2012 فترة حرجة بالنسبة لإيران حيث تتزايد عليها الضغوط من الغرب وبالذات من إسرائيل لعدم السماح لها بإنتاج سلاح نووي، في الوقت التي تنفي فيه إيران عزمها على صناعة قنابل نووية، وتقول أن تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به هو بغرض الاستغلال السلمي للطاقة النووية فقط، إلا أن شكوك الغرب وإسرائيل كبيرة. تم تطوير الأسلحة النووية في مفاعل «ديمونة» النووي منذ ستينيات القرن العشرين. يعتقد أن أول قنبلتين قامت إسرائيل بإنتاجهما كانتا جاهزتين للاستعمال قبل حرب الستة أيام (1967)، ويعتقد أن رئيس الوزراء «اشكول» أمر بتجهيزهما في أول إنذار بالخطر النووي الإسرائيلي إبان حرب الستة أيام. وجرى الاعتقاد ان إسرائيل أمرت بتجهيز 13 قنبلة نووية بقدرة تفجيرية تعادل 20 ألف طن (20 كيلوطن) من مادة تي إن تي خوفا من الهزيمة في عام 1973. عدد الرؤوس النووية بحوزة إسرائيل غير معلوم إلا أن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل قد تملك من 100 إلى 200 رأس نووي حتى سنة 87, ومن الممكن إيصالها إلى أهداف بعيدة عن طريق الطائرات أو الصواريخ البالستية والغواصات، وقد يصل مداها إلى منتصف الجمهورية الروسية. تتبع إسرائيل سياسة الغموض فيما يتعلق بترسانتها النووية. إلا أن «مردخاي فعنونو»، أحد موظفي مفاعل ديمونة أكد على صحة التوقعات الآنفة. خصخصت إسرائيل صناعاتها العسكرية بمطلع عام 2005 وكونت شركة بين شركتين تعنيان بصناعة السلاح عرفت بشركة رفائيل للصناعات العسكرية وأعطيت أكثر المشاريع سرية وحساسية وأما شركة ألبيت فأعطيت حق تصنيع الذخائر والدبابات والمدرعات وذلك للحفاظ على حيوية الصناعة العسكرية الإسرائيلية خصوصا بعد أن واجهت شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية وقتها، مصاعب مالية استصعبت معها دفع رواتب المتقاعدين الذين عملوا فيها. تفتخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية بالدبابة ميركافا، باعتبارها الأكثر تأمينا لحياة طاقمها بين مختلف طرازات الدبابات العالمية[بحاجة لمصدر]، كما تصر صناعة الإعلام الإسرائيلية على أن ميركافا هي الدبابة الأكثر تدريعا أمام المقذوفات المضادة للدبابات، والأقدر بين الدبابات على المناورة والعمل في ظروف بيئية صعبة. في عام 2006، قام حزب الله بوضع هذه الدبابة أمام الاختيار أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان ونتج عن ذلك ما يعرف بمقبرة الميركافا مما أدى إلى فسخ عدد كبير من الدول لعقود شراء دبابات الميركافا من إسرائيل. بالنظر إلى طبيعة الصراع المسلح بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، فإن إسرائيل تتدعي أنها تتبع سياسة حربية قليلة الكثافة لتباين العدة والعتاد بين الفريقين المتحاربين، إلا أن البعض يرى أن السياسة المتبعة في التعامل مع المسلحين الفلسطينيين سياسة مفرطة خصوصا ان إسرائيل تستعمل الطائرات العمودية والمقاتلات الحربية في ضرب أهداف أرضية كالحادثة الشهيرة التي أدت إلى مقتل أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس) وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى عن طريق القصف الصاروخي من الطائرات العمودية كما أن إسرائيل تقتل وتعتقل العشرات أسبوعيا من من تصفهم بالمطلوبين الفلسطينيين الخطرين. ومن بين الخصوم التي تعاملت مع الجيش الإسرائيلي بصورة «حرب العصابات» هو حزب الله اللبناني. فقد تعامل الجناح العسكري «المقاومة الإسلامية» لحزب الله مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بكثرة مع استمرار المناوشات العسكرية بين الفينة والأخرى حتى بعد انسحاب إسرائيل من جل الجنوب اللبناني والتمسك بمزارع شبعا أما الخصم الذي كان له المواجهة الأكبر على مدى عقود هو منظمة التحرير الفلسطينية حيث كانت أكبر معركة هي اجتياح 1982 وقد صمدت المنظمة 88 يوم ثم بعدها تدخل العالم لخروج المسلحين من بيروت وانسحبت إسرائيل بخسائر كبيرة للغاية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جيش إسرائيل
|
e7bcde872d2b0b7528841f0a7eb6e70e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.806771",
"source": "Wikipedia"
}
|
عبرية (لغة)
|
اللغة العبرية
|
اللغة العبرية أو العبرانية عڤريت /ʕiv'ʁit/ هي لغة سامية من مجموعة اللغات الشمالية الغربية من الفرع الكنعاني، تنتمي إلى مجموعة اللغات الأفريقية الآسيوية. حاليا تنتشر اللغة العبرية الحديثة كلغة حديث وأدب وتعاملات رسمية، ويتحدث بها أكثر من سبعة ملايين شخص موزعين في حدود إسرائيل والأراضي الفلسطينية. اللغة العبرية الحديثة منبثقة من اللغة العبرية الكلاسيكية التي لم تعد مستخدمة كلغة حديث أو كلغة تعاملات رسمية إنما تستخدم كلغة دينية يستعملها المتدينون اليهود في تعاملاتهم الدينية، وهي بدورها (اللغة العبرية الكلاسيكية) نشأت من محاولة إحياء للغة العبرية القديمة التي ماتت في القرن الخامس قبل الميلاد. اللغة العبرية القديمة هي العبرية التي كتب فيها العهد القديم، وتشبه إلى حد كبير لغات قديمة أخرى مثل اللغة الفينيقية والعمونية والمؤابية؛ ولهذا يعد علماء اللغات كل هذه اللغات الأخيرة لهجات للغة الكنعانية. أخذت اللغة العبرية العديد من الأسماء، وهي: لغة كنعان ( هو اسم وارد في التوراة)، واللغة اليهودية (كونها لغة مهمة في الديانة اليهودية)، واللغة المقدسة (بسبب نزول التوراة بها)، لكن أشهر الأسماء لها هو اللغة العبرية (حيث سميت بهذا الاسم نسبة إلى العبرانيين الذين حملوا اللغة من بعد الكنعانيين). بدأت هذه المرحلة في القرن العاشر قبل الميلاد تقريبا، فكانت اللغة العبرية هي اللغة الشائعة في المناطق الجبلية في فلسطين، وكانت عبرية هذا العصر تتسم بالنقاء والبعد عن أي تأثيرات أجنبية، ودون بها معظم أسفار العهد القديم والأعمال الأدبية الأخرى، وعدد من النقوش الأثرية على الصخور والأحجار والعملات. اجتاحت الإمبراطورية البابلية الحديثة في أوائل القرن السادس قبل الميلاد مملكة يهوذا القديمة، فدمرت معظم القدس ونفت سكانها إلى بابل ناحية الشرق. تعلم العديد من بني إسرائيل خلال الأسر البابلي اللغة الآرامية وهي اللغة السامية التي تكلم بها آسروهم. أثرت الآرامية بسبب ذلك على النخبة اليهودية لفترة طويلة من الزمن. سمح كورش الكبير لليهود بالعودة من الأسر بعد غزوه لبابل. انتشرت لهجة محلية للآرامية بين بني إسرائيل مع تطاول الزمن إلى جانب العبرية. كانت الآرامية مع بداية الحقبة العامة هي اللغة العامية الأولى ليهود السامرة وبابل والجليل، بينما كان يهود الغرب والمثقفون يتحدثون باللغة اليونانية، إلا أن أحد أشكال العبرية المشنائية استمر استخدامه كلغة عامية في يهودا حتى حلت الآرامية محله في القرن الثالث الميلادي تقريبا. تمسك بعض اليهود من الصدوقيين والفريسيين والنساخ والنساك والزيلوت والأحبار باللغة العبرية، وحافظ جميع اليهود على هويتهم بالأغاني العبرية والاقتباسات البسيطة من النصوص العبرية. لا ينازع أحد في أن العبرية المنطوقة تعرضت للتهميش بين معظم اليهود لصالح وريثتها وأقرب اللغات إليها في الشرق الأوسط وهي اللغة الآرامية وتليها اليونانية، لكن آراء العلماء حول التأريخ الدقيق لهذا التحول تغيرت كثيرا. تبنى معظم العلماء في النصف الأول من القرن العشرين وجهة نظر أبراهام جايجر وغوستاف دالمان بأن الآرامية أصبحت لغة منطوقة في أرض إسرائيل في مرحلة مبكرة من بداية الحقبة الهلنستية لإسرائيل في القرن الرابع قبل الميلاد، وبأن العبرية في نفس الفترة تقريبا لم تعد اللغة المنطوقة بسببب ذلك. لا ينطبق هذا الرأي على بعض الاستثناءات الملحوظة مثل موشيه تسفي سيغال ويوسف كلاوسنر وبن يهودا. شهد النصف الأخير من القرن العشرين الاطلاع على الأدلة الأثرية المتراكمة مثل التحليل اللغوي لمخطوطات البحر الميت والتي فندت هذا الرأي. أزاحت مخطوطات البحر الميت المكتشفة قرب خربة قمران في الفترة منذ 1946 إلى 1948 الستار عن بعض النصوص اليهودية القديمة التي كتبت غالبا باللغة العبرية دون الآرامية. توضح مخطوطات خربة قمران أن النصوص العبرية كانت مفهومة بسهولة لعوام اليهود، وأن اللغة تطورت منذ العصور التوراتية مثل أي لغة منطوقة. تقول الدراسات الحديثة بأن ما نقل عن اليهود الذين يتحدثون الآرامية يثبت وجود مجتمع متعدد اللغات، وليس فقط بالضرورة اللغة الأولى المنطوقة. تعايشت العبرية المنطوقة داخل إسرائيل مع اللغة الآرامية. يرى معظم العلماء الآن بأن أفول العبرية كلغة منطوقة حصل في نهاية العصر الروماني أو عام 200 تقريبا. استمرت العبرية كلغة أدبية حتى العصر البيزنطي من القرن الرابع الميلادي. لا يزال تحديد الأدوار الدقيقة للغة الآرامية والعبرية محل نقاش ساخن. اقترح سيناريو ثلاثي اللغات لأرض بني إسرائيل. استعملت العبرية كلغة أم محلية وثيقة الصلة بتاريخ إسرائيل وأصولها وعصرها الذهبي وكلغة دين إسرائيل؛ واستعملت الآرامية كلغة دولية مع باقي الشرق الأوسط؛ بينما عملت اليونانية كلغة دولية أخرى مع المناطق الشرقية من الإمبراطورية الرومانية. يرى وليام شنيدويند أن الأهمية الدينية للعبرية تراجعت في الفترة الفارسية، ثم نمت في الفترتين الهلنستية والرومانية، ويستشهد بأدلة نصوصية تفيد بأن العبرية تمكنت من الحفاظ على مكانتها كلغة عامية – رغم تأثر القواعد اللغوية ونظام الكتابة بالآرامية على نحو كبير. تقول دراسة أخرى مختصرة بأن اليونانية كانت لغة الحكومة الرسمية، وكانت العبرية لغة الصلاة والدراسة والنصوص الدينية، وكانت الآرامية لغة العقود القانونية والتجارة. تميز النمط الجغرافي في بداية الحقبة العامة، وفقا لبرنارد سبولسكي «استخدام اللغة الآرامية اليهودية بشكل أساسي في الجليل في الشمال، بينما تركزت اللغة اليونانية في المستعمرات السابقة وحول المراكز الحكومية، واستمرت اللغة العبرية بكونها اللغة الوحيدة الأساسية في القرى الجنوبية من يهودا». يضيف برنارد سبولسكي بعبارة أخرى أن «فلسطين في عصر التانيم يمكن تقسيمها من حيث جغرافية اللهجة إلى مناطق ناطقة بالآرامية في الجليل والسامرة ويهودا الصغيرة، حيث كان يتكلم أحفاد العائدين من المنفى بالعبرية الحاخامية». افترض بعضهم، بالإضافة إلى ما سبق، أن اليونانية العامية المختلطة كانت الوسيلة الأساسية للتواصل في المدن الساحلية وبين الطبقة العليا في القدس، بينما كانت الآرامية سائدة في الطبقة الدنيا من القدس دون الريف المحيط. أجبر سكان يهودا الأصليين في القرن الثاني الميلادي على التفرق بعد قمع ثورة بار كوخبا. انتقل العديد منهم إلى الجليل، ولذلك استوطن معظم من تبقى من المتحدثين الأصليين للغة العبرية في الشمال في تلك المرحلة الأخيرة. يحتوي العهد الجديد المسيحي على بعض أسماء الأماكن والاقتباسات باللغة السامية. تطلق «العبرية» في النصوص غالبا على اللغة التي كتبت بها هذه الحواشي (واللغة التي يتحدث بها اليهود عموما في بعض فصول العهد الجديد) وإن كان هذا المصطلح لا يفهم منه غالبا إلا الإشارة إلى الآرامية، وتستحضر الترجمات الحديثة نفس المفهوم أيضا. لا يوجد مع ذلك ما يمنع من ترجمة هذه الحواشي على أنها عبرية. قيل إن العبرية، لا الآرامية أو اليونانية العامية المختلطة، كانت وراء تأليف إنجيل متى. بعد أن أصبحت الآرامية هي اللغة الرسمية في البلاد، وجه الزعماء الدينيون جهودهم نحو شرح وتفسير العهد القديم باللغة الآرامية لكي يفهم اليهود أصول وطقوس الدين اليهودي، فكتبوا المشناه والجمارا ثم التلمود. وكانت لغة هذه الكتب مختلفة تماما في روحها وألفاظها وتراكيبها عن عبرية العهد القديم، فظهر فيها التأثر الشديد باللغة الآرامية، كما احتوت أيضا على بعض الألفاظ من اللغات الأخرى. مع امتداد المناطق التي سيطر عليها العرب إلى فلسطين، تمتع اليهود ببعض الرفاهية الفكرية والتي أنتجت الكتاب المسورتيين والذين وضعوا أساس عملية التشكيل أو التنقيط والذي استمر حتى اليوم كنظام التنقيط العبري الرسمي وقد تم إنتاجه في المدرسة الطبرية. عرف اليهود عصرا ذهبيا كثير الإنتاج الأدبي أثناء حياتهم في الأندلس العربية، وقد ساعد جو التسامح والتعايش الأندلسي على ازدهار الإنتاج الأدبي واللغوي العبري وظهور شخصيات ما زالت تحتل مكان الصدارة حتى اليوم في الكتابات الدينية اليهودية واللغوية العبرية كالحاخام موسى بن ميمون وسعديا الفيومي. يعرف اليهود تلك الفترة باسم العصر الذهبي وتعرف الإنتاجات الأدبية لهذا العصر 'الأدب العبري الوسيط'، وكانت هذه آخر العصور المزدهرة للغة العبرية والتي انتهت بسقوط الأندلس. تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد في تاريخ الأدب العلماني للغة العبرية. أدباء ذلك الوقت هم من المتنورون (المسكيليم) والتي بدأت حركتهم في وسط أوروبا خصوصا في ألمانيا (1780-1820) وانتقلت بعدها إلى المجر والتشيك وإيطاليا وغيرها من البلدان (1820-1850) ووصلت إلى ذروة تطورها في شرق أوروبا وروسيا وبولندا (1850-1881). عمل المسكيليم في عصرهم بشكل مباشر وغير مباشر من أجل إحياء اللغة العبرية وتحويلها إلى لغة حديث بين الناس، وكان الأوائل يميلون إلى توسيع اللغة العبرية وتجهيز كل روافد اللغة من أجل الاستخدام في الكتابة، بينما مال المتأخرون إلى خلق لغة مركبة تختلط بروافد اللغة المختلفة. مع كل الإسهامات التي ساهم فيها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشناه وباقي روافد اللغة العبرية إلى
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/عبرية (لغة)
|
ceafaf21f1bda675d648d66028bc3f50
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.809865",
"source": "Wikipedia"
}
|
العبرية
|
اللغة العبرية
|
اللغة العبرية أو العبرانية عڤريت /ʕiv'ʁit/ هي لغة سامية من مجموعة اللغات الشمالية الغربية من الفرع الكنعاني، تنتمي إلى مجموعة اللغات الأفريقية الآسيوية. حاليا تنتشر اللغة العبرية الحديثة كلغة حديث وأدب وتعاملات رسمية، ويتحدث بها أكثر من سبعة ملايين شخص موزعين في حدود إسرائيل والأراضي الفلسطينية. اللغة العبرية الحديثة منبثقة من اللغة العبرية الكلاسيكية التي لم تعد مستخدمة كلغة حديث أو كلغة تعاملات رسمية إنما تستخدم كلغة دينية يستعملها المتدينون اليهود في تعاملاتهم الدينية، وهي بدورها (اللغة العبرية الكلاسيكية) نشأت من محاولة إحياء للغة العبرية القديمة التي ماتت في القرن الخامس قبل الميلاد. اللغة العبرية القديمة هي العبرية التي كتب فيها العهد القديم، وتشبه إلى حد كبير لغات قديمة أخرى مثل اللغة الفينيقية والعمونية والمؤابية؛ ولهذا يعد علماء اللغات كل هذه اللغات الأخيرة لهجات للغة الكنعانية. أخذت اللغة العبرية العديد من الأسماء، وهي: لغة كنعان ( هو اسم وارد في التوراة)، واللغة اليهودية (كونها لغة مهمة في الديانة اليهودية)، واللغة المقدسة (بسبب نزول التوراة بها)، لكن أشهر الأسماء لها هو اللغة العبرية (حيث سميت بهذا الاسم نسبة إلى العبرانيين الذين حملوا اللغة من بعد الكنعانيين). بدأت هذه المرحلة في القرن العاشر قبل الميلاد تقريبا، فكانت اللغة العبرية هي اللغة الشائعة في المناطق الجبلية في فلسطين، وكانت عبرية هذا العصر تتسم بالنقاء والبعد عن أي تأثيرات أجنبية، ودون بها معظم أسفار العهد القديم والأعمال الأدبية الأخرى، وعدد من النقوش الأثرية على الصخور والأحجار والعملات. اجتاحت الإمبراطورية البابلية الحديثة في أوائل القرن السادس قبل الميلاد مملكة يهوذا القديمة، فدمرت معظم القدس ونفت سكانها إلى بابل ناحية الشرق. تعلم العديد من بني إسرائيل خلال الأسر البابلي اللغة الآرامية وهي اللغة السامية التي تكلم بها آسروهم. أثرت الآرامية بسبب ذلك على النخبة اليهودية لفترة طويلة من الزمن. سمح كورش الكبير لليهود بالعودة من الأسر بعد غزوه لبابل. انتشرت لهجة محلية للآرامية بين بني إسرائيل مع تطاول الزمن إلى جانب العبرية. كانت الآرامية مع بداية الحقبة العامة هي اللغة العامية الأولى ليهود السامرة وبابل والجليل، بينما كان يهود الغرب والمثقفون يتحدثون باللغة اليونانية، إلا أن أحد أشكال العبرية المشنائية استمر استخدامه كلغة عامية في يهودا حتى حلت الآرامية محله في القرن الثالث الميلادي تقريبا. تمسك بعض اليهود من الصدوقيين والفريسيين والنساخ والنساك والزيلوت والأحبار باللغة العبرية، وحافظ جميع اليهود على هويتهم بالأغاني العبرية والاقتباسات البسيطة من النصوص العبرية. لا ينازع أحد في أن العبرية المنطوقة تعرضت للتهميش بين معظم اليهود لصالح وريثتها وأقرب اللغات إليها في الشرق الأوسط وهي اللغة الآرامية وتليها اليونانية، لكن آراء العلماء حول التأريخ الدقيق لهذا التحول تغيرت كثيرا. تبنى معظم العلماء في النصف الأول من القرن العشرين وجهة نظر أبراهام جايجر وغوستاف دالمان بأن الآرامية أصبحت لغة منطوقة في أرض إسرائيل في مرحلة مبكرة من بداية الحقبة الهلنستية لإسرائيل في القرن الرابع قبل الميلاد، وبأن العبرية في نفس الفترة تقريبا لم تعد اللغة المنطوقة بسببب ذلك. لا ينطبق هذا الرأي على بعض الاستثناءات الملحوظة مثل موشيه تسفي سيغال ويوسف كلاوسنر وبن يهودا. شهد النصف الأخير من القرن العشرين الاطلاع على الأدلة الأثرية المتراكمة مثل التحليل اللغوي لمخطوطات البحر الميت والتي فندت هذا الرأي. أزاحت مخطوطات البحر الميت المكتشفة قرب خربة قمران في الفترة منذ 1946 إلى 1948 الستار عن بعض النصوص اليهودية القديمة التي كتبت غالبا باللغة العبرية دون الآرامية. توضح مخطوطات خربة قمران أن النصوص العبرية كانت مفهومة بسهولة لعوام اليهود، وأن اللغة تطورت منذ العصور التوراتية مثل أي لغة منطوقة. تقول الدراسات الحديثة بأن ما نقل عن اليهود الذين يتحدثون الآرامية يثبت وجود مجتمع متعدد اللغات، وليس فقط بالضرورة اللغة الأولى المنطوقة. تعايشت العبرية المنطوقة داخل إسرائيل مع اللغة الآرامية. يرى معظم العلماء الآن بأن أفول العبرية كلغة منطوقة حصل في نهاية العصر الروماني أو عام 200 تقريبا. استمرت العبرية كلغة أدبية حتى العصر البيزنطي من القرن الرابع الميلادي. لا يزال تحديد الأدوار الدقيقة للغة الآرامية والعبرية محل نقاش ساخن. اقترح سيناريو ثلاثي اللغات لأرض بني إسرائيل. استعملت العبرية كلغة أم محلية وثيقة الصلة بتاريخ إسرائيل وأصولها وعصرها الذهبي وكلغة دين إسرائيل؛ واستعملت الآرامية كلغة دولية مع باقي الشرق الأوسط؛ بينما عملت اليونانية كلغة دولية أخرى مع المناطق الشرقية من الإمبراطورية الرومانية. يرى وليام شنيدويند أن الأهمية الدينية للعبرية تراجعت في الفترة الفارسية، ثم نمت في الفترتين الهلنستية والرومانية، ويستشهد بأدلة نصوصية تفيد بأن العبرية تمكنت من الحفاظ على مكانتها كلغة عامية – رغم تأثر القواعد اللغوية ونظام الكتابة بالآرامية على نحو كبير. تقول دراسة أخرى مختصرة بأن اليونانية كانت لغة الحكومة الرسمية، وكانت العبرية لغة الصلاة والدراسة والنصوص الدينية، وكانت الآرامية لغة العقود القانونية والتجارة. تميز النمط الجغرافي في بداية الحقبة العامة، وفقا لبرنارد سبولسكي «استخدام اللغة الآرامية اليهودية بشكل أساسي في الجليل في الشمال، بينما تركزت اللغة اليونانية في المستعمرات السابقة وحول المراكز الحكومية، واستمرت اللغة العبرية بكونها اللغة الوحيدة الأساسية في القرى الجنوبية من يهودا». يضيف برنارد سبولسكي بعبارة أخرى أن «فلسطين في عصر التانيم يمكن تقسيمها من حيث جغرافية اللهجة إلى مناطق ناطقة بالآرامية في الجليل والسامرة ويهودا الصغيرة، حيث كان يتكلم أحفاد العائدين من المنفى بالعبرية الحاخامية». افترض بعضهم، بالإضافة إلى ما سبق، أن اليونانية العامية المختلطة كانت الوسيلة الأساسية للتواصل في المدن الساحلية وبين الطبقة العليا في القدس، بينما كانت الآرامية سائدة في الطبقة الدنيا من القدس دون الريف المحيط. أجبر سكان يهودا الأصليين في القرن الثاني الميلادي على التفرق بعد قمع ثورة بار كوخبا. انتقل العديد منهم إلى الجليل، ولذلك استوطن معظم من تبقى من المتحدثين الأصليين للغة العبرية في الشمال في تلك المرحلة الأخيرة. يحتوي العهد الجديد المسيحي على بعض أسماء الأماكن والاقتباسات باللغة السامية. تطلق «العبرية» في النصوص غالبا على اللغة التي كتبت بها هذه الحواشي (واللغة التي يتحدث بها اليهود عموما في بعض فصول العهد الجديد) وإن كان هذا المصطلح لا يفهم منه غالبا إلا الإشارة إلى الآرامية، وتستحضر الترجمات الحديثة نفس المفهوم أيضا. لا يوجد مع ذلك ما يمنع من ترجمة هذه الحواشي على أنها عبرية. قيل إن العبرية، لا الآرامية أو اليونانية العامية المختلطة، كانت وراء تأليف إنجيل متى. بعد أن أصبحت الآرامية هي اللغة الرسمية في البلاد، وجه الزعماء الدينيون جهودهم نحو شرح وتفسير العهد القديم باللغة الآرامية لكي يفهم اليهود أصول وطقوس الدين اليهودي، فكتبوا المشناه والجمارا ثم التلمود. وكانت لغة هذه الكتب مختلفة تماما في روحها وألفاظها وتراكيبها عن عبرية العهد القديم، فظهر فيها التأثر الشديد باللغة الآرامية، كما احتوت أيضا على بعض الألفاظ من اللغات الأخرى. مع امتداد المناطق التي سيطر عليها العرب إلى فلسطين، تمتع اليهود ببعض الرفاهية الفكرية والتي أنتجت الكتاب المسورتيين والذين وضعوا أساس عملية التشكيل أو التنقيط والذي استمر حتى اليوم كنظام التنقيط العبري الرسمي وقد تم إنتاجه في المدرسة الطبرية. عرف اليهود عصرا ذهبيا كثير الإنتاج الأدبي أثناء حياتهم في الأندلس العربية، وقد ساعد جو التسامح والتعايش الأندلسي على ازدهار الإنتاج الأدبي واللغوي العبري وظهور شخصيات ما زالت تحتل مكان الصدارة حتى اليوم في الكتابات الدينية اليهودية واللغوية العبرية كالحاخام موسى بن ميمون وسعديا الفيومي. يعرف اليهود تلك الفترة باسم العصر الذهبي وتعرف الإنتاجات الأدبية لهذا العصر 'الأدب العبري الوسيط'، وكانت هذه آخر العصور المزدهرة للغة العبرية والتي انتهت بسقوط الأندلس. تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد في تاريخ الأدب العلماني للغة العبرية. أدباء ذلك الوقت هم من المتنورون (المسكيليم) والتي بدأت حركتهم في وسط أوروبا خصوصا في ألمانيا (1780-1820) وانتقلت بعدها إلى المجر والتشيك وإيطاليا وغيرها من البلدان (1820-1850) ووصلت إلى ذروة تطورها في شرق أوروبا وروسيا وبولندا (1850-1881). عمل المسكيليم في عصرهم بشكل مباشر وغير مباشر من أجل إحياء اللغة العبرية وتحويلها إلى لغة حديث بين الناس، وكان الأوائل يميلون إلى توسيع اللغة العبرية وتجهيز كل روافد اللغة من أجل الاستخدام في الكتابة، بينما مال المتأخرون إلى خلق لغة مركبة تختلط بروافد اللغة المختلفة. مع كل الإسهامات التي ساهم فيها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشناه وباقي روافد اللغة العبرية إلى
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/العبرية
|
ceafaf21f1bda675d648d66028bc3f50
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.828921",
"source": "Wikipedia"
}
|
الأبجدية العبرية
|
الأبجدية العبرية
|
تعرف الأبجدية العبرية في الأوساط الأكاديمية بعدة ألقاب، مثل: «الكتابة اليهودية»، «كتابة المربع». وهي عبارة عن نظام كتابة أبجدي (حيث تكتب الحروف الصامتة فقط دون كتابة حروف العلة أو تمثيلها بأي شكل من الأشكال) يستخدم في كتابة اللغة العبرية واللغات اليهودية الأخرى مثل اللغة اليديشية (اللغة الألمانية اليهودية)، والإسبانية اليهودية، والعربية اليهودية، والفارسية اليهودية. استعان اليهود بنظامي كتابة للغة العبرية على مر التاريخ، وهما: الكتابة العبرية الأصلية القديمة التي تعرف حاليا بالأبجدية العبرية القديمة، وهي لا تزال محفوظة حتى الآن في صورة الأبجدية السامرية. أما النسخة الحديثة من الكتابة العبرية (أو الكتابة اليهودية) فهي نسخة نمطية من الأبجدية الآرامية، ويطلق عليها حكماء اليهود «أشوريت» (أي «الكتابة الآشورية»)، إذ يعتقد أن أصولها تعود إلى آشور. توجد كذلك عدة أساليب (أو بعبارة معاصرة، «خطوط») متنوعة لرسم حروف الكتابة اليهودية المذكورة في المقالة، بما في ذلك أساليب كتابة العبرية بحروف متصلة. تتألف الأبجدية العبرية من 22 حرفا. لا تشمل الأبجدية العبرية حروفا صغيرة وكبيرة مثل الأبجدية اللاتينية، ولكن تكتب خمسة حروف من حروف العبرية بأشكال مختلفة عند وقوعها في نهاية الكلمة. تكتب العبرية من اليمين إلى اليسار. وفي الأصل كانت الأبجدية العبرية تحتوي على حروف صامتة فقط، ولكنها الآن صارت «أبجدية غير صافية». فقد اخترع ناسخي اللغة العبرية طرقا لتمثيل الحروف اللينة على مدار القرون، كما الحال في اللغة العربية، وذلك عن طريق إضافة نقاط لتمثيل الحروف اللينة تعرف في العبرية بالنقود. تستخدم الحروف «י ו ה א» في كل من العبرية التوراتية والعبرية الحاخامية في أسلوب الكتابة الذي يطلق عليه «ام قراءة»، أي استعمال بعض الحروف الصامتة (كحرف الهاء مثلا في اللغة العربية) في تمثيل الحروف اللينة. وقد ظهر اتجاه في اللغة العبرية الحديثة يسعى إلى استخدام نظام التنقيط في تمثيل حروف العلة التي لا تكتب في العادة، وتعرف تلك العادة بالتهجئة التامة . تستخدم اللغة اليديشية نسخة معدلة من الأبجدية العبرية، وهي أبجدية تامة تمثل فيها جميع الحروف اللينة باستثناء الكلمات المتوارثة من العبرية التي تحتفظ عادة بطريقة التهجئة العبرية التقليدية. تتشابه الأبجدية العبرية والأبجدية العربية في عدة جوانب نظرا إلى أنهما مشتقتان من الأبجدية الآرامية، وكلاهما يستمد كتابته من الأبجدية الفينيقية. وفينيقيا هو مصطلح يوناني يشير إلى منطقة كنعان. ظهر نوع مميز من الكتابة الفينيقية – يدعوه العلماء الأبجدية العبرية القديمة – قرابة عام 800 . . ومن بين النقوشات العبرية التي تعود لتلك الفترة من التاريخ: تقويم تل الجزر في القرن العاشر قبل الميلاد، ونقش سلوان (قرابة عام 700 . .). استخدمت الأبجدية العبرية القديمة في ممالك إسرائيل ويهوذا القديمة. وعقب أسر مملكة يهوذا في القرن السادس . . أثناء فترة الأسر البابلي، تبنى اليهود نسخة معدلة من الأبجدية الآشورية الآرامية، وهي بدورها سليل آخر لنفس العائلة من اللغات. وفي ذات الوقت احتفظ السامريون المتبقيون في أرض إسرائيل بالأبجدية العبرية القديمة. وفي القرن الثالث . .، تبنى اليهود نسخة نمطية «مربعة» من الأبجدية الآرامية المستخدمة في الإمبراطورية الفارسية (والتي تبناها الآشوريين بدورهم)، بينما واصل السامريون استعمال صورة من صور الكتابة العبرية القديمة تدعى الأبجدية السامرية. وعقب سقوط الإمبراطورية الفارسية عام 330 . .، تبنى اليهود كلى أشكال الكتابة حتى استقروا في النهاية على النسخة الآشورية. استخدمت الكتابة العبرية المربعة فيما بعد في كتابة اللغات الخاصة بالشتات اليهودي في أماكن متفرقة من العالم –مثل لغة كارايم (في ليتوانيا وأجزاء من أوكرانيا)، واللغات العربية اليهودية، والإسبانية اليهودية، واليديشية. ظلت الأبجدية العبرية مستخدمة في الكتابات الأكاديمية باللغة العبرية، وعادت إلى الحياة من جديد في حياة اليهود اليومية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، لا سيما في إسرائيل.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الأبجدية العبرية
|
dc118bde31a5dba6b7a4be124cb5b12a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.830158",
"source": "Wikipedia"
}
|
ليفي أشكول
|
ليفي أشكول
|
ليفي إشكول(شكولينك) Levi Eshkolⓘ (25 أكتوبر 1895 إلى 26 فبراير 1969). ثالث رئيس وزراء إسرائيل من 1963 إلى 1969 ولد إشكول في جنوب الإمبراطورية الروسية (أوكرانيا) في عام 1895. وهاجر إلى فلسطين في عام 1914 في نطاق الهجرة الثانية. وفي أيام ماقبل إقامة الدولة عمل إشكول في شركة «موارد» وفي الوكالة اليهودية، وكذلك أيضا في القيادة العامة التابعة للدفاع. كما عمل أيضا في شركة «النقل» بالإضافة لاشتراكه في البعثات لألمانيا والتي كانت تحت حكم الحزب النازي (الحزب القومي الاشتراكي الذي أسسه أدولف هتلر في ألمانيا وعمل على التمييز العنصري وتم سحقه في نهاية الحرب العالمية الثانية). وفي غضون عدة سنوات أصبح إشكول متقدم في الاقتصاد الإسرائيلي.كذلك شغل منصب وزير المالية. وهذا المنصب أتاح له التقرب من دافيد بن جوريون، وبمرور الأيام أصبح الوريث المكلف. ومع استقالة بن جوريون من منصب رئيس الوزراء في عام 1963، أحضر بن جوريون إشكول لتعينه رئيسا للوزراء. وفي عام 1964 اندلع نزاع مشهور بين شخصين في ضوء طلب بن جوريون لإنشاء لجنة تحقيق قضائية المتعلقة بقضية تجسس والمعروفة باسم«الأعمال السيئة». وهذا النزاع أدى إلى استقالة بن جوريون من المباى (حزب عمال إسرائيل) وإنشاء قائمة عمال إسرائيل. أسفرت الانتخابات السادسة للكنيست بالفوز الساحق لإشكول على بن جوريون وأعضاء حزبه. وفي الانتخابات السادسة للكنيست فازت قائمة عمال إسرائيل بعشرة مقاعد فقط. واستمر إشكول في منصب رئيس الوزراء. وفي أيام التوتر الأمني والركود وخلال فترة الانتظار قبل حرب الستة أيام، اندلعت أزمة قيادة، واضطر إشكول لتعين موشيه ديان لمنصب وزير الدفاع. وبعد حرب الستة أيام تمسك بمنصب رئيس الوزراء حتى يوم وفاته أثر تعرضه لأزمة قلبية في عام 1969. ولد ليفى إسحاق شكولينكفى عام 1895 في قرية أوراتوف في مقاطعة كييف التابعة للإمبراطورية الروسية، التي تبعد حوالي 150 كيلو متر من جنوب من مدينة كييف (حاليا في مقاطعة فينيتسا، في أوكرانيا) وكان والده يدعى يوسف شكولنيك (كان مدير مزرعة صغيرة). وأمه كانت تدعى ديبورا (من بيت متصوف). وتعلم إشكول في الكتاب في فيلنا. وفي شبابه انضم لحركة شباب صهيون. وفي عام 1914 في نهاية فترة الهجرة الثانية، هاجر إشكول إلى فلسطين. وتفوق في العمل الزراعي الفعلي، واشترك في تأسيس جماعة «العم» وعمل لعدة سنوات كعامل زراعي وكحارس وفي مدينة فتحة الأمل بقلنديا (عطروت) وديلب (كريت عنفيم) وفي ريشون لتسيون. أثناء الحرب العالمية الأولى عمل في قيلدة «اتحاد عمال يهودا» والتي تأسست من قبل أحزاب العمال بهدف مساعدة العمال الذين ظلوا في ضائقة عقب الحرب. وقبل نهاية الحرب في عام 1918، تطوع إشكول مع الفيلق اليهودي الذي تم تأسيسه في الجيش البريطاني. وقبل ذلك، في عام 1917، قتل والده في المذبحة التي أجراها الجيش الأبيض في أوراتوف؛ وعلى الرغم من الشائعات التي وصلت إلى مسامعه عن وفاة والده، فإنه علم بها بعد مرور أربع سنوات من مقتله. وفي عام 1920، كان إشكول من مؤسسي كيبوتس دجاينا بيت، والذي كان فيه عضوا لعدة سنوات. كما شارك في تأسيس الهستدروت. وكان من ضمن أعماله إنه عمل في مناصب اقتصادية في مؤسسات الهستدروت والمركز الزراعي، كما شغل مناصب أمنية في مجال سلاح الدفاع باسم منظمة «الدفاع». وفي عام 1930، كان إشكول من بين المؤسسين لحزب المباى، الذي أسس نتيجة دمج حزب وحدة العمل مع حزب «العمال الشباب». أدت مهارات إشكول التنظيمية والاقتصادية إلى تحويله لشخص مصلح في عدة مبادرات مركزية.في عام 1937 أسس إشكول شركة «موارد». وأسست شبعت التي كانت عامل مشترك للهستدروت (50%) وللوكالة اليهودية (25%) وللصندوق القومي اليهودي (25%). حيث أقامت الشركة محطة مياه كبرى باسم «محطة الكيشون»، التي نظمت بواسطة سمحا بلاس، التي مدت المياه إلى 16 مستوطنة زراعية (منهم ثلاث مستوطنات أقيموا بفضل الشركة) وإلى جبل الكرمل كما أمدت أيضا حمضيات الكرمل في حيفا. جزء كبير من تمويل محطة الكيشون جاء من خلال «النقل».عمل إشكول في هذا النشاط (الذي يسمى «النقل»)، الذي يهدف لاستخراج ممتلكات اليهود من ألمانيا النازية (بالتنظيم مع البنك الأهلي الألماني). واستمر إشكول في إدارة الموارد حتى عام 1951. في عام 1946، بعد السبت الأسود، عقدت إدارة الوكالة في خارج البلاد (عندما كان أعضاء إدارة الوكالة في رهن الاعتقال في فلسطين).اختيرت الإدارة المؤقتة التابعة للوكالة في فلسطين، والتي نصب فيها إشكول (كرئيس قسم المستوطنات)مع زلمان شازار والحاخام مائير بار إيلان.في وقت«السبت الأسود» حضر إشكول إلى الإدارة التابعة للوكالة للتصديق على إنشاء وكالة ل11 نقطة في صحراء النقط، والتي خطط لها. النقاط التي أقيمت عشية عيد الغفران عام 1947، كانت عاملا أساسيا جعلت لجنة الأمم المتحدة لشئون فلسطين (اليونيسكو) توصي بضم صحراء النقب لمجال إسرائيل. في عام 1939 قدم سمحا بلاس إلى إشكول «الخيال» مقدم من الدكتور آرثر روبن (رئيس قسم الاستيطان التابع للوكالة اليهودية آنذاك). وهو عبارة عن ثلاث مراحل لري صحراء النقب: من تنقيب قريب ومن نهر اليركون ومن الشمال).في 12فبراير 1941 تلقى إشكول تقرير قدمه بلاس لشركة «الموارد» بشأن السكان الذين يقطنون صحراء فلسطين عن طريق سحب المياه من الأنهار. وبناء على هذا التقرير، وبعد ذلك «لجنة الفحص»، قدم إشكول (مع فينحاس سابير) الميزانية لإنشاء مكتب فني يعد البرامج الأولى لمصنع المياه القطري على مثال مشروع المياه القطري (لدولة إسرائيل) الذي صمم وأنشأ بعد إقامة الدولة. في المقابل تقدم إشكول في صفوف الحزب، الهستدروت والدفاع، وكان أمين المجلس العمالي في تل أبيب -يافا (في الفترة مابين 1944-1948) وممثل لحزب المباى في المؤتمرات الصهيونية (وقبل إقامة المباى-مثل حزب العمال الشباب)، وشغل وظائف مركزية في الإدارة المالية للهستدروت ولحزب المباى.كما عمل إشكول في مجال الدفاع وخاصة في مواضيع الأموال والشراء، ومابين 1940-1948 كان ليفي عضو في القادة القطرية «للدفاع» ولقب بلقب سري «ليش». بعد إقامة دولة إسرائيل عمل إشكول كوكيل أول لوزارة الدفاع. وفي هذا المنصب عمل كنائب لوزير الدفاع إلا إنه لم يكن هذا لقبه الرسمي. كما عمل في منظمة الجيش ومشترياته وفي الصناعة العسكرية وعمل على إقامة سلاح العلم وإنشاء مدرعات لالجيش الإسرائيلي. وكان له دورا في منظمة سليلت على طريق بورما. في عام 1948 انتخب إشكول ليكون رئيسا لقسم الاستيطان التابع للوكالة اليهودية. وأثناء عمله في هذا المنصب عمل على تأسيس وإنشاء 371 مستوطنة زراعية جديدة والتي تستخدم لاستيعاب الهجرة الجماعية في سنوات الخمسينيات. وحتى عام 1949 بجانب هذه الوظيفة، شغل منصب مدير وزارة الدفاع وحتى عام 1952 شغل أيضا منصب أمين صندوق الوكالة كما عمل في إدارة «الموارد». وشغل إشكول في السنوات ما بين 1949-1935 منصب رئيس مجلس إدارة «عميدار» وهو منصب مهم ومركزي في تلك الأيام لاستيعاب الهجرة والتنمية المتسارعة. في عام 1951 انتخب إشكول للمرة الأولى للكنيست من قبل حزب المباى. وشغل لفترة وجيزة منصب وزير الزراعة والتنمية. وفي 25 يونيو 1952 عين وزيرا للمالية. خلفا لأليعازر كابلان، الذي استقال من منصبه عقب مرضه. وشغل إشكول منصب وزير المالية لمدة إحدى عشرة عاما. هذا المنصب أتاح لإشكول التقرب بشدة إلى دافيد بن جوريون. وأن بن جوريون نفسه كرجل دولة والمسئول عن شئون الدفاع والخارجية، والعلاقة مع يهود الشتات وعن تشكيل التراث المستقبلي لفلسطين (دولة إسرائيل) وتشكيل صورة القومية والوطنية. وقضايا اليوم الاقتصادية التي تركها لإشكول. في البداية استمر إشكول في «سياسيات اقتصادية جديدة»، التي أعلن عنها الوزير الأسبق إليعازر كابلان.في عام 1954 نستطيع أن نرى تحولا إيجابيا. كانت المعونات المتعددة التي حصل عليها إشكول من خارج البلاد، وكذلك التعويضات، من بين العوامل التي أدت إالى التحول الإيجابي خلال هذه السنوات (1954-1963) حيث بلغ معدل النمو السنوي لإجمالى الناتج القومي 10% للعام، في حين أن معدل البطالة ومعدل التضخم الاقتصادي كان منخفضا جدا. ومع ذلك، كان آخر مؤشر اقتصادي سبب في زيادة الاستهلاك الخاص، الذي حقق نمو الناتج المحلى للفرد بشكل كبير، كما أدى إلى زيادة الفجوة في الميزانية التجارية بين الواردات والصادرات، كذلك أثار عدم المساواة والفجوة بين الأغنياء والفقراء. في 9 فبراير 1962 أعلن إشكول في إذاعة الراديو الخاصة بالأمة عن انخفاض الشيكل في مقابل الدولار. جاء الانخفاض نتيجة الاضطرابات في الاقتصاد، والإضرابات وارتفاع الأسعار. وكان الغرض من انخفاض العملة محاولة ضم إسرائيل للسوق الأوروبية المشتركة «كعضو منتسب»، ولإثبات صمودها في المعايير الاقتصادية المطلوبة لهذه العملية. هذا الهدف تحقق في عام 1964.إلا أن تحسن التجارة مع دول أوروبا كان قليلا، وبصفة عامة كان هدف العملية هو انخفاض الاستهلاك الخاص، ويبدو أن ارتفاع الأسعار ناجم عن انخفاض الميزانية بالإضافة إلى قلة الأجور. حاليا تعد خطوة جذرية كتمهيد لعملية «التوازن» التي أعلن إشكول عنها، كرئيس للوزراء، في عام 1966، وجاء أيضا على خلفية ارتفاع الاستهلاك الخاص، دون زيادة مقابلة في الناتج. في أثناء عمله بجانب بن جوريون اكتسب إشكول ثقته ومودته، وأصبح خليفته الفضل. في الواقع، عندما تقاعد بن جوريون للمرة الأولى عن المجموعة في صحراء النقب، في عام 1953، فضل بن جوريون أن يتنازل عن منصبه لإشكول أو لجولدا مائير، ولكن الضغوط الحزبية أدت إلى تعيين موشيه شاريت. في خلال فترة ولاية شاريت كرئيس وزراء (وفينحاس لافون كوزير الدفاع)حدث ما يعرف «الأعمال السيئة» وهو إعطاء الأمر لمجموعة من الشباب اليهود في مصر لتقويض المؤسسات البريطانية والأمريكية، بهدف تصادم مصر مع هذه الدول ومنع تأميم قناة السويس. وجاء هذا البرنامج لإهلاك الإنسان، عندما تم إلقاء القبض على الشباب وبعضهم قام بعمليات لقتل الإنسان.الجدل السياسي حول هذا الشأن الذي عرف«القضية»، تحول من عام 1960 فصاعدا لموضوع رئيس يدور حول شؤون الدولة. بعد أن قدم بن جوريون استقالته استمر على رأس حكومة انتقالية، ولكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة، وفي 21 مارس 1961 تقرر إجراء الانتخابات الخامسة للكنيست في أغسطس، وبعد الانتخابات واجه بن جوريون صعوبات غير سابقة في تشكيل حكومة. وبعد مرور شهر من المحادثات الفاشلة، قام بن جوريون بتكليف إشكول إدارة المفاوضات باسمه. نجح إشكول في إرضاء المفدال(الحزب الديني القومى في إسرائيل) واتحاد العمل (عمال صهيون) وانضم إلى الائتلاف الحكومي. وكان هذا الائتلاف ضيق، وفضل بن جوريون العمل في إطار ائتلافات أوسع نطاقا، ولكنه لم يكن له خيار. كان تشكيل الائتلاف بواسطة إشكول دليل واضح لذلك، وهو أن الرجل اختير ليكون خليفة لبن جوريون، وبالنسبة لموقف قيادة المباى كان رقم "2". في 16 يونيو 1963 استقال بن جوريون من رئاسة الحكومة، في المرة الأخيرة. ويعتقد البعض أن أزمة العلماء الألمان في مصر أدى إلى الاستقالة. وفي المقابل لذلك هناك آخرون يعتقدون أن رغبة بن جوريون في تكريس ملء وقته لقضية «هبرشا»، ومئات الوثائق التي نقلت لبن جوريون من قبل الصحفي حجى إيشيد، والتي تتضمن حقائق جديدة بشأن هذا الموضوع، والتي أدت إلى استقالته. ومع ذلك لم يوضح بن جوريون سبب استقالته ولكنها علقت في «تعليلات شخصية».ومع الاستقالة حل إشكول محل بن جوريون. المحاولة التي عملها بن جوريون لتقديم يغائيل يادين إلى الساحة السياسية، وتعينه رئيسا للوزراء، وربما وزيرا للدفاع. ولكن حصل عكس ذلك. رفض يادين، الذي كان يعمل آنذاك في الحفريات في مسادا (مسعدة) هذه العروض. وتم تعين إشكول رئيسا للوزراء بالإجماع العام، وفي خلال أسبوع شكل حكومة جديدة، وفقا للتشكيل الائتلافي الذي كزن به حكومة بن جوريون. عندما شكل إشكول حكومته، رأى كثيرون أنها ليست مثل حكومة بن جوريون، اختار إشكول شخص لمنصب وزير الدفاع ذو خلفية مناسبة لذلك، ولم يترك المنصب في قبضة يده، ولكن إشكول قرر أن يخدم أيضا في منصب وزير الدفاع.ويعتقد العديد أن هذا كان خطأ؛ المرشحين المناسبين للمنصب، موشيه دايان وشمعون بيرس عملوا في مجال الأمن لسنوات، في حين أن إشكول يعتبر كموظف حزبى (رمادى)، أي ليس لديه خلفية في مجال الأمن. وبصورة خاصة هذا الأمر إنتاب دايان.دايان، الذي ألقى خطاب في عام 1958 وفيه ميز بين «الشباب الإسرائيلي الذي زحف بين الأشواك والصخر وفي يده بندقيته» وبين «أولئك الذين جلسوا في الطابق الخامس للجنة التنفيذية»، ويرى نفسه كفء للترشح لهذا المنصب. في حكومة إشكول، وليس فقط لم يحصل على منصب مرغوب فيه، ولكنه اضطر إلى تعزيز المعارضين السياسيين.في البداية أعلن دايان استقالته من الحكومة. وبعد ذلك، وبناء على رغبة إشكول، سحب استقالته«في شهرين أو ثلاثة». شكل إشكول، وأوضح في خطابه الذي ألقاه أن «الحكومة مستمرة» وأمتدح بن جوريون في كلمات حارة «كواحد من أعظم الأشخاص الذين لديهم وضوح الرؤية وممثل لشعبنا في كل الأجيال».وعلى ما يبدو كان إشكول مرشح بعد ذهاب بن جوريون ولكنه وزع قليلا حكمه المركزي، وشكل «قيادة مشتركة» لرؤساء المباى.ولكن دايان لم يجد طريقه بوضوح في سلك الحكومة.وفي خطابه الذي ألقاه زعم أنه«يجب على القيادة المشتركة الجديدة لحزب المباى أن توضح طريقها».وعلى الرغم من أن هذا الخطاب كان شديد اللهجة كتب زلمان اران مقال لاذع في صحيفة «دافار-شئ» وفيه انتقد أران دايان ووصفه كمثل من يمشى على «عجازات» ولكن أيديولوجية دايان هي التي أوصلته لبن جوريون لا رجليه، وأستمر إشكول في المفاوضات، وفي النهاية تم الاتفاق على نقل عدد من الصلاحيات التابعة لوزارة المالية إلى وزارة الزراعة، وظل دايان في حكومته.ومن خلال سياسة حكيمة نجح إشكول من إبعاد دايان وإبطال قوته السياسية وإبقائه في حكومته. وكان ذلك بمنتهى الدقة.وأصبح دايان مفصول ومنعزل، وبعد حوالى عام، في نوفمبر 1964، استقال بعد معاناة شديدة وضعف. في ديسمبر 1960 ظهر المفاعل النووي في ديمونة (مدينة تقع في المنطقة الجنوبية في إسرائيل).الولايات المتحدة ورئيسها جون فيتزجيرالد كينيدي أعربوا عن قلقهم تجاه استخدام المفاعل لصنع قنبلة نووية، ورفعوا مطالب متكررة للإشراف على التحكم في المفاعل. في الوقت نفسه نجح بن جوريون في إرضاء الأمريكيين، ولكن مع تدخلهم في المنصب أتخذ إشكول قرارات مهمة بشأن هذا الموضوع. في مواجهة التعاون الوطيد مع الفريسيين، الذي جلب لإسرائيل طائرات الميراج الثالثة، والتسلح بأكثر من ذلك بكثير فيما يتعلق بمجال الذرة، عرض الأمريكان تقديم المساعدة في التسليح التقليدي (غير النووي)(وبخاصة الطائرات الهجومية من نوع إيه4 سكاي هوك وصاروخ أرض-جو من نوع إم آى إم-23هوك، وكذلك دبابات من نوع الباتون والتي أصبحت بعد ذلك العمود الفقري لسلاح المدرعات لسنوات عديدة، تحت اسم مجاح)، في مقابل تباطؤ وتيرة التنمية النووية.بادر شمعون بيرس بعمل علاقة مع فرنسا، والتي سميت«جسر على البحر الأبيض المتوسط»، لإنشاء المفاعل النووي والبرنامج النووي الإسرائيلي، لصالح استمرار العلاقات مع فرنسا وتوطيدها.في مواجهة الولايات المتحدة.ولم يوافق إشكول على ذلك.ووصل إلى تفاهم سري مع الأمريكيين، وتلقى المعونة منهم في مقابل التباطؤ في التنمية النووية. ولم يتم هذا القرار بسهولة، بالرغم من توخي الحذر في سريته وعدم علم الجمهور به. بيرس وبن جوريون، بعد أن بدأوا العمل كمعارضة نشطة لإشكول، في عام 1965 أشاروا إلى«اضطراب الأمن» المستمر والمسئول عنه إشكول. وربما لهذا السبب استقال البروفيسور إرنست دافيد بيرجمان أحد مؤسسي المفاعل النووي. كانت فترة الولاية الأولى لإشكول كرئيس للوزراء فترة أمن وتنمية.في 10يونيو 1964 افتتح إشكول النظام الناقل للمياه بإسرائيل، كرس فيه جل حياته.وكان هذا دليل على أن الدولة تعمل على تطوير ومعالجة المشاكل الداخلية.كما اجتاز إشكول الأزمة الاقتصادية لعام 1962، وكشفت البيانات الاقتصادية عن نمو وزيادة في الناتج الإجمالي القومي. ساد على الحدود الأردنية سلام واقعي، وذلك بعد اتصالات سرية مع الحسين بن طلال ملك الأردن الذي بدأ خلال هذه الفترة، أدت إلى التفاهم. في 25 ديسمبر 1963 قام إشكول بتعين إسحاق رابين رئيسا للأركان العامة. انتكثت حالة الهدوء النسبية في عام 1965 في أعقاب إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تكررت محاولات الإضرار بالنظام الناقل للمياه بإسرائيل. في 28 مايو 1965 نفذ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق بهدف التوقف عن أعمال التخريب.في الجبهة السورية ساد هدوء مشوب بالتوتر. في أغسطس 1965 وقعت معارك بالدبابات والمدافع، ويرجع ذلك إلى محاولة سوريا لتحويل مياه نهر الأردن إليها؛ وتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف المصنع السوري.ولكن بشكل عام كانت هذه السنوات هادئة، وتتميز بشكل خاص بموجب هذا القرار، والذي اعتمد في نهاية عام 1963، واقتصر على الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الإسرائيلي للرجال لمدة أربعة شهور. عرب 48 يتمتعون بإعفاءات معينة في الحكومة العسكرية، التي كانت في مراحلها النهائية، وبعد ذلك في فبراير 1963 رفض الكنيست بالأغلبية الضغط على إلغاء الاقتراح.وعلى الصعيد الدولي وصل إشكول لإنجازات عديدة. زار البابا باولوس السادس إسرائيل في 5يناير 1964، وكانت الزيارة الأولى من نوعها، وتم تغطيتها على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية.وتحسنت العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.في مارس 1964 قرر الكنيست إقامة علاقات رسمية مع ألمانيا الغربية، في مواجهة الضغط من جانب الدول العربية على ألمانيا، وموقف الكثير في إسرائيل من أن الوقت لم يحن بعد لإقامة علاقات مع ألمانيا حيث أن لم يمر عشرين عاما على المحرقة، وأجاز إشكول القرار التاريخي في الكنيست بشأن هذا الموضوع. في 19أغسطس 1964 قدم السفير الأول لألمانيا، الدكتور رؤلف باولس، أوراق الاعتماد.في مايو 1964 قام إشكول بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، وكان أول رئيس وزراء إسرائيلي يتلقى زيارة رسمية للولايات المتحدة.أقام إشكول علاقات تعاونية مع الرئيس ليندون جونسون، والتي كانت عونا كبيرا لدولة إسرائيل في سنوات لاحقة. على الصعيد السياسي الداخلي أدت شخصية إشكول إلى المصالحة والهدوء. وقد أحضر إشكول عظام ذائيف جابوتنسكى لإسرائيل، ودفنه في احتفال رسمي في 9يوليو 1964. وكان الجو هادئا للتقدم. وتميزت هذه السنوات بأحداث كبداية لتوطين مدينة كرميئيل وإنشاء برج شالوم والمكابية السابغة وفاز مكابى نتانيا في دورى أبطال آسيا، وكانت هناك محاولات لتشغيل التليفزيون الإسرائيلي. وعلى مستوى الحياة الشخصية، كان سعيدا عندما تزوج من ميريام زليكو بيتش في 3يناير 1964، كانت تعمل أمينة مكتبة في مكتبة الكنيست، وكانت أصغر منه سنا ب35 عاما. تزوج إشكول ثلاث مرات. في عام 1922 تزوج من ؤيبيكا مهراشك، وانفصل عنها في عام 1927. وفي عام 1930 تزوج من أليشبع كابلان، واستمر هذا الزواج حتى وفاتها من مرض خطير في عام 1959. وفي عام 1964، عندما شغل إشكول منصب رئيس الوزراء، تزوج من ميريام زليكوبيتش، والتي كانت تعمل كأمينة مكتبة في الكنيست وكانت أصغر منه سنا ب35عاما.وكان لديه أربع بنات: نوعا بنت ريبيكا ودبورا وتيما وعوفرابنات أليشبع.وكانت نوعا مفتاح من مفاتيح الرقص الحديث في إسرائيل. وتزوجت ابنته تيما من افراهام شوحيط، وأعطاه منصب وزير المالية.وتزوجت ابنته دبورا من أليعازر ريفائيلى وحفيده منها هو البروفيسور شيزف ريفائيلى أستاذ في جامعة حيفا.وحفيده من ابنته عوفرا هو الكاتب إشكول بنو. وعندما شغل إشكول منصب رئيس الوزراء قال له رئيس الشاباك (جهاز الشاباك هو جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل خاضع مباشرة لرئيس الحكومة ويدعى أحيانا بالشين بيت (.)اختصارا لاسمه العبري«شيروت هبيتحون هكلالى» ويعنى جهاز الأمن العام.)داز:«هذه هي المرة الأولى التي يطلب منا حماية رئيس الوزراء. نحن نعلم إنك تقابلت مع نساء، ولكن لا تقلق. رجالى (رجال الوحدة لحماية الشخصيات) لا يتكلمون.» وردا على ذلك قال إشكول:«بل على العكس، هم يتكلمون». 1 - ساند الصهاينة في العالم الحكومة البريطانية ضد الدولة العثمانية في أمل كسب الود البريطاني لتأسيس دولة لليهود في فلسطين.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ليفي أشكول
|
d0082f53957714dbbfa2ac00e5f2bbd5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.835560",
"source": "Wikipedia"
}
|
إسحاق رابين
|
إسحاق رابين
|
إسحاق رابين ويعرف اختصارا باسم رابين، هو سياسي إسرائيلي وجنرال عسكري سابق في الجيش الإسرائيلي ورئيس وزراء إسرائيل، يعد من أبرز الشخصيات الإسرائيلية وأحد أهم متخذي القرارات في الشؤون الخارجية، العسكرية والأمنية في إسرائيل. إسحاق رابين خامس رئيس وزراء إسرائيلي، وتقلد هذا المنصب في فترتين؛ الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 انتهت بإطلاق الرصاص عليه ومقتله في 4 نوفمبر 1995 على يد قاتل يهودي اسمه إيجال عامير، ليصبح رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي يقضي اغتيالا، ويعد رابين من أشهر رجالات البالماخ المتفرعة من الهاجاناه العسكرية. ولد رابين في مدينة القدس إبان الانتداب البريطاني لفلسطين «نحميا» (أوكراني) «روزا» (بيلاروسية)، انتقلت عائلته بعد سنة من ميلاده إلى تل أبيب، حيث كبر وترعرع، درس لاحقا في المدرسة الزراعية اليهودية «كادوري» في الجليل. في 1938، وضمن فترة دراساته، اشترك في دورة عسكرية قصيرة نظمتها الهاجاناه. خرج رابين من مدرسة «كادوري» بامتياز في سنة 1940. في 1941 انضم إلى «الهاجاناه» وأصبح من كبار قادتها، مما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات البريطانية في حزيران/يونيو 1946. عندما اندلعت حرب 1948 تعين قائدا لسرية «هارئيل» التي قاتلت في منطقة القدس؛ ويشير المؤرخ اليهودي إيلان بابي في كتابه التطهير العرقي لفلسطين بأن إسحاق رابين هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عملية ترحيل الفلسطينيين التي نفذتها الحركة الصهيونية على أرض فلسطين. وعند انتهاء الحرب اشترك في محادثات الهدنة التي دارت بين إسرائيل ومصر في جزيرة رودس اليونانية. في كانون الأول/ديسمبر 1963 عينه ليفي إشكول (رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين) رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي. عندما اندلعت حرب الأيام الستة في 1967 كان رابين لا يزال يتقلد منصب رئيس الأركان. في شباط/فبراير 1968 تقاعد رابين من الخدمة العسكرية. عقب تقاعد رابين من الحياة العسكرية، انخرط في السلك الدبلوماسي كسفير لإسرائيل لدى الولايات المتحدة الأمريكية. أما بالنسبة لحياته السياسية الداخلية، فقد حصل على مقعد في الكنيسيت الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير بعد أن انضم لحزب العمل الإسرائيلي. مع حصوله على المقعد البرلماني تعين أيضا لمنصب وزير العمل في الحكومة التي ترأستها جولدا مائير. في عام 1974 وقعت أزمة سياسية في أعقاب إعلان تقرير قاس بشأن جهوزية الجيش الإسرائيلي لحرب أكتوبر 1973، الأمر الذي أجبر جولدا مائير على الاستقالة من منصب رئيسة الوزراء. ومن نتائج تلك الأزمة انتخاب رابين كرئيس لحزب العمل وخلف جولدا مائير في رئاسة الوزراء. واشتهر رابين في الفترة الأولى لرئاسة الوزراء بعملية «مطار عنتيبة»، فقد أعطى رابين أوامره للجيش الإسرائيلي لإنقاذ ركاب الطائرة الفرنسية المخطوفة بعد إقلاعها من إسرائيل. في 20 ديسمبر 1976 استقال رابين من منصب رئيس الوزراء إثر أزمة برلمانية نجمت عن هبوط طائرات عسكرية أرسلتها الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي في يوم الجمعة بعد غروب الشمس، مما أثار غضب الأحزاب الدينية المشاركة في الائتلاف الحكومي لاعتباره انتهاكا لقدسية يوم السبت في اليهودية. وأسفرت استقالة رابين إلى تبكير الانتخابات، وتحديد موعدها لشهر مايو 1977. في فبراير 1977 تغلب إسحاق رابين على شمعون بيرس في الانتخابات الداخلية لحزب «همعراخ» («البنية» - اتحاد حزب العمل مع أحزاب يسارية أخرى) وتعين مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، ولكن في 15 مارس 1977 كشف الصحافي دان مرغاليت في صحيفة هآرتس أن عقيلة رابين تدير حسابا مصرفيا في الولايات المتحدة مخالفة للقانون الإسرائيلي آنذاك. تحمل إسحاق رابين المسؤولية عن هذه المعصية، مما أدى إلى إجراء انتخابات داخلية جديدة وترشيح شمعون بيرس لرئاسة الوزراء. خسر «همعراخ» الانتخابات في مايو 1977، وخلف مناحيم بيغن، رئيس حزب الليكود، إسحاق رابين في رئاسة الوزراء، بينما امتثل شمعون بيرس رئيس المعارضة البرلمانية. أما رابين فظل عضو الكنيست دون منصب خاص. في عام 1984، وفي ظل التعادل في نتائج الانتخابات بين الكتلتين البرلمانيتين، اضطر كلا الحزبان المتنافسان الرئيسيان، حزب الليكود وحزب العمل، على التعاون في تشكيل «حكومة وحدة وطنية». وانضم رابين لهذه الحكومة التي ترأسها شمعون بيرس وإسحاق شامير بالتناوب، وتولى فيها وزارة الدفاع. في تلك الفترة اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، واشتهر رابين وقتها بتعليماته لقواته بكسر عظام المتظاهرين الفلسطينيين. في عام 1992، تمكن رابين من الفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرة الثانية ولعب دورا أساسيا في معاهدة أوسلو للسلام التي أنجبت السلطة الفلسطينية وأعطتها السيطرة الجزئية على كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وفي الفترة الثانية لرئاسة رابين للوزراء، توصلت إسرائيل لاتفاقية سلام مع الأردن مع اتساع كبير في بقعة المستوطنات الإسرائيلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ولدوره الريادي في اتفاقية أوسلو للسلام، فقد تم منح رابين جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع كل من ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية وشمعون بيريز وزير خارجيته. وفي 4 نوفمبر 1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيد للسلام في ميدان «ملوك إسرائيل» (اليوم: ميدان رابين) في مدينة تل أبيب، أقدم اليهودي المتطرف إيجال أمير على إطلاق النار على إسحق رابين، وكانت الإصابة مميتة إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى أثناء محاولة الأطباء إنقاذ حياته.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إسحاق رابين
|
5639f9ee281219170d5b77fde6c60fcd
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.837145",
"source": "Wikipedia"
}
|
بن لادن
|
أسامة بن لادن
|
الحرب على الإرهاب أسامة بن لادن (10 مارس 1957 – 2 مايو 2011) كان جهاديا إسلاميا سعودي المولد وزعيما متشددا، وكان المؤسس وأول أمير عام لتنظيم القاعدة من عام 1988 حتى وفاته في عام 2011. ومن الناحية الأيديولوجية، فهو إسلامي، وقد تم تصنيف منظمته كمجموعة إرهابية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي والعديد من البلدان الأخرى. وهو معروف على نطاق واسع بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. كان بن لادن مواطنا سعوديا حتى سحبت الجنسية منه في 1994. وهو من عائلة بن لادن ذات الأصول اليمنية الحضرمية، ووالده هو الملياردير محمد بن عوض بن لادن. وكان ترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته السابع عشر من أصل 52 أخ وأخت. درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وتخرج بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد. كان أسامة من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان على اتصال بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية. كان العديد من أساتذة الجامعة من أعضاء الإخوان المسلمين، ممن فروا من النظامين المصري والسوري الذين حاربوهم، وجلبوا معهم شكلا مسيسا من الدين إلى السعودية. لم يظهر ابن لادن أبدا اهتماما كبيرا بالجامعة، إذ تخلى عن دراسته لاحقا للحصول على منصب في شركة إنشاءات والده. حتى أرسلته جماعة الإخوان المسلمون إلى باكستان، لتقديم الدعم للجماعة الإسلامية الباكستانية، عندما وقع الغزو السوفييتي. وكانت تعليمات الجماعة إليه أن لا يدخل أفغانستان، بيد أن أسامة خالف الأوامر، إذ كان يريد المشاركة في الجهاد الأفغاني. وصرح في إحدى الوثائق المنسوبة إليه: «لقد كنت ملتزما مع جماعة الإخوان المسلمين، رغم مناهجهم المحدودة». وفي سنة 1984، أسس منظمة دعوية أسماها «مركز الخدمات»، ومعها قاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم «معسكر الفاروق»؛ لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغانيين، وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد. لعبت إحدى شبكات الإخوان المسلمين التابعة لمحمد كمال الدين السنانيري (زوج شقيقة سيد قطب)، دورا رئيسيا في جمع الأموال وتجنيد المقاتلين العرب الراغبين في مقاومة الغزو السوفييتي. تم توزيعهم على مجموعات تابعة للقائد الأفغاني عبد رب الرسول سياف وأخرى مع عبد الله عزام. إثر اعتقال ومقتل السنانيري في سجن أمني مصري عام 1981، أصبح عبد الله عزام المحكم الرئيسي بين الأفغان العرب والمجاهدين الأفغان. الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة، تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية، والأفراد المسلمين، خاصة السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن. عاد ابن لادن إلى بلده بمجرد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، ومع بداية الغزو العراقي للكويت، جردته السعودية من جنسيتها، ليضطر عام 1991 إلى الانتقال للسودان، التي باتت في قبضة جماعة الإخوان المسلمون، عبر انقلاب عسكري تحت اسم «الإنقاذ» وقع في 30 يونيو 1989، والذي قام بتخطيطه عراب الجماعة في السودان، حسن الترابي، وتحولت بعده الأراضي السودانية إلى قاعدة وملجأ للحركات الجهادية الإسلامية من الدول الأخرى، خاصة العربية. وتحت ضغوط دولية أبعد ابن لادن من الخرطوم في سنة 1996، في طائرة عسكرية متوجهة إلى أفغانستان. بعد أن كون علاقة جيدة مع حركة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان في تلك الأثناء. وبعد انتقاله إلى أفغانستان تولى تسيير تنظيم القاعدة الذي أسسه مع عبد الله عزام سنة 1987، الذي أعلن من خلاله الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. وفي سنة 1998، تلاقت أفكار وأهداف أسامة بن لادن مع نظيره أيمن الظواهري، الذي كان يشغل حينها منصب الأمين العام في جماعة الجهاد الإسلامي المصرية المحظورة. وأطلق الاثنان بيانا يدعوان فيه إلى قتل الأمريكيين وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إخراجهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. فبدأ التنظيم باستهداف المقرات الأمريكية في العالم، والتي كان أولها تفجير السفارتين الأمريكيتين، في كينيا وتنزانيا، عام 1998. قدرت ثروة عائلته بقرابة سبعة مليارات دولار، والتي استغل حصته منها لدعم المجاهدين الأفغان إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان. كان أسامة بن لادن محور الهجوم الإعلامي الدولي، بعد أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي نفذها تنظيمه على أمريكا. فشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها على تنظيمه حربا صنفت كأطول حرب مستمرة في تاريخ الولايات المتحدة. ومنذ بداية الحرب، تمكن ابن لادن من الاختباء لمدة عشر سنوات كاملة. إلى أن تمكنت قوة مغاوير أمريكية من مباغتته، في فجر يوم الاثنين 2 مايو عام 2011. عندما كان في مسكنه قرب إسلام آباد. وأردته قتيلا بطلقة في الرأس، ثم ألقت بجثته سرا في البحر، من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن. وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية باتمام الغسل وإجراءات الدفن وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية. تعتبر تغطية وسائل الإعلام لموت أسامة بن لادن، ثالث أكبر قصة إخبارية في العالم، في القرن الحادي والعشرين. فبعد أقل من أسبوع، على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قتل ابن لادن في باكستان؛ ورد ذكر الحادثة أكثر من 84 مليون مرة، في وسائل الإعلام العالمية. ولد أسامة بن لادن في 10 مارس 1957 في الرياض، السعودية لأب يدعى محمد بن عوض بن لادن وأم هي حميدة العطاس. كان لوالده علاقات متينة بأسرة آل سعود عندما حصل الخلاف بين فيصل بن عبد العزيز آل سعود وأخيه سعود، كان محمد بن لادن من ضمن من أقنع الملك سعود بالتنحي لصالح فيصل. وتمكن محمد بن لادن من تأمين رواتب كل موظفي الدولة تقريبا لمدة تقارب ستة أشهر بعد مغادرة سعود حين كانت خزينة الدولة فارغة، ولرد الجميل أصدر الملك فيصل مرسوما بتحويل كل عقود الإنشاءات على محمد بن لادن وكلفه عمليا بوزارة الإنشاءات. في عام 1969 تكفل محمد بن لادن بإعادة بناء المسجد الأقصى بعد الحريق الذي تعرض له وكان قد ساهم في التوسعة السعودية الأولى للحرمين ولذلك يقول آل بن لادن إنهم تشرفوا ببناء المساجد الثلاثة. كان أقوى شخص في العائلة بعد الأب هو الابن الأكبر سالم بن لادن الذي كان ذا شخصية قوية مهيبة. نشأ أسامة نشأة صالحة وكان متدينا منذ صغره وتزوج عندما كان سنه سبعة عشر عاما، كان زواجه الأول من أخواله من الشام. كانت دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية في جدة. توفي والده إثر اصطدام طائرته المروحية بجبل الطائف وعمر أسامة حينها 9 سنوات وترك محمد بن لادن عند وفاته عام 1968 ثروة تقدر بمئات ملايين الدولارات حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، وتولى ابنه البكر سالم الإشراف عليها إلى أن قتل عام 1988، حين تحطمت طائرته الخاصة في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. وقدر نصيب أسامة من ثروة والده بثلاثمائة مليون دولار. درس في الجامعة علم الإدارة العامة. وخلال دراسته اطلع على أنشطة التيارات الإسلامية المشهورة وتعرف على كثير من الشخصيات الإسلامية ولم يكن هناك أمر متميز خلال دراسته. كانت حينئذ شخصيتان لهما أثر متميز في حياته هما محمد قطب وعبد الله عزام وذلك من خلال كتاباتهما التي درسها في مقرر الدراسات الإسلامية في الجامعة. درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة في الهندسة المدنية عام 1979م ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن وتحمل بعض المسؤولية عن أخيه في إدارة الشركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة ترك الأول ثروة لأبنائه تقدر بثلاث مئة مليون دولار. تميزت طفولة أسامة بن لادن بأمشاج من المتناقضات منها التواضع والخجل والثقة بالنفس المبنية على العناد. ويقول عنه بريان فايفيلد شايلر في مقابلة مع جريدة الصن البريطانية وهو الذي درس أسامة بن لادن اللغة الإنجليزية في مدرسة الثغر بجدة خلال عامي 1968م و1969م:«إن أسامة كان تلميذا هادئا وخجولا ولكنه غامض ولا استبعد أن نظام التعليم الغربي المتبع في مدرسة الثغر قد زرع لديه بذور العنف.» وأن هذا الصبي الذي أصبح أهم الأشخاص المطلوب اعتقالهم في العالم كان يتصرف بشكل طيب ويؤدي كل عمله في الوقت المناسب وأنه كان ألطف الطلاب في فصله. وأضاف فايفيلد شايلر أن:«كان أسامة متميزا بين زملائه لأنه كان أطول وأكثر أناقة ووسامة من معظم الصبية الآخرين كما أنه كان مهذبا ومؤدبا بشكل ملحوظ وكان لديه قدر كبير من الثقة بالنفس.» ويغلب على ملامح أسامة الحزن ونادرا ما رآه أصحابه يضحك بصوت عال وأحيانا يبتسم. لا تنفصل الطريقة التي اختار أسامة بن لادن اعتمادها في حياته عن الحياة التي عاشها في طفولته. فوالدته السورية عالية الغانم هي الزوجة الرابعة لوالده محمد بن لادن، وكان جميع الأقرباء والمعارف ينادونها «الجارية»، فيما كانت الزوجات الأخريات من عائلات مرموقة على حد تعبير ستيف كول صاحب كتاب: ابن لادن: أسرة عربية في العصر الأمريكي. وحين بلغ أسامة الرابعة، طلق والده أم أسامة ليعود ويزوجها لمحمد العطاس، أحد المديرين في شركة المقاولات التي يملكها. إضافة إلى أنه لم يتعرف إلى والده جيدا لأنه مات وهو لم يبلغ الحادية عشرة. هذه التطورات أثرت في أسامة تأثيرا سلبيا. فعشق أمه إلى حد جعله يدنو من قدميها ويقبلهما، كما قال أحد المقربين منه لستيف كول. لم يتطرق الكثيرون إلى علاقته بأمه التي مثلت نقطة الضعف الأبرز له، وكان دائم التواصل معها هاتفيا، حتى من بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، إلى أن أدرك أن خطها الهاتفي كان مراقبا. وطوال هذه الفترة ظلت الأم صامتة، إلى أن قررت الكلام في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر، حين حاورها رئيس تحرير صحيفة المدينة السعودية، خالد باطرفي لمصلحة صحيفة: ميل أون صاندي البريطانية. وهي تحدثت عن همومها ومخاوفها من المستقبل الذي ينتظر ابنها أسامة. ورغم معارضة الأم لآراء ابنها، إلا أنها أكدت وقوفها معه وأنها لن تتخلى عنه. تزوج أسامة باكرا حين كان في السابعة عشرة من عمره. وزواجه الأول كان من قريبته السورية نجوى - أم عبد الله - وهي في سن السادسة عشرة من عمرها وأنجب منها معظم أولاده بينهم عمر في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وفي عام 1982م تزوج أم حمزة المنحدرة من أصول هاشمية وحاملة شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال وقد أنجبت له طفلا وحيدا وعادت لتتابع عملها كأستاذة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة بحسب ما ورد في كتاب ناصر البحري حارس ابن لادن سابقا الموسوم: في ظل ابن لادن. أما أم خالد الزوجة الثالثة ابنة المدينة المنورة فتحمل أيضا شهادة دكتوراه في قواعد اللغة العربية لكنها لم تستثمر تعليمها إلا في تربية أولادها الأربعة. احتلت أم علي التي ترعرعت في مكة المرتبة الرابعة بين الزوجات إلا أنها الوحيدة التي طلقت من زعيم تنظيم القاعدة بعدما أنجبت ثلاثة أولاد وحينها أقسم أسامة ألا يتزوج إلا إذا طلبت إحدى زوجاته ذلك بنفسها. في ربيع عام 2000م تزوج أم حمزة أمل عبد الفتاح أحمد السادة وهي يمنية في السابعة عشرة من عمرها واستقدمها من اليمن إلى قندهار. قرر عبد الله عزام في عام 1978م الذي كان المنظر الرئيسي للإسلاميين المعاصرين أن تأسيس قاعدة صلبة سيوجد رجالا يكونون قدوة للعالم الإسلامي وتحفيز الأمة وتعبئتها ضد قاهريها وانضم بن لادن كأحد تلاميذه. بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان أحب أسامة في وقت مبكر أن يطلع على الوضع بنفسه فرتب مع الجماعة الإسلامية رحلة إلى باكستان حيث اصطحب من كراتشي إلى بيشاور وهناك قابل مجموعة من قيادات المجاهدين أمثال عبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. استغرقت الرحلة شهرا واقتنع من خلالها بن لادن أن القضية تستحق أن تعطى جل اهتمامه. بعد عودته إلى السعودية واطمئنانه إلى إمكانية البوح بخبر الرحلة بدأ يتحدث مع إخوانه وأقاربه وزملائه في الدراسة حول مشاهداته وتمكن من تنفيذ حملة علاقات عامة لصالح المجاهدين في أفغانستان. وتمكن من جمع تبرعات مالية وعينة للجهاد في أفغانستان وحمل تلك التبرعات وذهب في رحلة أخرى إلى باكستان بقي أسامة هناك لمدة شهر. تكررت رحلاته إلى باكستان لتقديم الدعم المالي والعيني الذي يحصل عليه في السعودية وظل مكتفيا بزيارة معسكرات المجاهدين ومخيمات الأفغان في باكستان. فبدأت علاقة أسامة بن لادن بالجهاد في أفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي لها في 26 ديسمبر عام 1979م حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو الشيوعي وكان له حضور كبير في معركة جلال آباد التي أرغمت الروس على الانسحاب من أفغانستان. وفي عام 1982م قرر أسامة اجتياز الحدود والدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد وبعد مشاهدته الطبيعة الجبلية الصعبة لأفغانستان قرر الاستفادة من تجربته في المقاولات وجلب عددا هائلا من المعدات والجرارات والحفارات لمساعدة المجاهدين على تمهيد الجبال وشق الطرق وإنشاء المعسكرات. تكررت زيارة أسامة إلى أفغانستان وإشرافه على نقل الأموال والسلاح والمعدات ومساهمته بعض الأحيان في بعض المعارك لكن بشكل غير منتظم. وفي عام 1982م قرر بن لادن الدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد ضد القوات السوفياتية وكان بن لادن ضد الروس حيث قال: وفي عام 1984م ظهر أول نموذج لعمل مؤسسي لجهاد العرب في أفغانستان وهو بيت الأنصار في بيشاور. واعتبر بيت الأنصار محطة أولى واستقبال مؤقت للقادمين العرب للجهاد في أفغانستان قبل توجههم للتدريب ومن ثم للمساهمة في الجهاد. وكان أسامة يرسل الشباب العرب الذين يقيمون في بيت الأنصار إلى قادة المجاهدين في ذلك الوقت أمثال قلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. وقد تزامن تأسيس بيت الأنصار مع تأسيس مكتب الخدمات في بيشاور من قبل عبد الله عزام. أدى تأسيس المكتب إلى نوع من التكامل مع بيت الأنصار حيث يؤدي المكتب المهمة الإعلامية وجمع التبرعات وحث المسلمين وخاصة العرب على الجهاد بالنفس والمال ويؤدي البيت المهمة العملية في استقبال وتوجيه الراغبين في الجهاد أو الاطلاع على أوضاع الأفغان. توثقت علاقة أسامة بعبد الله عزام خلال تلك الفترة غير أنه لم يحدث دمج لعملهما إذ اعتبرا أن الأفضل تعدد الواجهات مع التنسيق الجيد. وفي عام 1986م قرر أسامة أن يتوسع في تنظيم العملية الجهادية ويكون له معسكراته وخطوط إمداده. فتمكن من تشييد ستة معسكرات وتمكن من خلال خبرته في الإنشاءات من تحريكها ونقلها أكثر من مرة تبعا لظروف الحرب. بعد تجربة المعسكرات وتمكن أسامة من تبني المجاهدين العرب منذ وصولهم إلى تدريبهم إلى إشراكهم في المعارك أصبحت فكرة المشاركة في الجهاد ذات جاذبية شديدة لأن الشباب أصبحوا يتناقلون أخبار بساطة الفكرة وتقليل هيبة المشاركة في الجهاد كون الذي يستقبل ويدرب ويقود كلهم من العرب. شارك المجاهدون العرب في مناوشات عديدة وقتال محدود في البداية ثم دخلوا في معارك طاحنة كان أشهرها معركة جاجي في نهاية ذلك العام والتي هزم على يد المجاهدين العرب فيها وحدات من أفضل الروس تدريبا وأفضلهم تسليحا وقتل فيها عدد من ذروة رجال الكوماندوس الروس. كانت المشاركة في الجهاد في أفغانستان تم دون مضايقات من السعودية أو باكستان، وخلال تلك الفترة لم يكن أسامة يعود للمملكة إلا قليلا ويقضي معظم أيام السنة في أفغانستان. أسس بن لادن هو ومعاونوه سجل القاعدة عام 1988م وهو عبارة عن قاعدة
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بن لادن
|
05ee82c4bc1f4dc86a531a175727ab1c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.845623",
"source": "Wikipedia"
}
|
رابين
|
إسحاق رابين
|
إسحاق رابين ويعرف اختصارا باسم رابين، هو سياسي إسرائيلي وجنرال عسكري سابق في الجيش الإسرائيلي ورئيس وزراء إسرائيل، يعد من أبرز الشخصيات الإسرائيلية وأحد أهم متخذي القرارات في الشؤون الخارجية، العسكرية والأمنية في إسرائيل. إسحاق رابين خامس رئيس وزراء إسرائيلي، وتقلد هذا المنصب في فترتين؛ الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 انتهت بإطلاق الرصاص عليه ومقتله في 4 نوفمبر 1995 على يد قاتل يهودي اسمه إيجال عامير، ليصبح رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي يقضي اغتيالا، ويعد رابين من أشهر رجالات البالماخ المتفرعة من الهاجاناه العسكرية. ولد رابين في مدينة القدس إبان الانتداب البريطاني لفلسطين «نحميا» (أوكراني) «روزا» (بيلاروسية)، انتقلت عائلته بعد سنة من ميلاده إلى تل أبيب، حيث كبر وترعرع، درس لاحقا في المدرسة الزراعية اليهودية «كادوري» في الجليل. في 1938، وضمن فترة دراساته، اشترك في دورة عسكرية قصيرة نظمتها الهاجاناه. خرج رابين من مدرسة «كادوري» بامتياز في سنة 1940. في 1941 انضم إلى «الهاجاناه» وأصبح من كبار قادتها، مما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات البريطانية في حزيران/يونيو 1946. عندما اندلعت حرب 1948 تعين قائدا لسرية «هارئيل» التي قاتلت في منطقة القدس؛ ويشير المؤرخ اليهودي إيلان بابي في كتابه التطهير العرقي لفلسطين بأن إسحاق رابين هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عملية ترحيل الفلسطينيين التي نفذتها الحركة الصهيونية على أرض فلسطين. وعند انتهاء الحرب اشترك في محادثات الهدنة التي دارت بين إسرائيل ومصر في جزيرة رودس اليونانية. في كانون الأول/ديسمبر 1963 عينه ليفي إشكول (رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين) رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي. عندما اندلعت حرب الأيام الستة في 1967 كان رابين لا يزال يتقلد منصب رئيس الأركان. في شباط/فبراير 1968 تقاعد رابين من الخدمة العسكرية. عقب تقاعد رابين من الحياة العسكرية، انخرط في السلك الدبلوماسي كسفير لإسرائيل لدى الولايات المتحدة الأمريكية. أما بالنسبة لحياته السياسية الداخلية، فقد حصل على مقعد في الكنيسيت الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير بعد أن انضم لحزب العمل الإسرائيلي. مع حصوله على المقعد البرلماني تعين أيضا لمنصب وزير العمل في الحكومة التي ترأستها جولدا مائير. في عام 1974 وقعت أزمة سياسية في أعقاب إعلان تقرير قاس بشأن جهوزية الجيش الإسرائيلي لحرب أكتوبر 1973، الأمر الذي أجبر جولدا مائير على الاستقالة من منصب رئيسة الوزراء. ومن نتائج تلك الأزمة انتخاب رابين كرئيس لحزب العمل وخلف جولدا مائير في رئاسة الوزراء. واشتهر رابين في الفترة الأولى لرئاسة الوزراء بعملية «مطار عنتيبة»، فقد أعطى رابين أوامره للجيش الإسرائيلي لإنقاذ ركاب الطائرة الفرنسية المخطوفة بعد إقلاعها من إسرائيل. في 20 ديسمبر 1976 استقال رابين من منصب رئيس الوزراء إثر أزمة برلمانية نجمت عن هبوط طائرات عسكرية أرسلتها الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي في يوم الجمعة بعد غروب الشمس، مما أثار غضب الأحزاب الدينية المشاركة في الائتلاف الحكومي لاعتباره انتهاكا لقدسية يوم السبت في اليهودية. وأسفرت استقالة رابين إلى تبكير الانتخابات، وتحديد موعدها لشهر مايو 1977. في فبراير 1977 تغلب إسحاق رابين على شمعون بيرس في الانتخابات الداخلية لحزب «همعراخ» («البنية» - اتحاد حزب العمل مع أحزاب يسارية أخرى) وتعين مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، ولكن في 15 مارس 1977 كشف الصحافي دان مرغاليت في صحيفة هآرتس أن عقيلة رابين تدير حسابا مصرفيا في الولايات المتحدة مخالفة للقانون الإسرائيلي آنذاك. تحمل إسحاق رابين المسؤولية عن هذه المعصية، مما أدى إلى إجراء انتخابات داخلية جديدة وترشيح شمعون بيرس لرئاسة الوزراء. خسر «همعراخ» الانتخابات في مايو 1977، وخلف مناحيم بيغن، رئيس حزب الليكود، إسحاق رابين في رئاسة الوزراء، بينما امتثل شمعون بيرس رئيس المعارضة البرلمانية. أما رابين فظل عضو الكنيست دون منصب خاص. في عام 1984، وفي ظل التعادل في نتائج الانتخابات بين الكتلتين البرلمانيتين، اضطر كلا الحزبان المتنافسان الرئيسيان، حزب الليكود وحزب العمل، على التعاون في تشكيل «حكومة وحدة وطنية». وانضم رابين لهذه الحكومة التي ترأسها شمعون بيرس وإسحاق شامير بالتناوب، وتولى فيها وزارة الدفاع. في تلك الفترة اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، واشتهر رابين وقتها بتعليماته لقواته بكسر عظام المتظاهرين الفلسطينيين. في عام 1992، تمكن رابين من الفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرة الثانية ولعب دورا أساسيا في معاهدة أوسلو للسلام التي أنجبت السلطة الفلسطينية وأعطتها السيطرة الجزئية على كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وفي الفترة الثانية لرئاسة رابين للوزراء، توصلت إسرائيل لاتفاقية سلام مع الأردن مع اتساع كبير في بقعة المستوطنات الإسرائيلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ولدوره الريادي في اتفاقية أوسلو للسلام، فقد تم منح رابين جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع كل من ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية وشمعون بيريز وزير خارجيته. وفي 4 نوفمبر 1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيد للسلام في ميدان «ملوك إسرائيل» (اليوم: ميدان رابين) في مدينة تل أبيب، أقدم اليهودي المتطرف إيجال أمير على إطلاق النار على إسحق رابين، وكانت الإصابة مميتة إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى أثناء محاولة الأطباء إنقاذ حياته.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/رابين
|
5639f9ee281219170d5b77fde6c60fcd
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.847231",
"source": "Wikipedia"
}
|
أبجدية سريانية
|
أبجدية سريانية
|
الأبجدية السريانية نظام كتابة يستعمل بشكل أساسي في الكتابة باللغة السريانية، وأحيانا يستعملها الرهبان لكتابة العربية في سورية القديمة ومحيطها ويطلق على هذه الكتابات الاسم (كرشوني)، كما استخدمت في كتابة الأرمينية والماليالمية في الهند. ويختلف شكلها قليلا بين ما يسمى خط «استرنجلا» والخط الماروني والخط الآشوري. أصلها الأبجدية الآرامية العتيقة والتي يعود أصلها إلى نحو القرن الثاني قبل الميلاد. والسريانية هي أحد الأبجديات السامية التي تشترك بشكل كبير مع أبجديات اللغات الفينيقية والآرامية والعبرية والعربية. ها هو خط «استرنجلا»: يونيكود السريانية من U+0700 إلى U+074
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أبجدية سريانية
|
49dafe627b0db5df3ae8e2339e1f3e99
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.847543",
"source": "Wikipedia"
}
|
الحسن البصري
|
الحسن البصري
|
الحسن بن يسار البصري (21 - 110 ) إمام وقاض ومحدث من علماء التابعين ومن أكثر الشخصيات البارزة في عصر صدر الإسلام. سكن البصرة، وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم. تنقل الحسن البصري بين مدن عدة، أولاها المدينة المنورة مسقط رأسه ومكان نشأته الأولى، سافر إلى كابل مع فاتحيها، كما عمل كاتبا للربيع بن زياد الحارثي في خراسان على عهد معاوية بن أبي سفيان، ثم استقر بالبصرة فنسب إليها فاشتهر باسم «الحسن البصري». هو الحسن بن يسار، أبو سعيد، وكان أبوه مولى زيد بن ثابت الأنصاري، وقيل مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي. وهو من أهل ميسان، نبطي بابلي عراقي قديم، وهو ما أثبتته عدد من الدراسات الأكاديمية التاريخية، حيث ثبتت عروبته وإنه من أصل عربي عند المؤرخين العرب مثل مصطفى جواد، وناجي معروف وغيرهم، ولقد أثبت ناجي معروف عروبته وانتماءه إلى أصل عربي بسند تاريخي، سكن أبوه المدينة وأعتق وتزوج بها في خلافة عمر بن الخطاب فولد له بها الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر. ولد قبل سنتين من نهاية خلافة عمر بن الخطاب في المدينة عام واحد وعشرين من الهجرة، وأمه خيرة مولاة لأم سلمة أم المؤمنين كانت تخدمها، وربما أرسلتها في حاجاتها فيبكي الحسن وهو رضيع فتشاغله أم سلمة برضاعته لتسكته، وبذلك رضع من أم سلمة، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من أم المؤمنين زوجة رسول الله ﷺ. وكانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، فقال: «اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس». حفظ الحسن القرآن في العاشرة من عمره، ونشأ في الحجاز بين الصحابة، ورأى عددا منهم وعاش بين كبارهم، مما دفعه إلى التعلم منهم، والرواية عنهم، وحضر الجمعة مع عثمان بن عفان وسمعه يخطب، وشهد يوم استشهاده يوم تسلل عليه قتلته الدار، وكان عمره أربع عشرة سنة. وفي سنة 37 انتقل إلى البصرة، فكانت بها مرحلة التلقي والتعلم، حيث استمع إلى الصحابة الذين استقروا بها، وفي سنة 43 عمل كاتبا في غزوة لأمير خراسان الربيع بن زياد الحارثي لمدة عشر سنوات، وبعد رجوعه من الغزو استقر في البصرة حيث أصبح أشهر علماء عصره ومفتيها حتى وفاته. انفصل عنه تلميذه واصل بن عطاء وكون الحلقة الأولى لمذهب المعتزلة، وكان سبب ذلك أن واصلا ابن عطاء سأل الحسن البصري عن عصاة الموحدين فقال الحسن: «هم تحت المشيئة إن شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم»، فقال واصل: «بل هم في منزلة بين المنزلتين»، ثم اعتزل حلقته، فقال الحسن البصري «اعتزلنا واصل»، فسميت فرقته منذ ذلك الحين بالمعتزلة. لقد كان الحسن أعلم أهل عصره، يقول قتادة: «ما جمعت علمه إلى أحد العلماء إلا وجدت له فضلا عليه، غير أنه إذا أشكل عليه كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله، وما جالست فقيها قط إلا رأيت فضل الحسن». — من أقوال الحسن البصري. كان للحسن مجلسان للعلم: مجلس خاص بمنزله، ومجلس عام في المسجد يتناول فيه الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة وغيرها وكان تلاميذه كثر. رأى الحسن عددا كبيرا من الصحابة وروى عنهم مثل: النعمان بن بشير، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وأنس، ونتيجة لما سبق فقد لقبه عمر بن عبد العزيز بسيد التابعين حيث يقول: «لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين». أما السيدة عائشة وعندما سمعته يتكلم قالت: «من هذا الذي يتكلم بكلام الصديقين؟». كتب الحسن إلى رجل من الزهاد يقال له عبد الرحيم أو عبد الرحمن بن أنس الرمادي كان يسكن مكة وكان له فضل ودين وذكر ولم يكن له في الدنيا عمل إلا عبادة الله تعالى وأنه أراد الخروج من مكة إلى اليمن فبلغ ذلك الحسن وكان يواخيه في الله تعالى فكتب إليه كتابا يرغبه في المقام بمكة زادها الله شرفا فكان ذلك هو الكتاب الوحيد الذي ظهر من مؤلفاته وهو بعنوان فضائل مكة. عاش الحسن الشطر الأكبر من حياته في دولة بني أمية، وكان موقفه متحفظا على الأحداث السياسية، وخاصة ما جر إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أي ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، وكان يرى أن الخروج يؤدي إلى الفوضى والاضطراب، وفوضى ساعة يرتكب فيها من المظالم ما لا يرتكب في استبداد سنين، ويؤدي الخروج إلى طمع الأعداء في المسلمين، ولأن الناس يخرجون من يد ظالم إلى ظالم، وإن شق إصلاح الحاكم فما زال إصلاح المحكومين يسير. أما إن كان الحاكم ورعا مطبقا لأحكام الله مثل عمر بن عبد العزيز، فإن الحسن ينصح له، ويقبل القضاء في عهده ليعينه على أداء مهمته. كتب الحسن لعمر بن عبد العزيز ينصحه فقال: «فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد أئتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال، فأفقر أهله وبدد ماله». ولقد عنف الحسن البصري طلبة العلم الشرعي الذين يجعلون علمهم وسيلة للاستجداء، فقال لهم: «والله لو زهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيما عندكم». عندما استتب للحجاج أمر العراق، أقام لنفسه قصرا مشيدا وبيتا في مدينة واسط الواقعة بين البصرة والكوفة، وعندما انتهى من بنائه طلب من الناس الخروج لرؤيته ومشاهدته عن كثب، ووصف جماله وبهرجته وروعته، فلما وصل الخبر إلى الحسن البصري رحمه الله، وجد أن هذا التجمع يعد فرصة مواتية لإحقاق الحق ودعوة الناس إلى الخير، وصرفهم عن الزخارف وجمالها بما عند الله من فضل، ويذكرهم بالله وبأن الدنيا وبهجتها لا تسوي شيئا عند الله تعالى. حيث خرج الحسن البصري فوجد أهل العراق يطوفون بقصر الحجاج معجبين بجماله وأناقته وحسن تصميمه، فقال في حماسة ولهجة وعظ: “لقد نظرنا فما أبتنى أخبث الناس، فوجدنا أن فرعون قد شيد أعظم مما شيد، وبنى أعلى مما بنى، ثم أهلك الله فرعون، وآتى على ما بنى وشيد… ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض قد غروه”. وقد مضى على تلك الطريقة، فأخذ يفضح الحجاج بأبشع الألفاظ، حتى إن الحاضرين قد أشفقوا عليه من الحجاج، فقالوا له: “حسبك يا أبا سعيد، حسبك هذا”، ولكنه ردهم بأن الله قد أخذ على أهل العلم والدين الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وها أنا أبين لكم ما خفي عنكم. جاء الحجاج مجلسه صبيحة اليوم التالي وقد استشاط غضبا مما قاله الحسن، وتعجب على جرأته عليه وهو يعلم عاقبة أمره. نظر الحجاج إلى جلسائه وقال: “تبا لكم وسحقا، يقوم عبد من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما شاء أن يقول، ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه! والله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء”. ثم نادى على السياف وأمره بإحضار النطع، ودعا الجلاد فحضر بين يديه، ثم أعطى أمره إلى الشرطة بإحضار الحسن، فارتجفت القلوب من ذاك الموقف، وجاء الحسن شامخا وشفتاه تتحركان بكلمات لا يعيها من حوله، وتوجه إلى الحجاج في عزة نفس وعزيمة وإقبال. فما إن رآه الحجاج حتى قال له في مهابة ووقار لا يصدقان: “ها هنا يا أبا سعيد، ها هنا”، حتى أجلسه على مجلسه وسط دهشة عارمة من الحاضرين. ثم بدأ يوجه إليه الأسئلة فيما يحير ويحتاج إلى علم وفقه، والحسن يجيبه في كل ما يسأل بما لديه من سعة علم وفضل، فما كان من الحجاج إلا أن قال له: “أنت سيد العلماء يا أبا سعيد”، ثم قام فطيب له لحيته بأغلى أنواع الطيب وودعه. فلما خرج الحسن وجد الحاجب خلفه ينادي عليه قائلا: ” يا أبا سعيد، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك، وأنى رأيتك عندما أقبلت، ورأيت السيف والنطع، حركت شفتيك فماذا قلت؟”. فتبسم الحسن له وقال: “لقد قلت: يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته بردا وسلاما علي كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم”. وهكذا كانت تلك الدعوة منجية للحسن من الهلاك في ذلك اليوم، وهكذا خلدت قصة الحسن البصري مع الحجاج، حيث جاء الحجاج في اليوم التالي وقد استشاط غضبا على جلسائه؛ إذ لم يعرفوا كيف يردون على الحسن فيما قاله بالأمس، فاستطاع بذلك أن يخرج من مجلس أعد لموته حيا، وذلك بفضل الله ونعمته. توفي الحسن عشية يوم الخميس في الأول من رجب سنة عشر ومائة للهجرة وعاش ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلى عليه المسلمون عقب صلاة الجمعة، ويقع مرقده في البصرة. كان الحسن البصري حسن الصورة، بهي الطلعة، وكان عظيم الزند، قال محمد بن سعد: «كان الحسن فقيها، ثقة، حجة، مأمونا، ناسكا، كثير العلم، فصيحا، وسيما». وكان من الشجعان الموصوفين في الحروب، وكان المهلب بن أبي صفرة يقدمهم إلى القتال، واشترك الحسن في فتح كابور مع عبد الرحمن بن سمرة. قال أبو عمرو بن العلاء: «ما رأيت أفصح من الحسن البصري». وقال الغزالي: «وكان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم، هديا من الصحابة، وكان غاية في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه». (أي من فمه) كان الحسن كثير الحزن، عظيم الهيبة، قال أحد أصحابه: «ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة». كان يقول: «نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا». فقال: «لا أقبل منكم شيئا، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدريا، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رؤوا خياركم لقالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رؤوا شراركم لقالوا ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب». قال حمزة الأعمى: «وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوما إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبك؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك». ثم ناد الحسن: «بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار». عن حفص بن عمر قال: «بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي». أما عن سبب حزنه فيقول الحسن: «يحق لمن يعلم أن الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده، أن يطول حزنه». روى الطبراني عنه أنه قال: «إن قوما ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك». وجاء شاب إلى الحسن فقال: «أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم أستطعه)»، فقال: «قيدتك خطاياك». وجاءه آخر فقال له: «إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء»، فقال له الحسن: «هل تقوم الليل؟ فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته». كان يقول: «من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة. لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نغيته». قال له رجل: «إن قوما يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلا (أي يتصيدون الأخطاء)». فقال: «هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟». سئل الحسن عن النفاق فقال: «هو اختلاف السر والعلانية، والمدخل والمخرج، ما خافه إلا مؤمن (أي النفاق) ولا أمنه إلا منافق». وكان الحسن البصري يصوم الأيام البيض، والأشهر الحرم، والإثنين والخميس. سئل أنس بن مالك عن مسألة فقال: «سلوا مولانا الحسن»، قالوا: «يا أبا حمزة نسألك، تقول: سلوا الحسن؟» قال: «سلوا مولانا الحسن فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا». وقال أيضا: «إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين الحسن البصري ومحمد بن سيرين». وقال قتادة: «وما جالست رجلا فقيها إلا رأيت فضل الحسن عليه»، وكان الحسن مهيبا يهابه العلماء قبل العامة. نقل الريشهري: الخرائج والجرائح: إن عليا رأى الحسن البصري يتوضأ في ساقية، فقال: أسبغ طهورك يا كفتي. قال: لقد قتلت بالأمس رجالا كانوا يسبغون الوضوء. قال: وإنك لحزين عليهم؟ قال: نعم. قال: فأطال الله حزنك. قال أيوب السجستاني: فما رأينا الحسن قط إلا حزينا كأنه يرجع عن دفن حميم، أو كأنه خربندج ضل حماره، فقلنا له في ذلك، فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح. وكفتي: بالنبطية شيطان، وكانت أمه سمته بذلك ودعته في صغره، فلم يعرف ذلك أحد حتى دعاه به أمير المؤمنين.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الحسن البصري
|
37a0d570da0205f607510f270d442f91
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.850990",
"source": "Wikipedia"
}
|
مذبحة دير ياسين
|
مذبحة دير ياسين
|
مذبحة دير ياسين هي عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها في نيسان 1948 مجموعتا الإرغون وشتيرن الصهيونيتان في قرية دير ياسين الفلسطينية غربي القدس. كان معظم ضحايا المجزرة من المدنيين ومنهم أطفال ونساء وعجزة، ويتراوح تقدير عدد الضحايا بين 250 360 حسب ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مذبحة دير ياسين
|
6110039aa467bcef297aa89d29b42c0d
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.851770",
"source": "Wikipedia"
}
|
فرنسا
|
فرنسا
|
فرنسا ، رسميا الجمهورية الفرنسية ، هي جمهورية دستورية ذات نظام مركزي وبرلماني ذي نزعة رئاسية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 66 مليون نسمة، وهي تقع في أوروبا الغربية، ولها عدة مناطق وأقاليم منتشرة في جميع أنحاء العالم عاصمتها باريس، ولغتها الرسمية هي الفرنسية وعملتها اليورو، شعارها (حرية، مساواة، أخوة)، علمها مكون من ثلاثة ألوان عمودية بالترتيب أزرق، أبيض، أحمر، نشيدها الوطني هو لامارسييز. وفرنسا هي بلد قديم يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، وتعتبر إحدى المناطق المهمة في أوروبا. منذ العصور الوسطى، وقد وصلت فرنسا إلى أوج قوتها خلال القرن 19 وأوائل القرن 20، إذ امتلكت ثاني أكبر إمبراطورية استعمارية في 1950 بعد الإمبراطورية البريطانية العظمى. وفرنسا هي إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، وأحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، كما أنها عضو في العديد من المؤسسات الدولية، بما في ذلك الفرانكوفونية، مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين، حلف شمال الأطلسي، منظمة التعاون والتنمية ومنظمة التجارة العالمية، والاتحاد اللاتيني، وهي أكبر دولة في أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي من حيث المساحة وثالث أكبر دولة في أوروبا عموما بعد روسيا وأوكرانيا. وتلعب فرنسا دورا بارزا في تاريخ العالم من خلال تأثير ثقافته وانتشار اللغة الفرنسية، وقيمها الديمقراطية والعلمانية والجمهورية في جميع القارات الخمس، وتعد فرنسا مركزا عالميا بارزا للثقافة والموضة ونمط الحياة، وهي تضم رابع أكبر قائمة من حيث مواقع التراث العالمي لليونسكو، وصل عدد زوارها من السياح ما معدله 83 مليون سائح أجنبي سنويا أي أكثر من أي بلد في العالم بأسره. وتعد فرنسا إحدى الدول العملاقة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية الهامة في أوروبا خصوصا وحول العالم عموما وهي سادس أكبر دولة من حيث الإنفاق العسكري في العالم، وثالث أكبر مخزون للأسلحة النووية، وثاني أكبر سلك دبلوماسي بعد الولايات المتحدة. وهي أيضا ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا. والخامس من حيث الناتج المحلي الإجمالي في العالم. أما من حيث إجمالي ثروات الأسر، ففرنسا هي أغنى دولة في أوروبا والرابعة في العالم. يتمتع المواطن الفرنسي بمستوى عال من المعيشة، فالبلد له أداء جيد في التصنيف العالمي من التعليم والرعاية الصحية، والحريات المدنية، ومؤشر التنمية البشرية. اسم فرنسا مشتق من كلمة «فرانك» أي فرنجة وهم شعب جرماني غربي جاء من الشمال ليستقر في فرنسا، استعملت بعد سقوط روما لغاية العصور الوسطى للدلالة على البلاد التي فيها فرنسا حاليا، بتتويج هيو كابيت ملك الفرنجة أشير إليها بمملكة فرانسيا، ثم رسميا فرنسا في عهد فيليب أغسطس. لا تزال معروفة فرنسا لليوم. تطبق أصلا إلى الفرنجة الإمبراطورية بأكملها، واسم «فرنسا» يأتي من فرنسا اللاتينية، أو «دولة الفرنجة». لا تزال فرنسا الحديثة التي تسمى اليوم فرانسيا باللغة الإيطالية والإسبانية، الفرنسية باللغة الألمانية وباللغة الهولندية، وكلها لها نفس المعنى التاريخي. هناك نظريات مختلفة لأصل اسم فرانك. وبعد سوابق إدوارد جيبون ويعقوب غريم، وقد تم ربط اسم الفرنجة مع كلمة صريحة (مجاني) في اللغة الإنجليزية. فقد قيل أن معنى «الحرة» اعتمد لأنه بعد غزو بلاد الغال، وكانت فقط فرانكس خالية من الضرائب. هناك نظرية أخرى أنه مشتق من كلمة فرانكون بروتو الجرمانية، والتي تترجم إلى رمي الرمح أو انس بوصفها الفأس رمي الفرنجة كان يعرف باسم فرانسيسكا. ومع ذلك، فقد ثبت أن هذه الأسلحة كانت اسمه بسبب استخدامها من قبل الفرنجة، وليس العكس. وفي النسبة إلى فرنسا يقال فرنسي، وخطأ أن يقال فرنساوي، وفقا لأحمد مختار عمر، لأن الألف في فرنسا هي خامس حروف الكلمة، فيجب حذفها عند النسب، ثم تضاف الياء فيقال فرنس-. بالنسبة للجزء الأوروبي من فرنسا فإنه يقع غرب قارة أوروبا. يحدها من جهة الشمال بحر الشمال، ومن الشمال الغربي بحر المانش، والمحيط الأطلنطي غربا والبحر الأبيض المتوسط جهة الجنوب الشرقي. تحدها من بلجيكا ولوكسمبورغ إلى الشمال الشرقي، وألمانيا وسويسرا جهة الشرق، وتحدها من جهة الجنوب الشرقي كلا من إيطاليا وموناكو. أما جهة الجنوب الغربي فتحدها كلا من إسبانيا وأندورا. أما بالنسبة للحدود الطبيعية، فيظهر جهتي الجنوب والشرق سلاسل الجبال: جبال البرانس وجبال الألب وجبال جورا. أما الحدود الشرقية فهي على نهر الراين. في حين أن الحدود الشمالية الشرقية غير طبيعية. أما بالنسبة للجزر؛ فتظهر جزيرة كورسيكا كأكبر الجزر بجانب العديد من الجزر الصغيرة. لذلك؛ يظهر أن البر الرئيسي للجمهورية الفرنسية يمتد بين دائرتي عرض 46" 19' 42° شمالا 47" 5' 51° شمالا، وخطي طول 46' 4° غربا 42" 14' 8° شرقا، أي أن البر الرئيسي يمتد حوالي 1000 كم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية هي المسمى الذي يطلق على مكونات الجمهورية الفرنسية خارج القارة الأوروبية، وتلك التوابع موجودة في جميع محيطات العالم باستثناء المحيط المتجمد الشمالي. وتختلف بعض المناطق والأقاليم عن بعضها بحسب نظام الإدارة المحلية، ويمكن تقسميها إلى: في قارة أمريكا الجنوبية: غيانا. ولفرنسا أيضا حدودا برية مع البرازيل وسورينام في غيانا. وكذلك مع هولندا عبر الجانب الفرنسي من سانت مارتن. وتبلغ المساحة الإجمالية لفرنسا (البر الرئيسي) حوالي 675000 كم2 أما إجمالي المساحة مع مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار فبلغت 551500 كم2. والإدارات في الخارج 92220 كم2، والأقاليم الأخرى 30904 كم2. كل هذا لا يشمل هذا أرض أديلي التي تطالب بها فرنسا بالسيادة عليها. فرنسا هي الدولة رقم 42 في ترتيب الدول الأكبر في العالم من حيث المساحة. وهي كذلك ثالث أكبر بلد في أوروبا بعد روسيا وأوكرانيا، أو الثانية إذا حسبت الإدارات والأقاليم البحرية، وأكبر دول الاتحاد الأوروبي. وبلغ إجمالي طول سواحلها 8245 كم. تمتلك الجمهورية الفرنسية العديد من المناظر الطبوغرافية الطبيعية. فقد رفعت أجزاء كبيرة من الأراضي الفرنسية الحالية بسبب عدة حركات تكتونية، بما في ذلك رفع هيرسينيان في حقب الحياة الأولية، والتي هي أصل الكتل الجبلية: آرموريكون والوسطى ومورفان وجبال الفوج والأردنيز وكورسيكا. جبال الألب والبرانس وجورا أصغر كثيرا ولها أشكال أقل تآكلا، وتعد أعلى قمة هي قمة جبال الألب في 4809 متر على الجبل الأبيض. وبذلك تعين تخوم مرتفعة ضخمة بالعديد من الأحواض الرسوبية، بما في ذلك حوض آكيتن في الجنوب الغربي وشمال حوض باريس، وتضم هذه الأخير مناطق خصبة وفيرة؛ وبخاصة المرتفعات الغرينية بوس وبري. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الطرق الطبيعية المختلفة التي تسمح بالعبور والاتصال مثل وادي الرون. قد تظهر السواحل متناقضة تماما للمناظر الطبيعية، فسلاسل المرتفعات لها أحيانا مزايا؛ مثل ساحل الريفيرا، وأنجاد ذات منحدرات؛ مثل ساحل المرمر، أو السهول الرملية واسعة؛ مثل سهل لانغدوك. وأما بالنسبة لأنظمة المياه العذبة في البلاد، فإن في فرنسا 4 أنهار رئيسية: اللوار، والسين، والغارون والرون، بجانب نهري الميوز والراين الأقل أهمية في فرنسا؛ لكنها ذات أهمية كبرى في جميع أنحاء قارة أوروبا. وتشكل مجموه المياه من أحواض الأنهار الأربعة الأولى حوالي 62% من إجمالي مساحة أراضي الجمهورية الفرنسية. وبشكل عام، فإن فرنسا لديها 11 مليون كم2 من المياه البحرية الخاضعة لولايتها القضائية في ثلاثة محيطات. تمتلك أراضي الجمهورية الفرنسية مجموعة واسعة من المناظر الطبيعية، مع السهول الزراعية أو المشجرة، والسلاسل الجبلية المتضرسة والغير متضرسة، والخطوط الساحلية والوديان التي تجمع بين المدنية والطبيعة. ففرنسا لديها خارج البر الرئيسي نسبة عالية من التنوع الأحيائي، مثل الغابات المطيرة في جويانا أو بحيرات كاليدونيا الجديدة. كذلك فرنسا هي واحدة من أكثر بلدان أوروبا الغربية احتواء على الغابات، فالغابات عموما تشكل 28% من مساحة البلاد. وبالنظر إلى داخل الغابات فيمكن تقسيمها إلى فرنسا 65% منها تتكون من الأخشاب الصلبة، 22% الخشب اللين 13% مختلطة. أما الغابات العامة (المملوكة للدولة) والخاصة تشكل 25% و75% من التوالي من الممتلكات الغابات الحضرية. وقد أصاب هذه المناطق الطبيعية والنظم البيئية تهديدا عن طريق طريق تجزئتها بشبكة الطرق الفرنسية والامتداد الحضاري إليها. يعتمد النقل في فرنسا على واحدة من أكثف الشبكات وأكثرها كفاءة في العالم مع 146 كيلومترا من الطرق 6.2 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية لكل 100 كم2، تم بناؤه كشبكة الإنترنت مع باريس في مركزها. وقد اقترحت فرنسا خطة البنية التحتية للنقل الوطنية، التي تنتجها وزارة البيئة، من خلال المديرية العامة للنقل والبنية التحتية من البحر. تشمل أراضي الجمهورية الفرنسية الحالية أجزاء كبيرة من بلاد الغال الكلتية القديمة، والتي غزاها يوليوس قيصر في القرن 1 ، ولكنها اقتبست اسمها الحالي من الفرنجة، وهم شعب جرماني استقر منذ القرن الخامس، فرنسا هي دولة وحدت قديما، وهي واحدة من أولى البلاد العصر الحديث التي خاضت التجربة الديمقراطية. يعود الظهور البشري على الأراضي الفرنسية الحالية إلى العصر الحجري القديم الأسفل؛ حيث أن أقدم آثار لحياة الإنسان في تاريخ فرنسا كانت من قبل 1.8 مليون سنة. وتصدى الإنسان بعد ذلك لمناخ قارس متغير، متأثرا بأكثر من عصر جليدي والذي قام بتغيير البيئة المحيطة به. تمتلك فرنسا عدد هائل من الكهوف المزينة والتي ترجع إلى العصر الحجري القديم الأعلى، وأشهرها كهف لاسكو ( دوردونيي منذ حوالي 18000 سنة قبل الميلاد). في نهاية العصر الجليدي الأخير نحو عام 10000 قبل الميلاد تحسن المناخ وأصبح أقل قراسة. ومنذ 7000 قبل الميلاد عاصرت أوروبا الغربية العصر الحجري الحديث واستقر سكانها، حتى ولو كانت التطورات مختلفة بحسب المناطق. وبعد التنمية السكانية والزراعية الكبيرة ما بين 3000 و4000 قبل الميلاد، ظهرت المعادن والتعدين في نهاية عام 3000 قبل الميلاد، في البداية كان العمل بالذهب، النحاس والبرونز، ثم الحديد في القرن 8. في عام 600 قبل الميلاد، أنشأ اليونانيون القادمون من فوسيه مدينة مارسيليا، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، في نفس العصر توغلت بعض الشعوب الكلتية في الأراضي الفرنسية الحالية، ولكن هذا الاحتلال والتوغل لم ينتشر في باقي الأراضي إلا ما بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد. وظهر مصطلح بلاد الغال "ΓαλαTία" في اليونان، والذي يتطابق مع الأراضي التي استوطنها الكلت والتي تقع بين نهر الراين، المحيط الأطلسي وسلسلة جبال البرانس. ويطلق عليها العبرانيون ( تزارفات) "Tzarphat". وأصبحت بلاد الغال مزدهرة، حيث خضع الجزء الجنوبي منها للتأثيرات اليونانية والرومانية. ومنذ عام 125 ، غزت الجمهورية الرومانية تدريجيا جنوب بلاد الغال، وأسست هناك مدن مثل: آكس أون بروفانس، تولوز وأربونة. وفي عام 58 بدأ يوليوس قيصر الحروب الغالية، وفي عام 52 هزم تمرد كان بقيادة الرئيس الغالي فرسن جتريكس. وقام أغسطس بتقسيم الأراضي التي تم غزوها حديثا إلى 9 مقاطعات رومانية، أهمها أربونة الغالية في الجنوب، آكيتين الغالية في الجنوب الغربي وليونيز الغالية في المنتصف الغربو بلجيكا الغالية قي الشمال. تم تأسيس العديد من المدن في الفترة الغالية الرومانية، يث تم اختيار لوجوندوم في عام 43 لتكون عاصمة الغالية الرومانية ؛ حيث تم تصميمها على طراز وصورة المدن الرومانية، وبها منتدى روماني، ومسرح روماني قديم، سيرك، مدرج روماني، وثرمي. وطغى الدين في روما القديمة على الميثولوجيا الكلتية بدون إخفائها، وتم دمج الآلهة تدريجيا والتوفيق بين الأديان. وفي القرن 3 عانت الغالية الرومانية من أزمة خطيرة، الليمس وهي الحدود المحصنة التي تحمي الإمبراطورية من الهجمات الألمانية، والتي اجتاحتها الهجمات البربرية. وكان الحكم الروماني خلال هذا الوقت ضعيف: حيث تم إعلان إمبراطورية غالية في عام 260 تحت الوصاية الرومانية حتى عام 274. ومع ذلك فقد تحسن الوضع في بدابات القرن 4، والتي كانت بمثابة فترة تجديد وازدهار لبلاد الغال. وفي عام 312، اعتنق االإمبراطور قسطنطين الأول المسيحية، وتضاعف عدد المسيحيين المضطهدين منذ ذلك الوقت. ولكن استأنفت الغزوات البربرية من منتصف القرن الرابع الميلادي؛ في 31 ديسمبر 406 عبر الونداليون، السويبيون والألانيين نهر الراين وبلاد الغال حتى إسبانيا. وفي منتصف القرن 5، استقر الألامانيون والفرنجة، وهما شعبان وثنيان، في الشمال الشرقي من فرنسا الحالية ومارسوا سياسة الضغط الشديد على الجنرالات الرومانيون الذين يمكثون في الشمال الشرقي من بلاد الغال. إن معمودية القائد الفرنجي كلوفيس الأول وتحوله واعتناقه المسيحية في رام في 24 ديسمبر عام 496، بواسطة المطران سان ريمي، جعلت منه حليفا للكنيسة وسمح له بالتغلب على معظم بلاد الغال في القرنين الخامس والسادس. وكان اندماج التراث الغالو روماني، والمساهمات الألمانية والمسيحية طويلة وصعبة، شكل الفرنجة مجتمع محارب له قوانينة البعيدة كل البعد عن القانون الروماني والأسس المسيحية. في حين أن الضعف الديموجرافي التي عرفته المملكة الفرنجية لأدي إلى إهلاك المدن، واستقرت المسيحية عن طريق تأسيس الكنائس القروية وبالأخص العديد من الأديرة. وإذا كانت سلطة كلوفيس الأول تبدو وكأنها قوية من الأصل، كان يجب على سلالة ميروفنجيون مواجهة الكثير من الصعوبات الخطيرة؛ ولكنها اختفت في عام 751 عندما أسس بيبان القصير ملك الفرنجة الكارولنجيون. قام بيبان القصير وابنه شارلمان بتوسيع كبير لمملكة الفرنج، والتي كانت تمتد من نهاية القرن 8 على مساحة أكثر من مليون كيلومتر مربع. وكانت الإمبراطورية الكارولنجية الضخمة يتم التحكم بها من قبل إدارة مركزية في آخن، والعديد من كونتات الذين يمثلون شارلمان في كل الإمبراطورية ويتابعهم مبعوثون السيد. تم تتويج شارلمان في عام 800 إمبراطور الغرب، حيث أعاد إحياء الفنون المتحررة في التعليم، حيث استضاف قصر آخن نشاطات فكرية وفنية على مستوى عال. وبالرغم من ذلك، وبعد موت الإمبراطور، جعل كونتات والتابعين له وظيفتهم مورثة، وقسم أبناء شارلمان الإمبراطورية فيما بينهم بحسب معاهدة فيردان عام 843. حصل شارل على مملكة الفرنجة الغربيين والتي تعادل ثلثي غرب فرنسا الحالية حيث كانت تختلف حدودها قليلا حتى أواخر العصور الوسطى. وكان على المملكة الجديدة مجابهة ثلاث موجات من الغزوات المختلفة ما بين القرنين التاسع والعاشر يقودها المسلمون، الفايكنج والمجريون. وفي نفس العصر استمرت سلطة الكونتات في التضخم بينما تضائلت السلطة الملكية، وحلت محلها المجتمع الإقطاعي والذي يتميز بإنقسامه إلى ثلاث أقسام: رجال الدين، النبلاء، وثلث الدولة ( وهم الطبقة البرجوازية. وفي عام 987، انتخب أوغو كابيه ملكا من قبل أقرانه، أي نبلاء المملكة، ثم أصبحت الملكية والنظام الملكي وراثي، وحكم الكابيتيون فرنسا خلال أكثر من ثمانية قرون. ومع ذلك فإن أوائل الملوك الكابيتيون لم يحكموا مباشرا إلا جزء ضئيل ضعيف من الأراضي الفرنسية يسمى بالمجال الملكي الفرنسي، وكان بعض من التابعين لهم لديهم سلطة وقوة أكبر وأكثر منهم. في القرن الثاني عشر، بدأت السلطة الحاكمة على إثبات قدرتها ضد أمراء المملكة، ولكن في عام 1150 كان عليها مواجهة ميلاد الإمبراطورية الأنجوية والتي تجمعت مابين إنجلترا والثلث الغربي من فرنسا. وتصرف لويس التاسع (1226-1270) وكأنه المسؤول عن المسيحية والمتحكم بها، والتحق بالحملة الصليبية السابعة والحملة الصليبية الثامنة، وهو ما أوصله ليكون مطوب من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وشهد النصف الأول من القرن الرابع عشر غرق فرنسا في أزمة كبيرة، حيث كانت التغييرات كثيرة. حرب المائة عام، التي شنتها ضد إنجلترا والتي ولدت من مشكلة الخلافة وترأس المملكة الفرنسية، والتي خربت البلاد. ولكن أزمة القرنين الرابع عشر والخامس عشر لم تكن فقط عسكرية أو سياسية: ولكنها كانت أيضا ديموجرافيا (حيث أن الموت الأسود أي الطاعون والذي قتل منذ عام 1347 على الأقل ثلث شعب المملكة.)، اجتماعية ( حيث تضاعف وازداد عصيان وتمرد الفلاحون وسكان المدن)، اقتصادية ودينية. علاوة على ذلك، لقد تأثرت الملكية يهذه الأزمة، ولم تخرج منها إلا بتعزيزات، وتم نقل مقر السلطة إلى وادي لوارحيث يكتسب مؤسسات جديدة ويضع الجيش ويفرض ضريبة دائمة. منذ عام 1494، شن الملوك الفرنسيين العديد من الحروب الإيطالية على إيطاليا ثم ضد الإمبراطور كارلوس الخامس. ولكن الحكم والسلطة في عهد فرنسوا الأول (1515-1547) ونجله هنري الثاني كانت مميزة بسيادة الحكم الملكي الذي أصبح حكم مطلق وبه استبداد، ومع ظهور عصر النهضة الأدبية والفكرية التي كانت متأثرة كثيرا من إيطاليا. وفي عام 1539، أصدر مرسوم فيلار كوتيريه الذي أمر بجعل اللغة الفرنسية اللغة الرسمية الإدارية والقانونية في المملكة. لكن لم تستمر الوحدة حول شخصية الملك بفرنسا حيث تعرقل كل شئ في النصف الثاني من القرن السادس عشر بسبب المشاكل الدينية: حيث توالت ثماني حروب دينية مابين عام 1562 وعام 1598 بين الكاثوليكية والكالفينية. وتضاعفت الأزمة الدينية بأزمتين اقتصادية وسياسية. وفي عام 1598، أصدر الملك هنري الرابع مرسوما يسمح فيه بحرية الاعتقاد للبروتستانت. كان على الملك لويس الثالث عشر (1610-1643 ووزرائه ريشيليو وجول مازاران مواجهة رغبة النبلاء في استرجاع سلطاتهم السابقة. وفي نفس العصر شنت فرنسا العديد من الحروب الناجحة (من بينها حرب الثلاثين عاما)، وبدأت في إنشاء أول إمبراطورية فرنسية كبيرة تتكون من العديد من المستعمرات، وخاصا فرنسا الجديدة بجزر الأنتيل في البحر الكاريبي وعلى طريق الهند. وأكد الملك لويس الرابع عشر أكثر من ذي قبل على سلطته الملكية المطلقة: حيث لقب نفسه «الملك الشمس» واعتبر نفسه «القائم مقالم الله على الأرض»، وقام ببناء قصر فرساي، رمز حكمه. وأحاط نفسه بالفنانين والعلماء، وعمل على التوحيد الديني لمملكته؛ وذلك بإستئناف اضطهاد البروتستانت وقام بإلغاء مرسوم نانت بمرسوم فونتانبلوه الذي أصدره عام 1685. وعلى الرغم من الوضع المالي الحرج للملكة، قام لويس الثالث عشر بشن الكثير من الحروب ضد أوروبا المتحالفة ضده، في حين أن قام الماركيز دو فوبان ببناء شبكة من المدن القوية ليحصن بها ويقوي حدود المملكة. وإذا كانت هذه الحروب أدت في البداية إلى العديد من الانتصارات الفرنسية إلا أنها أدت في النهاية عدة هزائم عسكرية ومجاعات أدت إلى تشويه نهاية عصره وحكمه. قام الملك لويس الخامس عشر(1715-1774) خليفة الملك لويس الرابع عشر بشن الكثير من الحروب حيث كانت نتائجها متناقضة. وفي عام 1763 قامت معاهدة باريس (1763) بإنهاء حرب السنوات السبع، وتخلت فرنسا عن ممتلكاتها في أمريكا الشمالية ولكنها استولت في ذات الوقت على دوقية لورين وكورسيكا. وشهدت فرنسا في نفس العصر ازدهار وانتعاش ديموجرافي واقتصادي كبير. وازدياد الإنتاج الزراعي صاحبه مرحلة تصنيع كبيرة تسمى "proto-industrialisation "، وخصوصا في قطاع الغزل والنسيج، ولكن أيضا حدثت طفرة في المجال الفكري والثقافي. ثم وصل بعد ذلك الملك لويس السادس عشر إلى العرش في عام 1774، ووجد نفسه غير قادر غعلى إيجاد حل لمديونية المملكة ووجب عليه مواجهة أقسام المملكة ( يقصد بها الثلاث أقسام" طبقة النبلاء، ورجال الدين والطبقة البرجوازية). في نهاية فترة العصور القديمة، تم تقسيم الإغريق القدماء إلى عدة ممالك الجرمانية وبقية الأراضي جالو الرومانية، والمعروفة باسم مملكة Syagrius (غرب). في وقت واحد، وسلتيك الإسكتلندي البريطانيين، الذين فروا من تسوية الأنجلوسكسونية لبريطانيا، واستقر في الجزء الغربي من Armorica. ونتيجة لذلك، تم تغيير اسم Armorican شبه جزيرة بريتاني، كان إحياء الثقافة سلتيك ونشأت الممالك الصغيرة المستقلة في هذه المنطقة. الفرنجة وثنية، ومنهم من تم اشتقاق الاسم القديم «فرانسي»، واستقر في الأصل الجزء الشمالي من بلاد الغال، ولكن تحت كلوفيس أنا غزا معظم الممالك الأخرى في شمال ووسط الإغريق. في 498، كلوفيس كنت أول الفاتح الجرمانية بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية على اعتناق الكاثوليكية المسيحية، بدلا من الآريوسية، وبالتالي أعطيت فرنسا لقب «الابنة البكر لل كنيسة» (الفرنسية: La فيل aînée DE L' من كنيسة) من قبل البابوية، وملوك فرنسا سيطلق عليها «الملوك معظم المسيحيين في فرنسا» (ريكس Christianissimus). الفرنجة احتضنت الثقافة المسيحية جالو الرومانية وكان الإغريق القديمة سميت في نهاية المطاف فرانسيا («أرض الفرنجة»). اعتمد الجرمانية فرانكس اللغات الرومانية، ما عدا في شمال الإغريق حيث كانت المستوطنات الرومانية أقل كثافة، وحيث ظهرت اللغات الجرمانية. جعل كلوفيس باريس عاصمة له وأنشأ ميروفنجيون، ولكن مملكته لا البقاء على قيد الحياة وفاته. تعامل الفرنجة الأرض بحتة ملكا الخاص وتقسيمها بين الورثة، لذلك ظهرت أربعة ممالك من كلوفيس في : باريس، اورليان، سواسون، وريميس. فقدت ملوك Merovingian مشاركة السلطة رؤساء البلديات على القصر (رب الأسرة). رئيس بلدية واحد من القصر، شارل مارتل، هزم غزو الإسلامية الإغريق في معركة تور (732) وحصل على الاحترام والسلطة داخل ممالك الفرنجة. ابنه، بيبين القصير، استولى تاج فرانسيا من Merovingians ضعف وأسس سلالة الكارولنجية. ابن بيبين وشارلمان، شمل ممالك الفرنجة وبنى إمبراطورية واسعة في جميع أنحاء أوروبا الغربية والوسطى. أعلن الإمبراطور الروماني المقدس من قبل البابا ليون الثالث، وبالتالي وضع بشكل جدي منذ فترة طويلة ارتباط الحكومة الفرنسية التاريخية مع الكنيسة الكاثوليكية، حاول شارلمان لإحياء الإمبراطورية الرومانية الغربية والعظمة الثقافية. ابن شارلمان، لويس الأول (814-840 الإمبراطور)، وأبقى الإمبراطورية متحدين، ولكن هذا من شأنه أن الإمبراطورية الكارولنجية لا البقاء على قيد الحياة وفاته. في 843، بموجب معاهدة فردان، تم تقسيم الإمبراطورية بين لويس ' ثلاثة أبناء، مع الشرق فرانسيا ذاهب لويس الألمانية، الشرق فرانسيا وثر الأول، وغرب فرانسيا لتشارلز الأصلع. غرب فرانسيا يقترب من المنطقة المحتلة من قبل، وكان مقدمة فرنسا الحديثة. خلال القرنين 9 و10، هدد باستمرار من قبل الغزوات فايكنغ، أصبحت فرنسا دولة مركزية جدا : أصبحت عناوين النبلاء والأراضي وراثية، وأصبحت سلطة الملك أكثر تدينا من العلمانية، وبالتالي كان أقل فعالية وتحدى باستمرار من قبل النبلاء قوية. وهكذا تأسست الإقطاع في فرنسا. مع مرور الوقت، سوف تنمو بعض خدم الملك من القوة بحيث أنها غالبا ما تشكل تهديدا للملك. على سبيل المثال، بعد معركة هاستينغز في عام 1066، وأضاف وليام الفاتح «ملك إنجلترا» إلى ألقابه، وأصبح كل من تابع (كما دوق نورماندي) وعلى قدم المساواة من (كما ملك انكلترا) ملك فرنسا. حكمت سلالة الكارولنجية فرنسا حتى 987، عندما هيو كابيت، دوق فرنسا وعدد من باريس، توج ملك الفرنجة. نسله - وCapetians، دار فالوا، وبيت بوربون - الموحدة تدريجيا البلاد من خلال الحروب والميراث سلالي في مملكة فرنسا، التي كانت قد أعلنت بشكل كامل عام 1190 من قبل فيليب أوغسطس الثاني أوغسطس. كان غربيرت كوت اورياك (غربيرت من أوريلاك) أول البابا الفرنسية ؛ حكمه كما البابا سيلفستر الثاني استمرت 999-1003. انطلقت الحملة الصليبية البيجان في 1209 للقضاء على الكاثار هرطقة في منطقة الجنوب الغربي من فرنسا في العصر الحديث. في النهاية، تم إبادتهم الكاثار وضمت مقاطعة ذاتية الحكم لتولوز في مملكة فرنسا. وفي وقت لاحق الملوك توسيع أراضيها لتغطية أكثر من نصف حديثة فرنسا القارية، بما في ذلك معظم، مركز الشمال والغرب من فرنسا. وفي الوقت نفسه، أصبحت السلطة الحاكمة أكثر وأكثر حزما، تتمحور حول تصور هرميا المجتمع التمييز النبلاء ورجال الدين، والعوام. تشارلز الرابع معرض توفي دون وريث في 1328. بموجب قواعد القانون ساليك تاج فرنسا لا يمكن أن يمر إلى امرأة ولا يمكن أن خط الملكية تمر عبر خط الإناث. وبناء على ذلك، التاج تمريرها إلى فيليب فالوا، وهو ابن عم تشارلز، وليس من خلال خط الإناث إلى تشارلز ابن أخيه، إدوارد، الذي سيصبح قريبا إدوارد الثالث من إنكلترا. في عهد فيليب فالوا، وصلت الملكية الفرنسية في أوج قوتها في القرون الوسطى. ومع ذلك، كان المطعون مقعد فيليب على العرش من قبل إدوارد الثالث من إنكلترا وعام 1337، عشية الموجة الأولى من الموت الأسود، وذهب إنجلترا وفرنسا إلى الحرب في ما أصبح يعرف باسم حرب مئة عام. والحدود الدقيقة تغيرت كثيرا مع مرور الوقت، ولكن ظلت حيازات الأراضي الفرنسية الملوك الإنجليزية واسعة على مدى عقود. مع قادة الكاريزمية، مثل جان دارك ولوس انجليس تأجير، فاز الفرنسي المرتدة مرة أخرى قوية الأراضي القارية الإنجليزية. مثل بقية أوروبا، ضربت فرنسا قبل الموت الأسود. حول 1340، كانت فرنسا يبلغ عدد سكانها حوالي 17 مليون نسمة، والتي في نهاية هذا الوباء قد انخفضت بنسبة حوالي نصف واحد. شهد عصر النهضة الفرنسية مجموعة طويلة من الحروب، والمعروفة باسم الحروب الإيطالية، بين مملكة فرنسا والأقوياء الإمبراطورية الرومانية المقدسة. رأت أيضا توحيد الأولى من اللغة الفرنسية، التي ستصبح اللغة الرسمية لفرنسا ولغة الطبقة الأرستقراطية في أوروبا. المستكشفين الفرنسية، مثل جاك كارتييه أو صامويل دي شامبلين، ادعى الأراضي في الأمريكتين لفرنسا، مما يمهد الطريق توسيع الأولى الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية. صعود البروتستانتية في أوروبا بقيادة فرنسا إلى حرب أهلية المعروفة باسم حروب الفرنسية من الدين، حيث، في الحادث الأكثر شهرة، قتل الآلاف من المسيحيون الفرنسيون في مذبحة يوم القديس بارثولوميو من 1572. حروب الدين وقد انتهت مرسوم هنري الرابع من نانت، والتي تمنح بعض الحرية الدينية المسيحيون الفرنسيون. تحت حكم لويس الثالث عشر، عززت حيوية الكاردينال ريشيليو مركزية الدولة، السلطة الحاكمة والهيمنة الفرنسية في أوروبا، ينذر عهد لويس الرابع عشر. خلال أقلية ولويس الرابع عشر وصايه الملكة آن ومازارين الكاردينال، وهي فترة من المتاعب المعروفة باسم سعفة النخل وقعت في فرنسا، التي كانت في ذلك الوقت في حالة حرب مع إسبانيا. ويعزى هذا التمرد من قبل الإقطاعيين كبيرة والمحاكم السيادية كرد فعل على صعود السلطة الحاكمة في فرنسا. بلغ الملكي ذروتها خلال القرن 17 وعهد لويس الرابع عشر. من خلال تحويل الإقطاعيين قوية إلى الخدم في قصر فرساي، أصبح لويس الرابع عشر السلطة الشخصية دون منازع. لنتذكر له العديد من الحروب، وقدم فرنسا القوة الأوروبية الرائدة. تمتلك فرنسا أكبر عدد من السكان في أوروبا (انظر التركيبة السكانية من فرنسا)، وكان تأثير هائل على السياسة الأوروبية، والاقتصاد، والثقافة. أصبحت الفرنسية اللغة الأكثر استخداما في الدبلوماسية والعلوم والأدب والشؤون الدولية، وظلت كذلك حتى القرن 20. الحصول عليها. فرنسا العديد من الممتلكات في الخارج في الأمريكتين وأفريقيا وآسيا. لويس الرابع عشر إلغاء مرسوم نانت، مما اضطر الآلاف من المسيحيون الفرنسيون إلى المنفى. تحت لويس الخامس عشر، الذي اعتلى العرش في 1715، خسرت فرنسا فرنسا الجديدة ومعظم ممتلكاتها الهندية بعد هزيمتها في حرب السنوات السبع، والتي انتهت في عام 1763. ومع ذلك، ازداد إقليمها القاري، مع الاستحواذات البارزة مثل لورين (1766) وكورسيكا (1770). كان لويس الخامس عشر ملك لا يحظى بشعبية، وحكمه ضعيف، وقراراته المالية والسياسية والعسكرية الطائشة، وفجوره أفقد النظام الملكي مصداقيته، ويمكن القول أن كل ذلك أدى إلى الثورة الفرنسية بعد 15 عاما من وفاته. لويس السادس عشر، الذي خلف جده، لويس الخامس عشر، إلى العرش في 1774، دعم بنشاط الأميركيين، الذين كانوا يسعون لاستقلالهم عن بريطانيا العظمى (أدركت في معاهدة باريس (1783)). والأزمة المالية التي أعقبت انخراط فرنسا في تلك الثورة الأمريكية من العديد من العوامل التي أسهمت في الثورة الفرنسية. وقعت الكثير من التنوير في الأوساط الفكرية الفرنسية، واختراقات والاختراعات العلمية الكبرى، مثل اكتشاف الأوكسجين (1778) وأول منطاد الهواء الساخن تقل ركابا (1783)، تحققت من قبل العلماء الفرنسيين. المستكشفين الفرنسية، مثل بوغانفيل وLapérouse، وشارك في رحلات الاستكشاف العلمي من خلال الحملات البحرية في جميع أنحاء العالم. فلسفة التنوير، الذي هو السبب دعا كمصدر أساسي للشرعية والسلطة، وتقويض قوة ودعم النظام الملكي وساعد في تمهيد الطريق للثورة الفرنسية. في مواجهة مديونية النظام الملكي، قرر لويس السادس عشر عقد مجالس عامة، التي افتتحت في مايو 1789 ونصبت نفسها باعتبارها جمعية وطنية تأسيسية. يوم 14 يوليو، الذي أصبح تاريخ العيد الوطني الفرنسي، قام الشعب الباريسي باقتحام سجن الباستيل. تم إلغاء الملكية المطلقة وأصبحت فرنسا ملكية دستورية. في أغسطس قررت الجمعية الوطنية التأسيسية تدمير امتيازات الأرستقراطية وأصدرت إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي يؤكد «الحقوق الطبيعية وتقادم الإنسان» إلى «الحرية والملكية والأمن ومقاومة الظلم والاستبداد» وكذلك الوصول إلى المناصب العامة على أساس الكفاءة بدلا من النسب. اقتصر النظام الملكي، وكانت جميع المواطنين لديهم الحق في المشاركة في العملية التشريعية. وأعلن حرية التعبير والصحافة، والاعتقالات التعسفية المحظور. كما أكد إعلان مبادئ السيادة الشعبية، وعلى النقيض من الحق الإلهي للملوك التي ميزت النظام الملكي الفرنسي، والمساواة الاجتماعية بين المواطنين، والقضاء على امتيازات النبلاء ورجال الدين. بينما كان لويس السادس عشر، كملك دستوري، يتمتع بشعبية بين السكان، محاولته الكارثية للهروب إلى مؤيديه في شرق فرنسا واعتقاله في قرية فارين في حزيران 1791 بدت لتبرير شائعات أنه كان قد ربط آماله في الخلاص السياسي باحتمالات الغزو الأجنبي. وقد قوضت مصداقيته عميقا إلى حد أن إلغاء النظام الملكي وإقامة جمهورية أصبحا فرضية ممكنة على نحو متزايد. تجمعت الملكيات الأوروبية ضد النظام الجديد، لاستعادة الملكية المطلقة الفرنسية. فأمام التهديد الأجنبي تفاقمت الاضطرابات السياسية في فرنسا وتعمق الشعور بالإلحاح بين مختلف الفصائل وأعلنت الحرب ضد النمسا في 20 نيسان 1792. وقع عنف الغوغاء خلال التمرد من 10 أغسطس 1792 والشهر التالي. ونتيجة لهذا العنف وعدم الاستقرار السياسي من الملكية الدستورية، أعلنت الجمهورية في 22 أيلول 1792. أدين لويس السادس عشر بالخيانة وأعدم بالمقصلة في كانون الثاني عام 1793. واجهت الجمهورية ضغوطا متزايدة من الملكيات الأوروبية، بإضافة إلى حروب عصابات داخلية وحركات تمرد ضد الثورة (مثل الحرب في فونديه أو Chouannerie)، بلغ ذروته العنف خلال عهد الإرهاب بين 1793 و1794. أعدم ما بين 16،000 و40،000 شخص في غرب فرنسا، واستمرت الحرب الأهلية بين الجيش الثوري الوطني الملقب بالكلمة الفرنسية «بلو» («الزرق»، أنصار الثورة) وجيش ملكي إقليمي ملقب «بلان» («البيض»، أنصار الحكم الملكي) 1793-1796 وأدت إلى خسارة ما بين 200،000 و450،000 شخص. سحق كل من الجيوش الأجنبية ومناهضي الثورة وونجت الجمهورية الفرنسية. علاوة على ذلك، مددت حدودها إلى حد كبير إلى الشرق، وأنشئت «جمهوريات شقيقة» في البلدان المحيطة بها. بينما تراجعت التهديدات من الغزو الأجنبي وأصبحت فرنسا معظمها هادئة، وضع رد فعل الثرميدوريين حدا لحكم روبسبير وللإرهاب في تموز 1794. ألغيا إلغاء الرق والاقتراع العام الذكوري، اللذان سنا خلال هذه المرحلة المتطرفة من الثورة، من قبل الحكومات اللاحقة بعد خطة قصيرة الأجل الحكومية واستولى نابليون بونابرت سيطرة جمهورية في عام 1799 أصبح أول قنصل لاحقا وإمبراطور الإمبراطورية الفرنسية (1804-1814/1815). استمرارا للحروب أشعلها الملكيات الأوروبية ضد الجمهورية الفرنسية، ومجموعات من تغيير التحالفات الأوروبية أعلنت الحروب على الإمبراطورية نابليون. غزا جيوشه ومعظم قارة أوروبا، في حين تم تعيين أفراد من عائلة بونابرت كما الملوك في بعض الممالك التي أنشئت حديثا. أدت هذه الانتصارات إلى التوسع في جميع أنحاء العالم من المثل العليا والإصلاحات، مثل نظام متري، وقانون نابليون وإعلان حقوق الإنسان للثورة الفرنسية. بعد الحملة الروسية كارثية، وهزم نابليون واستعادة النظام الملكي بوربون. توفي حوالي مليون فرنسيين أثناء الحروب النابليونية. بعد عودته من المنفى وجيزة، هزم نابليون في نهاية المطاف في عام 1815 في معركة واترلو، أعيد إنشاء النظام الملكي (1815-1830)، مع قيود دستورية جديدة. أطيح سلالة بوربون مصداقيتها من قبل ثورة يوليو 1830، والذي أنشأ تموز الملكية الدستورية، والتي استمرت حتى 1848، عندما أعلن عن قيام الجمهورية الفرنسية الثانية، في أعقاب الثورات الأوروبية عام 1848. إلغاء الرق والاقتراع العام الذكور، سواء لفترة وجيزة سن خلال الثورة الفرنسية أعيد سنت في 1848. في عام 1852، أعلن رئيس الجمهورية الفرنسية، لويس نابليون بونابرت، ابن شقيق نابليون الأول، وإمبراطور الإمبراطورية الثانية، ونابليون الثالث. انه ضرب التدخلات الفرنسية في الخارج، وخاصة في شبه جزيرة القرم، في المكسيك وإيطاليا. وقد أطاحت هزيمة نابليون الثالث التالي في الحرب الفرنسية البروسية عام 1870 وتم استبدال نظامه من قبل الجمهورية الثالثة. كانت فرنسا المستعمرات، في أشكال مختلفة، ومنذ بداية القرن 17. في القرنين 19 و20، وسعت الإمبراطورية الاستعمارية في الخارج كثيرا والعالمية التي أصبحت ثاني أكبر سوق في العالم بعد الإمبراطورية البريطانية. بما في ذلك العاصمة فرنسا، وصلت المساحة الإجمالية للأراضي تحت السيادة الفرنسية ما يقرب من 13 مليون كيلو متر مربع في 1920 و1930، 8.6% من الأراضي في العالم. وكانت فرنسا عضوا في الحلف الثلاثي عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى خارج. احتلت جزء صغير من شمال فرنسا، ولكن ظهرت فرنسا وحلفائها منتصرا ضد القوى المركزية، بتكلفة بشرية ومادية هائلة. الحرب العالمية تركت 1.4 مليون الجنود الفرنسيين القتلى، 4% من السكان، بين 27 و30% من الطبقات مجند من 1912-1915. وتميزت السنوات interbellum التوترات الدولية المكثفة ومجموعة متنوعة من الإصلاحات الاجتماعية التي أدخلتها الحكومة الجبهة الشعبية (الإجازة السنوية، وتخفيض وقت العمل، والمرأة في الحكومة وغيرها). احتلت فرنسا بعد حملة الحرب الخاطفة الألمانية في الحرب العالمية الثانية، مع العاصمة فرنسا وتنقسم إلى منطقة الاحتلال الألماني في الشمال وفرنسا فيشي، والنظام الاستبدادي الذي أنشئ حديثا بالتعاون مع ألمانيا، في الجنوب. الحلفاء والفرنسية ظهرت المقاومة في النهاية منتصرا من دول المحور وتمت استعادة السيادة الفرنسية. تأسست الجمهورية الرابعة بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت النمو الاقتصادي المذهل (ليه Trente غلوريوز). وتم تمديد حق التصويت للمرأة في عام 1944. وكانت فرنسا واحدة من الأعضاء المؤسسين لمنظمة حلف شمال الأطلسي (1949). حاولت فرنسا لاستعادة السيطرة على الهند الصينية الفرنسية لكنه هزم من قبل مينه نام في عام 1954. في وقت لاحق أشهر فقط، واجهت فرنسا نزاع جديد في الجزائر. الجدل حول ما إذا كان أو لا للحفاظ على السيطرة على الجزائر، ثم موطن لأكثر من مليون مستوطن الأوروبي، تعصف بالبلد وأدى ما يقرب إلى حرب أهلية. في عام 1958، أعطى ضعيفة وغير مستقرة الجمهورية الرابعة الطريق إلى الجمهورية الخامسة، التي تضمنت تعزيز الرئاسة. في الدور الأخير، تمكن شارل ديغول للحفاظ على تماسك البلاد حين اتخاذ خطوات لإنهاء الحرب. واختتم الحرب الجزائرية مع اتفاقات إفيان في عام 1962 التي أدت إلى استقلال الجزائر. منحت فرنسا الاستقلال تدريجيا إلى مستعمراتها. من بقايا الإمبراطورية الاستعمارية هي الإدارات والأقاليم ما وراء البحار الفرنسية. في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم لعام 1968، كان ثورة مايو 1968 أثر اجتماعية هائلة. في فرنسا، فهو يعد لحظة فاصلة عندما تحولت مثالية أخلاقية محافظة (الدين، والوطنية، واحترام السلطة) نحو المثالية الأخلاقية أكثر ليبرالية. وكانت فرنسا في طليعة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تسعى إلى الاستفادة من الزخم من الوحدة النقدية لإنشاء السياسية والدفاعية أكثر توحدا وقادرة الاتحاد الأوروبي، والأجهزة الأمنية. يبلغ التعداد السكاني في فرنسا 67 مليون نسمة، بكثافة سكانية 111 نسمة في الكيلومتر المربع. وتضم فرنسا 73 تجمعا سكانيا يزيد تعداد كل منها عن 100 ألف نسمة. والتجمعات السكانية الخمسة الكبرى: منذ بداية التسعينات، انخفض عدد المتزوجين، في الوقت الذي تزايدت فيه حالات المعاشرة الحرة دون عقد زواج، حيث وصلت إلى 2.4 مليون حالة في 2004 مقابل 1.5 مليون في عام 1990. يمثل الارتباط الحر في 2004 حالة من أصل كل ست حالات تزاوج. يعيش ثلاثة أرباع الفرنسيين (74%) في المدن والأحياء، التي يزيد سكانها عن ألفي شخص ويسكن باريس وضواحيها حوالي 9 مليون نسمة ويسكن الناس في البنايات الكبيرة، كما يفضل بعض سكان باريس والمدن الأخرى أبنية قديمة، يقل فيها الاهتمام بوسائل المعيشة الحديثة، ويتمتعون فيها بوسائل الراحة التقليدية، كمواقد الفحم وما أشبه ذلك. هناك تعليمات مشددة تمنع إنشاء مبان مرتفعة في مراكز بعض المدن، لمنع الازدحام وتأمين الهدوء لسكان المنطقة. وقد أنشئت مناطق سكنية خاصة بالطبقة الوسطى في ضواحي المدن مع تأمين وسائل النقل الكافية، لانتقال السكان إلى مراكز أعمالهم وإلى المناطق الأخرى المهمة في المدن. بينما يعيش ربع سكان فرنسا فقط (26%) في مناطق ريفية غير أن فرنسا كانت تضم عادة مجتمعا زراعيا، لذلك فإن سكان الأرياف أكثر اطلاعا وتمسكا بالأنشطة الزراعية وبالصيد من سكان المدن. ويتمتع معظم أهل الريف بوسائل الراحة والرفاهية التي تتوفر لأهل المدن، إذ يعيش الكثيرون في بيوت أسرية منفردة في القرى والمزارع ويمتلكون سيارة وجهاز تلفاز وأجهزة حديثة أخرى كالثلاجات والغسالات. ورغم أن أهل الريف الفرنسي يمتلكون مزارعهم الخاصة، إلا أن المأخذ الوحيد هو صغر حجم المزارع، مقارنة بمزارع الأقطار الأوروبية الأخرى. لذلك فإنها لا تكفي لتأمين قوت الأشخاص الذين يعتمدون عليها وقد أدى ذلك إلى التناقص التدريجي لأعداد الساكنين في الأرياف. الطعام. يعد الفرنسي الطبخ فنا من الفنون. وقد ابتكر الطهاة الفرنسيون أنواعا عديدة من الصلصات ومشهيات الطعام والوجبات الخفيفة. وتشمل الوجبة الفرنسية الكاملة المشهيات والحساء، ومادة الوجبة الرئيسية قد تتبعها البطاطس المقلية وسلطة الخضراوات، فالجبن والفواكه الطازجة، ثم الحلوى. الدين في فرنسا (سبتمبر 2019) فرنسا دولة علمانية تعد الحرية الدينية حقا دستوريا. لا تحتفظ الحكومة الفرنسية بإحصاءات رسمية حول الانتماء الديني، لكن الدراسات الحكومية تقدم في بعض الأحيان تقديرات. ونتيجة لذلك، فإن الإحصاءات المتعلقة بالانتماء الديني متاحة على فترات متقطعة، ويمكن أن تكون النتائج الإحصائية غير متسقة، اعتمادا على المعايير التي تستخدمها منظمات المسح. في 2021 كان 50% مسيحيون و33% لادينيون، 4% مسلمون، 2% بوذيون، 1% يهود 1% ديانات أخري 9% لم يجب. وفي 2016، من بين الفرنسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 50 عاما (أي 27 مليون شخص)، هناك حوالي 11.5 مليون مسيحي كاثوليكي (ديانة الأغلبية)، ومن 2 إلى 5 ملايين مسلم، وحوالي 500 ألف مسيحي بروتستانتي، وحوالي 150 ألف بوذي، وحوالي 125 ألف يهودي. وبلغ عدد المسيحيين الكاثوليك سنة 2006 حوالي 65% من سكان فرنسا، فيما كان عددهم سنة 1970 80% كما كان عددهم 90% سنة 1905. ويبلغ عدد اللادينيين 25%. ويأتي بعدهم المسلمون الذين يشكلون 6% (ولكن بنسبة 14% بين الشباب بعمر 18-24 عام) 23% فقط من هؤلاء يذهبون إلى صلاة الجمعة. ويشكل البروتستانت حوالي 2% فقط من السكان، واليهود 1% أي حوالي 600.000 شخص، كذلك البوذيون حوالي 1%، أما الذين يؤمنون بأديان أخرى فتصل نسبتهم إلى نحو 10% تقريبا من السكان. ووفقا لآخر دراسة أجراها المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية والاقتصادية، والتي أجريت في عام 2008 ونشرت في عام 2010، فإن 45 بالمائة من المستجيبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما لم يبلغوا عن أي انتماء ديني، في حين تم تحديد 43 بالمائة منهم كاثوليكي روماني، و8 بالمائة كمسلمين، 2 في المئة من البروتستانت، والباقي 2 في المئة من المسيحيين الأرثوذكس والبوذيين واليهود أو غيرهم. وبحسب تقديرات المعهد الفرنسي للرأي عام 2011 كان حوالي 65% من سكان فرنسا مسيحيين يتوزعون بين 61% كاثوليك و4% بروتستانت، وحوالي 25% لادينيين، وحوالي 7% مسلمين، وحوالي 2% يهود. أما بحسب كتاب حقائق العالم لسنة 2015 حوالي 63-66% من سكان فرنسا من المسيحيين وبين 23-28% لادينيين، وحوالي 7-9% مسلمين، والنسبة المتبقية من أتباع الديانات الأخرى. ووجدت بيانات معهد إبسوس من عام 2016 أن 57% من الفرنسيين من المسيحيين ويتوزعون على حوالي 57.5% ككاثوليك وحوالي 3.1% بروتستانت، وحوالي 27% لادينيين وحوالي 6.6% مسلمين. في حين وجد معهد مونتين في العام نفسه أن 51.1% من الفرنسيين مسيحيين، وحوالي 39.6% لادينيين، وحوالي 5.6% مسلمين، وحوالي 0.8% يهود وحوالي 2.5% من أتباع الأديان الأخرى.:13 ووجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2018 أن حوالي 64% من الفرنسيين قالوا أنهم مسيحيين، وقال حوالي 28% أنهم غير منستبين لأي ديانة وقال 8% أنهم أتباع أديان أخرى. تصنف حوالي 97% من المدارس الخاصة في فرنسا هي مدارس كاثوليكية. وتستقبل المدارس اليهودية حوالي 30.000 يهودي أي حوالي 30% من أطفال اليهود. ويوجد 4 مدارس إسلامية في فرنسا. الفرنسية هي اللغة السائدة في فرنسا، رسميا هي لغة الجمهورية الفرنسية منذ القانون الدستوري لسنة 1992 ففرنسا تعد ثاني أكبر بلد فرنكوفوني في العالم، بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية ولكن الأولى من حيث الناطقين، أن فرنسا تتبع سياسة لغوية نشطة جدا موجهة في صالح تطوير ونشر الفرنسية وهي واضحة وجلية من خلال المنظمة الدولية للفرنكوفونية. معظم من ينطق بالفرنسية كلغة أصلية يعيشون في فرنسا، حيث نشأت اللغة. أما البقية فيتوزعون بين كندا، بلجيكا، سويسرا، لوكسمبورغ، موناكو، وإفريقيا الناطقة بالفرنسية. على خلاف الفرنسية فإن في فرنسا 75 لهجة ولغة باحتساب لغات المهاجرين واللغات المنطوقة في الأراضي الفرنسية الأخرى وبكون فرنسا دولة سياحية بامتياز نجد حوالي 400 لغة منطوقة في الجمهورية بما فيها المحلية الأساسية المتوزعة على أنحاء الدولة مثل اللغة البشكنشية واللغة الكورسيكية واللغة البريتانية واللغة الأوكسيتانية. حسب الدستور الفرنسي الحالي، المعتمد في استفتاء 4 أكتوبر 1958. البلاد لائكية أي تفصل الدين عن الدولة، وديمقراطية أي تستمد السيادة من الشعب. الجمهورية الفرنسية هي جمهورية شبه رئاسية وحدوية مع تقاليد ديمقراطية قوية. وقد تمت الموافقة على دستور الجمهورية الخامسة عن طريق استفتاء يوم 28 سبتمبر 1958، وتعزيز علاقة السلطة التنفيذية كثيرا مع البرلمان. لدى السلطة التنفيذية اثنين من القادة : رئيس الجمهورية، حاليا إيمانويل ماكرون، الذي هو رئيس الدولة ويتم انتخابه مباشرة عن طريق الاقتراع العام للراشدين لمدة 5 سنوات (سابقا 7 سنوات)، والحكومة، بقيادة رئيس الوزراء عين الرئيس، حاليا مانويل فالس. البرلمان هو الهيئة التشريعية المكونة من مجلسين يضم الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. ويمثل نواب الجمعية الوطنية الدوائر المحلية ويتم انتخابهم عن طريق الاقتراع المباشر لمدة 5 سنوات. وللمجلس سلطة اقالة مجلس الوزراء، وبالتالي الأغلبية في الجمعية تحدد اختيار الحكومة. ويتم اختيار أعضاء مجلس الشيوخ من قبل هيئة انتخابية لولاية مدتها 6 سنوات (سابقا 9 سنوات)، ويجدد نصف المقاعد عن طريق الانتخابات كل 3 سنوات ابتداء من شهر سبتمبر 2008. السلطات التشريعية في مجلس الشيوخ محدودة؛ في حالة خلاف بين الغرفتين، يعود القول الفصل إلى الجمعية الوطنية. لدى الحكومة تأثير قوي في جدولة أعمال البرلمان. تتميز السياسة الفرنسية بوجود تجمعين للمعارضة السياسية : منها اليسارية والتي تتمحور حول الحزب الاشتراكي الفرنسي، والأخرى من الجناح اليميني، تركزت في السابق حول التجمع من أجل الجمهورية والآن خليفته الاتحاد من أجل الحركة الشعبية (UMP). تتكون السلطة التنفيذية منذ انتخابات عام 2012 في معظمها من الحزب الاشتراكي. تستخدم فرنسا النظام القانوني المدني؛ وهذا هو، في المقام الأول من القانون تنشأ القوانين المكتوبة؛ القضاة ليسوا لجعل القانون، ولكن لمجرد تفسير ذلك (على الرغم من أن كمية التفسير القضائي في بعض المناطق يجعل من أي ما يعادل السوابق القضائية). كانت قد وضعت المبادئ الأساسية لسيادة القانون في قانون نابليون (الذي كان، بدوره، يستند إلى حد كبير على القانون الملكي مقننة تحت حكم لويس الرابع عشر). بالاتفاق مع مبادئ إعلان حقوق الإنسان والمواطن، وينبغي أن يحظر القانون فقط أعمال تضر المجتمع. كما كتب غي Canivet، أول رئيس لمحكمة النقض، عن إدارة السجون : الحرية هي القاعدة، وقيودها هو الاستثناء، ويجب أن تقدم أي تقييد الحرية بالقانون ويجب اتباع مبدأي الضرورة والتناسب. وهذا هو، يجب وضع قانون الحظر فقط إذا ما لزم الأمر، وإذا كانت المضايقات التي يسببها هذا التقييد لا تتجاوز المضايقات التي حظر من المفترض أن علاج. وينقسم القانون الفرنسي في مجالين رئيسيين : القانون الخاص والقانون العام. ويشمل القانون الخاص، على وجه الخصوص، القانون المدني والقانون الجنائي. ويشمل القانون العام، على وجه الخصوص، القانون الإداري والقانون الدستوري. يتألف القانون الفرنسي من الناحية العملية من ثلاثة مجالات رئيسية من القانون : القانون المدني، والقانون الجنائي، والقانون الإداري. يمكن معالجة القوانين الجنائية فقط المستقبل وليس الماضي (والقوانين الجنائية بأثر رجعي محظورة). بينما القانون الإداري في كثير من الأحيان فئة فرعية من القانون المدني في العديد من البلدان، يتم فصلها تماما في فرنسا ويرأس كل هيئة من القانون من قبل المحكمة العليا محددة : ويرأس المحاكم العادية (التي تتعامل مع القضايا الجنائية والمدنية) من قبل محكمة النقض ويرأس المحاكم الإدارية مجلس الدولة. لتكون القوانين قابلة للتطبيق يجب أن تنشر رسميا في الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية. فرنسا لا تعترف بالقوانين الدينية باعتبارها دافعا لصدور الحظر. فرنسا تمت زيارتها طويلة لا قوانين التجديف ولا قوانين اللواط (وهذا الأخير ألغيت في عام 1791). ومع ذلك، فقد استخدمت «الجرائم المخلة بالآداب العامة» أو «الإخلال بالنظام العام» لقمع التعبيرات العامة من الشذوذ الجنسي أو دعارة الشوارع. القوانين التي تحظر التمييز في خطاب الصحافة قديمة قدم 1881. بعض النظر إلا أن القوانين خطاب الكراهية في فرنسا هي واسعة جدا أو شديدة الضرر وحرية التعبير. فرنسا لديها قوانين لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية. موقف فرنسا تجاه حرية الدين معقد. ويضمن حرية الدين من الحقوق الدستورية المنصوص عليها في إعلان 1789 من حقوق الإنسان والمواطن. ومع ذلك، لأن القانون الفرنسي 1905 على الفصل بين الكنائس والدولة، يحاول الدولة لمنع صنع السياسات في الفترة من التأثر الدين وارتاب في العقود الأخيرة نحو الاتجاهات الدينية الجديدة في المجتمع الفرنسي : لقد سرد البرلمان العديد من الحركات الدينية والطوائف خطورة منذ عام 1995، وحظرت ارتداء الرموز الدينية الظاهرة في المدارس منذ عام 2004. في عام 2010، حظرت ارتداء الحجاب الذي يغطي الوجه الإسلامية في الأماكن العامة. كما اشتكى بعض أنها عانت من التمييز وبالتالي، وبعد انتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تظل هذه القوانين المثيرة للجدل، على الرغم من أنها معتمدة من قبل معظم السكان. فرنسا متسامحة لمجتمع المثليين. منذ عام 1999، ويسمح بالزواج المدني للأزواج مثلي الجنس، ومنذ شهر مايو عام 2013، الزواج من نفس الجنس واعتماد المثليين قانونية في فرنسا. فرنسا هي عضو في الأمم المتحدة، وتعمل باعتبارها واحدة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع حق النقض، وهي أيضا عضو في G8، منظمة التجارة العالمية (WTO)، أمانة جماعة المحيط الهادئ (SPC) ولجنة المحيط الهندي (هيئة النزاهة) (COI)، وهي عضو مشارك في رابطة الدول الكاريبية (ACS) وكان عضوا بارزا في منظمة الفرنكوفونية الدولية (OF) إحدى وخمسين دولة الناطقة بالفرنسية كليا أو جزئيا كمركز هام للعلاقات الدولية، فرنسا تستضيف ثاني أكبر تجمع من البعثات الدبلوماسية في العالم ومقر المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة التعاون والتنمية، واليونسكو، والانتربول، والمكتب الدولي لل أوزان والمقاييس، وفرانكوفونية. وقد شكل السياسة الخارجية الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية إلى حد كبير من عضوية الاتحاد الأوروبي، والتي كان عضوا مؤسسا. منذ 1960، وقد وضعت فرنسا علاقات وثيقة مع توحيد ألمانيا لتصبح القوة الدافعة الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي. في 1960، سعت فرنسا لاستبعاد البريطانيين من عملية الوحدة الأوروبية، التي تسعى إلى بناء خاصة بها واقفا في أوروبا القارية. ومع ذلك، منذ عام 1904، حافظت فرنسا على «الوفاق الودي» مع المملكة المتحدة، وكان هناك تعزيز الروابط بين البلدان، ولا سيما عسكريا. فرنسا هي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن في عهد الرئيس شارل ديغول، واستبعاد نفسه من القيادة العسكرية المشتركة للاحتجاج على العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وبريطانيا والحفاظ على استقلالية السياسات الخارجية والأمنية الفرنسية وعارض. فرنسا بقوة غزو العراق عام 2003، توتير العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ومع ذلك، ونتيجة للسياسة نيكولا ساركوزي المؤيدة للولايات المتحدة (لانتقادات كثيرة في فرنسا من قبل اليساريين وجزء من اليمين)، فرنسا عاد القيادة العسكرية المشتركة للناتو في 4 أبريل 2009. في 1990 في وقت مبكر، ووجه انتقادات كبيرة للبلد من دول أخرى لتجاربها النووية تحت الأرض في بولينيزيا الفرنسية. تحتفظ فرنسا النفوذ السياسي والاقتصادي القوي في المستعمرات الأفريقية السابقة لها وزودت مساعدات اقتصادية والقوات بعثات حفظ السلام في ساحل العاج وتشاد. في الآونة الأخيرة، بعد إعلان من جانب واحد استقلال شمال مالي من الطوارق تدخلت MNLA والنزاع شمال مالي الإقليمية لاحقة مع العديد من الجماعات الإسلامية بما في ذلك أنصار الدين وMOJWA وفرنسا ودول أفريقية أخرى لمساعدة الجيش في مالي لاستعادة السيطرة. في عام 2009، كانت فرنسا ثاني أكبر (من حيث الأرقام المطلقة) المانحة مساعدات التنمية في العالم، بعد الولايات المتحدة، وقبل ألمانيا واليابان والمملكة المتحدة. وهذا يمثل 0.5% من ناتجها المحلي الإجمالي، في هذا الصدد تصنيف فرنسا كما عاشر أكبر الجهات المانحة على القائمة. المنظمة إدارة المساعدة الفرنسية هي الوكالة الفرنسية للتنمية، الذي يمول مشاريع إنسانية في المقام الأول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إن الأهداف الرئيسية هذه المساعدة هي «تطوير البنية التحتية، والوصول على الرعاية الصحية والتعليم، وتنفيذ السياسات الاقتصادية المناسبة وتوطيد سيادة القانون والديمقراطية.» وتنقسم فرنسا إلى 27 منطقة إدارية 22 في فرنسا (بما في ذلك الجماعة الإقليمية كورسيكا)، وخمسة تقع في الخارج. وتنقسم المناطق إلى مزيد من 101 إقليم (محافظة)، والتي يتم ترقيم أساسا أبجديا. ويستخدم هذا الرقم في الرموز البريدية وأرقام لوحات السيارات (ألغي هذا الإجراء وأصبح الترقيم وطني) وغيرها. وتنقسم الأقاليم إلى 101 341 أقضية والتي، بدورها، مقسمة إلى 4 051 كانتونة. ثم تنقسم هذه الكانتونات إلى 36 697 بلدية البلديات، والتي هي البلديات مع المجالس البلدية المنتخبة. هناك 2،588 الكيانات الطائفية تجميع 33414 من 36 697 البلديات (أي 91.1% من مجموع البلديات). وتنقسم ثلاث بلديات، باريس وليون ومرسيليا في 45 أقضية البلدية. من المعروف أن المناطق والإدارات والبلديات الجميع الجماعات الإقليمية، بمعنى أنها تملك الجمعيات المحلية فضلا عن مسؤول تنفيذي. أقضية وكانتونات هي مجرد التقسيمات الإدارية. ومع ذلك، كان هذا ليس هو الحال دائما. حتى عام 1940، وكانت أقضية الجماعات الإقليمية مع جمعية منتخبة، ولكن هذه علقت من قبل نظام فيشي وبالتأكيد ألغيت من قبل الجمهورية الرابعة في عام 1946. ( القوات المسلحة الفرنسية) القوات المسلحة هي الجيش والقوات شبه العسكرية من فرنسا، في عهد الرئيس كقائد أعلى. أنها تتكون من الجيش، البحرية، وفرقة الفرنسية الهواء والقوة شبه العسكرية المساعدة، والدرك الوطني (الدرك الوطني) وهما من بين أكبر القوات المسلحة في العالم. بينما إداريا جزء من القوات المسلحة الفرنسية، وبالتالي تحت إشراف وزارة الدفاع، ويرد الدرك التشغيلية لوزارة الداخلية. قوات الدرك هي قوة الشرطة العسكرية التي يخدم بالنسبة للجزء الأكبر كقوة شرطة الغرض الريفية وعامة. أنه يشمل وحدات مكافحة الإرهاب من المظليين التدخل سرب من الدرك الوطني (كوت دي لا تدخل الدرك الوطني) ومجموعة التدخل للدرك الوطني (فريق كوت دي لا تدخل الدرك الوطني). واحدة من وحدات الاستخبارات الفرنسية، والمديرية العامة للأمن الخارجي (اتجاه جنرال دي لا) تقارير إلى وزارة الدفاع. من جهة أخرى، المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية (التوجيه المركزي دو)، يرفع تقاريره مباشرة إلى وزارة الداخلية. لم يكن هناك أي التجنيد وطنية منذ عام 1997. فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودولة نووية معترف بها منذ عام 1960. وقد وقعت فرنسا وصادقت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بان (المعاهدة) وإلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وكان الإنفاق العسكري السنوي في فرنسا في عام 2011 الولايات المتحدة 62500000000 $، أو 2.3 ٪، من إجمالي الناتج المحلي مما يجعلها خامس أكبر منفق عسكري في العالم بعد الولايات المتحدة والصين وروسيا، والمملكة المتحدة. الردع النووي الفرنسي، (المعروف سابقا باسم «فرقة دي فرابيه»)، وتعتمد على الاستقلال التام. تتكون القوة النووية الفرنسية الحالية من أربع غواصات من طراز Triomphant مجهزة الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات. بالإضافة إلى أسطول الغواصات، تشير التقديرات إلى أن فرنسا لديها نحو 60 ASMP متوسطة المدى من الجو إلى الأرض الصواريخ برؤوس نووية، منها حوالي 50 تنتشر من قبل سلاح الجو باستخدام ميراج 2000N طويلة المدى النووية مطاردات، بينما حوالي 10 يتم نشرها من قبل البحرية الفرنسية في سوبر هجوم الطائرات التي تعمل من حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية شارل ديغول. فإن طائرات رافال F3 جديدة تحل تدريجيا محل جميع ميراج 2000N ووزارة شؤون المرأة في دور ضربة نووية مع تحسن ASMP -A الصواريخ مع رؤوس حربية نووية. فرنسا لديها صناعات عسكرية كبيرة مع واحدة من أكبر الصناعات الفضائية الجوية في العالم. صناعاتها وقد أنتجت هذه المعدات كما مقاتلة رافال، حاملة الطائرات شارل ديغول، واكسوسيت صواريخ ودبابات لوكلير وغيرها. على الرغم من الانسحاب من مشروع يوروفايتر، فرنسا تستثمر بنشاط في المشاريع المشتركة الأوروبية مثل يوروكوبتر النمر، فرقاطات متعددة الأغراض، وUCAV متظاهر الخلايا العصبية وA400M إيرباص. فرنسا هو بائع أسلحة كبيرة، مع معظم التصاميم ترسانتها المتاحة لسوق التصدير مع استثناء ملحوظ من الأجهزة التي تعمل بالطاقة النووية. العرض العسكري الذي عقد في باريس كل 14 يوليو يوما وطنيا لفرنسا هو أقدم وأكبر عرض عسكري العادية في أوروبا. إن السلطة القضائية، حارسة الحرية الفردية، منظمة في فرنسا وفقا لتمييز أساسي بين المحاكم القضائية المكلفة بتسوية النزاعات بين الأفراد، من جهة، والمحاكم الإدارية للبت في النزاعات بين المواطنين والسلطات العامة، من جهة أخرى. يتضمن النظام القضائي نوعين من المحاكم: وهناك محكمة خاصة تبت بنزاعات مدنية وجزائية على حد سواء، وهي محكمة الأطفال. إن محكمة النقض، وهي أعلى هيئة قضائية، مكلفة بالنظر في الطعون المقدمة ضد الأحكام الصادرة عن محاكم الاستئناف. يحتل مجلس شورى الدولة قمة المحاكم الإدارية، وهو أعلى هيئة قضائية للفصل نهائيا بقانونية الإجراءات الإدارية. كما أنه يمثل أيضا هيئة استشارية تقوم الحكومة باستشارتها فيما يتعلق بمشاريع القوانين وبعض مشاريع المراسيم. في شهري نيسان وأيار 2012، عقدت فرنسا انتخابات رئاسية فيها الفائز، فرانسوا هولاند، وكان يعارض تدابير التقشف، واعدا للقضاء على عجز الموازنة في فرنسا بحلول عام 2017. وذكرت الحكومة الجديدة بأنها تهدف إلى إلغاء التخفيضات الضريبية التي سنت مؤخرا والإعفاءات للأثرياء، ورفع معدل أعلى شريحة ضريبية ل75% على دخل أكثر من مليون يورو، وإعادة سن التقاعد إلى 60 مع معاش الكامل لأولئك الذين عملوا 42 سنة، واستعادة 60 000 وظيفة خفض مؤخرا من التعليم العام، وتنظيم زيادات الإيجار، وبناء المساكن الشعبية إضافية للفقراء. في شهر يونيو، وفاز الحزب الاشتراكي هولاند أغلبية عظمى في الانتخابات التشريعية قادرة على تعديل الدستور الفرنسي وتمكين سن الفوري للإصلاحات الموعودة. انخفضت أسعار الفائدة على السندات الحكومية الفرنسية 30% إلى مستويات قياسية، أقل من 50 نقطة أساس فوق أسعار سندات الحكومة الألمانية. وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي، ومن المفترض أن الدول الأعضاء للحد من ديونها إلى 60% من الناتج أو أن يقلل من نسبة هيكليا لتحقيق هذا السقف، وتشغيل العجز العام لا تزيد عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي. تدير الحكومة الفرنسية عجز الميزانية في كل عام منذ أوائل 1970. في عام 2012، وصلت مستويات الدين الحكومي الفرنسية 1 800 000 000 000 €، أي ما يعادل 90% من الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي. في أواخر عام 2012، حذرت وكالات التصنيف الائتماني التي تزايد مستويات الدين الحكومي الفرنسية خاطر التصنيف الائتماني لفرنسا، مما يزيد من احتمال وجود خفض في المستقبل، وارتفاع تكاليف الاقتراض لاحقة للحكومة الفرنسية. تعد فرنسا خامس دولة في حقل التجارة الخارجية في العالم وقيمة الواردات عندها تزيد قليلا على قيمة الصادرات وتشكل المنتجات النفطية أهم وارداتها. أما أهم صادراتها فإنها تشمل المنتجات الكيميائية والآلات والمعدات الكهربائية والسيارات ويتم تبادل حوالي نصف تجارة فرنسا مع بلدان السوق المشتركة (الاتحاد الأوروبي) وكذلك مع المملكة العربية السعودية واليابان وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية. يدمج اقتصاد فرنسا عمل حر شامل (حوالي 2.5 مليون شركة سجلت). تحتفظ الحكومة بالتأثير الكبير على القطع الرئيسية من قطاعات البناء التحتي، بملك أغلبية شركات سكك الحديد، الكهرباء، الطائرات، والاتصالات. إن الحكومة تصفي الحصص بطيئا في اتصالات فرنسا، والخطوط الجوية الفرنسية، بالإضافة إلى التأمين، والأعمال المصرفية، ومصانع الدفاع. فرنسا عضو بمجموعة الدول الصناعية الكبرى، صنف اقتصادها خامس أكبر اقتصاد في العالم في 2004، بعد الولايات المتحدة، الصين، اليابان، والمملكة المتحدة. انضمت فرنسا إلى 10 أعضاء أوروبيين آخرين لإطلاق اليورو في 1 يناير، عام 1999، مع العملات المعدنية الأوربية والأوراق النقدية التي استبدلت الفرنك الفرنسي بالكامل في أوائل 2002. حسب تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCED)، في 2004 كانت فرنسا خامس أكبر مصدر للسلع المصنعة في العالم، بعد الولايات المتحدة، ألمانيا، اليابان، والصين، (لكن قبل المملكة المتحدة). كانت أيضا رابع أكبر مستورد للسلع المصنعة (بعد الولايات المتحدة، ألمانيا، والصين، وقبل المملكة المتحدة واليابان). أيضا حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCED)، في 2003 كانت فرنسا عضو بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي حصلت على أكثر استثمار أجنبي مباشر. ب47 مليار دولار أمريكي للاستثمارات الأجنبية المباشرة، صنفت فرنسا قبل الولايات المتحدة (39.9 مليار دولار أمريكي)، والمملكة المتحدة (14.6 مليار دولار أمريكي)، وألمانيا (12.9 مليار دولار أمريكي)، واليابان (6.3 مليار دولار أمريكي). في نفس الوقت، استثمرت شركات فرنسية 57.3 مليار دولار أمريكي خارج فرنسا، جعل من ذلك تصنيف فرنسا كثاني أهم مستثمر مباشر خارجي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بعد الولايات المتحدة (173.8 مليار دولار أمريكي)، وقبل المملكة المتحدة (55.3 مليار دولار أمريكي)، واليابان (28.8 مليار دولار أمريكي)، وألمانيا (2.6 مليار دولار أمريكي). فرنسا أيضا تعد ثاني أكبر بلاد منتجة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (عدا النرويج ولوكسمبورغ). في 2003، كان الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة عمل في فرنسا 47.2 دولار أمريكي، حيث صنفت فرنسا بعد بلجيكا (48 دولار أمريكي لكل ساعة)، وقبل الولايات المتحدة (43.5 دولار أمريكي لكل ساعة)، وألمانيا (40.6 دولار أمريكي لكل ساعة)، والمملكة المتحدة (37.7 دولار أمريكي لكل ساعة)، واليابان (30.9 دولار أمريكي لكل ساعة). على الرغم من أن معدل الإنتاج أعلى من الولايات المتحدة، الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا لكل فرد أوطأ من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لكل فرد. في الحقيقة، في 2003، 41.5% من سكان فرنسا يعملون، مقابل 50.7% في الولايات المتحدة، 47.3% في المملكة المتحدة. هذه الظاهرة نتيجة ثلاثين سنة من البطالة الهائلة في فرنسا، التي أدت إلى ثلاثة نتائج تخفض حجم الناس العاملين: حوالي 10% السكان بدون عمل؛ الطلاب يؤخرون دخولهم إلى سوق العمل كلما أمكن؛ وتعطي الحكومة الفرنسية حوافز مختلفة إلى العمال للتقاعد في أوائل خمسيناتهم، مع أن ذلك ينحسر حاليا. كما شدد العديد من الاقتصاديين مرارا وتكرارا على مر السنين على أن القضية الرئيسية للاقتصاد الفرنسي ليس قضية معدل الإنتاج. في رأيهم، هي قضية الإصلاحات الأساسية، لكي يزيد عدد العاملين العام. مع أكثر من 75 مليون سائح أجنبي في 2003، فرنسا مصنفة كالاتجاه السياحي الأول في العالم، قبل إسبانيا (52.5 مليون) والولايات المتحدة (41.4 مليون). حيث أن لفرنسا مدن لها اهتمام ثقافي عال (مثل باريس)، وشواطئ ومنتجعات ساحلية، ومنتجعات تزلج، ومناطق ريفية تتمتع بالجمال والهدوء. فرنسا تعد أكبر بلدان الطاقة المستقلة الغربية بسبب استثمارها الثقيل في الطاقة النووية، الذي يجعل فرنسا المنتج الأصغر لثاني أكسيد الكربون من بين أكبر دول صناعية سبع في العالم. المناطق الكبيرة للأراضي الخصبة، تطبيق التقنية الحديثة، وجمع الإعانات المالية الأوروبية جعلت فرنسا المنتج الزراعي البارز في أوروبا. مع 83 مليون سائح الخارجي في عام 2012، فرنسا هي الوجهة السياحية الأولى في العالم، متقدمة على الولايات المتحدة (67 مليون) والصين (58 مليون). هذا الرقم لا يشمل 83 مليون شخص يقيمون أقل من 24 ساعة، مثل الأوروبيين شمال فرنسا عبور في طريقهم إلى إسبانيا أو إيطاليا. وهو ثالث في الدخل من السياحة، نظرا للفترة أقصر من مرة. فرنسا لديها 37 مواقع مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويضم المدن ذات الأهمية الثقافية العالية، والشواطئ ومنتجع، منتجع للتزلج، ومناطق ريفية تتمتع بجمالها والهدوء (السياحة الخضراء). يتم الترويج القرى الفرنسية الصغيرة والخلابة من خلال جمعية Les زائد Ajdin القرى فرنسا («أجمل القرى في فرنسا»). في «حدائق لافت» التسمية هي قائمة من أكثر من 200 الحدائق المصنفة من قبل الحكومة الفرنسية للثقافة. المقصود هذه التسمية إلى فيديو Graboid حماية وتعزيز الحدائق والمتنزهات ملحوظا. تجذب فرنسا العديد من الحجاج في طريقهم إلى سانت جيمس، أو ورديس، وهي بلدة في أوتس بيرينه الذي يستضيف عدة ملايين زائر سنويا. فرنسا، خصوصا باريس، لديها بعض من أكبر وشهرة المتاحف في العالم، بما في ذلك متحف اللوفر، والذي هو هو متحف الفن الأكثر زيارة في العالم، ومشاركات من الفنادق أورسيه، المكرسة كليا للإنطباعية، بوبورج ، مخصص للفن المعاصر. ديزني لاند باريس هو المتنزه الأكثر شعبية في أوروبا، 15 مليون زائر مجتمعة إلى ديزني لاند بارك منتجع والت ديزني ستوديوز بارك في عام 2009. مع أكثر من 10 ملايين سائح سنويا، والريفيرا الفرنسية (أو كوت دازور)، في جنوب شرق فرنسا، هي الوجهة السياحية الرائدة الثانية في البلاد، بعد منطقة باريس. ويستخدم من 300 يوم أشعة الشمس سنويا، 115 كيلومترا (71 ميل) من الساحل والشواطئ، وملاعب الغولف 18، 14 فنادق التزلج 3،000 المطاعم. كل عام كوت دازور تستضيف 50% من اليخوت الفاخرة في العالم الأسطول. وجهة رئيسية أخرى هي السرايات وادي لوار، وهذا موقع التراث العالمي الجدير بالذكر تراثها المعماري، في مدنها التاريخية ولكن على وجه الخصوص القلاع (السرايات)، مثل قلعة مونسورياو، السرايات كوت أمبواز، دي المحكمة الخبز، كوت Ussé، دي فيلاندري وتشينونسو. وتشمل المواقع السياحية الأكثر شعبية: (وفقا 2003 لتحتل المرتبة زائر سنويا): برج إيفل (6.2 مليون)، ومتحف اللوفر (5.7 مليون)، وقصر فرساي (2.8 مليون)، مشاركات موضوعية حول الفنادق أورسيه (2.1 مليون)، قوس النصر (1.2 مليون)، ومركز بومبيدو (1.2 مليون)، جبل القديس ميشيل (1000000)، شاتو دي الخبز المحكمة (711،000)، سانت شابيل (683،000)، شاتو دو أعلى Kœnigsbourg (549،000)، بوي دي قبة (500،000)، مشاركات موضوعية حول الفنادق بيكاسو (441،000)، قرقشونة (362،000). وكانت فرنسا تاريخيا منتج كبيرة من المنتجات الزراعية. مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة، تطبيق التقنية الحديثة، وتضافرت دعم الاتحاد الأوروبي لجعل فرنسا أكبر منتج ومصدر الزراعية في أوروبا (تمثل 20% من إنتاج الاتحاد الأوروبي الزراعية) وثالث أكبر مصدر في العالم للمنتجات الزراعية. القمح والدواجن ومنتجات الألبان، لحم البقر ولحم الخنزير، وكذلك الأطعمة المعالجة المعترف بها دوليا هي الابتدائي الصادرات الزراعية الفرنسية. يتم استهلاك النبيذ ارتفع في المقام الأول داخل البلد، ولكن الشمبانيا والنبيذ بوردو هي الصادرات الرئيسية، ويجري معروف في جميع أنحاء العالم. انخفضت إعانات الاتحاد الأوروبي الزراعة إلى فرنسا في السنوات الأخيرة، ولكن لا يزال بلغت مبلغ 8$ في عام 2007. وفي نفس العام، تم بيعها فرنسا 33.4 مجموع يورو من المنتجات الزراعية المحولة. الزراعة وبالتالي على التفاصيل قطاع الاقتصاد الفرنسي: يعمل 3.8% من السكان النشطين في الزراعة، في حين جعل إجمالي صناعة الأغذية الزراعية بنسبة 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي في عام 2005. الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي للفرد يشبه إلى الدول الأوروبية مقارنة مثل ألمانيا والمملكة المتحدة. يتم تحديد الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد بنسبة () الإنتاجية لكل ساعة عمل، () عملت عدد من ساعة، والذي هو هو واحد من أدنى المعدلات من البلدان المتقدمة، () معدل العمالة. فرنسا لديها واحد من أدنى معدلات التوظيف 15-64 سنة من دول منظمة التعاون الاقتصادي: في عام 2012، كان 71% فقط من سكان فرنسا سوى تفاصيل قليلة 15-64 سنة في العمل، مقارنة مع 74% في اليابان 77% في المملكة المتحدة، 73% في الولايات المتحدة 77% في ألمانيا. ويرجع ذلك إلى انخفاض معدل العمالة لل 15-24 سنة هذه الفجوة: 38% في عام 2012، مقارنة 47% في منظمة التعاون والتنمية. ويفسر هذا المعدل المنخفض من خلال الحد الأدنى من الأجور المرتفعة والتي هي منع العمال الإنتاجية المنخفضة - مثل الشباب - من مباشرة دخول بسهولة في سوق العمل، المناهج الجامعية غير فعالة وهذا فشل لإعداد الطلاب بشكل كاف لسوق العمل لديه. قيل أن القوانين الفرنسية التي تحمي فيديو Graboid العاملين بدوام كامل لديها تأثير محاصرة الشباب المتعلمين تعليما عاليا في العمالة المؤقتة وغير الرسمية، ونظرا لصعوبة وحساب التعامل مع الموظفين رسمي بدوام كامل. في تموز عام 2013، كان معدل طلبيات السلع المعمرة فرنسا 11%. المذكورة ساعات عمل أقصر والتردد في اصلاحه سوق العمل كبقع ضعف الاقتصاد الفرنسية في نظر المعلقين اليمينية، في حين أن المطالبات اليسرى تفتقد السياسات الحكومية وتعزيز العدالة الاجتماعية. وقد ذكر خبراء الاقتصاد الليبرالي مرارا وتكرارا أن المشكلة الرئيسية في الاقتصاد الفرنسية هي قضية الإصلاحات الهيكلية، من أجل زيادة حجم السكان العاملين في العدد الكلي للسكان، والحقائق مستوى الضرائب والأعباء الإدارية. اقتصاديون الكينزية لها إجابات مختلفة لقضية طلبيات السلع المعمرة، وأدت نظرياتهم للقانون ساعات العمل الأسبوعية 35 ساعة في 2000s (العقد)، التي تحولت إلى أن تكون فشلا Faixa في خفض طلبيات السلع المعمرة. بعد ذلك، بين عامي 2004 2008، قدمت حكومة بعض الإصلاحات في جانب العرض لمكافحة طلبيات السلع المعمرة ولكن اجتمع مع مقاومة شرسة، وخصوصا مع contrat نوفيل embauche وcontrat العرض embauche وهو ألغيت حد سواء في نهاية المطاف. إن حكومة ساركوزي استخدام الإيرادات دي التضامن النشط لمعالجة التأثير السلبي للإيرادات الحد الأدنى كوت الإدراج على الحافز على العمل. تنتج صناعة صيد الأسماك في فرنسا حوالي 680 ألف طن من الأسماك سنويا وتعمل مجموعات الصيادين على السواحل الفرنسية أو تذهب بعيدا إلى مياه أيسلندا ونيوفاوندلاند. وينطلق كثير من سفن الصيد من منطقة بريتاني وتشتمل أنواع الأحياء المائية التي يصطادونها على سمك القد وسرطان البحر والكركند وبلح البحر والمحار والبولوك والسردين والتونة والمحار المروحي وغيرها. ساهمت فرنسا منذ العصور الوسطى في الإنجازات العلمية والتكنولوجية. في أوائل القرن الحادي عشر، أعاد سلفستر الثاني تقديم المعداد وذات الحلق وعرف أوروبا بالأرقام العربية والساعة. لا تزال جامعة باريس التي تأسست في منتصف القرن الثاني عشر، إحدى أهم المؤسسات الأكاديمية في العالم الغربي. في القرن السابع عشر الميلادي، كان عالم الرياضيات والفيلسوف رينيه ديكارت رائدا في العقلانية؛ بينما اشتهر بليز باسكال بعمله في نطاق الاحتمالات وميكانيكا الموائع؛ كان هذان العالمان من الشخصيات الرئيسية في الثورة العلمية التي ازدهرت في أوروبا خلال هذه الفترة. وأسس لويس الرابع عشر الأكاديمية الفرنسية للعلوم في منتصف القرن السابع عشر لتشجيع اللغة الفرنسية وحماية المنهج العلمي الفرنسي، وهي إحدى أقدم أكاديميات العلوم في التاريخ. تميز عصر التنوير بعمل عالم الأحياء جورج دي بوفون، وهو من أوائل علماء الطبيعة الذين عرفوا التعاقب البيئي، والكيميائي أنطوان لافوازييه الذي اكتشف دور الأكسجين في الاحتراق. أما دنيس ديدرو وجان لو رون دالمبير فقد نشرا إنسيكلوبيدي التي هدفت إلى تمكين الجمهور من الوصول إلى "المعرفة المفيدة" التي يمكن تطبيقها في الحياة اليومية. شهدت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر تطورات علمية مذهلة في فرنسا، حيث أسس أوغستان-جان فرينل علم البصريات الحديثة، ووضع سعدي كارنو أسس الديناميكا الحرارية، وكان لويس باستور رائد علم الأحياء الدقيقة. من العلماء الفرنسيين المشهورين في القرن العشرين عالم الرياضيات والفيزياء هنري بوانكاريه، وعلماء الفيزياء هنري بيكريل وبيار كوري وماري كوري الذين اشتهروا بفضل عملهم في مجال اضمحلال النشاط الشعاعي، والفيزيائي بول لانجفان، وعال الفيروسات لوك مونتانيه أحد مكتشفي الإيدز. طور فريق دولي ضم جان-ميشيل دوبرنارد عمليات زرع اليد في ليون عام 1998، وقد أجرى بعد ذلك أول عملية زرع يد مزدوجة ناجحة. أجرى عدد من الجراحين الفرنسيين بقيادة جاك ماريسكو عملية ليندبرغ عن بعد في 7 سبتمبر 2001 عبر المحيط الأطلسي. أجرى برنار ديفوشيل أول عملية زراعة وجه في 27 نوفمبر 2005. حلت فرنسا في المركز 11 في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023، مقارنة بالمركز 16 في عام 2019؛ إلا أنها تراجعت للمركز 12 في مؤشر عام 2024. ينقسم التعليم الأساسي في فرنسا إلى روضة الأطفال والمرحلة الابتدائية. تتمتع فرنسا بسمعة مرموقة بالتعليم، فالجامعات الفرنسية مشهورة بتخريجها لعلماء حازوا على جائزة نوبل، مع ذلك يختلف التعليم الجامعي في فرنسا بمراحله عن دول العالم الأخرى، فنجد درجة الليسانس اوالمتريس (Licence/Maîtrise) في المرحلة الجامعية الأولى التي تعادل درجة البكالوريوس أو (Bachelor) في دول أخرى، وشهادة الدراسات المعمقة Diplôme d'études approfondies) DEA) في المرحلة الثانية التي تعادل درجة الماجستير أو (Master) المعروفة. هنالك العديد من الدول التي تطبق النموذج الفرنسي للتعليم الجامعي مثل سويسرا، بلجيكا، بعض المناطق الكندية الفرانكوفونية، وبعض الدول العربية كالمغرب وتونس ولبنان. يختلف أيضا النموذج الفرنسي الجامعي بتقسيمه للجامعات لدوائر وكليات على أساس رقمي أو أبجدي حسب المقاطعة، فنجد على سبيل المثال جامعة باريس (جامعة باريس 1 بانتيون، باريس 2 أساس، باريس 3 السوربون الجديدة، باريس 4 السوربون، باريس 5 ديكارت.. إلى رقم 13 باريس الشمالية وجامعة بلفور للتكنولوجيا(utbm))، وتضم الجامعة أكثر من 300 الف طالب. ولكل كلية اسم مختصر مثل (IEP) الدراسات السياسية (HEC) الدراسات التجارية والاقتصادية العليا أو المعروفة (Business School) في الدول الأنجلوسكسونية. هنالك اتفاقية جامعية حديثة بين الدول الأوروبية تعرف باسم اتفاقية بولونيا (Bologna)، تهدف هذه الاتفاقية إلى توحيد النظم ومسميات الدرجات الجامعية في جميع الجامعات الاوربية لتسهيل إجراءات الانتقال والعمل للطلبة والخريجين في دول الاتحاد الأوروبي. كانت فرنسا مركزا للتنمية الثقافية الغربية لعدة قرون. وكان العديد من الفنانين الفرنسيين من بين الأكثر شهرة في وقتهم، ولازالت لفرنسا في العالم تقاليدها الثقافية والغنية. والأنظمة السياسية المتعاقبة شجعت دائما الإبداع الفني، وساعد على تشكيل حكومة الثقافة في عام 1959 الحفاظ على التراث الثقافي للبلد وجعلها متاحة للجمهور. وكانت الحكومة الثقافة نشطة جدا منذ إنشائها، ومنح إعانات للفنانين، وتعزيز الثقافة الفرنسية في العالم، دعم المهرجانات والفعاليات الثقافية، وحماية الآثار التاريخية. نجحت الحكومة الفرنسية أيضا في الحفاظ على الاستثناء الثقافي لمنتجات السمعية البصرية إستراتيجية المحرز في البلاد. فرنسا تستقبل أكبر عدد من السياح سنويا، وذلك بفضل العديد من المؤسسات الثقافية والمباني التاريخية مزروع في جميع أنحاء الإقليم. يكون ذلك ضروريا 1،200 المتاحف الترحيب أكثر من 50 مليون شخص سنويا. أكبر من التفاصيل وتشغيل المواقع الثقافية من قبل الحكومة، على سبيل المثال من خلال مركز الوكالة العامة قصر الآثار الوطنية، والتي هي مسؤولة عن حوالي 85 الآثار التاريخية الوطنية. المباني 43،180 المحمية باعتبارها الآثار التاريخية تشمل أساسا المساكن (العديد من القلاع، أو السرايات بالفرنسية) والمباني الدينية (كروز على متن اريك، البازيليكا والكنائس، إلخ.)، ولكن أيضا قوانين، والنصب التذكارية والحدائق. نقشت اليونسكو 38 مواقع في فرنسا على قائمة التراث العالمي. كان الفنانون الفرنسيون منذ العصور الوسطى ومنهم المعماريون ومؤلفو الموسيقى والأدباء من بين قادة الثقافة في أوروبا. وخلال حقب التاريخ المختلفة استخدم الطراز الفرنسي في الرسم والموسيقى والمسرح وأشكال فنية أخرى نموذجا في البلاد الأوروبية الأخرى. تظهر أشهر الأعمال الفنية للقرون الوسطى في الكاتدرائيات القوطية التي بنيت في الفترة بين أواسط القرن الثاني عشر والقرن الرابع عشر الميلاديين وأكبر مثال لذلك كاتدرائية نوتردام في باريس وكاتدرائيات أخرى في مدن فرنسية عديدة، كما نجد الشعر من الفنون المهمة للأدب في تلك الفترة وكان هناك شعراء موسيقيون كتبوا أغاني الغزل باللهجة البروفانسية لجنوبي فرنسا. أما عصر النهضة فكان من أكثر المراحل الثقافية أهمية وقد وصلت حركة الثقافة إلى ذروتها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، حيث ظهر فرانسوا رابيليه أكبر كاتب قصصي فرنسي في عصر النهضة الفرنسية وحاول سبعة من الشعراء الفرنسيين وضع نمط جديد من الشعر الفرنسي على غرار النماذج اليونانية والرومانية القديمة وكان مونتان آخر الأدباء الكبار لتلك المرحلة، وقد ظهر أسلوب المقالة الشخصية بوصفه شكلا من أشكال الأدب. وظهر فنانون ابتدعوا أسلوبي الباروكي والروكوكو في الفن أمثال: جان بابتست لولي وجين فيليب رامو الذين اشتهرا في فن الأوبرا ونبغ فرانسوا كوبرين وغيره في التأليف الموسيقي وساهم شعراء كلاسيكيون وأدباء كثيرون في المأساة (التراجيديا) والملهاة (الكوميديا) من أهمهم موليير وراسين وظهرفي الفلسفة رينيه ديكارت. ذاعت في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين مرحلة ما يسمى بعصر العقل أو التنوير التي اتسمت بإنجازات فكرية وساد خلالهما الأدب الفلسفي وركز أدباء هذه الفترة على العقل والملاحظة المباشرة بوصفهما أسلوبين لمعرفة الحقائق، وكان من أبرز هؤلاء الأدباء: فولتير وجان جاك روسو ودينيس ديدرو. أما الرومانسية التي ظهرت رد فعل على العقلانية والكلاسيكية، فقد بدأت خلال القرن الثامن عشر الميلادي وكان فيكتور هوجو أكبر شاعر روائي ومسرحي رومانسي. ومن المذاهب والحركات الأدبية الأخرى التي ظهرت: الواقعية النقدية والمذهب الطبيعي في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي والانطباعية في أوائل القرن العشرين وتركزت على التصوير التشكيلي خصوصا. ومن أشهر الأدباء الذين كتبوا رواياتهم ومسرحياتهم في منتصف القرن العشرين جان بول سارتر وألبير كامو. ومن أدباء أواخر القرن العشرين المعروفين آلان روب جرييه ولود كلود سايمون ومارجريت دورا. ومن أشهر الرسامين بابلو بيكاسو، الذي ولد في إسبانيا، وجورج براك. كما ظهر فنانون كثيرون في النحت والعمارة والتأليف يوجد في فرنسا 1200 متحف، وتستقطب مليون زائر سنويا. يستقبل متحف اللوفر (Le Louvre) ومتحف دورسيه (Musée d'Orsay) وقصر فيرساي وحدهم ما يقارب 15 مليون زائر سنويا. تمتلك معظم مدن الأقاليم أيضا متحفا أو أكثر. ومن ناحية أخرى، هناك ما يزيد عن 1500 صرح أثري مفتوح للجمهور (8 ملايين زائر سنويا). ويعد برج إيفل من أكثر الأماكن الأثرية التي يتردد عليه الزوار حيث يستقبل 6 ملايين زائر سنويا. وأخيرا، هناك حوالي 38 ألف مبنى تحظى بحماية وزارة الثقافة بصفتها معالم تاريخية. الرياضة الشعبية في فرنسا وتشمل كرة القدم والركبي الجودو والتنس. استضافت فرنسا كأس العالم لكرة القدم في 1938 و1998، واستضاف اتحاد الرغبي 2007 كأس العالم. ستاد دو فرانس في باريس وكان الاستاد الأكبر في فرنسا ومكان لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 1998 الأخيرة، واستضافت كأس العالم للرجبي 2007 في نهائي أكتوبر 2007. فرنسا تستضيف أيضا السنوي سباق فرنسا للدراجات، والدراجات سباق الطريق الأكثر شهرة في العالم. كما تشتهر فرنسا لمدة 24 ساعة في سباق لو مان التحمل رياضة السيارات الذي عقد في وزارة سارت. عدة بطولات التنس الكبرى تجري في فرنسا، بما في ذلك باريس للأساتذة وبطولة فرنسا المفتوحة، واحدة من أربع بطولات الغراند سلام (البطولات الأربع الكبرى في التنس). كريستوف Lemaitre هو أول قوقازي لكسر barrier.France 10 - الثانية لها ارتباط وثيق مع دورة الألعاب الأولمبية الحديثة، بل كان أحد النبلاء الفرنسيين، هو البارون بيار دي كوبرتان، الذي اقترح إحياء للألعاب، في نهاية القرن 19. استضافت باريس وبعد أثينا منحت الألعاب الأولمبية الأولى، في إشارة إلى الأصول اليونانية للألعاب الأولمبية القديمة، ودورة الألعاب الثانية في 1900. باريس كان أيضا البداية الأولى للجنة الأولمبية الدولية، قبل نقله إلى لوزان ومنذ ذلك ألعاب 1900، وفرنسا استضافت دورة الألعاب الأولمبية في أربع مناسبات أخرى : في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1924، ومرة أخرى في باريس، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية ثلاثة (1924 في شاموني، في 1968 و1992 في غرونوبل ألبرتفيل) ويلقب كل من فريق كرة القدم الوطني والمنتخب الوطني للرغبي باسم «الديوك» في إشارة إلى لون قميص الفريق، فضلا عن ثلاثة ألوان العلم الوطني الفرنسي. فريق كرة القدم هو من بين الأكثر نجاحا في العالم، ولا سيما في مطلع القرن 21، مع واحد لكرة القدم الفائز بكأس العالم عام 1998وايضا كاس العالم 2018 ،واحد لكرة القدم بطولة كأس العالم الثانية في 2006، واثنان في البطولات الأوروبية 1984 و2000. أعلى نادي لكرة القدم المنافسة على دوري الدرجة الأولى. قد حصل المنتخب الفرنسي لكرة القدم على المركز الثاني في نهائيات كأس أمم أوروبا نسخة 2016 أمام البرتغال. 1. الرجبي هو أيضا بشعبية كبيرة، وخصوصا في باريس وجنوب غرب فرنسا. فريق لعبة الركبي وطنية وتنافس في كل نهائيات كأس العالم للرجبي، ويشارك في البطولة السنوية الدول الست. التالية من بطولة محلية قوية لفريق لعبة الركبي الفرنسي وفاز ستة عشر ستة بطولة الأمم، بما في ذلك ثمانية القاب البطولات الأربع الكبرى، ولقد وصلت إلى الدور نصف النهائي والمباراة النهائية لكأس العالم للرجبي أزمة "حشرة البق"، ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي بفرنسا، كما هو الشأن في سنوات التسعينيات، حيث انتشر في أكثر من منزل واحد من كل عشرة منازل في فرنسا، وقبل ثلاث سنوات من نفس السنة الحالية، كانت الحكومة الفرنسية قد أطلقت حملة لمكافحة بق الفراش، أنشأت على إثرها موقعا إلكترونيا مخصصا لتلقي شكايات الأسر المتضررة، الذي كلفها من أجل القضاء عليها 230 مليون يورو سنويا بين عامي 2017 و2022 خاصة، وفقا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الوطنية للأمن الصحي. وقد عادت هذه الأزمة للظهور من جديد، خلال العقود الأخيرة لسنة 2023، وبداية شهر أكتوبر من نفس السنة؛ حيث عرفت فرنسا انتشارا واسعا "حشرة البق"، في مجموعة من الأماكن الحيوية في عاصمة فرنسا، كوسائل النقل العام ودور السينما والمستشفيات والفنادق. تدخلت الحكومة الفرنسية يوم الخميس 28 سبتمبر لمعالجة مشكلة بق الفراش بعد "العودة الكبيرة" لهذا النوع الطفيلي؛ بعد أن تدفقت العديد من ردود الفعل والشهادات فيما يتعلق بتواجده في القطارات ودور السينما والمكتبات؛ كما أوردت صحيفة "لو باريزيان"، حث مجلس مدينة باريس الدولة على التعبئة العامة، خاصة قبل وصول ملايين السياح لحضور الألعاب الأولمبية العام المقبل. وقد دعا النائب الأول لعمدة باريس، "إيمانويل غريغوار"، إلى تنظيم اجتماعات بشكل عاجل بين جميع المصالح المعنية من أجل نشر خطة عمل تتناسب مع هذه الآفة. كما طالب وزير النقل، كليمنت بيون، مشغلي النقل العمومي اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار هذه الآفة. ربط مجموعة من المسؤولين الفرنسيين، سبب انتشار حشرة البق في الأماكن الحيوية بفرنسا بتزايد عدد المهاجرين غير النظاميين في فرنسا، وقلة نظافتهم مقارنة مع المقيمين؛ الأمر الذي خلف موجة غضب عارمة بين الأوساط الفرنسية، أعلن على إثرها عدد من النواب في فرنسا من بينهم البرلمانية اليسارية "ماتيلد بانو، رفع شكوى ضد الصحفي "باسكال برود"، لدى الهيئة التنظيمية للاتصالات السمعية والبصرية والرقمية، لما وصفوه بالتعليق العنصري؛ كما هو الشأن "برود بن" خلال برنامج له على قناة "سي نيوز" المحلية. وفي 8 مارس 2024 واصل "بق الفراش" تصدير القلق للحكومة الفرنسية والمواطنين حيث اضطر قسم الطوارئ للبالغين في مركز مستشفى لاون (Aisne) إلى إغلاق أبوابه، بعد استقبال مريض يعاني من بق الفراش.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فرنسا
|
5bed5fd99674fe408314ae9a674dbcb2
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.873810",
"source": "Wikipedia"
}
|
الاتحاد الأوروبي
|
الاتحاد الأوروبي
|
الاتحاد الأوروبي هو جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 27 دولة وأخرهم كانت كرواتيا التي انضمت في 1 يوليو 2013، تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن العشرين. من أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية. لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فدرالي حيث أنه يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم. للاتحاد الأوروبي نشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه 19 دولة من أصل ال27 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة. احتفل في مارس 2007 بمرور 50 عام على إنشاء الاتحاد بتوقيع اتفاقية روما. حصل الاتحاد الأوروبي في 12 أكتوبر 2012 على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في تعزيز السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا. في 23 يونيو 2016، قررت المملكة المتحدة عبر استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة فيه تقوم بذلك. خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي بتاريخ 31 يناير 2020. تكررت المحاولات في تاريخ القارة الأوروبية لتوحيد أمم أوروبا، فمنذ انهيار الإمبراطورية الرومانية التي كانت تمتد حول البحر الأبيض المتوسط، مرورا بإمبراطورية شارلمان الفرنكية ثم الإمبراطورية الرومانية المقدسة اللتين وحدتا مساحات شاسعة تحت إدارة فضفاضة لمئات السنين، قبل ظهور الدولة القومية الحديثة. وفيما بعد حدثت محاولات لتوحيد أوروبا لكنها لم تتعد الطابع الشكلي والمرحلي، منها محاولة نابليون في القرن التاسع عشر، والأخرى في أربعينات القرن العشرين على يد هتلر، وهما تجربتان لم تتمكنا من الاستمرار إلا لفترات قصيرة وانتقالية. بوجود مجموعة من اللغات والثقافات الأوروبية المتباينة، اشتملت هذه السيطرات على الإخضاع العسكري للأمم الرافضة، مما أدى إلى غياب الاستقرار وبالتالي كان مصيرها الفشل في النهاية. واحدة من أول أفكار التوحيد السلمي من خلال التعاون والمساواة في العضوية قدمها المفكر السلمي فكتور هوغو عام 1851 دون أن تحظى بفرصة جادة في التطبيق. وبعد كوارث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ازدادت بشدة ضرورات تأسيس ما عرف فيما بعد باسم الاتحاد الأوروبي. مدفوعا بالرغبة في إعادة بناء أوروبا ومن أجل القضاء على احتمال وقوع حرب شاملة أخرى. أدى هذا الشعور في النهاية إلى تشكيل الجماعة الأوروبية للفحم والصلب عام 1951 على يد كل من ألمانيا (الغربية)، فرنسا، إيطاليا ودول بينيلوكس (benelux) (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ). أول وحدة جمركية عرفت بالأصل باسم المؤسسة الاقتصادية الأوروبية (European Economic Community)، وتسمى في المملكة المتحدة بشكل غير رسمي "السوق المشتركة"، تأسست في اتفاقية روما للعام 1957 وطبقت في 1 يناير كانون ثاني 1958. هذا التغيير اللاحق للمؤسسة الأوروبية يشكل العماد الأول للإتحاد الأوروبي. تطور الاتحاد الأوروبي من جسم تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية وسياسية. علم الاتحاد الأوروبي ليس فقط شعار للاتحاد الأوروبي وإنما هو أيضا شعار الوحدة والهوية الأوروبية في اتجاه أوسع. دائرة النجوم الذهبية تمثل تماسك وتناغم الأوروبيين. اما عدد النجوم لا تمت بصلة لعدد الدول الأعضاء. فهناك اثنتا عشر نجمة بسبب أن الرقم اثنا عشرة هو تقليديا رمز الإتقان والكمال والوحدة. لذى لم يتغير العلم بعد توسيعات الاتحاد الأوروبي. يعود تاريخ العلم إلى عام 1955. في ذلك الوقت ظهر الاتحاد الأوروبي في شكل جمعية الفحم والفولاذ الأوروبية التي كان في عضويتها ستة أعضاء فقط. ولكن كان هناك هيئة منفصلة مع عدد أعضاء أكبر (المجلس الأوروبي) تم إنشاءها قبل عدة سنوات وكانت مشغولة بوضع حقوق الإنسان وتعزيز الثقافة الأوروبية. المجلس الأوروبي كان مهتما بتبني رمز خاص به. وبعد نقاشات طويلة، تم تبني التصميم الحالي (دائرة الإثني عشر نجما ذهبيا والخلفية الزرقاء). في العديد من الثقافات، يرمز الرقم إثني عشر للكمال. كما أنه طبعا عدد أشهر السنة والعدد الظاهر على وجه الساعة. وتم اختيار الدائرة من بين باقي الأشكال كرمز للوحدة. لذا كانت ولادة علم الاتحاد الأوروبي تمثل فكرة الوحدة بين الأوروبيين، ثم بعد ذلك شجع الاتحاد الأوروبي باقي المؤسسات الأوروبية لتبني ذات العلم وفي العام 1983, تبنى البرلمان الأوروبي العلم. وفي العام 1985 تم أخيرا تبني العلم من قبل كافة الرؤساء والحكومات كشعار رسمي للاتحاد الأوروبي. جميع المؤسسات الأوروبية تستعمل هذا العلم منذ بداية العام 1986. العلم الأوروبي هو الرمز الوحيد للمفوضية الأوروبية (الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي). باقي مؤسسات وهيئات الاتحاد الأوروبي تستعمل رمزها الخاص بالإضافة إلى العلم الأوروبي. يمتد الاتحاد الأوروبي على مساحة 3975000 كم². أعلى قمة في الاتحاد هي جبل مونت بلانك (4808 ) والذي يقع بين فرنسا وإيطاليا. أكبر بحيرة هي بحيرة فينيرن في السويد وتبلغ مساحتها 5650 كم². أطول نهر هو الدانوب الذي ينبع من الغابة السوداء في ألمانيا ويجتاز الاتحاد بمسافة قدرها 1627 كم. لم يضع الاتحاد الأوروبي بادئ الأمر أية شروط إضافية لانضمام الدول المرشحة للعضوية ما عدا الشروط العامة التي تم تبنيها في الاتفاقيات المؤسسة للإتحاد. لكن الفرق الشاسع في المستوى الاقتصادي والسياسي بين دول أوروبا الوسطى والشرقية ودول الاتحاد دفع مجلس الاتحاد الأوروبي في عام 1993 ليضع ما يعرف شروط كوبن هاغن: التركيبة السكانية للاتحاد الأوروبي تظهر كثافة سكانية عالية، وتنوعا ثقافيا بين دوله الأعضاء. اعتبارا من 1 يناير 2010 بلغ سكان الاتحاد الأوروبي 501,260,000 نسمة. ويتوقع أن تشهد العديد من البلدان انخفاضا في أعداد سكانها خلال العقود القادمة، لكن يمكن أن يعوض هذا النقص بانضمام دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي في غضون السنوات ال 20 المقبلة التي قد تساهم في تحسنات في التنمية البشرية خاصة مع نسبة الشيخوخة العالية في القارة. الدولة العضو الأكثر سكانا هي ألمانيا، 82,100,000 نسمة. بينما الدولة الأقل سكانا هي مالطة بأقل من نصف مليون نسمة وهذا راجع للمستوى المعيشي المنخفض. معدلات المواليد في الاتحاد الأوروبي منخفضة إذ يبلغ متوسط مواليد المرأة 1.6 طفلا. أعلى معدلات الولادة توجد في جمهورية أيرلندا 16 ولادة لكل ألف شخص سنويا، ثم في فرنسا 13 ولادة لكل ألف شخص سنويا. بينما لدى ألمانيا أدنى معدل مواليد في أوروبا 8 ولادات لكل ألف شخص سنويا. تعد المسيحية أكبر ديانة في الاتحاد الأوروبي، فاستنادا إلى احصائية يوروباروميتر لعام 2012 يشكل المسيحيين حوالي 72% من سكان الاتحاد الأوروبي وفي أوروبا يتواجد أكبر تجمع مسيحي في العالم. الكاثوليك هم أكبر جماعة مسيحية في الاتحاد الأوروبي ويشكلون نسبة 48% من مجمل السكان، أما البروتستانت يشكلون 12%، بينما الأرثوذكس 8%، أما المسيحيين من الطوائف الأخرى يمثلون 4% من سكان الاتحاد الأوروبي. ويمثل المسلمين حوالي 2%، في حين أن الملحدين واللادينين يمثلون نسبة 23% من سكان الاتحاد الأوروبي. وتصل أعداد اليهود إلى مليون نسمة. قدر عدد سكان الاتحاد الأوروبي، حتى 1 فبراير 2020، بحوالي 447 مليون شخص (ما نسبته 5.8% من مجموع سكان العالم). في عام 2015، ولد 5.1 مليون طفل في دول الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرين مجتمعة، وهو ما يعادل 10 مواليد لكل 1000 نسمة، وهو أقل بثمانية ولادات من المتوسط العالمي. للمقارنة، بلغ معدل المواليد في دول الاتحاد الأوروبي في عام 2000، 28 ولادة لكل 1000 نسمة، و12.8 ولادة لكل 1000 نسمة في عام 1985، و16.3 ولادة لكل 1000 نسمة في عام 1970. كان معدل النمو السكاني إيجابيا بمعدل 0.23% تقريبا في عام 2016. في عام 2010، كان عدد الأشخاص الذين يعيشون داخل الاتحاد الأوروبي والذين ولدوا خارج بلد إقامتهم 47.3 مليونا، وهو ما يعادل 9.4% من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي. ولد 31.4 مليون من هؤلاء (6.3% منهم) خارج دول الاتحاد الأوروبي، فيما ولد 16 مليونا منهم (3.2% منهم) في دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. تربعت ألمانيا على رأس قائمة الدول التي ولد حملة جنسيتها خارج أراضيها (6.4 مليون نسمة)، وبعدها فرنسا (5.1 مليون نسمة)، تلتها المملكة المتحدة (4.7 مليون نسمة)، وإسبانيا (4.1 مليون نسمة)، وإيطاليا (3.2 مليون نسمة)، وهولندا (1.4 مليون نسمة). في عام 2017، حصل ما يقارب 825 ألف شخص على جنسية دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. كانت أكبر المجموعات المجنسة من دول المغرب وألبانيا والهند وتركيا والباكستان. دخل 2.4 مليون مهاجر من دول خارج الاتحاد الأوروبي إلى دول الاتحاد الأوروبي في عام 2017. يضم الاتحاد الأوروبي حوالي 40 منطقة حضرية يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة. تعد باريس، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون نسمة، أكبر منطقة حضرية، والمدينة الكبرى الوحيدة في الاتحاد الأوروبي. تقع كل من مدريد وبرشلونة وبرلين وحوض الرور وميلانو وروما بعد باريس في قائمة أكبر المناطق الحضرية في الاتحاد الأوروبي، بعدد سكان يقدر بأكثر من 4 ملايين نسمة تقريبا. في الاتحاد الأوروبي أيضا عدة مناطق حضرية متعددة المراكز كالراين رور (كولونيا، دورتموند، دوسلدورف، وغيرها)، والراندستاد (أمستردام، روتردام، لاهاي، أوترخت، وغيرها)، وفرانكفورت راين (فرانكفورت، وفيسبادن، وماينتس، وغيرها)، منطقة الماس الفلمنكي (أنتويرب، وبروكسل، ولويفن، وغنت، وغيرها)، ومنطقة سيليزيا العليا (كاتوفيتسه، وأوسترافا، وغيرها). في الاتحاد الأوروبي 24 لغة رسمية: البلغارية، الكرواتية، التشيكية، الدنماركية، الهولندية، الإنجليزية، الإستونية، الفنلندية، الفرنسية، الألمانية، اليونانية، الهنغارية، الإيطالية، الأيرلندية، اللاتفية، الليتوانية، المالطية، البولندية، البرتغالية، الرومانية، السلوفاكية، السلوفينية، الإسبانية، السويدية. تترجم الوثائق المهمة، كالتشريعات، إلى جميع اللغات الرسمية المعتمدة في الاتحاد الأوروربي، ويوفر البرلمان الأوروبي ترجمة لوثائقه وجلساته العامة للغات الرسمية أيضا. نظرا لعدد اللغات الرسمية الكبير، لا تستخدم معظم المؤسسات في أوروبا سوى عددا قليلا من لغات العمل. تدير المفوضية الأوروبية أعمالها الداخلية بثلاث لغات إجرائية: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وبالمثل، تستخدم محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي اللغة الفرنسية كلغة عمل، بينما يدير البنك المركزي الأوروبي عمله باللغة الإنجليزية بشكل أساسي. تقع مسؤولية سياسة اللغة على عاتق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. مع ذلك، تعزز مؤسسات الاتحاد التعددية اللغوية بين مواطنيها. في عام 2012، كانت اللغة الإنجليزية اللغة الأكثر انتشارا في الاتحاد الأوروبي، إذ يفهمها ما نسبته 51% من سكان الاتحاد الأوروبي عند احتساب كل من متحدثيها كلغة أم ومتحدثيها كلغة ثانوية على حد سواء. بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في أوائل عام 2020، انخفضت النسبة المئوية لسكان الاتحاد الأوروبي الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية كلغتهم الأم من 13% إلى 1% فقط. تعد اللغة الألمانية اللغة الأم الأكثر انتشارا في أوروبا (يتحدثها 18% من سكان الاتحاد الأوروبي، وثاني أكثر اللغات الأجنبية انتشارا، تليها الفرنسية (التي يتحدثها 13 % من سكان الاتحاد الأوروبي). إضافة إلى ذلك، تعد كلا من اللغتين الألمانية والفرنسية لغة رسمية في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. يمكن لأكثر من نصف مواطني الاتحاد الأوروبي (56% منهم) المشاركة في محادثة بلغة أخرى غير لغتهم الأم. تنتمي 20 لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي إلى أسرة اللغات الهندو أوروبية ممثلة باللغات البلطيقية السلافية والإيطاليقية والجرمانية والهيلينية والقلطية. أربع لغات فقط في أوروبا، هي الهنغارية والفنلندية والأستونية (اللغات الأورالية الثلاث) والمالطية (السامية) ليست لغات هندو أوروبية. للاتحاد الأوروبي ثلاث أبجديات رسمية (السيريلية واللاتينية واليونانية الحديثة)، وجميعها مشتقة ممن الأبجديات اليونانية القديمة. اللغتان الوطنيتان الوحيدتان اللتان لم تدرجا كلغتين رسميتين في الاتحاد الأوروبي هما اللوكسمبورغية (في لوكسمبورغ) والتركية (في قبرص). بتاريخ 26 فبراير 2016، أعلنت قبرص طلبها جعل اللغة التركية رسمية في الاتحاد الأوروبي في «لفتة» كان يمكن لها أن تساعد في حل مشكلة تقسيم البلاد. بالأساس، كان من المخطط أن تصبح اللغة التركية، في عام 2004، لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي عند توحيد قبرص. إلى جانب اللغات الأربع والعشرين الرسمية، في الاتحاد الأوروبي 150 لغة إقليمية ولغة أقليات يتحدث بها ما يصل تعداده إلى 50 مليون شخص. لا يعترف الاتحاد الأوروبي بلغات الكتالونية والغاليسية والباسكية، لكنها تتمتع بوضع رسمي في دولة عضو في الاتحاد (إسبانيا)، ولذلك، تترجم المعاهدات لهذه اللغات بشكل رسمي، كما يحق للمواطنين مراسلة مؤسسات الاتحاد الأوروبي بها. يوفر الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية أو لغات الأقليات التي صادقت عليها معظم دول الاتحاد الأوروبي إرشادات عامة يمكن للدول اتباعها لحماية تراثها اللغوي. تحتفل دول الاتحاد الأوروبي في 26 سبتمبر من كل عام باليوم الأوروبي للغات، بهدف التشجيع على تعليم اللغات في جميع أنحاء أوروبا. يصنف الاتحاد الأوروبي الدول الأوروبية إلى ثلاث
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الاتحاد الأوروبي
|
05b6813f0efe6943eaebf74167306bb4
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.878084",
"source": "Wikipedia"
}
|
مقتدى الصدر
|
مقتدى الصدر
|
مقتدى الصدر من مواليد (4 أغسطس 1974)، هو رجل دين شيعي وزعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) الذي يعتبر أكبر تيار شعبي شيعي في العراق، وقائد لاجنحة عسكرية تابعة لتياره متمثلة بكل من جيش المهدي ولواء اليوم الموعود وسرايا السلام، ومع أنه قائد وزعيم لشريحة كبيرة من المجتمع الشيعي في وسط وجنوب العراق، إلا أنه لم يصل إلى مرحلة الاجتهاد التي تخوله للتصدي للمرجعية. مقتدى بن محمد بن محمد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل بن صدرالدين محمد بن صالح شرف الدين بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين إبراهيم بن نور الدين علي بن علي نور الدين بن الحسين عز الدين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن عباس تاج الدين أبي الحسن بن محمد شمس الدين بن عبد الله جلال الدين بن أحمد بن حمزة أبي الفوارس بن سعد الله أبي محمد بن حمزة «القصير» أبي أحمد بن محمد أبي السعادات بن عبد الله أبي محمد بن محمد الحارث أبي الحرث بن علي «ابن الديلمية» أبي الحسن بن عبد الله أبي طاهر بن محمد «المحدث» أبي الحسن بن طاهر أبي الطيب بن الحسين «القطعي» بن موسى بن إبراهيم المرتضى الأصغر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السبط ابي عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم. هو الابن الرابع للزعيم الشيعي محمد محمد صادق الصدر الذي هاجم علنا الرئيس العراقي صدام حسين وحزب البعث الحاكم آنذاك، ينحدر من إحدى أبرز العوائل الدينية الشيعية في العراق وكان جده محمد حسن الصدر رئيسا لوزراء العراق في 1948 وعضوا ورئيسا لمجلس الاعيان في البلاد، وأشقاؤه هم (مصطفى ومؤمل ومرتضى)، ومتزوج من ابنة عمه محمد باقر الصدر. التحق بالحوزة العلمية في النجف عام 1988، وتدرج في الدراسة في جامعة النجف الدينية، كما درس على يد والده، ومحمد كلانتر، ومحمد الجواهري، وكان يعطي بعض الدروس إبان حياة والده، وتولى الاشراف على جامعة الصدر الدينية، ومدرسة الامام المهدي في حينها، بالإضافة إلى توليه مسؤوليات لجنة الحقوق الشرعية التابعة لمكتب والده، وطباعة مؤلفاته، ورئاسة تحرير مجلة الهدى وقد تم اعتقاله من قبل السلطات الحاكمة مع والده واشقائه في معتقل الرضوانية بعد الانتفاضة الشعبانية في عام 1991 وقاد حركات التمرد التي استهدفت السلطات وقواتها ومقرات قيادة حزب البعث اعقاب اغتيال والده محمد الصدر والتي عرفت بانتفاضة 1999 انتقل إلى حوزة قم في إيران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وما رافقه من تصاعد أعمال المقاومة العراقية ضد الجيش الأمريكي، ووضع اسمه على رأس المطلوبين للاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية، وقد حصل على درجة حجة الإسلام من حوزة قم، ويدرس حاليا ليحصل على درجة المجتهد. له العديد من المؤلفات، ومنها: بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصبح الصدر رقما صعبا في المعادلة العراقية بالتفاف غالبية المجتمع الشيعي في وسط وجنوب العراق حوله، ومالبث ان حرك الجماهير نحو تظاهرات سلمية حاشدة لرفض الوجود الأمريكي وسيطرته على البلاد والغاء سلطة الحاكم المدني الذي عينته القيادة الأمريكية وأصبح يؤم صلاة الجمعة في مسجد الكوفة كما كان يفعل والده ومع كل جمعة كان يتصاعد خطاب الصدر نحو أمريكا ووجودها العسكري ومجلس الحكم الذي تم تشكيله باشرافها تمثلت بنهاية المطاف باعلان الصدر تشكيل جيش المهدي خلال أحد خطب الجمعة في يونيو 2003 الأمر الذي مهد للوصول إلى الصدام المسلح في عام 2004 بعد أن أصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال على العراق بول بريمر قرارا بإغلاق صحيفة الحوزة التابعة للحوزة الناطقة (وهو الاسم الذي عرف به مقلدي واتباع محمد الصدر قبل تسمية التيار الصدري) وقامت قوات التحالف بفتح النار على محتجين من انصار الصدر في النجف اعترضوا على اغلاق الصحيفة واعتقال أحد مساعدي الصدر في 4 أبريل 2004 وكانت تلك نقطة التحول في الرفض السلمي الصدر لقوات الاحتلال وأدت إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وجناحه العسكري جيش المهدي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي توسع تدريجيا ليصبح صراع دموي في جميع محافظات وسط وجنوب العراق بعد أن اكد الصدر ان المقاومة السلمية لم تعد مجدية وحث انصاره على «ارهاب العدو» كما أصدرت سلطة الائتلاف المؤقتة مذكرة اعتقال بحق مقتدى الصدر واعلنت انه خارج عن القانون ما انتج تصعيد دموي من قبل عناصر جيش المهدي نحو قوات التحالف في بغداد وعدد من المحافظات حيث هاجم مسلحيه دورية من فرقة الفرسان الأولى الأمريكية في مدينة الصدر مما اوقع ثمانية جنود امريكيين قتلى مع اصابة واحد وخمسين وتدمير عدد من الاليات الأمريكية استمر القتال لشهرين وامتد بصورة سريعة إلى معظم محافظات وسط وجنوب العراق كالنجف والكوفة وكربلاء والناصرية والكوت وسيطر جيش المهدي عليها، خلال تلك الفترة أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش ان الصدر عدو رسمي للولايات المتحدة موجها قوات التحالف لاعتقاله أو قتله قائلا لا يمكن أن نسمح لرجل واحد بتغيير مسار البلاد. بعد احداث 4 أبريل 2004 ومقتل واصابة عدد من المتظاهرين من انصار الصدر برصاص قوات التحالف في النجف باتت المدينة مسرحا لمعارك دامية بين القوات الأمريكية وسرايا جيش المهدي وبالتحديد في مقبرة النجف في محاولة من القوات الأمريكية للقبض على الصدر الذي تتهمه الولايات المتحدة في الضلوع باغتيال عالم الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي التي نفتها المحكمة الجنائية العليا ومحكمة التمييز العراقي حيث امتدت المواجهات إلى اغلب محافظات وسط وجنوب العراق وسيطر جيش المهدي على مراكزها. عام 2007 حدثت اشتباكات دموية بين جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر وقوات التحالف المدعومة بقوات الأمن العراقية وقد كان آخر هذه الاشتباكات هي اشتباكات كربلاء في أغسطس 2007 خلال الزيارة الشعبانية التي هي يوم مولد الإمام المهدي حيث أتهم جيش المهدي باحداث فوضى في المدينة وقتل ما لا يقل عن 52 شخص وقد نفى مقتدى الصدر ضلوع جيشه في هذه الأحداث الا انه أصدر قرارا عقبها بتجميد أنشطة جيش المهدي كافة عتبارا من يوم 29 آب/أغسطس 2007م من أجل إعادة تنظيمه وطرد بعض من اسماهم بالمجرمين الذين اندسو في تشكيلاته ولأفساح المجال للحكومة العراقية من أجل تصفية بعض المتصيدين الذي يدعون الانتماء إلى جيش المهدي من اجل مصالح شخصية وتحمل انصاره الصدر تجاوزات الحكومة على الكثير من انصاره الذين ذاقو من أمر العذاب لاستغلالها أمر التجميد من أجل تصفية الحساب مع انصار التيار الصدري ثم وفي يوم 22 شباط/فبراير 2008م أمر مقتدى الصدر من أحد مساجد بغداد جيش المهدي بوقف إطلاق النار حتى إشعار آخر حقنا للدماء في ذروة الاتهامات لجيش المهدي بالمسؤولية بالحرب الطائفية. قام الصدر بعد تجميد جيش المهدي عام 2007 بتأسيس قوة تقاوم الاحتلال الأمريكي أسماها لواء اليوم الموعود وقد قام هذا اللواء بعدد من العمليات ضد القوات الأمريكية خلال الأعوام 2009، 2010 و2011. اتهم مقتدى الصدر بضلوع أتباعه باغتيال عالم الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي رئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن الذي قتل في 10 أبريل 2003 داخل مرقد الإمام علي في النجف على يد حشد من الناس بعد دخوله برفقة حيدر الكليدار الذي يتهم آنذاك بالتعاون مع استخبارات النظام السابق صدر لاحقا أمر من أحد القضاة باعتقال الصدر الا ان عائلة الخوئي رفضت تلك الدعوة ولم يتم تحريك الأمر لغاية الآن، في اعقاب اغتيال الخوئي قال الناطق باسم الصدر - وقتئذ - قيس الخزعلي أن ما جرى مكيدة مدبرة وقع ضحيتها الخوئي وقال ان عناصر من التيار الصدري تحركوا لتدارك الموقف وانقاذ الخوئي من بين حشود الناس الغاضبين الا انهم لم يستطيعوا ذلك وقد سخر الخزعلي في حينها من اتهام اتباع الصدر بما جرى لقوله ان من اتهموا بالعمل ذاتهم من وقفوا بالضد من الصدر سابقا فكيف أصبحوا من اتباعه يتهم مقتدى الصدر وقوات ميليشيا جيش المهدي التابعة له بالقيام بجرائم وأعمال عنف وإرهاب في العراق، حيث اتهمتها بذلك عدة جهات بينها تقرير صدر في 2006 من قبل وزارة الدفاع الأمريكية اتهم الميليشيا بأنها «تعتبر الآن المهدد الأكبر للإستقرار في العراق». على خلفية العمليات العسكرية التي بداتها الحكومة اليمنية بمساعدة السعودية ضد جماعة الحوثيين في اليمن عام 2009 أعلن مقتدى الصدر دعمه للحوثيين داعيا المجتمع العربي والإسلامي بالتدخل لحمايتهم وايقاف الانتهاكات التي تمارس ضدهم واتهمه الرئيس اليمني في حينها علي عبد الله صالح بدعم جماعة الحوثيين مؤكدا ان الصدر عرض الوساطة بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي لايقاف القتال ونزيف الدم الا ان تلك الوساطة فشلت في ايقاف القتال بعد رفض الطرفين الاتفاق حول شروط وضعتها الحكومة كان من بينها انسحاب المسلحين الحوثيين من مواقعهم وإعادة معدات مدنية وعسكرية والإعلان عن مصير أجانب مختطفين كما لم يخفي الصدر موقفه الداعي إلى ايقاف الحرب ونزف الدماء بعد عمليات عاصفة الحزم التي قادتها السعودية والذي استهدف جماعة الحوثيين في اعقاب سيطرتهم على الحكومة في اليمن عام 2014 واندلاع الحرب الاهلية في اليمن حيث هاجم الصدر التحالف الذي تقوده السعودية واصفا تلك الحرب بالظالمة والطائفية ودعا عبد ربه منصور هادي إلى التنحي واصفا اياه «عدو ربه» كما طالب السعودية بايقاف الحرب على اليمن وسوريا والبحرين وتوجيهها ضد إسرائيل. هو تشكيل مسلح قام مقتدى الصدر بتاسيسه اعقاب سقوط الموصل ومحافظات ومدن أخرى في العراق في حزيران 2014 وسيطرة تنظيم داعش عليها وقد تشكلت وفق بيان أصدره الصدر بتاريخ 11 يونيو حزيران 2014 حيث أعلن ان دورها سيكون بالدفاع عن المقدسات وفي بيان لاحق اعقب فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف للقتال والتطوع في صفوف القوات الامنية دعا مقتدى الصدر المتطوعين في صفوف سرايا السلام إلى تنظيم استعراض عسكري في جميع المحافظات التي ضمت الوية تابعة لهيكلة السرايا وقد تم الاستعراض بعد أيام قليلة حيث ظهر آلاف من المتطوعين ضمن صفوف سرايا السلام في مختلف المحافظات وهم يستعرضون برفقة اسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة تتقدمهم صواريخ وراجمات ومدافع وانخرطت سرايا السلام في القتال ضد داعش في سامراء بعد اسابيع قليلة اعقبه دخولها في جرف الصخر وامرلي والاسحاقي وديالى.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مقتدى الصدر
|
3f4bb2915abcabebb7fff1e8d9d9e3fc
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.880894",
"source": "Wikipedia"
}
|
الرياضيات
|
رياضيات
|
الرياضيات هي مجموعة من المعارف المجردة الناتجة عن الاستنتاجات المنطقية المطبقة على مختلف الكائنات الرياضية مثل المجموعات، والأعداد، والأشكال والبنيات والتحويلات. وتهتم الرياضيات أيضا بدراسة مواضيع مثل الكمية(1) والبنية(2) والفضاء والتغير.(3) ولا يوجد حتى الآن تعريف عام متفق عليه للمصطلح. يسعى علماء الرياضيات إلى استخدام أنماط رياضية لصياغة فرضيات جديدة؛ من خلال استعمال إثباتات رياضية بهدف الوصول للحقيقة وذرء الفرضيات السابقة أو الخاطئة. فمن خلال استخدام التجريد والمنطق، طورت الرياضيات من العد والحساب والقياس إلى الدراسة المنهجية للأشكال وحركات الأشياء المادية. لقد كانت الرياضيات العملية نشاطا إنسانيا يعود إلى تاريخ وجود السجلات المكتوبة. يمكن أن يستغرق البحث المطلوب لحل المسائل الرياضية سنوات أو حتى قرون من البحث المستمر. ظهرت الحجج الصارمة أولا في الرياضيات اليونانية، وعلى الأخص في أصول إقليدس. منذ العمل الرائد لجوزيبه بيانو (1858-1932)، وديفيد هيلبرت (1862-1943)، وغيرهم في النظم البديهية في أواخر القرن التاسع عشر، أصبح من المعتاد النظر إلى الأبحاث الرياضية كإثبات للحقيقة عن طريق الاستنتاج الدقيق للبديهيات والتعاريف المختارة بشكل مناسب. وتطورت الرياضيات بوتيرة بطيئة نسبيا حتى عصر النهضة، عندما أدت الابتكارات الرياضية التي تتفاعل مع الاكتشافات العلمية الجديدة إلى زيادة سريعة في معدل الاكتشافات الرياضية التي استمرت حتى يومنا هذا. تعتبر الرياضيات ضرورية في العديد من المجالات، لما لها من قدرة على وضع نماذج رياضية تمكنها من صياغة سلوك ما أو التنبؤ بسلوك محتمل. من أشهر المجالات التي تستعمل النماذج الرياضية العلوم الطبيعية والهندسة والطب والتمويل والعلوم الاجتماعية. أدت الرياضيات التطبيقية إلى تخصصات رياضية جديدة تماما، مثل الإحصاء ونظرية الألعاب والتحكم الأمثل. يشارك علماء الرياضيات في الرياضيات البحتة دون وضع أي تطبيق على أرض الواقع، ولكن غالبا ما يتم اكتشاف التطبيقات العملية لما بدأ في الأول كرياضيات بحتة. وفقا لاستطلاع أجرته مجموعة خبراء التصنيف الدولية IREG في عام (2013-2014)، جاءت جائزة أبيل التي بدأت عام (2003) والتي تمنحها سنويا الأكاديمية النرويجية للعلوم والآداب في المرتبة الأولى كأكثر جائزة مرموقة في مجال الرياضيات. وجاءت في المرتبة الثانية ميدالية فيلدز التي يرعاها الاتحاد الدولي للرياضيات منذ عام (1936). وفي المرتبة الثالثة جاءت جائزة وولف في الرياضيات التي تمنحها سنويا مؤسسة وولف منذ عام (1978). تعتبر هذه الجوائز من بين أكثر الجوائز شهرة بفضل قيمتها المالية، ويعتبر البعض جائزة أبيل وميدالية فيلدز بمثابة جائزة نوبل في مجال الرياضيات لأن جائزة نوبل لا تمنح في هذا المجال. يمكن اعتبار تاريخ الرياضيات كسلسلة متزايدة من التجريدات. ربما كان التجريد الأول، الذي تشترك فيه العديد من الحيوانات، هو الأعداد: إدراك أن مجموعة من تفاحتين ومجموعة من برتقالتين (على سبيل المثال) تشترك في شيء ما، ألا وهو كمية أعضائها. كما يتضح من الأرقام الموجودة على العظام، بالإضافة إلى إدراك كيفية حساب الأشياء المادية، ربما أدركت شعوب ما قبل التاريخ أيضا كيفية حساب الكميات المجردة، مثل الوقت والأيام والفصول والسنوات. لا تظهر أدلة الرياضيات المعقدة حتى حوالي عام 3000 قبل الميلاد، عندما بدأ البابليون والمصريون في استخدام الحساب والجبر والهندسة لفرض الضرائب والحسابات المالية الأخرى، للبناء والتشييد، وعلم الفلك. أقدم النصوص الرياضية من بلاد ما بين النهرين ومصر هي من 2000-1800 قبل الميلاد. تذكر العديد من النصوص المبكرة أن نظرية فيثاغورس هي التطور الرياضي الأقدم والأكثر انتشارا بعد الحساب والهندسة الأساسية. في الرياضيات البابلية يظهر الحساب الأولي (الجمع والطرح والضرب والقسمة) أولا في السجل الأثري. يمتلك البابليون أيضا نظاما للقيمة الموضعية، واستخدموا نظاما رقميا خاصا بالجنس، ولا يزالون يستخدمون اليوم لقياس الزوايا والوقت. ابتداء من القرن السادس قبل الميلاد مع فيثاغورس، بدأ الإغريق القدماء دراسة منهجية للرياضيات كموضوع في حد ذاته مع الرياضيات اليونانية. حوالي 300 قبل الميلاد، قدم إقليدس الطريقة البديهية التي لا تزال تستخدم في الرياضيات اليوم، والتي تتكون من التعريف، البديهية، النظرية، والإثبات. يعتبر كتابه الأصول الأكثر نجاحا وتأثيرا في كل العصور. غالبا ما يعتبر عالم الرياضيات الأكبر في العصور القديمة أرخميدس (حوالي 287-212 قبل الميلاد). قام بتطوير صيغ لحساب مساحة السطح وحجم المواد الصلبة واستخدم طريقة الاستنفاد لحساب المنطقة تحت قوس القطع المكافئ مع تجميع سلسلة لانهائية، بطريقة لا تختلف كثيرا عن حساب التفاضل والتكامل الحديث. الإنجازات البارزة الأخرى في الرياضيات اليونانية هي أقسام مخروطية (أبلونيوس البرغاوي، القرن الثالث قبل الميلاد)، وعلم المثلثات (أبرخش، القرن الثاني قبل الميلاد)، وبدايات الجبر (ديوفانتوس الإسكندري، القرن الثالث للميلاد). تطور نظام العد الهندي العربي وقواعد استخدام عملياتها، المستخدمة في جميع أنحاء العالم اليوم، على مدار الألفية الأولى الميلادية في الهند وتم نقلها إلى العالم الغربي عبر الرياضيات في العالم الإسلامي. تشمل التطورات الأخرى البارزة في الرياضيات الهندية التعريف الحديث للجيب وجيب التمام، وشكل مبكر من سلسلة لانهائية. كان لعلماء المسلمين في عصر الحضارة الإسلامية فضل كبير في تقدم علم الرياضيات، فقد أثروه وابتكروا فيه وأضافوا إليه وطوروه، استفاد العالم أجمع من الإرث الذي تركوه. في البداية، جمع العلماء المسلمون نتاج علماء الأمم السابقة في حقل الرياضيات، ثم ترجموه، ومنه انطلقوا في الاكتشاف والابتكار والإبداع، ويعد المسلمون أول من اشتغل في علم الجبر وأول من كتب فيه الخوارزمي، وهم الذين أطلقوا عليه اسم «الجبر»، ونتيجة الاهتمام الذي أولوه إليه، فقد كانوا أول من ألف فيه بطريقة علمية منظمة. كما توسعوا في حساب المثلثات وبحوث النسبة التي قسموها إلى ثلاثة أقسام: عددية وهندسية وتأليفية، وحلوا بعض المعادلات الخطية بطريقة حساب الخطأين، والمعادلات التربيعية، وأحلوا الجيوب محل الأوتار، وجاءوا بنظريات أساسية جديدة لحل مثلثات الأضلاع، وربطوا علم الجبر بالأشكال الهندسية، وإليهم يرجع الفضل في وضع علم المثلثات بشكل علمي منظم مستقل عن علم الفلك، ما دفع الكثيرين إلى اعتباره علما عربيا خالصا. ومن الإنجازات البارزة الأخرى في الفترة الإسلامية هي التقدم في علم المثلثات الكروية وإضافة العلامة العشرية إلى نظام الأرقام العربية. كان العديد من علماء الرياضيات البارزين من هذه الفترة من بلاد فارس، مثل الخوارزمي وعمر الخيام وشرف الدين الطوسي. حتى حوالي عام 1700 في أوروبا، كان مصطلح الرياضيات أكثر شيوعا بمعنى «علم التنجيم» (أو في بعض الأحيان «علم الفلك») بدلا من «الرياضيات»؛ لقد تغير المعنى تدريجيا إلى معناه الحالي من حوالي 1500 إلى 1800 للميلاد. خلال الفترة الحديثة المبكرة، بدأت الرياضيات في التطور بوتيرة متسارعة في أوروبا الغربية. تطور حساب التفاضل والتكامل من قبل نيوتن ولايبنز في القرن السابع عشر أحدث ثورة في الرياضيات. كان ليونهارت أويلر عالم الرياضيات الأكثر شهرة في القرن الثامن عشر، حيث ساهم في العديد من النظريات والاكتشافات. ربما كان عالم الرياضيات الأول في القرن التاسع عشر عالم الرياضيات الألماني كارل فريدريش غاوس، الذي قدم مساهمات عديدة في مجالات مثل الجبر والتحليل والهندسة التفاضلية ونظرية المصفوفة ونظرية الأعداد والإحصاء. في أوائل القرن العشرين، قام كورت غودل بتغيير مفهومنا عن الرياضيات من خلال نشر مبرهنات عدم الاكتمال، والتي توضح أن أي نظام بديهي ثابت سوف يحتوي على مقترحات غير قابلة للإثبات. منذ ذلك الحين امتدت الرياضيات إلى حد كبير، وكان هناك تفاعل مثمر بين الرياضيات والعلوم، لما فيه فائدة لكليهما. الاكتشافات الرياضية لا تزال تبذل اليوم. وفقا لميخائيل سيفريوك، في عدد يناير 2006 من نشرة الجمعية الرياضية الأمريكية، «عدد الأوراق والكتب المدرجة في قاعدة بيانات ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الرياضيات
|
19c250cdd16040000b32c4f6c03755ee
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.887958",
"source": "Wikipedia"
}
|
إسحاق شامير
|
إسحاق شامير
|
إسحاق شامير (22 أكتوبر 1915 - 30 يونيو 2012)، سياسي إسرائيلي ورئيس وزراء إسرائيل السابع، تولى منصبه لفترتين (1983-1984، 1986-1992). كان شامير قبل إنشاء دولة إسرائيل زعيما للجماعة الصهيونية المسلحة ليحي، المعروفة أيضا باسم عصابة شتيرن. نشأ يتسحاق شامير في بولندا في فترة ما بين الحربين العالميتين. انضم شامير إلى منظمة بيتار، وهي الجناح شبه العسكري لحزب هاتزهار السياسي الصهيونية التصحيحي بقيادة زئيف جابوتنسكي. في عام 1935، هاجر شامير من بياليستوك إلى فلسطين البريطانية، حيث عمل في مكتب للمحاسبة. انضم شامير إلى جماعة الإرغون شبه العسكرية الصهيونية بقيادة مناحيم بيغن. خلال الحرب العالمية الثانية، انقسمت منظمة الإرغون حول مسألة دعم دول المحور ضد الإمبراطورية البريطانية. سعى أبراهام شتيرن وشامير إلى التحالف مع إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية وشكلا مجموعة ميليشيا انفصالية سميت (ليحي). فشلت ليحي بإقناع قوى المحور بتقديم الدعم لها. بعد اغتيال شتيرن عام 1942، تولى شامير قيادة ليحي. في عام 1944 من شولاميت ليفي، وهي عضو وزميلة له في ليحي. خلال حرب فلسطين عام 1948، ارتكبت منظمة ليحي والإرغون مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني. بعد قيام دولة إسرائيل، خدم شامير في الموساد بين عامي 1955 و1965. أدار شامير عملية ديموقليس واستقال من الموساد بعد أن أمر رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون بإنهاء العملية. في عام 1969 انضم شامير إلى حزب حيروت الذي يتزعمه مناحيم بيغن. انتخب شامير لأول مرة للكنيست عام 1973 كعضو في تحالف أحزاب الليكود، وشغل منصب رئيس الكنيست بعد أن أصبح الليكود أول حكومة إسرائيلية يمينية بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 1977 ضد تحالف رئيس الوزراء شيمون بيريز. عين شامير وزيرا للخارجية من قبل رئيس الوزراء بيغن في عام 1980 وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1986. كان شامير وزيرا للخارجية خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. فاز شامير في انتخابات قيادة حزب حيروت عام 1983 ليخلف بيغن كزعيم للحزب، مما جعله رئيسا للوزراء وزعيما لحزب الليكود. خسر رئيس الوزراء اسحق شامير انتخابات عام 1984 أمام بيريز. ودخل بيريز وشامير في اتفاق ائتلافي كبير حيث أصبح بيريز رئيسا للوزراء بينما بقي شامير وزيرا للخارجية حتى عام 1986، وفي ذلك العام، تبادل بيريز وشمير أدوارهما. بدأت الانتفاضة الأولى في عام 1987 وقاوم شامير حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وحد شامير تحالف الليكود في حزب واحد في عام 1988. واستأنف على مضض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية بناء على طلب من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والتي بلغت ذروتها في مؤتمر مدريد عام 1991. خسر شامير الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 1992 أمام إسحاق رابين وفي عام 1993 حل محله بنيامين نتنياهو كزعيم لليكود. ولد أسحق شامير 15 أكتوبر 1915 وهو يحمل اسم إسحق يزرنيتسكي لأم تدعى بنينا فيرلا لفيت شفزين ولأب يدعي شلومو يزرنيتسكي.ولقد ولد شامير ببلدة روجنوي في ولاية جروديا التابعة للمركز اليهودي بالإمبراطورية الروسية. وقد أصبحت هذه البلدة خلال وقت قصير جزءا من دولة بولندا الجديدة. وقد كان والد شامير رئيس الطائفة اليهودية بهذه البلدة والتي كانت ذات كثافة سكانية يهودية بارزة. وقد انتقلت أسرته خلال فترة طفولته إلى مدينة فولكوفيسكي. وقد بدأ عام 1934 في دراسة الدراسات القضائية في جامعة وارسو وهذا إلى جانب ما قام به من أنشطة حماسية في منظمة بيتار والتي تعني حرفيا ميثاق يوسيف ترومبلدور وهي منظمة شبابية رياضية قائمة الآن في إسرائيل وتحمل اسم ترومبلدور. إلا أن شامير لم يكمل دراسته القضائية نظرا لهجرته إلى فلسطين عام 1935. بعد هجرته قام بالدراسة في بادئ الأمر بكلية الآداب بالجامعة العبرية في القدس. وقد انضم عام 1937 إلى منظمة إتسل (المنظمة العسكرية القومية) ثم أوقف شامير دراسته وعمل كعامل بناء حتى يتمكن من إعانة نفسه ثم موظفا في مكتب روئي حشبون. وقد ظلت أسرة شامير تعيش في بولندا فيما مات والديه وأختيه (رفقا وميريام) وأسرهن في الأحداث النازية. تعد انفصال منظمة ليحي (شتيرن) عن منظمة إتسل (الارجون) عام 1940 ظل شامير في حيرة من أمره لفترة طويلة أيستمر في منظمة ليحاي أم يتركها. ثم أجرى حوارات حتى يتضح الأمر مع دافيد ريزيال ويائير. وفي سبتبمبر 1940 أبلغ شامير جنوده في منظمة إتسل أنه سيظل في المنظمة نظرا لأن الطريق الذي يسلكه يائير محفوف بالمخاطر. إلا أنه في يناير 1941 وعلى ضوء العلاقات الوطيدة بين منظمة إتسل والبريطانيين ترك شامير مننظمة إتسل وانضم إلى ليحي التي تبنى فيها فكرة إطلاق اسم مايكل كولينس على اسم منظمة السرية ميخائيل. وقد قاد كولنس صراعا قوميا ضد الحكم البريطاني في أيرلندا. كذلك بتنى شامير اسم عائلته (شامير) بعد إطلاقه هذا الاسم خلال فترة معينة على المنظمة. بعد أن قام البوليس السري البريطاني بمطاردة شامير، ما كان من شامير إلا أن أطلق لحيته وسالفه وارتدى معطفا وقبعة وأطلق على نفسه الحاخام شامير. في =يسمبر 1941 تم اعتقال شامير في معسكر الاعتقال (مزرعا). وفي سبتمبر 1942 هرب شامير من السجن بصحبة عضو منظمة ليحاي (إلياهو جلعادي). وقد لاذا كلاهما ببيت إليشع الذي أعد لهم مكان للمبيت وقد ساعد إليشع جلعادي في استبدال ملابسه بزي خفير فيما ارتدى شامير ملابس ضابط بولندي. كما ساعدهم أليشع في نقلهم إلى مركز إسرائيل لينضم الاثنان بعد هروبهما من السجن إلى القيادة الجماعية التابعة لمنظمة ليحاي والتي استبدلت قائدها أبراهام شطران (يائير) وخلال قيادة جلعادي للمنظمة بعد تصفية البريطانيين لقائدها السابق بولي سلك جلعادي تصرفات متطرفة فما كان من منظمة ليحاي إلا أن قامت بقتله بأمر من شامير في وقت غير معلوم من عام 1943 وذلك على ضوء اختلاف في الرأي الذي نشب بين جلعادي وباقي قادة المنظمة. بعد مقتل جلعادي وهروب عشرين معتقلا تابعا لمنظمة ليحاي من معسكر الاعتقال تكونت قيادة ثلاثير للمنظمة هم شامير ويسرائيل ألداد وفاتان يالين. وحينما قاد شامير عمليات تكتيكية اعتقل على أسرها حمل يالين مسؤولية شامير عن هذه العمليات. في عام 1944 تزوج شامير من سارة ليبي التي التقى بها خلال فترة الاعتقال في معسكر مزراعا. وقد هاجرت سارة إلى إسرائيل عام 1941 قادمة من بولغاريا كما قامت السلطات البريطانية بإلقاء القبض عليها لكونها مهاجرة غير شرعية. ونظرا لكون شامير عضوا في قيادة منظمة ليحاي فإنه كان مسؤولا عن عمليات مختلفة كان أبرزها عام 1944 في محاولته اغتيال المندوب السامي اللورد مكمايكل. وقتل اللورد موين في مصر. في التاسع والعشرين من يوليو 1946 تم اعتقال شامير وأرساله إلى معسكر الاعتقال في إريتريا. قد هرب شامير وعدد من المعتقلين التابعين لمنظمتا إتسل وليحي ووصلوا إلى باريس عبر دولة جيبوتي. في 20 مايو 1948 عاد شامير إلى إسرائيل بعد أيام قليلة من إعلان قيام الدولة العبرية. في السابع عشر من سبتمبر 1948 ظهر اسم شامير ليتهم في مقتل الحاكم السويدي فولكا برنؤوط وستيط مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة. وقد اعتقد الكثيرون أن شامير متورط في قتل فولكا. وعلى الرغم من صدور أمر باعتقال شامير إلا أنه لم يعتقل ولم تتهمه المحكمة بهذه الجريمة على عكس عدد كبير من أعضاء منظمة ليحاي الذين اعتقلوا على خلفية هذه الجريمة. وفي استجوابه حول تورطه في مقتل الحاكم السويدي اكتفى شامير بالإشادة بمن اتخذ قرار تنفيذ مثل هذه العملية كما أكد عدم معارضته لهذه العملية. انضم شامير إلى حزب المقاتلين بعد إقامة إسرائيل وقد ضم هذا الحزب عددا كبيرا من أعضاء منظمة ميحاي وعمل شامير كأمين عام لمقر الحزب في تل أبيب. في مقابل ذلك عمل شامير في أعمال مختلفة من بينها إدارة مكتب شركة اقتصادية في تل أبيب وشبكة أدوار السينما في منظمة رمات جن. وفي عام 1952 1953 نجح شامير وعدد من أعضاء منظمة ليحاي من بينهم ناتان يلين مور وشلومو بن شلومو في تأسيس شركة مقاولات لتمهيد الطرق. وفي عام 1955 نجح شامير في العمل بالموساد ووظائف خاصة أخرى. وقد ساعده في ذلك إيسار هارئيل. وقد تدرج شامير حتى وصل إلى مسؤول رفيع المستوى في هذه الوظائف. وقد كان حزب مباي في هذا الوقت هو الحزب الحاكم في إسرائيل ولم يسمح هذا الحزب بانضمام أعضاء ذوي آراء سياسية تعارض آراء الحزب فلم يسمح الحزب لأي عضو يخالفه في الفكر من تقلد مناصب حكومية رفيعة المستوى إلا أن هناك وظائف استثنائية وهي تلك الوظائف التي كانت تقع تحت قيادة هارئيل مثل مصلحة الأمن العام (الشاباك) والموساد. وقد عمل شامير في وظائف تكتيكية كما أنه أسس وترأس وحدة (الخليج) ووحدة الاغتيالات في الموساد. ومن بين عمليات الاغتيال التي قام بها هي محاولة الاعتداء على علماء ألمانيين كانوا يقومون بتطوير أسلحة حديثة في مصر. في عام 1965 اعتزل شامير العمل في الموساد واتجه إلى العمل الخاص حيث أدار لعدة سنوات مصنع للمطاط في قرية تسبا. في مارس 1970 انضم شامير لحركة الحرية بعد أن عرض عليه تولي منصب رئيس القسم التنظيمي للحركة. وقد طالب شامير لسعي الحكومة على إيفاد مهاجرين جدد من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل حيث أكد على أهمية مثل هذه الخطوة كوسيلة لحل مشكلة النقص السكاني الذي تعاني إسرائيل من ويلاته.ومع تولي شامير هذا المنصب اهتم بمجال التعليم السثياسي وقراءة كتب كثيرة عن الأنظمة البرلمانية في مختلف أنحاء العالم. وقد بذل قصارى جهده في تطوير الفروع المحلية لحركة الحرية الأمر الذي أدى إلى الربط بين مركز حركة الحرية وفروعها المختلفة في إسرائيل. وقد عمل شامير على زيادة أعضاء المركز وذلك فمن خلال توقية سياسيين محليين نجحوا في فروعهم المختلفة للحركة وانتخابات المجالس المحلية الأمر الذي أدى إلى ترقيتهم للعمل في المقر الرئيس للحركة والذي كان يعد مركزا عاما على المستوى القطري لإسرائيل. وكان من بين هؤلا الناشطين ناشطون ينتمون إلى طوائف شرقية. في انتخابات الكنيسيت الثامنة التي إجريت في نهاية عام 1974 تم انتخاب شامير للكنيسيت عن حركة الحرية والتي تعد حركة فرعية تندرج تحت قائمة حزب الليكود. وقد كان شامير في هذه الدورة عضوا في اللجنة الخارجية والأمن ولجنة رقابة الدولة. فيء عام 1975 تم انتخاب شامير كرئيس لحركة الحرية وهو المنصب الذي ظل شامير يتقلده لسنوات عدة. في مارس 1977 قاد شامير حركة الحرية لتصبح الحركة الأولى في تبني خطة عامة تقوم على اختيار النواب المترشحين على معاعد الكنيسيت من بين أعضاء المركز الرئيسي للحركة. وقد قام شامير بهذه التغييرات وسط معارضة قائد الحركة مناحم بيجن حيث استغل شامير غياب بيجن عن المشهد اسياسي بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة فما كان من بيجن إلا وقد حرمه من تولي منصب وزير في حكومته. بعد التحولات السياسية التي شهدتها إسرائيل عام 1977 تم انتخاب شامير كرئيس للكنيسيت. وقد كان شامير هو أول شخص يتولى هذا المنصب عن حزب الليكود. في الوقت الذي كان سياسيون ينهون مسيرتهم السياسية بتقلد هذا المنصب نظرا لكون هذا المنصب يعد المحطة الأخيرة والمشرفة لأي سياسي في العمل السياسي. وقد كان من المنطقي أن يتولى شامير هذا المنصب حيث أنه تقلد رئاسة الكنيسيت وهو يبلغ من لعمر 62. وقد ترأس شامير الكنيسيت في عدة جلسات هامة وشائكة على مدار تاريخ الكنيسيت. وذلك على سبيل المثال ترأسه للكنيسيت خلال خطاب الرئيس المصري محمد أنور السادات الذي ألقاه أما الكنيسيت عام 1977. كما أشرف شامير على التصويت على اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978. وقد كان شامير من مؤيدي فكرة إسرائيل المتكاملة الأمر الذي جعله لا يوافق على اتفاقية السلام المبرمة مع مصر والتي نصت على انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء ولهذا متنع شامير عن التصويت على هذه الاتفاقية. في أكتوبر 1979 تنحى موشيه ديان عن منصب وزير الخارجية وفي بداية الأمر تم عرض هذه الوزراة على رئيس الحكومة يجأل يادين والذي رفض تولي هذا المنصب. وتولى مناحم بيجن وزارة الخارجية لمدة خمسة أشهر وبعد ذلك تولى شامير هذا المنصب في مارس 1988 تزامنا مع انتهاء منصبه كرئيس للكنيسيت ليأتي محله أسحق برمان. وقد استمر شامير في منصب وزير الخارجية بعد انتخابات الكنيسيت العاشرة في عام 1981 والتي فاز فيها حزب الليكود للمرة الثانية وقام مناحم بيجن حكومته الجديدة. خلال فترة تولي شامير منصب وزير الخارجية برت إسررائيل بالتزاماتها الإقليمية المنصوص عليها في معاهدة السلام المقامة مع مصر بما في ذلك الانسحاب من سيناء وأخلاء المستوطنات. في 28 أغسطس 1983 وخلال اجتماع الحكومة أعلن مناحم بيجين وبصورة مفاجئة عن عدم قدرته الاستمرار في منصب رئيس الحكومة. وقد كان شامير ودافيد ليفين هما أبرز المرشحين لهذا المنصب، وقال ليفين لبيجين (هناك شخص أهل بأن يحل محلك) قاصدا بذلك نفسه. وقد حاول شامير أن يجري مفاوضات مع ليفي واقترح عليه تولي منصب نائب رئيس الحكومة بالإضافة الي الحصول علي صلاحيات واسعة إلا أن ليفي لم يوافق واعلن عن رغبته في المنافسة علي منصب رئيس الحزب ومنصب رئيس الحكومة عن حزب الليكود. وقد حظي شامير في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود علي 59 % من الأصوات وعليه فقام الرئيس الإسرائيلي آنذاك، حاييم هرتسوج، بتكليف شامير بتشكيل الحكومة الجديدة، وفي العاشر من أكتوبر 1983 تولي شامير رئاسة الحكومة السابعة في الدولة العبرية مع احتفاظ شامير بحقيبة الخارجية والتي تولاها خلال فترة تولي بيجين رئاسة الحكومة. وقد تولي شامير منصبه في وقت كانت تعاني فيه إسرائيل من أزمة أمنية واقتصادية واجتماعية كبيرة، وقد جاءت حالة الانكماش الاقتصادي، الذي سيطر علي إسرائيل في تلك الفترة، كنتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية بإلاضافة إلي سياسات وزير المالية، يورام اريدوم. أما من الناحية العسكرية فقد كان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت محتلا لأجزاء من لبنان وذلك بعد انسحابه من جبال الشوف في مطلع شهر سبتمبر من عام 1983 . وقد سادت حالة من الاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي علي خلفية حرب لبنان. كانت الجهود الأولي لشامير كرئيس للحكومة تتبلور في دوره الكبير في رفع قيمة الشيكيل الإسرائيلي بارتفاع بلغ 23% . وقد كان لارتفاع قيمة الشيكيل أبلغ الأثر في ضبط مؤشرات أسهم جميع البنوك الإسرائيلية. وفي الثالث عشر من أكتوبر لعام 1983 كشف وزير المالية، يورام أريدار، عن تبنيه لخطة تهدف لجعل الدولار هو العملة القانونية المعمول بها في إسرائيل، فما إن تم الكشف عن هذه الخطة قبل موعدها اضطر يورام إلي الاستقالة من منصبه ليشغل يحئال كوهين أورجاد حقيبة المالية. مع استمرار تعقد موقف اجيش الاسرائيلى وقعت في الرابع من نوفمبر 1983 كارثة صور النازية واتى قام فيها افراد المقاومة بهجوم انتحارى على مبنى الإدارة في صور وقد قتل في هذا الحادث نحو ستين شخصا من بينهم 28 من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلى وشرطة حرس الحدود وفي حادث مشابه في 23 أكتوبر انفجرت شاحنة داخل قيادة سلاح المشاة البحرية الأمريكية في بيروت وقد نجم عن هذا الهجوم مقتل 150 جندي أمريكي الأمر الذي ادى إلى انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية في لبنان. قد اسفرت المعارضة الإسرائيلية داخل المجتمع الاسرائيلى لوجود الجيش الاسرائيلى في لبنان فهم يرون ان المواطنون الإسرائيلين يدفعون ثمنا يوميا من نزيف الدم وقد تم استبدال نحو 4700 اسير امنى فلسطيني مقابل 6 جنود إسرائيلين لحركة ناحل (الشبيبة الطلائعية المحاربة) الذين قامت منظمة التحرير الفلسطينية باسرهم في أبريل 1984 وكشف الشباك (مصلحة الأمن العام) عن ان الحركة اليهودية تطورت في عمليات قامت بتنفيذها في الثمانينات وهي اغتيال رئساء المدن الفلسطينية واطلاق النيران على الكلية الإسلامية في الخليل ومحاولة تفجير حافلات تقل عرب من شرق القدس. على الرغم من ان الكثيرين قد توقعوا حدوث نجاح كبير لحزب الليكود، الذي يترأسه شيمعون بيريس، في انتخابات الكنيسيت الإحدى عشرة فقد نجح شامير في تقليص الفجوة المتوقعة لحزب الليكود في الانتخابات من 48 مقعد في الكنيسيت إلى 41 مقعد في الكنيسيت الأمر الذي أدى إلى عدم نجاح بيريس في إقامة حكومة يسار مستقلة وعليه فتحتم على بيريس ضم أحزاب دينية إلى الحكومة وبعد اتصالات مكثفة وبعد أن كلف الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتسوج شيمعون بيريس بتشكيل الحكومة إلا أن بيريس فشل في ذلك مما جعل حاييم هرتسوج وفي خطوة غير مسبوقه بتشكيل الحكومة من أحزاب مختلفة لينجح في التوصل إلى اتفاق على تسوية تقتضي بشغل بيريس لمدة سنتين منصب رئيس الحكومة ونفس المدة يشغلها شامير كرئيس أيضا للحكومة. واجه الحكومة الجديدة تحديان رئيسان إلا أن في نهاية الأمر تحققت الأهداف المرجوة لمواجهه هذه التحديات ويتلخص التحديان في التحدي الأمني حيث يتم العمل على القضاء على التضخم الاقتصادي وتدعيم السوق التجارى والعمل على خروج الجيش الإسرائيلي في لبنان. قد أثرت خطة الدعم الاقتصادي لعام 1985 إلى وقوع التضخم الاقتصادي الذي مثل خطر فعليا على السوق الإسرائيلي وهدد استقرار الدولة العبرية وقد ظلت العلاقات متوترة بين قيادات حزب الليكود مرورا إلى وصف شامير لمؤيدي دافيد ليفي بأنهم زمرة من المجرمين. ولكن في نوفمبر وقع تصالح بين شامير وليفى ولكن كان صلحا ظاهريا وظل التوترات بين شامير وليفي تنخر في حزب الليكود حتى ألقى ليفي (خطاب القرود) عام 1992 الذي زعم فيه أن شامير ومؤيديه يرونه (بأنه قرد أبله) هبط من فوق الأشجار (أي أفل نجمه) على الرغم من دعوة الكثيرين لبيريس بألا يتخلى عن منصبه وبعد عدة أيام سادت حالة من التوترات والتي صاحبها أزمات ائتلافية وإعلانات متناقضة وفى شيمعون بيريس بوعده وتخلى عن منصبه كرئيس للوزراء في 20 أكتوبر 1986 على أن يتولى وزارة الخارجية في حكومية شامير. في حادث خطير يطلق عليه (ليلة الطاشرات الشراعية) توغل أحد رجال المقاومة والذي كان يستفل طائرة شراعية إلى قاعدة للجيش الاسرائيلى بجوار كريات شمونيه وقتل في هذا الحادث 6 جنود إسرائيلين في نوفمبر 1987 فما أن مرت أيام معدودة ووقعت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في الأراضي المحتلة. وقد مثلت الانتفاضة عاملا مفاجئا على المستوى العسكري والسياسي في إسرائيل مما جعل شاميرو وزير الدفاع اسحاق رابين باتخاذ اجراءت عديدة في محاولة منهم لوقف الانتفاضة وقد استشهد عشرات الفلسطينيين في الشهر الأول في الانتفاضة وقد أظهرت صور تلفزيونية لجنود إسرائيلين مسلحين يعتدون بالضرب على أطفال ونساء وأسرى فلسطينيين. وقد وقعت احتجاجات عارمة تندد بالعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. في الأول من نوفمبر 1988 اجريت انتخابات الكنيسيت الثانية عشر وقد نجح حزب الليكود والأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة باغلبية بنحو 65 مقعد الا ان شامير واجه صعوبات عدة في تشكيل الحكومات، فقد قدم الحريديم مطالبات متطرفة فوجد شامير الحل لهذا الأمر في اقامة حكومة وحدة قومية مما ادى إلى تكوين هذه الحكومة تحت قيادته وتقلد بيريس في هذه الحكومة منصب وزير المالية واسحاق رابين احتفظ بمنصبه كوزير للدفاع. استمرت الحكومة الجديدة في حالة التعنت السياسي الذي اتسمت به الحكومة السابقة ولكن زاد تعنت هذه الحكومة عن سابقتها فانضم إلى الحكومة حركت الاحياء الدينية المتطرقة فتقلد يوفال نئمال وزارة الطاقة والبنية التحتية وجاءول كهن مهمة نائب وزير العلوم والتكنولوجيا بالإضافة إلى انظمام حزب تسوميت الدينى حيث تولى رافائل ايتان حقيبة الزراعة وانضم حزب موليدت إلى الحكومة عام 1991 حيث تولى رحب عام زائفى منصب وزير الدولة الا ان حدثت احداث مفاجئة اسفرت عن تحول كلى في الحكومة وفي اعسطس 1990 احتلت العراق بقيادة صدام حسين الكويت لتدق طبول حرب الخليج. وفي هذه الحكومة تولى شامير وزراة الدفاع والمالية لثلاثة أشهر حتى تولى الحليف السياسى لشامير موشيه ديان كرئيس لوزارة الدفاع ويستحاق مودعى لوزارة المالية. استمرت الانتفاضة الأولى الفلسطينية حيث قام رجال المقاومة الفلسطينية التابعين لحركة حماس باختطاف وقتل العريف ايلان سعدون في 3 مايو 1989 وفي 14 مايو1989 قررت الحكومة الإسرائيلية إجراء انتخابات محلية في يهودا والسامرة الا انه لم يتم تنفيذ القرار. وفي السادس من يوليو 1989قام أحد افراد المقاومة بتدمير اتوبيس اجاد مما اسفر مقتل 16 إسرائيليا. انضم ائتلاف من الدول العربية إلى القوات الأمريكية التي احتشدت في الشرق الأوسط في عملية (حامى الصحراء) والتي تم إعادة تسميتها باسم عملية (عاصفة الصحراء) وقد شاركت السعودية ومصر وسوريا ودول أخرى في هذه العملية. وقد كان امام صدام حسين خيار وحيد حتى يستطيع مواجهه القوة العسكرية التي احتشدت ضده وكان هذا الخيار يتمثل في احداث انقسام داخل الائتلاف وذلك من خلال اقامة علاقات قوية مع إسرائيل على الرغم من ان إسرائيل على علاقة وطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي جعل دولة كبيرة كسوريا تحجم عن المشاركة في هذا الائتلاف وقد حاولت إسرائيل اسقاط صدام حسين ووضح ذلك حينما وقع هجوم عراقي على اراضيها بالصواريخ ولم تقوم إسرائيل للمرة الأولى بالرد على هذا الهجوم. تولى شامير رئاسة الحكومة لمدة سبع سنوات منفصلة بما يعني أنه أقصر رؤساء الحكومة تقلدا لهذا المنصب في الدولة العبرية فيما عدا دافيد بن جورين وبنيامين نتانياهو. ولم يكن شامير شخصية كريزماتية مثل شخصيات عامة أخرى مثل ابراهام شطران ومناحم بيجن الذين جاء محلهم شامير فلم يكن لديه قدره بلاغية تثير حماسة الجماهير المحيطين به وقد كان شامير متزوجا من شلوميت حتى وافته المنية في 2011 وكان أبا لاثنين يائير وابراهام شامير وقد سمى مدرسة ابتدائية حكومية في مدينة حولون على اسمه ومن كتبه القول الفصل الصادر عام 1994 باللغة العبرية كما صدر طبعه أخرى بالإنكليزية لهذا الكتاب، كتاب خطابات إلى شلوميت الصادر عام 2001 وهي خطبات كتبها لزوجته خلال فترة اعتقاله في اريتريا.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إسحاق شامير
|
a68247b955be51054bdd81aac565cf21
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.909786",
"source": "Wikipedia"
}
|
شمعون بيريز
|
شمعون بيريز
|
بنيامين نتانياهو شمعون بيرس ؛ ولد في 2 أغسطس 1923 وتوفي في 28 سبتمبر 2016، سياسي إسرائيلي، شغل منصب رئيس الدولة (وهو منصب فخري في إسرائيل) من 15 يوليو 2007 وحتى 24 يوليو 2014، كما تولى رئاسة وزراء إسرائيل مرتين، الفترة الأولى من عام 1984 إلى 1986، والثانية لسبعة أشهر بين 1995 إلى 1996 بعد اغتيال إسحق رابين. انخرط مبكرا في الشأن العسكري، فكان مسؤولا في منظمة الهاجاناه الصهيونية المسلحة عن الموارد البشرية وشراء العتاد - وهو الدور الذي استمر بلعبه في مناصب لاحقة-، وعمل مع دافيد بن غوريون وليفي أشكول من أهم الزعامات الصهيونية في فلسطين الانتدابية، وبعد تأسيس دولة إسرائيل عين مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية وعمره 29 عاما، فاهتم بتقوية العلاقات العسكرية مع فرنسا، فنسق بيريس التعاون العسكري مع فرنسا للسيطرة على قناة السويس التي كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر قد أممها آنذاك فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956، كما سير العلاقة مع الحكومة الفرنسية مؤسسا للبرنامج النووي الإسرائيلي في ديمونة وصناعات الفضاء الإسرائيلية والعمل من أجل تجنيد الاموال اللازمة لتحقيق هذه المشاريع. لعب بيريس دورا محوريا في الحياة السياسية الإسرائيلية، فشارك بتأسيس مجموعة من الأحزاب وكان رئيسا لحزب العمل لأطول مدة؛ 15 عاما من 1977 حتى 1992. وكان عضوا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) لمدة 5 عقود، متقلدا عدة وزارات ومناصب عليا في الدولة، كما أنه أحد مهندسي المفاوضات مع الفلسطينيين ومع الأردن. ولد في فيشنيفا في بولندا (أو روسيا البيضاء حسب الحدود الدولية الحالية) باسم شمعون بيرسكي . كان أبوه تاجر أخشاب مقتدر أما أمه فكانت أمينة مكتبة ومعلمة للغة الروسية. هاجرت عائلته إلى فلسطين الإنتدابية في عام 1934 واستقرت في مدينة تل أبيب التي أصبحت في تلك الأيام مركزا لمجتمع المهاجرين الحركة الصهيونية اليهود. تعلم بيرس في مدرسة «غيئولا» في تل أبيب ثم واصل دراساته في المدرسة الزراعية بن شيمن قرب مدينة اللد حيث انضم إلى حركة الشبيبة العاملة. ثم ساهم في إقامة القرية الاستيطانية (كيبوتس) «ألوموت» الواقع بين مرج بيسان وبحيرة طبريا عام 1940. وسرعان ما تقدم في حركة الشبيبة العاملة وأصبح أحد أمنائها. ومنذ العام 1943 أصبح مندوب حزب مباي في هذه الحركة، وقاد صراعا داخليا بين حركات أفرز غلبة مباي. في 1947 انضم إلى قيادة الهجاناه وكان مسؤولا عن شراء العتاد والموارد البشرية. في ذلك الحين عمل مع دافيد بن غوريون وليفي أشكول من أهم السياسيين الإسرائيليين واللذان أصبحا من كبار زعماء دولة إسرائيل بعد تأسيسها في مايو 1948، فانضم بيرس إلى مجموعة أنصار بن غوريون حيث يعتبره بيرس حتى اليوم راعيه السياسي. في عام 1945 تزوج شمعون بيرتس من صديقته سونيا لفيت جلامن، التي تعرف عليها خلال دراسته في بن شيمن. أسسوا عائلتهم في كيبوتس الوموت. ولد للزوجين ثلاثة أولاد: تسفيا فالدن، يونتان بيريز، ونحاميا بيرس مهندس، كما أنه جد لثمانية أحفاد وأبو جد لثلاثة. شرع بيريس بتعميق نشاطه العام عشية حرب 1948 فبعد أن كلف بعدد من المهام في الهاغاناه وبعد إعلان قيام إسرائيل عين لفترة وجيزة رئيسا لخدمات سلاح البحرية، ومن ثم عين رئيسا لبعثة إسرائيل الديبلوماسية في الولايات المتحدة الأميركية عام 1949. وعينه ديفيد بن غوريون قائما بأعمال مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية العام 1952، ثم مديرا عاما للوزارة في 1953 حتى العام 1959. كان بيريس من المقربين إلى بن غوريون وموشي ديان الذي شغل منصب رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي، فتولى بيريس منصب مدير قسم المشتريات في الجيش، واهتم بتقوية العلاقات العسكرية مع فرنسا، رغم عدم رضى وزيرة الخارجية غولدا مائير عن هذا العمل. أظهر بيريس اهتماما بتعميق العلاقات مع فرنسا في مجالات تطوير الصناعات العسكرية والأبحاث المتعلقة بالجيش والعمل من أجل تجنيد الأموال اللازمة لتحقيق هذه المشاريع. ونجح بيرس نجاحا باهرا في الحصول على الطائرات المقاتلة ميراج 3، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي (مفاعل ديمونة) من الحكومة الفرنسية. كذلك نظم بيرس التعاون العسكري مع فرنسا الذي أدى إلى الهجوم على مصر في أكتوبر 1956 ضمن العدوان الثلاثي. خلال توليه منصب وزير الدفاع اهتم بيريس بتقوية الحركة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967. ورشح نفسه من جديد لمنصب رئيس الحكومة في الانتخابات الداخلية العام 1977 لحزب العمل، إلا أنه خسر للمرة الثانية أمام منافسه رابين. ولكنه أصبح زعيما لحزب العمل خلال العام نفسه عندما أعلن رابين عن انسحابه من ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة، ودخل الكنيست التاسعة في المكان الأول لقائمة حزبه، وبدأ بإعادة تصحيح مؤسسات حزبه إثر الهزيمة الساحقة التي تعرض لها حزب العمل في انتخابات الكنيست لصالح حزب الليكود بقيادة مناحيم بيغن. ونجح بيريس من التغلب على رابين في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل استعدادا لإنتخابات الكنيست العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة. وتولى حكومة الوحدة الوطنية بين 1984 1986 وشاغلا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير خارجيتها بين 1986 1988، وذلك على أساس التناوب بين حزبي العمل والليكود بزعامة إسحق شامير. منذ العام 1954، وبصفته قائدا عاما في وزارة الدفاع، شارك بيريز في التخطيط لحرب السويس لعام 1956، متعاونا مع فرنسا وبريطانيا. أرسل بيريز من قبل ديفيد بن غوريون إلى باريس حيث عقد اجتماعات سرية مع الحكومة الفرنسية. وكان بيريز أحد المشاركين الرئيسيين في مفاوضات الاتفاق الإسرائيلي الفرنسي لشن هجوم عسكري. وفي نوفمبر من عام 1954، قام بيريز بزيارة لباريس حيث استقبله وزير الدفاع الفرنسي ماري بيير كونيغ الذي أخبره أن فرنسا ستبيع لإسرائيل أي أسلحة ترغب إسرائيل بشرائها. وفي أوائل العام 1955، كانت فرنسا تشحن كميات ضخمة من الأسلحة إلى إسرائيل. وفي أبريل 1956، في أعقاب زيارة أخرى قام بها بيريز إلى فرنسا، وافقت فرنسا على عدم الأخذ بالإعلان الثلاثي لعام 1950 وتزويد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة. خلال الزيارة نفسها، أعلم بيريز الفرنسيين أن إسرائيل قد اتخذت قرار الحرب ضد مصر في عام 1956. وطوال الخمسينيات من القرن العشرين، نمت علاقة متقاربة بشكل استثنائي بين فرنسا وإسرائيل اتسمت بتعاون غير مسبوق في مجالي الدفاع والدبلوماسية. وكمكافئة على عمله كمهندس لتلك العلاقة، منح بيريز بصفته قائدا وسام جوقة الشرف الذي يعتبر أرفع وسام فرنسي. في بلدية سيفر، شارك بيريز في التخطيط إلى جانب موريس بورغ ماونوري وكريستيان بينياو وقائد أركان القوات الفرنسية المسلحة الجنرال موريس شال، ووزير الخارجية البريطاني سيلوين لويد ومساعده السير باتريك ديان. حشدت بريطانيا وفرنسا الدعم لإسرائيل لتشكيل تحالف ضد مصر. اتفقت الأطراف على شن إسرائيل لغزو ضد سيناء. ومن ثم ستتدخل فرنسا وبريطانيا زاعمتين بأنهما ستفصلان بين القوات المصرية والإسرائيلية المتحاربة وأنهما ستطلبان من الطرفين الانسحاب إلى مسافة 16 كيلومترا عن جانبي القناة. ومن ثم ستحاجج فرنسا وبريطانيا، وفقا للخطة، بأن سيطرة مصر على طريق بهذه الأهمية كانت شديدة الضعف وأنه يتعين وضعها تحت إدارة أنغلو فرنسية. في البداية وصف رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن الاتفاق في سيفر بأنه «أرفع أشكال الحنكة السياسية». ونجح الحلفاء الثلاثة، ولا سيما إسرائيل، بشكل رئيسي في تحقيق أهدافهم العسكرية المباشرة. إلا أن رد الفعل شديد العدائية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي إزاء أزمة السويس أرغم تلك القوى على الانسحاب، الأمر الذي أفضى إلى إخفاق الأهداف السياسية والاستراتيجية لكل من فرنسا وبريطانيا في السيطرة على قناة السويس. كان بيريز عضوا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) لخمسة عقود، فكان قد انتخب عضوا في دورات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الرابعة والخامسة من قبل حزب مباي، وأشغل منذ 1959 منصب نائب لوزير الدفاع بن غوريون ثم ليفي أشكول. ولقد قام عمليا بإدارة هذه الوزارة بنفسه ما أدى إلى اصطدامه مع رئيس الاركان حاييم ليسكوف ورئيس الموساد ايسار هرئيل. ألزمه ليفي أشكول بالاستقالة من منصبه فانضم إلى صفوف بن غوريون العام 1965م ليؤسس حزب رافي الذي تزعمه بن غوريون واشتغل بيريس بتنظيم الحزب، فدخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) السادس ممثلا هذا الحزب. قام عشية حرب 1967 بالسعي من أجل تعيين موشي ديان وزيرا للدفاع في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها اشكول. ثم عاد للعمل على توحيد الحزبين عام 1968 تحت اسم حزب العمل الإسرائيلي، وتولى منصب السكرتير الثاني لهذا الحزب بين 1968 و1969 وأصبح لاحقا زعيما له عام 1977. بعد انتخابات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) السابعة انضم إلى الحكومة كوزير بدون وزارة، انما مسؤولا عن شؤون المهاجرين الجدد. ثم عين وزيرا للمواصلات بين 1970 و1974. ثم وزيرا للإعلام في دورة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الثامنة. ولما قررت غولدا مئير الاستقالة من رئاسة الحكومة رشح نفسه لرئاسة الحكومة منافسا اسحق رابين ونجح في الحصول على 46% من أصوات الناخبين في حزب العمل. عينه رابين وزيرا للدفاع في حكومته بناءا على اتفاق مسبق بينهما. بين عامي 1984 و1988، شكل حكومة وحدة وطنية على أساس التناوب بين حزبي العمل والليكود بزعامة إسحق شامير، متوليا منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 1984 و1986 ثم متبادلا دور رئاسة الحكومة مع إسحق شامير ليشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الفترة بين 1986 و1988. وفي أثناء فترة رئاسته قام سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ غارة على ضاحية حمام الشط في العاصمة التونسية، مستهدفة مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية فيما عرف باسم عملية الساق الخشبية. شغل بين عامي 1988 و1990 منصب وزير المالية. قاد المعارضة داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على رأس حزب العمل في الفترة بين عامي 1990 و1992، وبعد عودة حزب العمل للحكم عقب انتخابات 1992 عين بيريز مجددا وزيرا للخارجية. فشرع في مفاوضات تمخضت عن توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 1993، تقاسم بعدها جائزة نوبل للسلام مع رابين وياسر عرفات. وفي أكتوبر 1994 وقع معاهدة السلام مع الأردن. تفوق إسحق رابين على بيريس في زعامة حزب العمل الذي شكل الحكومة عام 1992 قام رابين بتشكيل الحكومة الجديدة فعين بيريس وزيرا للخارجية، فنظم اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية ومفاوضات أفضت إلى اتفاقيات اوسلو منح على إثرها هو ورابين وعرفات جائزة نوبل للسلام لعام 1994، وفي 4 نوفمبر 1995 تم اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين على خلفية إتفاقية السلام على يد يغال عامير، وهو يهودي متطرف، فتولى بيريس رئاسة الوزراء بالنيابة وأمسك بوزارة الدفاع، وفي في 11 أبريل 1996 أمر بعدوان عسكري شامل ضد لبنان سمي عملية عناقيد الغضب في محاولة للقضاء على المقاومة، قصف فيه مدن لبنان بما فيها العاصمة بيروت، الأمر الذي وصل ذروته يوم ال 18 من الشهر نفسه حين لجأ مئات اللبنانيين لمركز تابع لللأمم المتحدة في بلدة قانا هربا من القصف الإسرائيلي الذي ما لبث أن إستهدف المركز، وكانت حصيلته حوالي 250 قتيلا وجريحا مدنيا أكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن فيما عرف بمجزرة قانا. شغل بيريز منصب وزير التعاون الإقليمي بين يوليو 1999م حتى مارس 2001م، ثم عين وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء أرئيل شارون إلى أن استقال في أكتوبر 2002. عاد إلى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في يناير 2005، إلا أنه غادر حزب العمل في نفس العام بعد خسارته الانتخابات الداخلية أمام عمير بيرتز، والتحق بحزب كاديما. في أكتوبر 2007م انتخب رئيسا لإسرائيل حتى يونيو 2014 حيث خلفه رؤوفين ريفلين من حزب الليكود. تعرض بيريز في يناير 2016 لوعكتين في القلب في غضون عشرة أيام ونقل إلى المستشفى في المرتين. في 13 سبتمبر 2016، نقل إلى مستشفى تل هاشومير، قرب تل أبيب، إثر تعرضه لجلطة في الدماغ. وصفت حالته الصحية لاحقا بالمستقرة وبأنه لم يفقد الوعي. وفي 27 سبتمبر 2016 طرأ تدهور جديد على حالته، كما تم استدعاء أفراد عائلته إلى المستشفى من أجل توديعه وإلقاء النظرة الأخيرة. وتوفي في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 28 سبتمبر 2016 في تمام الساعة 3:40 صباحا بتوقيت مدينة القدس في مركز شيبا الطبي في تل ابيب. تمت مراسم دفنه في يوم الجمعة 30 سبتمبر 2016م، حيث شارك في الجنازة 90 وفدا من 70 دولة في العالم بينهم 20 رئيسا، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وشارك أيضا 11 رئيس وزراء 20 وزير خارجية، ووصل رؤساء سابقون على رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وكذلك رؤساء وزراء سابقين بينهم توني بلير. كانت المشاركة العربية في الجنازة محدودة نوعا ما، حيث اقتصرت على ممثلين عن 6 دول عربية، فقد شارك في مراسم الدفن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد قيادي فلسطين رفيع، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ومن سلطنة عمان السفير خميس الفارس، ومن البحرين مبعوث وزارة الخارجية، ومن المغرب مستشار الملك المغربي، ومن الأردن نائب رئيس الوزراء جواد العناني، ورفض النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي وعلى رأسهم النائب أيمن عودة المشاركة في الجنازة. حصل بيريز على جائزة نوبل للسلام عام 1994 واقتسم الجائزة مع كل من ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، عقب اتفاقية أوسلو التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993. في 18 نوفمبر 2008 حاز على الدكتوراة الفخرية في القانون من كلية كينجز لندن. وفي 20 نوفمبر 2008، منح وسام القديس ميخائيل والقديس جرجس برتبة فارس من قبل الملكة البريطانية اليزابيث الثانية في حفل أقيم في قصر بكنغهام في لندن. كما أنه حاصل على أعلى وسامي شرف مدنيين يمنحان من قبل الولايات المتحدة، وسام الحرية الرئاسي الذي منحه إياه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 13 يونيو 2012، وميدالية الكونغرس الذهبية التي حصل عليها عام 2014. لدى بيريز اهتمام خاص بالإلكترونيات الدقيقة. وأسس في عام 1997 «مركز بيرس للسلام». لشمعون بيريز مجموعة من المؤلفات، أبرزها الشرق الأوسط الجديد والذي ترجم لأكثر من ثلاثين لغة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شمعون بيريز
|
56a34af43e4af1ab0e582d29a9366d60
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.913693",
"source": "Wikipedia"
}
|
الكندي
|
الكندي
|
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (185- 256 / 801- 873 ) عالم عربي مسلم، برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق الذي كان يعرف بعلم الكلام. يعرف عند الغرب باسم ، ويعد الكندي أول الفلاسفة المشائين المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة والهلنستية. عاش في البصرة في مطلع حياته ثم انتقل منها إلى بغداد حيث أقبل على العلوم والمعارف لينهل من معينها، وذلك في فترة الإنارة العربية على عهد المأمون والمعتصم، في جو مشحون بالتوتر العقائدي بسبب مشكلة خلق القرآن وسيطرة مذهب الاعتزال وذيوع التشيع، وكان القرن الثالث الهجري يموج بألوان شتى من المعارف القديمة والحديثة وذلك بتأثير حركة النقل والترجمة، فأكب الكندي على الفلسفة والعلوم القديمة حتى حذقها. أوكل إليه المأمون مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية اليونانية إلى العربية في بيت الحكمة، وقد عده ابن أبي أصيبعة مع حنين بن إسحق وثابت بن قرة وابن الفرخان الطبري حذاق الترجمة المسلمين. كان لاطلاعه على ما كان يسميه علماء المسلمين آنذاك «بالعلوم القديمة» أعظم الأثر في فكره، حيث مكنه من كتابة أطروحات أصلية في الأخلاقيات وما وراء الطبيعة والرياضيات والصيدلة. في الرياضيات، لعب الكندي دورا هاما في إدخال الأرقام الهندية إلى العالم الإسلامي والمسيحي، كما كان رائدا في استخراج المعمى، واستنباط أساليب جديدة لاختراق المعماة. باستخدام خبرته الرياضية والطبية، وضع مقياسا يسمح للأطباء بقياس فاعلية الدواء، كما أجرى تجارب حول العلاج بالموسيقى. كان الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، هو إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. تناول الكندي في الكثير من أعماله مسائل فلسفية دينية مثل طبيعة الله والروح والوحي. لكن على الرغم من الدور المهم الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين آنذاك، إلا أن أعماله لم تعد ذات أهمية بعد ظهور علماء مثل الفارابي بعده، ولم يبق سوى عدد قليل جدا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. ومع ذلك، لا يزال الكندي يعد من أعظم الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما لعبه من دور في زمانه، لهذا يلقب «أبو الفلسفة العربية» أو «فيلسوف العرب». هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن معديكرب الأشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأصغر بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة. ولد في الكوفة في بيت من بيوت شيوخ قبيلة كندة. كان والده واليا على الكوفة، حيث تلقى علومه الأولية، ثم انتقل إلى بغداد، حيث حظي بعناية الخليفتين المأمون والمعتصم، حيث جعله المأمون مشرفا على بيت الحكمة - الذي كان قد أنشئ حديثا لترجمة النصوص العلمية والفلسفية اليونانية القديمة - في بغداد. عرف الكندي أيضا بجمال خطه، حتى أن المتوكل جعله خطاطه الخاص. عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه المعتصم مربيا لأبنائه. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي في بيت الحكمة. هناك عدة نظريات لتفسير سبب حدوث ذلك، فقد رجح البعض أن ذلك بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض قال أن السبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرض للضرب، وصودرت مؤلفاته لفترة. فقد قال هنري كوربين - الباحث في الدراسات الإسلامية - أن الكندي توفي في بغداد وحيدا عام 259 /873 في عهد الخليفة المعتمد. بعد وفاته، اندثر الكثير من أعمال الكندي الفلسفية، وفقد الكثير منها. يشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدة أسباب لذلك، فبصرف النظر عن تشدد المتوكل الديني، فقد دمر المغول عددا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالا وهو أن كتاباته لم تعد تلقى قبولا بين أشهر الفلاسفة اللاحقين كالفارابي وابن سينا. كان الكندي عالما بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال الفارابي وابن سينا، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره. وقد قال عنه المؤرخ ابن النديم في الفهرست: كما اعتبره باحث عصر النهضة الإيطالي جيرولامو كاردانو واحدا من أعظم العقول الاثنى عشر في العصور الوسطى. اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب والنجوم المعروفة حينها - القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري -، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلا بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم. إلا أن كلامه هذا كان غامضا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي. افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال أرسطو، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية التراب والهواء والنار والماء، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته «عن الأشعة»، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافا جوهريا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم البصريات. شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة، كتاب «الحكم على النجوم» وهو من أربعين فصلا في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول «أشعة النجوم» «تغيرات الطقس» «الكسوف» «روحانيات الكواكب». للكندي أكثر من ثلاثين أطروحة في الطب، والتي تأثرت فيها بأفكار جالينوس. أهم أعماله في هذا المجال هو كتاب رسالة في قدر منفعة صناعة الطب، والذي أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال الصيدلة. على سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض. وفي الكيمياء، عارض الكندي أفكار الخيمياء، القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة كالذهب من المعادن الخسيسة، في رسالة سماها «كتاب في إبطال دعوى من يدعي صنعة الذهب والفضة». كما أسس الكندي وجابر بن حيان صناعة العطور، وأجرى أبحاثا واسعة وتجارب في الجمع بين روائح النباتات عن طريق تحويلها إلى زيوت. اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين العين والجسم، يملؤه الضوء، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشئ للعين. من ناحية أخرى، اعتقد إقليدس أن الرؤية تحدث نتيجة خروج أشعة في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا للدائرة من الجانب، فستبدو كخط. ووفقا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية إقليدس تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلا عن تفسيرها لطول الظلال والانعكاسات في المرايا، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس، وتوصل إلى «أن كل شيء في العالم.. تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، وهي التي تملأ العالم كله». اعتمدها ابن الهيثم وروجر بيكون وويتلو وغيرهم. ألف الكندي أعمالا في عدد من الموضوعات الرياضية الهامة، بما فيها الهندسة والحساب والأرقام الهندية وتوافق الأرقام والخطوط وضرب الأعداد والأعداد النسبية وحساب الوقت. كما كتب أربعة مجلدات، بعنوان «كتاب في استعمال الأعداد الهندية»، الذي ساهم كثيرا في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. في الهندسة، كتب الكندي عن مسلمة التوازي، وفي أحد أعماله الرياضية حاول إثبات بفكر الفيلسوف دحض فكرة خلود العالم، بإثبات أن اللا نهاية فكرة سخيفة رياضيا ومنطقيا. كان الكندي رائدا في علم التعمية واستخراج المعمى، كما كان له الفضل في تطوير طريقة يمكن بواسطتها تحليل الاختلافات في وتيرة حدوث الحروف واستغلالها لاستخراج المعمى، اكتشف ذلك في مخطوطة وجدت مؤخرا في الأرشيف العثماني في إسطنبول، بعنوان «رسالة الكندي في استخراج المعمى»، والتي أوضح فيها أساليب استخراج المعمى، والتعمية والتحليل الإحصائي للرسائل باللغة العربية. كان الكندي أول من وضع قواعد للموسيقى في العالم العربي والإسلامي. فاقترح إضافة الوتر الخامس إلى العود، وقد وضع الكندي سلما موسيقيا ما زال يستخدم في الموسيقى العربية من أثنتي عشرة نغمة، وتفوق على الموسيقيين اليونانيين في استخدام الثمن. كما أدرك أيضا على التأثير العلاجي للموسيقى، وحاول علاج صبي مشلول شللا رباعيا بالموسيقى. للكندي خمسة عشر أطروحة في نظرية الموسيقى، لم يبق منها سوى خمسة فقط، وهو أول من أدخل كلمة «موسيقى» للغة العربية، ومنها انتقلت إلى الفارسية والتركية، وعدة لغات أخرى في العالم الإسلامي. كان جهد الكندي الأكبر في تطوير الفلسفة الإسلامية، هو محاولته لتقريب الفكر الفلسفي اليوناني، وجعله مقبولا عند جمهور المسلمين، من خلال عمله في بيت الحكمة في بغداد، ومن خلال ترجمته للعديد من النصوص الفلسفية الهامة، أدخل الكندي الكثير من المفردات الفلسفية إلى اللغة العربية. قطعا، لولا أعمال الكندي الفلسفية، لما تمكن الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا والغزالي من التوصل إلى ما توصلوا إليه. في كتاباته، كان واحدا من الاهتمامات الكندي الرئيسية للتدليل على التوافق بين الفلسفة واللاهوت الطبيعي من جهة، وعلم الكلام من جهة أخرى. على الرغم من ذلك، فقد قال الكندي أنه يعتقد أن الوحي هو مصدر المعرفة للعقل، لأن مسائل الإيمان المسلم بها لا يمكن استيعابها. كان نهج الكندي الفلسفي بدائيا، واعتبره المفكرين في وقت لاحق غير مقنع - ربما لأنه كان الفيلسوف الأول الذي يكتب بالعربية -، إلا أنه أدخل بنجاح الفكر الأرسطي والأفلاطوني المحدث إلى الفكر الفلسفي الإسلامي، فكان ذلك عاملا مهما في إدخال تعميم الفلسفة اليونانية إلى الفكر الفلسفي الإسلامي. يعد الكندي أول فيلسوف مسلم حقيقي، وقد تأثر إلى حد كبير بفكر فلاسفة المدرسة الأفلاطونية المحدثة أمثال بروكليوس وأفلوطين وجون فيلوبونوس، وإن كان قد تأثر ببعض أفكار المدارس الفلسفية الأخرى. وقد استشهد الكندي أيضا في كتاباته الفلسفية بأرسطو، لكنه حاول إعادة صياغتها في إطار الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، ويبدو ذلك أكثر وضوحا في آرائه حول ما وراء الطبيعة وطبيعة الله. قديما، كان يعتقد أن الكندي متأثر بفكر المعتزلة، وذلك بسبب اهتمامه وإياهم بمسألة توحيد الله. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الحديثة، أنها كانت مصادفة، فهو يختلف معهم حول عدد من موضوعات عقائدهم. اعتقد الكندي أن هدف اهتمامات ما وراء الطبيعة من دراسة طبيعة الوجود وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ومستويات الوجود وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها، هو معرفة الله. لهذا السبب، فرق الكندي بين الفلسفة والإلهيات، لأن كلاهما يناقش نفس الموضوع. عارضه الفلاسفة اللاحقين، وبخاصة الفارابي وابن سينا، بشدة بشأن هذه المسألة، قائلين بأن ما وراء الطبيعة تهتم بطبيعة الوجود، وبالتالي، فهي تتعرض لطبيعة الله. تركز فهم الكندي لما وراء الطبيعة حول الوحدانية المطلقة لله، التي اعتبرها سمة مفردة فقط لله. ومن هذا المنطلق، فإن كل شيء يوصف بأنه «واحد»، هو في الواقع «واحد» «متعدد» في ذات الوقت. فعلى سبيل المثال، الجسم واحد، لكنه يتألف أيضا من العديد من الأجزاء المختلفة. وقد يقول الشخص «أرى فيلا»، وهو يعني أنه يرى فيلا واحدا، لكن الفيل مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الحيوانات التي تحتوي على عدد من هذا الحيوان. لذلك، فالله وحده «الواحد» وحدانية مطلقة، لا تعددية فيها، دل ذلك على فهم عميق للغاية، وإنكار وصف الله بأي وصف يمكن أن يوصف به غيره. إضافة إلى إفراد الوحدانية المطلقة لله، وصف الكندي الله «الخالق»، وقد خالف في تصوره الفلاسفة الأفلاطونيين المحدثين المسلمين اللاحقين حول كون الله المسبب للأسباب، فهو يرى أن الله المسبب للأسباب لأن كل الأسباب تحدث بإرادته. كان ذلك التصور أمرا مهما في مراحل تطور الفلسفة الإسلامية، حيث قربت بين تصورات الفلسفة الأرسطية ومفهوم الله عند المسلمين. للكندي نظرية تقول بأن الله خلق العقل أولا، ومن خلاله خلق الله جميع الأشياء الأخرى. وبغض النظر عن أهميتها الميتافيزيقية الواضحة، فهي تظهر تأثر الكندي بالواقعية الأفلاطونية. وفقا لأفلاطون، فكل شيء موجود في العالم المادي، يرتبط ببعض الأشكال المسلم بها في عالم السماء. هذه الأشكال هي في الحقيقة مفاهيم مجردة كالنوع أو الجودة أو العلاقة، التي تنطبق على جميع الأشياء المادية والكائنات. على سبيل المثال، التفاحة الحمراء تستمد جودة احمرارها من عالمها الخاص. وقد أكد الكندي أن البشر لا يمكنهم تصور تلك الأشياء إلا بمساعدة خارجية. وبعبارة أخرى، أن العقل لا يمكنه فهم الأشياء ببساطة عن طريق فحص واحدة من النوع أو أكثر من مثيلاتها، وأن الأشياء لا تدرك إلا عن طريق التأمل والإدراك بالعقل أولا. استخدم الكندي مثالا لشرح نظريته بالقياس، فقال أن الخشب في الأساس ساخن في حالة كمون، ولكنه يتطلب شيءا آخر ساخن فعليا كالنار، ليظهر ذلك. وبمجرد أن يفهم العقل البشري طبيعة الأشياء، تصبح جزء من «العقل المكتسب» للفرد، ويتوصل لتلك النتائج متى شاء. رأى الكندي أن الروح هي شيء غير مادي، يرتبط بالعالم المادي عن طريق تواجدها في الجسد المادي. لشرح طبيعة وجودنا الدنيوي، أخذ الكندي بفكرة أبكتاتوس، الذي وصف الوجود البشري بسفينة في رحلة عبر المحيط، راسية مؤقتا على جزيرة، وسمحت لركابها بالنزول، وأن الركاب الذين بقوا لفترة طويلة على الجزيرة، قد تتركهم السفينة عندما تبحر مجددا. فسر الكندي المثال بمفهوم رواقي، أننا يجب ألا نرتبط بالأشياء المادية (التي تمثلها الجزيرة)، التي ستزول عنا (عند رحيل السفينة). ثم ربط ذلك بفكرة أفلاطونية محدثة، عندما قال أن أرواحنا يمكن أن نتركها تنساق لتحقيق رغباتنا أو نتحكم بها بعقلانية، فالأولى تنتهي بموت الجسم، أما الأخيرة فتحرر الروح من الجسد لتخلد «في نور الله» في عالم من النعيم الأبدي. رأى الكندي أن النبوة والفلسفة طريقتان مختلفتان للوصول إلى الحقيقة، وقد فرق بينهما في أربعة أوجه: لذا استخلص الكندي أن النبي يتفوق على الفيلسوف في أمرين السهولة والدقة التي يتوصل بها للحقيقة، والطريقة التي كان يقدم بها الحقيقة للعوام. ومع ذلك، فكلاهما يسعى لهدف واحد. لذا، يرى الباحثون الغربيون، أن الكندي وضع فوارق بسيطة بين النبوة والفلسفة. إضافة إلى ذلك، نظر الكندي للرؤى النبوية من وجهة نظر واقعية، فقال أن هناك بعض النفوس «النقية» المعدة إعدادا جيدا، قادرة على رؤية أحداث المستقبل. لم يربط الكندي تلك الرؤى أو الأحلام بوحي من الله، لكن بدلا من ذلك قال أن التخيل يجعل الإنسان قادرا على إدراك «هيئة» الأشياء دون الحاجة إلى لمس الكيان المادي لتلك الأشياء. لذلك، فإن أي شخص نقي النفس سيكون قادرا على رؤية مثل تلك الرؤى. هذه الفكرة على وجه التحديد، من بين كل التفسيرات الأخرى للمعجزات النبوية التي هاجمها الغزالي في كتابه «تهافت الفلاسفة». رغم أن الكندي أوضح فائدة الفلسفة في الإجابة على الأسئلة ذات الطابع الديني، إلا أن العديد من المفكرين الإسلاميين عارضوا أفكاره تلك، وليس كما يظن البعض أنهم عارضوا الفلسفة لأنها «علما أجنبيا». يشير «أوليفر ليمان» الخبير في الفلسفة الإسلامية، إلى أن اعتراضات علماء الدين البارزين لم تكن على الفلسفة في حد ذاتها، ولكن كانت على الاستنتاجات التي توصل إليها الفلاسفة. وحتى الغزالي - الذي اشتهر بنقده للفلاسفة - كان خبيرا بالفلسفة والمنطق، وانتقاداته كانت معارضة لاستنتاجات خاطئة تتعارض مع الدين، وأهمها خطأ الاعتقاد في أزلية الكون مع الله، وإنكار بعث الجسد، والقول بأن الله على علم بالمسلمات المجردة فقط، وليس بالأمور الخاصة. خلال حياته، حظي الكندي باهتمام الخليفتين المأمون والمعتصم بالله اللذان أيدا فكر المعتزلة، وهو ما افتقد إليه في نهاية حياته عندما تولى الخليفة المتوكل على الله الذي غير مذهبه من الإعتزال إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وبدأ في اضطهاد المدارس الفكرية الأخرى بما في ذلك الفلاسفة. في زمانه، تعرض الكندي للانتقاد لاعتباره «العقل» جوهر التقرب لله. كما خالف أيضا المعتزلة، في حكمهم حول الصغائر. وقد مهدت مسائل الكندي الفلسفية للجدل الكبير بين الفلاسفة ورجال الدين، التي تعرض لها الغزالي بالكامل في كتابه تهافت الفلاسفة. وفقا لابن النديم، كتب الكندي على الأقل مئتان وستين كتابا، منها اثنان وثلاثون في الهندسة، واثنان وعشرون في كل من الفلسفة والطب، وتسع كتب في المنطق واثنا عشر كتابا في الفيزياء، بينما عد ابن أبي أصيبعة كتبه بمائتين وثمانين كتابا. على الرغم من أن الكثير من مؤلفاته فقدت، فقد كان للكندي تأثيرا في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى استمر لعدة قرون، عن طريق الترجمات اللاتينية التي ترجمها جيرارد الكريموني، وبعض المخطوطات العربية الأخرى، أهمها الأربع وعشرون مخطوطة من أعماله المحفوظة في مكتبة تركية منذ منتصف القرن العشرين. تناولت مواضيع مختلفة منها الفلسفة والمنطق والحساب والهندسة والفلك والطب والكيمياء والفيزياء وعلم النفس والأخلاقيات وتصنيف المعادن والجواهر. ومن مؤلفاته: في الفلسفة في المنطق في علم النفس في الموسيقى في الفلك في الحساب في الهندسة في الطب في الفيزياء في الكيمياء في التصنيف في ضوء دوره البارز في حركة الترجمة، إن أعمال الكندي مليئة بأفكار من الثقافة اليونانية. إن أعماله الفلسفية مدينة بشكل جزئي للمؤلفين الرياضيين والعلماء المترجمين في أيامه، على سبيل المثال نيقوماخس الجرشي؛ كما أثر إقليدس على منهجيته ورياضياته. ولكن كان تأثير أرسطو على فلسفته هو الأكثر أهمية، حيث شغل الجزء الأكبر من أطروحة الكندي «رسالة في كمية كتب أرسطو طاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة». يوفر هذا العمل نظرة شاملة إلى حد ما على مجموعة أرسطو، على الرغم من أن الكندي لم يقرأ بوضوح بعض المقالات التي ناقشها. في شرح الكندي لمفهومه عن الميتافيزيقيا، يبدو أنه يخلط بين الميتافيزيقيا واللاهوت ويظهر هذا جليا في افتتاحية كتاب «رسالة إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى»، والتي جاء بها «لأن كل ما له أنية له حقيقة، فالحق اضطرارا موجود إذن الأنيات موجودة. وأشرف الفلسفة وأعلاها مرتبة الفلسفة الأولى: أعني علم الحق الأول الذي هو علة كل حق». وبالفعل كان لميتافيزيقيا أرسطو تأثير كبير على هذا العمل. ومع ذلك، كما هو الحال في كتابات الكندي الفلسفية، فإن رسالة «الفلسفة الأولى» تضم الكثير من الأفكار المستنبطة من الترجمات الأفلاطونية. تعد رسالة «الفلسفة الأولى»، مثالا جيدا على الطريقة التي يجمع بها الكندي بين الأفكار الأفلاطونية والأرسطية في رؤيته لفلسفة متماسكة مستمدة من الإغريق. لقد تم بالفعل إعداد الطريق لهذا المفهوم الشامل للإرث اليوناني من قبل الأفلاطونيين أنفسهم، الذين تفسر تعليقاتهم على أرسطو الميول المنسقة الواضحة عند الكندي. كان الكندي على أي حال حريصا على التقليل من حدة أي توترات بين الفلاسفة اليونانيين، أو أي إخفاقات من قبل المفكرين اليونانيين. على سبيل المثال، لم يعط الكندي أي تلميح حول موقفه من الخلود في العالم بشكل متعارض مع أرسطو (ومن المثير للاهتمام أنه أكثر استعدادا للتعرف على أوجه القصور من جانب المفكرين العلميين اليونانيين، على سبيل المثال في بصريات إقليدس). لاحقا في القسم الأول من رسالة الفلسفة الأولى، أطلق الكندي سيلا من الإهانات ضد المعاصرين الذين لم يكشف عن هويتهم والذين ينتقدون استخدام الأفكار اليونانية: على الرغم من أن الكندي لم يكن ثابتا في دعمه للأفكار المنشورة في مشروع الترجمة، إلا أنه تأثر حتما بالتيارات الفكرية المعاصرة له. هذا يظهر بشكل أوضح عندما يستخدم الكندي الأفكار اليونانية للتعامل مع مشاكل عصره، خاصة في مجال اللاهوت. إن كل من معاملة الكندي للسمات الإلهية وآرائه حول الخلق مثالان على ارتباط الكندي بالأفكار المعاصرة؛ ويمكننا ملاحظة أن الكندي حمل وجهة نظر متشددة بشأن مسألة الصفات الإلهية، على أساس أن التكهن يعني دائما التعددية، في حين أن الله واحد بلا أي قيود. تم مقارنة هذا بمكانة المعتزلة التي كانت تجمع العلماء والفقهاء المعاصرين في القرن التاسع. قد يكون تأثير المعتزلة حاضرا عند الكندي في نظريته التي تقول «نشوء الكون من دون الكون». يستخدم الكندي الفلسفة للدفاع عن الإسلام وتفسيره في العديد من الأعمال. كتب مقالة قصيرة تهاجم المذهب المسيحي للثالوث، مستخدما مفاهيم مستقاة من إيساغوجي؛ دحض الكندي كان موضوعا للنقد في القرن العاشر من قبل الفيلسوف المسيحي يحيى بن عدي. في حين أن هذا هو العمل الوحيد الموجود في الخلاف اللاهوتي، إلا أن ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الكندي
|
4ec6a14a773e34b51027379054ed2756
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.919937",
"source": "Wikipedia"
}
|
عطارد
|
عطارد
|
عطارد (رمزه: ) هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها إلى الشمس، أطلقت العرب على هذا الكوكب تسمية «عطارد»؛ وأصل الاسم من المصدر ، طارد ومطرد أي المتتابع في سيره، وأيضا سريع الجري ومن هنا اسم الكوكب عطارد الذي يرمز إلى السرعة الكبيرة لدوران الكوكب حول الشمس. إن اللغات التي لم تعرف الكوكب باسم محدد، تستعمل الاسم اللاتيني ميركوري نسبة لإله التجارة الروماني. يبلغ قطره حوالي 4880 كلم وكتلته 0.055 من كتلة الأرض ويتم دورته حول الشمس خلال 87.969 يوم. لعطارد أعلى قيمة للشذوذ المداري من بين جميع كواكب المجموعة الشمسية، ولديه أصغر ميل محوري من بين هذه الكواكب وهو يكمل ثلاث دورات حول محوره لكل دورتين مداريتين. يتغير الحضيض في مدار عطارد في حركته المدارية بمعدل 43 دقيقة قوسية في كل قرن، وشرح ذلك من خلال النظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين في مطلع القرن العشرين. يظهر عطارد بشكل متألق عندما يراه الناظر من الأرض، ويتراوح القدر الظاهري له بين -2.3 إلى 5.7، لكن ليس من السهل رؤيته من خطوط العرض المرتفعة في حين يمكن رؤيته من خطوط العرض المتوسطة والدنيا، وخصوصا عندما يكون في الاستطالة العظمى له بالنسبة إلى الشمس والتي تبلغ 28.3 درجة قبل الفجر أو بعد غروب الشمس، ويمكن معرفة مواعيدها من خلال مواقع الإنترنت المختلفة. ولا يمكن رؤية عطارد في وهج النهار إلا (للراصدين المحترفين) وأثناء الكسوف الكلي للشمس، ووقت عبوره من أمام قرصها؛ الحدث الذي يتكرر 13 مرة كل قرن، وحدث آخر مرة يوم 11 تشرين ثاني/نوفمبر 2019، وسيحدث المرة المقبلة عام 2032. ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/عطارد
|
9c44f3b93d10b67ff99c67f90800f303
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.942373",
"source": "Wikipedia"
}
|
جاذبية
|
جاذبية
|
الجاذبية (من فعل جذب) وتعرف أيضا باسم الثقالة (من فعل ثقل) هي ظاهرة طبيعية يتحرك وتنجذب بواسطتها كل الأشياء من الكتلة أو الطاقة -بما في ذلك الكواكب والنجوم والمجرات وحتى الضوء- نحو بعضها البعض. على الأرض، تعطي الجاذبية ثقلا للأجسام المادية (الوزن)، وجاذبية القمر تسبب المد والجزر في المحيط. تسبب الانجذاب الجاذبي للمادة الغازية الأصلية الموجودة في الكون في البدء في الاندماج النووي، وتكوين النجوم -وتجميع النجوم معا في مجرات- لذا فإن الجاذبية مسؤولة عن العديد من الهياكل الواسعة النطاق في الكون. على الرغم من ذلك فإن آثار الجاذبية تصبح أضعف بشكل متزايد على الأشياء البعيدة. فالوزن على سبيل المثال هو القوة التي تحدثها الجاذبية محدثة الانجذاب بين الأرض والجسم المعني وهي تساوي جداء تسارع الجاذبية في كتلة الجسم. وكان أول من وضع نظرية للجاذبية هو الفيزيائي المعروف إسحاق نيوتن وبقيت هذه النظرية صامدة حتى تم استبدالها من قبل أينشتاين بنظرية النسبية العامة لكن معادلة نيوتن تبقى صحيحة وأكثر عملية عندما نتحدث عن حقول جاذبية ضعيفة كإرسال المركبات الفضائية والتطبيقات الهندسية الإنشائية مثل بناء الجسور المعلقة. انتشر مصطلح الجاذبية الأرضية مبكرا كون فكرة التجاذب كانت راسخة حسب النظرة النيوتنية، لاحقا انتشر مصطلحي الجاذبية كتعميم لظاهرة التجاذب بين أي جسمين، ومصطلح ثقالة المشتق من الثقل وهو أكثر دلالة على مفهوم نظرية النسبية للثقالة حيث تعتبر النسبية الثقالة أو الجاذبية مجرد التواء في الزمكان وليس هناك من أي تجاذب بين الأجسام. بشكل عام قد يكون من الأنسب استخدام مصطلح «جاذبية» في إطار الميكانيكا الكلاسيكية في حين يستخدم مصطلح «ثقالة» في إطار النسبية العامة. قانون الجذب العام لنيوتن هو قانون استنباطي كمحاولة لوصف قوى الجاذبية بين الأجسام غير المشحونة، وقد استنبطه نيوتن من خلال مشاهدات فلكية عديدة وبالاستعانة بقوانين كيبلر لحركة الكواكب. كان البيروني والخازني أيضا قد أشارا لهذا المفهوم قبلهما بسبعة قرون تقريبا. ينص قانون الجاذبية العام لنيوتن: قوتا التجاذب بين جسمين ماديين تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما. حيث: حيث: هذا القانون مثل معظم قوانين الميكانيكا الكلاسيكية يطبق على الأجسام النقطية (الجسيمات) أما الأجسام الكبيرة ذات الأشكال المختلفة فنعمد إلى تطبيق حسبان التكامل من أجل الحصول على شدة قوة الجاذبية المطبقة عليها. ويمكن ملاحظة أن الصورة الاتجاهية لقانون الجذب العام لنيوتن هي نفس الصورة القياسية، إلا أن F الآن كمية متجهة، ويتم ضرب الجانب الأيمن بمتجه الوحدة المناسب. مجال الجاذبية هو مجال متجه الذي يصف قوة الجاذبية التي سيتم تطبيقها على أي جسم في نقطة معينة في الفضاء، لكل وحدة الكتلة. هو في الواقع يساوي تسارع الجاذبية عند تلك النقطة. وهو تعميم لنموذج المتجه، الذي يصبح مفيدا بشكل خاص إذا تم إشراك أكثر من جسمين (مثل صاروخ بين الأرض والقمر)، بالنسبة لجسمين (الجسم الأول الأرض، والجسم الثاني صاروخ)، سنكتب r بدلا من r12 وm بدلا من m2 وبالتالي يمكن تحديد مجال الجاذبية (g(r على النحو التالي: وبالتالي يمكن كتابة: تعتبر قوة الجاذبية في الميكانيكا الكلاسيكية قوة مباشرة بعيدة المدى بمعنى أن هذه القوة تستطيع التأثير عن بعد بدون واسطة ويتم تأثيرها بشكل لحظي فأي تغير في موقع أحد الجسمين يرافقه تحول لحظي في الجاذبية بينه وبين الجسم الآخر، ولكي يفسر اسحاق نيوتن هذه الخاصية عمد إلى تعريف حقل جاذبية كوني موجود في كل نقطة من الفضاء. هذا الحقل هو حقل إتجاهي يعبر عنه بمتجه في كل نقطة ويمثل قوة الجاذبية التي تتعرض لها وحدة الكتل عندما توضع في هذه النقطة. تنص نظرية النسبية العامة لآينشتاين على أن وجود أي شكل من أشكال المادة أو الطاقة أو العزم يحدث انحناء في الزمكان، وبسبب هذا الانحناء فان المسارات التي تسلكها الأجسام في الأطر المرجعية القصورية يمكن أن تنحرف أو تغير اتجاهها ضمن الزمن. وهذا الانحراف يظهر لنا على أنه تسارع نحو الأجسام الكبيرة وعرفه نيوتن بأنه ثقالة أو جاذبية. وبالتالي فان النسبية العامة ترى تسارع الجاذبية أو السقوط الحر بأنه حركة قصورية فعليا (منتظمة) في حين أن المراقب هو من يتحرك حركة متسارعة، وهذا ما يعرف مبدأ التكافؤ. تشير الكتب التاريخية إلى أن العرب كانوا قد عرفوا عن الجاذبية وتأثيراتها إلا أن العمل على نظرية «الجاذبية الحديثة» في أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر حيث قام غاليليو بتجربته الشهيرة التي رمى فيها كرات ذات كتل مختلفة من أعلى برج بيزا وبين ان سرعة وصول الجسم للأرض لا تتعلق بكتلته. لاحقا قام أيضا بتجربة دحرجة الكرات على سطح مائل واستنتج منها أن السبب الذي قد يؤدي إلى وصول الأجسام الأثقل للأرض قبل الأجسام الأخف في بعض الأحيان هو احتكاك الهواء في الغلاف الجوي بالجسم. عرف علماء العرب منذ القرن التاسع للميلاد قوة التثاقل الناشئة عن جذب الأرض للأجسام وأطلقوا عليها آنذاك اسم «القوة الطبيعية». يعد الهمداني من أوائل العلماء التجريبين الذين أشاروا إلى الجاذبية بوضوح كما جاء في كتاب «الجوهرتين العتيقتين» بقوله: «فمن كان تحتها (أي تحت الأرض عند الأسفل) فهو في الثابت في قامته كمن فوقها، ومسقطه وقدمه إلى سطحها الأسفل كمسقطه إلى سطحها الأعلى، وكثبات قدمه عليها، فهي بمنزلة حجر المغناطيس الذي تجذب قواه الحديد إلى كل جانب.». كذلك أدرك علماء العرب وفلاسفتهم أن هذه القوة تتعاظم كلما كبر حجم الجسم، كما في قول ابن سينا في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي في كتابه (الإشارات والتنبيهات) وزيادة وقف علماء العرب والمسلمين تماما الجاذبية الأرضية ويتضح ذلك جليا في كتاباتهم، منها ما جاء على لسان أبي الريحان البيروني في كتابه (القانون المسعودي) حيث قال: ومنها ما جاء في كتابات الخازني حيث قال وقال أيضا: كما شبه الإدريسي جاذبية الأرض بجذب المغناطيس للحديد، لما قال في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: في سنة 1687 نشر عالم الفيزياء والرياضيات الإنكليزي إسحاق نيوتن نظريته الشهيرة، وهي أن الأجسام تجذب بعضها البعض تبعا لكتلتها، وتعتمد قوة الجاذبية على مربع المسافة بين الجسمين المتجاذبين. وبكلماته: «استنتجت من هذا أن القوة التي تبقي الكواكب في مساراتها متعلقة بتربيع البعد بين مركزيهما. من هنا قارنت القوة التي تمسك القمر في مساره بالقوى على سطح الأرض ووصلت إلى نتيجة قريبة جدا». في أوائل القرن العشرين وفي بحثين نشر أولهما في عام 1905 وثانيهما في عام 1915، حيث عدل مفهوم الجاذبية من قبل الفيزيائي الشهير ألبرت آينشتاين. فحسب نظرية نيوتن كانت الجاذبية هي قوة، بينما أثبتت النظرية النسبية أن الجاذبية هي مجال. فحسب النسبية، الجاذبية هي عبارة عن انحناءات في الفراغ تسببها الكتلة. فكلما كانت كتلة الجسم أكبر كلما كبر انحناء الفضاء حوله. والأجسام الأقل كتلة سوف تقع في هذا الانحناء الذي صنعه الجسم الأول، وبالتالي سيأسرها بجاذبيته. بهذا التفسير الجديد المدهش للجاذبية، وبدمج البعد الزماني الرابع بالأبعاد المكانية الثلاث، أصبحت النسبية واحدة من النظريتين الأكثر شهرة وأهمية في القرن العشرين مع نظرية الكم. تنص النظرية النسبية العامة على أن أمواج من الجاذبية تنبثق من تذبذب الزمكان، ما يمكن ان يحصل عندما يدور جسمان حول بعضهما. أمواج الجاذبية الصادرة من مجموعتنا الشمسية أصغر مما نستطيع قياسه، ولكن تم رصد أمواج جاذبية بطريقة غير مباشرة في فقدان الطاقة لنجمان نابضان يدوران حول بعضهما. في فبراير 2016 أعلن مركز LIGO عن رصده لاكتشاف أمواج ثقالية صادرة عن اصطدام ثقبان أسودان ببعضهما على بعد 1.3 مليار سنة ضوئية من الأرض.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جاذبية
|
cbfa5035343ce3ede191a304b3cf5c57
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.944614",
"source": "Wikipedia"
}
|
مغناطيس
|
مغناطيس
|
المغناطيس هو مادة تولد حقلا مغناطيسيا، وتجذب المواد الممغنطة إليها. خصص البيروني في كتابه الجماهر في معرفة الجواهر فصلا عن المغناطيس، وأشار إلى الصفة المشتركة بين المغناطيس، والعنبر (الكهرباء) وهي جذبهما للأشياء، وبين أن المغناطيس يتفوق على العنبر في هذه الصفة، وأشار البيروني إلى أن أكثر خامات المغناطيس موجودة في بلاد الأناضول وكانت تصنع منها المسامير التي تستخدم في صناعة السفن في تلك البلاد، أما الصينيون فكانوا يصنعون سفنهم بضم وربط ألواح أخشاب الزيتون إلى بعضها بحبال من ألياف النباتات، ذلك أن هناك جبالا من حجر المغناطيس مغمورة في مياه بحر الصين كانت تنتزع مسامير الحديد من أجسام السفن فتتفكك وتغرق في الماء. المغناطيس الذاتي هو قطعة من المادة قابلة للمغنطة وينتج بذاته مجالا مغناطيسيا. ومن امثلة تلك المغناطيسات الذاتية المغناطيسات التي نجمل بها أبواب الثلاجة في المنزل أو التي نثبت به أوراقا على لوحات حديدية في المدرسة. وتسمى المواد القابلة للمغنطة، وهي المواد التي تنجذب بشدة أيضا إلى مغناطيس ذاتي، تسمى مواد ذات مغناطيسية حديدية أو ذات فريمغناطيسية. من تلك المواد نجد الحديد والكوبلت والنيكل والفولاذ وبعض السبائك المحتوية على عناصر أرضية نادرة. وبينما المواد ذات المغناطيسية الحديدية (والفريمغناطيسية) هي المواد التي تنجذب بشدة إلى مغناطيس ذاتي وتعتبر مواد مغناطيسية إلا أن المواد الأخرى تتأثر ضعيفا بمجال مغناطيسي بطريقة ما، وتتصف بنوع آخر من صفات المغناطيسية. وتصنع المغناطيسات الذاتية من مادة مغناطيسية حديدية شديدة «الصلابة» عن طريق معاملتها في مجال مغناطيسي شديد بحيث يوجه حبيباتها البلورية المغناطيسية في اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي. ويصعب ضياع مغناطيسيتها بسبب صلادتها (ليست مطاوعة). ومن أجل إزالة مغناطيسية مغناطيس فلا بد من تسليط مجال مغناطيسي عكسي عليه بشدة معينة تعتمد على ما يسمى مقاومة مغناطيسية للمادة. وتتميز المواد المغناطيسية الصلدة بمقاومة مغناطيسية عالية بينما تتصف المواد المطاوعة مغناطيسيا بمقاومة مغناطيسية منخفضة. المجال المغناطيسي هو مجال متجه (مجال مغناطيسية الأرض توجه إبرة مغناطيسية). ويتسم المجال المغناطيسي عند أي نقطة بصفتين : 1) اتجاهه ويحدده الاتجاه الذي تتخذه إبرة البوصلة فيه، 2) شدته، ويبينه مدى انصياع الإبرة المغناطيسية لاتخاذ اتجاهه. وطبقا لنظام الوحدات الدولي تعطى وحدة المجال المغناطيسي بوحدة تسلا. يسمى العزم المغناطيسي أحيانا عزم ثنائي الأقطاب ويرمز له عادة بالرمز - μ - وهو كمية متجهة وهي تصف الخواص العامة للمغناطيس. وبالنسبة إلى قضيب مغناطيسي فإن اتجاه عزمه المغناطيسي يمر من قطبه الجنوبي إلى قطبه الشمالي. إلى الآخر. وتعتمد شدته على قوة القطبين وعلى بعد القطبين عن بعضهما البعض. وتقاس وحدة العزم المغناطيسي بوحدة أمبير.متر مربع، طبقا لنظام الوحدات الدولي. وينشئ المغناطيس مجاله المغناطيسي حوله كما أنه يتأثر ويتعامل مع مجال مغناطيسي خارجي. ويعتمد قوة المجال المغناطيسي الذي ينتجه عند نقطة معينة على شدة عزمه المغناطيسي. بالإضافة إلى ذلك فعندما يوضع المغناطيس في مجال مغناطيسي خارجي ناتج من مغناطيس آخر أو من مصدر آخر فإنه يتأثر بقوة عزم دوران تحاول توجيهه في اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي. ويتناسب عزم الدوران مع العزم المغناطيسي كما يتناسب مع شدة المجال الخارجي. وقد يقع المغناطيس تحت تأثير قوة تحرفه إلى اتجاه معين أو آخر بحسب مكانه واتجاهه بالنسبة للمجال الخارجي. فإذا كان المجال المغناطيسي الخارجي منتظما فإن المغناطيس لا يعاني من قوة شد، وإنما يعاني فقط من عزم الدوران. (أي أن إبرة البوصلة تتخذ اتجاه المجال المعناطيسي للأرض، ولا تنتقل الإبرة (أو البوصلة) من مكانها). وإذا قمنا بتشكيل سلك في هيئة حلقة مساحتها A ومررنا في السلك تيار كهربائي I تولد مجال مغناطيسي في الحلقة، وتصبح الحلقة ذات عزم مغناطيسي مقداره I.A ويكون عموديا على الحلقة ومارا (بصفة أساسية) بمركزها (كما تنشيء الحلقة مجالا مغناطيسيا حولها.) تقاس مغناطيسية مادة ممغنطة بقيمة العزم المغناطيسي في المتر المكعب فيها ويرمز لها عادة بالرمز M، ووحدتها أمبير/متر. والمغناطيسية هي مجال متجه، ويمكن مغنطة مادة مغناطيسية في أماكنها المختلفة باتجاه مختلف للمغناطيسية (مثل الحبيبات المغناطيسية في الحديد). ويعتبر مغناطيس تبلغ عزمه المغناطيسي 0.1 أمبير·متر2 وحجمه 1 سنتيمتر مكعب (1×10−6 متر3) مغناطيسا جيدا، وبذلك تكون شدة مغناطيسيته نحو 100.000 أمبير/متر. ويتميز الحديد بمغناطيسية عالية حيث يمكن أن تبلغ مغناطيسيته 1.000.000 أمبير/متر. وهذا يفسر لماذا يستخدم الحديد أساسيا في إنتاج حقول مغناطيسية شديدة. يتلو الحديد في شدة مغناطيسيته الكوبلت والنيكل وتسمى تلك المواد مواد ذات مغناطيسية حديدية، ونجد تلك الثلاثة عناصر متجاورة في الجدول الدوري للعناصر، حيث يتشابه فيهم الغلاف الإلكتروني لذراتهم (أعدادهم الذرية 26 27 28 على التوالي). تصنع المغناطيسات من الحديد والكوبلت والنيكل أو من بعض سبائك تلك المواد وتسمى مواد ذات مغناطيسية حديدية ومن خصائصها الانجذاب بشدة إلى مغناطيسي ذاتي. أما المواد الأخرى فهي تبين ظاهرة المغناطيسية بطرق مختلفة ومغناطيسيتها ضعيفة بصفة عامة. تنقسم صفة المغناطيسية (وهي تعتمد على التوزيع الإلكتروني في الذرات) إلى الأصناف الآتية: تتسم المواد المغناطيسية ومن ضمنها المواد الفريمغناطيسية بأن ذراتها نفسها مغناطيسية، وذلك بسبب العزم المغزلي للإكترون الذي يكون مصحوبا بعزم مغناطيسي، أي أن الإلكترون يعتبر مغناطيسا صغيرا. ومن خصائص مواد المغناطيسية الحديدية بالذات، مثل الحديد والكوبلت والنيكل فإن الإلكترونات التي تشغل المدار 3d في ذراتها تأخذ نفس الاتجاه وبذلك تصبح ذرة الحديد وذرة الكوبلت وذرة النيكل ذات عزم مغناطيسي متميز كبير. وتتأثر الذرات المتجاورة في المادة بالمجال المغناطيسي لبعضها البعض، وتتخذ نفس الاتجاه مكونة حبيبة مغناطيسية. بتكون «حبيبات» مغناطيسية - تشمل عدة ملايين من الذرات في المادة (يبلغ مقطع الحبيبة نحو 10 ميكرومتر، انظر الصورة) - ولكن اتجاه مغناطيسية الحبيبات يكون موزعا عشوائيا بحيث تكون محصلتها المغناطيسية صفرا. وعند وضعها في مجال مغناطيسي فإن تلك الحبيبات تميل إلى اتخاذ اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي فتزيد مغناطيسية العينة. وبزيادة شدة المجال المغناطيسي الخارجي تزداد عدد الحبيبات التي توجه نفسها في اتجاه المجال الخارجي وتزيد مغناطيسية العينة. فإذا زادت شدة المجال المغناطيسي المطبق عليها من الخارج زيادة كبيرة، نجد أن مغناطيسية المادة تصل إلى حد التشبع المغناطيسي حيث تكون جميع مغناطيسيات الحبيبات قد اتخذت اتجاها موازيا للمجال المغناطيسي الخارجي. والحد الأعلى للتشبع المغناطيسي هو من خواص بعض المواد ويختلف من مادة لمادة (ويختلف أيضا للحديد والكوبلت والنيكل). عند وصول المادة المغناطيسية الحديدية إلى حد التشبع يستمر تزايد المغناطيسية فيها ضعيفا عن طريق المغناطيسية المسايرة ولكن هذه أضعف نحو 1000 مرة من المغناطيسية الحديدية. أبسط أنواع المغناطيس الكهربائي يتكون من ملف سلكي يمر فيه تيار كهربائي فيتولد وتتركز بداخله وحوله مجال مغناطيسي وتكون خطوط المجال المغناطيسي مشابهة لخطوط المجال المغناطيسي لقضيب مغناطيسي. ويتحدد اتجاه المغناطيسية في الملف طبقا لقاعدة اليد اليمنى.وتتناسب شدة المجال المغناطيسي المتولد تناسبا طرديا مع عدد لفات الملف ومع مساحة الحلقة الملف ومع شدة التيار الكهربائي المار في الملف. فإذا وضع في الملف أسطوانة من مادة ليست مغناطيسية (مثل أسطوانة من الورق أو الكرتون) فيتولد فيها مجال مغناطيسي ضعيف. أما إذا وضع في داخل اللولب مادة مغناطيسية حديدية مثل قضيب من الحديد أو عدة مسامير حديدية عندئذ تزداد شدة المجال المغناطيسي المتولد ويمكن أن تصل تزداد ألف مرة عن شدة مجال الملف الفارغ. وتستخدم المغناطيسات الكهربائية في معجلات الجسيمات وفي المولدات الكهربائية وأجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي وكذلك في المجهر الإلكتروني. يعتبر المغناطيس من أهم المواد الموجودة لنا في عصرنا الحالي وهو من أهم الاختراعات التي ظهرت في مجال الفيزياء فمنذ بداية اكتشاف حجر المغناطيس في مدينة مغنيسيا في تركيا والفكر البشري يحاول أن يجد استخدامات واستعمالات لهذا الحجر الجاذب للمعادن فمع بداية التطور صنع واخترع المغناطيس الصناعي كما نراه اليوم وتم الاستفادة منه بشكل مذهل ومدهش خاصة في مجال المواصلات (القطارات الكهربائية السريعة والحافلات الكهربائية) وتخزين ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مغناطيس
|
6ec3ab06b7727d3c278b6b92f7662115
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.947487",
"source": "Wikipedia"
}
|
بنيامين نتنياهو
|
بنيامين نتنياهو
|
بنيامين نتنياهو (21 أكتوبر 1949 – ) هو سياسي إسرائيلي يرأس حزب الليكود، يشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل منذ 29 ديسمبر 2022، وكان قد شغل ذات المنصب منذ 2009 وحتى 2021، وسابقا منذ 1996 وحتى 1999، ليعتبر رئيس الوزراء الأطول مدة في تاريخ إسرائيل حيث خدم لأكثر من 15 عاما. كما أنه أول رئيس وزراء يولد في إسرائيل بعد إعلان إنشاء الدولة. فقد شقيقه الأكبر يوناتان عام 1976 في عملية اقتحام الطائرة الإسرائيلية المخطوفة في مدينة «عنتيبة» الأوغندية. ولد نتنياهو في تل أبيب لأبوين يهوديين علمانيين، ونشأ في القدس، وقضى فترة وجيزة في فيلادلفيا، الولايات المتحدة. عاد إلى إسرائيل عام 1967 لينضم إلى الجيش الإسرائيلي. أصبح قائد فريق في القوات الخاصة (سايريت متكال) وشارك في عدة مهام وحصل على رتبة نقيب قبل أن يسرح. عمل نتنياهو بعد تخرجه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كمستشار اقتصادي لمجموعة بوسطن الاستشارية. وفي عام 1978، انتقل إلى إسرائيل وأسس معهد يوناتان نتنياهو لمكافحة الإرهاب. ومن عام 1984 إلى عام 1988، شغل منصب الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة. صعد نتنياهو إلى الواجهة السياسية بعد انتخابه رئيسا لحزب الليكود في عام 1993 ليصبح زعيما للمعارضة. وفي انتخابات عام 1996، فاز نتنياهو على شيمون بيريز، ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي ينتخب مباشرة عن طريق التصويت الشعبي، وأصغر رئيس وزراء على الإطلاق. تعرض نتنياهو والليكود لهزيمة ساحقة في انتخابات عام 1999 على يد تحالف إسرائيل الواحدة بقيادة إيهود باراك فاختار نتنياهو اعتزال السياسة بالكامل والعمل في القطاع الخاص. عاد نتنياهو لاحقا إلى السياسة، وشغل منصب وزير الخارجية ووزير المالية في عهد أرييل شارون. خلال منصبه الأخير، بدأ إصلاحات في الاقتصاد الإسرائيلي أدت إلى نمو كبير، قبل أن يستقيل في نهاية المطاف بسبب الخلافات بشأن خطة فك الارتباط مع غزة. عاد نتنياهو إلى قيادة الليكود في ديسمبر 2005 بعد تنحي شارون ليشكل حزبا جديدا وهو كاديما. وكان زعيم المعارضة من عام 2006 إلى عام 2009. شكل نتنياهو بعد انتخابات عام 2009 حكومة ائتلافية مع أحزاب يمينية أخرى وأدى اليمين كرئيس للوزراء للمرة الثانية، وواصل قيادة الليكود للفوز في انتخابات 2013 و2015. أعقب ذلك فترة من الجمود السياسي بعد فشل ثلاث انتخابات متتالية في عامي 2019 و2020 في تشكيل حكومة، وتم حل الجمود بعد التوصل إلى اتفاق تناوب ائتلافي بين نتنياهو وبيني غانتس زعيم تحالف أزرق أبيض الوسطي. ومع ذلك انهار الائتلاف في ديسمبر 2020 قبل أن ينفذ التناوب، وأجريت انتخابات جديدة في مارس 2021. في حكومته قبل الأخيرة، قاد نتنياهو استجابة إسرائيل لجائحة كوفيد-19 والأزمة الإسرائيلية الفلسطينية 2021. في يونيو 2021، وبعد أن شكل نفتالي بينيت حكومة مع يائير لابيد، أقيل نتنياهو من رئاسة الوزراء ليصبح زعيم المعارضة للمرة الثالثة، قبل أن يعود كرئيس للوزراء مرة أخرى بعد تشكيل ائتلاف مع أحزاب اليمين بعد انتخابات 2022. واصل نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف الحكومي إصلاحات قضائية واسعة النطاق. قوبلت جهود الإصلاح القضائي بردود فعل مستقطبة، حيث نظم معارضو الإصلاح القضائي احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد على مدار عدة أشهر. في 7 أكتوبر 2023، تعرضت إسرائيل لهجوم مميت من قبل حركة حماس، مما أدى إلى نشوب الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2023. وبسبب فشل الحكومة الإسرائيلية في توقع هذا الهجوم، تعرض نتنياهو لانتقادات من قبل المعارضين لكونه المسؤول عما اعتبر أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل منذ 50 عاما. ونظمت احتجاجات حاشدة تطالب بإقالته من منصبه. استغل نتنياهو علاقته مع دونالد ترامب وهو صديق شخصي له منذ الثمانينيات لتحسين صورته السياسية في إسرائيل منذ عام 2016. خلال رئاسة ترامب، اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترفت بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وتوسطت في اتفاقيات إبراهيم، وهي سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية مختلفة. واجه نتنياهو انتقادات دولية بسبب سياسته المستمرة منذ عقود كرئيس للوزراء لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. في عام 2019، وجه الاتهام إلى نتنياهو بتهم خيانة الأمانة والرشوة والاحتيال بعد تحقيق دام ثلاث سنوات، وتخلى بسببه عن جميع مناصبه الوزارية واحتفظ فقط بدور رئيس الوزراء. اتهمت حكومة نتنياهو بارتكاب جرائم إبادة جماعية في أعقاب الحرب على قطاع غزة، وبلغت هذه الاتهامات ذروتها في ديسمبر 2023 حين رفعت جنوب أفريقيا قضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وفي مايو 2024، أعلن كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن نيته التقدم بطلب للحصول على مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وأعضاء آخرين في حكومته، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كجزء من تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين. في 21 نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. ولد نتنياهو عام 1949 في تل أبيب. والدته تسيلا سيغال (1912–2000) ولدت في بتاح تكفا في متصرفية القدس التابعة للإمبراطورية العثمانية، أما والده بن صهيون نتنياهو المولود في وارسو (1910–2012) فكان مؤرخا متخصصا في العصر الذهبي للثقافة اليهودية في إيبيريا. كان جد نتنياهو لأبيه ناثان ميليكوفسكي حاخاما وكاتبا صهيونيا. عندما هاجر والد نتنياهو إلى إسرائيل، حول لقبه من "ميليكوفسكي" إلى "نتنياهو" أي "الله أعطى". في حين أن عائلته هي في الغالب تعود في أصولها إلى يهود أشكناز، فقد ذكر نتنياهو إن اختبار الحمض النووي كشف أن أصوله تعود إلى اليهود السفارديين، وادعى أيضا أن نسبه يعود إلى فيلنا غاون. خدم نتنياهو كجندي وضابط في وحدة الكوماندوز الخاصة استخبارات القيادة العامة في جيش الدفاع (1972-1967) مثل أخيه يوناتان نتنياهو الذي توفي في عملية تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي أوغندا. تخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية ودرجة الماجيستير في إدارة الأعمال، ثم عمل مستشارا في مجموعة بوسطن الاستشارية. عاد نتنياهو إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 1972 لدراسة الهندسة المعمارية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وبعد عودته لفترة وجيزة إلى إسرائيل للقتال في حرب يوم الغفران، عاد مرة أخرى إلى الولايات المتحدة تحت اسم بن نيتاي، حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية في فبراير 1975، وعلى درجة الماجستير من كلية سلوان للإدارة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في يونيو 1976، تابع دراسته للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية لكنه توقف عن الدراسه بسبب وفاة شقيقه في عملية عنتيبي. في ذلك الوقت غير اسمه إلى بنيامين "بن" نيتاي (نيتاي، إشارة إلى كل من جبل نيتاي وإلى الحكيم اليهودي نيتاي من أربيلا، وهو اسم مستعار غالبا ما يستخدمه والده في المقالات). وبعد سنوات، أوضح نتنياهو في مقابلة مع وسائل الإعلام أنه قرر القيام بذلك ليسهل على الأميركيين نطق اسمه. استخدم خصومه السياسيون هذه الحقيقة لاتهامه بشكل غير مباشر بالافتقار إلى الهوية الوطنية الإسرائيلية والولاء. وفي عام 1976، قتل يوناتان نتنياهو، شقيق نتنياهو الأكبر. كان يوناتان يشغل منصب قائد وحدة بنيامين السابقة (سايريت ماتكال)، وتوفي أثناء مهمة إنقاذ الرهائن حيث أنقذت وحدته أكثر من 100 رهينة معظمهم إسرائيليون اختطفهم المقاتلون ونقلوا جوا إلى مطار عنتيبي في أوغندا. في عام 1976، تخرج نتنياهو بتفوق في كلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. اختير نتنياهو للعمل كمستشار اقتصادي في مجموعة بوسطن الاستشارية في بوسطن، فعمل في الشركة من عام 1976 إلى عام 1978. وخلال فترة عمله في الشركة أصبح زميلا لميت رومني، الذي شكل معه علاقة عمل وصداقة طويلة الأمد. وصف رومني نتنياهو آنذلك بأنه "شخصية قوية ذات وجهة نظر متميزة"، وقال: "يمكننا تقريبا التحدث باختصار، نحن نتبادل الخبرات المشتركة ولدينا منظور وأساس متشابه". وأرجع نتنياهو بدوره "سهولة التواصل" كنتيجة للمعسكر التدريبي الصارم فكريا التابع لمجموعة بوسطن. في عام 1978، ظهر نتنياهو على شاشة التلفزيون المحلي في بوسطن، مستخدما الاسم المستعار "بن نيتاي"، حيث قال: «إن الجوهر الحقيقي للصراع هو الرفض العربي المؤسف لقبول دولة إسرائيل .. لمدة 20 عاما سيطر العرب على الضفة الغربية وقطاع غزة، وإذا كان تقرير المصير، كما يقولون الآن، هو جوهر الصراع، لكان بإمكانهم بسهولة إقامة دولة فلسطينية». وفي عام 1978 عاد نتنياهو إلى إسرائيل. بين عامي 1978 و1980، أدار معهد جوناثان نتنياهو لمكافحة الإرهاب، وهو منظمة غير حكومية مكرسة لدراسة الإرهاب؛ عقد المعهد عددا من المؤتمرات الدولية التي ركزت على مناقشة الإرهاب الدولي. ومن عام 1980 إلى عام 1982 تولى نتنياهو منصب مدير التسويق في شركة ريم للصناعات في القدس. خلال هذه الفترة، أجرى نتنياهو اتصالاته الأولى مع العديد من السياسيين الإسرائيليين، بما في ذلك الوزير موشيه آرنز. عينه آرنز نائبا لرئيس البعثة في السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة خلال فترة عمله سفيرا لدى الولايات المتحدة، وهو المنصب الذي شغله آرنز من عام 1982 حتى عام 1984. خلال حرب لبنان عام 1982، استدعي نتنياهو للخدمة الاحتياطية في سايريت متكال لكنه طلب إعفائه من الخدمة، مفضلا البقاء في الولايات المتحدة والعمل كمتحدث باسم إسرائيل في أعقاب الانتقادات الدولية القاسية للحرب. وقد لعب دورا حيويا في عرض قضية إسرائيل على وسائل الإعلام أثناء الحرب وأنشأ نظام علاقات عامة عالي الكفاءة في السفارة الإسرائيلية. بين عامي 1984 و1988، شغل نتنياهو منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة. خلال هذه الفترة تأثر نتنياهو بالحاخام مناحيم شنيرسون الذي أقام معه علاقة خلال الثمانينيات، وأشار إلى شنيرسون بأنه "الرجل الأكثر تأثيرا في عصرنا". بالإضافة إلى ذلك، أصبح نتنياهو صديقا لفريد ترامب، والد الرئيس الأمريكي المستقبلي دونالد ترامب. شغل نتنياهو منصب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة (1984-1988) وكان نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية في الولايات المتحدة (1984-1982). في 1984، كان نتنياهو عضوا في الوفد الإسرائيلي الأول للمحادثات الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية. وكان نائبا لوزير الخارجية (1991-1988) ونائب وزير في ديوان رئيس الوزراء (1992-1991)، وعضو في الوفد الإسرائيلي لمؤتمر مدريد للسلام في 1991 ولمحادثات السلام في واشنطن التي أعقبت هذا المؤتمر، وهو عضو في الكنيست منذ 1988، وفي الكنيست ال13 (1996-1992)، كما كان عضوا في لجنتي الخارجية والأمن والدستور والقانون والقضاء البرلمانيتين. عاد نتنياهو إلى إسرائيل وانضم إلى حزب الليكود قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 1988، وفي الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، احتل نتنياهو المركز الخامس في قائمة الحزب. وفي وقت لاحق انتخب عضوا في الكنيست في الدورة الثانية عشرة، وعين نائبا لوزير الخارجية موشيه أرينز، ثم ديفيد ليفي. ولم يتعاون نتنياهو وليفي، واحتدم التنافس بينهما بعد ذلك. خلال حرب الخليج في أوائل عام 1991، برز نتنياهو الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة باعتباره المتحدث الرئيسي باسم إسرائيل في المقابلات الإعلامية على شبكة سي إن إن وغيرها من وسائل الإعلام. خلال مؤتمر مدريد عام 1991 كان نتنياهو عضوا في الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء اسحق شامير. وبعد مؤتمر مدريد عين نتنياهو نائبا للوزير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. بعد هزيمة حزب الليكود في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 1992، أجرى حزب الليكود انتخابات قيادة الحزب عام 1993، فاز نتنياهو متغلبا على بيني بيغن، نجل رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن، وعلى السياسي المخضرم ديفيد ليفي. (سعى شارون في البداية إلى قيادة حزب الليكود أيضا، لكنه سرعان ما انسحب عندما أصبح من الواضح أنه حصل على الحد الأدنى من الدعم). اعتزل شامير السياسة بعد وقت قصير من هزيمة الليكود في انتخابات عام 1992. بعد أن تولى رئاسة حزب الليكود في 1993، انتخب بنيامين نتنياهو في منصب رئيس وزراء دولة إسرائيل في أيار مايو 1996 في أول انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء جرت في إسرائيل، حيث تغلب على غريمه شمعون بيريس. تولى نتنياهو رئاسة الوزراء، كأصغر رئيس حكومة في تاريخ دولة إسرائيل، فاوض ياسر عرفات في المفاوضات المشهورة بمفاوضات واي ريفر والتي يرى البعض أنه حاول إعاقة أي تقدم في سير المفاوضات بخلاف رئاسة الوزارة التي سبقته والتي تلته، فقد قطعت تلك الحكومات تقدما ملموسا بالمقارنة مع عهده. واتصف عهده بالهدوء النسبي باستثناء بعض العمليات الاستشهادية الفلسطينية داخل إسرائيل. وفي عام 1996 إتفق مع رئيس بلدية القدس على الاستمرار في نفق السور الغربي للمسجد الأقصى مما أشعل شرارة فلسطينية استمرت 3 أيام سقط خلالها القتلى من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي. وبعد هزيمته على يد غريمه إيهود باراك في الانتخابات العامة عام 1999 اعتزل العمل السياسي بشكل مؤقت. بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 2003، في ما اعتبره العديد من المراقبين خطوة مفاجئة، عرض شارون وزارة الخارجية على سيلفان شالوم وعرض على نتنياهو وزارة المالية. وتكهن بعض النقاد بأن شارون اتخذ هذه الخطوة لأنه اعتبر نتنياهو تهديدا سياسيا نظرا لفعاليته الواضحة كوزير للخارجية، وأنه من خلال تعيينه في وزارة المالية خلال فترة عدم اليقين الاقتصادي، يمكن أن يقلل من شعبية نتنياهو. قبل نتنياهو التعيين الجديد. توصل شارون ونتنياهو إلى اتفاق يقضي بأن يتمتع نتنياهو بالحرية الكاملة كوزير للمالية وأن يدعم شارون جميع إصلاحاته، مقابل صمت نتنياهو بشأن إدارة شارون لشؤون إسرائيل العسكرية والخارجية. بصفته وزيرا للمالية، أطلق نتنياهو خطة اقتصادية لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي للنهوض به من أدنى مستوياته خلال الانتفاضة الثانية. وادعى نتنياهو أن القطاع العام المتضخم واللوائح المفرطة كانت مسؤولة إلى حد كبير عن خنق النمو الاقتصادي. وتضمنت خطته التحرك نحو أسواق أكثر تحررا، على الرغم من أنها لم تخل من الانتقادات. فقد أسس برنامجا لإنهاء الاعتماد على الرعاية الاجتماعية من خلال مطالبة الناس بالتقدم للوظائف أو التدريب، وخفض حجم القطاع العام، وتجميد الإنفاق الحكومي لمدة ثلاث سنوات، ووضع سقف للعجز في الميزانية بنسبة 1%. وتبسيط النظام الضريبي وخفض الضرائب، مع تخفيض الحد الأقصى لمعدل الضريبة الفردية من 64% إلى 44% ومعدل الضريبة على الشركات من 36% إلى 18%. وتمت خصخصة مجموعة من أصول الدولة بقيمة مليارات الدولارات، بما في ذلك البنوك ومصافي النفط وشركة الطيران الوطنية العال وشركة زيم لخدمات الشحن المتكاملة. كما رفع سن التقاعد لكل من الرجال والنساء، وحررت قوانين صرف العملات بشكل أكبر. واضطرت البنوك التجارية إلى فصل مدخراتها الطويلة الأجل. بالإضافة إلى ذلك، هاجم نتنياهو الاحتكارات والتكتلات لزيادة المنافسة. ونتيجة لهذه التدابير بدأ الاقتصاد الإسرائيلي في الازدهار وانخفضت البطالة كثيرا، نسب المعلقون الفضل إلى نتنياهو على نطاق واسع على أنه حقق "معجزة اقتصادية" بنهاية فترة ولايته. بعد انسحاب شارون من حزب الليكود، دخل نتنياهو السباق على زعامة الليكود، وكانت محاولته الأخيرة قبل ذلك في سبتمبر 2005 عندما حاول إجراء انتخابات تمهيدية مبكرة لمنصب رئيس حزب الليكود، بينما كان الحزب يتولى منصب رئيس الوزراء - مما أدى فعليا إلى الإطاحة بآرييل شارون من منصبه. إلا أن الحزب رفض هذه المبادرة. استعاد نتنياهو القيادة في 20 ديسمبر 2005 بنسبة 47% من الأصوات الأولية، مقابل 32% لسيلفان شالوم و15% لموشيه فيغلين. في انتخابات الكنيست في مارس 2006، احتل الليكود المركز الثالث خلف حزب كاديما والعمل وتولى نتنياهو دور زعيم المعارضة. في 14 أغسطس 2007، أعيد انتخاب نتنياهو رئيسا لحزب الليكود ومرشحه لمنصب رئيس الوزراء بنسبة 73% من الأصوات، مقابل مرشح اليمين المتطرف موشيه فيغلين ورئيس حزب الليكود العالمي داني دانون. عارض نتنياهو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس عام 2008، مثل باقي الأعضاء في الكنيست، معربا عن مخاوفه بشأن إعادة تسليح حماس ومشككا في فوائد الاتفاقية، قائلا: "هذا ليس استرخاء، إنه اتفاق إسرائيلي على إعادة تسليح حماس.. ما الذي سنحصل عليه مقابل ذلك؟" في عام 2002 ترك حزب العمل المشاركة في الحكومة الإسرائيلية وأصبح منصب وزير الخارجية شاغرا، فعينه رئيس الوزراء أرئيل شارون وزيرا للخارجية، وعمل على منافسة شارون لزعامة حزب الليكود، إلا إنه فشل في المنازلة. وبعد انتخابات 2003 عين وزيرا للمالية في حكومة شارون الائتلافية، استقال من منصبه هذا في آب /أغسطس 2005. في فترته وصوتت الكنيست بأغلبية 62 مؤيدا مقابل 41 معارضا، على تعديل القانون الأساسي للحكومة على أنه يمكن لمجلس الوزراء أن يقرر بنفسه الشروع في عملية عسكرية تؤدي إلى الحرب، ولكن في الظروف الاستثنائية، يمكن لوزير الدفاع ورئيس الوزراء، أن يتخذا مثل هذا القرار دون الرجوع لأحد. بين الأعوام 2005 إلى 2009 شغل منصب رئيس حزب الليكود. حقق حزب الليكود نتائج مهمة في الانتخابات التي أجريت في 10 فبراير 2009، إذ تمكن من مضاعفة عدد مقاعده في الكنيست إلى 27 مقعدا على الرغم إنه جاء في المرتبة الثانية بعد حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني والذي حصل على 28 مقعدا. لكنه استطاع مدعوما بالمكاسب التي حققتها أحزاب اليمين في الانتخابات وعددها 65 مقعد من أصل 120 في الكنيست أن يصبح الأوفر حظا في تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أوكل إليه رئيس الدولة شمعون بيرس هذه المهمة يوم 20 فبراير 2009، وحازت حكومته على ثقة الكنيست في 31 مارس 2009. أعلن النائب العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت يوم الخميس 21 نوفمبر 2019 أنه وجه لرئيس الوزراء نتنياهو تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وذلك في القضايا المعروفة باسم 1000 2000 4000. بعد انتهاء فترة رئاسته الثانية، بدأ نتنياهو ولايته الثالثة كزعيم للمعارضة. ظل الليكود أكبر حزب في الكنيست في الدورة الرابعة والعشرين. قاد نتنياهو المعارضة إلى الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 2022. بعد انتخابات 2022، أدى نتنياهو اليمين كرئيس للوزراء مرة أخرى كزعيم لائتلاف متشدد. بدأ ولايته السادسة رسميا في 29 ديسمبر 2022. عارض نتنياهو اتفاقات أوسلو منذ بدايتها، وفي كتابه "مكان بين الأمم" الصادر عام 1993، خصص فصلا بعنوان "حصان طروادة" للمجادلة ضد عملية أوسلو للسلام، كما ادعى أن أمين الحسيني كان أحد العقول المدبرة للمحرقة وأن ياسر عرفات هو خليفة "الإبادة النازية المزعومة". خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء في أواخر التسعينيات، تراجع نتنياهو باستمرار عن الالتزامات التي تعهدت بها الحكومات الإسرائيلية السابقة كجزء من عملية أوسلو للسلام، مما دفع مبعوث السلام الأمريكي دينيس روس إلى القول بأنه "لا الرئيس كلينتون ولا وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت يعتقدان أن نتياهو لديه أي مصلحة حقيقية في السعي لتحقيق السلام". وفي مقطع فيديو يعود إلى عام 2001، قال نتنياهو (الذي لم يكن على علم بأنه سجل) ما يلي: «سألوني قبل الانتخابات إذا كنت سأحترم اتفاقات أوسلو. لقد قلت إنني سأفعل ذلك، لكنني أوضحت أيضا أنني سأفسر الاتفاقات بطريقة تسمح لي بوقف التحرك السريع نحو حدود عام 1967. كيف فعلنا ذلك؟ لم يحدد أحد ما هي المناطق العسكرية المحددة، فالمناطق العسكرية المحددة هي مناطق أمنية، وبالنسبة لي فإن وادي الأردن بأكمله هو منطقة عسكرية محددة.» يرتبط نتنياهو بعلاقة وثيقة مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حيث كانا يعرفان بعضهما البعض منذ عقود بسبب العلاقة المميزة بين حزب الليكود وحزب الشعب الأوروبي. كان أوربان معجبا بشكل خاص بنتنياهو أثناء عمله وزيرا للمالية، وتلقى النصيحة منه بينما كان نتنياهو وزيرا للمالية في إسرائيل. اشتهر نتنياهو بعلاقته الوثيقة والودية مع رئيس الوزراء الإيطالي الراحل السابق سيلفيو برلسكوني. قال نتنياهو عن برلسكوني: "نحن محظوظون بوجود زعيم مثلك". ووصف نتنياهو برلسكوني بأنه "أحد أعظم الأصدقاء". كما طور نتنياهو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي علاقة وثيقة وزادت العلاقات بين الهند وإسرائيل خلال فترة حكمهما. لدى نتنياهو علاقة حميمة وصداقة شخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في كتابه الصادر عام 2022، كتب نتنياهو بشكل إيجابي عن بوتين ووصفه بأنه "ذكي ومتطور ويركز على هدف واحد - إعادة روسيا إلى عظمتها التاريخية". كانت علاقتهما متوترة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس. خلال قمة مجموعة العشرين في كان عام 2011، سمع الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي يقول للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما: "لا أستطيع أن أتحمل نتنياهو، فهو كاذب"، ويقال إن أوباما رد قائلا: "لقد سئمت منه، لكن يتعين علي التعامل معه كل يوم". يعرف نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعضهما البعض منذ سنوات عديدة. كان نتنياهو صديقا لوالد دونالد ترامب (فريد) عندما عاش نتنياهو في نيويورك خلال الثمانينيات أثناء عمله سفيرا للأمم المتحدة. في عام 2013، صنع ترامب مقطع فيديو يؤيد نتنياهو خلال الانتخابات الإسرائيلية، قائلا: "صوتوا لبنيامين - رجل رائع، وزعيم رائع، عظيم لإسرائيل". في يونيو 2019، أعاد نتنياهو تسمية مستوطنة في مرتفعات الجولان المتنازع عليها رسميا باسم دونالد ترامب. ومع ذلك، زعم مساعد ترامب جاريد كوشنر أنه في يناير 2020، شعر ترامب بالإحباط من خطاب نتنياهو بشأن ضم وادي الأردن وفكر في تأييد خصمه السياسي بيني غانتس. تدهورت العلاقة بين نتنياهو وترامب في أعقاب تهنئة نتنياهو لجو بايدن بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، حيث اتهمه ترامب بعدم الولاء وصرح بأن نتنياهو "ارتكب خطأ فادحا". متزوج من سارة نتنياهو وأب لثلاثة أولاد (واحدة منهم من زواجه السابق). ألف نتانياهو عدة كتب منها: وفي الآونة الأخيرة ألف نتانياهو كتابين:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بنيامين نتنياهو
|
bb6e48c5960aa1a85cbf39c617237fb4
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.953926",
"source": "Wikipedia"
}
|
انتخابات رئاسية جزائرية
|
انتخابات رئاسية جزائرية
|
تعتبر الانتخابات الرئاسية الجزائرية ظاهرة ديمقراطية وممارسة حضارية لتأكيد حرية الفرد في اختيار من يراه مناسب لتمثليه في السلطة. وعليه فإن هذه الأخيرة تعد مؤشرا قويا باحترام الديمقراطية، حيث أصبح مطلب إجراء انتخابات حرة ونزيهة من المطالب التي تسعى الدولة الجزائرية لتحقيقه باعتباره معيارا لمدى ديموقراطيتها. وهي أول انتخابات تعددية تجرى في الجزائر، وترشح فيها: وقد ربح بهذه الانتخابات اليمين زروال بحصوله على نسبة 61% من إجمالي الأصوات. كانت نسبة الناخبين 60.25% من إجمالي المسجلين. وكانت نتيجة الانتخابات كالتالي: وقد كان المرشحين عدى بوتفليقة قد اتهموا الحكومة بالتزوير وذلك قبل الانتخابات، وأعلنوا انسحابهم عشية يوم الانتخابات. كانت نسبة الناخبين 58.07% ويقدر عددهم ب10,508,777 من أصل 18,097,255 مسجلين، وقدر عدد الأوراق الملغاة ب329,075. وكانت النتيجة النهائية: وقد اتهم علي بن فليس وسعدي وجاب الله الحكومة بتزوير الانتخابات الرئاسية، وأعلنت منظمة الامن والتعاون الأوروبي أنها لم تر أي تزوير في سير الانتخابات.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/انتخابات رئاسية جزائرية
|
32b8ae9d38d37ec44e56768f89ba0904
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.954509",
"source": "Wikipedia"
}
|
رازي
|
أبو بكر الرازي
|
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (250 /864 – 5 شعبان 311ه/19 نوفمبر 923م) طبيب وكيميائي وفيلسوف ورياضياتي مسلم من أصول فارسية، من علماء العصر الذهبي للعلوم، وصفته سيغريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب «أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق»، حيث ألف كتاب الحاوي في الطب، الذي كان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ. درس الرياضيات الطب الفلسفة الفلك الكيمياء المنطق الأدب. في الري اشتهر الرازي وجاب البلاد وعمل رئيسا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/رازي
|
b16b0f62cfd4dfe2870c284d8793840b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.956553",
"source": "Wikipedia"
}
|
9 أبريل
|
9 أبريل
|
9 أبريل أو 9 نيسان أو يوم 9 \ 4 (اليوم التاسع من الشهر الرابع) هو اليوم التاسع والتسعون (99) من السنة البسيطة، أو اليوم المئة (100) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 266 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/9 أبريل
|
012e774885e3cdc23177933fabeae90c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.956775",
"source": "Wikipedia"
}
|
إيهود باراك
|
إيهود باراك
|
إيهود باراك (12 فبراير 1942 -)، سياسي إسرائيلي وكان عاشر رئيس وزراء لإسرائيل ووزير الدفاع من 1999 إلى 2001 ثم تولى مرة أخرى وزارة الدفاع من 2007 حتى 2013. رأس إيهود باراك حزب العمل الإسرائيلي من 2009 وحتى 2013. انضم باراك للجيش الإسرائيلي في عام 1959 وخدم فيه لفترة 35 سنة ارتقى خلالها إلى أعلى منصب في الجيش الإسرائيلي (عميد). وقام الجيش الإسرائيلي بتقديم ميدالية «الخدمة المميزة» لباراك، كما حصل على شهادات في الشجاعة والأداء المميز. وخلال فترة الخدمة بالجيش، عمل باراك لمتابعة التحصيل العلمي فقد حصل على شهادة من الجامعة العبرية في القدس وأخرى من جامعة «ستانفورد». عمل كوزير للداخلية عام 1995 ووزيرا للخارجية بين الأعوام 1995 إلى 1996. وفي عام 1996، حصل باراك على مقعد في الكنيست الإسرائيلي حيث شارك في اللجان الخارجية والدفاعية. وفي نفس العام، تمكن باراك من رئاسة حزب العمل الإسرائيلي. في 17 مايو 1999 تمكن باراك من الفوز برئاسة الوزارة الإسرائيلية وقد أتم فترة رئاسته لغاية 7 مارس 2001 عندما خسر في الانتخابات الاستثنائية لغريمه «ارئيل شارون». ونذكر أهم الأحداث التي تخللت فترة باراك لرئاسة الوزارة وتميز بعضها بالجدل: ولد إيهود باراك في كيبوتس مشمار هشارون في فلسطين الانتدابية آنذاك. وهو الابن الأكبر بين أربعة أبناء، والداه هم لإستير (25 يونيو 1914 - 12 أغسطس 2013) ويسرائيل مندل بروغ (24 أغسطس 1910 - 8 فبراير 2002). مات أجداده من للأب، فريدا وروفين بروغ، في بوشالوتاس (بوشيلات) في شمال ليتوانيا (التي كانت تحكمها الإمبراطورية الروسية آنذاك) في عام 1912، تاركين والده يتيما في الثانية من عمره. توفي أجداده للأم، إلكا وشموئيل جودين، في معسكر تريبلينكا. قام إيهود بتحويل اسم عائلته من "بروغ" إلى "باراك" في عام 1972. وأثناء خدمته العسكرية التقى بزوجته المستقبلية (نافا باراك زينغر 8 أبريل 1947 في طبريا). أنجبا ثلاث بنات: ميشال ( 1970)، ياعيل (1974) وعنات ( 1981). وله أحفاد. طلق باراك نافا في أغسطس 2003. وفي 30 يوليو 2007، تزوج باراك من نيلي برئيل (25 أبريل 1944) في حفل صغير في منزله الخاص. حصل باراك على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات من الجامعة العبرية في القدس عام 1968، ودرجة الماجستير في النظم الهندسية والاقتصادية عام 1978 من جامعة ستانفورد في اليفورنيا.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إيهود باراك
|
8cfeda7447a3adea660eb4431c8cc966
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.957555",
"source": "Wikipedia"
}
|
المغرب العربي
|
المغرب العربي
|
المغرب العربي أو المنطقة المغاربية أو المغرب الكبير أو المغرب العربي الكبير (تاريخيا: بلاد المغرب، بلد المغرب أو ببساطة «المغرب») هي منطقة تقع في شمال إفريقيا، ممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الأطلسي، وهي تشمل بالأساس خمسة دول هي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا. كما تشمل أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها (التي تسيطر عليها المغرب في الغالب) ومدينتي مليلية وسبتة (التي تسيطر عليها إسبانيا وتعد جزء من المغرب) وتبلغ مساحتها مجتمعة حوالي 5.782.140 كلم². اعتبارا من سنة 2017، بلغ عدد سكان المنطقة أكثر من 100 مليون شخص. وعادة ما تعرف المنطقة بأنها غالبية أو معظم شمال أفريقيا بما في ذلك جزء كبير من الصحراء الكبرى، باستثناء مصر. وقد تم توسيع التعريف التقليدي للمنطقة الذي اقتصر على جبال الأطلس والسهول الساحلية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا، من خلال إدراج موريتانيا ومنطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها. قبل إنشاء الدول القومية الحديثة في المنطقة خلال القرن العشرين، كان يشار إلى «المغرب» عموما إلى منطقة أصغر بين جبال الأطلس في الجنوب والبحر الأبيض المتوسط. وكثيرا ما شملت أيضا شرق ليبيا، لكن ليس موريتانيا الحديثة. في أواخر القرن التاسع عشر كان يستخدم للإشارة إلى منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط الساحلية لشمال أفريقيا عموما، وإلى الجزائر والمغرب وتونس على وجه الخصوص. أسست موريتانيا والمغرب وتونس والجزائر وليبيا اتحاد المغرب العربي في عام 1989م لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي في سوق مشتركة. كان تصور معمر القذافي في البداية كدولة عظمى. شملت الرابطة الجديدة الصحراء الغربية ضمنا تحت عضوية المغرب، مما جعل حرب المغرب الباردة الطويلة مع الجزائر تستريح. ومع ذلك، فإن هذا التقدم لم يدم طويلا، وجمد الاتحاد فعليا منذ عام 1994 حتى الآن بعد تفجير فندق في مراكش اتهم بتنفيذه فرنسيون من أصول مغربية وجزائرية. بعد ذلك، عاد التوتر بين الجزائر والمغرب حول الصحراء الغربية للظهور بقوة، وعزز التوتر قضية الحدود التي لم يتم حلها بين البلدين. لقد عرقل هذان النزاعان الرئيسيان التقدم في الأهداف المشتركة للاتحاد وجعلاه من الناحية العملية غير نشط أبدا. ومع ذلك، فإن عدم الاستقرار في المنطقة وتزايد التهديدات الأمنية عبر الحدود أحيت الدعوات إلى التعاون الإقليمي. على سبيل المثال، أعلن وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي الحاجة إلى سياسة أمنية منسقة في مايو 2015م خلال الجلسة الثالثة والثلاثين لاجتماع لجنة المتابعة، مما يعيد الأمل في شكل من أشكال التعاون. كان لكأس الأمم الإفريقية 2019 أثر إيجابي على العلاقات بين البلدين وعلى المغرب العربي عموما. يعود أصل الكلمة «المغرب» إلى اللغة العربية بمعنى «المكان الذي تغرب منه الشمس» «الغرب»، وهكذا سميت المنطقة «بلاد المغرب أو بلد المغرب»، بسبب الوضع الغربي لهذه المنطقة فيما يتعلق بمركز الخلافة الإسلامية. استخدم المسلمين أولا اسم «جزيرة المغرب»، كتسليط الضوء على حالة المنطقة التي تبدو معزولة بين البحر والصحراء. بعد تأسيس المملكة المغربية الحديثة، أصبح اسم «المغرب» في اللغة العربية حاليا مرتبط بالدولة المغربية، ويشار اليوم لمصطلح «بلاد المغرب أو بلد المغرب» باسم «المغرب العربي» أو «المنطقة المغاربية»؛ تاريخيا، المصطلح الذي كان يطلق على أراضي المملكة المغربية الحالية هو «المغرب الأقصى». على خلاف اللغة العربية، احتفظت باقي اللغات بمصطلح « Maghreb » أي «مغرب» للإشارة إلى بلاد المغرب أو بلد المغرب (المنطقة المغاربية) « Morocco » من «مراكش» للإشارة لدولة المغرب الحديثة. في اللغة التركية تعرف دولة المغرب باسم «فاس»، «مراکش» في اللغة الفارسية والأردية. في العصور الوسطى، أشار مصطلح «المغرب» إلى جزء من المنطقة المغربية الحالية وشمل أيضا المغرب الأقصى. حسب ابن خلدون فإن المغرب الأقصى هو دولة المغرب الحالية. والمغرب الأوسط هو الجزائر الحالية (محافظتي الجزائر ووهران) وإفريقية (تونس الحالية، وكذلك جزء من ليبيا التي تضم طرابلس، تحت حكم الحفصيون، أضيفت أيضا محافظات الزيبان، قسنطينة، بجاية) كما يستعمل أحيانا ابن خلدون مصطلح «المغرب» للإشارة إلى دولة المغرب الحالية. في حين أن معظم جغرافيين في هذه الفترة يتوافقون في أن بلاد المغرب في شمال أفريقيا، بما في ذلك أحيانا مصر وبرقة، فإن الجغرافي المقدسي ضم المغرب، شمال أفريقيا، واسبانيا وصقلية معا. في العصور القديمة الكلاسيكية، كان المغرب أو أجزاء من المنطقة معروفة عرف بمختلف الأسماء الطبوغرافية، بما في ذلك «ليبيا» المعروفة الآن باسم ليبيا القديمة، قرطاج، موريتانيا القيصرية وموريطنية الطنجية، نوميديا، الساحل البربري أو إفريقية، التي أعطت اسمها لقارة أفريقيا. شهد استخدام نعت «العربي» في عبارة «المغرب العربي» في أواخر 1940، وفي بعض الكتابات النادرة ففي عام 1947، على سبيل المثال، في القاهرة، تأسست «لجنة تحرير المغرب العربي» من سبعة أحزاب قومية من بلدان شمال أفريقيا الثلاث. وظهرت أكثر حزما في عام 1989 مع إنشاء منظمة إقليمية لاتحاد المغرب العربي، الذي يجمع بين الدول الثلاث في شمال أفريقيا - المغرب، تونس، الجزائر - وكذلك ليبيا وموريتانيا. ورد مصطلح المغرب الكبير في الدستور المغربي لعام 2011 مكان «المغرب العربي»، في محاولة لإقرار مزيد من الحقوق للفئات الأمازيغية في البلاد، كجعل اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. «مغربي» وجمعها «مغاربة» نسبة إلى المغرب بينما تستعمل كلمة «مغاربي» وجمعها «مغاربيون» (علما أن قواعد اللغة العربية لا تجيز النسبة إلى الجمع) للنسبة إلى بلاد المغرب (المغرب العربي)، وهذا للتمييز بين المنتسب للمملكة المغربية الحديثة والمنطقة المغاربية أو بلاد المغرب بسبب الالتباس الحاصل بين التسميتين. أصبح «مغربي» «مغربية» وجمعها «مغاربة» جنسية سكان «المملكة المغربية». يقع المغرب العربي شمال القارة الإفريقية، بين خطي العرض 15° 37° شمالا، وخطي الطول 25° شرقا °17 غربا، وهي منطقة جغرافية تضم خمس دول (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا). وتبلغ مساحتها 6 ملايين كم². يحد المغرب العربي شمالا البحر المتوسط، وجنوبا مالي والتشاد والنيجر والسنغال، وشرقا مصر والسودان، وغربا المحيط الأطلسي. تختلف الأشكال التضاريسية ببلدان المغرب العربي ما بين السهول والجبال والهضاب والصحارى، كما تتعرض المنطقة لتيارات مناخية مختلفة قادمة من المحيط الأطلسي ومن الصحراء الكبرى ومن القطب الشمالي. يتشكل سكان المغرب العربي من العرب والأمازيغ يسمون أيضا بالبربر، وتقريبا كل السكان يدينون بالدين الإسلامي الذي انتشر في المنطقة. تنتشر بالمغرب العربي خمسة مجالات مناخية: مجال متوسطي: شمال الجزائر، شمال تونس، شمال المغرب المطل على البحر المتوسط (الريف)، غرب المغرب المطل على المحيط الأطلسي، الجبل الأخضر في ليبيا. مجال شبه جاف: الداخل المغربي والجزائري والتونسي الجبل الغربي في ليبيا. مجال قاري متطرف: أعالي الجبال المغربية والجزائرية. (الأطلس والريف) مجال صحراوي جاف: الصحراء المغربية في الجنوب والجنوب الشرقي، والصحراء الجزائرية في الوسط وفي الجنوب الغربي والشرقي، الجنوب التونسي، معظم مساحة ليبيا، ومعظم مساحة موريتانيا. مجال شبه مداري: أقصى جنوب موريتانيا المحاذي لنهر السنغال. طبيعيا يمكن تقسيم المغرب العربي إلى منطقتين جغرافيتين مختلفتين: يتباين عدد السكان في بلدان المغرب الكبير وتعد الجزائر أكبر البلدان سكانا (42.3 مليون نسمة حسب إحصائيات 2018) في المنطقة، يليها المغرب (42.1 مليون نسمة حسب إحصائيات 2018) ثم تونس (12 مليون حسب إحصائيات 2018) وليبيا (7 ملايين حسب إحصائيات 2018) وموريتانيا (4 ملايين حسب إحصائيات 2018). تلعب الظروف الطبيعية والبنية الجيولوجية دورا أساسيا في توزيع الأهمية الاقتصادية بين دول المنطقة، حيث تزداد أهمية الفلاحة والسياحة والفوسفات في المغرب وتونس، في حين تتركز في الجزائر وليبيا الثروات النفطية. بينما يعد الحديد أهم الموارد الطبيعية في موريتانيا. يتيح التباين في الموارد الاقتصادية إمكانية التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدان الخمسة. يصدر اتحاد المغرب العربي في المقام الأول النفط والغاز الطبيعي ثم الفوسفات والحديد الخام والسمك والتمور والمنسوجات والزيوت النباتية، في حين يستورد المعدات والأجهزة والكيماويات وإلخ. وتعد فرنسا تقريبا الشريك التجاري الأول للاتحاد المغاربي، يأتي بعدها كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وتصدر دول الاتحاد ما قيمته 47.53 مليار دولار تشكل 17.8% من صادرات الوطن العربي، وتحتل الجزائر المكان الأول بنسبة 41% من صادرات دول الاتحاد. وتبلغ واردات الاتحاد ما قيمته 37.71 مليار دولار أي ما نسبته تقريبا 22% من استيرادات الوطن العربي. موريتانيا: تمتاز موريتانيا بتنوع ثروتها المعدنية من حديد ونحاس وجبس وفوسفات وغيرها وتساهم الثروات الطبيعية الهائلة مساهمة فعالة في تكوين الرأس المال الوطني وفي تطوير البلاد ودفع عجلة النمو فيها سواء عن طريق الإسهام في حل المشاكل الاجتماعية القائمة خصوصا في مجال العمالة والتشغيل أو للاعتماد عليها كمصدر للحصول على العملات الصعبة. المغرب: يملك المغرب 70% من احتياطات الفوسفات العالمي. ويعتمد اقتصاد المغرب أيضا على السياحة الأجنبية، وتصدير الحمضيات والبطاطا والخضراوات والأسماك والنسيج إلى أوروبا وأمريكا. الجزائر: من بين أكبر منتجي الغاز والنفط في العالم. احتلت المرتبة الثانية عشرة عالميا في إنتاج النفط لسنة 2009. والرتبة السابعة في إنتاج الغاز الطبيعي عالميا. والرتبة الأولى عالميا في تصدير الغاز الطبيعي المسال LNG. تملك احتياط يقدر بحوالي 25,000 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وتنتج الجزائر 1.45 مليون برميل يوميا من النفط، 152 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، ما يعادل 234 مليون طن من الغاز والنفط ومشتقاته سنويا، تصدر منها 134 مليون طن سنويا. وكان الاحتياط سابقا يبلغ لمدة 40 سنة. وحسب الدراسات الجديدة تبين أن الاحتياط يكفي لمئة عام. وأكثر إذا اكتشفت حقول جديدة مستقبلا. وأخيرا في شباط/فبراير 2010 تم اكتشاف أول اكتشاف للغاز الطبيعي في شمال البلاد في منطقة الرحوية في ولاية تيارت، الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر غربي العاصمة الجزائرية. ويعتمد كثيرا اقتصادها على تصدير النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية والسياحة الأجنبية التي تمثل بمجموعها 70% من صادرات البلاد، إضافة إلى الصناعات الميكانيكية مثل المحركات والحافلات والشاحنات والجرارات والآلات الفلاحية. والفلاحة التي ترتكز أساسا على زراعة الحمضيات والنخيل والحبوب والزيتون. كما للجزائر ثروات طبيعية أخرى مثل الحديد الذي ينتج من منجم الونزة ومنجم بوخضرة الذي ينتج 3.645 ملاين طن ومنطقة جبيلات في الجنوب وفيها واحد من أكبر حقول الحديد في العالم لم يستثمر. يوجد أيضا الفحم واليورانيوم والذهب (في جبال الهقار) والزنك والرصاص والنحاس والزئبق. تنتج الجزائر أيضا الرخام. تونس: يعتمد الاقتصاد التونسي على السياحة وعلى الصناعة مثل المناولة في صناعة الملابس لأبرز العلامات التجارية الأوروبية بالإضافة إلى الصناعات الميكانيكية كقطع غيار السيارات وأبرزها قطع لسيارات مرسيدس وغيرها وكذلك أجزاء من طائرات إيرباص، وتشكل الصادرات التونسية من زيت الزيتون أهم صادراتها الفلاحية حيث أن تونس المصدر الأول لزيت الزيتون في العالم سنة 2015، كما أن صادرات تونس من التمور تمثل ثاني صادرات تونس الفلاحية. ويشبه الاقتصاد التونسي في بنيته الاقتصاد المغربي بعض الشيء خاصة من حيث أهمية السياحة، إلا أن الاقتصاد التونسي يعتمد أكثر على الصناعة فيما يعتمد الاقتصاد المغربي أكثر على الفلاحة. والاقتصاد التونسي هو الأسرع نموا والأكثر تنافسية في المغرب العربي ويصنف بانتظام من بين الاقتصادات الثلاثة الأكثر تنافسية في القارة الإفريقية والمنطقة العربية. ليبيا: تعد من بين أكبر منتجي النفط في العالم حيث تحتل المرتبة 18 عالميا لسنة 2009. تعتمد ليبيا على النفط في اقتصادها إلى جانب الصناعات الكيميائية، وبدأت تشهد تحسنا في قطاع الاستثمار العقاري والتجاري بعد رفع الحظر عنها سنة 2000 كما أن قطاع السياحة يشهد اهتماما ونموا خاصة في المدن الأثرية ومنطقة الجبل الأخضر في الشمال الشرقي والسياحة الصحراوية والواحات الجنوبية. غالبية سكان بلدان المغرب العربي مسلمون سنة على مذهب الإمام مالك وهذا الأمر يعد من أهم أسباب تقوية الروابط بين البلدان المغاربية حيث لا تباين يذكر في المرجعية الدينية، وهناك تواجد بسيط لمسلمين يتبعون المذهب الأباضي، وكون أن الغالبية العظمى من السكان مسلمين فإن هذا الأمر جعل الثقافة الغالبة في المغرب العربي أساسا هي الثقافة الإسلامية حيث يشكل المسلمون في أغلب بلدان الاتحاد نسبة تزيد عن 97%. عاشت في دول المغرب العربي مجتمعات مزدهرة من اليهود، حيث كان عدد المغاربة اليهود في حدود 250 ألف عام 1940، وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10 % من مجموع سكان البلاد، ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم بما في ذلك إسرائيل، إلا أنه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين. التقديرات حول عدد المغاربة اليهود المقيمين حاليا داخل المغرب غير معروفة بدقة، تشير عدد من الإحصائيات أن هناك 3 آلاف يهودي يتوزعون في المدن المغربية الرئيسية وبالذات في الدار البيضاء، وهي أكبر تجمع يهودي في بلاد المغرب العربي. أعداد أصغر من اليهود ما توال في تونس حيث يصل أعداد اليهود حوالي 1,100 يهودي تونسي. تتواجد اليوم في دول المغرب العربي تجمعات من المسيحيين منهم أجانب أوروبيين حيث أن العديد منهم متعهدون أو موظفو شركات عالمية، القسم الأكبر منهم من ذوي الأصول الأوروبية هم ممن سكنوا ابان الاستعمار ويتجمعون في العواصم أو المدن الكبرى، مسيحيو هذه المناطق هم من الكاثوليك ويوجد لكل من تونس والجزائر والمغرب أبرشية خاصة، إلى جانب بعض البروتستانت، بينما الكنيسة القبطية هي الأكبر عددا في ليبيا، وهناك أيضا مجموعات من المسيحيين المواطنين في هذه الدول اعتنقت المسيحية وهي إما عربية أو أمازيغية، وقد قدر عددها في المغرب عام 2006 حوالي 7 آلاف شخص، (أشارت لعام 2015 دراسة إلى وجود 150,000 مغربي مسلم تحول للمسيحية) إلا أن الدولة لا تعترف بالتحول الديني، كما أنه في المغرب لا يجوز طباعة أو نشر أو استيراد الكتاب المقدس باللغة العربية. وتشير بعض التقارير إلى وجود بين 100,000- 380,000 جزائري (القسم الأكبر منهم أمازيغ) معتنق للديانة المسيحية خاصة البروتستانتية. يشير مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل للولايات المتحدة إلى وجود آلاف من التونسيين تحولوا إلى المسيحية يعد محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو زعيم مجاهد أمازيغي من المغرب، أول من أشاع استعمال مصطلح المغرب العربي كثيرا، بعد أن أسس لجنة تحرير المغرب العربي، حيث حدد الخطابي أهداف هذه اللجنة، في البيان الذي أصدره بمناسبة تأسيسها في 6 كانون الثاني، 1947 على النحو الآتي: جمع شمل كافة القوى والأحزاب الوطنية المناضلة في سبيل استقلال المغرب وتونس والجزائر، وإرساء أسس وحدة وطنية مغربية تنادي بالإسلام والعروبة والاستقلال التام وترفض أي مساومة مع المستعمر الأجنبي. شهد التعاون بين أقطار المغرب العربي محطات مهمة، ففي نيسان/أبريل 1958 عقد لقاء طنجة بين زعماء الحركة الوطنية في كل من المغرب والجزائر وتونس. وفي أيلول/سبتمبر/شتنبر 1964 عقد لقاء جمع وزراء الاقتصاد والمالية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر/نونبر 1967 اجتمع المؤتمر الخامس لوزراء الاقتصاد والمالية بتونس. وفي 10 يونيو 1988 عقدت «قمة زرالدة» بين زعماء الدول الخمس للتحضير لتأسيس الاتحاد المغاربي. وفي 17 فبراير 1989 كان لقاء مراكش بين زعماء الدول الخمس، وتوقيع معاهدة الاتحاد المغاربي. ويتكون اتحاد المغرب العربي من الهياكل الإدارية التالية: أما اللجان مثل لجنة الأمن الغذائي، لجنة الاقتصاد والمالية ولجنة الموارد البشرية فتقوم بدراسة القضايا حسب التخصص.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/المغرب العربي
|
0660d60b4e7ce451c8db52574a90bf8d
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.961941",
"source": "Wikipedia"
}
|
شركة والت ديزني
|
شركة والت ديزني
|
شركة والت ديزني والمعروفة باسم ديزني هي إحدى شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم. تأسست الشركة في 16 أكتوبر، 1923، من قبل الأخوان والت وروي ديزني في شكل إستوديو لفن التحريك (الأنيمايشن)، وكما أنه أصبح واحدا من أكبر الاستوديوهات في هوليوود، وأصحاب أو مرخص لأحد عشر حدائق ملاهي والعديد من شبكات (التلفزيون) مثل هيئة الإذاعة الأمريكية (ABC) وإي إس پي إن. مقر شركة ديزني الرئيسي ومرافق الإنتاج الأولي تقع في إستديوهات والت ديزني (Walt Disney Studios) في بربانك، كاليفورنيا. الشركة هي من العناصر المكونة لمؤشر داو جونز الصناعي. في أوائل عام 1923 في كانساس سيتي بولاية ميزوري قام رسام الرسوم المتحركة والت ديزني بإنشاء فيلم قصير بعنوان بلاد عجائب أليس، والتي ظهرت الممثلة الطفلة فرجينيا ديفيس تفاعل مع شخصيات الرسوم المتحركة. اتصلت موزعة الفيلم مارغريت وينكلر مع ديزني للتخطط لتوزيع سلسلة من الأفلام الكوميدية أليس من سلسلة أليس بلاد العجائب. انتقل والت ديزني، وشقيقه روي إلى لوس انجليس. في 16 تشرين الأول 1923، وضعوا متجر في مرأب عمه روبرت ديزني، معلنين بداية كارتون ديزني وأول استوديو للأخوين. في غضون بضعة أشهر، انتقلت الشركة إلى الجزء الخلفي من أحد المكاتب العقارية في وسط مدينة لوس انجليس، حيث استمر الإنتاج على الأفلام الكوميدية أليس حتى عام 1927، وفي عام 1926، انتقل الاستوديو لمنشأة شيدت حديثا الاستوديو في الجادة هايبريون في منطقة بحيرة فضية في لوس انجليس. بعد زوال الكوميدية أليس، وضعت ديزني الكرتونية سلسلة كاملة من بطولة شخصيه الشركة الأولى والأصلية أوزوالد الأرنب المحظوظ، والتي تم توزيعها من قبل شركة وينكلر يونيفرسال بيكتشرز. ديزني يستكمل سوى 26 حلقة لشخصية اوزوالد قبل أن يخسر العقد في شباط 1928، عندها تولت شركة زوج وينكلر تشارلز مينتز توزيعها. أخذ مينتز كل رسامي شركة والت ديزني ماعدا يو بي ايوركس للبدة باستوديوهاتة الخاصة لافلام الكارتون. للعودة بعد فقدان شخصية أوزوالد الأرنب المحظوظ، بدأوالت ديزني في العام 1928 بالتعاون مع الرسام سو بي ايوركس خلق شخصية ميكي ماوس. صدر الفيلم من إنتاج شركة ديزني الجزء الأول ستيمبوت ويلي، رسما كاريكاتيريا بطولة ميكي، في 18 نوفمبر 1928. وكان فيلم ميكي ماوس الثالث ومعه من الشخصيات خلف الطائرة ومجنون ووغاتوشو. كان أيضا أول كرتون ميزة الصوت المتزامن وقد استخدمت ديزني نظام، التي أنشأتها الدول باستخدام نظام لي دي فورست في أول عرض لباخرة ويلي في مسرح كولوني موس في مدينة نيويورك الذي يدعى الآن مسرح برودواي. واصلت شركة ديزني لإنتاج الرسوم المتحركة مع ميكي ماوس والشخصيات الأخرى، وبدأت سلسلة السمفونيات المضحكة، والتي تم الإعلان بأنه "ميكي ماوس يقدم سيمفونية والت ديزني المضحكة". في عام 1932، وقعت شركة ديزني عقد حصري مع تكنيكولور (حتى نهاية 1935) لإنتاج الرسوم المتحركة في اللون، بدءا من الزهور والأشجار (1932). أصدرت شركة ديزني من خلال الرسوم الكاريكاتورية صور المشاهير الدول "(1928-1930)، كولومبيا بيكتشرز (1930-1932)، والولايات المتحدة حرة (1932-1937) زاد من شعبية من سلسلة ميكي ماوس والسيمفونيات المضحكة. في محاولة للدفع بالرسوم المتحركة لأبعاد أخرى بدأت ديزني بأنتاج أول فيلم كارتوني طويل في العالم 1934 والذي أخذ العمل فية 3 سنوات وهو بياض الثلج والأقزام السبعة والمستوحى من قصة الأخوين بريم وقد عرض في ديسمبر من العام 1937 محققا أعلى الإيرادات حتى عام 1939 وقد تولت شركة أر كي أو التوزيع. باستخدام الأرباح من سنو وايت، ديزني بتمويل بناء جديد 51 فدان معقدة استوديو (210,000 M2) في بوربانك بولاية كاليفورنيا. تم الانتهاء من والت ديزني الجديدة، التي يقع مقرها الرئيسي في الشركة حتى يومنا هذا، ويفتح أبوابه للعمل بحلول نهاية عام 1939. في العام التالي، كان والت ديزني للإنتاج طرحت اسمها للعام الأول. واصل الإنتاج في استوديو الرسوم المتحركة القصيرة والطويلة، مثل بينوكيو (1940)، فانتازيا (1940)، دامبو (1941)، وبامبي (1942). بعد أن بدأت الحرب العالمية الثانية انخفضت الأرباح في شباك التذاكر. وعندما دخلت الولايات المتحدة الحرب بعد الهجوم على بيرل هاربور، وضعت الكثير من الرسوم المتحركة من إنتاج شركة ديزني في خدمة القوات المسلحة. بتكليف من حكومتي الولايات المتحدة وكندا في الاستوديو لإنتاج أفلام التدريب والدعاية. وبحلول عام 1942 من 90 ٪ من العاملين فيها كانوا يعملون في الأفلام المتعلقة بالحرب. مع عدد محدود من الموظفين وقلة رأس المال العامل أثناء وبعد الحرب، كانت الأفلام الروائية ديزني خلال الكثير من اربعينات القرن الماضي «أفلام حزمة»، أو مجموعة من الأفلام القصيرة، مثل وكاباليروس ثلاثة (1944) ووقت الموسيقى (1948)، التي كان أداؤها ضعيفا في شباك التذاكر. في الوقت نفسه، بدأ الاستوديو بالعمل في أفلام وثائقية ومباشرة ظهرت الأغنية في الجنوب (1946) وعزيز جدا على قلبي (1948) في حين أن سلسلة مغامرات حقيقية في الحياة، والتي شملت أفلام مثل جزيرة الختم (1948) والمرج والتلاشي (1954) كانت شعبية وفازت بالعديد من الجوائز. ثبت إنتاج سندريلا في عام 1950 أن الرسوم المتحركة الروائية الطويلة يمكن أن تنجح في السوق. وشملت الإصدارات الأخرى في الفترة أليس في بلاد العجائب (1951) وبيتر بان (1953)، التي بدأ إنتاجها قبل الحرب وأول أفلام الحركة لديزني جزيرة الكنز (1950). وقصة روبن هود ورجاله (1952)، والسيف، وروز (1953)، 20,000 فرس تحت البحر (1954). وقد انتهى عقد ديزني الذي ابرمتة مع ار كي أو للتوزيع في العام 1953 وشكلت شركة التوزيع الخاصة بها بوينا فيستا التوزيع. في ديسمبر 1950، تعاونت والت ديزني للإنتاج وشركة كوكا كولا لأول مرة لأنتاج أول فيلم ديزني في التلفزيون، وشبكة ان بي سي التلفزيونية لتقديم فقرة خاصة من ساعة في بلاد العجائب. في أكتوبر 1954 أنتجت اي بي سي أول مسلسل لديزني على شبكتها وهو ديزني لاند والذي من الممكن أن يستمر ليصبح أطول مسلسل تلفزيوني في التاريخ وهو الذي فتح لديزني منبرا لإنتاج مسلسلات جديدة وإعادة بث القديم منها وأصبحت أي بي سي شريكا لديزني في تمويل وتطوير مشاريع ديزني الجديدة ويقع مقرة في وسط بستان للبرتقال بالقرب من اناهيم بولاية كاليفورنيا الأمريكية. في عام 1954، استخدمت والت ديزني ديزني لاند لها لكشف النقاب عن ما سيصبح ديزني لاند، وهي فكرة تصور للخروج من الرغبة في المكان الذي يوجد فيه الآباء والأمهات والأطفال على حد سواء يمكن أن يكون متعة في نفس الوقت. في 18 يوليو 1955، افتتحت ديزني لاند والت ديزني لعامة الناس. في 17 يوليو 1955، وكان مخططا ديزني لاند مع البث التلفزيوني المباشر الذي استضافته لينكليتر الفنية ورونالد ريغان. بعد بداية مهزوزة، واصلت ديزني لاند في النمو وجذب الزوار من مختلف أنحاء البلاد وحول العالم. وشملت توسع كبير في عام 1959 بالإضافة إلى نظام القطار الكهربائي في أميركا. في المعرض العالمي 1964 في نيويورك، أعدت ديزني أربع وسائل جذب منفصلة لرعاة مختلفين، كل منها سوف تجد طريقها إلى ديزني لاند في شكل أو آخر. خلال هذا الوقت، كان والت ديزني أيضا تتكشف سرا مواقع جديدة لثاني منتزهات ديزني. في نوفمبر 1955، كشف النقاب عن «ديزني: كوكب الأرض»، مع وجود خطط لمتنزهات وفنادق، وحتى مدينة نموذجية على آلاف الدونمات من الأراضي التي تم شراؤها من خارج اورلاندو بولاية فلوريدا. واصلت شركة ديزني لتركيز طاقاتها على شاشة التلفزين خلال الخمسينات. وهو برنامج يبث كل نهاية أسبوع يظهر فيه الأطفال على التلفزيون في نادي ميكي ماوس، ويضم لقائمته "Mouseketeers" الشباب في عام 1955 والذي حقق نجاح كبير، كما فعل مسلسل ديفي كروكيت، من بطولة فيس باركر والبث من العرض مختارات في ديزني لاند. بعد عامين أثبتت سلسلة زورو شعبيتها لمدة موسمين على أي بي سي، فضلا عن حلقات منفصلة عن سلسلة ديزني لاند. وعلى الرغم من هذا النجاح استثمرت والت ديزني للإنتاج التلفزيوني في مشاريع صغيرة في الستينات، مع استثناء من هذه السلسلة القصصية منذ فترة طويلة، عرفت فيما بعد باسم العالم الرائع من ديزني. أبقت شركة أفلام ديزني استوديوهاتها مشغولة بإنتاج خمس أو ست أفلام سنويا خلال هذه الفترة في حين أن إنتاج الأفلام القصيرة تباطأ بصورة ملحوظة خلال الخمسينات والستينات، الذي صدر في الأستوديو عددا من الأفلام المتحركة الشهيرة، مثل: السيدة والصعلوك (1955)، الجميلة النائمة (1959) ومائة وواحد مرقش (1961)، وقد قدمت العديد من وسائل الزيغروفي لإنتاج أفلام الكارتون وقد تنوع إنتاجها في عدة أنواع أدبية منها الروية التاريخية جوني تريمين (1959) والاستيحاء من كتب الأطفال: بوليانا (1960) والعصر الحديث للكوميديا: الكلب الأشعث (1959) أكثر إنتاجات ديزني نجاحا هي الفيلم الكارتوني الدرامي المستوحى من ماري بوبينس والذي حصل على خمس جزائز أوسكار بما فيها أفضل ممثلة لجولي أندروز. في 15 ديسمبر 1966، توفي والت ديزني جراء إصابته بسرطان الرئة وقد تولى أخيه روي ديزني منصب الرئيس التنفيذي ورئيس الشركة وقد كان أحد أهم أعماله الأولى هو تغيير اسم عالم ديزني إلى عالم والت ديزني تكريما لأخية ولرؤيته. في عام 1967، تم إطلاق اثنين من أفلام والت يتبعها نشاط مثل فيلم الرسوم المتحركة كتاب الأدغال والفيلم الموسيقي أسعد مليونير. أطلق الاستوديو عددا من الفلام الكوميدية في أواخر الستينات، بما في ذلك علة الحب (1968) والحاسب الآلي الذي يرتدي أحذية تنس (1969)، الذي لعب بطولته آخر اكتشافات ديزني الشابة، كيرت راسل. افتتح في السبعينات مع إطلاق ديزني أول فيلم ما بعد والت وهو الفيلم المتحرك Aristocats، تليها العودة إلى المسرحيات الموسيقية الخيالية بيدنوبز (1971) والعصي. في 1 أكتوبر 1971، افتتح عالم والت ديزني للجمهور، وبعدها بشهرين توفي روي ديزني بالسكتة الدماغية تاركا الشركة تحت سيطرة دون تيتوم وكارد ووكر ورون ميلر والذين دربوا على يد والت وروي. بينما واصلت والت ديزني للإنتاج الأفلام العائلية خلال السبعينات، مثل الهروب إلى الجبال الساحرة (1975) الجمعة الغريبة (1976)، لم تكن ناجحة ماديا في شباك التذاكر ومع ذلك، وجد أستوديو ديزني للرسوم المتحركة النجاح مع روبن هود (1973)، وعمال الإنقاذ (1977)، والثعلب وكلب (1981). أنتج استوديو ديزني فيلم المغامرة والخيال الثقب الأسود في عام 1979 والمستوحى من الفيلم الشهير حرب النجوم الثقب هو واحد من أوائل إصدارات ديزني التي تحمل تصنيف بي جي. في عام 1980، انضمت شركة ديزني مع باراماونت بيكتشرز في إنتاج الفيلم المستوحى من باباي 1980، الذي فشل عند النقاد، لكن حقق نجاح معتدل في شباك التذاكر انضمت شركة ديزني مع باراماونت مرة أخرى في ملحمة الخيال التنين القاتل 1981، الذي كان أكثر إنتاجات ديزني نضجا على الإطلاق في ذلك الوقت، على الرغم من أنه كان فاشلا في شباك التذاكر. أدى إطلاقه وغيره من الأفلام المصنفة بي جي تصنيف مثل ترون المبتكر الجريء (1982) أنشأ الرئيس التنفيذي لشركة ديزني رون ميلر توتشستون كعلامة تجارية تابعة لشركة ديزني لإطلاق المزيد من الأفلام الموجهة للكبار تم إطلاق عن أول إنتاجات توتشستون رشة الكوميديا (1984)، الذي كان نجاحا في شباك التذاكر. مع بقاء برنامج عالم ديزني الرائع في وقت الذروة، عاد ديزني إلى التلفزيون في السبعينات مع برمجة المشتركة مثل سلسلة مختارات مصنع الفئران وإحياء نادي ميكي ماوس. في عام 1980، أطلقت والت ديزني هوم فيديو ديزني للاستفادة من السوق الناشئة حديثا لشريط فيديو. في 18 نيسان، 1983، لأول مرة على قناة ديزني كقناة اكتتاب على مستوى البلاد على أنظمة الكابل، وتضم مكتبته كبيرة من الأفلام الكلاسيكية والمسلسلات التلفزيونية، جنبا إلى جنب مع البرمجة الأصلية للمسلسلات العائلية. تلقى والت ديزني العالمية الكثير من الاهتمام في الشركة من خلال السبعينات والثمانينات في عام 1978، أعلنت ديزني التنفيذية للمرة الثانية موضوع حديقة والت ديزني العالمية والتي من شأنها أن تفتح في تشرين الأول 1982. كانت مستوحاة من حلم والت ديزني من مدينة نموذجية مستقبلية وشركة لاند اورينتال بدأت شراكة مع والت ديزني للإنتاج لبناء أول ديزني لاند خارج الولايات المتحدة، وهي ديزني لاند طوكيو الذي افتتحت في نيسان عام 1983. على الرغم من نجاح قناة ديزني وإبداعاتها في منتزهاتها، كانت والت ديزني للإنتاج الضعيفة ماليا. كان مكتبتها للأفلام قيمة، لكنه إنجازاته الجديدة قليلة وقيادة فريقها غير قادر على مواكبة الاستوديوهات الأخرى لاسيما أعمال بلوث الدون الذي فر من ديزني في عام 1979. في عام 1984، بدأ الممول شاول شتاينبرغ محاولة استيلاء معادية لشركة والت ديزني، مع نية ببيع أصولها المختلفة. ديزني خاضت المعركة ضدة بنجاح بمساعدة ودية من بعض المستثمرين وقد جلب الأداريون مايكل آيزنر وجيفري كاتزنبرج من باراماونت فرانك ويلز من وارنر بروس لرئاسة الشركة. منذ وفاة والت في عام 1966، كانت شركة والت ديزني قد نجت من محاولات الاستيلاء عليها من قبل المغيرين على الشركات. جلبت سيد باس وروي ديزني المساهمين على إيسنر من وارنر بروس والرئيس السابق لها فرانك ويلز ليحل محل رون جورج ميلر في عام 1984 لتعزيز الشركة. في النصف الثاني من الثمانينات وأوائل التسعينات زاد نشاط شركة ديزني بدأ من صاغوا الأرنب روجر (1988)، وفيما بعد، حورية البحر الصغيرة (1989)وتمتع الاستوديو للرسوم المتحركة الرائدة سلسلة من النجاحات التجارية والنقدية. بالإضافة إلى ذلك، دخلت الشركة بنجاح في مجال الرسوم المتحركة التلفزيوني مع عدد من الأفلام ذات الميزانية العالية والمشهود لها مثل مغامرات دب جومى، حكايات البطة والجرغول. وسعت ديزني نشاطها للكبار عندما ضم رئيسها جيفري كاتزنبرج شركة ميراماكس في العام 1993 ثم ضم قناه ABC في العام 1996 بمافي ذلك اصولها مما ادخل ESPN ضمنها. في أوائل التسعينات وضع إيزنر وشركائة خطة «عقد ديزني» والذي يشمل إنشاء منتزهات جديده حول العالم وتوسعة الحالية وإطلاق أفلام جديدة واستثمارات إعلامية جديدة فيما تنفذت العديد من هذه المخططات فشل بعضها مثل منتجع يورو ديزني واستوديوهات ام جي ام في هوليود وباريس. عاد ابن شقيق والت ديزني روي ديزني في 8 تموز 2005 لشركة والت ديزني بمنصب مستشارا وبلقب مدير متفرغ لا يحق له التصويت. احتفلت حدائق ومنتجعات والت ديزني في الذكرى 50 لحديقة ديزني لاند يوم 17 يوليو، وفتحت ديزني لاند هونغ كونغ يوم 12 سبتمبر. أطلقت والت ديزني للرسوم المتحركة فيلم الدجاج الصغير، الفيلم الأول للشركة باستخدام تقنيه ثلاثية الأبعاد في الرسوم المتحركة. في 1 أكتوبر، حل روبرت ايجر مكان مايكل آيزنر في منصب الرئيس التنفيذي. مؤسسي شركة ميراماكس بوب وهارفي واينشتاين وغادر الشركة أيضا لإنشاء الاستوديو الخاصة بهما. في 25 يوليو 2005، أعلنت ديزني أنه يغلق استوديوهاته في أستراليا في أكتوبر 2006، بعد 17 عاما من وجودها. بدأ الرئيس والمدير التنفيذي روبرت ايجر يدرك بأهمية العلاقة مع بيكسار، والمفاوضات مع قيادة حركة استوديوهات بيكسار، ستيف جوبز وكاتمول إد بشأن اندماج محتمل. في 23 يناير 2006، أعلن أنه ديزني تعتزم شراء بيكسار بالكامل في معاملة جميع الأسهم بقيمة 7.4 مليار دولار. ووضعت اللمسات الأخيرة على الاتفاق في 5 أيار، وبين النتائج وجدير بالذكر انتقال الرئيس التنفيذي لشركة بيكسار و50.1 المساهمين ٪، ستيف جوبز أصبح المساهم الأكبر في ديزني بنسبة 7 ٪، وعضوا في مجلس إدارة ديزني. تولى كاتمول إد منصب رئيس من استوديوهات بيكسار للرسوم المتحركة. أصبح التنفيذي السابق نائب رئيس بيكسار، جون لاسيتر، المدير الإبداعي الأول في كل من والت ديزني واستوديوهات بيكسار للرسوم المتحركة وكذلك الاضطلاع بدور المستشار الإبداعي الرئيسي في والت ديزني. توفي مدير متفرغ روي ديزني من سرطان المعدة في 16 ديسمبر 2009 بعد مرور فترة طويلة في العمل في الشركة وأحد كبار المسؤولين التنفيذيين والمساهمين وهو يملك ما يقرب 1 ٪ من مجموع أسهم شركة ديزني التي وصلت إلى 16 مليون نسمة. هو ينظر إليه على أنه آخر عضو من عائلة ديزني يشارك بنشاط في إدارة الشركة. في 31 ديسمبر 2009، استحوذت شركة ديزني على شركة مارفل للتسلية 4.24 مليار دولار. وقد ذكرت شركة ديزني أن امتلاكهم للشركة لن يؤثر على منتجات أو سياسة شركة مارفل. في أكتوبر 2009 عين ايجر رئيس قناة ديزني ريتش روس بديلا لديك كوك كرئيس للشركة وفي تشرين الثاني بدأت إعادة هيكلة الشركة إلى التركيز أكثر على منتجات الصديقة للأسرة. في وقت لاحق في كانون الثاني 2010، قررت ديزني إغلاق ميراماكس بعد التقليص، ولكن بعد شهر واحد فإنها بدأت ببيع العلامة التجارية ميراماكس ومكتبتها التي تحوي على 700 فيلم. في 12 مارس، تم إغلاق ايميج موفر الرقمية، شركة روبرت زيميكس والتي كان ديزني قد اشترتها في عام 2007. في مايو 2010، باعت الشركة العلامة التجارية باور رينجرز، وكذلك مكتبتها 700 حلقة، والعودة إلى حاييم سابان. في يونيو، ألغت شركة مشروع فيلم جيري بروكهايمر قتل رومل. وفي سبتمبر 2010، تم تقليص استوديوهات ديزني التفاعلية في نوفمبر، تم بيع محطتي أي بي سي قال إد كاتمول مع إطلاق فيلم «رابونزل» في عام 2010 أن نوع الأفلام الذي يحوي على «الأميرة» كان يأخذ من التوقف حتى «إذا كان هناك شخص لديه نظرة جديدة للموضوع.. لأنه ليس لدينا أي أفلام موسيقية أو غيرها من القصص الخيالية لنعمل عليها». وأوضح أنهم كانوا يتطلعون إلى الابتعاد عن عصر الأميرة بسبب التغييرات في تركيبة الجمهور والتفضيل. ومع ذلك نفى هذا الكلام في صفحة الفيسبوك الرسمي لديزني. في نيسان 2011، كشف الستار منتجع ديزني على أرض شنغهاي ديزني بتكلفة 4.4 مليار دولار، ومن المقرر أن يفتتح في عام 2015. وفي وقت لاحق، في أغسطس 2011، صرح بوب ايجر في مؤتمر عبر الهاتف انه بعد نجاح بيكسار وشراء شركة مارفل قال أنه وشركة والت ديزني يتطلعون إلى «إما شراء شخصيات جديدة أو الشركات التي تكون قادرة على خلق شخصيات كبيرة وقصص رائعة». في ديسمبر 14، 2017، قامت شركة ديزني بشراء شركة توينتي فرست سينتشري فوكس. تمثل المشاكل مع متاجر ديزني رمزا لهذه الفترة، حيث كانت المبيعات الأولى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ثم إعلانات إعادة الشراء في نهاية العقد. من أجل تعزيز ربحية الأقسام المختلفة للمجموعة، أطلق ايجر برنامجا اعطي مزيدا من الاستقلالية وسمح بمزيد من العلاقات بين الأقسام. من عام 2007، نظرا لعدم إمكانية قراءة علامة Buena Vista التجارية، التي كانت موجودة منذ عام 1953، تمت إعادة تسمية العديد من الشركات التابعة حول ديزني وأيه بي سي وإي إس بي إن. يستخدم قسم السينما تراخيص من أقسام أخرى. انفصلت ديزني عن الأخوين وينشتاين، مؤسسا شركة ميرماكس واستوديو ديمنشن فيلم. ومع ذلك، اشترت ديزني استوديو بيكسار في عام 2006. في عام 2010، جاء دور مارفل إنترتينمنت. كما استعادت ديزني حقوق أوزوالد الأرنب المحظوظ Oswald the Lucky Rabbit، أحد إنتاجات الاستوديو الأولى، قبل ميكي ماوس. ووقعت ديزني اتفاقية توزيع حصرية مع دريم ووركس سي كيه جي. يعتبر قسم الإعلام هو الأكثر نشاطا من خلال الاستحواذ على جميع شركات جيتكس أوروبا عن عدة مشاريع، كما أن ديزني كروز لاين لديها سفينتان جديدتان تم بناؤهما في أوائل عام 2010. يقوم قسم المنتجات الاستهلاكية بإطلاق العديد من النطاقات الجديدة مع الاستحواذ على العديد من
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شركة والت ديزني
|
a65157cf058c1956e76eaa2223b382cb
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.971955",
"source": "Wikipedia"
}
|
شورى
|
شورى
|
الشورى هي مصطلح إسلامي استمده بعض فقهاء وعلماء المسلمين من بعض آيات القرآن مثل ﴿والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ٣٨﴾ سورة الشورى-آية 38 للدلالة على ما اعتبروه المبدأ شرعي من مبادئ الإسلام المتعلق بتقليب الآراء، ووجهات النظر في قضية من القضايا، أو موضوع من المواضيع، واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة، وصولا إلى الصواب، وأفضل الآراء، من أجل تحقيق أحسن النتائج. وتذكر كتب الحديث والتاريخ الإسلامي مواقف اعتبروها تجسد مبدأ الشورى منها استشارة محمد نبي الإسلام لأصحابه رغم أنه معصوم. ولا يمكن بأي حال أن نتطرق إلى المؤسسة السياسية الإسلامية دون الحديث عن واحدة من أهم مميزات هذه المؤسسة؛ فالإسلام قد جاء بمبدأ إنساني غاية في العظمة والروعة، وهو مبدأ الشورى، بل سميت سورة من سور القرآن الكريم باسم «سورة الشورى»؛ دلالة على أهمية تحقق هذا الشرط في أي شأن من شؤون المسلمين، وعلى الرغم من اختلاف الفقهاء حول آليات تنفيذ هذا المبدأ من ناحية الاختيار أو الوجوب والإلزام، لكنهم مجمعون على ضرورة تحققها بين المسلمين مصداقا لقوله تعالى: ﴿فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ١٥٩﴾ . لغة مصدر من شار العسل: استخرجه من الخلية، واشتار الفحل الناقة: كرفها فنظر إليها لاقح هي أم لا، كرف الفحل الناقة وشافها واستشارها بمعنى واحد كما في لسان العرب خذ آراء الآخرين في موضوع ما لتحقيق مصلحة معينة لفرد واحد أو مجموعة من الأفراد، وأيضا هي استخراج الرأي الأنسب بتداول الآراء حول مسألة ما. ومن مجموع ما تقدم يتبن أن الشورى عملية يحدث فيها استخراج الآراء المتعددة في الأمر المعروض ممن يحسنون ذلك، وتقليبها وفحصها والموازنة بينها، واختبارها لاختيار أنفعها وأصلحها، والدلالة عليها، قال البدر العيني: «وحاصل معنى شاورته عرضت عليه أمري حتى يدلني على الصواب منه». تعرف الشورى بأنها طلب الرأي ممن هو أهل له، أو هي استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور العامة المتعلقة بها، وفي هذا السياق يمكن إذن تعريفها كمجهود فكري جماعي يهدف إلى تبني موقف مشترك بخصوص موضوع سياسي، اجتماعي، اقتصادي أو غيره، لم تتم معالجته بشكل صريح أو ضمني في القرآن الكريم، وعليه فقد اتخذ المسلمون الشورى أصلا وقاعدة من أصول الحكم وقواعده، وعليها قام ترشيح العدول من المسلمين لمن يرونه أهلا للقوة والإمامة لتولي أمرهم؛ ومما يؤكد ذلك ويؤصله أن الرسول ﷺ لم يترك نصا مكتوبا ولم يستخلف أحدا ليتولى إمامة المسلمين، وإنما ترك الأمر شورى بينهم، وقد روى أبو وائل قال: قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا تستخلف علينا؟ قال: "ما استخلف رسول الله ﷺ فأستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم". تعتبر الشورى أصلا من الأصول الأولى للنظام السياسي الإسلامي، بل امتدت لتشمل كل أمور المسلمين؛ وتأسيسا على ذلك فإن الدولة الإسلامية تكون قد سبقت النظم الديمقراطية الحديثة في ضرورة موافقة الجماعة على اختيار من يقوم بولاية أمورها ورعاية مصالحها وتدبير شئونها؛ مما يؤكد قيمة وفاعلية الإجماع عند المسلمين. يختلف تحديد أهل الشورى باختلاف المجال المراد الاستشارة فيه، فأمور الدين يستشار فيها العلماء، وأمور الخطط الحربية يستشار بها قادة الجيوش، وهكذا. من هم أهل الشورى؟ أو أهل الاختيار؟ أو كما قال عنهم فقهاء المسلمين ومؤرخوهم: أهل الحل والعقد. هناك اتفاق بأن الشورى في الإسلام منوطة بفئة من المسلمين يطلق عليهم أهل الشورى (الحل والعقد)، وقد تحدث الفقهاء عن ضرورة توافر بعض الشروط فيهم؛ وهي: العدالة، والعلم، والرأي، والحكمة. ومن ثم يمكن إجمالهم في «العلماء والرؤساء ووجوه الناس الذين يتيسر اجتماعهم»، لذلك كانت الشورى من الأمور الضرورية الملحة التي يفرضها الإسلام على ولاة الأمور، ويمكن القول: إنها من أهم المظاهر الحضارية التي أسهم المسلمون في إيجادها وإرسائها في المجتمع الإسلامي، وتأثر بها الآخرون، خاصة في أوروبا منذ القرن الثالث عشر الميلادي، ولذلك كانت الشورى نوعا من التعبير عن الإرادة الإلهية؛ استنادا إلى ما يقوله الرسول ﷺ: «إن أمتي لا تجتمع على ضلالة»، ونلاحظ أن الخليفة في الإسلام لا يمكن أن يعطي لنفسه حق التعبير عن الإرادة الإلهية، أي أنه لا يملك أن يصدر تشريعا؛ لأن سلطة التشريع لجماعة المسلمين أو مجموع الأمة، وهذا بالطبع في حالة غياب نص صريح قطعي الدلالة من القرآن والسنة. ينبغي أن تتوافر في كل هؤلاء صفات تؤهلهم لذلك، منها: يعتبر أغلب علماء المسلمين أن هناك اختلاف بين الديمقراطية والشورى، فالديمقراطية تستند على مبدأ أن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر الشرعية، فالسلطة في النظام الديمقراطي هي للشعب، وبواسطة الشعب تتحقق سيادته ومصالحه ولو خالفت الشريعة الإسلامية. أما ما يفرق بين الشورى والديمقراطية فهو مصدر السيادة في التشريع، فالديمقراطية تجعل السيادة في التشريع للشعب، أما الشورى فتجعل السيادة للشريعة الإسلامية ولو خالفت الأغلبية. في حين أن العديد من المثقفين والباحثين والمفكرين الإسلاميين في العصر الحديث يرون أن الشورى هي الديمقراطية ذاتها. والقول الأول هو الحق والقول الثاني فيه شيء من الشك لأن الديمقراطية تجعل السيادة للشعب وله الحق في الحكم بما يريد، وهذا بخلاف الشورى فالشورى نظام إسلامي والإسلام أمر بالحكم بشرع الله وآيات الحاكمية كثيرة في ذلك. نظام الشورى الإسلامي يختلف كثيرا عن النظم الديمقراطية الوضعية، فالديمقراطية التي تعتبر حكم الشعب للشعب، ينتج عنها أن الشعب هو الذي يضع دستوره وقوانينه، وهو السلطة القضائية التي تحكم بين الناس بتطبيق القوانين الوضعية، وحتى يتمكن الشعب من مباشرة سلطة التشريع، ووضع القوانين، والفصل بين السلطات، يتم اللجوء إلى إجراء انتخابات عامة، والتي ينتج عنها اختيار مجموعة من الأفراد، يكونون قادرين على مراقبة سائر السلطات، فمن حق هذه الهيئة المنتخبة عزل الوزراء، ومحاسبة المسئولين وعلى رأسهم رئيس الدولة، ومع وجاهة هذا الأمر إلا أن نظام الشورى الإسلامي يختلف عن هذا التصور؛ فالشورى في الإسلام تقوم على حقيقة، مفادها أن الحكم هو حكم الله المنزل بواسطة الوحي على رسول الله ﷺ ، الذي يعد الالتزام به أساس الإيمان، والعلماء هم أهل الحل والعقد، وهم على رأس رجال الشورى، وليس للعلماء مع حكم الله في إطار الشورى إلا الاجتهاد في ثبوت النص، ودقة الفهم، ورسم الخطط المنهجية للتطبيق، والحق أن النظام الديمقراطي يسهل التحايل عليه، من خلال سيطرة بعض الأحزاب أو القوى على العمل السياسي في دولة من الدول، ومن ثم يفرض هذا الحزب، أو تلك الفئة وجهة نظرها على الأمة، لكن الشورى تجعل الهيمنة لله وحده، فتعلي حكمه وتشريعه على سائر الأحكام والتشريعات، فتؤدي إلى ظهور رجال يعيشون في معية الله، ويخشونه بصدق.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شورى
|
d3600494e85ae743603e919d17c2f3c3
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.974142",
"source": "Wikipedia"
}
|
سنجان
|
سنجان
|
سنجان ذاتية الحكم أو سنجان اختصارا وتنطق «شينجيانغ» أو «تركستان الشرقية»، وهي تعني «التخوم (الحدود) الجديدة» باللغة الصينية من حيث المعنى السطحي للكلمة، أما معناه الحقيقي فيحمل اسمها معنى إعادة الأرض إلى بلادها من جديد، فجعلها منطقة جديدة لما يأتي العهد الجديد والتحرير إلى الصين الجديدة. هي منطقة تتمتع بحكم ذاتي ونظام إداري خاص، أصبحت تابعة لجمهورية الصين الشعبية، حيث تقع في أقصى الشمال الغربي من البلاد. عاصمتها مدينة أورومتشي. التسمية التاريخية للمنطقة شي يو (المساحة الغربية أو المغرب باللغة الصينية)، وهي ذات أغلبية مسلمة لمرورها بطريق الحرير. ويدعى بعض اتجاهات الانفصال في داخل الصين وخارجها بأنها منطقة خاصة للأويغور ويسمونها تركستان الشرقية والاسم ينقسم إلى كلمتين «ترك» «ستان» ومعناها أرض الترك. وفي خلال الحرب الداخلية الصينية نالت استقلالها عام (1944م) ولكن عادت إلى أحضان الدولة الجديدة عام (1949م) عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية وإعلان قيام الشيوعية ضمها الصينيون إلى الصين فصارت مقاطعة صينية. وتطورت كثيرا خلال ثلاثين سنة الأخيرة وهي غنية بالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم. يحدها من الشمال الغربي كل من طاجيكستان، قيرغيزستان وكازاخستان، من الشمال الشرقي جمهورية منغوليا، من الشرق مقاطعتا قانسو وتشينغهاي، جنوبا منطقة التبت، ومن الجنوب الغربي الهند وأفغانستان. تضاريس وسط المنطقة جبلية وتعبرها من الشرق إلى الغرب كتلة جبال تيان شان (أو الجبال السماوية). تنتشر عبر مرتفعات هذه الجبال العديد من السهول والوهاد (الأرض المنخفضة) الخصبة، ويصل ارتفاع هذه القمم إلى 5,000 متر تقريبا. إلى الجنوب من جبال تيان شان يمتد حوض نهر تاريم، أهم الأنهار في المنطقة. تقع صحراء تاكلامكان في هذه المنطقة الجنوبية، وأراضيها قاحلة. منطقة لوب نور والتي تقع شرقي هذه الصحراء تكثر فيها المستنقعات والبحيرات، إلى الشمال من تيان شان تنتشر أراضي جونغر بندي الشبه قاحلة. عبر طريق الحرير الشمالي، كانت مناطق تاريم ودزونغاريا تعرف باسم المناطق الغربية. كانت تسكنها شعوب مختلفة، بما في ذلك تخاريون الهندو أوروبية في تورفان وكوتشه والشعوب الهندية-الإيرانية الساكا تتمحور حول كاشغار وخوتان. في بداية سلالة هان (206 قبل الميلاد - 220 )، كانت المنطقة تابعة لشيونغنو، وهو شعب بدوي قوي مقره في منغوليا الحديثة. في القرن الثاني قبل الميلاد، جعلت سلالة هان الاستعدادات للحرب عندما أرسلت وو إمبراطور هان المستكشف تشانغ تشيان لاستكشاف الممالك الغامضة إلى الغرب وتشكيل تحالف مع شعب يويزي من أجل مكافحة شيونغنو. ونتيجة لهذه المعارك، كان الصينيون يسيطرون على المنطقة الاستراتيجية من هضبة أوردوس وممر قانسو إلى بحيرة لوب نور. ونجحوا في عزل شيونغنو من شعوب تشيانغ إلى الجنوب، كما اكتسبت إمكانية الوصول المباشر إلى المناطق الغربية. أرسل هان الصين تشانغ تشيان مبعوثا إلى دول المنطقة بدأ عدة عقود من النضال بين شيونغنو وهان الصين حول هيمنة المنطقة وانتهى في النهاية بالنجاح الصيني. في 60 قبل الميلاد. أنشأت هان الصين محمية المناطق الغربية (منطقة غرب بحيرة لوب نور) للإشراف على المنطقة بأكملها في أقصى الغرب حتى جبال بامير التي بقت تحت تأثير وسيادة سلالة هان مع بعض الانقطاعات. على سبيل المثال، خرجت عن سيطرتهم خلال الحرب الأهلية ضد وانغ مانغ (حكم 9-23م). وتم إعادته تحت السيطرة هان في عام 91 بسبب جهود الجنرال بان تشاو. استسلمت سلالة جين الغربية لموجات متتالية من الغزوات من قبل البدو من الشمال في بداية القرن الرابع. حاولت الممالك القصيرة الأجل التي حكمت شمال غرب الصين واحدا تلو الآخر، بما في ذلك ليانغ السابقة، وتشين السابقة، وليانغ الأخيرة، وليانغ الغربية، الحفاظ على المحمية بدرجات متفاوتة من النجاح. وبعد إعادة التوحيد النهائي لشمال الصين تحت إمبراطورية وي الشمالية، حيث كانت تسيطر بنفوذها على المنطقة الواقعة حاليا في جنوب شرق سنجان، تسيطر الولايات المحلية مثل شول ويوتيان وقويزى وكيمو على المنطقة الغربية. بينما يسيطر غاوتشانغ (قره خوجة) على المنطقة المركزية حول توربان وبقايا دولة (ليانغ الشمالية) التي كانت تحكم في وقت ما جزءا من مقاطعة قانسو في شمال غرب الصين. وقد أنهى التويوهون وخانات الروران، الذين دخلوا المنطقة قرب نهاية القرن الخامس، الهيمنة الصينية في هذه المنطقة. في القرن السادس تحت سيطرة روران، جاء غوكتوركس إلى مرحلة من التاريخ في منطقة ألتاي. خلال حكم سلالة تانغ، تم إجراء سلسلة من الحملات ضد الخانية التركية الغربية، وأوساطهم، والواحات في جنوب سنجان. بدأت الحملات ضد دول الواحات بقيادة الإمبراطور تايزونج مع ضم غاوتشانغ في 640. وتم الاستيلاء على مملكة كراسهر في 644 ومملكة كوتشا تم غزوها في عام 649. عندما بدأ جنكيز خان، الذي يوحد حكم منغوليا تحت حكمه، بالتقدم إلى الغرب، اقترحت الدولة الأويغورية تحالفا مع المغول في عام 1209 وفي عام 1218، دمر جنكيز خان ولاية هتاي. حكم الأتراك المنطقة في القرنين التاسع والعاشر بمملكتين مختلفتين هما مملكة قوشو البوذية وخانات القراخانات المسلمة، وتحولت المنطقة للإسلام على أيدي المسلمين الأتراك في القرن العاشر الميلادي تحديدا في 934 حينما اعتنق ستوق بغرا خان الإسلام حاكم دولة القراخانات وجعله الدين الرسمي للبلاد، وبعدها استولى الزعيم القاراخندي يوسف قادر خان على مملكة خوتان البوذية حوالي 1006م، وكانت تلك لحظة محورية في تتريك حوض تاريم وانتشار الإسلام فيه. لهذه المنطقة مكانة خاصة، ذلك أن المسلمين بها أغلبية لا أقلية، لكن وقوعها بين قوتين كبيرتين أدى لمعاناة الشعب المسلم بالتركستان الشرقية وأدخله في صراع دام حوالي قرنيين وانتهى الصراع في محيط بشري يحاول ابتلاعه، فتارة يحتل أرضه الروس في غزو قادم من الغرب، وتارة أخرى تأتيه جحافل الغزاة من الصين وأخيرا ضم إقليم التركستان الشرقية إلى الصين في سنة 1299ه-1881 . ورسميا إلى الصين الشيوعية 1949 ولم يستسلم شعب التركستان المسلم للاحتلال الصيني، بل قاوم هذا الغزو في انتفاضات عديدة وحاولت الصين تهجير الملايين من سكانها إلى التركستان لتحد من الأغلبية الإسلامية التي وصلت إلى 90% قبل سياسة التهجير، ثم انخفضت إلى 70% وأدى هذا إلى طمس للمعالم الإسلامية بالبلاد، واكتملت مرارته بضم التركستان للصين وأطلقوا عليها سينكيانج، أي المقاطعة الجديدة أو المستعمرة الجديدة. وفي الوقت الحاضر يتهم السكان الإيغور الحكومة المركزية بمساعدة عرق الهان على الاستحواذ على ثروات الإقليم وتولي المناصب العليا والقيادية في حين تجبر الفلاحين الأويغور على بيع محصولهم من القطن بأسعار متدنية لمصانع النسيج. وتتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من أربعين تجربة نووية شمال الإقليم مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء. تركيبة السكان في منطقة «سنجان» متنوعة. الأويغور، شعب مسلم ذو أصول تركية، هو أهم مجموعة عرقية أكثرية في سنجان. تأتي قومية ال«هان» الصينية في المرتبة الثانية من حيث التعداد. وإضافة إلى قومية كازاك وهوي وقرغيز وغيرها من القوميات الأقليات. تذهب الدراسات الصينية إلى وصفهم «الصينيين المسلمين» تمييزا لهم عن «المسلمين في الصين» من غير الصينيين، يعيشون في بلدهم الأم الصين بانسجام كامل مع «الخان» غير المسلمين، وهم يجعلون من مقولة «حب الوطن من الأيمان» جزءا أساسيا من معتقدهم الديني، بحيث لا يرى المسلم «الخوي» في الصين إلا وطنه الأم، الذي يأمره دينه بالإخلاص له والذود عنه أمام أي تهديد. وعرف تاريخ الصين الكثير من القادة والساسة من «الخوي» الذين خدموا الصين كما يخدم كل مواطن شريف وطنه. هؤلاء اليوم لا يبحثون لا من قريب ولا من بعيد عن الانفصال عن الصين، بل أن الفكرة ذاتها تبدو مستحيلة وعبثية بالقياس إلى توزعهم على مناطق الصين كلها، وعلى رقعة الجغرافيا والتاريخ الصيني كأي جزء من هذا الجسد المتكامل الذي هو الصين الأم. يرتبط النشاط الزراعي في المنطقة بنظام الري، فالمناخ جاف والأمطار قليلة. من أهم المحاصيل الزراعية: الفواكه (العنب)، القمح، والذرة والقطن. ثاني النشاطات الفلاحية تربية المواشي، وتتنوع أشكاله: الأبقار، الخيول، النوق (الجمال) والأغنام. المنطقة غنية بالموارد الطبيعية، البترول، الفحم، الرصاص، النحاس، الزنك واليورانيوم. من بين الصناعات المنتشرة في المنطقة: تكرير النفط، صناعة السكر، الصلب، الكيماويات، الاسمنت، والمنسوجات. مقارنة ببقية مناطق الصين الشرقي، تعتبر الصناعات في منطقة سنجان أقل تطورا. تم إنجاز أول خط للسكك الحديدة والرابط بين العاصمة «أورومتشي» «بكين» عام 1968 . التركستان قسم من التركستات عامة، شرقية وغربية، ولقد واجهت التركستان الغربية نفس مصير شقيقتها الشرقية، فمرت بنفس المحنة والتركستان بعامة تشغل حيزا كبيرا من وسط القارة الآسيوية، حيث كانت موطنا للقبائل التركية، وتشغل المنطقة برمتها مساحة تزيد على خمسة ملايين ونصف المليون من الكيلومترات المربعة، وقدر عدد سكان التركستان عامة بخمسين مليونا نصيب التركستان الشرقية من هذا 1,646،555كم وجملة سكانها 13,18,000 نسمة في سنة 1404 -1984م ويتكون السكان من جماعات الأيغور والقازاق والقرغيز والأوزبك والطاجيك، ولقد جلبت الصين الملايين من الهان الصنيين وأسكنتهم التركستان الشرقية للتقليل من الأغلبية المسلمة. تشترك في حدودها في الجنوب مع أفغانستان وكشمير والصين، وتشترك في حدودها الشرقية مع الصين، وفي الشمال والشمال الشرقي تشترك مع منغوليا وفي الغرب تشترك حدودها مع الأتحاد السوفيتي السابق. تتكون أرض تركستان من حوضين، حوض جونغاريا في الشمال وينحصر بين جبال تنفري وجبال التاي في شماله، وجبال تيان شان في جنوبه، وفي غرب هذا الحوض بوابة جونغاريا التي كانت معبرا لقوافل طريق الحرير. ويتصف مناخ حوض جونغاريا بالتطرف والقارية. وينتمي إلى المناخ الصحراوي ذي الطراز البارد في الشتاء والحار في الصيف والحزض الثاني بالتركستان الشرقية هو حوض تاريم أو الصحراء تكلا مكان ويوجد في جنوب الحوض الأول وتفصل بينهما جبال تيان شان وتحاصر المرتغعات منطقة التركستان الشرقية من جميع الجهات تقريبا، وأبرز أنهار التركستان الشرقية نهر تاريم وينبع من الثلوج المتراكمة على المرتفعات، ويصب في بحيرة لوب نور (قره بوران) ويبلغ 1500كيلومتر، وبهذا القسم نورفان وينخفض عن مستوى البحر 278 ومناخ هذا الحوض مشابه مناخ حوض جونغاريا السابق. الأنشطة البشرية تثمثل في مراكز التجمعات البشرية بالواحات وحول الأنهار وعلى سفوح الجبال، وتزرع الحبوب والعديد من الفواكه ويزرع القطن، وتربي الحيوانات لاسيما الأغنام وبالمنطقة ثروة معدنية أثارت الأطماع، وعاصمة التركستان الشرقية أورومجي ومن مدنه البارزة كاشغر التي وصلتها الجيوش الإسلامية في سنة 96 بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي. منذ العام 1961 والصين قد أجرت 46 تجربة نووية في موقع لوبنور في سنجان، التأثيرات النووية خلال أكثر من 47 سنة أدت إلى كارثة بيئية، تلوث الأرض، النبات، الماء والطعام مما أدى إلى وفاة حوالي 200000 شخص حسب المعارضين الأويغور وتشير دراسة سرية إنكليزية إلى ازدياد كبير في نسبة المصابين بالسرطان نتيجة التأثر بهذه الإشعاعات النووية. أنشأت الحكومة الصينية أحد أكبر معتقلاتها للأعمال الشاقة في سنجان وهو معتقل لاوغاي. تمارس الحكومة الصينية عمليات تضييق على الحريات وقمع يرقى إلى الاضطهاد ضد السكان المسلمين وحرياتهم الدينية والشخصية في إقليم سنجان. حيث قامت السلطات بمنع العديد من الرموز والشعائر الإسلامية بحجة محاربة «الإرهاب» «التطرف» مثل منع ارتداء المسلمات للزي الإسلامي مثل النقاب والحجاب ومنع الرجال من إطلاق اللحية. ويصل حد الاضطهاد إلى منع المسلمين من موظفي القطاع العام والطلاب والقاصرين وموظفي الحكومة من صوم شهر رمضان أو الذهاب للمسجد ومنعت المطاعم من اغلاق أبوابها أثناء فترة الصيام بمنشور رسمي من الحزب الشيوعي الحاكم. كما قامت الحكومة الصينية بمنع المسلمين من تسمية أبنائهم بأسماء إسلامية مثل «محمد» «إسلام» «عرفات» «حج».
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/سنجان
|
93ea24fb2f58986a927830c6a2dc4329
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.977522",
"source": "Wikipedia"
}
|
يناير
|
يناير
|
يناير هو الشهر الأول في السنة في التقويم الغريغوري وواحد من السبعة شهور الغريغورية، ويتكون من 31 يوم. يسمى كانون الثاني في بلاد الشام والعراق، وجانفي في تونس والجزائر. وهو في المتوسط أبرد شهور السنة في معظم نصف الأرض الشمالي (حيث أنه الشهر الثاني لفصل الشتاء) وأحر شهور السنة في معظم نصف الكرة الجنوبي (حيث أنه الشهر الثاني لفصل الصيف). وهو شهر موسم في نصف الكرة الجنوبي ويقابله شهر يوليو في النصف الشمالي. ويبدأ يناير بنفس اليوم من الأسبوع كما في أكتوبر في السنة العادية، وينتهي بنفس اليوم من الأسبوع كما في فبراير وأكتوبر. أما في السنة الكبيسة فيبدأ بنفس اليوم من الأسبوع كما في أبريل ويوليو، وينتهي بنفس اليوم من الأسبوع كما في يوليو. وفي علم التنجيم يبدأ يناير عندما تكون الشمس في برج الجدي وينتهي في برج الدلو أما فلكيا فيبدأ عندما تبدأ الشمس في برج القوس وتنتهى في برج الجدي. تم تسمية الشهر على اسم يناير "Janus" إله المداخل في ميثولوجيا رومانية. وهي آتية من اللاتينية والتي تعني الباب (ianua) حيث أن يناير هو باب الدخول إلى السنة. يتكون التقويم الروماني الأصلي من 10 شهور (304 يوم). فقد اعتبر الرومان أن الشتاء فترة لا تحتوي على شهور. وتقريبا في عام 713 قبل الميلاد قام رومولوس خليفة الملك نوما بومبيليوس بإضافة الشهور يناير وفبراير ليصبح التقويم مساويا للسنة القمرية (354 يوم). وطبقا للخرافة الرومانية المضادة للأرقام الزوجية تم إضافة يوم ليصبح التقويم (354 يوم). ومع أن مارس كان بالأصل هو الشهر الأول حسب التقويم الروماني القديم، إلا أنه تم نقل يناير مكانه حيث كان يتم اختيار القنصل خلاله. ويعرف الأول من يناير بيوم السنة الجديدة حيث تجري احتفالات صاخبة في شتى أنحاء الأرض. الأسماء التاريخية للشهر تتضمن الأصل الروماني، جانواريس. قام أهل ساكسونيا بتسميته شهر الذئب, وقام شارلمان بتسميته شهر الشتاء. وفي التقويم الياباني يسمى موتسوكي (睦月). ويعرف اليوم الثاني من الشهر بالهاتسوميومي (初夢) واليوم السابع باسم ناناكوسا (七草). وفي اللغة الفنلندية يسمي الشهر تاميكو والذي يعنى شهر البلوط. الإثنين الأول من يناير يعرف بإثنين الهدايا في اسكتلندا وشمال إنجلترا. وتبدأ سنة الزراعة في إنجلترا بشراب الأحد يوم الأحد بعد عيد الغطاس. كما أن يوم البلوغ في اليابان هو الإثنين الثاني في يناير، وهذا لمن سيصبح عمره 20 عاما في التقويم السنوي الجديد، وهو عيد قومي. وهذا اليوم كان يتم الاحتفال به منذ عام 1948 حتى 15 يناير عام 1999 حينما قررت الحكومة اليابانية إلغاء هذا اليوم لزيادة الإنتاج. وعجلة العام في الوثنية الحديثة، ينتهى يناير عند أو بالقرب من إمبولك في نصف الكرة الشمالي ولونازا في نصف الكرة الجنوبي. كما أن يناير هو الشهر الأول من العام الميلادي في معظم الدول العربية. أما في بلدان المغرب العربي، فيسمى الشهر بالتسمية الفرنسية «جانفي».وفي بلاد الشام، يسمى يناير «كانون الثاني»، من التسمية السريانية «كانون أحراي» ܟܢܘܢ ܐܚܪܝ. ويذهب الدكتور فريحة إلى القول بأنه مشتق من جذر سامي مشترك هو جذر «كن» ومعناه الأساس والثبوت والاستقرار لأن الناس ينقطعون فيه عن العمل «يكنون» في دورهم. في التقويم المصري، يطلق عليه «طوبة». ويسمى «يناير» الشهر الآول في التقويم الآمازيغي الذي يوافق الثاني عشر من يناير.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/يناير
|
628fe3949c9d4907adf1f02fde66aac0
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.978567",
"source": "Wikipedia"
}
|
1 يناير
|
1 يناير
|
1 يناير أو 1 كانون الثاني أو يوم 1 \ 1 (اليوم الأول من الشهر الأول) هو اليوم الأول (1) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 364 يوما لانتهاء السنة، أو 365 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/1 يناير
|
92eb7997d21ce64d1e3b5d033e2290d3
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.978771",
"source": "Wikipedia"
}
|
2 يناير
|
2 يناير
|
2 يناير أو 2 كانون الثاني أو يوم 2 \ 1 (اليوم الثاني من الشهر الأول) هو اليوم الثاني (2) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 363 يوما لانتهاء السنة، أو 364 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/2 يناير
|
8038dcefdd75f805663851d0323ef1b7
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.978965",
"source": "Wikipedia"
}
|
3 يناير
|
3 يناير
|
3 يناير أو 3 كانون الثاني أو يوم 3 \ 1 (اليوم الثالث من الشهر الأول) هو اليوم الثالث (3) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 362 يوما لانتهاء السنة، أو 363 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/3 يناير
|
02ec7850eff9ca8a949084519d954b7a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.979160",
"source": "Wikipedia"
}
|
4 يناير
|
4 يناير
|
4 يناير أو 4 كانون الثاني أو يوم 4\1 (اليوم الرابع من الشهر الأول) هو اليوم الرابع (4) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 361 يوما لانتهاء السنة، أو 362 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/4 يناير
|
c7fa06e76c366641e28174a45dd1a45f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:21:09.979349",
"source": "Wikipedia"
}
|
5 يناير
|
5 يناير
|
5 يناير أو 5 كانون الثاني أو يوم 5\1 (اليوم الخامس من الشهر الأول) هو اليوم الخامس (5) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 360 يوما لانتهاء السنة، أو 361 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/5 يناير
|
663b77715809ad93e9a4e4d7174c94ca
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.392373",
"source": "Wikipedia"
}
|
6 يناير
|
6 يناير
|
6 يناير أو 6 كانون الثاني أو يوم 6 \ 1 (اليوم السادس من الشهر الأول) هو اليوم السادس (6) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 359 يوما لانتهاء السنة، أو 360 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/6 يناير
|
f399b2f50755cf31e46bd892c9dece74
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.392605",
"source": "Wikipedia"
}
|
7 يناير
|
7 يناير
|
7 يناير أو 7 كانون الثاني أو يوم 7\1 (اليوم السابع من الشهر الأول) هو اليوم السابع (7) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 358 يوما لانتهاء السنة، أو 359 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/7 يناير
|
e853f07a0e675e80b8126cd856696f66
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.392799",
"source": "Wikipedia"
}
|
8 يناير
|
8 يناير
|
8 يناير أو 8 كانون الثاني أو يوم 8 \ 1 (اليوم الثامن من الشهر الأول) هو اليوم الثامن (8) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 357 يوما لانتهاء السنة، أو 358 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/8 يناير
|
feabb73a6ae8ba11e1debbba19775fec
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.392993",
"source": "Wikipedia"
}
|
فبراير
|
فبراير
|
فبراير أو فيفري أو شباط هو الشهر الثاني في السنة في التقويم الجريجوري وهو أقصر الشهور الجريجورية والوحيد الذي يبلغ عدد أيامه 28 أو 29 يوما. ويكون الشهر 29 يوما في السنة الكبيسة، وذلك في السنين التي يمكن قسمتها على أربعة (فيما عدا السنين التي يمكن قسمتها على 100 وليس على 400). وفيما عدا ذلك فإن الشهر 28 يوم، تستعمل هذه التسمية في مصر والسودان والمغرب وبعض بلدان الخليج في حين يسمى شباط في بلاد الشام والعراق من جذر شبط السرياني الذي يفيد الضرب والجلد والسوط، أو يفيد الهبوب الشديد للرياح وفيفري في تونس والجزائر. يبدأ فبراير (في علم التنجيم) عندما تكون الشمس في برج الجدى وينتهي في برج الدلو. وفلكيا عندما تبدأ الشمس في برج الدلو وتنتهى في برج الحوت. تم تسمية الشهر على على اسم فيبروس "Februus", إله النقاء الروماني. وقد كان يناير وفبراير آخر الشهور التي تمت إضافتها للتقويم الروماني، فقد عد الرومان أن الشتاء فترة لا تحتوي على شهور. وتقريبا في عام 700 قبل الميلاد قام رومولوس خليفة الملك نوما بومبيليوس بإضافة الشهور يناير وفبراير ليصبح التقويم مساويا للسنة القمرية. وقد كان فبراير حسب ما إقترحه نوما يحتوى على 29 يوم (30 يوم في السنة الكبيسة).ولكن أغسطس قام بحذف يوم من شهر فبراير ووضعه في شهر أغسطس (والذي تم تسميته كذلك للشهر تكستاليليس) وذلك لتمجيد اسمه، بحيث لا يحتوى شهر يوليوس قيصر يوليو على أيام أكثر.وعموما فهناك إثباتات تاريخية لهذا الأمر. وقد كان فبراير في الأصل آخر الشهور في التقويم الروماني، حيث كانت السنة تبدأ في مارس. وفي فترات معينة قام القساوسة الرومان بإضافة شهر ميرسيدونيوس لربط السنة بالفصول. الأسماء التاريخية لفبراير تتضمن شهر الشمس "Solmoneth" باللغة الأنجلو-الساكسونية. وشهر الكرنب "Kale-monath" حسب تسمية شارل الأعظم. وفي التقويم الياباني القديم، يطلق على الشهر كايزاراجي (如月, 絹更月 أو 衣更月). كما أنه أحيانا يسمى مومتسوكى (梅見月) أو كونوميتسوكي (木目月). وفي اللغة الفنلندية يسمى هيلميكو "helmikuu" أي شهر اللؤلؤ. وقد ينطق فبراير بدون الراء الأولى في بعض اللغات «فباير». وقد يكون هذا من باب التشابه مع الشهر يناير. هناك حوالي 4.000.000 شخص حول العالم ولد في هذا اليوم. وهذا اليوم من أيام السنة الكبيسة. أي أن هؤلاء الأشخاص لا يحتفلون بعيد ميلادهم إلا مرة واحدة كل أربع سنوات.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فبراير
|
89ec0a7f83e04141ed133fb11c7005cc
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.393833",
"source": "Wikipedia"
}
|
9 يناير
|
9 يناير
|
9 يناير أو 9 كانون الثاني أو يوم 9 \ 1 (اليوم التاسع من الشهر الأول) هو اليوم التاسع (9) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 356 يوما لانتهاء السنة، أو 357 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/9 يناير
|
d0e4aaba2dd5a6fc4a5f3c7cd30a9d9b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.394035",
"source": "Wikipedia"
}
|
10 يناير
|
10 يناير
|
10 يناير أو 10 كانون الثاني أو يوم 10 \ 1 (اليوم العاشر من الشهر الأول) هو اليوم العاشر (10) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 355 يوما لانتهاء السنة، أو 356 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/10 يناير
|
d25e2d6dc9ffa3d5b341c42a107ce579
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.394229",
"source": "Wikipedia"
}
|
11 يناير
|
11 يناير
|
11 يناير أو 11 كانون الثاني أو يوم 11 \ 1 (اليوم الحادي عشر من الشهر الأول) هو اليوم الحادي عشر (11) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 354 يوما لانتهاء السنة، أو 355 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/11 يناير
|
c1b5a42c487891b06c4bfbc46846bdc0
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.394422",
"source": "Wikipedia"
}
|
12 يناير
|
12 يناير
|
12 يناير أو 12 كانون الثاني أو يوم 12 \ 1 (اليوم الثاني عشر من الشهر الأول) هو اليوم الثاني عشر (12) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 353 يوما لانتهاء السنة، أو 354 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/12 يناير
|
04405a01b416d80ec5e43b54b0cf72f5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.394619",
"source": "Wikipedia"
}
|
13 يناير
|
13 يناير
|
13 يناير أو 13 كانون الثاني أو يوم 13 \ 1 (اليوم الثالث عشر من الشهر الأول) هو اليوم الثالث عشر (13) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 352 يوما لانتهاء السنة، أو 353 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/13 يناير
|
dcfc59d164d0191a1cb727f9beb645cf
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.394816",
"source": "Wikipedia"
}
|
14 يناير
|
14 يناير
|
14 يناير أو 14 كانون الثاني أو يوم 14 \ 1 (اليوم الرابع عشر من الشهر الأول) هو اليوم الرابع عشر (14) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 351 يوما لانتهاء السنة، أو 352 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/14 يناير
|
ee7604a911ea24a9de77c844987aa131
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.395013",
"source": "Wikipedia"
}
|
ويكيبيديا
|
ويكيبيديا
|
ويكيبيديا (تلفظ . بحلول نهاية ديسمبر 2016، احتلت ويكيبيديا المرتبة الخامسة في أكثر المواقع شعبية على مستوى العالم. في يناير 2013، سميت ويكيبيديا 274301، كويكب، على اسم ويكيبيديا؛ في أكتوبر 2014، تم تكريم ويكيبيديا بنصب ويكيبيديا التذكاري؛ وفي يوليو 2015، أصبح 106 من 7473 700 مجلدا من ويكيبيديا متاحا كطباعة ويكيبيديا. في عام 2019، تم تسمية نوع من النباتات المزهرة فيولا ويكيبيديا. في أبريل 2019، تحطمت مركبة هبوط إسرائيلية على سطح القمر، بيريشيت، وتحمل نسخة من جميع مقالات ويكيبيديا الإنجليزية تقريبا منقوشة على ألواح رقيقة من النيكل؛ يقول الخبراء إن اللوحات ربما نجت من الانهيار في يونيو 2019، أفاد العلماء أن جميع ال 16 تم ترميز غيغابايت من نص المقالة من ويكيبيديا الإنجليزية في DNA اصطناعي. على عكس الموسوعات التقليدية، تتبع ويكيبيديا مبدأ التسويف فيما يتعلق بأمان محتواها. لقد بدأ مفتوحا بالكامل تقريبا - يمكن لأي شخص إنشاء مقالات، ويمكن تحرير أي مقالة على ويكيبيديا بواسطة أي قارئ، حتى أولئك الذين ليس لديهم حساب على ويكيبيديا. سيتم نشر التعديلات على جميع المقالات على الفور. ونتيجة لذلك، يمكن أن تحتوي أي مقالة على
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ويكيبيديا
|
b97e610556e6b8e635ce0145936779e8
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.399541",
"source": "Wikipedia"
}
|
شنتو
|
شنتو
|
الشنتوية أو الشنتو أو كامينوميشي (باليابانية: 神道 والتي تعني طريق الآلهة) ديانة ظهرت وتطورت في اليابان. لم تعرف الشنتوية - والتي تركت أثرا بالغا في التفكير الياباني - طريقها إلى الانتشار على غرار الديانات الأخرى. ليس لهذه الديانة تعاليم محددة، الشيء الذي جعلها تنفتح على العادات الدينية الأخرى بدون أن تؤثر هذه في خاصيتها وتأصلها الفريدين. الشنتوية والتقاليد التي تلازمها ظلت دائما حاضرة في مظاهر الحياة اليومية اليابانية. يصعب وصف الشنتوية لأنه وعكس ديانات أخرى، لا يعرف لها مؤسس ولا معتقد تقوم عليه، لا يمكن أن نعرفها إلا عن طريق مجموعة من العادات والممارسات. عبر التاريخ نشأت وتطورت عدة فرق وطوائف تدعي كلها الانتماء إلى عقيدة الشنتوية الأولية، ولكن أي من هذه الطوائف لم ينجح في أن يفرض نظرياته. اشتق اللفظ «شنتو» (ويكتب باليابانية: 神道) من اللفظة الصينية للكتابة السابقة، وبما أن أغلب الحروف الصينية تقرأ بطريقتين (الطريقة الصينية الأصلية والطريقة اليابانية المحلية)، فإن الكتابة السابقة يمكن أن تقرأ أيضا على الطريقة اليابانية: «كامي نو ميشي» -ومعناها طريق الآلهة-،ظهر اللفظ لأول مرة في مخطوطة «أخبار بلاد اليابان» أو «نيهون شوكي» (日本書紀) 720 . ويظهر أنه قد استعمل منذ فترة أزوكا لتمييز العادات والطقوس التي عرفتها البلاد قبل إدخال البوذية. يصف برين وتيوين فترة مييجي الممتدة ما بين عام 1868 وعام 1915 «السنوات التأسيسية» بالنسبة لديانة الشنتو الحديثة. يرى العديد من الباحثين أن الشنتو «اخترعت» في الأساس إبان تلك الفترة. يرى فريدل أن الباحثون أطلقوا على الفترة الممتدة من عام 1868 حتى عام 1945 «فترة شنتو الدولة» بسبب «خضوع عناصر الشنتو لقدر كبير من التأثير والسيطرة العلنية من جانب الدولة خلال تلك العقود، وذلك في الوقت الذي لجأت فيه الحكومة اليابانية إلى استغلال عبادة الأضرحة استغلالا ممنهجا كقوة رئيسية لحشد الولاءات الإمبراطورية بغية بناء أمة حديثة». ومع ذلك، كانت الحكومة تتعامل مع الأضرحة بوصفها امتدادا للحكومة قبل فترة مييجي. وعلاوة على ذلك، يرى الباحث جيسون آناندا جوزيفسون أنه كان من غير الدقيق وصف الأضرحة على أنها تمثل «دينا للدولة» أو «ثيوقراطية» خلال هذه الفترة، وذلك نظرا لعدم امتلاكها لأي تنظيم أو عقيدة، وعدم اهتمامها بالتبشير. أدى تجديد الأخلاق الكونفوشية والوطنية الإمبراطورية بين أبناء الطبقة الحاكمة في اليابان إلى استعراش مييجي في عام 1868. كان ينظر إلى البوذية بين هؤلاء المصلحين باعتبارها تأثيرا مفسدا، قوض ما اعتبروه نقاء اليابان وعظمتها الأصيلة. ورغبوا في التشديد مجددا على عبادة الكامي بوصفها إحدى الطقوس الأصيلة، وكان هذا الموقف نابعا من قلقهم من التوسع الغربي والخوف من ترسخ المسيحية في اليابان. وضع جميع كهنة الأضرحة تحت سلطة الجينجيكان الجديد أو مجلس شؤون الكامي في عام 1868. ونفذ مشروع يهدف إلى فصل عبادة الكامي عن البوذية بالقوة، وهو ما أدى إلى حظر الرهبان والآلهة والمباني والطقوس البوذية من أضرحة الكامي. تعرضت الكثير من المواد البوذية للتدمير. طرح تسلسل هرمي جديد للأضرحة في عام 1871، جاعلا الأضرحة الإمبراطورية والوطنية في القمة. ألغي الكهنوت الوراثي، وأدخل نظام جديد معتمد من قبل الدولة لتعيين الكهنة. حلت الكيوبوشو أو وزارة التعليم محل الجينجيكان في عام 1872. ونسقت حملة أرسل فيها الكيودوشوكو (المبشرون الوطنيون) إلى جميع أنحاء البلاد لنشر «التعاليم العظمى» لليابان، والتي شملت احترام الكامي وإطاعة الإمبراطور. توقفت هذه الحملة في عام 1884. وفي عام 1906، دمجت آلاف الأضرحة القروية حتى أصبح لدى معظم المجتمعات الصغيرة ضريح واحد يتسنى إقامة الطقوس التكريمية للإمبراطور فيه. أصبح الشنتو طقس الدولة الرسمي بصورة فعلية، وروج له بحماس متزايد في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. في عام 1882، صنفت حكومة مييجي 13 حركة دينية -عدا البوذية والمسيحية- كشكل من أشكال «شنتو الطوائف». تغيرت أعداد وأسماء الطوائف التي حظيت بهذا الاعتراف الرسمي، وغالبا ما دمجت هذه الطوائف أفكارا من التقاليد البوذية والمسيحية والكونفوشية والداوية والباطنية الغربية مع الشنتو. اندثرت العديد من التقاليد المحلية خلال فترة مييجي، واستعيض عنها بممارسات موحدة على المستوى الوطني، وهو ما شجعته طوكيو. وضع دستور جديد لليابان خلال فترة الاحتلال الأمريكي. كرس هذا الدستور حرية الدين وفصل الدين عن الدولة، وهدف هذا الإجراء إلى القضاء على شنتو الدولة. أعلن الإمبراطور أنه ليس كامي، وأصبحت الطقوس الشنتوية، التي تؤديها العائلة الإمبراطورية، شأنا خاصا. أدى هذا الفض إلى إيقاف الإعانات الحكومية للأضرحة ومنحها حرية جديدة لتنظيم شؤونها. شكلت العديد من الأضرحة منظمة تطوعية، ألا وهي رابطة الأضرحة الشنتوية (جينجا هونتشو) في عام 1946. وفي عام 1956، أصدرت الرابطة بيانا عقائديا تحت عنوان «الخصائص العامة للحياة القائمة على احترام الكامي» (كيشن سيكاتسو نو كوريو)، لتلخيص مبادئ الشنتو على حد اعتبارها. بلغت نسبة الأضرحة الشنتوية اليابانية التي شكلت جزءا من هذه الرابطة نحو 80% بحلول أواخر تسعينيات القرن العشرين. ألقى العديد من اليابانيين باللوم على ديانة الشنتو لتشجيعها النزعة العسكرية التي أدت إلى الهزيمة والاحتلال خلال العقود التي أعقبت الحرب. في حين ظل آخرون يشعرون بالحنين إلى شنتو الدولة، وأبديت مخاوف متكررة من تآمر قطاعات من المجتمع الياباني لاستعادتها. دارت العديد من النقاشات القانونية حول مشاركة المسؤولين الحكوميين في الشنتو. فمثلا، في عام 1965، دفعت مدينة تسو بمحافظة ميه أربعة من كهنة الشنتو حتى يطهروا الموقع الذي تقرر بناء الصالة الرياضية المحلية فيه. رافع النقاد القضية في أروقة المحاكم، مدعين أنها تعارضت مع الفصل الدستوري ما بين الدين والدولة، وفي عام 1971، قضت المحكمة العليا بعدم دستورية إجراءات إدارة المدينة، وذلك على الرغم من نقض المحكمة العليا لهذا القرار في عام 1977. غالبا ما امتزجت المواضيع الشنتوية مع الحركات الدينية الجديدة اليابانية خلال فترة ما بعد الحرب. ومن بين طوائف الشنتو، أحرزت تينريكيو النجاح الأكبر على الأرجح، وذلك رغم تنصلها من هويتها الشنتوية في عام 1970. كذلك ألقت وجهات النظر الشنتوية بتأثيرها على الثقافة الشعبية. على سبيل المثال، اعترف مخرج الأفلام هاياو ميازاكي من إستديو غيبلي بتأثير الشنتو على أفلامه مثل فيلم «المخطوفة». كذلك انتشرت ديانة الشنتو في دول الخارج من خلال الهجرة واعتناق غير اليابانيين لها. يعد ضريح تسوباكي الكبير في سوزوكا بمحافظة ميه أول من أسس فرعا له في الخارج: ضريح تسوباكي الكبير في أمريكا، والذي كان يقع بولاية كاليفورنيا في البداية، لينتقل بعدها إلى مدينة غرانايت فولز بولاية واشنطن. تولى علماء اللاهوت الشنتويون إجراء جل الأبحاث الأكاديمية حول الشنتو خلال القرن العشرين، وغالبا ما كانوا من الكهنة، وهو ما أثار اتهامات مفادها أن أبحاثهم خلطت ما بين اللاهوت والتحليل التاريخي في معظم الأحيان. تجدد الاهتمام الأكاديمي بالشنتوية في اليابان وخارجها بدءا من ثمانينيات القرن العشرين. يشارك جل اليابانيين في العديد من التقاليد الدينية، إذ يشير برين وتيوين إلى أنه لا يمكن تفريق الشنتويين عن البوذيين في اليابان إلا من خلال النظر إلى «بضعة استثناءات». وتشمل الاستثناءات الرئيسية أعضاء مجموعات الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحية، والتي تروج لوجهات نظر عالمية إقصائية. تتعقد مهمة تحديد نسب السكان المشاركين في أنشطة الشنتو نتيجة تصريح اليابانيين بأنهم «لا ينتمون إلى أي دين» عند طرح السؤال عليهم في معظم الأحيان. يتجنب العديد من اليابانيين مصطلح «دين»، ويعزى ذلك جزئيا إلى أنهم لا يحبذون الدلالات التي تحملها الكلمة، والتي تتطابق تطابقا وثيقا مع لفظ شوكيو باللغة اليابانية. ويشتق المصطلح الأخير من لفظ «شو» بمعنى «طائفة»، ولفظ «كيو» بمعنى «عقيدة». تظهر الإحصاءات الرسمية أن الشنتو تمثل الديانة الأكبر في اليابان، إذ يشارك أكثر من 80% من سكان البلاد في أنشطة شنتوية. وعلى النقيض من ذلك، تصف أقلية صغيرة من اليابانيين نفسها على أنها «شنتوية» في الاستبيانات. وهذا يشير إلى أن عددا أكبر بكثير من الناس يشاركون في الأنشطة الشنتوية مقارنة بالذين أسندوا الشنتوية كهوية دينية لهم. لا توجد طقوس رسمية تجعل المرء ممارسا «للشنتو الشعبي»، وبالتالي، غالبا ما تقدر «عضوية الشنتو» من خلال حساب عدد أولئك الذين ينضمون إلى الطوائف الشنتوية المنظمة. يبلغ عدد أضرحة الشنتو في اليابان نحو 81,000 ضريح، ويبلغ عدد الكهنة نحو 85,000 كاهن. لم تتجاوز نسبة سكان اليابان الذين حددوا انتمائهم إلى دين منظم ال40% بحسب ما جاء في استطلاعات الرأي التي أجريت في عام 2006 وعام 2008، وشكل البوذيون نسبة 35% منهم، في حين تراوحت نسبة المنتمين إلى طوائف شنتوية أو أديان مشتقة منها ما بين 30% إلى 40%. وفي عام 2008، ذكرت نسبة 26% من المشاركين ترددها على الأضرحة الشنتوية بانتظام، في حين أعربت نسبة 16.2% عن اعتقادها بوجود الكامي بوجه عام. لا يوجد مؤسس معروف للشنتوية، كما لاتوجد كتابات مقدسة. تقوم أعراف هذه الديانة على مجموعة من الأساطير، الحوليات والأشعار: ال«كوجيكي» (古事記) أو «وقائع الأحداث القديمة» 712 وال«نيهون شوكي» (日本書紀) أو «مدونات بلاد اليابان» 720 ، والتي تروي القصة الأسطورية لنشأة بلاد اليابان، كما تقوم بسرد نسب العائلة الإمبراطورية. بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الكتابات الأخرى على غرار «نوريتو» أو «الأحجار»، وبعض الأشعار الواردة في ال«مان يوشو» (万葉集) أو «مجموعة العشرة آلاف ورقة» 760 والتي قامت كلها بسرد العادات الدينية لليابان أثناء تلك الفترة. هذه النصوص والكتابات وضعت بعد دخول البوذية البلاد. رغم محاولتها تقديم شهادات حية على عقيدة الشنتوية الأصلية، إلا أنه لا يمكننا من خلالها العثور على كيفية تطور هذه المعتقدات. في الحقيقة جاءت هذه الكتابات وغيرها كردة فعل منظمة وموحدة مع دخول البوذية البلاد، كان هدفها إثبات صلاحية وتوافق معتقدات الشنتوية في مقابل أو مع ما تدعو إليه البوذية. لم يكن البحث في تطور هذه العقيدة هدفها الأول. على عكس الديانات التوحيدية الأخرى، لا يوجد في الشنتوية تعريف للمطلق، لا يمكن لأحد أن يدعي الصواب المطلق ولا الخطأ المطلق، الناس في طبيعتهم غير معصومين من الخطأ. تعتبر الشنتوية من هذه الناحية ديانة متفائلة، حيث تفترض أن الإنسان كائن طيب في الأساس، وأن الشر يقع نتيجة تدخل الأرواح الشريرة، وتنحصر أغلب العبادات الشنتوية في إبعاد هذه الأرواح الشريرة عن طريق تنقية النفس، الصلوات وتقديم القرابين لل«كامي». ليس لعقيدة التوحيد مكان في الشنتوية، فبسبب تعدد المظاهر التي يمكن أن تتجلى فيها القوى الإلهية، ربط اليابانيون بين كل ظاهرة وآلهة معينة، وأعداد الكامي لا يمكن حصرها، ويمكن لأي شخص أن يعين آلهته الخاصة. لا يوجد في الشنتوية حياة بعد الموت، يعتبر جسد الشخص الميت شيئا مدنسا، تنطلق روح الميت، بعد أن تتحرر من جسدها المادي فتندمج مع قوى الطبيعة. يقوم أغلب اليابانيين عند تعرضهم لأمور متعلقة بالموت بتفويض أنفسهم إلى العقيدة البوذية. الكامي (神)، هي كل الأشياء والموجودات التي لا تنتمي إلى مجال التأثير المباشر للإنسان، كل ما هو غريب، عجيب، غامض ومريع. لا توجد للكامي أشكال محددة، كما أنها يمكن أن تتمثل في كل قوى الطبيعة (صخرة، شجرة أو حيوان). لم يتم تعريف أغلب ال«كامي» ولا حتى تحديدها بشكل دقيق. يقوم كل تجمع بشري (عائلة، عشيرة أو قرية) بتحديد ال«كامي» التي يرهبونها والتي يمكن أن ينتظروا منها أفضالا (مننا) من خلال حياتهم اليومية: على أن أشهر ال«كامي» هي تلك المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية، ومنها مثلا: آلهة الشمس «أماتيراسو أومي-كامي» (天照大神). تحكي الأساطير قصتهم، وتشهد بالأصول الإلهية لأباطرة اليابان. تم إنشاء أولى المزارات «إيزي» «إيزومو» لتقديس هؤلاء ال«كامي». لا توجد في اليابان طقوس لعبادة وتقديس الأسلاف، رغم أن بعضهم (الأسلاف) ممن توفى في ظروف خاصة، قد يتم تعريفه على أنه كامي، على أن الأسلاف ليسو كلهم كامي. الأباطرة القدماء مثلا، لم يكونوا محل تعظيم خاص: وجب انتظار فترة مييجي حتى يقام مزار خاص لأول الأباطرة الإنسيين «جينمو-تينو» (神武天皇)، المقام الثاني (مقام ميجي) تم إنشاؤه بعد رغبة شعبية وليس لاعتبارات دينية معينة. راجع: المزارات الشنتوية تنتظم مظاهر العبادة في الشنتوية ضمن أفراد نفس المجموعة البشرية. يتم تبجيل وتعظيم الكامي الرئيس للطائفة «أوجي غامي» في مكان معين، ويكون على الأغلب خارج القرية أو التجمعات البشرية، يحدد المكان عن طريق أرواق خشبية (من روق: الرواق المفتوح) أو ال«توري» (鳥居)، ترمز هذه الأرواق إلى الخروج عن عالم الإنسان والدخول إلى عالم الكامي. كانت هذه الأمكنة في البداية عبارة عن فسحة خالية مخصص للآلهة فقط، تم بعدها تحويلها تدريجيا إلى مزارات، توحي هندسة مباني هذه المزارات بأنبار الأرز (مخازن الغلال). يتم تبجيل الكامي الأخريات، في أمكنة متنوعة: تشكل الصخور والأشجار التي تحيط بالقرية حدودا رمزية لجغرافيا القرية، كما أن تقويم (الرزنامة) العادات والأعياد، الخاص بهذه الجماعة، ينظمان إيقاع الحياة اليومية. تعتبر المزارات الشنتوية (وتسمهى بالمحلية جينجا) مكانا للعبادة ومقرا للكامي، أغلب الشعائر التي يتم تنظيمها هي ذات طابع احتفالي (ميتسومي)، وهدفها هو تعريف الكامي بالعالم الخارجي. يشرف كهنة الشنتوية على الطقوس والشعائر، يعيش أغلبهم داخل المزارات. يستطيع أي رجل -أو حتى امرأة- أن يصبح كاهنا. بإمكان الكهنة التزاوج وإنجاب الأطفال. تقوم مجموعة من النساء في سن الشباب (ميكو) بمساعدة الكاهن في أداء الطقوس، وفي الأعمال الأخرى التي يقوم يشرف عليها، يرتدين لباسا أبيضا (كيمونو)، يتوجب عليهن أن يكنن غير متزوجات وغالبا ما يختارهن الكاهن من بين بناته. تتضمن العبادة في الشنتوية أربعة عناصر هي: أولا وقبل كل شيء، هناك في حقلك المقدس أيها الاله المهيمن ليت حبة الأرز الأخيرة التي سيحصدونها، ليت الحبة الأخيرة من الأرز التي ستحصد، بحبات العرق المتساقط من سواعدهم، وتشد مع الوحل العالقين بالفخذين، ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك، وتنفتح سنابل الأرز التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة، فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات. الشنتوية عقيدة بسيطة ولا تطالب أتباعها بطقوس خاصة ومعقدة، ويمكنها أن تتعايش مع المعتقدات الأخرى، ويتمسك اليابانيون بهذه الطقوس ويعتبرنها جزءا من كيانهم القومي. لا يمكن للبشر التعايش بسهولة مع ال«كامي». لكل منها طبعها الخاص، بعضها يتمتع بروح الدعابة، وبعضها ذو روح عاصفة. يمكن لها أن تكون كريمة وسخية في بعض الأحيان، قاسية وشريرة عندما تداس حرماتها. تنحصر أولى مهام المجموعة (الطائفة) في تنظيم الإطارين المكاني والزماني بحيث تتداخل فيها مجالات البشر والآلهة (الكامي) بأقل طريقة ممكنة، وضع الحدود، الضوابط والمحرمات والسهر على احترامها، ومن جهة أخرى تنظيم الشعائر. توجد شعائر خاصة لحماية البشر من مظاهر غضب قوى الطبيعة (الزلازل، الجفاف، الفيضانات، الأوبئة، الحرائق). وأخرى تهدف إلى استعادة التناغم بين الجماعات البشرية والكامي عندما يهدد ظهور القوى الطبيعية الفجائية في حياة الإنسان (المولد، الممات) هذا التوازن، وشعائر أخرى احتفالية (ماتسوري)، والتي تقام بشكل دوري مع كل موسم زراعي جديد وقبل مرحلة الجني والحصاد عادة، يتم فيها تبجيل الآلهة حتى ترضى وتعم بركتها على الموسم.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شنتو
|
b64b457e630b13df32ac005d2ac2132c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.403887",
"source": "Wikipedia"
}
|
ويكيبيديا
|
ويكيبيديا
|
ويكيبيديا (تلفظ . بحلول نهاية ديسمبر 2016، احتلت ويكيبيديا المرتبة الخامسة في أكثر المواقع شعبية على مستوى العالم. في يناير 2013، سميت ويكيبيديا 274301، كويكب، على اسم ويكيبيديا؛ في أكتوبر 2014، تم تكريم ويكيبيديا بنصب ويكيبيديا التذكاري؛ وفي يوليو 2015، أصبح 106 من 7473 700 مجلدا من ويكيبيديا متاحا كطباعة ويكيبيديا. في عام 2019، تم تسمية نوع من النباتات المزهرة فيولا ويكيبيديا. في أبريل 2019، تحطمت مركبة هبوط إسرائيلية على سطح القمر، بيريشيت، وتحمل نسخة من جميع مقالات ويكيبيديا الإنجليزية تقريبا منقوشة على ألواح رقيقة من النيكل؛ يقول الخبراء إن اللوحات ربما نجت من الانهيار في يونيو 2019، أفاد العلماء أن جميع ال 16 تم ترميز غيغابايت من نص المقالة من ويكيبيديا الإنجليزية في DNA اصطناعي. على عكس الموسوعات التقليدية، تتبع ويكيبيديا مبدأ التسويف فيما يتعلق بأمان محتواها. لقد بدأ مفتوحا بالكامل تقريبا - يمكن لأي شخص إنشاء مقالات، ويمكن تحرير أي مقالة على ويكيبيديا بواسطة أي قارئ، حتى أولئك الذين ليس لديهم حساب على ويكيبيديا. سيتم نشر التعديلات على جميع المقالات على الفور. ونتيجة لذلك، يمكن أن تحتوي أي مقالة على
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ويكيبيديا
|
b97e610556e6b8e635ce0145936779e8
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.440075",
"source": "Wikipedia"
}
|
ثقافة اليابان
|
ثقافة اليابان
|
إن الثقافة اليابانية هي نتيجة لعملية تاريخية بدأت مع موجات من الهجرة التي جاءت من آسيا ومن جزر المحيط الهادئ، يليها تأثير ثقافي صيني ملحوظ في الثقافة اليابانية. وفي وقت لاحق، أنشأ النظام السياسي شوغونية توكوغاوا في منتصف القرن السابع عشر فترة طويلة من العزلة عن معظم العالم والتي تدعى (الساكوكو) التي استمرت حتى أوائل فترة مييجي ، والتي تتزامن مع نهاية القرن التاسع عشر. تشرب الفكر الياباني عبر التاريخ بالعديد من أفكار الدول الأخرى بما فيها التقنيات والعادات وأنواع الثقافات. وقد انصهرت مختلف هذه العناصر الوافدة لتشكل الثقافة اليابانية الفريدة. ولذلك تجد نمط الحياة اليابانية اليوم مزيجا خصبا من الثقافات الآسيوية التقليدية والثقافات الغربية الحديثة. يوجد في اليابان نوعان من الملابس: النوع الأول هو الملابس التقليدية والثاني هو الملابس الحديثة. ومن بين الملابس التقليدية يبرز زي (الكيمونو، باليابانية: 着物) ومعناه «شيء للارتداء» وهو عبارة عن ثياب مبهرجة طويلة يستخدما النساء والرجال والاطفال في المناسبات الخاصة، ولكنها حاليا تستخدم بشكل واسع للإشارة إلى اللباس الياباني التقليدي الطويل الذي يلبسه الرجال والنساء والأطفال، ومن المعروف عن الكيمونو منظره الجميل وألوانه الزاهية خصوصا الكيمونو النسائي، والكيمونو هو عبارة عن ثوب على شكل حرف ال (T: في الإنجليزية) ويصل طوله إلى الكاحل وله ياقة وأكمام عريضة، ويتكون من خلفية وبطانة تحتية يتم ارتدائها تحت ذلك الجزء العلوي المليء بالألوان المبهجة. وتختلف أكمام الكيمونو الخاص بالسيدات المتزوجات عن ذلك الذي يخص السيدات العازبات. يلف الكيمونو حول الجسم بحيث يكون الطرف اليساري فوق الطرف اليميني إلا في حالات الوفاة والدفن فيكون الطرف اليميني فوق الطرف اليساري، ويلف بحزام يطلق عليه اسم أوبي يربط من الخلف لإحكام تثبيته. يترافق ارتداء الكيمونو عادة مع ارتداء زوج من الأحذية التقليدية التي يطلق عليها اسم زوري أو غيتا، مع زوج من جوارب الإبهام التي تدعى تابي. وقد تخلى الناس عن ارتداء الكيمونو وذلك لصعوبة ارتدائه حيث أنه في القدم كان هناك من يكرس حياته لمساعدة الأشخاص في ارتداء هذا اللباس. وهناك أيضا بعض الثياب التي يستخدمها اليابانيون مثل: (اليوكاتا، باليابانية:(浴衣)) وهو زي يشبه الكيمونو ولكنه يتميز بأنه زي قطني خفيف وذلك ليتناسب مع فصل الصيف ويعطي إحساس بالبرودة، ويتم ارتدائه أيضا اثناء عروض الألعاب النارية ومهرجان بون، وهو زي غير رسمي يتم ارتدائه في المناسبات العادية؛ والهاكاما هو زي تقليدي آخر كان مستخدما قديما من قبل الرجال وكان يتم ارتدائه في الفنون القتالية والآن يتم ارتدائه أيضا من قبل السيدات؛ والجينبي (في اليابانية: 甚兵衛, 甚平) وهي ثياب يستخدمها الرجال تشبه ملابس النوم أو البجامة؛ والجونيهيتويه وهي ثياب نسائية تشبه الكيمونو ويستخدمها النبلاء. ومن بين كل الأشرطة والأحزمة الملونة يبرز الأوبي (في اليابانية: 帯)، وهو نطاق أو حزام تقليدي في اليابان يرتدى أثناء ارتداء الكيمونو والهاكاما واليوكاتا. وفي ما يتعلق بالأحذية التقليدية، هناك عدة أنواع مستخدمة مثل: التابي والجيكا-تابى ، وهي الوسائل التقليدية، والزوري ، والذي يستخدم كالصنادل والغيتا ، وهو نوع من القباقيب؛ والواراجي وهو صندل يستخدمه الرهبان البوذيون. أما بالنسبة للملابس الحديثة اليابانية، فإنه يوجد بعض الإتجاهات الحديثة مثل الجانجورو وهي أزياء نسائية تتميز بارتداء ملابس مبهرجة جدا والاستخدام المفرط للاكسسوارات وقصات الشعر الجديدة المتنوعة مع تلوينه ألوان غير اعتيادية لافتة جدا والأظافر الطويلة التي تتخذ اشكالا جديدة مع صبغ لون البشرة إلى اللون الداكن واستخدام المكياج متعدد الألوان. وهناك نوع آخر من الأزياء الحديثة في اليابان وهي أزياء اللوليتا والتي هي مستوحاة من أزياء فيكتوريا الطفولية مع بعض العناصر من الروكوكو، والتي كانت لها تداعيات من الثقافات الفرعية القوطية وثقافة البانك والميدو..إلخ. ومن المثير للاهتمام أن الزي المدرسي الياباني قد تم اتخاذه على أنه نوعا خاصا من الملابس الحديثة للفتيات، حيث أنه يظهر بشكل كبير ومنتشر جدا في وسائل الإعلام اليابانية والبرامج المختلفة. وهناك نوع آخر من الثياب الحديثة في اليابان وهو الكوسبلاي ، وهو عبارة عن ارتداء ملابس بعض الشخصيات التي تظهر في وسائل الإعلام المختلفة مثل: الأنمي والمانجا وألعاب الفيديو وأشرطة الفيديو والموسيقى وغيرها. يمتلك المطبخ الياباني ماض عريق في الطهو وتطور هذا الطهو إلى فن الطهو الياباني الحديث والراقي حيث أنه يتناسب مع كل موسم من مواسم السنة. وهذا الفن مشابه لفن الطهو الصيني فيما يتعلق بالعناصر الأساسية أو الشوشوكو التي تعتمد على خمس عناصر غنية بالكربوهيدرات وهي: الأرز والقمح والشوفان والفاصولياء والدخن الشائع ). وهناك أطباق جانبية يطلق عليها اسم الأوكازو ) ووظيفتها هي إضافة مذاق جيد إلى الوجبة الرئيسية وتلك الأطباق عادة ما تكون مالحة. يتكون الطعام النموذجي الياباني من سلطانية من الأرز الياباني، ويصحبه التسوكه-مونو (المخلل) وسلطانية من الحساء ومجموعة متنوعة من أطباق الأوزاكو مثل الأسماك واللحوم والخضراوات وغيرها. كما أنه من المعتاد تسمية الأطباق تبعا لكمية الأرز أو الحساء التي تصحبها. تحظى العروض الفنية التقليدية اليابانية حتى اليوم بشعبية كبيرة بما فيها فنون «الكابوكي» - المسرح الكلاسيكي- «النوه» - المسرح الموسيقي - «الكيوغن» - المسرح الكوميدي- «البونراكو» - مسرح الدمى - وفنون «النوه» «الكابوكي» «البونراكو» معترف بها من قبل اليونسكو كتراث ثقافي غير ملموس. «الكابوكي» هو نوع من أنواع المسرح الكلاسيكي ظهر في مستهل القرن السابع عشر، ويتسم هذا الفن بطريقة مميزة في الإلقاء الموزون، والأزياء الفاخرة وطرق التجميل المبالغ فيها المعروفة باسم «كومادوري»، واستخدام التجهيزات الميكانيكية لتنفيذ المؤثرات الخاصة على المسرح. ومن شأن مساحيق التجميل أن تبرز الشخصيات المسرحية وحالتها المزاجية. وتدور معظم المسرحيات حول موضوعات من العصور الوسطى أو عصر «إيدو»، ويقوم الذكور بكافة الأدوار التمثيلية بما فيها النسائية منها. أما فن «النوه» فهو أقدم أشكال المسرح الموسيقى، بمعنى أن القصة لا يكتفى بسردها، في صورة حوار، ولكن أيضا من خلال «الأوتاي» (الغناء) «الهاياشي» (المصاحبة الموسيقية) والرقص. وهناك سمة أخرى من سمات هذا الفن المسرحي، وهي ارتداء الممثل الرئيسي، أزياء زاهية الألوان من الحرير المطرز، وعادة ما يضع الممثل على وجهه قناعا خشبيا مطليا. وتختلف هذه الأقنعة باختلاف الشخصيات المسرحية، بين شيخ، أو امرأة شابة أو مسنة، أو شخصية دينية، أو شبح، أو غلام صغير. «الكيوغن»، هو نمط من أنماط المسرح الكوميدي التقليدي ويتميز بأسلوب راقي جدا في الأداء والإلقاء، وتقدم عروض هذا الفن في الفترات التي تتوسط عروض مسرح «النوه»، وقد يقدم في بعض الأحيان بشكل مستقل. اشتهر فن «البونراكو» في أواخر القرن السادس عشر، وهو نمط من أنماط مسرح الدمى المصحوب بالغناء القصصي والعزف الموسيقى على آلات «الشاميسين» (ثلاثية الأوتار)، ويعتبر «البونراكو» من أكثر أنماط مسرح العرائس رقيا في العالم. وهناك أنواع أخرى من الفنون التقليدية كحفلات الشاي «الإيكبانا» - تنسيق الزهور - التي باتت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية اليابانية. وحفل الشاي - السادو أو التشادو - أسلوب راق جدا من طرق إعداد الشاي الأخضر. ولا يقتصر هذا الفن على إعداد الشاي وتقديمه فحسب، وإنما يتعداه ليكون فنا عميقا راقيا يتطلب قدرا كبيرا من المعرفة، والإحساس المرهف. ويخوض هذا الفن في تقصي أهداف الحياة، والتشجيع على تقدير الطبيعة. يعود فن تنسيق الزهور الياباني «الإيكبانا» الذي تطور في اليابان خلال القرون السبعة الماضية إلى أصول مرتبطة بالطقوس البوذية في تقديم الزهور. ويتميز هذا الفن عن غيره من الأساليب التي تستخدم الزهور لمجرد الزينة، بالعناية الفائقة في اختيار كل عنصر من عناصره، بما في ذلك نوعية الزهور، والوعاء، ووضعية كل فرع أو زهرة، ومراعاة الانسجام بين الفروع والوعاء والموقع. إن معظم اليابانيين لا يتبعون ديانة واحدة بالتحديد وبالتالي فإنهم يدمجون العديد من الخصائص للأديان المختلفة في حياتهم اليومية وهذه العملية تعرف بالتوفيق بين الأديان وبالتالي فإنهم يحتفلون بأعياد تنتمي إلى الديانات المختلفة، مثل البوذية والمسيحية والشنتوية. وهكذا فإنها تبعا لإحصائيات وكالة الثقافة اليابانية فإن حوالي 160 مليون نسمة معتنق للشنتو، وحوالي 96 مليون نسمة يتبعون البوذية، و2 مليون يتبعون المسيحية، بالإضافة إلى مليون نسمة يتبعون الديانات الأخرى. تعد ديانة الشنتو واحدة من الديانات الأكثر ممارسة في اليابان والتي تعد بدورها الديانة الأصلية لليابان وتعد أيضا فريدة من نوعها في تلك البلد، وتلك الديانة كانت الديانة الوحيدة في اليابان قبل وصول البوذية إليها وتاثيرها الملحوظ في الأساطير اليابانية. ليس للشنتو تعاليم محددة لذلك فإنها تعد الأكثر انتشارا في البلاد، كا تعد أيضا واحدة من أكثر الديانات انفتاحا على الديانات الأخرى دون التأثير عليها وذلك لعدم احتوائها على تعاليم محددة، وتلك الديانة أيضا ليست لا يعرف لها مؤسس محدد. وهناك أيضا الديانة البوذية التي نشأت في شمال عن طريق التعاليم التي تركها بوذا (المتيقظ) الهند وانتشرت بعد ذلك في أنحاء آسيا، وفي اليابان تجري معظم طقوس الوفاة والدفن على الطريقة البوذية، وتعتبر زن من أشهر طوائف البوذية في اليابان.وهناك ايضا الديانة المسيحية التي لا يتجاوز نسبة عدد معتنقيها 8.0% من عدد السكان، ووصلت إلى اليابان عن طريق البعثات التبشيرية المسيحية الغربية التي كانت موجودة في القرن السادس عشر. وأخيرا يأتي الإسلام الذي يبلغ عدد معتنقيه 70000 تقريبا وعددهم في تزايد وذلك في أواخر التسعينات بسبب زواج النساء اليابانيات بالمسلمين الأجانب في اليابان. وتنص المادة 20 من دستور اليابان على أن «حرية الدين مضمونة للجميع. ولا يجب أن تحصل أي منظمة دينية على أي دعم مالي من الحكومة، أو أن تقوم بأي نشاط سياسي». تشكل الرياضة جزءا هاما من الثقافة اليابانية، وتحظى الرياضات التقليدية مثل السومو والفنون القتالية بشعبية كبيرة في البلاد، وكذلك الأمر بالنسبة للرياضات الغربية مثل كرة القاعدة وكرة القدم. وتعتبر مصارعة السومو الرياضة الوطنية في اليابان. تمارس رياضات الفنون القتالية (مثل الجودو، الكاراتيه والكندو) على نطاق واسع في البلاد ويستمتع بها المتفرجون. وقد اكتسبت رياضة كرة القدم شعبية واسعة منذ إنشاء الدوري الياباني الممتاز في عام 1992. تشكل المفاهيم المتنوعة مثل: المانغا والأنمي وألعاب الفيديو والرقة وتنطق بالأحرف اللاتينية (kawaii) جزءا من الثقافة الشعبية اليابانية الحديثة. لا تعكس الثقافة اليابانية فقط اهتمامات وسلوكيات الحاضر ولكنها أيضا لها إتصال بالماضي. يتم تطوير الأفلام والبرامج التلفزيونية ومسلسلات الرسوم المتحركة (الأنمي) والموسيقى من التقاليد الأدبية والفنية القديمة والكثير من هذه الموضوعات وأساليب العرض تعتبر كأشكال من الفنون التقليدية. كلمة كاواي هي كلمة يابانية تعني بالعربية «ظريف» وأيضا مرادفها (في اللغة الإنجليزية: cute) وهي كلما متداولة كثيرة بين الشباب، فإن أي شيء في الثقافة اليابانية يرمز له بأنه ظريف أو لطيف بشكل طفولي مرح ومحبب إلى النفس كثيرا ويمتلك ألوان مبهجة وزاهية وأخاذة يندرج تحت ثقافة الكاواي أو يطلق عليه كلمة كاواي. وتلك الثقافة لم تعد تعني وتجذب انتباه المراهقين والصغار فحسب بل حازت أيضا على إعجاب الكبار أيضا ووجدت نجاحا كبيرا في اليابان حيث أن بعض الشركات في اليابان أنتجت منتجاتها في تلك الاشكال الكرتونية المرحة فهناك أدوات مطبخية قد رسمت عليها تلك الشكال الكرتونية اللطيفة ذات الألوان المرحة المبهجة وأيضا هناك بعض الطائرات التي رسمت على واجهتها بعض الرسوم الكرتونية المبهجة لتتناسب مع ثقافة الكاواي.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ثقافة اليابان
|
7d1a42eb36c6e6a85bc58f3ddb34b30d
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.443425",
"source": "Wikipedia"
}
|
إيكيبانا
|
إيكيبانا
|
إيكيبانا من الفنون اليابانية التي تعنى بتنسيق الزهور وترتيبها، يعرف أيضا باسم كادو (花道 = طريق الزهور). وعلى عكس الفنون التي تعنى بالزهور في الغرب، والتي تهتم أكثر بالكمية والألوان، مع تركيزها أكثر على جمال الزهور بذاتها. يركز اليابانيون اهتمامهم على هيئة البنية الشكلية لنسق الزهور. يعطى فن ال«إيكيبانا» قيمة خاصة لكل العناصر التي يتضمنها: المزهرية، سيقان الأزهار، الأوراق والأغصان. ترتكز تركيبة تنسيق الزهور اليابانية، على ثلاثة فروع رئيسية (أو أغصان)، وترمز إلى السماء، والأرض والبشر. ترجع أصول ال«إيكيبانا» إلى الزهور التي كانت تقدم كقرابين في المعابد البوذية في القرن السادس للميلاد -تاريخ دخول البوذية إلى البلاد-. كان يتم وضع الزهور والأغصان بحيث تدير وجهها إلى السماء. تطور فن خاص بتنسيق الزهور يدعى «ريكا» في القرن الخامس عشر (15) للميلاد، وتتمثل مظاهر جمال الطبيعة في كل العناصر التي يعرضها. ترمز أغصان الصنوبر إلى الأحجار الصخور، فيما ترمز زهور الأقحوان الأبيض إلى الأنهار والجداول. أصبح ال«ريكا» من الفنون الشعبية في القرن السابع عشر (17) للميلاد، وغالبا ما كان يتخذ في المراسيم والاحتفالات. يكاد يقع اليوم في طي النسيان، ويعتبره البعض فنا أتى عليه الدهر. حدث التحول الأبرز في تاريخ هذا الفن في القرن الخامس عشر (15) للميلاد (فترة موروماتشي)، أثناء عهد حكم الشوغون «أشيكاغا يوشي-ماسا» (1436-1490 ). قام «يوشي-ماسا» ببناء بعض المرافق الكبيرة وشيد فيها بيوتا صغيرة، كان يريد أن يعبر عن مدى قناعته وتعلقه بالحياة البسيطة. كانت هذه البيوت تحتوي على مخادع (غرف نوم) أو «توكونوما»، خصصت هذه الغرف لتوضع فيها المقتنيات الفنية وتنسيقات الزهور. تم أثناء هذه الفترة تبسيط قواعد ال«إيكيبانا» حتى يتمكن جميع الناس، ومن مختلف الطبقات ممارسته. عرف القرن السادس عشر (16) للميلاد، ظهور نوع جديد من ال'إيكيبانا". أطلق عليه تسمية "ناغي-إيري" (nageire = 投げ入れ = إلقاء، إسقاط + داخل)، تميز هذا النوع ببساطته وتم إدخاله في مراسيم طقوس الشاي (سادو). يتم تنسيق الزهور بطريقة يجب أن تبدوا طبيعية بقدر الإمكان، مهما كانت العناصر التي سيتم استعمالها. نظرا لأنه ظل ملازما لطقوس الشاي فقد أطلق عليه لاحقا على هذا النوع من التنسيقات اسم "تشا-بانا" (茶花 = زهور الشاي). بعد فترة إصلاحات مييجي (1890 )، بدأت اليابان تنفتح على العالم، وأخذت طريقها إلى الحداثة. صاحب هذه الفترة ظهور نوع جديد من ال«إيكيانا» عرف باسم «موري-بانا» (盛り花 = كومة + زهور)، نشأ وتطور بعد أن تم استقدام أنواع جديدة من الزهور من الغرب، كما أثر التطور السريع للمجتمع الياباني في مظاهره. أهم ما ميز هذا النسق هو إعطاء الحرية الكاملة في عملية ترتيب الزهور، يتم استماله في الحدائق بكثرة. يمكن له أن يتلاءم مع الحفلات الرسمية، أو الاستعمالات الشخصية على حد سواء. على غرار طقوس الشاي (سادو) والخط (شودو)، كان يتم تدريس فن ال«إيكيبانا» للفتيات الشابات في المدارس التقليدية، تحضيرا لهن لمرحلة الزواج. يعتبر تنسيق الزهور من الفنون اليابانية التقليدية اليوم. يتم ممارسته في العديد من المناسبات، الحفلات والمراسيم، ويقوم الكثير من اليابانيين -وبالأخص اليابانيات- بتخصيص جزء من وقتهم لدراسة هذا الفن. ويمكن أن يعزى التطور المرتفع بشكل ملحوظ في فن الأزهار في اليابان إلى الحب الياباني للطبيعة.الناس في جميع البلدان يقدرون الجمال الطبيعي، ولكن في اليابان، التقدير يقترب تقريبا من الدين.وقد شعر اليابانيون دائما بصلة قوية من العلاقة الحميمة مع محيطهم الطبيعي، وحتى في المجمعات الحضرية المعاصرة والأسفلتية المعاصرة، فإنها تظهر رغبة قوية بشكل ملحوظ في أن يكون لها بعض الطبيعة بالقرب منها.الزوار الأجانب لطوكيو غالبا ما يفاجأون أن يلاحظوا أن سائق سيارة أجرة لديهم معلقة مزهرية صغيرة مع زهرة أو اثنين على حافة الزجاج الأمامي.البيت الياباني الذي لا يحتوي في جميع الأوقات على نوع من ترتيب الأزهار نادرة في الواقع.الطبيعة تتغير دائما.تنمو النباتات وتضع أوراق، الزهور تتفتح، والتوت تحمل بانتظام وبشكل متكرر خلال المواسم.الطبيعة لديها إيقاع والنظام الخاص بها.الطبيعة لديها إيقاع والنظام الخاص بها.الوعي من هذه هي الخطوة الأولى في إشراك نفسه في إيكيبانا.من حيث المبدأ، يهدف إيكيبانا ليس في جلب قطعة محدودة من الطبيعة في المنزل، ولكن بدلا من ذلك في اقتراح الطبيعة كلها، من خلال خلق صلة بين الداخل والخارج.هذا هو السبب في أن المروجين من المرجح أن تستخدم عدة أنواع مختلفة من النباتات في ترتيب واحد، وإعطاء أهمية للأوراق وفروع بلا زهرة وكذلك أزهار.حتى عندما يتم استخدام نوع واحد من الزهور، تبذل محاولة لإبراز آثاره كاملة كرمز للطبيعة. يدرس كل من الرجال والنساء هذا الشكل الفني.في الواقع، في الماضي، كان يعتبر إيكيبانا هواية مناسبة لأصعب الساموراي. حاليا، والمزارعين زهرة الرائدة هي، بالنسبة للجزء الأكبر، الرجال. إيكيبانا ليس فقط فن، ولكن احتلال للرجال والنساء على حد سواء.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إيكيبانا
|
45a4ce30bd15144f0478a116ac75dd21
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.444887",
"source": "Wikipedia"
}
|
أوريغامي
|
أوريغامي
|
فن طي الورق أو الأركامي أو الأوريغامي هو فن طي الورق والذي كثيرا ما يرتبط بالثقافة اليابانية. الاستخدام الحديث لكلمة «أوريغامي» هي كمصطلح شامل لجميع ممارسات الطي بغض النظر عن ثقافتها الأصلي، الهدف منها هو تحويل ورقة مسطحة إلى الشكل النهائي من خلال تقنيات النحت والطي. لا يشجع ممارسو الأوريغامي استخدام القص واللصق أو عمل أي علامات على الورق عامة. يستخدم حريفو الورق الأوريغامي غالبا الكلمة اليابانية الكيريغامي للإشارة إلى التصميم الذي يستخدم القص، على الرغم من أن القص هو سمة من سمات الصناعات الورقية الصينية. يمكن جمع عدد قليل من طيات الأوريغامي الأساسية بطرق مختلفة لصنع تصاميم معقدة، ويمكن طي الورق ليكون مجسما ويعد طائر الكركي والبطريق أحد أكثر الأشكال شهرة في فن طي الورق الياباني. بشكل عام، هذه النماذج تبدأ بورقة مربعة والتي يمكن أن تكون جوانبها بألوان وأشكال وأنماط مختلفة، يعتبر الأوريغامي الياباني والذي تم ممارسته منذ عصر الإيدو (1603 - 1867) أقل صرامة في هذه القوانين، وأحيانا يستخدم قص الورق أو يبدأ بورقة ليست مربعة، تستخدم مبادئ الأوريغامي أيضا في التعبئة والتغليف وبعض التطبيقات الهندسية الأخرى وأيضا في الفضاء حيث تستخدمها وكالة ناسا الأمريكية في صنع المركبات الفضائية. نشأت تقاليد طي ورق متميزة في أوروبا والصين واليابان والتي لم يتم توثيقها غالبا بشكل جيد من قبل المؤرخين، وكان يبدو في معظمها أنها كانت منفصلة حتى القرن العشرين.في الصين، تشمل الجنازات التقليدية غالبا حرق ورقة مطوية والتي تمثل قطعة من الذهب. يعود تاريخ ممارسة حرق الورق الممثل بدلا من الخشب أو الطين المقلد إلى أسرة السونغ (905-1125 .)، على الرغم من أنه لايعرف الكثير عنها. تم حظر ممارسات الجنائز التقليدية خلال الثورة الثقافية الصينية، لذلك معظم ما نعرفه عن طي الأوراق الصيني يأتي من استمرار هذه الممارسات في العصر الحديث في تايوان. في اليابان، أقدم إشارة لا لبس فيها لنموذج من الورق في قصيدة قصيرة لإيهارا سايكاكو Ihara Saikaku في عام 1680 والتي يذكر فيها تصميم الفراشة التقليدية المستخدمة أثناء حفلات الزفاف الشنتوية. شغل الطي بعض الوظائف الاحتفالية في فترة إيدو الثقافية اليابانية، كانت (النوشي-noshi) تعلق على الهدايا والتي تشبه غلى حد كبير بطاقات المعايدة المستخدمة اليوم. وتطورت هذه إلى شكل من أشكال الترفيه، وأول كتابين تعليميين نشرا في اليابان كانا ترفيهيين. في أوروبا، كان هناك نوع متطور من طي المناديل والذي ازدهر خلال القرنين 17 و18. بعد هذه الفترة قل هذا النوع ونسي معظمه، ونسب المؤرخ جوان سالاس Joan Sallas ذلك إلى بداية الخزف الذي حل محل طي المناديل المعقد باعتباره رمزا لمكانة النبلاء على مائدة العشاء، ومع ذلك، بعض التقنيات والقواعد المرتبطة بهذا التقليد واصلت لتكون جزءا من الثقافة الأوروبية. كان الطي جزء كبيرا من طريقة فريدريك فوربس Friedrich Froebel ، والتصاميم التي نشرت والتي لها علاقة مع منهجه مشابهة في الأسلوب لطي المناديل. عندما فتحت اليابان حدودها في العام 1860، كجزء من إستراتيجية التحديث فإنها إستوردت نظام فوربس ومعه أفكار ألمانية حول طي الورق. وشمل هذا حظر القص والشكل المربع للورقة ذات اللونين للبدء بها. هذه الأفكار وبعض ماعرف في أوروبا تم دمجه في الثقافة اليابانية. ولكن قبل هذا،
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أوريغامي
|
ee710b4766fad5b87748ed91359dcd53
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.447107",
"source": "Wikipedia"
}
|
بونساي
|
بونساي
|
بونساي أو بونسائي، بونزاي هو فن ياباني يعنى بغرس وتربية الأشجار أو الشجيرات في أصوص (. أصيص: وعاء خاص يستعمل لغرس النباتات). يطلق اللفظ أيضا على الأشجار المصغرة التي يتم الحصول عليها عن طريق هذا الفن. مع السنوات تطورت التقنيات، الشيء الذي سمح لهواة هذا الفن تغيير ارتفاع واتجاه نمو الأشجار، وكذا التحكم في نمو هذه النباتات. البعض يسميه فن النحت على الأشجار. توجد بعض الاشكال التقليدية التي يمكن اتبعها عند القيام بعمليتي القص والتشذيب، على أن للبونساي قاعدة ذهبية تقول: «إذا أعجبك شكله ومظهره، فهو بكل تأكيد بونساي جميل». بونساي" هو النطق الياباني من penzai, ويحبذ كنوع من الاحترام للغة والتقاليد اليابانية مراعاة عدم الخلط بين نطق كلمة بونساي مع كلمة "banzai" والتي تعني "10 آلاف سنة" باللغة اليابانية وهي نفس الكلمة التي رددها الجنود اليابانيون وهم يشنون هجماتهم الانتحارية على مواقع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وغالبا ما تستخدم كلمة بونساي في اللغة الإنجليزية باعتبارها مصطلح لجميع أشجار مصغرة في حاويات أو أواني. تركز هذه المقالة على بونساي على النحو المحدد في التقاليد اليابانية. أغراض بونساي هي في المقام الأول التأمل (للمشاهدة) وممارسة متعة الجهد والإبداع (للمزارع). وليس المقصود بونساي لإنتاج الغذاء، أو لإنشاء ساحة أو حديقة بحجم الحدائق أو المناظر الطبيعية. يتم إنشاء بونساي بدءا من مصدر المواد. قد يكون هذا القطع، الشتلات، أو شجرة صغيرة من الأنواع المناسبة للبونساي. يمكن إنشاء بونساي من ما يقرب من أي المعمرة الخشبية شجرة أو شجيرة الأنواع التي تنتج الفروع ويمكن زراعتها من خلال الحبس وعاء من التاج وتقليم الجذر. تتشكل عينة المصدر التي تكون صغيرة نسبيا لتلبية المعايير الجمالية للبونساي. عندما تقترب بونساي من حجمها النهائي المخطط هي التي زرعت في وعاء العرض، عادة واحدة مصممة لعرض بونساي في واحدة من الأشكال المقبولة لنسب قليلة . من تلك النقطة، يتم تقييد نموها للبيئة وعاء. على مدار العام. يتم الخلط أحيانا بين ممارسة البونساي والتقزيم، ولكن عموما يشير القزيم إلى البحث والاكتشاف، أو إنشاء أصناف النبات التي هي دائمة. بونساي لا تتطلب الأشجار المعدلة وراثيا، ولكن يعتمد بدلا من ذلك على زراعة الأشجار الصغيرة من الأسهم العادية والبذور. بونساي يستخدم تقنيات زراعة مثل الحد من تقليم الجذر، بوتينغ، تساقط الأوراق، والتطعيم لإنتاج الأشجار الصغيرة التي تحاكي شكل وأسلوب ناضجة الأشجار ذات الحجم الكامل. يعتقد البعض أن البونساي يتم الحصول عليها من أشجار أو شجيرات خاصة. رغم الاستعمال الشائع لبعض أنواع الأشجار في هذا الفن، إلا أنه يمكن الحصول على البونساي عن طريق أي من ألباب الأشجار أو نبتات الغاب. من الألباب التقليدية المستعملة، لب شجرة الأرز اليابانية، أشجار الدردار الصينية، نباتات القيقب (القيقب) اليابانية. يتم زرع الشجيرة في أصيص صغير كما تحرم من السمادات المساعدة للنمو. تقلم الجذور نظرا لانعدام المجال للمزيد من التوسع. أثناء عملية النمو يتم تشذيب البراعم الصغيرة وتلوى (تحنى) الأغصان بحيث تميل نحو الأرض عن طريق خيوط من النحاس. يجب أن لا يتعدى طول الشجرة عند بلوغها ال60 سنتيمترا، وعند بلوغها ستكون هيئتها عقدية (من العقد). يمكن الحصول على ال«بونساي» عن طريق أصناف متنوعة من الأشجار، إلا أن أكثرها ملائمة هي ذات الطبيعة الصمغية (أشجار الصنوير مثلا). يعود فن البونساي إلى أصول صينية. تم إدخاله إلى اليابان في القرن ال12 ، وتطور ثم اشتهر في العالم عن طريقها. أقدم أشجار البونساي والتي لا تزال محفوظة اليوم تعود إلى بضع مئات من السنين. يتم تشذيب الشجيرة حسب قواعد صارمة، تصبح هذه الأشجار مصدرا للتأمل والتفكر، كما تقترن بطقوس العقيدة البوذية وكذا عقيدة الشنتو المحلية. تتخذ الشجيرات عدة أشكال ويكون قوامها منتصب، متعرج أو متموج على شاكلة الأشجار الموجود في الطبيعة. تم إدخال البونساي كهواية إلى الدول الغربية في سنوات السبعينيات (1970 )، ولازل عدد هواة هذا الفن يزداد يوما بعد يوم. بعد الحرب العالمية الثانية ساهم عدد من الاتجاهات في جعل التقليد الياباني لبونساي متاح بشكل متزايد للجماهير الغربية والعالمية. كان أحد الاتجاهات الرئيسية هو زيادة عدد معارض بونساي ونطاقها وبروزها. على سبيل المثال، عادت عروض Kokufu-ten bonsai للظهور مرة أخرى في عام 1947 بعد إلغاء دام أربع سنوات وأصبحت من الشؤون السنوية. تستمر هذه العروض حتى يومنا هذا، وتتم عن طريق الدعوة لمدة ثمانية أيام فقط في فبراير. في أكتوبر 1964 أقيم معرض كبير في حديقة هيبيا من قبل جمعية Kokufu Bonsai الخاصة التي أعيد تنظيمها في جمعية Nippon Bonsai للاحتفال بأولمبياد طوكيو. أقيم عرض كبير لبونساي وسويسيكي كجزء من المعرض العالمي إكسبو 70 وأجري نقاش رسمي لجمعية دولية من المتحمسين. في عام 1975 أقيم أول معرض Gafu-ten (معرض على الطراز الأنيق) لبونساي شوهين (13-25 سم أو 5-10 بوصة). هكذا كان أول Sakufu-ten (معرض بونساي خلاق)، وهو أيضا الحدث الوحيد الذي يعرض فيه مزارعو بونساي المحترفون الأشجار التقليدية بأسمائهم الخاصة بدلا من اسم المالك. أقيم مؤتمر بونساي العالمي الأول في أوساكا خلال معرض بونساي وسويسيكي العالمي في عام 1980. بعد تسع سنوات عقد أول مؤتمر عالمي لبونساي في أوميا وافتتح اتحاد الصداقة العالمي لبونساي (WBFF). اجتذبت هذه المؤتمرات عدة مئات من المشاركين من عشرات البلدان، ومنذ ذلك الحين تعقد كل أربع سنوات في مواقع مختلفة حول العالم: ففي عام 1993 عقدت في أورلاندو( فلوريدا) وفي1997 عقدت في سيول (كوريا) وفي عام 2001 عقدت في ميونيخ (ألمانيا) وفي عام 2005 في واشنطن العاصمة وفي عام 2009 سان خوان( بورتوريكو). في الوقت الحالي تواصل اليابان استضافة معارض منتظمة تضم أكبر عدد من عينات البونساي في العالم وأعلى جودة معترف بها للعينات. كان الاتجاه الرئيسي الآخر هو زيادة الكتب عن بونساي والفنون المماثلة، والتي تنشر الآن لأول مرة باللغة الإنجليزية ولغات أخرى للجمهورمن خارج اليابان. في عام 1952 تعاون ابن زعيم مجتمع بونساي الياباني يوجي يوشيمورا مع الدبلوماسي الألماني والمؤلف ألفريد كوهن لتقديم استعراضات بونساي. كان كوهن متحمسا قبل الحرب وقد نشر كتابه عام 1937 Japanese Tray Landscapes باللغة الإنجليزية في بكين. كتاب يوشيمورا عام 1957 «فن البونساي» الذي كتب باللغة الإنجليزية مع تلميذه جيوفانا هالفورد أطلق عليه لاحقا «إنجيل بونساي الياباني الكلاسيكي للغربيين» مع أكثر من ثلاثين مطبوعة. تم تقديم فن سايكي ذي الصلة بالبونساي للجمهور الناطق باللغة الإنجليزية في عام 1963 في كتاب كاواموتو وكوريهارا بونساي سايكي، وصف هذا الكتاب مناظر طبيعية مصنوعة من مواد نباتية أصغر مما كانت تستخدم تقليديا في بونساي مما يوفر بديلا لاستخدام النباتات الكبيرة والأقدم، والتي نجا القليل منها من أضرار الحرب. كان الاتجاه الثالث هو زيادة توافر تدريب الخبراء في البونساي في البداية فقط في اليابان ثم على نطاق أوسع. في عام 1967 درست أول مجموعة من الغربيين في مشتل أمية. بعد العودة إلى الولايات المتحدة أسس هؤلاء الأشخاص جمعية بونساي الأمريكية. ثم قام أفراد آخرون من خارج آسيا بالزيارة والدراسة في مختلف المشاتل اليابانية. أعاد هؤلاء الزوار إلى نواديهم المحلية أحدث التقنيات والأساليب التي تم نشرها بعد ذلك. سافر المعلمون اليابانيون أيضا على نطاق واسع، وجلبوا خبرة بونساي العملية إلى جميع القارات الست. الاتجاه الأخير الذي يدعم مشاركة العالم في بونساي هو التوسع في توافر مخزون نباتات بونساي المتخصص، مكونات التربة، الأدوات، الأواني، والعناصر الإضافية الأخرى. تقوم مشاتل بونساي في اليابان بالإعلان عن وشحن عينات بونساي في جميع أنحاء العالم. معظم البلدان لديها مشاتل محلية توفر مخزونا نباتيا أيضا. تتوفر مكونات تربة بونساي اليابانية مثل طين أكاداما في جميع أنحاء العالم، كما يوفر الموردون مواد محلية مماثلة في العديد من المواقع. تتوفر أدوات بونساي المتخصصة على نطاق واسع من
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بونساي
|
9daf51fca29b115180e0d41ff23df118
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.450844",
"source": "Wikipedia"
}
|
كامي
|
كامي
|
كامي هي اللفظة اليابانية لكلمة إله أو رب. يشتمل اللفظ في اليابان للدلالة على أي من أصناف الآلهات المعروفة لدى المجتمع الياباني (والآسيوي)، كما يستعمل أيضا عند الإشارة إلى الإله الذي تعرفه الديانات الإبراهيمية الثلاث. نظرا لافتقاد اللغة اليابانية لصيغة الجمع، فإنه يصعب معرفة ما إذا اللفظ «كامي» يعني كيانا واحدا أو مجموعة من الكيانات. عادة ما يلمح اليابانيون في حديثهم عن الكامي إلى كيانات عدة، تشمل «بوذا» وإله الديانات السماوية، إلا أنه في تصور اليابانيين لا يوجد كيان مطلق يتحكم في كل شيء، كل كيان مستقل بذاته وهو عضو في مجموعة الكامي. من المدلولات الأخرى لهذا اللفظ: الفتنة، المعجزات..إلى آخره، كل ما يشبه أو يقترب في معناه من مدلول الألوهية. كلمة «كامي كازي» (神風) مثلا، تعني «الرياح الربانية». مواضيع متصلة:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/كامي
|
33b9869e21f725e95487fd61ba8dc669
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.451214",
"source": "Wikipedia"
}
|
فنون قتالية
|
فنون قتالية
|
الفنون القتالية هو أسلوب أو مدرسة في التعليم يجمع مجموعة من تقنيات قتالية ودفاعية، بلا سلاح أو بالسلاح، وتاريخيا: هو التدريب على البعد الروحي والأخلاقي للسيطرة على الذات وضبط النفس (هذا المبدأ أساسي على حد سواء لتفادي القتال إذا أمكن ذلك، لأجل التعامل في الحالة بطريقة مثلى ومؤثرة)، وإثراء بعدة معارف شاملة (ثقافية وفلسفية وطبية، الخ). وهكذا فإن فنون الدفاع عن النفس تهدف إلى التنمية الشاملة للفرد (خارجية كالقوة، والمرونة وداخلية كالطاقة والصحة وفكرية وأخلاقية وتنمية الروح المعنوية). بسبب تاريخها، فإن مصطلح «الفنون القتالية» في معظم الأحيان في اللغة اليومية، يستخدم لوصف الخلق القتالي الآسيوي، وفنون الدفاع الأكثر شعبية في اليابان والصين وكوريا وأوروبا وأمريكا وفيتنام. ومع ذلك، المدارس المماثلة للفنون القتالية موجودة في عدة مناطق وثقافات، وفنون القتال التي تعرف على نطاق واسع، تشمل اليوم مجموعة واسعة من التخصصات. يتميز تاريخ فنون الدفاع في العصور الوسطى للبشرية بنظام انتشار معقد بين الثقافات والمناطق في العالم. يجب أن تلاحظ أن الصعوبات في تحديد جوهر وحدود فهم كلمة «فنون الدفاع عن النفس» هي مشكلة غربية بارزة. في آسيا، لا تطرح هذه الأسئلة، كل بلد وكل لغة لها مصطلحات خاصة في ممارساتها وأكثر من ذلك إذا لزم الأمر. من أجل الإيضاح والأدب فإن استخدامها في معظم الأحيان كالآتي: ووشو للفنون الدفاع عن النفس الصينية، بودو أو بوجتسو لفنون الدفاع عن النفس اليابانية، فيات فو داوو للفيتنام، (Thaing) للبورمية.. الخ. العبارة الفرنسية "arts martiaux"، وتترجم إلى "martial arts" بالإنجليزية، وبالعربية إلى «فنون الدفاع عن النفس»، هي لفظة جديدة اشتهرت عام 1933 للتعبير عن تقنيات القتال اليابانية، ومع ذلك، المصطلح معين في أصله لطريقة القتال في أوروبا، نحو عام 1955. وهو مستمد من اللغة اللاتينية ويعني فنون مارس، رب الحرب الروماني، موجود في آسيا لفترة طويلة. لم يكن الغربيون يدركون ثروة فنون الدفاع بعد، ففي التعليم غير مسموح به، ويتعلم خفية، واستوعبوا تغييرات الملاكمة، وهكذا، الصحفيون الغربيون يؤرخون في عام 1900 الانتفاضة الشهيرة في الصين، تحدث ببساطة من «الملاكمين»، ومن هنا جاء اسم «حرب الملاكمين». ولكن من الجانب الآخر، اليابانيون لهم رغبة في تطوير ما يخدم الاتجاه الرياضي في ذلك الوقت، بدؤوا في عام 1880 بإنشاء «بودو» حاليا (الجودو، كندو، كاراتيه، آيكيدو..)، وتحويل وتعديل فنون الدفاع عن النفس التقليدية، وحذف التقنيات الأكثر خطورة. للأفضل مع الغرب، الذين هم حريصون على جذب وتعزيز صورة اليابان، قدموا لهم فنونهم «بودو»، وانفتح الغرب لمعرفة «فنون الدفاع عن النفس»، حيث أنهم بدؤوا بعد ذلك في تسميتها.. لأنه في كثير من الأحيان تفهم هذه العبارة ضارة وغير نافعة، أو غير مفهومة تماما في الغرب، فإن عبارة «فنون القتال» قد تؤدي غالبا إلى نقاشات، أو تعرض للنقد وترك بعض الممارسين غير راضين. إذا فالقليل من الالتفاف حول علم المفردات ضروري هنا. سواء في الصين أو اليابان والفيتنام، على سبيل المثال، الحرف الصيني (الرسم التخطيطي) الذي سيأتي لاحقا كما ترجم «الدفاع عن النفس» هو نفسه: «وو»، الصيني، «بو» باللغة اليابانية، «فو» بالفيتنامية. تستخدم لتعني «الحرب» أو «المعركة»، لأنها تمثل شكلا منمقا لحارس برمح، ويمكن تقسيمها إلى حرفين، «وقف» «الرمح»، بحيث معناها هو بالأحرى «الذي يحافظ على السلام»، على أساس أن كل من يريد أن يجعل السلام يجب أن يكون «قادرا على القتال من أجل قيمة البقاء على قيد الحياة». يوجد إذا معنيان للمفردة: وقف رمح الخصم، ووقف رمحه الخاص. تاريخ الفنون القتالية يرجع إلى عصور البشرية الأولى، ويتميز بنظام توزيع معقد، ورؤية اختلاط الثقافات وانتقال التقنيات وتبادل المعارف. كان في أصل الإنسان حاجة للدفاع عن نفسه وعائلته وممتلكاته. وهكذا وضعت التقنيات الأولى للقتال وفقا لأماكنهم المختلفة المنشأ، بما يتناسب مع الظروف: المناخ والبيئة والطبيعة.. إلخ، في الواقع، إن الشخص لا يحارب بنفس الطريقة كما هي الحالة الساخنة (ملابس خفيفة، إمكانية القفز والغارات الجوية) أو الحالة الباردة (ملابس سميكة، ويفضل لمعركة تعتمد على نظام النوبات التشنجية)، وهذا يتوقف على طبيعة التربة (الأرز أو الجفاف، على سبيل المثال)، أو نوع من المشهد (الغطاء النباتي والتضاريس..). آثار هذه الممارسات نادرة. الأقدم هم في الهند، حيث طورت فنون الدفاع عن النفس مبكرا: هذه اكتشافات؛ واحدة تذكر في فيدا، والتكوين الذي يرجع بين 1500 و900 قبل الميلاد. وفي الصين، على سبيل المثال عثر على فخار ولوحات جدارية يعود تاريخها إلى 1400 قبل الميلاد تصور تقنيات القتال باستخدام القبضات والقدمين. بالمعنى الضيق، فإن مصطلح «فنون الدفاع عن النفس» يبقى عموما، من خلال تاريخه، يمارس في فن القتال ذي الأصل الآسيوي، المرساة في الثقافة وروحانية خاصة، الميزات الخاصة تستحق الذكر على الرغم من أنها ليست مشتركة دائما من كل الأساليب والمدارس. في معناها الحديث، مصطلح الرياضة، ظهر في القرن التاسع عشر لوصف النشاط البدني لقضاء وقت الفراغ، تحكمها قواعد، وعادة ما يكون التعبير بها نحو النزال والمنافسة. نمط الحياة الجديدة (والثروة) الناجمة عن الثورة الصناعية لم تظهر في الواقع، في الغرب، مفهوم «الفراغ» (استغلال وقت الفراغ)، والحاجة إلى تطبيق قواعد جديدة للتمارين في الهواء الطلق. هذه الممارسة للرياضة ولدت في النخبة الاجتماعية الأوروبية، أنشطة قتالية قديمة أو الصيد (المبارزة والمصارعة والرماية وركوب الخيل..)، قبل ضياع معظم ذلك بأي سبب كان، انضمام الألعاب القديمة والأنشطة «الاسترخاء» (ركوب الزوارق، وركوب الدراجات، والتنس، وألعاب الكرة..)، المجالان يكونان فئة جديدة من الأنشطة الترفيهية طورت على طريقة جديدة للمنافسة والمنازلة. الجمباز وألعاب القوى هما ما يميز هذه الممارسات الجديدة، التي تثبت وجود هذه «الرياضة» الجديدة هو تقنين وتنظيم (قواعد، عد نقاط، مرات، مسافات، والفئات العمرية أو الوزن، وما إلى ذلك)، وسرعان ما ولدت الاتحادات وتنظيم مسابقات وطنية ودولية. متعة، انتصارات، إنجازات، هي شعارات جديدة. وكان في ذلك الوقت، وتحت تأثير هذه «الموضة»، أن اليابان حريصة على أن تتناسب مع الاتجاه الرياضي الدولي، وتحول «بوجوتسو» فنون الدفاع عن النفس اليابانية التقليدية، إلى «بودو» الممارسات منقحة لكل ما هو خطير فعلا: في عام 1882: الجودو والكندو، في عام 1903: الكيودو، في عام 1905: الكاراتيه في الأيكيدو في عام 1935، وأخيرا في عام 1942. هكذا اكتشف الغربيون فنون الدفاع عن النفس، وبعض فنون الدفاع عن النفس (الجودو والكاراتيه..)، وتطوير التعبير في القرن العشرين من البطولة التي كانت أصولها أجنبية ودخلت مجال الرياضة، وتحديدا في «الرياضة القتالية»، جنبا إلى جنب مع الملاكمة والمصارعة والمبارزة إلخ. ورأينا أيضا عرض «فنون الدفاع عن النفس المختلطة»، ودعا مجلس العمل المتحد (حرفيا «فنون القتال المختلطة») المصطلح الإنجليزي لعقد لقاءات متعددة التخصصات التي من الممكن فقط في MMA أن تتميز أصلا من قبل بالغياب التام تقريبا للقواعد، ثم أصبحت MMA رياضة كاملة، جد منظمة. ما يميز أساسا رياضة فنون القتال التقليدية هو الغرض: المتعة والتنافس، وتنمية الشخصية والاستمتاع بالحياة. إنه ليس كثيرا أن تصبح رجلا أفضل، ولكن أن تكون جزءا من «لعبة» تهدف إلى أن تكون أفضل في نظام مقنن. هذا التحول يؤدي إلى الآخرين: ويشمل التوجه الترفيهي والحد من المخاطرة، وبالتالي القضاء على التقنيات الخطرة، ووضع قواعد صارمة. يخفض المكون الثقافي إلى الحد الأدنى لها عارية من المفردات التقنية تقريبا، والعنصر الروحي يختفي تماما في المقابل. بقي جانب «الصحة» وكذلك المكون التربوي والأخلاقي، على الرغم من انخفاض نطاقه في الرياضة في الواقع، الرياضة لا تقتصر على جوانبها الترفيهية، فإنه يحمل أيضا مشروعا تعليميا وأخلاقيا، ومن أبرز الأمثلة بيير دي كوبرتان عند إعادة دورة الألعاب الأولمبية في عام 1896 كنشاط تحكمه قواعد للجميع، ورياضة تحمل معنى المساواة والعدالة والقيم. بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من تعليم الأطفال بشكل رئيسي، الرياضة تمثل أداة تعليمية ممتازة لتطوير الحس الأخلاقي بالإضافة إلى الجوانب الصحية والحد من العنف وتنمية وروح الجماعة والانضباط (الموافقة الطوعية والقواعد). إن ممارسة الرياضة تعزز معيشة جيدة للجميع من خلال «اللعب النظيف» وتطوير الحس الأخلاقي. ومع ذلك، فإن الاستقامة والتغلب على المخاوف وضبط النفس باعتباره جزءا من الرياضة مهم لفنون الدفاع عن النفس لأنها تربط ممارسة فنون الدفاع عن النفس بجميع مناطق وجودها في جميع أنحاء العالم. كانت تمارس المبارزة والمصارعة عند العرب بالعصور الوسطى، كما كان العرب القدامى يمارسون المبارزة بالسيف والرمح كما يمارسون المصارعة، وكذلك توجد في الحجاز لعبة التعشير وهي عبارة عن فن يتضمن القتال بالبارود.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/فنون قتالية
|
fd9e16a0190ca38cc8dae5ccb954bcd0
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.453719",
"source": "Wikipedia"
}
|
سومو
|
سومو
|
سومو من الرياضات القتالية اليابانية. تحظى بشعبية كبيرة في البلاد. تدخل في اللعبة بعض الطقوس اليابانية القديمة، ويعتبرها اليابانيون أكثر من مجرد رياضة عادية، فهي تقليد وتراث يجمعون على وجوب الحفاظ عليه. مبدأ رياضة السومو يقوم على محاولة كلا المصارعين (ريكيشي) إخراج المصارع الآخر من دائرة المصارعة (دوهيو) أو جعل أي جزء من جسمه (غير أسفل قدمه) يلمس الأرض. تعتبر السومو من الفنون القتالية اليابانية الحديثة على الرغم من أن جذورها تعود إلى عدة قرون خلت. تم ذكر كلمة «سومو» لأول مرة سنة 712 في كتابات الكوجيكي (古事記) أو «وقائع الأحداث القديمة» وهي أولى المدونات اليابانية المعروفة. تروي ال«كوجيكي» قصة صراع سومو دار بين إلهين قديمين، «تاكيمي كازوتشي» «تاكيمي ناكاتا»، ثم انتصار الأول. بعد انتصاره استولى الشعب الذي يقوده «تاكيمي كازوتشي» على جزر الأرخبيل الياباني، كما أنحدر من صلبه أباطرة اليابان الحاليين. يطلق على مصارعي السومو اسم «سوموتوري» أو «ريكيشي». جسمهم عار إلا من ال«ماواشي»، وهي قطعة من القماش تلف حول الخصر وما بين الأرجل. يمكن مسك مصارعي السومو من هذه القطعة، وعدا ذلك فأي مسكة أخرى تعتبر ممنوعة. يقوم السوموتوري بتسريح شعرهم وفق تقليعة «شون ماجي» اليابانية، الشعر مملس (أملس) بواسطة دهن خاص. كما يمسك عن طريق حلية (حلية) خاصة (وتسمى بالعربية: كعيكة). قبل النزال يقوم المصارعين بالتحمية، عن طريق رفع الرجل اليمنى، ثم اليسرى مع البقاء في وضعية محنية أو ما يسمى بال«سيكو». كما يقومان بعملية التطهير ويتم فيها رمي حفنه من الملح فوق ال«دوهيو» أو الحلبة والتي تحدها دائرة قطرها 4 أمتار. ينطلق النزال مع إشارة الحكم والذي يعرض الناحية الثانية من مروحته. بعد مرحلة الترصد، يلمس السوموتوري الأرض بكلتا يديهم للتعبير عن قبولهم النزال. تبدأ مرحلة المواجهة الجسدية، يرتمى كل من المصارعين على الآخر. هدف النزال هو رمي المصارع الآخر إلى خارج الدائرة أو وضعه على الأرض. يمكن للمصارعين استعمال إحدى المسكات المسموحة (عددها 70) والتي تذكرها قوانين اللعبة المعروفة باسم «كاميريتي». هذه بعض قوانين اللعبة: تقام مباريات السومو في هذه الحلبة (دوهيو) وهي حلقة بقطر 4.55 متر (14.9 قدم) مصنوعة من رزم قش الأرز داخل قاعدة مربعة ذات ضلع بطول 6.7 متر من الطين، بارتفاع 34-60 سنتيمتر عن الأرض، وبسطح مغطى بالرمل. في الوسط يوجد خطان أبيضان متوازيان حيث يأخذ كل مصارع سومو وضعيته قبل النزال. خلال الدورات، يكون هدف المصارع الحصول على عدد من الانتصارات يكون أكبر من عدد الهزائم، في مجموع 15 نزالا. إذا أفلح المتصارع في ذلك يخلع عليه لقب «كاتشي-كوشي» ويربح بعض المراتب في التصنيف العام للمصارعين، إذا فشل يتقهقر ترتيبه في التصنيف. إذا ما أظهر أحد المصارعين مقدرة خارقة، تقوم اتحادية السومو بمنحه لقب «يوكوزونا» . يحتفظ المصارع باللقب مدى الحياة ولا يمكن أن يتراجع في التصنيف بعدها. أثناء دورات المصارعة يتم منح جوائر للمصارعين الذين يتمكنون من التغلب على ال«يوكوزونا»، كما يتم تكريم أولئك الذين حققو أكبر مجموع من الانتصارات أو الذين أظهرو مهارات عالية. يتم بث مباريات السومو في كامل اليابان وتحظى اللعبة بشعبية كبيرة وسط اليابانيين. بحسب أرقام عام 2006، كان المرتب الشهري للاعبي ماكونوأوتشي (أعلى دوري في سومو المحترفين) على الشكل التالي بينما اللاعبون مادون مرتبة جوريو يعتبرون على أنهم متدربين ولا يتلقون مرتبات بل مكافآت شهرية صغيرة نسبيا.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/سومو
|
17b6699f4bc4e5432e8a77e209930bca
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.454801",
"source": "Wikipedia"
}
|
ويكيبيديا
|
ويكيبيديا
|
ويكيبيديا (تلفظ . بحلول نهاية ديسمبر 2016، احتلت ويكيبيديا المرتبة الخامسة في أكثر المواقع شعبية على مستوى العالم. في يناير 2013، سميت ويكيبيديا 274301، كويكب، على اسم ويكيبيديا؛ في أكتوبر 2014، تم تكريم ويكيبيديا بنصب ويكيبيديا التذكاري؛ وفي يوليو 2015، أصبح 106 من 7473 700 مجلدا من ويكيبيديا متاحا كطباعة ويكيبيديا. في عام 2019، تم تسمية نوع من النباتات المزهرة فيولا ويكيبيديا. في أبريل 2019، تحطمت مركبة هبوط إسرائيلية على سطح القمر، بيريشيت، وتحمل نسخة من جميع مقالات ويكيبيديا الإنجليزية تقريبا منقوشة على ألواح رقيقة من النيكل؛ يقول الخبراء إن اللوحات ربما نجت من الانهيار في يونيو 2019، أفاد العلماء أن جميع ال 16 تم ترميز غيغابايت من نص المقالة من ويكيبيديا الإنجليزية في DNA اصطناعي. على عكس الموسوعات التقليدية، تتبع ويكيبيديا مبدأ التسويف فيما يتعلق بأمان محتواها. لقد بدأ مفتوحا بالكامل تقريبا - يمكن لأي شخص إنشاء مقالات، ويمكن تحرير أي مقالة على ويكيبيديا بواسطة أي قارئ، حتى أولئك الذين ليس لديهم حساب على ويكيبيديا. سيتم نشر التعديلات على جميع المقالات على الفور. ونتيجة لذلك، يمكن أن تحتوي أي مقالة على
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ويكيبيديا
|
b97e610556e6b8e635ce0145936779e8
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.459385",
"source": "Wikipedia"
}
|
شبكة كمبيوتر
|
شبكة حاسوب
|
شبكة الحاسوب نظام لربط جهازين أو أكثر باستخدام إحدى تقنيات نظم الاتصالات من أجل تبادل ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شبكة كمبيوتر
|
d2c62fb87f8bfcac38a5ebaad999cdcd
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.462336",
"source": "Wikipedia"
}
|
ويب
|
الشبكة العنكبوتية العالمية
|
الويب أو الوب أو الشبكة العنكبوتية العالمية أو اختصارا وب وهي نظام يعمل على ترابط المستندات ببعضها البعض أو هو مجموعة من النصوص الفائقة التي تعمل فوق الإنترنت. ويستطيع المستخدم تصفح هذه المستندات باستخدام متصفح ويب، كما يستطيع التنقل بين هذه الصفحات عبر وصلات النص الفائق. وتحوي هذه المستندات على نص صرف، صور ووسائط متعددة. أنشئت سنة 1989م، وكان الغرض منها تيسير الاتصال بين المنظمات الأوروبية المجتمعة في سويسرا. والويب نظام للترابط بين النصوص في الشبكة (الانترنت). هذا الترابط المتداخل (Hyperlinking) بين النصوص في الشبكة(الإنترنت) يسمح بالانتقال فيما بين الصفحات باستعمال متصفح إنترنت. وصفحات الويب من الممكن أن تحتوي على نصوص، وصور، وأصوات، ومرئيات (فيديو)، وصور متحركة، وبرامج تفاعلية، وغير ذلك. ويقوم بتوفير هذه الصفحات في الشبكة (الإنترنت) مخدم (ويب سرفر). ويقوم هذا المخدم بإرسال الصفحات، ومحتوياتها بناء على الطلب من متصفح الشبكة. ومن أهم الأدوات فيرجى شبكة الويب هي البواحيث (محركات البحث). إذ أنه بسبب ضخامة الشابكة، هناك حاجة لاستعمال خدمات البحث في الإنترنت لإيجاد ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ويب
|
48e659e1b05d15149d447a4658714387
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.464141",
"source": "Wikipedia"
}
|
محرك بحث (ويب)
|
محرك بحث (ويب)
|
محرك البحث أو الباحوث هو برنامج حاسوبي مصمم للمساعدة في العثور على مستندات مخزنة على شبكات
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/محرك بحث (ويب)
|
4e8a2582a02af1fd487e22b3a9fe5975
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.468234",
"source": "Wikipedia"
}
|
أمازيغ
|
أمازيغ
|
الأمازيغ (الاسم الذاتي الحالي) أو البربر هم مجموعة إثنية وسكان أصليين لشمال إفريقيا وتحديدا المنطقة المغاربية. ويقطن الأمازيغ أساسا بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزء صغيرا من غرب مصر إضافة إلى جزر الخالدات. يتوزع الأمازيغ من المحيط الأطلسي إلى واحة سيوة في مصر ومن البحر المتوسط إلى نهر النيجر في غرب إفريقيا. من الناحية التاريخية، تحدثت الشعوب الأمازيغية اللغة الأمازيغية، وهي فرع من عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية. وهناك حوالي 36 مليون أمازيغي لا زال يتحدث بها. يعتقد أن بعض سكان شمال إفريقيا غرب مصر هم من أصل عرقي أمازيغي، على الرغم من أن التعريب والأسلمة أدت إلى ظهور أمازيغ معربين. وهناك مجموعات مستمزغة وهي من أصل عربي. وتمشيا مع سياسة الدمج والإلحاق عمد الاستعمار الفرنسي إلى بث التفرقة بين السكان وتقسيمهم على أساس جنسي وعرقي زاعما أن العرب قوم غرباء قدموا من خارج البلاد واحتلوها. وأن البربر لا ينتمون إليهم، وأنهم من جنس لا يمت إلى الجنس العربي بصلة. وعمل العلم الإستعماري على فكرة التمييز بين العرب والبربر خلال القرن التاسع عشر متوخيا أساليب أكاديمية وطرقا من البحث والوصف لم تكن معهودة من قبل كان لها تأثير واسع في عقول الكثيرين. وكان الإستعماريون يرون أنه «من الخطر أن تترك كتلة ملتحمة من المغاربة تتكون». يعيش معظم الأمازيغ الناطقين باللغة الأمازيغية في المغرب والجزائر وليبيا وتونس وشمال مالي وشمال النيجر. وتوجد أيضا مجموعات أصغر من السكان الناطقين باللغة الأمازيغية في موريتانيا وبوركينا فاسو ومدينة سيوة في مصر. وهناك مجموعات كبيرة من المهاجرين الأمازيغ الذين يعيشون في فرنسا وإسبانيا وكندا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى في أوروبا. غالبية الأمازيغ هم من المسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، مع أقلية إباضية. منذ عهد قريب، تحول بعض الأمازيغ إلى الإسلام الشيعي أو المسيحية أو الإلحاد. تميل الهوية الإثنية الأمازيغية (البربرية) اليوم غالبا لأن تكون إثنولغوية، تشمل الناطقين باللغات الأمازيغية كلغة أم الذين يشكلون مجموعات إثنية فرعية. لكن أيضا يمكن أن تشمل الناطقين بالعربية كلغة أم (اللهجات المغاربية) الذين يعرفون بأنفسهم كبربر، خاصة تاريخيا حيث تبنى بعض البربر اللغة العربية خلال التحول اللغوي، كما اكتسب آخرين هوية عربية عن طريق الاستيعاب الثقافي. من أشهر الشخصيات الأمازيغية: ماسينيسا، ولوكيوس أبوليوس، وويوغرطة، وآريوس، وأوغسطينوس، ومونيكا، ويوبا الثاني، وكسيلة، والكاهنة ديهيا ويوسف بن تاشفين، محمد بن عبد الكريم الخطابي، زين الدين زيدان. أمازيغ في اللغة الأمازيغية مفرد، جمعه إيمازيغن. وهو الاسم الذي يسمي به الأمازيغ أنفسهم منذ القدم وبها عرفهم أقدم المؤرخين وكذلك أقرب جيرانهم، وبهذا يعود أقدم ذكر للتسمية إلى عهد رمسيس الثالث لكن بشكل محرف في النطق والكتابة. فسماهم المصريين القدماء «ماشوش» لأن اللغة المصرية في ذالك الوقت كانت تقلب الزاي شينا، والغين شينا أيضا بعد قلبه خاء، وتفصل في الكتابة بواو فارقة بين الحرفين المتجانسين. يعود أقدم ذكر للمصطلح لدى الكتاب والمؤرخين إلى أعمال المؤرخ اليوناني هكتيوس الملطي الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، والذي تم الٳعتماد عليها خلال القرن السادس ميلادي من قبل المعجمي والفيلسوف ستيفان البيزنطي في كتابه الشهير ستيفان إثنيات بيزنطة. ويذكر المعجم لفظ مازيغ على أنها تسمية الإثنية لشعب النوميد، والليبو ويرادفها في المعنى ماكسير وماكلير . لقد كان أول استخدام لهذه التسمية في العصور القديمة، حيث استخدم الإغريق والرومان والبيزنطيون جميعا مصطلح «البربر» في إشارة إلى القبائل المختلفة التي سكنت «ليبيا الكبرى» (أي المنطقة التي تسمى الآن شمال إفريقيا) ويأتي مصطلح البربر في الأصل من اليونانية: βάρβαρος (بارباروس) الذي يعني في اللغة اليونانية القديمة «غير الناطقين باليونانية» أو «الشعوب غير اليونانية». بربري (نسبة إلى بربر) في اللغة العربية، قد يعود أصل المصطلح إلى اليونانية القديمة βάρβαρος (بارباروس) التي تعني «غير اليوناني»، «الأجنبي»، والذي اشتق منه أيضا تسمية «برابرة». لاحقا استعمل المصطلح كإسم إثني بعد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب الذي كان تحت حكم البيزنطيين وأطلق على مجموع القبائل المحلية. أما في اللغة العربية، فيذكر ابن خلدون في مقدمته إشارات حول أصول الكلمة أثناء ذكره لبعض الفرضيات فيما يخص نسب البربر والتي أكد عدم صحتها لاحقا. «وقال هانئ بن بكور الضريسي وسابق بن سليمان المطماطي وكهلان بن أبي لؤي وأيوب بن أبي يزيد وغيرهم من نسابة البربر فرقتان كما قدمناه وهما البرانس والبتر من ولد بر بن قيس بن عيلان والبرانس بنو بربر سحو بن أبزج بن جمواح بن ويل بن شراط بن ناح بن دويم بن داح بن ماريغ بن كنعان بن حام.» ويضيف كذلك «يقال: إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وإفريقيا، وقتل الملك جرجيس، وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت إفريقية لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك، وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر. والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة، ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة.» وفي وصف إفريقيا يقول ليون الأفريقي: «ويعتقد هؤلاء بأنه من الثابت أن بلاد البربر ونوميديا كانت خالية من السكان خلال العديد من القرون. أما الذين استوطنوها، وأقصد بذلك الجنس الأبيض فقد سموا البربر، وهو اسم مشتق، حسبما يقول البعض، من فعل باللغة العربية وهو بربر ومعناه تمتم. وذلك أن اللسان الأفريقي يظهر في سمع العرب كأصوات الحيوانات المبهمة الشبيهة بالصراخ والمجردة من المقاطع. ويرى آخرون أن كلمة بربر هي كلمة مزدوجة لأن البر في اللغة العربية يعني الصحراء. ويقال إنه في العصر الذي انكسر فيه الملك إفريقو على يد الآشوريين أو ربما أمام الأثيوبيين هرب باتجاه مصر. ولما كان مطاردا من قبل العدو ونظرا لأنه لا يعرف كيف يدافع عن نفسه فقد طلب إلى جماعته أن يفتوه في أمره ويبينوا الطريق التي ينبغي سلوكها حفظا على سلامتهم. فلم يكن جوابهم سوى أن صرخوا «البر، البر» أي إلى الصحراء الإفريقية.» وقال الحسن بن أحمد الهمداني اليمني في كتاب الإكليل أن: " أولد سام خمسة نفر: وهم إرفخشذ بن سام، واشوذ بن سام، ولاوذ بن سام، وعويلم بن سام، وإرم بن سام. فأولد عويلم بن سام: شعبر، وكربل، وبراكيل، وممري، وكنعان ". ( 145 ج1) - قال محمد حسين الفرح "فليس كنعان من أبناء حام وإنما هو (كنعان بن عويلم بن سام) - كما في الإكليل - وقد أثبتت العديد من الدراسات إن قبائل كنعان سامية، وإن مهد الكنعانيين وموطنهم الأول هو جنوب الجزيرة العربية، فيكون النسب الكامل للبربر الأمازيغ هو أنهم قبائل " أمازيغ بن كنعان بن عويلم بن سام ". ولئن كان من الصعب أن ندرك صلة النسب القديمة بين العرب القدماء والبربر، فإنه ليس من الصعب أن نتابع الأستاذ جرينبرج فيما ذهب إليه من أن لغة البربر واللغات السامية تمت كلها إلى أصل واحد. وقد سماها المجموعة الأفرو أسيوية. ولن تكون القربة اللغوية قائمة دون أن تستند إلى شيء من القرابة الروحية بين العرب وسكان إفريقية، كان له الفضل في استجابة سكان إفريقية الشمالية للمؤثرات العربية والإسلامية. ولن نكون أيضا مسرفين إذا ذهبنا إلى أن سيل الهجرة من جزيرة العرب قبل الإسلام وبعده لم يكن ضعيفا ولا نادرا، بل كان قويا دائما ومتصلا على مدى القرون. يستعمل اليوم اسم «أمازيغ» (Amazighs) كتسميل لمصطلح «بربر» (Berbers) في اللغة العربية على وجه الخصوص، وعند النسابة «مازيغ» هو أحد أسلاف البربر حيث أن «مازيغ بن كنعان بن حام» يعتبر جدا مشترك للأمازيغ، بينما يذكر ليون الأفريقي أن « آوال آمازيغ» تعني «لغة النبلاء»، وبالتالي يشير المصطلح عنده إلى المستوى الاجتماعي لهذا الشعب. ثم الإشارة لمعنى مصطلح "amazigh" في الدراسات الأثنولوجية بالفترة الاستعمارية عند بربر المغرب تحديدا ويعني «النبيل» «الرجل الحر»، ونجد أن المصطلح أستخدم في أوقات مختلفة من التاريخ وفي جميع أنحاء شمال إفريقيا، إلى أنه قد تلاشى من ذاكرة قبائل المنطقة الساحلية. والأثر الوحيد للمصطلح الذي ما زلنا نعثر عليه هو لدى أمازيغ الأطلس المتوسط، والذين يسمون لغتهم تمازيغت. بالضبط كما يعطي الطوارق التسمية للغتهم اسم تماشيق، والتي تختلف عن تلك الموجودة في الأطلس من خلال الاختلافات في اللهجات فقط. عرفت منطقة بلاد المغرب تاريخيا بعدة مسميات استنادا إلى أسماء قبلية وغيرها؛ أطلق الإغريق مصطلح «ليبيا» (الأتيكية اليونانية: Λιβύη Libúē، دوريكية يونانية: Λιβύᾱ Libúā) على ما يتوافق مع المنطقة المغاربية الحالية، إستنادا على اسم «ليبو» (الإغريقية القديمة: Λίβυες Líbyes، لاتينية: Libyes)،_ _ وذلك خلال العصر البرونزي.ولهذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التي استعمروها بالجبل الأخضر اسم ليبيا وذلك راجع إلى أنها الجزء الوحيد المألوف لديهم من منطقة شمال أفريقيا. ولا شك في أن ذلك راجع إلى أن هذا الإقليم قد بدا للإغريق على أنه هو ليبيا أي «أفريقيا برمتها» _ من حيث أنه هو الإقليم الوحيد الذي كان مألوفآ لهؤلاء من القارة حقيقة. وثق الليبو منذ العصر البرونزي المتأخر كسكان للمنطقة (المصرية: R'bw، البونيقية: 𐤋𐤁𐤉 lby). _ ربو: نقلت إلى اليونانية (ليبو) أو (لوبو) Lybu (حرف y يمثل صوت الواو أصلا في اليونانية، ثم صار يمثل صوت الياء. وكثيرا ما يقلب الراء عند النقل إلى اليونانية لاما. وقد ورد ذكرهم عند العبرانيون في (توراتهم) بمثل لفظها عند اليونان «لوبيم» غير أنها بميم الجمع، ثم زادوا عليها هاء فصارت «لهوبيم» العربية «لوبيون» «ليبيون» أما مكتشف سر قراءة الرموز الهيروغليفية (شامبليون) فقد ترجم «ريبو» المصرية إلى: بدو (bedouins) وليس (ليبيين) وهذه هي الترجمة الصحيحة الصائبة. وأن الواو في (ربو) للجمع في اللغة المصرية القديمة والجذر هو «رب» وما دام المقصود هو أهل البداوة في مقابل أهل الأمصار (المصريين) فإن حرف العين سقط.من الجذر الثلاثي (عرب) الذي يعني أساسا الظهور والبداوة تماما كما تعنيه كلمة (أعراب) وجذورها (عرب) ونلاحظ أيضا أن (الربو) لم يكونوا قبيلة واحدة بل مجموعة قبائل متحالفة في ماعرف بالغزو الليبي العظيم لوادي النيل أيام الفرعون مرنبتاح ثم رمسيس الثالث أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد أقدم ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أمازيغ
|
5486f84a3a5bc0673837475894f9728a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.476099",
"source": "Wikipedia"
}
|
الأمازيغ
|
أمازيغ
|
الأمازيغ (الاسم الذاتي الحالي) أو البربر هم مجموعة إثنية وسكان أصليين لشمال إفريقيا وتحديدا المنطقة المغاربية. ويقطن الأمازيغ أساسا بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزء صغيرا من غرب مصر إضافة إلى جزر الخالدات. يتوزع الأمازيغ من المحيط الأطلسي إلى واحة سيوة في مصر ومن البحر المتوسط إلى نهر النيجر في غرب إفريقيا. من الناحية التاريخية، تحدثت الشعوب الأمازيغية اللغة الأمازيغية، وهي فرع من عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية. وهناك حوالي 36 مليون أمازيغي لا زال يتحدث بها. يعتقد أن بعض سكان شمال إفريقيا غرب مصر هم من أصل عرقي أمازيغي، على الرغم من أن التعريب والأسلمة أدت إلى ظهور أمازيغ معربين. وهناك مجموعات مستمزغة وهي من أصل عربي. وتمشيا مع سياسة الدمج والإلحاق عمد الاستعمار الفرنسي إلى بث التفرقة بين السكان وتقسيمهم على أساس جنسي وعرقي زاعما أن العرب قوم غرباء قدموا من خارج البلاد واحتلوها. وأن البربر لا ينتمون إليهم، وأنهم من جنس لا يمت إلى الجنس العربي بصلة. وعمل العلم الإستعماري على فكرة التمييز بين العرب والبربر خلال القرن التاسع عشر متوخيا أساليب أكاديمية وطرقا من البحث والوصف لم تكن معهودة من قبل كان لها تأثير واسع في عقول الكثيرين. وكان الإستعماريون يرون أنه «من الخطر أن تترك كتلة ملتحمة من المغاربة تتكون». يعيش معظم الأمازيغ الناطقين باللغة الأمازيغية في المغرب والجزائر وليبيا وتونس وشمال مالي وشمال النيجر. وتوجد أيضا مجموعات أصغر من السكان الناطقين باللغة الأمازيغية في موريتانيا وبوركينا فاسو ومدينة سيوة في مصر. وهناك مجموعات كبيرة من المهاجرين الأمازيغ الذين يعيشون في فرنسا وإسبانيا وكندا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى في أوروبا. غالبية الأمازيغ هم من المسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، مع أقلية إباضية. منذ عهد قريب، تحول بعض الأمازيغ إلى الإسلام الشيعي أو المسيحية أو الإلحاد. تميل الهوية الإثنية الأمازيغية (البربرية) اليوم غالبا لأن تكون إثنولغوية، تشمل الناطقين باللغات الأمازيغية كلغة أم الذين يشكلون مجموعات إثنية فرعية. لكن أيضا يمكن أن تشمل الناطقين بالعربية كلغة أم (اللهجات المغاربية) الذين يعرفون بأنفسهم كبربر، خاصة تاريخيا حيث تبنى بعض البربر اللغة العربية خلال التحول اللغوي، كما اكتسب آخرين هوية عربية عن طريق الاستيعاب الثقافي. من أشهر الشخصيات الأمازيغية: ماسينيسا، ولوكيوس أبوليوس، وويوغرطة، وآريوس، وأوغسطينوس، ومونيكا، ويوبا الثاني، وكسيلة، والكاهنة ديهيا ويوسف بن تاشفين، محمد بن عبد الكريم الخطابي، زين الدين زيدان. أمازيغ في اللغة الأمازيغية مفرد، جمعه إيمازيغن. وهو الاسم الذي يسمي به الأمازيغ أنفسهم منذ القدم وبها عرفهم أقدم المؤرخين وكذلك أقرب جيرانهم، وبهذا يعود أقدم ذكر للتسمية إلى عهد رمسيس الثالث لكن بشكل محرف في النطق والكتابة. فسماهم المصريين القدماء «ماشوش» لأن اللغة المصرية في ذالك الوقت كانت تقلب الزاي شينا، والغين شينا أيضا بعد قلبه خاء، وتفصل في الكتابة بواو فارقة بين الحرفين المتجانسين. يعود أقدم ذكر للمصطلح لدى الكتاب والمؤرخين إلى أعمال المؤرخ اليوناني هكتيوس الملطي الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، والذي تم الٳعتماد عليها خلال القرن السادس ميلادي من قبل المعجمي والفيلسوف ستيفان البيزنطي في كتابه الشهير ستيفان إثنيات بيزنطة. ويذكر المعجم لفظ مازيغ على أنها تسمية الإثنية لشعب النوميد، والليبو ويرادفها في المعنى ماكسير وماكلير . لقد كان أول استخدام لهذه التسمية في العصور القديمة، حيث استخدم الإغريق والرومان والبيزنطيون جميعا مصطلح «البربر» في إشارة إلى القبائل المختلفة التي سكنت «ليبيا الكبرى» (أي المنطقة التي تسمى الآن شمال إفريقيا) ويأتي مصطلح البربر في الأصل من اليونانية: βάρβαρος (بارباروس) الذي يعني في اللغة اليونانية القديمة «غير الناطقين باليونانية» أو «الشعوب غير اليونانية». بربري (نسبة إلى بربر) في اللغة العربية، قد يعود أصل المصطلح إلى اليونانية القديمة βάρβαρος (بارباروس) التي تعني «غير اليوناني»، «الأجنبي»، والذي اشتق منه أيضا تسمية «برابرة». لاحقا استعمل المصطلح كإسم إثني بعد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب الذي كان تحت حكم البيزنطيين وأطلق على مجموع القبائل المحلية. أما في اللغة العربية، فيذكر ابن خلدون في مقدمته إشارات حول أصول الكلمة أثناء ذكره لبعض الفرضيات فيما يخص نسب البربر والتي أكد عدم صحتها لاحقا. «وقال هانئ بن بكور الضريسي وسابق بن سليمان المطماطي وكهلان بن أبي لؤي وأيوب بن أبي يزيد وغيرهم من نسابة البربر فرقتان كما قدمناه وهما البرانس والبتر من ولد بر بن قيس بن عيلان والبرانس بنو بربر سحو بن أبزج بن جمواح بن ويل بن شراط بن ناح بن دويم بن داح بن ماريغ بن كنعان بن حام.» ويضيف كذلك «يقال: إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وإفريقيا، وقتل الملك جرجيس، وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت إفريقية لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك، وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر. والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة، ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة.» وفي وصف إفريقيا يقول ليون الأفريقي: «ويعتقد هؤلاء بأنه من الثابت أن بلاد البربر ونوميديا كانت خالية من السكان خلال العديد من القرون. أما الذين استوطنوها، وأقصد بذلك الجنس الأبيض فقد سموا البربر، وهو اسم مشتق، حسبما يقول البعض، من فعل باللغة العربية وهو بربر ومعناه تمتم. وذلك أن اللسان الأفريقي يظهر في سمع العرب كأصوات الحيوانات المبهمة الشبيهة بالصراخ والمجردة من المقاطع. ويرى آخرون أن كلمة بربر هي كلمة مزدوجة لأن البر في اللغة العربية يعني الصحراء. ويقال إنه في العصر الذي انكسر فيه الملك إفريقو على يد الآشوريين أو ربما أمام الأثيوبيين هرب باتجاه مصر. ولما كان مطاردا من قبل العدو ونظرا لأنه لا يعرف كيف يدافع عن نفسه فقد طلب إلى جماعته أن يفتوه في أمره ويبينوا الطريق التي ينبغي سلوكها حفظا على سلامتهم. فلم يكن جوابهم سوى أن صرخوا «البر، البر» أي إلى الصحراء الإفريقية.» وقال الحسن بن أحمد الهمداني اليمني في كتاب الإكليل أن: " أولد سام خمسة نفر: وهم إرفخشذ بن سام، واشوذ بن سام، ولاوذ بن سام، وعويلم بن سام، وإرم بن سام. فأولد عويلم بن سام: شعبر، وكربل، وبراكيل، وممري، وكنعان ". ( 145 ج1) - قال محمد حسين الفرح "فليس كنعان من أبناء حام وإنما هو (كنعان بن عويلم بن سام) - كما في الإكليل - وقد أثبتت العديد من الدراسات إن قبائل كنعان سامية، وإن مهد الكنعانيين وموطنهم الأول هو جنوب الجزيرة العربية، فيكون النسب الكامل للبربر الأمازيغ هو أنهم قبائل " أمازيغ بن كنعان بن عويلم بن سام ". ولئن كان من الصعب أن ندرك صلة النسب القديمة بين العرب القدماء والبربر، فإنه ليس من الصعب أن نتابع الأستاذ جرينبرج فيما ذهب إليه من أن لغة البربر واللغات السامية تمت كلها إلى أصل واحد. وقد سماها المجموعة الأفرو أسيوية. ولن تكون القربة اللغوية قائمة دون أن تستند إلى شيء من القرابة الروحية بين العرب وسكان إفريقية، كان له الفضل في استجابة سكان إفريقية الشمالية للمؤثرات العربية والإسلامية. ولن نكون أيضا مسرفين إذا ذهبنا إلى أن سيل الهجرة من جزيرة العرب قبل الإسلام وبعده لم يكن ضعيفا ولا نادرا، بل كان قويا دائما ومتصلا على مدى القرون. يستعمل اليوم اسم «أمازيغ» (Amazighs) كتسميل لمصطلح «بربر» (Berbers) في اللغة العربية على وجه الخصوص، وعند النسابة «مازيغ» هو أحد أسلاف البربر حيث أن «مازيغ بن كنعان بن حام» يعتبر جدا مشترك للأمازيغ، بينما يذكر ليون الأفريقي أن « آوال آمازيغ» تعني «لغة النبلاء»، وبالتالي يشير المصطلح عنده إلى المستوى الاجتماعي لهذا الشعب. ثم الإشارة لمعنى مصطلح "amazigh" في الدراسات الأثنولوجية بالفترة الاستعمارية عند بربر المغرب تحديدا ويعني «النبيل» «الرجل الحر»، ونجد أن المصطلح أستخدم في أوقات مختلفة من التاريخ وفي جميع أنحاء شمال إفريقيا، إلى أنه قد تلاشى من ذاكرة قبائل المنطقة الساحلية. والأثر الوحيد للمصطلح الذي ما زلنا نعثر عليه هو لدى أمازيغ الأطلس المتوسط، والذين يسمون لغتهم تمازيغت. بالضبط كما يعطي الطوارق التسمية للغتهم اسم تماشيق، والتي تختلف عن تلك الموجودة في الأطلس من خلال الاختلافات في اللهجات فقط. عرفت منطقة بلاد المغرب تاريخيا بعدة مسميات استنادا إلى أسماء قبلية وغيرها؛ أطلق الإغريق مصطلح «ليبيا» (الأتيكية اليونانية: Λιβύη Libúē، دوريكية يونانية: Λιβύᾱ Libúā) على ما يتوافق مع المنطقة المغاربية الحالية، إستنادا على اسم «ليبو» (الإغريقية القديمة: Λίβυες Líbyes، لاتينية: Libyes)،_ _ وذلك خلال العصر البرونزي.ولهذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التي استعمروها بالجبل الأخضر اسم ليبيا وذلك راجع إلى أنها الجزء الوحيد المألوف لديهم من منطقة شمال أفريقيا. ولا شك في أن ذلك راجع إلى أن هذا الإقليم قد بدا للإغريق على أنه هو ليبيا أي «أفريقيا برمتها» _ من حيث أنه هو الإقليم الوحيد الذي كان مألوفآ لهؤلاء من القارة حقيقة. وثق الليبو منذ العصر البرونزي المتأخر كسكان للمنطقة (المصرية: R'bw، البونيقية: 𐤋𐤁𐤉 lby). _ ربو: نقلت إلى اليونانية (ليبو) أو (لوبو) Lybu (حرف y يمثل صوت الواو أصلا في اليونانية، ثم صار يمثل صوت الياء. وكثيرا ما يقلب الراء عند النقل إلى اليونانية لاما. وقد ورد ذكرهم عند العبرانيون في (توراتهم) بمثل لفظها عند اليونان «لوبيم» غير أنها بميم الجمع، ثم زادوا عليها هاء فصارت «لهوبيم» العربية «لوبيون» «ليبيون» أما مكتشف سر قراءة الرموز الهيروغليفية (شامبليون) فقد ترجم «ريبو» المصرية إلى: بدو (bedouins) وليس (ليبيين) وهذه هي الترجمة الصحيحة الصائبة. وأن الواو في (ربو) للجمع في اللغة المصرية القديمة والجذر هو «رب» وما دام المقصود هو أهل البداوة في مقابل أهل الأمصار (المصريين) فإن حرف العين سقط.من الجذر الثلاثي (عرب) الذي يعني أساسا الظهور والبداوة تماما كما تعنيه كلمة (أعراب) وجذورها (عرب) ونلاحظ أيضا أن (الربو) لم يكونوا قبيلة واحدة بل مجموعة قبائل متحالفة في ماعرف بالغزو الليبي العظيم لوادي النيل أيام الفرعون مرنبتاح ثم رمسيس الثالث أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد أقدم ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الأمازيغ
|
5486f84a3a5bc0673837475894f9728a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.483581",
"source": "Wikipedia"
}
|
جافا
|
جافا (لغة برمجة)
|
جافا هي لغة برمجة كائنية التوجه، عالية المستوى، ابتكرها جيمس غوسلينغ في عام 1992م، أثناء عمله في مختبرات شركة صن ميكروسيستمز ، وذلك لاستخدامها كالعقل المفكر المستخدم لتشغيل أجهزة التطبيقات الذكية مثل التليفزيون التفاعلي . وقد كانت لغة الجافا تطويرا للغة سي ++، وعند إنشائها أطلق عليها مبتكرها «أواك» بمعنى شجرة السنديان، وهي الشجرة التي كان يراها من نافذة مكتبه وهو يعمل في مختبرات صن ميكروسيستمز، ثم تغير الاسم إلى جافا، وهذا الاسم (على غير العادة في تسمية لغات البرمجة) ليس الحروف الأولى من كلمات جملة معينة أو تعبيرا بمعنى معين، ولكنه مجرد اسم وضعه مطورو هذه اللغة لينافس الأسماء الأخرى. توجد لغات برمجة عديدة: إلا أنه يوجد فيها نوع من التخصص، حيث يعتمد اختيار اللغة على المهام التي نريد من الحاسب إنجازها، حيث أن لكل لغة ما يناسبها، وهناك مهام يصعب تنفيذها بلغة معينة ولكنها تكون ميسورة بلغة أخرى، ومن اللغات التي ظهرت في فترة الستينات لغة البيسك وهي لغات تدرس للمبتدئين، Beginners All Symbolic Instruction Code. وظهرت بعدها لغة فيجوال بيسك (التي وضعتها مايكروسوفت) وهي غنية عن التعريف ولها مميزات عديدة، حيث تجمع بين سهولة لغة البيسك وتصميم برامج ذات واجهة رسومية، وأيضا فيجوال بيسك سكريبت التي تقدم برمجيات تعمل ضمن صفحات الإنترنت، وأيضا لغة السي بلس بلس ذائعة الصيت، وهي لغة برمجة أبتكرت كتطوير للغة السي التي هي الأخرى تحسين للغة البي وهناك العشرات من لغات البرمجة الأخرى. تتميز لغة جافا بمميزات خاصة مما يجعلها أكثر لغات البرمجة إثارة[بحاجة لمصدر]؛ حيث أن ما يميزها الآتي: حيث تتوفر أدوات البرمجة بهذه اللغة على موقع شركة صن ميكروسيستمز، كما يمكن تحميل برامج جافا من مواقع إنترنت مختلفة. وهي لغة سهلة التعلم. الإ أنها تحتاج كغيرها من اللغات إلى تطبيق وممارسة.تعتبر لغة جافا من اللغات الحديثة جدا في عالم البرمجة التي أنتجتها شركة sunmicrosystem في عام1991.لغة جافا تناسب تطبيقات الإنترنت بصفه خاصه هذا بالإضافة إلى دعم الانواع المختلفة من التطبيقات مثل تطبيقات تعمل على جهاز واحد (DesktopApplication) أو تطبيقات تعمل على شبكه Client/serverApplication)). تتصف لغة جافا بالصفات التالية: تعتبر هذه الأداة الأولى التي وضعها مطوروا جافا بشركة صن ميكروسيستمز، ورغم وجود أدوات برمجة أخرى من عدة شركات منافسة؛ إلا أنه من الأفضل أن نأخذ الأمر ممن طوره وهذه الأداة قد صدرت في عدة إصدارات ويمكن تحميل هذه الأدوات من موقع صن ميكروسيستمز. في أوائل التسعينيات من القرن العشرين 1990م اخترعت لغة جافا على يد شركة صن ميكروسيستمز ولهذا الاختراع قصة عجيبة، حيث أن الشركة كانت قبل ذلك قد كلفت المهندس جيمس غوسلينغ بوضع برامج لتشغيل الأجهزة التطبيقية الذكية (مثل التيلفزيون التفاعلي) باستخدام لغة سي++، وحينها وجد جيمس جوزلينج صعوبة في التعامل مع هذه اللغة، فقام هو وفريق العمل المساعد له بتطوير هذه اللغة فولدت لغة جديدة تتوافق مع احتياجاته فكانت لغة جافا، وقد خططت شركة صن في تلك الأيام لاستغلال هذه اللغة الوليدة في التيلفزيون التفاعلي لكي تربح المليارات، وحدث نوع من البطء في مشروع التلفزيون التفاعلي ربما عن قصد من الشركات الأخرى المنافسة ونتيجة لذلك فكرت شركة صن في توقيف مشروع تطوير هذه اللغة الوليدة وتسريح العاملين في هذا المشروع أو نقلهم إلى قسم آخر، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث أنه في هذه الفترة كانت شبكة الإنترنت قد بدأت في الانتشار بسرعة مذهلة مع نزول نظام ويندوز للأسواق، وحيث أن لغة جافا الوليدة التي اخترعت أصلا لبرمجة الأجهزة التطبيقية فيها من السمات ما يجعلها أكثر توافقا مع الشبكة العنكبوتية الدولية الإنترنت ، فقد كان لها السبق وأضافت الكثير إلى الإنترنت (الذي كان قبلها مقصورا على تبادل النصوص)، ولكن المطورين بشركة صن ابتكروا طريقة تجعل برامج جافا تعمل بسهولة في صفحات الإنترنت، وغيروا الاسم الذي كان قد أطلقه عليه مبتكرها من أواك (شجرة السنديان) إلى جافا، ومن هنا أصبحت جافا مرتبطة في شهرتها بالإنترنت حيث أن برنامج جافا صغير يوضع في صفحة من صفحات موقع على الشبكة الدولية يراه الملايين في جميع أنحاء العالم في نفس الوقت، وقد كان هذا لا يتوفر الا مع جافا مما أعطاها شهرة واسعة، ولحسن حظ شركة صن أن لغة جافا أكدت نفسها في المجال الذي طورت له أصلا، فقد بدأ الآن التيلفزيون التفاعلي في الانتشار وما يسمى سينما المنزل والمشاهدة حسب الطلب، وليس هذا فقط؛ بل انتشر ما هو أكثر فائدة لشركة صن وهو الهاتف المحمول، وللجافا أكبر دور في برمجة البرامج التي يعمل بها في أجياله السابقة واللاحقة، ولا نستغرب أن يحدث نوع من الغيرة بين شركة ميكروسوفت وشركة صن ميكروسيستمز مما دفع ميكروسوفت إلى أن تحذف ماكينة جافا الافتراضية من الاصدارالأول لويندوز اكس بي، وهذه الماكينة الافتراضية مسؤولة عن عرض برامج الجافا على الإنترنت، ولكن ميكروسوفت تراجعت أمام طلب ملايين المستخدمين حول العالم فوضعتها مرة ثانية في الإصدارات اللاحقة، وقد كانت قضية مشهورة تناولتها الصحف والمجلات خلال العام الماضي. وقد ساهم في شهرة الجافا أيضا برامجها العلمية التفاعلية التي تصلح لمعظم المناهج التعليمية في جميع مراحل التعليم، وبالتالي فإن لها دورا كبيرا في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد والفصول الافتراضية. جافا هي لغة برمجة من شركة صن ميكروسيستمز. الهدف الأساسي لنشأة جافا هو إيجاد لغة مشابهة للغة سي+ + من حيث التركيب النحوي، وكذلك برمجة كائنية التوجه، ومصممة للعمل علي الة افتراضية بحيث لا تحتاج إلي الترجمة من جديد عند استخدام برامجها على منصة تشغيل أو نظام تشغيل جديد، حيث قامت شركة صن بإنشاء الات افتراضية لتشغيل جافا على معظم منصات ونظم التشغيل الموجودة حاليا، فأصبح من الممكن ترجمة البرنامج مرة واحدة ثم تشغيله على نظم مختلفة أو ما أسمته صن اكتب مرة واحدة، شغل في أي مكان . بين نوفمبر 2006 ومايو 2007 فتح المصدر لهذه اللغة وأصبحت مصدر مفتوح تحت ترخيص جنو. سميت لغة الجافا من قهوة الجافا (الجاوة) التي تزرع في جزيرة جاوا، قد تطورت من مشروع كان يسمى أوك (بلوط) (من شجر البلوط الذي كان موجودا خارج نافذة غوسلينغ). ملاحظة: يجب عدم الخلط بين «جافا» «جافا سكريبت». فرغم تشابة اللغتين في السياق والتراكيب، إلا أنهما لغتان مختلفتان ولهما أهداف مختلفة. بدأت جافا كمشروع يدعي أوك (البلوط) Oak (جائت التسمية من شجرة بلوط كانت تقف خارج مقر شركة صن ميكروسيستمز) عن طريق الأب الروحي للجافا جيمس غوسلينغ في يونيو عام 1991 لكي تستخدم في مشروع Set Top Box. وكان هدف المشروع صنع لغة برمجة تعمل على اي جهاز صغير، خلال فترة صغيرة تغيرت أهداف المشروع وتغير المشروع نفسه إلى جافا وقد اصدر الإصدار الأول منها عام 1995 . كان الإصدار الأول من جافا يهتم بتوفير إمكانية صنع برمجيات الويب (التي تعمل في متصفح الإنترنت) وخلال وقت وجيز أصبحت معظم متصفحات الإنترنت تدعم الجافا بسبب الإمكانيات العالية والثبات والأمان التي وفرت لهم في تلك الفترة. في عام 1998 طورت جافا بشكل جذري وأصبحت تسمى جافا2، ومن أهم التطويرات التي وضعت في هذا الإصدار هي إمكانات جافا في الواجهة الرسومية للمستخدم. من ثم كان هنالك العديد من التطويرات لهذه اللغة التي لا يزال تطويرها مستمرا، وخلال السنين تطورت جافا وأصبحت تستعمل لصنع برامج مكتبية، برمجيات الإنترنت، صفحات إنترنت، تطبيقات أجهزة الجوال وغيرها الكثير. الإصدار القياسي من الجافا بالإنجليزية (Java Standard Edition) هو الجزء الخاص ببرمجة برامج سطح المكتب (StandAlone applications). إصدار الإنتربرايس بالإنجليزية (Java Enterprise Edition)هو يختلف عن الإصدار القياسي في أنه خاص ببرمجة الخوادم والتطبيقات الموزعة وبرمجة الويب. إصدار المايكرو بالإنجليزية (Java Micro Edition) وهو إصدار خاص بالبرمجة على الهواتف المحمولة والأجهزة المحدودة في ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جافا
|
66954f7bbf87a1b861bc6cb2f664763b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.486164",
"source": "Wikipedia"
}
|
امويون
|
الدولة الأموية
|
ٱلدولة ٱلأموية أو ٱلخلافة ٱلأموية أو دولة بني أمية (41 - 132 / 662 - 750 ) هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ. كان بنو أمية أولى الأسر الحجازية المسلمة الحاكمة؛ إذ حكموا من سنة 41ه (662م) إلى 132 (750م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق. بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا، وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر. يرجع نسب الأمويين إلى أمية بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دور هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي. أسلم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبل ذلك واليا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة؛ إذ جعل الخلافة وراثية عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشا وحراسا، وأحاط نفسه بأبهة الملك، وبنى له مقصورة خاصة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد. بعد وفاة إبنه يزيد اضطربت الأمور؛ فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 ، فاستقرت الدولة مجددا. جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك؛ فاستكمل فتح بلاد المغرب، وفتحت الأندلس بكاملها، كما فتحت السند بقيادة عدة قادة من أشهرهم سنان بن سلمة الهذلي ومحمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرة، ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخوه هشام الذي فتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم، ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهزم وقتل، وكانت نهاية الدولة الأموية. شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتنا كثيرة، وكان منفذو أغلب هذه الثورات إما الخوارج وإما الشيعة، كما اعترض الحسين بن علي على حكم يزيد فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيبا لمن بايعوه، فتصدت له جيوش الأمويين في معركة كربلاء التي انتهت بمقتله، وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له؛ منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة زيد بن علي. ثار الخوارج مرارا وتكرارا ولم يهدأوا إلا لقرابة عشرين عاما بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين الحجاج بن يوسف الثقفي دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر القرن الأول الهجري، خصوصا أنه كان والي العراق والمشرق، الذي كان – وخصوصا مدينة الكوفة – مركز ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم، وكان من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث. سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد بالخلافة. وقد تطور الحزب العباسي تطورا تدريجيا، والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية، واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته، وفضلا عن ذلك يرى المؤرخ العراقي عبد العزيز الدوري أن العباسيين قد استغلوا أيضا التمييز العنصري والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين العرب وغير العرب في الوظائف والضرائب والجيش، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب، خصوصا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء. وقد قام أبو مسلم الخراساني بإعلان قيام الدولة العباسية في خراسان، وحارب نصر بن سيار الوالي الأموي فيها، وانتصر عليه، ثم احتل مدينة مرو، ومنها انتقل زعيم الحركة أبو العباس إلى الكوفة في أغسطس سنة 742م بشكل سري، وظل مختفيا حتى 29 أكتوبر 750م، الموافق فيه 12 ربيع الأول سنة 132ه حين بايعه أهل الكوفة بالخلافة، لتدخل عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة؛ إذ التقى على إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد وجيش العباسيين بقيادة أبي العباس قرب نهر الزاب شمال العراق بين الموصل وأربيل، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح العراق وانتقلوا منها إلى بلاد الشام ومصر؛ حيث طاردوا فلول الجيش الأموي، وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير. وبفتحهم مصر دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين، وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل تاريخ الخلافة. في أواسط عهد الخليفة عثمان بن عفان اشتعلت الفتنة في الدولة الإسلامية، وأخذت بالانتشار شيئا فشيئا، ثم أدت إلى مقتله في شهر ذو الحجة من عام 35ه (يونيو عام 656م)، ولكن الفتنة لم تنته بذلك، فجاء عهد علي بن أبي طالب مليئا بالقلاقل والنزاعات التي فشل في إنهاء معظمها. وفي النهاية اتفق في شهر رمضان من عام 40ه (ديسمبر عام 660م) ثلاثة من الخوارج - هم عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكر التميمي السعدي - على أن يقتل الأول منهم علي بن أبي طالب، وأن يقتل الثاني معاوية بن أبي سفيان -والي الشام آنذاك- وأن يقتل الثالث عمرو بن العاص -والي مصر آنذاك- معا في نفس الليلة، فنجح الأول في مهمته، وأما الاثنان الآخران ففشلا وقتلا. كان معاوية واليا على الشام منذ سنة 18 ، وذلك بعد أن عينه عمر بن الخطاب، وعلى الرغم من حصول بعض الخلافات بينه وبين علي، وخوضه معركة صفين ضده، أصر على عدم ترك ولايته، وظل والي الشام حتى مقتل علي. بعد مقتل علي مباشرة بايع أهل العراق ابنه الحسن على الخلافة، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان. وهنا حشد معاوية جيوشه، وسار إلى الحسن، غير أن الحسن رفض القتال، وراسل معاوية للصلح، فسر هذا سرورا كبيرا بالعرض ووافق عليه، وعقد الصلح في شهر ربيع الثاني سنة 41 (أغسطس سنة 661 )، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وسمي ذلك العام بعام الجماعة؛ لأن المسلمين اتفقوا فيه على خليفة لهم بعد خلاف طويل دام لسنوات. كانت حركة الفتوحات الإسلامية قد توقفت تماما منذ اشتعال فتنة مقتل عثمان سنة 35 ، وظلت متوقفة طوال عهد علي بن أبي طالب؛ حيث كانت الدولة منشغلة بنزاعاتها الداخلية، لكن بعد الاجتماع مجددا على خلافة معاوية عادت الفتوحات من جديد، وقد ركزت الفتوحات في عهده على الحرب ضد البيزنطيين (في شمال أفريقيا والجبهات البحرية)، وفتوحات المشرق (في سجستان وخراسان وبلاد ما وراء النهر). توقفت الفتوحات في أرض الأناضول منذ فترة طويلة قبل حكم معاوية عند سفوح جبال طوروس قرب مدينة مرسين، وهناك أقام كل من المسلمين والروم على جانبي الحدود حصونا وقلاعا كثيرة، وعلى الرغم من الغزوات الكثيرة التي شنها المسلمون في عهد معاوية (خصوصا الصوائف والشواتي) لم تتغير حدود الدولتين كثيرا. لكن من أبرز أحداث عهده تمكن المسلمون من استعادة أرمينية، (وكانوا قد فتحوها سابقا، لكنهم خسروها في أيام الفتنة)، بالإضافة إلى بعض غزوات الصوائف والشواتي التي تمكنت من التوغل في الأناضول حتى عمورية (وهي قريبة من مدينة أنقرة). كما أرسل معاوية سنة 49 (وقيل أيضا سنة 50 ، أي 669 أو 670 ) حملته الأولى لفتح القسطنطينية، وكانت بقيادة سفيان بن عوف الأزدي، لكنها فشلت، ثم حل الشتاء وصعبت ظروف القتال، وفي آخر الأمر عادت خاسرة إلى الشام، وقتل فيها الكثير من المسلمين بينهم الصحابي أبو أيوب الأنصاري. ثم أرسل حملته الثانية بقيادة فضالة بن عبيد الأنصاري سنة 53 (673 )، وتمكن الأسطول في طريقه من فتح جزيرتي أرواد ورودس الواقعتين على ساحل آسيا الغربي، وقد أقام جيش المسلمين فيهما سبع سنين، وجعلهما قاعدتين لحصار القسطنطينية منهما، ولذلك سميت أيضا «حرب السنين السبع»، وكان المسلمون يحاصرون المدينة خلال الصيف، ثم يرحلون في الشتاء، غير أن الروم صمدوا، واضطر معاوية بن أبي سفيان في النهاية إلى سحب الأسطول وإعادته إلى قواعده دون فتح القسطنطينية في سنة 60 (680م). وضع معاوية بن أبي سفيان عقبة بن نافع قائدا لجيش المغرب، وكان هو الذي قاد العديد من الحملات في عهد معاوية في تلك البلاد، وفيها بنى عقبة، بإذن من معاوية، مدينة القيروان، وذلك بين سنتي 50 و55 لتصبح مركزا للمسلمين تنطلق منه قواتهم للغزوات، وذلك بعد أن توسعت بلادهم وأصبحت أرض مصر بعيدة، كما عقد، هو وأبو المهاجر دينار من بعده، الكثير من اتفاقيات الصلح مع بربر المغرب، وأقاما معهم علاقات طيبة، ونجحا في إدخال الكثير من قبائلهم في الإسلام. وعسكريا، تابعت فتوحات المغرب سيرها في عهد معاوية حتى فتح أغلب المغرب الأوسط، ووصلت جيوش المسلمين إلى تلمسان. وأما في جبهة الشرق، فقد فتح المسلمون سجستان فقوهستان (قهستان) في سنتي 43 45 ، وغزو بلاد اللان وما وراء النهر والسند وجبال الغور، وأرسل معاوية بن ابي سفيان القائد سنان بن سلمه الهذلي وولاه ثغر الهند. وافتتح الكثير من المدن والمناطق غير أن أهالي هذه المناطق كانوا ينكثون العهد مرة بعد أخرى، فعاد المسلمون لفتحها مجددا؛ مرارا وتكرارا. كان من أبرز التغيرات على الصعيد السياسي في عهد معاوية بن أبي سفيان، أنه نقل عاصمة الدولة من الكوفة إلى دمشق، (بعد أن كان علي قد نقلها من المدينة إلى الكوفة)، وقد أثار هذا سخط بعض أهل العراق والحجاز. كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومتابعة الفتوحات بعد توقف طويل. وقد ألغى معاوية في عهده نظام مجلس الشورى، وقد أنشأ نظاما للشرطة لحمايته وحراسته يعينه بنفسه، كما طور ديوان البريد وأنشأ ديوانا جديدا لتنظيمه أكثر هو ديوان الخاتم. قامت -داخليا- الكثير من القلاقل في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان؛ حيث حاول الخوارج أن يثوروا من جديد على الخلافة، ولذلك قاتلهم معاوية، وبحلول عام 45ه نجح في إخماد ثورتهم، وعاد الاستقرار الداخلي إلى الدولة، وظل الوضع كذلك حتى وفاة معاوية في شهر رجب، سنة 60ه، (شهر أبريل سنة 680 ). وكان معاوية قد جعل أهل الشام والمدينة يبايعون ابنه يزيد منذ سنة 50ه، فكان ذلك، وأصبح يزيد ولي العهد، وقد كان يزيد بن معاوية بعيدا عن دمشق، وقت وفاة والده، فأخذ الضحاك بن قيس له البيعة، وعندما عاد بدأت الوفود بالقدوم لتعزيته في وفاة أبيه، وتهنئته بالخلافة. أعاد يزيد تعيين عقبة بن نافع قائدا لجيوش المغرب، فقاد هذا حملته الكبيرة سنة 62 / 681 ، التي عبر فيها ساحل شمال أفريقيا بأكمله حتى بلغ مدينة طنجة على سواحل المحيط الأطلسي، وهناك قال مقولته الشهيرة: «اللهم اشهد أني قد بلغت المجهول، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد، أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد دونك». لكن عندما كان عائدا من حملته هذه لم يكن معه سوى جيش صغير من 300 مقاتل، بعد أن سرح معظم جيشه وتركه يسير أمامه على مسافة بعيدة، وعلم بذلك الروم، فتحالفوا مع الأمير البربري كسيلة بن كمرم (الذي كان قد أسلم، لكنه ضغن لعقبة لأنه كان قد أهانه قبل ذلك) ونصبوا كمينا لجيش المسلمين، وقتل في الكمين عقبة بن نافع وكل من كانوا معه، كما قتل في الكمين قائد المغرب السابق أبو المهاجر دينار، وكان ذلك في عام 63 / 683 . وعلى إثر اندحار جيش المسلمين تمكن كسيلة، على رأس جيوش البربر من شق طريقه بسهولة، واستعادة أرض إفريقية ومدينة القيروان، ومضى زمن طويل قبل أن يستعيد المسلمون هذه المناطق، واضطروا على إثر ذلك إلى الانسحاب حتى إقليم برقة. كما شهد عهد يزيد بعض الفتوحات المحدودة في المشرق بخراسان وما وراء النهر. لكن ظهرت مشكلة جديدة مع بداية عهد يزيد؛ فقد كان من ضمن شروط تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية أن يصبح هو الخليفة بعد وفاة معاوية، غير أنه توفي قبل معاوية بعشر سنوات، وعندما حدث ذلك اجتمع أهل الكوفة في بيت سليمان بن صرد الخزاعي، واتفقوا على مراسلة أخيه الحسين بن علي بن أبي طالب بالقدوم إليهم لمبايعته على الخلافة. وقد ارتاب عبد الله بن عباس من هذه الدعوة، ونصح الحسين بالحذر من أهل الكوفة وعدم الاستجابة لهم، غير أن عبد الله بن الزبير حثه على الذهاب، وأقنعه بالاستجابة لهم، فاقتنع الحسين بذلك. وكان الحسين قد رفض بيعة يزيد من قبل، (وكان معارضا لها منذ تعيينه وليا للعهد)، وعندما جاءته رسائل أهل الكوفة أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليستطلع الأوضاع، فبايعه هناك أكثر من 12,000 من أهل المدينة، وعندما علم يزيد بذلك عزل النعمان بن بشير عن ولايتها، وعين مكانه عبيد الله بن زياد، فقبض هذا سريعا على مسلم بعد أن تركه أهل الكوفة وانفضوا عنه وقتله. ووصلت هذه الأخبار إلى الحسين وهو في طريقه، لكن رجاله -وكان عددهم 70- أصروا على مواصلة السير للثأر لمسلم، والتقى هؤلاء قرب كربلاء بجيش يفوقهم عددا ب50 ضعفا بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، وعلى الرغم من عرض الحسين السلام أصر عمر على أن يسلم الحسين نفسه كأسير حرب أو أنه سيبدأ القتال، ورفض الحسين، فوقعت معركة كربلاء في 10 محرم سنة 61 / 12 أكتوبر 680 ، وقتل الحسين وكل من كان معه، وكانت تلك بادرة لانقسامات كبيرة في الدولة الإسلامية ستدوم قرونا طويلة. كان عهد يزيد بالإجمال مليئا بالفتن والقلاقل والانقسامات، ولذلك سمي «الفتنة الثانية»، وكان من أكبر هذه الفتن في عهده مقتل الحسين، ويبقى حادثا آخر إلى جانبها؛ فعندما قتل الحسين استغل عبد الله بن الزبير الحدث ليشهر بيزيد، ويحرض أهل الحجاز عليه، وبالفعل بايعه أهل الحجاز ومصر، وحاصروا بني أمية في المدينة بمنزل مروان بن الحكم، فغضب يزيد غضبا جما، وأرسل إلى المدينة جيشا بقيادة مسلم بن عقبة، وأمره بمحاصرتهم ثلاثة أيام، فإن أبوا إطلاق سراح بني أمية ومبايعته فليقاتلهم. وعندما بلغ المدينة دخلها من جهة تسمى الحرة، وهناك التقى أهلها، لكنهم رفضوا مبايعة يزيد، فكانت موقعة الحرة، وكان ذلك سنة 61ه، وهزم أهل المدينة، وقتل منهم 300، ودخل مسلم المدينة عنوة واستباحها، وقتل الكثير من أهلها، وأجبرهم على مبايعة يزيد بالقوة. وبعد هذه الأحداث سار مسلم نحو مكة للقضاء نهائيا على ثورة ابن الزبير، وقد توفي مسلم في الطريق إلى مكة، فأكمل قيادة الجيش «الحصين بن نمير»، لكن عند وصوله وجد ابن الزبير ورجاله معتصمين في الكعبة؛ أملا في الحصول على الأمان، نظرا لحرمتها، وعلى الرغم من ذلك نصب جيش يزيدالمنجنيقات حول الكعبة وأخذ يضربها، وكان ذلك في صيف عام 64ه (683 )، لكن سرعان ما وصلت أنباء وفاة الخليفة يزيد، فاضطرب الجيش لذلك، وعاد إلى الشام تاركا ابن الزبير دون قتله. كان يفترض أن يرث معاوية بن يزيد الحكم بعد أن عينه والده وليا للعهد قبل وفاته، لكنه تنازل عن الخلافة، وقال إنه لا يمكنه حمل عاتقها، وتوفي بعد ذلك بأسابيع، وهنا تقدم شيخ بني أمية، ووالي المدينة مروان بن الحكم وطالب بالخلافة لنفسه، فبايعه أهل المدينة واليمن، غير أن ابن الزبير أعلن نفسه خليفة في الآن ذاته، وبايعه أهل العراق ومصر؛ بل ومعظم أهل الشام، ومنهم الضحاك بن قيس الفهري، فسار إليه مروان، والتقاه في معركة مرج راهط، وقتل الضحاك في المعركة وبويع مروان، وقد استعاد أيضا مصر دون قتال كثير، كما أنه قضى سريعا على ثورة التوابين عندما واجه عبيد الله بن زياد بجيش قوامه 60,000 مقاتل، مقابل 3,000 ثائر، غير أن مروان سرعان ما توفي في شهر رمضان سنة 65ه (685 )، بعد حكم دام عشرة شهور. وقد تابع بعده ابنه عبد الملك، لكنه استلم الحكم وبلاد المسلمين مقسومة بين خمس دول؛ فإلى جانب الدولة الأموية في مصر والشام كانت هناك دولة ابن الزبير في الحجاز والعراق، كما نجح المختار الثقفي بعد ثورته في السيطرة على الكوفة، وسيطر بعض الخوارج بعد ثورتين على إقليمي الأهواز والنجدات. سرعان ما قضى مصعب بن الزبير بجيشه على المختار الثقفي، والتحم عبد الملك بعد ذلك معه في «معركة دير الجاثليق» سنة 71ه فاستعاد العراق، وفي آخر الأمر أرسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي إلى مكة سنة 73ه، فحاصر ابن الزبير هناك في الكعبة، وضرب الكعبة بالمنجنيقات كما حدث من قبل، فأصابت الحجارة ابن الزبير وصرعته. كوفئ الحجاج بأن أصبح والي العراق والمشرق، وهكذا استتب الحكم أخيرا لخليفة واحد في البلاد بعد أن عصفت الصراعات الداخلية بالدولة الأموية لعقد ونصف تقريبا، وسميت سنة 73ه «عام الجماعة الثاني». لم تستتب الأمور تماما في الدولة بسقوط الدولة الزبيرية؛ إذ ظلت مشكلة الخوارج قائمة، فلذلك كلف عبد الملك المهلب بن أبي صفرة الأزدي بقتالهم، وفي سنة 76ه هاجم صالح بن مسرح وشبيب بن يزيد الخارجي خيلا لمحمد بن مروان، (والي الجزيرة)، وسرقاها، وكان معهم آنذاك 120 شخصا، وقد بايعوا جميعا شبيبا، من أهل البصرة، على الخلافة، وذلك بعد أن نادى بها لنفسه، وبعدها دخل في حرب طويلة مع والي العراق والمشرق -الحجاج بن يوسف- الذي سير إليه جيوشا ضخمة، وقيل إنه خاض مع شبيب 83 معركة في 100 يوم، ولم يربح منها كلها سوى معركة واحدة، وفي آخر الأمر فر شبيب من جيوش الحجاج، ولكنه سقط في نهر بينما كان يعبر جسرا في الأهواز، وغرق بسبب ثقل دروعه، وكان ذلك سنة 73ه، وبعدها لم تقم للخوارج قائمة حتى عهد عمر بن عبد العزيز. تسببت النزاعات الداخلية في الدولة في بشل حركة الفتوحات لعقد تقريبا، لكن عندما اتحدت الدولة أخيرا من جديد في عام 73ه، (عام الجماعة الثاني)، عادت الفتوحات من جديد؛ فتولى زهير بن قيس البلوي قيادة جبهة المغرب بعد موت عقبة بن نافع، وعزم على الثأر له، غير أنه لم يستطع التحرك حتى عام 69ه، وذلك بسبب مشكلات الدولة الداخلية، وحينها قاد جيشه نحو المغرب، واستعاد القيروان، وقتل قائد البربر كسيلة في «معركة ممس»، لكنه قتل بدوره في كمين بيزنطي خلال عودته سنة 71ه. وبعد مقتل ابن الزبير عين عبد الملك حسان بن النعمان مكان زهير، وأعطاه جيشا ضخما من الشام ومصر، قوامه 40,000 مقاتل، وتمكن من القضاء على الوجود البيزنطي في شمال أفريقيا، كما دمر مدينة قرطاجية -أكبر مركز بيزنطي في المنطقة- بعد أن اقتتل فيها مع الروم والبربر، وأجبرهم على الهرب نحو صقلية والأندلس، لكنه مع ذلك هزم على يد الكاهنة التي كانت تقود البربر خلفا لكسيلة، وبعدها عاد الروم البيزنطيون إلى قرطاجية، وعاثوا فيها فسادا، ولكن عبد الملك لم يستطع إمداده بجيش لمقاومتهم، ولكن في سنة 82ه وصل المدد إليه، فتوجه لقتال البربر، وتمكن من قتل كاهنتهم، ثم فتح فاس وقرطاجية وجل المغرب، وبنى قرب قرطاجية مدينة تونس، التي لاتزال قائمة إلى اليوم. وأما على جبهة الشام والأناضول فقد اضطر عبد الملك إلى مصالحة البيزنطيين، ودفع مالا لهم أثناء صراعه مع ابن الزبير؛ لأنه لم يكن يستطيع الدفاع ضد هجماتهم، لكن بعد انتهاء الصراع سنة 73ه، (692 )، كانت لعثمان بن الوليد موقعة كبيرة معهم في أرمينية؛ حيث التقى 60,000 منهم بجيش قوامه 4,000، فهزمهم وقتل الكثير منهم، وتعرف هذه الموقعة «معركة سبياستوبولس»، وقد تبعها فتح مجمل أرمينية وضمها إلى الدولة الأموية. كانت هناك غزوات كثيرة في عهد عبد الملك لبلاد ما وراء النهر، لكنها لم تفتح؛ حيث كان المسلمون يغزونها ويغنمون منها ثم ينسحبون عائدين إلى معاقلهم، ومن أبرز غزواتهم غزوة بخارى سنة 80ه. وقد كان من ملوك هذه الأراضي الكبار ملك يسمى «رتبيل»؛ غزاه المسلمون مرارا وتكرارا، فغزاهم سنة 79ه، وقتل أميرهم «عبيد الله بن أبي بكرة»، فجهز الحجاج بن يوسف جيشا كبيرا، سمي «جيش الطواويس»، وأعطاه لعبد الرحمن بن الأشعث ليغزو به رتبيل، وذلك (على الرغم من البغض المتبادل الذي كان بين عبد الرحمن والحجاج)، فغزا ابن الأشعث رتبيل، وفتح الكثير من أراضيه، لكنه أوقف القتال ولم يكمل الفتوحات بعد ذلك، إنما حرض جيشه على الحجاج وعلى خلعه بل وخلع الخليفة، فوافقوه وبايعوه، وكانت تلك بداية واحدة من أعنف الثورات ضد الحكم الأموي على الإطلاق، مع أن وازعها لم يكن دينيا أو مذهبيا، إنما شخصيا. دخل ابن الأشعث البصرة وتبعه أهلها، ثم طرد منها فذهب إلى الكوفة، وقربها دارت وقعة دير الجماجم سنة 83ه وهزم فيها، فهرب إلى سجستان وانتحر هناك. كان والي العراق والمشرق (خراسان وسجستان وغيرها) طوال عهد عبد الملك، وجزء كبير من عهد ابنه من بعده هو الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد كان له دور كبير في إخماد الخوارج وتهدئة الأوضاع في العراق، بعد أن عصفت بها الثورات طوال العقود السابقة؛ حيث اتخذ سياسة ترهيب ضد أهلها، وكان يلاحق قادة الخوارج، وكل من يدعون لعصيان الخليفة وقتل الكثير منهم، وقد خلف هذا سمعة سيئة للدولة الأموية عند أهلها (على الرغم من أنهم كانوا بالفعل بيغضون الأمويين)، كانت سببا مهما وبارزا في سقوط الدولة لاحقا، كما فصلت بين أهل الشام كمؤيدين للخلافة، وأهل العراق كمعارضين لها. وقد منح هذا الأمر الحجاج سمعة سيئة في العراق، ويقول البعض عنه إنه قتل 100 ألف من أهلها، ولو أن مثل هذا الرقم غير مثبت. كان من أبرز الإنجازات في عهد عبد الملك أيضا بناء مسجد قبة الصخرة في القدس بجوار المسجد الأقصى سنة 691م، كما أنه عرب الكثير من الدواوين، وعرب سك النقود للمرة الأولى في تاريخ الدولة. وقد توفي عبد الملك بن مروان بن الحكم في شهر شوال، سنة 86ه، (أكتوبر سنة 705م)، تاركا الحكم لابنه الوليد، وقد جرت في عهده فتوحات عظيمة، وبلغت فيه الفتوحات الأموية ذروتها؛ حيث يمكن عدها الذروة الثانية للفتوحات الإسلامية بعد أيام عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. عزل حسان عن المغرب في عهد عبد الملك، وعين مكانه موسى بن نصير سنة 86 هجريا، فسار على رأس جيش كبير، وأتم فتح المغرب، ونجح في إدخال الكثير من قبائل البربر في الإسلام، وفي سنة 90ه وصل إلى مدينة طنجة ففتحها، ووضع فيها حامية من 12,000 رجل بقيادة طارق بن زياد الليثي. وحسب ما رواه الذهبي فقد جهز موسى بن نصير ابنه عبد الله للفتح منذ عام 86ه، عندما أمره بفتح جزيرتي ميورقة ومنورقة الواقعتين على ساحل الأندلس، لكن هناك أيضا رواية أخرى -رواها ابن الأثير- تذكر أن أمير مدينة سبتة «يوليان» دعا ابن نصير بنفسه لفتح الأندلس، وتخليصه من حكم القوط الغربيين (حكام الأندلس آنذاك)، وأخبره بأن البلاد كانت في حالة من الفوضى والنزاعات الداخلية، لذا فإنه لن يشهد مقاومة كبيرة، وعلى إثر ذلك استأذن ابن نصير الخليفة في فتح الأندلس، فأذن له على أن يتأكد من حسن نوايا يوليان، لذا أرسل ابن نصير حملة استطلاعية من 500 رجل بقيادة طريف بن مالك، فأكد له أقوال يوليان، وما إن تأكد ابن نصير من صدق يوليان أرسل طارق بن زياد قائدا لسبعة آلاف (7,000) جندي إلى الأندلس، في شهر رجب، سنة 92ه، (مايو سنة 711م)، فتجهز ملك البلاد لذريق (رودريك) لملاقاته، وسار إليه ب100,000 رجل، فزاد ابن نصير خمسة آلاف إلى طارق، والتقى الجيشان في معركة وادي لكة التي انتصر فيها المسلمون وقتل لذريق، وفتحت الأندلس بعدها، مدينة تلو الأخرى، دون مقاومة تذكر. وعلى الرغم من رغبة موسى بن نصير في إكمال الفتوحات، بل ونيته في فتح أوروبا كلها، من الأندلس حتى يبلغ القسطنطينية من الغرب، عارض الوليد بن عبد الملك هذا الأمر بشدة، لما قد يعود به من عواقب على جيوش المسلمين في تلك البلاد البعيدة، وأمر ابن نصير وطارق بن زياد بالعودة إلى دمشق، فامتثلا لأمره، وبقيا هناك حتى وفاتهما، وعلى إثر ذلك توقفت فتوحات أوروبا حتى نهاية عهد الوليد. وفي بلاد الروم -البيزنطيين- استمر الصوائف والشواتي على الدوام، لكن كانت الحدود الفعلية شبه ثابتة؛ حيث يعود المسلمون دائما إلى حصونهم بعد الغزوات. ومن الغزوات الكبيرة غزوتان لمسلمة بن عبد الملك، واحدة سنة 89ه؛ وصل فيها حتى مدينتي عمورية وهرقلية، وأخرى في سنة 92ه؛ عبر فيها كل الأناضول، حتى بلغ بحر مرمرة. كما غزا المسلمون في البحر جزيرتي ميورقة وصقلية سنة 89ه، وجزيرة سردينيا سنة 92ه بقيادة عطاء بن رافع الهذلي. عين الحجاج بن يوسف الثقفي قائدين في المشرق، كان لهما دور بارز جدا في الفتوحات خلال عهد الوليد بن عبد الملك؛ تولى أولهما، وهو قتيبة بن مسلم الباهلي قيادة جيوش خراسان سنة 87 / 706 ، وقد باشر قتيبة فتوحاته في بلاد ما وراء النهر في العام نفسه، ففتح بيكند، ثم فتح بخارى وبلخ سنة 90ه، وسمرقند سنة 93ه، وكابل سنة 94ه، وأخيرا فتح كاشغر سنة 96ه، (وهي عاصمة تركستان الشرقية)، وهكذا بلغ حدود الصين، ولم يغز الصين قط، غير أنه أجبر إمبراطورها على دفع الجزية للأمويين، وكانت تلك أقصى فتوحات المشرق، حيث عزل عن ولايته في العام ذاته، وقد بلغت بذلك مساحة الأراضي التي ولي عليها، (وهي ولاية خراسان، وعاصمتها آنذاك مرو) أكثر من 4,000,000 كيلومتر مربع، وبلغ طول حدودها أكثر من 4,000 كم. وأما محمد بن القاسم الثقفي فقد تولى في الوقت ذاته فتح إقليم السند وقد سبقه عده فاتحين؛ حيث سار في شهر ربيع الأول، سنة 89ه، (707 )، على رأس جيش قوامه 6,000 رجل، وهو ابن سبعة عشر عاما، وفتح مدينة «الدبيل»، الواقعة مكان كراتشي اليوم سنة 93ه، وقد فر منها ملك السند داهر، الذي التقاه المسلمون لاحقا في معركة على نهر مهران، وانتصروا فيها، وقتلوا داهر على الرغم من استعانة الهنود بالفيلة في المعركة. وأخيرا فتح مدينة الملتان سنة 94ه، وهي من أهم مدن تلك البلاد، وبذلك أتم فتح السند، وضمت بدورها إلى الدولة الأموية. كان من الإنجازات البارزة الأخرى في عهد الوليد بناء الجامع الأموي الكبير، أو مسجد بني أمية في مدينة دمشق؛ إذ كان مقسما بين المسلمين والنصارى لتأدية عباداتهم منذ فتح الشام، لكن مع ازدياد أعداد المسلمين قرر الوليد تحويله بأكمله إلى مسجد، وذلك مقابل تعمير أربع كنائس للنصارى في المدينة، وكان ذلك في السنة نفسها التي تولى فيها الخلافة. ولكن بناء المسجد لم يكتمل إلا بعد عشر سنوات، في عام 715 ؛ حيث إن العمل كان كبيرا، واحتاج وقتا طويلا. كما قام الوليد بتوسعة المسجد النبوي في المدينة، واهتم بتعبيد الطرق في الدولة، خصوصا الطرق المؤدية إلى مكة لتسهيل الحج إليها من أنحاء العالم الإسلامي. توفي الوليد في شهر جمادى الآخرة، سنة 96 / فبراير سنة 715 ، وتولى الخلافة من بعده أخوه سليمان بن عبد الملك. وفي عهده فتح يزيد بن المهلب -والي خراسان- سنة 98ه إقليمي طبرستان وقهستان. وأما الحدث الأبرز في عهده فقد كان حصار القسطنطينية سنة 98ه، وهو حصار أداره بنفسه مع أخيه مسلمة بن عبد الملك من أرض دابق، وظل هناك سنة كاملة، حتى توفي وهو لايزال في دابق في شهر صفر سنة 99ه، (سبتمبر سنة 717م)، وقد امتدحت خلافته، وقيل عنه إنه أحسن معاملة الناس، بعد أن كان قد شد عليهم الحجاج في أيام كل من عبد الملك والوليد، كما امتدح أيضا لاختياره ابن عمه عمر بن عبد العزيز خليفة من بعده. اشتهر عهد عمر بن عبد العزيز بأنه عهد عم فيه رخاء واستقرار عظيم في أنحاء الدولة الأموية، وساد فيه العدل، حتى إنه يقال إن المتصدقين كانوا يبحثون فيه عن فقراء ليعطوهم المال فلا يجدون، كما أنه كثيرا ما يلقب، نظرا إلى ذلك، «الخليفة الزاهد» أو «خامس الخلفاء الراشدين»؛ حيث قيل إن أيام الخلافة الراشدة قد عادت في عهده. عندما بويع عمر بالخلافة قرر وقف الفتوحات نظرا للاتساع الكبير للدولة، وتوجه بدلا من ذلك إلى توطيد الحكم وإصلاحه، والاهتمام بأمور الناس، ودعوة أهل المناطق المفتوحة إلى الإسلام، بدلا من فتح المزيد من البلاد. وقد أخذ عمر بن عبد العزيز أيضا من أقربائه من بني أمية ما في أيديهم من مال، وأعاده إلى بيت مال المسلمين، ووصفه بأنه «مظالم»، وقد أغضب ذلك بني أمية، فجاؤوا إلى بيته يشكون، غير أنه رفض رفضا شديدا، وقال: كما قال سفيان الثوري: «الخلفاء خمسة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، وما كان سواهم فهم منتزون». ومما يروى أيضا عن زهده أنه لم يكن ينفق على نفسه سوى درهمين اثنين في اليوم، ومرة دخل عليه ابن عمه مسلمة فوجده بقميص بال ومتسخ، فأمر زوجته فاطمة بإعطائه قميصا نظيفا، وعندما عاد مجددا وجده على الحال نفسها، فعاتبها، فأخبرته أنه لم يكن يملك قميصا غيره. وقد أصلح عمر بن عبد العزيز الأراضي الزراعية، وحفر الآبار، ومهد الطرقات، وعمر الخانات (الفنادق) لأبناء السبيل، كما بنى المساجد، وحكم بعودة الأراضي المغتصبة غير المسجلة إلى بيت مال المسلمين، وأسهمت إصلاحاته المختلفة هذه في القضاء على الفقر في أنحاء الدولة. شهد عهد عمر بن عبد العزيز أول تحرك جديد للخوارج منذ أيام عبد الملك، بعد أن استكانوا لزهاء ثلاثة عقود منذ أيام الحجاج، وقد أرسل إليهم عمر جيشا، غير أنه أمره بعدم الهجوم، وفي حال سفك الخوارج دماء أو اعتدوا على الناس فليحل الجيش دون ذلك، وفي الآن ذاته بعث رسولا إلى قائد الخوارج بسطام اليشكري يدعوه إلى التوقف، وبعد عدة مراسلات بينهما اقتنع بسطام بالتخلي عن التمرد. وأما الفتوحات والحروب فكانت محدودة في عهده؛ حيث أمر الجيش الذي أرسله سليمان لمحاصرة القسطنطينية بالرجوع، وقام ببعض الغزوات في الأناضول وأذربيجان؛ (كما اعتاد المسلمون مع الروم في معظم أيام الأمويين). توفي عمر بن عبد العزيز في شهر رجب، سنة 101ه، (يناير سنة 720م)، بعد أن دامت خلافته لسنتين ونصف تقريبا، وقد تولى الخلافة بعده ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ويعتبر الكثير من المؤرخين؛ مثل ابن كثير، أن يزيد تأثر بعمر في بداية خلافته، وأراد اتباعه في خلافته وحسن سيرته، غير أن أقران السوء أفسدوه. وعلى أية حال فإن يزيد بن عبد الملك لم يكن ذا خبرة ومقدرات تؤهله للخلافة؛ إذ كان شابا لا يزيد عمره عن 29 عاما، قضى أغلب حياته في اللهو والترف، وقد كان يمكن لعهده أن يشهد انحطاطا كبيرا للدولة، لولا بعض رجالها الذين حافظوا على قوتها؛ مثل مسلمة بن عبد الملك، وقد كان عهده بالفعل عهد ضعف نسبي للدولة. غزا المسلمون إقليم الصغد في ما وراء النهر عدة مرات، خلال خلافة يزيد، بعد أن نقض أهله عهدهم مع المسلمين (في سنتي 102 و104ه)، كما استمروا بغزواتهم المعتادة في الصوائف والشواتي ضد البيزنطيين. كما كانت هناك موقعتان كبيرتان في فرنسا؛ حيث عبر السمح بن مالك الخولاني جبال البرانس بجيشه سنة 102ه، وحاصر تولوز، فسار إليه دوق فرنسا والتقيا في معركة طولوشة التي انتهت بهزيمة المسلمين. كما سار أمير الأندلس -عنبسة بن سحيم الكلبي- بعدها على رأس جيش إلى فرنسا، وفتح سبتمانيا، وليون وتوغل في منطقة بورغونية، وغزا في فترة مقاربة محمد بن يزيد جزيرة صقلية. وكان من أكبر الأحداث التي شهدها عهد يزيد ثورة ضخمة للخوارج، قادها يزيد بن المهلب؛ حيث ثار على الخليفة، ودعا إلى خلعه، وبايعه أهل البصرة، ثم امتد نفوذه إلى الجزيرة الفراتية والبحرين وفارس والأهواز، غير أنه هزم وقتل ضد مسلمة -أخو يزيد- في معركة عفر قرب الكوفة، في شهر صفر، سنة 102 / أغسطس سنة 720 ). توفي يزيد بن عبد الملك في أواخر شهر شعبان من سنة 105ه / يناير سنة 724 ، وكان قد وصى بالخلافة من بعده لأخيه هشام، فابنه الوليد. كان هشام بن عبد الملك، على عكس أخيه الذي سبقه، خليفة قويا ذا خبرة وحنكة سياسية، فأدار الدولة لذلك بكفاءة عالية، وقد تمكن من الحفاظ على استقرارها طيلة عهده الطويل. وعلى الرغم من عدم حدوث فتوحات كبيرة في عهده بضم أراض جديدة للدولة، كتلك التي كانت في عهد الوليد، كانت الغزوات واسعة جدا، وكان القتال محتدما على جبهة الشرق في السند وما وراء النهر، والشمال في الأناضول والقوقاز، والغرب في الأندلس وجنوب غالة (فرنسا). كما شهد عهد هشام بن عبد الملك بلوغ الدولة الأموية ذروة اتساعها وأقصى حدودها؛ حيث امتدت من أطراف الصين شرقا إلى جنوب فرنسا غربا. كان المسلمون قد بسطوا سيطرتهم على إقليم سبتمانية منذ سنة 101ه، وأصبح منذ ذلك الوقت مركزا لهم للإغارة على مدينتي بورغندية وأقطانية في جنوب فرنسا الحالية، وقد انتصر عليهم دوق أقطانية في معركة طولوشة (تولوز) على أيام يزيد، وقتل قائدهم عنبسة بن سحيم الكلبي، غير أن المسلمين استأنفوا القتال بعد أن عين عبد الرحمن الغافقي واليا جديدا للأندلس، والذي قادهم على رأس جيش من 8,000 جندي، سنة 112هجريا، (730 )، فنهبوا بونة، وفرضوا الجزية على سان وفتحوا أبينيون. وقد تابع المسلمون تقدمهم، فانطلق عبد الرحمن على رأس جيش سنة 112ه، وفتح برديل (بوردو) فأقطانية وبرديل وغيرها، وفي النهاية خاض معركة بلاط الشهداء سنة 114ه، (732 )، التي انهزم فيها المسلمون، ولم يتابعوا زحفهم، فوصلت بذلك فتوحات الأمويين في المغرب أقصاها في عهد هشام، وظل المسلمون محتفظين بحدودهم هذه بجنوب بلاد الفرنجة، (عند سفوح جبال البرانس الشمالية)، حتى سنة 181 . استمرت الغزوات والصوائف والشواتي ضد البيزنطيين في عهد هشام بن عبد الملك كما كانت الحال طوال العهد الأموي، غير أن هذه الغزوات، كالعادة أيضا، لم تغير حدود الدولتين الأموية والبيزنطية. وقد قطعت صائفة سنة 107ه البحر إلى جزيرة قبرص، وفتح مسلمة بن عبد الملك مدينة قيصرية سنة 108ه، ووصل سعيد وسليمان بن هشام إليها أيضا في سنة 111ه، وقد نجح الثاني في هزم قسطنطين وأسره خلال الغزوة. وفي البحر الأبيض المتوسط غزا أمير إفريقية «حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع» جزيرة صقلية، وفتح بها مدينة سرقوسة سنة 121ه، كما غزا عبيد الله بن الحبحاب جزيرة سردينيا سنة 117ه، وتمكن من السيطرة على قلعتها. غزا المسلمون أيضا منطقة أرمينية والقوقاز مرارا وتكرارا في عهد هشام؛ حيث غزاها الحجاج بن عبد الملك بداية، وفرض عليها الجزية، غير أن غزوها أعيد بعد نقضها العهد مرات كثيرة؛ فقد حدث ذلك في سنة 110ه، ثم 112ه، ثم 113ه، فقتل ابن خاقان الترك في الأخيرة، فتوجه لقتال المسلمين انتقاما لابنه سنة 114ه، غير أنه هزم، ثم نقض العهد مجددا سنة 117ه فغزاهم المسلمون مجددا، ثم تكرر الأمر ذاته سنة 120ه، وأخيرا غزا مروان بن محمد بلاد السرير سنة 121ه، وفرض عليها الجزية، كما شهد ذلك العام وفاة مسلمة بن عبد الملك، بعد أن قاتل بشدة لعقود ضد الأتراك والبيزنطيين. وعلى جبهة الشرق استمرت الغزوات طوال الوقت، لكن دون تحقيق فتوحات كبيرة؛ فقد غزا المسلمون فرغانة سنة 106ه، ثم بلاد الجبل، وجبال هراة وبلاد الختل، غير أن أهل الأخيرة نقضوا العهد فأعيد غزوها سنة 112ه، فرد سكانها بالأتراك بأن جاءوا وغزوا سمرقند، فاقتتل معهم المسلمون قتالا شديدا وانتصروا عليهم. وأعيد غزو بلاد الختل سنة 119ه، وقتل ملكها «بدر طرخان»، كما قتل ملك الترك سنة 120ه. وقد غزا المسلمون ما وراء النهر ثلاث مرات سنة 121ه، وفرغانة مرتين سنة 123ه. لم تتوقف ثورات الخوارج في عهد هشام، كما كانت الحال في أغلب فترة حكم الأمويين، وكان من أبرز ثوراتهم عليه ثورة «شبيب بن صحاري» الذي قتل في معركة بالعراق سنة 119ه، كما شهدت السنة نفسها ثورة في الجزيرة، وشهد عهد هشام أيضا ثورة للخوارج في الأندلس، وثورة كبيرة في المغرب الأقصى، عرفت بثورة البربر. غير أن أكبر الثورات في عهده، على الإطلاق، كانت ثورة زيد بن علي بن الحسين، وقد بدأت ثورته بأن أرسل إليه أهل الكوفة يقولون له: «إنا لنرجو أن تكون المنصور، وأن يكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية»، فرد عليهم: «إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلتكم بأبي وجدي»، وعلى الرغم من ذلك استجاب لدعوتهم، وأعلن الثورة على هشام سنة 121ه، وبايعه 15,000 رجل، وكانت تلك أول ثورة للشيعة منذ عهد مروان بن الحكم. وقد أمر هشام والي الكوفة «يوسف بن عمر الثقفي» بإخماد الثورة، فتوجه إلى زيد بن علي، وهنا انفض عنه أغلب من بايعه، فلم يبق ممن كان معه سوى 200 رجل، وقد هزم وقتل زيد في المعركة، ومع ذلك فقد حزن هشام على موته، لكرهه سفك الدماء. توفي هشام بن عبد الملك في شهر ربيع الآخر، سنة 125ه، (فبراير سنة 743م)، وكان آخر من حكم من أبناء عبد الملك بن مروان، وبعده آل الحكم إلى جيل الأحفاد، وكانت تلك بادرة انحطاط الدولة. وقد كان حكم جيل الأحفاد -المرحلة الثانية من عصر المروانيين- عهدا توقفت فيه الفتوحات بعد كل ما حققته في العقود الماضية، وغرقت الدولة بدلا من ذلك في صراعاتها ونزاعاتها الداخلية. وقد كان ولي عهد هشام هو الوليد بن يزيد؛ حيث عينه والده يزيد بن عبد الملك ولي عهد ثان، نظرا إلى صغر سنه آنذاك، ولكن حتى عندما توفي هشام بعد عقدين كان لايزال شابا يعيش حياة لهو وترف على شاكلة والده، ولم تكن لديه مؤهلات كافية للخلافة، وقد كان عهد الوليد الثاني هو بداية انحطاط وسقوط الدولة الأموية. كان هشام يخطط في عهده لوضع ابنه مسلمة وليا للعهد بدلا من الوليد، الذي لم ير فيه أهلية للخلافة؛ (على الرغم من أن مسلمة لم يكن مختلفا كثيرا في لهوه وترفه عن الوليد في الواقع)، وقد أيده بعض من حوله في ذلك، مما أخاف الوليد من أن يدبر هشام لقتله، لكن الأجل وافى هشاما قبل أن يحدث ذلك، فاستغل الوليد الفرصة وأخذ الخلافة لنفسه، ثم أخذ بملاحقة من أيد تنصيب مسلمة وليا للعهد مكانه، وانتقم منهم مستغلا سلطاته كخليفة. وقد أدت انتقامات الوليد هذه إلى ثوران بعض القبائل التي انتمى إليها ضحاياه؛ حيث طالبت بالثأر، فاجتمع عدد كبير منها، وأيد القدرية الثورة لأنها كانت ضد حكم بني أمية، وقد استمال هؤلاء يزيد بن الوليد فقادهم، وجمع 1,000 رجل في دمشق بعد أن عرض عليهم الكثير من المال، ثم سار إلى منزل الخليفة فقبض على الوليد وقتله؛ إذ إنه لم يكن يملك حامية كبيرة، وكان ذلك في شهر جمادى الآخرة، سنة 126ه، (أبريل سنة 744م)، وقد فتح مقتله باب فتن كبيرة عصفت بالدولة. حاول يزيد الثالث أن يكون خليفة صالحا وزاهدا على طريقة عمر بن عبد العزيز؛ فحاول التقشف، وأعاد رواتب الجند إلى ما كانت عليه بعد أن رفعها الوليد في عهده، فأغضب ذلك الجند الذين منحوه لقب «الناقص»، وقد فجع كثيرون آخرون بمقتل الخليفة ولم يبايعوا يزيد، ولذلك فقد أخذت الدولة بالتدهور سريعا في عهده، وسرعان ما توفي بعد حكم دام ستة أشهر، وفي السنة نفسها؛ تلك التي تولى فيها الخلافة، بعد أن نصب أخاه إبراهيم بن الوليد وليا للعهد بناء على طلب القدرية. اضطربت الأوضاع كثيرا بعد وفاة يزيد؛ حيث رفض الكثير من الناس بيعة أخيه إبراهيم، واعتبروه هو ويزيد مسؤولين أساسيين عن مقتل الوليد، والفتن التي فجرها مقتله، وهنا تدخل مروان بن محمد (ابن عم إبراهيم ويزيد، ووالي أرمينية وأذربيجان)، وسار إلى دمشق على رأس جيش من 80,000 جندي، وكان قد أتاها من قبل في أيام يزيد، لكن ذاك استرضاه ووعده بالإصلاح، ولكنه عزم هذه المرة على خلع الخليفة، ودخل المدينة في شهر ربيع الآخر، سنة 127ه، (745م)، فهرب منها إبراهيم، وبويع مروان بالخلافة. كان مروان بن محمد خليفة قويا، ذا حنكة وكفاءة عاليتين في إدارة الدولة، كما كان قائدا عسكريا ذا خبرة عالية؛ خاض حروبا طويلة مع البيزنطيين، وميزه ذلك عن الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، غير أن الأوان كان قد فات لإصلاح أمور الدولة، وكانت قد سقطت بالفعل في فوضى ونزاعات داخلية عارمة، ولذلك فقد كانت نهايتها في عهده هو. عندما بويع مروان بالخلافة كان من الأشياء الأولى التي فعلها هي نقل العاصمة من دمشق إلى مدينة حران في الجزيرة؛ إذ إنه لم يثق بمن في الشام، وكانت ثقته محصورة بمساعديه وقادته الذين عرفهم وتعامل معهم لسنوات طويلة خلال ولايته على أرمينية وأذربيجان، غير أن هذا التصرف جاء بعواقب وخيمة؛ حيث ثار عليه أهل الشام، فبدأت الثورة من فلسطين، ثم زحفت إلى دمشق فحمص، وبذلك خسر تأييد أهل الشام أنفسهم، وهم أنصار الأمويين الأساسيين، مع أنه سرعان ما سار وقمع الثورة، لكن لم تستكن الأمور؛ فقامت الثورات واحدة تلو الأخرى، مرة في الجزيرة واليمن سنة 127ه، وأخرى في الموصل سنة 129ه، ثم في إفريقية في سنتي 131ه و132 ، فضلا عن الانقسامات الداخلية بين القبائل العربية المختلفة وداخل البيت الأموي نفسه. وقد أنهكت هذه الثورات المتتالية مروان؛ فأخذ يتنقل من منطقة إلى أخرى يحاول السيطرة على الدولة ومنعها من الانهيار، ولكنه تفاجأ، وهو غارق في صراعاته الداخلية يقمعها واحدا تلو الآخر، بالمد العباسي يأتي من المشرق، فيكتسح خراسان فالعراق، فسار إليهم ووقعت معركة الزاب الكبير في شهر جمادى الآخرة، سنة 132 / فبراير 750 ، وقد كانت هذه المعركة هي نهاية الدولة الأموية وسقوطها، وقتل مروان بعدها ببضعة شهور. أخذ العباسيون بعد قيام دولتهم بملاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فر الكثير منهم بعيدا، محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء عبد الرحمن الداخل، الذي فر إلى الأندلس، وأعلن استقلاله بها، وتأسيس إمارة أموية في قرطبة سنة 138 / 755 . وقد تمكن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة؛ فأسسوا الدولة الأموية في الأندلس، وظلوا يحكمونها زهاء ثلاثة قرون، غير أن مصيرها في النهاية كان السقوط سنة 422 / 1031 ، بعد أن تفككت الأندلس إلى إمارات صغيرة مستقلة. يمكن القول بأن المجتمع في عهد الدولة الأموية -على الرغم من عدم امتلاكه تدرجا اجتماعيا دقيقا أو صارما- قد تألف من خمس طبقات أساسية؛ هي: الخلفاء والولاة والعلماء والأثرياء والعامة، فالطبقة الأولى هي الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا في الدولة، ولهم الصلاحيات المطلقة بها، ثم يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو الديوان فالعلماء، وقد كان احترام العامة للعلماء يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، على الرغم من أنهم يأتون في الطبقة الثالثة، ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر، وأخيرا تأتي الطبقة الخامسة وهي عامة الناس؛ مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم. لقد عاش العرب عموما حياة بسيطة في أيام الإسلام وقبله؛ فكان طعامهم على سبيل المثال يتألف من بضعة أصناف فحسب، أفخرها على الإطلاق هو اللحم مع الثريد، ولكنهم مع توسع الفتوحات في العصر الأموي، وترامي أطراف الدولة وازدهارها، اختلفوا حالا، واقتبسوا عادات الكثير من الثقافات التي احتكوا بها نتيجة الفتوحات؛ فأصبحوا يستخدمون أدوات فخارية وخشبية لتناول الطعام، كانت تأتيهم من الصين؛ مثل الشوك والملاعق، وأصبحوا يتناولون طعامهم على موائد وكراس خشبية بدلا من أن يجلسوا على الأرض ويتناولوه بأيديهم كما في السابق، وقد أسهم في نقل مثل هذه العادات الحياتية والاجتماعية إلى العرب إحضارهم الكثير من الجواري إلى بلادهم، فنقلن إلى العرب عادات وتقاليد شعوبهن. كانت المناسبات الإسلامية، وأبرزها عيدا الفطر والأضحى، ذات صدى كبير في أنحاء الدولة الأموية؛ فكان يخرج الخليفة في موكب مهيب وسط رجال الدولة الكبار، يتقدمهم الجند لأداء صلاة العيد. كما أن الأعراس والأفراح، بعد أن كانت بسيطة جدا في عهود الخلفاء الراشدين وما قبل الإسلام، باتت مترفة جدا، وتنفق عليها أموال طائلة؛ فكانوا يقيمون ولائم عظيمة في الأعراس، ثم يلعب الفتيان بالرماح ويتسابقون بالخيل، فيما يجلس النساء يتحدث بعضهن إلى بعض، وأما العروس فكانت تزين بزينة عظيمة، ويحيط بها خدمها يغنون لها حتى تذهب إلى بيت زوجها. وقد كان من وسائل الترفيه والتسلية الشائعة في تلك الحقبة جلب المغنين أو «المضحكين» الذين يلقون النكات ويضحكون الناس. كما كانت ألعاب النرد والشطرنج شائعة أيضا، وقد أخذهما العرب من الفرس. كما كانوا يرفهون عن أنفسهم بالصيد والرياضة، وقد أقامت الدولة في عهد هشام بن عبد الملك سباقات كبيرة للخيل، بلغ عدد المشاركين فيها 4,000 حصان في إحداها. عموما امتاز المجتمع في العصر الأموي بالترف الكثير، على النقيض من عهود الإسلام السابقة، ولم ينعكس ذلك على المناسبات والعادات الاجتماعية فحسب؛ فقد انعكس على ملابس العامة أيضا، فتنافس الناس وخصوصا الخلفاء وكبار رجال البلاط في شراء الملابس الجديدة والفاخرة والمتميزة، وأصبح الجميع يرتدون جبابا وأردية وسراويل وعمائم وقلانس، ومع ازدياد الإسراف أصبح التجار يجلبون معهم إلى البلاد الإسلامية مختلف أنواع الحرير والصوف، بين موشى ومطرز، ومحاك بالذهب والفضة، ومرصع بالأحجار الكريمة. وكان خلفاء بني أمية يرتدون ملابس بيضاء على الأغلب، ومن أفخر أنواع القماش المطرز. وكان من قطع الملابس التي ارتداها الأمويون: القباء (رداء أو زي خارجي مفتوح عند الرقبة، أو يقفل بأزرار، وهو ضيق الكمين، وفي بعض الأحيان متوسط الاتساع)، والدراعة (جبة مشقوقة من الأمام)، والطيلسان (الطرح التي تغطي الرأس)، والغلالة (ثوب رقيق شفاف يشبه القميص الذي ترتديه المرأة)، والملحفة (ملاية)، والإزار (لباس لستر العورة)، والشاشية (قبعة)، والتكة (رباط السروال). كما أن أسلوب إنتاج الأقمشة الخاصة المطرزة في المناسج الملكية قد ولد في العصر الأموي، ثم تطور لاحقا وساد في أنحاء الدولة الإسلامية خلال العصور الوسطى، وكان أول خليفة أموي يؤسس مصانع خاصة للنسيج المطرز هو هشام بن عبد الملك. وقد كان من الظواهر المهمة في العصر الأموي أن أصبح غير المسلمين يرتدون ملابس العرب الفاخرة، حتى جاء عهد عمر بن عبد العزيز الذي حرم على أهل الذمة ارتداء لباس الرأس العربي، ومنه العمامة والعصب والطيلسان والملابس العسكرية العربية والأردية الخاصة مثل القبعة، وكان على هؤلاء أن يرتدوا حزاما متميزا يسمى المنطق وأحيانا الزنار. على الرغم من أن العصر الذهبي للعلوم والحضارة الإسلاميين كان في العهد العباسي كان للأمويين دور بارز في التمهيد لهذا الازدهار والتهيئة له؛ إذ إنهم أرسوا أسس التراث العلمي الذي بنى عليه العباسيون. ومن أهم هذه التطورات التي هيأت للنهضة العلمية العباسية حركة التعريب في عهد عبد الملك بن مروان، الذي جعل من اللغة العربية لغة رسمية للدولة فأصبحت بذلك تستخدم في كل أصقاعها من المشرق إلى المغرب، كما أسهم الوليد كثيرا بإنشائه المدارس والمستشفيات تحت رعاية الدولة التي أسهمت هي الأخرى في النهضة الإسلامية اللاحقة. وقد كان من أهم الإنجازات في تطوير الحركة العلمية في العصر الأموي تدوين العلوم وتعريبها للمرة الأولى، وهو ما أتاح لعلماء العرب والمسلمين الاطلاع عليها بسهولة، كمان أن اتساع الدولة ودخول شعوب جديدة في الإسلام أتاح الفرصة للتعرف على حضاراتها، والاستفادة من تلك المعارف في تطوير الحضارة الإسلامية. كان أول من أنشأ مدارس منظمة تعمل برعاية الدولة وتحت إشرافها في التاريخ الإسلامي هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وقد ساعد انتشار المدارس كثيرا على التهيئة لنهضة علمية عظيمة في العصر الأموي، لتكون النهضة العلمية فيما بعد؛ في العصر العباسي، أشمل وأعظم. كما كان من إنجازات الوليد الأخرى أنه أول من أنشأ المستشفيات في التاريخ، وأنشأ إلى جانبها البيمارستانات، وهي دور وظيفتها إيواء المعاقين وذوي الأمراض العقلية والعصبية، وقد اعتمدت الكثير من المشافي التي أنشئت لاحقا في قارة أوروبا على نمط وأسس مشافي الوليد بن عبد الملك، وأصبح الأطباء الأجداء يتتلمذون على أيدي أطباء هذه المشافي، وكان ذلك البادرة الأولى لولادة المدارس الطبية في التاريخ. كانت حركات تدوين تاريخ العصر النبوي والراشدي، وحتى الأموي نفسه، في العصر العباسي في معظمها، غير أن حركة تناقل الأخبار وتسجيلها على نحو محدود بدأت منذ العهد الأموي، وحفظت بذلك استعدادا لتدوينها في أيام العباسيين. وقد أسهمت في هذه الحركة عدة عوامل؛ منها دخول الكثير من الناس من الأمم الأخرى في الإسلام، وقد نقل هؤلاء أخبار تواريخ أممهم إلى العرب ورووها لهم، كما ألف بعضهم كتبا خاصة تتحدث عن التاريخن ومغازي الرسول منذ تلك الفترة؛ منهم: وهب بن منبه، وعروة بن الزبير بن العوام (الذي يعد أول من صنف في باب المغازي)، وكذلك أبان بن عثمان بن عفان وشهاب الزهري. قبل العصر الأموي كان فن العمارة العربي بسيطا جدا، ولم يتسم بالكثير من المعالم والمميزات، ولم تبدأ العمارة الإسلامية باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيدا حتى العهد الأموي، غير أن العمارة الأموية جاءت متأثرة كثيرا، وشديدة الشبه بالعمارة البيزنطية التي كانت سائدة قبلها في بلاد الشام، بل إنها استنسخت تقريبا معالم الفن المعماري البيزنطي في كثير من الأحيان، دون تغيير كبير، أو إضفاء صبغة مميزة عليه. ويمكن ملاحظة هذا التأثير على سبيل المثال في مسجد قبة الصخرة؛ فنمطه المعماري يشبه إلى حد بعيد النمط البيزنطي المسيحي، ولو أنه مع ذلك يتسم ببعض المميزات الإضافية المستمدة من العمارة الإسلامية؛ فقد أضيفت إليه بعض المعالم الإسلامية، مثل: القبة والمئذنة، فضلا عن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي أضيفت إلى زخرفاته، وبهذا مزج الأمويون الطراز المعماري البيزنطي بالعربي فيما أصبح (الطراز المعماري الأموي)، وقد تميز هذا الطراز المعماري بالزخارف والفسيفساء. وقد اهتم بالعمارة من الخلفاء الأمويين خصوصا هشام بن عبد الملك، الذي كان النشاط العمراني في عهده في ذروته. ونظرا إلى ترامي أطراف الدولة الأموية تفاوتت كثيرا الأنماط والطرازات المعمارية في أنحائها المختلفة؛ إذ كانت على النحو الذي اعتادت عليه شعوب المناطق المفتوحة، وأما «العمارة الأموية» فظهرت في جلها بمنطقة بلاد الشام؛ مركز الدولة. وقد كانت القصور الأموية التي بنيت في هذه المنطقة فريدة؛ إذ لا توجد أي دلائل تاريخية أو أثرية على وجود مبان مثلها وبمثل طرازها في الشام قبل الحكم الأموي. وبشكل عام تعد القصور والمساجد الجامعة الكبيرة أبرز الإنجازات المعمارية في العصر الأموي. يعد كل من مسجد قبة الصخرة في مدينة القدس (المبني في عهد عبد الملك بن مروان) وجامع بني أمية الكبير في دمشق (المبني في عهد الوليد بن عبد الملك) اثنين من أشهر وأهم الإنجازات المعمارية الأموية على الإطلاق. ومن أبرز الإنجازات المعمارية الأموية أيضا توسعة كل من المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى قصري عمرة (قرب عمان)، والمشتى (قرب أريحا)، كما أنشؤوا مدنا كثيرة؛ من أبرزها: الرصافة في الشام، وواسط في العراق، وقم في فارس، وحلوان في مصر، والقيروان في تونس. ازدهر الاقتصاد في عهد الدولة الأموية ازدهارا كبيرا نتيجة للفتوحات الإسلامية الكبيرة، التي أدت إلى توسيع رقعة الدولة، ووفرت لها موارد هائلة أغنتها ووفرت لها كل حاجاتها. يوجد عدد محدود من ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/امويون
|
da87e822d1908fa68505367417152257
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.501434",
"source": "Wikipedia"
}
|
أيوبيو اليمن
|
اليمن في العصر الأيوبي
|
دخل اليمن في الحكم الأيوبي ما بين (569 - 626 / 1173 - 1229 )، ولم يتجاوز ثمانية وخمسين سنة، وقد شهد اليمن خلاله قيام الصراعات الداخلية بين القوى المحلية المختلفة، وعلى رأسها الزيدية والأيوبيين الوافدين إلى اليمن، والذين حاولوا توحيد البلاد وبسط نفوذهم وسيطرتهم عليها، وعلى الرغم من ذلك فقد حدثت في اليمن تغييرات هامة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية. بعد حملات الناصر صلاح الدين عام 1173 إلى اليمن والتي كللت بالسيطرة على البلاد والقضاء على الإمارات المحلية، أسس قائد الأيوبيين توران شاه بن أيوب (1173-1181) -أخو صلاح الدين- سلالة محلية، تم بعد ذلك إكمال السيطرة على مكة والحجاز. آل الحكم بعدها إلى أخوه الثاني سيف الإسلام طغتكين (1181-1196) وذريته. انتقل حكم اليمن بعد الأيوبيين إلى الرسوليين الذين كانو من رجال الأيوبيين، وكان ذلك في عام 1229. ظلت المنطقة التهامية ومناطق أخرى من اليمن جنوبا وشرقا تحت المظلة العباسية حينا وتحت مظلة الدعوة الإسماعيلية حينا آخر حتى سقوط الدولة الزريعية الإسماعيلية في عدن ودولة بني مهدي الحميري في زبيد عام 569ه في يد سلاطين الدولة الأيوبية بعد قضائهم على الدولة الإسماعيلية في مصر، حيث تم للأمير توران شاه أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي السيطرة على تهامة اليمن والقضاء على دولة علي بن مهدي الحميري في زبيد ثم السيطرة على مدينة عدن والقضاء على آل زريع ثم اتجهوا شمالا إلى مدينة صنعاء لمواجهة سلاطين بنو حاتم الهمدانيين والإمام عبد الله بن حمزة، حيث تم لخليفة لسيف الإسلام طغطكين بن أيوب السيطرة على معظم اليمن حتى حضرموت وسور مدينة صنعاء، وبنى مدينة المنصورة على جبل الصلو بالحجرية واستمرت دولتهم حتى عام 628ه/1229م. ساهم حكام وسلاطين اليمن في العصر الأيوبي في الإنشاء والتعمير من جوامع ومدارس وقصور وجسور وأسوار وطرقات ودور ضيافة وذلك كمظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية، ولم يقتصر ذلك الإسهام في كل ذلك على فئة الحكام بل شمل أعيان البلاد وميسوريها كنوع من المشاركة والتفاعل والتكاتف لما فيه مصلحة المجتمع اليمني، وفي هذا الصدد كان للأيوبيين النصيب الأكبر في إقامة المدارس داخل اليمن، ورعايتها ورعاية القائمين عليها والدارسين فيها، مما كان له أثر كبير في خدمة الأهالي، خاصة وأن المستفيدين من ريعها الكثير من الناس ومن شتى الطوائف الدينية والمدنية، ويذكر لهم أيضا عدم تدخلهم في تغيير الكثير من العادات والتقاليد المتبعة داخل المجتمع، الأمر الذي عكس نفسه على حرص الناس في اليمن للمحافظة على بعض شئونهم الخاصة. أما على مستوى الحياة الاقتصادية فقد أبرزت الزراعة والثروة الحيوانية وتوافر المقومات الطبيعية والبشرية اللازمة لقيامها في اليمن، من خصوبة التربة وتنوع المناخ ووفرة المياه، فضلا عن تشجيع الحكام والولاة في اليمن للزراعة والاهتمام بها، وذلك من خلال إنشائهم البساتين الملحقة بقصورهم والعناية بها وجلب الغرسات المختلفة لها من شتى الأقطار، وجعل تلك البساتين كمحطات تجارب زراعية، عممت بعد ذلك في أماكن مختلفة من بلاد اليمن. وبينت الدراسة الوسائل والطرق المتبعة في زراعة الأرض من حرث وبذر وسقاية وحصاد ووسائل تخزين الحبوب، وتفوق الفلاح اليمني منذ أزمنة بعيدة في هذا المجال لدرجة أن أطلق على اليمن البلاد السعيدة، الأمر الذي أدى إلى تنوع المحاصيل الزراعية، ووفرة إنتاجها بما يكفي حاجة البلاد الأساسية وتصدير الفائض من الإنتاج الزراعي إلى خارج اليمن. وكانت اليمن غنية بالمراعي الطبيعية والثروة الحيوانية المتنوعة لا سيما من الخيول والأغنام، مما جعل بلدان كثيرة تتسابق على استيراد خيول وأغنام اليمن لجودتها الفائقة، ومن هذه البلدان الهند ومصر. مقومات الصناعة في اليمن من مواد خام طبيعية وأيدي عاملة مدربة وماهرة، ذاعت شهرة بعض الصناعات اليمنية كالبرود اليمنية وألوانها الجميلة، وكذلك السيوف اليمنية ودقة صناعتها، وغيرها من الصناعات المعدنية الأخرى التي تشهد على براعة اليمنيين في هذا المجال، وذياع شهرتهم في هذه الصناعات وإقبال الدول المجاورة على استيرادها، بالإضافة إلى جملة الصناعات الأخرى، وأهمها النسيجية والخزفية والزجاجية التي أضافت لليمن شهرة إلى جانب شهرتها كمركز اقتصادي عالمي. اهتم السلاطين بالفنون الصناعية المختلفة كأساس لنهضة البلاد. في جانب التجارة الداخلية كان للتجارة نشاط إيجابي في بيع وشراء السلع بين المناطق اليمنية، واحتوت اليمن على أسواق عديدة وفي مناطق شتى من اليمن موسمية وأسبوعية ويومية ودائمة ومتخصصة، تتبع نظام الحسبة أو المحتسب في الأسواق اليمنية. أما في جانب التجارة الخارجية كان لليمن نشاط تجاري بحري وبري ربطها بأقطار خارجية عديدة، خصوصا وأن مدينة عدن كانت تمثل الوسيط التجاري بين بلدان الشرق وبلدان الغرب بحكم الموقع الجغرافي الذي تتبوأه، وهذا ما جعلها تمثل رافدا ماليا كبيرا لخزانة الدولة في العصر الأيوبي، الأمر الذي أدى إلى اهتمام ملوك بني أيوب بالتجارة وتشجيع التجار وتطوير النظم والأساليب التجارية وحماية الطرق التجارية من اللصوص والقراصنة، ومن جراء ذلك حدثت بعض الطفرات في زيادة الرسوم الجمركية في العصر موضوع الدراسة، التي لم تكن موجودة من قبل، وقد بينت في هذا الجانب كيف أن الأيوبيين فرضوا ضرائب إضافية عديدة على بعض السلع الواردة التي يوجد لها مثيل داخل اليمن، وذلك حماية للمنتج، وأبرزت أيضا قوائم السلع المتبادلة وقيمة العشور المفروضة عليها في ثغر عدن، وبينت كذلك كيف عمد اليمنيون إلى زيادة الرسوم على بعض المنتجات عند تصديرها في محاولة للإبقاء عليها لحاجة البلاد إليها. في مجال التجارة الخارجية والتبادل التجاري بين اليمن والأقطار الأخرى التي ارتبطت عبر البحر ،ومنها الصين الهند وشرق أفريقيا ومصر، وكذا أقطار عربية ارتبطت بعلاقات تجارية مع اليمن عبر البر، ومنها الحجاز والعراق والشام ومصر، وأوردنا أنواع السلع والبضائع والمصنوعات (المنتجات) الصادرة من اليمن إلى تلك البلدان، والتي يأتي في مقدمتها السيوف اليمانية والعقيق اليماني وغيرها، والواردة من تلك البلدان ويأتي في مقدمتها المواد الغذائية. كانت الموارد المالية الشرعية لخزينة الدولة في العصر الأيوبي هي الموارد الشرعية مثلك الزكاة والخراج والجزية، وكانت لهذه الموارد (الإيرادات) أوجه صرف محددة، وكلم تكن كافية لتغطية نفقات الدولة المختلفة، الأمر الذي جعل الدولة تقوم بفرض ضرائب وأموال(إيرادات غير شرعية) على أنواع التجارة وبعض الأراضي الزراعية، والتي شكلت رافدا كبيرا لبيت مال الدولة جعلتها تلبي حاجات الدولة المتنوعة ونفقاتها المختلفة، مثل مرتبات الجند والموظفين، ونفقات المصالحات وشراء الأسلحة، وبناء المرافق العامة العسكرية والدينية والمدنية، والإنفاق على الولائم والاحتفالات، وبناء القصور الخاصة بالسلاطين والأمراء، وغيرها الكثير من الإنفاقات الأخرى، مع بقاء الكثير من الأموال في خزانة الدولة التي لم يتم استغلالها في الأوجه الاقتصادية المناسبة والتي تعود بالفائدة على المجتمع اليمني.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أيوبيو اليمن
|
b24fc4322ce09a644d1567a74c0b7cd9
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.504114",
"source": "Wikipedia"
}
|
ايوبيون
|
الدولة الأيوبية
|
الدولة الأيوبية هي دولة إسلامية نشأت في مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء بلاد المغرب. يعد صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية، كان ذلك بعد أن عين وزيرا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبا عن السلطان نور الدين محمود في مصر، فعمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد مصر إلى تبعية الدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني. بعد وفاة نور الدين زنكي توجه صلاح الدين إلى بلاد الشام، فدخل دمشق، ثم ضم حمص ثم حلب، وبذلك أصبح صلاح الدين سلطانا على مصر والشام. كانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز، حيث قام صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين، والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب قلعة الكرك، والذي كان يدبر للهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وكان صلاح الدين قد اعتنى بميناء القلزم وميناء جدة، لأن أرناط كان قد عمر أسطولا في ميناء أيلة (العقبة)، وأرسل سفنا بلغت عيذاب، فاستولى صلاح الدين على أيلة. استرد صلاح الدين بيت المقدس في 27 رجب 583 الموافق 2 أكتوبر 1187م، بعد ثلاثة أشهر من انتصاره في معركة حطين، عقب ذلك سقطت في يده كل موانئ الشام، ما عدا مينائي إمارة طرابلس وأنطاكية، وانتهت الحرب الصليبية الثالثة بسقوط عكا بيد الصليبيين، وتوقيع صلح الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد. توفي صلاح الدين عام 589 بعد أن قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل، ولكنهم تناحروا فيما بينهم، وظل بعضهم يقاتل بعضا في ظروف كانت الدولة تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين. بعد وفاة العادل تفرقت المملكة بين أبنائه الثلاثة الكامل محمد على حكم مصر، والمعظم عيسى على دمشق وما حولها، والأشرف موسى على باقي الشام، لم يكد يتوفى العادل أبو بكر حتى انهال الصليبيون على الشام ومصر وخصوصا مصر في ثلاث حملات صليبية متتابعة أرغمت الكامل محمد على أن يتنازل طواعية عن بيت المقدس للملك فريدريك الثاني سنة 625 الموافق 1228م. اختلف الأشرف موسى مع المعظم عيسى على حدود النفوذ في الشام والجزيرة ووقعت بينهما الكثير من المشاكل والاضطرابات كرست الفتنة وعمقت أسباب الخلاف ومهدت لمزيد من التخبط وفتحت طريق سقوط الدولة. ولي بعد وفاة الكامل محمد ابنه الصالح أيوب وذلك سنة 637 ، والذي استرد بيت المقدس ودمشق وعسقلان بعد تحالفه مع القوات الخوارزمية الهاربة من الغزو المغولي. في آخر حياة الصالح أيوب هجمت الحملة الصليبية السابعة على مدينة دمياط يقودها لويس التاسع ملك فرنسا سنة 647 ، فرابط الصالح أيوب بالمنصورة، وهناك أصيب بمرض شديد تفاقم عليه حتى مات، فأخفت جاريته أم خليل الملقبة شجر الدر خبر موته وأرسلت لولده الأمير توران شاه وكان بالشام، فقاد الجيوش المصرية وحقق انتصارا كبيرا على الصليبيين، وأسر ملكهم لويس التاسع. لما حقق توران شاه انتصاره على الصليبيين استدار إلى زوجة أبيه وباقي قادة الجيش وكانوا جميعا من المماليك البحرية، وخطط للتخلص منهم وعزلهم، جعلت هذه الأمور شجرة الدر تتآمر مع المماليك على قتل توران شاه، فهاجموه في ليلة 28 محرم 648 الموافق 2 مايو 1250م وقتلوه، وبذلك انتهت الدولة الأيوبية. تحدث المؤرخون عن النسب الأيوبي واختلفوا حول هذا النسب، ولكنهم اتفقوا على أن جد الأيوبيين هو الملك الأفضل نجم الدين أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان. كتب كل من ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وابن خلكان وغيرهم عن نسب الأيوبيين، ولكنهم لم يجمعوا على رأي واحد، ولم يبتوا نهائيا في النسب الأيوبي حتى المعاصرين منهم، فمنهم من قال بأنهم كرد، ومن قال أنهم عرب أمويون، ومن قال أنهم عرب ينتسبون إلى علي بن أحمد المري، ولكن لم يثبت بأن أحدا من الأيوبيين نسب نفسه إلى الأكراد فمنهم من أيد الرأي الثاني وبعضهم أيد الرأي الثالث وقد نفوا جميعهم الرأي الأول. يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينية، وقد اختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد ابن الأثير في تاريخه أن أيوب بن شاذي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية، ويذكر أحمد بن خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قرية يقال لها "أجدانقان" وجميع أهلها أكراد روادية، وكان شاذي قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد»، بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم». الأيوبيون نفسهم اختلفوا في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى بني أمية، وأن نسبهم يرجع إلى أيوب بن شادي (أو شاذي) بن مروان بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، وحين بلغ ذلك الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قال: «كذب إسماعيل ما نحن من بني أمية أصلا»، أما الأيوبيون ملوك دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان وقد أحضر هذا النسب على المعظم عيسى بن أحمد صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود. شرح الحسن بن داود الأيوبي في كتابه «الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية» ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: «ولم أر أحدا ممن أدركته من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب». كما أن الحسن بن داود قد رجح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي محمد بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هدبة بن الحصين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مرة بن عوف بن أسامة بن بيهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش. تتفق ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/ايوبيون
|
940fe0668e2f76176684176ed4aa8dac
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.523110",
"source": "Wikipedia"
}
|
أيوبيو دمشق
|
أيوبيو دمشق
|
الأيوبيون أو أيوبيو دمشق: فرع من السلالة الأيوبية حكم في دمشق ما بين 1193-1250 . المقر: دمشق. قائمة الحكام:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أيوبيو دمشق
|
9e2e273ced98b83ff66ffa4d83aad955
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:22:38.523310",
"source": "Wikipedia"
}
|
Subsets and Splits
No community queries yet
The top public SQL queries from the community will appear here once available.